آخر 10 مشاركات |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-06-19, 12:04 PM | #108 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| البارت الخامس والثلاثون . بسم الله الرحمن الرحيم قراءة ممتعة . . "هل عندك شكٌ في من أنت؟ يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت يا امرأةً تكسر ، حين تمر ، جدار الصوت لا أدري ماذا يحدث لي ؟ فكأنك أنثاي الأولى وكأني قبلك ما أحببت " نزار قباني – . . ********************************** . . "السماء صايره سوداء بزياده اليوم !" هاذي كانت أفكارها وهي تشوف السماء من داخل السياره وعيونها مظلمه بشكل غريب..مخفضه جفونها بحزن وبداخلها غصه ماوقّفت من أول ماطلعت من الشقه والحين تحس أنها تختنق مع كل دقيقه تتنفس فيها كان السايق العجوز ملاحظ حزنها من أول ماركبت السياره وصوت بكاءها قبل دقايق خلاه يحس أنها تحتاج أحد يكون معها ويعرف اللي بداخلها سألها بإنجليزيه ركيكه لكن كانت واضحه عاطفته فيها السايق: هل أنت بخير يا آنسة؟ أجبرت نفسها تبتسم: لا تقلق ..كل شيء بخير! اختفى صوتها تدريجياً وهي تقول الجملة الأخيره وسكتت بسرعه..خافت ترجع تبكي مره ثانيه بإنفعال ماتعودت عليه من قبل..كلما تذكرت كلام الصيدلي تطلع لها صورة شوق وهي مبتسمه وهذا الشي اللي كسرها من داخل أكثر - قبل دقايق في الصيدليه – كانت تطقطق بأصابعها على الطاوله وهي واقفه تنتظر بقلق..كلما زاد توترها كانت تتنفس بعمق علشان ماتفكر بالإحتمالات الأسوأ و أن كل شي بيكون بخير نـزلـت راسها وهي تأكد كلامها الداخلي وبنفس اللحظه رجع الصيدلي ووقف مكانه قدامها ناظرها وهو يقول بتركيز: ان هذه الحبوب ليست للزكام كما قلت سابقاً..أظن أنها فيتامينات ومكملات تُصرف لما بعد مرض السرطان حست قلبها ينبض بقوة من كلامه..مع انها كانت متوقعه وعارفه المرض بس لما سمعته منه ماقدرت تصدق..كأنها توها تسمع بهالموضوع وصدمها هالشي تغير وجهها للحزن وهي تسأله : عندما قلت لما بعد السرطان هل كنت تعني بعد الإصابة به؟ عقد حواجبه وهو يهز راسه بنفي: كلا كنت أقصد بعد الشفاء منه..ان هذا الدواء ضروري لإعادة الجسم لما كان عليه قبل المرض..(أخذ علبة الدواء وهو يرفعها لمستوى نظره) لا أعلم لم تواجدت نفس الحبوب بداخل هذه العلبه..غريب حقا! (ناظر ساره) أنا متأكد أن هذه علبة دواء الزكام..ربما قام أحد ما بتبدليها مسبقا كانت نظرتها فارغه وهي تهز راسها بهدوء : ربما... سكتت وهي تتأمل بالحبوب بحزن وتتذكر وجه شوق المبتسم..كانت دايما مبتسمه ومشرقه ما كأن عندها مشاكل أو أنها كانت مريضه بمثل هالمرض المميت تكلمت بصوت أشبه بالهمس: عذرا أريد سؤالك عن شيء آخر بعد..(ناظرته بأمل) هل من الممكن أن يعود المرض مجدداً للشخص حتى بعد شفائه؟ تنهد بعجز: هناك احتمالية كبيره..يجب على الشخص أن يعتني بنفسه ويذهب للمستشفى دوماً ليفحص جسمه حتى اذا أٌكتشف المرض مرة أخرى سيقوم الأطباء بواجبهم وستشفى سريعاً (ابتسم لها بإحترام) عليك العناية بأختك والإهتمام بها حتى لايرجع إليها المرض مجدداً كان وجهها كلما له ويذبل أكثر مع كلام الصيدلي..صح ارتاحت أن شوق مو مريضة حالياً لكن احتمال رجوع المرض مره ثانية وارد وممكن يصير..ايش تقدرين تسوين يا ساره الحين؟ كيف ممكن تساعدينها؟! تنهدت وهي تشكر الصيدلي بهدوء.. أخذت العلبة من على الطاولة ومشت ببطء لجهة الباب علشان تطلع برا..كانت تمشي بدون ماتحس ونظراتها فاضيه..سوداء..مو مركزه على ولاشيء كان جسمها يتحرك من نفسه وهي تأشر للتاكسي وتركب السياره بدون شعور..مانتبهت على نفسها الا لما كلّمها سايق التاكسي وهو يسألها عن المكان اللي تبغى توصل له عدلّت جلستها وهي تستقيم وتناظر السماء بكآبة..ماحست بدموعها وهي تنزل الا لما تذكرت بينها وبين نفسها حوارها مع شوق قبل لاتعرف عن حقيقة مرضها..كلامها انها كانت خايفه تزعل عليها وتتضايق منها اذا عرفت عن الموضوع.. تزعل عليها من ايش؟! انها كانت طول هالوقت تعاني لحالها ولا فضفضت وقالت لها! تذكرت كلامها لما قالت عن نفسها أنها عاله.. يعني هذا اللي كانت تقصده؟!.. كانت تتكلم عن مرضها وان احتمال يرجع لها مره ثانية! .. شكله هذا سبب رفضها لشخص زين مثل سامي.. ليه ياشوق ماتكلمتي من قبل؟ ليه؟ نزلت من التاكسي والوقت كان ظلام..السماء مغيمه حتى القمر ماكان باين وقتها وأنوار الشارع كانت خفيفه جداً لدرجة أن كل المكان حول المبنى ماكان واضح كثير بسبب الإضاءة الباهته..رفعت عيونها وهي تناظر قدام وتمشي بخطوات كبيره بدون ماتلف لا بوجهها ولا بعيونها وصلت بسرعه لداخل المبنى وصعدت لمكان الشقه بالدرج..ماتدري ليه ماكانت حابه تستخدم المصعد خصوصا اليوم كانت تبي تتحرك أكثر وتمشي برجولها..كان ودها لو تطلع وتمشي برا على الثلج وماتوقف الا لما تتعب لكن لما شافت كيف كان الشارع مظلم اليوم تراجعت عن فكرتها وقررت تدخل لشقة راشد وصلت الدور الثاني ووقفت شوي وهي تفكر أنه ممكن يكون رجع قبلها بس ماتركت نفسها تتعمق كثير بأفكارها وهي تمشي بخطوات ثابتة على الدرج وصلت الدور الثالث مكان الشقه ومشت بشويش وهي تبلع ريقها..ماتدري ليه رجع لذاكرتها ذاك اليوم اللي ضربها فيه بس لأنها طلعت من الشقه حطت يدها على خدها وهي تبتسم بسخريه على حالها..كل شي مر بسرعه عليها ومع انها تتناسى دايماً بس هي تدري بداخلها أنها مستحيل تنسى علشان كذا هي صايره حساسه بزياده هالأيام..بكاءها اليوم كان له معنى ومو بس لأنها كانت حزينه لأ..كانت فعلا تحتاج أنها تبكي! تنهدت وهي تفتح الباب بمفتاحها..ماكانت فعلا مهتمه اذا كان راشد موجود أو لأ..ماكانت خايفه منه ولا من ردة فعله اذا عرف أنها طالعه بهالوقت المتأخر..كان عقلها مشغول بأختها وتفكر بطريقة علشان تقول لها أفكارها من غير لاتعرف أنها اكتشتفت سرها دخلت داخل وهي تناظر المكان ببرود..ناظرت جهة الصالة والمطبخ ولفت لجهة الشرفه وهي تتأمل الدور الأرضي كامل بس مالقت له أثر..ماكان في أي حركه أو صوت يبّين وجود شخص في المكان مشت لعند الكنبه الفرديه في الزاوية وجلست عليها بدون لاتغير ملابسها أو حتى تشيل حجابها وشنطتها ..كانت مرهقه فعلا من الأشياء اللي وضحت لها اليوم وكيف أن اليوم كان طويل لدرجة أنها مافضت علشان تفكر بأشياء مهمة مثل وضع شركة أبوها أو الصورة اللي تعّبت عقلها علشان تفك لغزها تنفست بهدوء وهي قاعده عالكنب..حطت يدها تحت خدها وهي تمّيل وجهها وتناظر الفراغ..مرت دقايق وهي ساكته وتتأمل في الصاله بصمت على نفس جلستها لمّا اشتغل خيالها فجأه بفكره أرعبتها تخيلت بهاللحظه أن أبوها قاعد قدامها بإبتسامته اللي تسعد قلبها لكنه كان ساكت وهادي هدوء غير طبيعي.. يناظر فيها بعيونه الحنونة ولا هو حاس أن في شخص كان واقف وراه بالضبط..ماسكه من رقبته ويضغط عليها بقوة لحد ماتغير لونها وصارت حمراء بشكل غريب تأكدت بعيونها أن الشخص المجهول ماكان غير راشد واقف وراء أبوها ويناظر فيه بحقد..كان بهذيك اللحظه انسان قاتل بعيون متوسعه وابتسامة كبيره غريبه على وجهه كأنه كان سعيد باللي يسويه ويحس بنشوة الإنتصار ماكانت مصدقه اللي تشوفه..الخيال يتحول لواقع قدام عيونها! .. كأنها كانت تتوقع المستقبل وأن هالشي راح يصير لامحالة دام أنها مازالت مرتبطة بهالشخصين بالذات..ناظرت وجه أبوها المبتسم وماقدرت تتحمل منظره أكثر من كذا قامت من مكانها بسرعه وهي خايفه..مرتعبه أنها تشوفهم كذا قدامها..جلست جمب أبوها ومسكت يد راشد اللي على رقبته وهي تناظره برجاء وخوف: الله يخليك اتركه..(شدت على يده أكثر) الله يخليك بعّد عنه وخذني بداله..هذا أبوي حتى لو كان عدوك يظل أبوي! زاد خوفها لما لاحظت أنه ماكان يناظرها ولا يسمع لها كأنها هي اللي كانت خيال مو هم..حسّت أن نظرات راشد تغيرت للحده وهو يزيد الضغط على أبوها وبدال لاتتكلم معاه مره ثانيه حطت يدينها الثنتين ومسكت يده وهي تحاول تبعده لكنها ماقدرت حتى تزحزحه من مكانه لفّت ساره وهي تناظر أبوها بخوف لكنها استغربت لما شافته مازال هادي ومبتسم..ملامحه كانت نفسها ماتغيرت ولا كأن في أحد ماسكه من رقبته ويأذيه بدون لايدري..مع انه ماكان عارف أن راشد وراه بس ليه حست ساره بداخلها أنه كان يبّين لها العكس؟ نزلت دمعتها وهي تهمس : يبه..! شهقت فجأه بقوة وهي تندفع للأمام من على الكنبه اللي كانت جالسه عليها..صدرها كان يطلع وينزل بخوف وهي تحس بالعرق على جبينها..تحاول تتنفس بعمق لكن لسبب غريب زاد خوفها وهي تسمع صوته راشد وهو يتأملها بقلق : حلم سيء ؟ كانت للحين تتنفس بصوت وهي تناظر لتحت وتشوفه جالس على ركبته بالأرض ماسك يدها ويتأملها بصمت..الخوف كان واضح بعيونه وهو يرّكز على ملامحها..من صدمتها ماكانت عارفه ايش تقول..متفآجئه من وجوده هنا جمبها! كيف وليه كانت تبغى تسأله بس الصدمه شلّتها وهي تناظر بعيونه و قلبها ينبض بخوف قال بهدوء: بأيش حلمتي؟ . . ********************* . . فتحت كبت غرفتها بإتساع وهي تناظر داخله بعدم اهتمام..مدت يدها بسرعه وسحبت فستان أحمر مخمل من داخل الكبت وسكرته..كان يجي لنص الساق وتعمدت تختاره هو بالذات بسبب كمه الطويل حتى يغطي الندبه بمعصم يدها مع انها شالت الشاش من مده لكن مازال شكله واضح لها واذا أحد شافه أكيد بيسألها عنه..ايش تقول اذا الناس عرفوا أنها ندبة سكين واضحه..ماعندها أي تبرير لهم ولا لها خلق تتكلم عن أي موضوع يخصه لبست الفستان بسرعه وهي ترتّب شعرها وتميله كله على جنب..طاحت عيونها على حلقها الفضي الفخم وقررت تلبسه بدون عقد بما أن فستانها يغطي رقبتها بلعت ريقها وهي تفكر " اوك..اوك..ايش باقي بعد ؟! صح المكياج ! " كانت تتنفس بشكل متوتر وهي تناظر تسريحتها الفوضويه وبعيونها تدّور على أي شي من مكياجها تقدر تحطه بهالدقيقتين اللي عندها قررت بعد تفكير أنها تآخذ شنطة مكياجها الخاصه بالدوام وتحط لها المكياج هناك بما أن مافي وقت عندها وقفت ثواني لما لمحت نفسها بالمرايه وتغيرت ملامحها من التوتر اللي كانت فيه للعبوس فجأه حسّت أن شكلها تغير عليها ماكأنها هي عبير اللي كانت تدور وتتدلع قدام هالمرايه دايما ..ليه صارت تشوف نفسها قبيحه فجأه؟! ليه تغير كل شي عليها حتى نفسها اللي كانت تعشقها ماصارت تشوفها مثل قبل كل هذا تغير عليها بس لأنهم خربوا حياتها ؟! بعّدت نظرها عن مرايتها بغيض وهي تتذكر جوالها المرمي على السرير..مشت لعنده وبحركه سريعه أخذته و أخذت عبايتها وحجابها اللي كانت مخليتهم على الكنب الموجود بمنتصف الغرفه كانت تتحرك بكل سرعه وثبات وهي تلبس عبايتها وبنفس الوقت تجهز شنطتها و نقابها .. وقفت ثواني تناظر الجوال وتفكر بتساؤل " ليه ماوصل للحين ؟! " تأملت الفراغ وهي تتذكر حوارها مع أمها قبل ساعتين وكيف أنها توها تحس أن الحياة انقلبت ضدها وخلتها تكره كل شيء - قبل ساعتين – كانت فاتحة كراستها الكبيره ومثبتتها على طاولة الرسم اللي غيّرت مكانها قبل كم يوم.. صارت وراء الدريشه بالضبط علشان اذا فتحت الستاير تدخل الشمس غرفتها وتعطيها الإضاءة اللي تحتاجها علشان ماتشوف شي غير اللوحة اللي كانت تشتغل عليها طلعت علب كثيرة داخلها الألوان اللي كانت بمختلف الأحجام والأنواع..أخذت علبة اسطوانية طويلة معبأه باللون الأسود همست وهي تتأملها "هذا اللي أحتاجه بالضبط!" لون احساسها و مشاعرها..لون حياتها حاليا..سوداء كئيبه و مافي أمل أن الشمس تصلحها وتغيرها..عادتها دايما تفرغ مشاعرها بالألوان والرسم لكنها ماتدري الحين ايش تسوي بالأسود؟ أول مره تختاره كلون منفرد تستخدمه لحاله وهنا استغربت من نفسها.. لهدرجه هي ماحزنت مثل كذا من قبل علشان تستخدم هاللون مثل الحين؟! استوعبت أنها قاعده تعيش كابوسها الوحيد اللي كان مسبب لها مشاكل من كانت صغيره شدت قبضتتها على العلبه وهي تجهز الأدوات الباقيه وتحطها على طاولة دائريه صغيره جمب كرسيها .. جلست قدام الطاولة وهي تناظر بالكراسه البيضاء بتأهب أخذت اللون الأسود وعصرت منه شوي على اللوح الخشبي..مسكت الفرشاة اللي جمبها وهي تتنفس بعمق "الحين أنا جاهزة! " حطت فرشاتها وغطتها بالكامل داخل اللون وبشكل غريب كانت تبتسم بمتعه..كانت توها بتحط الفرشاة على ورقة الكراسه بس وقفت وهي متفآجئه من دخول أمها الغرفه بدون ماتطق عليها الباب ناظرتها بإستغراب : بسم الله يمه خرعتيني! ابتسمت على جنب وهي ماسكه اكسسوارها بيدها وتحاول تركبه بأذنها..قالت بهدوء: يلا تجهزي بنروح بيت خالتك بعد شوي عقدت حواجبها : ايش ؟! فجأه بنروح الحين؟ ناظرتها بإستغراب: شفيك مستغربه كذا..أنا قلت لك أمس أن خالتك مسويه جمعه علشانك والكل جاي اليوم..حتى أهلنا البعيدين بالرياض عازمتهم علشان يباركون لك خطوبتك قاطعتها بضيق وهي ترسم خط عاللوحه: قصدك يباركون على خطوبة ولدها! مشت أم فهد بخطوات صغيرة لعند السرير وجلست عليه..كانت ناويه تكلم عبير بالهداوة من بعد ما أجبرتها على شيء كبير مثل الزواج وحتى لو كانت غلطة بنتها من البدايه لكنها مازالت صغيره وماتبي تظلمها للأبد على أغلاط انتهت من زمان ناظرتها بإبتسامه هاديه: واذا كان هو ولدها فأنتي بنتها والبنت تجي قبل الولد في كل شيء..لاتنسين أنها خالتك أخت أمك وتحبك و قد قالت لي أنها اعتذرت لك على ذاك اليوم لما انتي رفضتي ولدها زفرت هواء بتعب وهي تشخبط بخطوط فوضويه.. قالت بتأكيد: بس يمه.. أنا ماراح أطلع معاك اليوم! عقدت حواجبها بتساؤل : ليه؟! والعزيمه اللي تعبت فيها خالتك تنهدت: ما أبغى أشوف أحد..أحس أني تعبانه ومرهقه من أمس! تذكرت عبير يوم أمس لما أجبرتها أمها تطلع معاها تشوف المحلات والملابس الجديده اللي توها نازله مع أن أمها كانت مقرره يطلعون علشان يجهزون لزواجها لكنها تعمدت تجبرها تطلع أمس حتى تغير جو بدل قعدتها في البيت..كانت عبير كئيبه جدا بالأيام الأخيره وخافت أن هالشي ممكن يأثر عليها حتى بعد الزواج للأسف أنها ماقدرت تغّير من حالة بنتها لأنهم من طلعوا إلى مارجعوا كان وجهها بارد ولا هي مهتمه بشي..حتى السوق الشي اللي تحبه وتستمتع فيه ما أسعدها أمس لأن عقلها كان مشغول كثير و هي تفكر بخطة محكمة تقدر تنقذ فيها نفسها من اللي يصير لها تغير وجه أمها للضيق : عبير علشاني استعدي وتجهزي..كلها كم ساعه وراجعين البيت هزت راسها بلا : ماقدر عذريني يمه.. الشي الوحيد اللي أبغى أسويه أني أكمل رسم و بعدها أنام وقفت أم فهد من على السرير هي تتأمل تعابير وجهه البارده تنهدت بقل حيلة: راح أخليك على راحتك اليوم لأني أدري أنك للحين تعبانه بعد الملكة(قالت بجدية) لكن لو صار وانعزمتي مره ثانيه ماراح يكون لك عذر ثاني واذا سألوني عنك اليوم ترى ماراح أتعذر لك مثل قبل.. بقول لهم دقوا عليها وسألوا بنفسكم ابتسمت عبير وهي تحرك الفرشاة: معليه يا مامي أنا ماهتم لرأي الناس (اختفت ابتسامتها) خصوصا بهالوقت ! زمتّ شفاييفها بإقتضاب وهي تمشي مبتعده عنها..مو عاجبها حال بنتها هالأيام بس ماتقدر تسوي شي لها..هي الوحيده اللي لازم تصلح حالها ناظرت عبير باب غرفتها يتسكّر ببرود ورجعت تكمل رسمتها بكل هدوء وصمت..الشي اللي ماكانت حاسبه حسابه هو الكلام اللي بيدور هناك وهي مو موجوده..مو دارية أن الطاولة بتنقلب عليها في المستقبل القريب بشكل ماتتوقعه أبداً . . . *********************** . . . غمض عيونه ببطء وهو يتنهد تنهيده طويله يريح فيها أعصابه اللي مازالت مشدوده دخّل مفتاحه بباب شقته وهو يفتحه بصمت..مع أنه كان ضايع وحاس الدنيا تدور فيه لكن عقله كان ساكن هادي مافيه أفكار و احتمالات تعمد بداخله أنه يسكت أطول فتره ممكنه ويقفل على السر اللي اكتشفه حتى اذا جاء الوقت اللي يتناقش فيه مع نفسه يكون مرتاح أنه ماعقّد الأمور وحوّلها لمصيبه هو في غنى عنها دخل لداخل الشقه المظلمه المخيفه اللي يتضايق كل ليله لما يرجع لها خصوصاً لما يحس بمشاعر الوحده والحزن بس اليوم ماحس بأي نوع من هالأحاسيس لأنه عقله وقلبه مازالوا في حالة سكون و صمت لمّا هو بنفسه يقرر متى يفتحهم و متى يقفل عليهم سكر الباب وهو يفصخ البالطو الشتوي الطويل والجاكيت الرسمي اللي لابسه تحته ويحطهم على العلاقة الملتصقه بالجدار مشى بخطوات هادئه لجهة التلفزيون وشغله بدون لايشغّل باقي لمبات الشقه واعتمد على النور البسيط من للمبات اللي كان مشغلها قبل لايطلع جلس محمد على الكنبه الطويله المقابله للتلفزيون وهو يفصخ قفازاته الجلديه ويحطهم على الطاوله اللي قدامه تمدد بظهره على الكنب وهو يتأمل التلفزيون بسرحان وعدم تركيز.. بهاللحظه هاذي قرر يشّغل عقله ويتذكر اللي صار قبل كم ساعه لازالت الصدمه واضحه عليه..مو قادر يصدق إنها هي نفس الإنسانه الموجوده بذكرياته وأفكاره ليه هي بالذات ؟ ايش هالصدفه اللي تخلي ساره زوجة راشد هي الشخص الساكن بماضيه وهي نفس الشخص اللي محتاجه الرئيس عقد حواجبه بتفكير وهو يتذكر أوامر رئيسه بتمعن..ولا مره تكلم عنها أو جاب طاريه وسبب رغبته بإمتلاكها..كان دائما غامض بهالموضوع كأن عنده سر كبير وراه.. لايكون يفكر بتعذيبها أو حتى أنه يقتلها ؟! غمض عيونه بقوة وهو يهز راسه..هو ماراح يتدخل بشغل العصابة ولا راح يورّط نفسه معاهم..دام أن الرئيس يبغاها فهو راح يجيبها له خصوصاً و أن حريته متعلقه بالمهمة هاذي ابتسم بحزن وهو يرّجع راسه على وراء..ماتوقع بيوم أن ثمن حريته غالي لهدرجه ! راح يتخلص من أحلى ذكرياته اللي عاشها مع صديقته وحب طفولته بعد ساعات معدودة و كل هذا علشان يبني لنفسه حياه جديده و سمعه مختلفه ! رمش بعيونه متفاجئ من صوت رنين جواله الموجود بجيبه تعدل بجلسته وهو يدخل يده بجيبه و يضغط على جواله ببرود محمد :آلو سكت محمد وهو يضيق عيونه بشك لما ماسمع رد من الطرف الثاني.. ناظر جواله مره ثانيه وهو يشوف اسم الرئيس على الشاشه حاول يعدّل صوته ولهجته : أهلا سيدي الرئيس..بماذا أخدمك؟ الرئيس بسخريه : الفتاة معك أم أنها هربت من المصيدة ؟ كان واضح من طريقة كلامه أنه عارف برد محمد لكنه كان يسأله من باب تخويف الشخص وهالشي فاهمه محمد عدل محمد بثبات : لا.. لقد كنت قريباً منها لكنني لم أستطع القيام بذلك تغيرت لهجته للجدية : محمد..هل أصبحت جباناً فجأه ؟ محمد بإنكار : كلا ! لقد خشيت أن تضبطني تلك الفتاة لأنها تعرف شكلي لذلك قررت القيام بذلك غدا صباحاً ابتسم الرئيس : اذاً أنت مصمم على القيام بهذه المهمة ؟ هز راسه بإيجاب : بالتأكيد.. أريد من الرجال أن يكونوا جاهزين في الساعه السابعه لقد فكرت بخطه مثالية لإمساكها دون علم أحد بذلك توسعت ابتسامة الرئيس من وراء قناعه وهو يحس بالنشوة و السعاده من كلام محمد الرئيس : اذا لم تنفذ كلامك هذه المره فلن أعتمد عليك مجددا ً محمد بثقه : اطمئن.. أنا أعلم بما علي فعله ! . . . ****************************** . . . بيت أبو تركي دخلت أم فهد من باب الصالة الداخليه بعد مافتحت لها الخادمه الباب الخارجي..ابتسمت لما شافت أختها من بعيد كانت كاشخه بفستانها الضيق العنابي الحريري و المشجّر بورود بيضاء كبيره..كان واضح عليها أنها مشغوله وهي تأشر للخادمات وتأمر كل وحده منهم بشغله تسويها قبل مايجون الضيوف ابتسمت غادة (أم تركي) بتفآجأ لما التفتت من عند الخدامات وشافت أم فهد واقفه جمب الباب وتناظرها بإبتسامه كبيره..قربت أم تركي من عندها وهي تهلّي وترحب فيها بحفاوه أم تركي : ياهلا والله ياهلا بأخيتي منيرة (سلمت عليها وهي تلّمها) هلا بأم العروس و حيا الله من جانا أم فهد: الله يحييك ويبقيك ياروح أختك..ها في أحد جاء للحين؟ أم تركي : لا ياقلبي الحين الناس صاروا يتأخرون مو مثل قبل..انتي اللي جايه بدري اليوم (عقدت حواجبها بإستغراب وهي تناظر المكان بعيونها) إلا وين عبير؟ سكتت أم فهد شوي وهي تحاول تبتسم قبل لاترد أم فهد: كنت بقولك من قبل بس ما أمداني أشوف عبير الا تو قبل دقايق .. دخلت عليها غرفتها وقالت أنها تعبانه و مو قادره أنها تتتجهز علشان.... قاطعتها بإنزعاج: برضو يا منيره المفروض جات حتى لو كانت تعبانه وانتي عارفه هالشي..(تكلمت بتأكيد) العزيمه علشان ملكة العيال لأنها صارت سريع سريع ومحد من أهلنا جاء ذاك اليوم..ايش بيقولون علينا اذا صاحبة الشأن مو موجوده؟! تنهدت أم فهد وهي تمشي بهدوء لجهة دولاب العبايات وتحط عبايتها داخله لفت عليها وهي تقول: فهميني ياغاده أنا ما أقدر أجبرها على شيء حاليا..انتي ماشفتيها بالأسبوعين الأخيره منطفيه ووجها أصفر و أحس مايصلح لها أن الناس يشوفونها كذا هزت راسها بلا وهي تطلّع جوالها : لا لا لا..لا تقولين ولاتبررين هي لازم تجي حتى لو كان بالقوة ! كانت تضغط على جوالها بحركه سريعه ورفعته جهة أذنها وهي تناظر أختها بثبات: صدقيني ان ماجات بنتك الناس هم اللي بيآكلونا بالكلام..ضروري تتركين الدلع عنها و.... (ابتسمت وهي تسمع صوته) الو هلا ..ها متجهز ولا يبغالك وقت ؟! ..آه أجل اسمعني.. سكتت شوي تحاول تنتقي الكلام قبل لاتقوله قالت بهدوء: اذا خلصت أبغاك تروح بيت خالتك منيره تمام؟..ايه خالتك منيره شفيك؟! (تنهدت) عبير للحين ماجهزت وخالتك توها داخله البيت وتقول مافي أحد يجيبها من بيتهم..(ابتسمت) عاد أنا قلت تركي موجود وأكيد بيرضى يجيب خطيبته الليله صح ولا أنا غلطانه؟.. (سكتت تسمعه) معليه معليه ياولدي صارت باللحظه الأخيره..الحين ضروري تطلع وتجيبها قبل مايجون الضيوف..(توسعت ابتسامتها)ياقلبي يا يمه أجل احنا ننتظركم وببلّغ خالتك تقول لعبير تطلع لك..تمام.. تمام يلا مع السلامه سكرت جوالها بإبتسامه واسعه وناظرت أم فهد: وها هذا المشكله انحلت ! تنهدت أم فهد بهدوء: والله مدري متى تتغيرين يا غاده.. تحبين تنفذين قرارتك دايما وهالشي.... قاطعتها بسرعه : وهالشي مو غلط..الغلط أن بنتك ماكانت راح تحضر اليوم وتفضحنا عند خالاتك وعمّاتك..انتي تعرفينهم ذول اذا جاهم الكلام مستحيل يسكتون وبينشرونه عند الكل على أساس أنهم أفضل منا أم فهد : تصدقين عاد هذول بالذات المفروض ماتهتمين لهم لأنهم متكلمين متكلمين سواءاً حضروا العزيمه أو لأ..(ناظرت جوالها) والحين لازم نعطي عبير خبر أن تركي جاي بالطريق ولا ما أظنها راح تسمع الكلام تنهدت وهي تهز راسها: انتي لو تتركين الدلع مثل ماقلت لك كان ارتحتي مثلي.. أنا بناتي اذا قلت لهم الشي لازم ينفذونه أما اذا عاندوا حرمتهم من مقتنياتهم و طلعاتهم مع صديقاتهم ناظرتها بنص عين وهي تدري بداخلها أن كلام أختها مو صحيح..مامره شافتها تعامل بناتها بجديه أو أنها عاقبتهم فعلا..دايما على بالها أنها هي أحسن وحده ربّت بناتها فينا لكن الواضح أنها مو مهتمة أبدا بهالشغله تكلمت أم فهد بتوضيح : الدلع وين وأنا وين..كفايه علي فهد مستحيل يعطيهم مجال لأي شي يتمنونه وتقولين بناتي مدلعات ضغطت على جوالها وهي مو مهتمه تسمع حوار غاده اللي مازالت تتكلم عن التربيه وتصرفاتها مع بناتها..في بال أم فهد كانت تفكر بإيش راح يكون رد عبير عليها الحين بعد ماتعرف أنها لازم تتجهز علشان تحضر العزيمه أشرت أم فهد بيدها وهي ترد بالجوال: الو ! . . ٠ *************************** . . . باريس دخل من البوابه وهو يمشي بخطوات سريعه علشان يلحق المصعد اللي كان مفتوح قدامه ..كان ماسك جواله ومقربه عند أذنه وعيونه على باب المصعد اللي قفل بثواني قبل مايوصله تنهد بتوتر وهو يضغط على زر الصعود ويرجع خطوه على وراء راشد وهو يضغط على الجوال :كل اللي سمعته حاليا يبقى بيني وبينك..ما أبغى كلامي يطلع برا يا نواف خصوصا للرئيس فهمت! نواف وهو يمثّل الإستغراب: كل أوامرك راح تتنفذ بإذن الله لكن ممكن أعرف سبب هذا القرار المفآجئ؟ تكلم بثبات وهو يناظر الرقم اللي وصل له المصعد: هذا الشي يخصني أنا أما أنت عليك التنفيذ من غير أي أسئله فضوليه نواف بهدوء : ايه بس هاذي أول مره تطلب فيها شغله من غير علم الرئيس وأنت عارف كيف أنه انسان غريب ومستحيل أحد يعرف أفكاره ابتسم بسخريه وهو يدخل المصعد : لاتحاول تلف وتدور وتفكر أني بثانيه راح أطيح بكلامك..أنا اذا كنت عارف الرئيس من قبل فأنا أعرفك أنت أكثر منه ولا ليه خليتك موظف عندي وتسوي مطالبي؟! ..(تغيرت لهجته للحده) لاتفكر أني ساكت عليك يعني أني مو داري عنك..أنا أعرف كل شيء يا نواف..كل كلمه قلتها من وراي وكل حركه سويتها أنا عارفها لكن بهاللحظه بالذات راح أترك لك الخيار.. يا أنك تكون معاي وتثق بكلامي أو تطلع من مكانك اللي أنا حطيتك فيه وتروح وين ما كان ذاك الشخص اللي تنفذ أومراه وتتبعه سكت راشد شوي وهو ينتظره يرد لكن الصدمه ألجمت نواف ووقفت أفكاره..ماكان متوقع بعد هالسنتين الماضيه وبعد مراقبته وشغله بالخفاء أن راشد يكون عالم بتحركاته كلها وساكت عليه..بس ايش سبب سكوته؟ ..معقوله أنه كان ينتظر اللحظه المناسبه علشان يقوله هالكلام؟! أنه يخيّره بينه وبين الرئيس بمثل هالفتره المعقّده بعلاقتهم ايش يقول..ايش يرد عليه الحين ؟ الموضوع يبغاله هدوء وتفكير مركز لأنه هالشيء يتعلق بمصلحته وحياته..اذا أختار الخيار الغلط راح.... قاطعه صوت راشد وهو يقول بسخريه: أشوفك سكتّ؟ (ابتسم) لهدرجة تفكرني ما أدري عن الناس اللي أنا أوظفهم عندي بشركتي؟!.. الظاهر على كثر مراقبتك لي أنك ماعرفتني عدل لكن اسمعني زين يا نواف..( بجديّه) الحين أنت عرفت المطلوب منك..فكّر عدل واختار الصح! سكر راشد الجوال بدون لا يسمع أي رد من الطرف الثاني.. كان عارف أن نواف مستحيل يتكلم بعد المحادثة اللي دارت بينهم ولازم يعطيه الوقت اللي يحتاجه للتفكير..لما يجي الوقت المناسب هو بنفسه بيدق عليه وراح يقوله قراره النهائي..لكن هل يقدر يثق بأي كلمة من نواف بعد ماعرف أنه مستحيل يكون صادق معاه؟ تنهد راشد بهدوء وهو يدّخل جواله بجيبه ويناظر باب المصعد اللي انفتح بسرعه بعد ماوصل للطابق اللي فيه شقته طلع من المصعد بخطوات بطيئه ووقف مكانه وهو يناظر باب الشقه اللي بنهاية الممر ورجع يتنهد مره ثانيه لكن بعمق أكبر كأنه يطلّع كل التوتر المتراكم داخله ويحاول يتناسى أنها احتمال تنتظره داخل متردد شوي أنه يمشي لجهة الباب خصوصاً بعد آخر موقف كان بينهم..ماوده يشوف انكارها ورفضها لوجوده ! نقل نظره لباقة الورد اللي كان ماسكها بيده اليسار وتأملها بهدوء..كان قلبه يدق بقوة وهو يتأمل اللون البنفسجي الواضح لزهرة البنفسج وبداخله يحس بالندم لأنه اشترى هالباقة بدون لايفكر قبل..بدون لايتذكر أنها مو مهتمه له ولا حتى فكرت فيه تذكّر راشد قبل ساعه لما شاف لوحة محل الورد اللي كان توه مفتوح مقابل بوابة الشركه وبدال لايروح للمواقف ويآخذ سيارته رجله تحركت بدون إحساس وهو يمشي لعند المحل بفضول المكان من برا كان مزين بالبالونات الملونه والورد موزع بشكل مرتب من داخل وخارج المحل..كانت كلها أصناف غريبه غير عاديه مو مثل ورد الجوري و زهرة اليبتونيا اللي كان يزرعها بحديقة بيتهم كل زهرة كانت مميزه بشكلها ولونها لكن لفت نظره هذيك الورده الموجوده بآخر المحل واللي ماكان في أحد غيره متواجد عندها..وقف يتأملها بتمعن وهو منسحر بلونها البنفسجي الهادي ومع أن شكلها عادي ومايتقارن بباقي أصناف الورد لكنه حسّ بإرتباط غريب بينه وبين هالورده بالذات ............: violet flower ! التفت راشد لجهة البائعة السمينه اللي شافها قبل مده تدور بالمحل وتشوف الزبائن بحب..كانت واقفه جمبه تناظره بإبتسامه واسعه من على وجهها المكتسب حمره طبيعيه بسبب برد الشتاء ابتسم مجامله لها وهو يرجع على ورا: آه هذه أول مرة أرها..إنها جميلة جداً البائعه وهي تتأمل الورده: إن لها حكايةً مثيرة كما تعلم عقد حواجبه بإستغراب: حكاية ؟! هزت راسها بهدوء: أجل..أسطورة إنجليزيه من أساطير الزمن القديم والتي تحكي عن ملك الثلج الذي شعر بالوحدة في قصره الجليدي حيث كل شيء صامت وجامد (ناظرته) لذا أرسل جنوده للبحث عن فتاة جميلة غير عادية تغير عليه حياته إلى أن وجد الجنود فتاة خجولة متواضعه تدعى بنفسج هزّ رأسه بهدوء وهو مندمج معها بالقصه : وبعد ذلك ؟ البائعة : عندما أحضروا بنفسج لملك الجليد وقع بحبها على الفور وتحول من رجل قاسٍ وحزين إلى رجل دافئ وحنون..ان هذه الزهرة تمثل النقاء والتواضع وتخاطب الحب الصامت الجميل كما تقول الأسطورة! كان واقف وهو سرحان بالقصة اللي سمعها..كيف أنها تشبههم بشكل غريب واحساسه كان بمحله لما ارتبط قلبه بهالزهرة الجميلة..رجل وحيد قاسي تحولت حياته بسبب بنت متواضعه ابتسم بينه وبين نفسه وهو يتذكر وجهها "فعلاً هالزهرة تناسبها ! " قطع أفكاره صوت البائعه : اذاً هل ترغب بأن أنسق لك باقة ؟ راشد: أجل .. باقة كبيرة من زهرة البنفسج . **************** . رجع عقله للوقت الحالي وهو يبتسم بتفاؤل ويتخيل ردة فعلها لما يعطيها الباقة ويقول لها القصة اللي سمعها..يمكن..يمكن يرق قلبها شوي وتنعجب فيه وتعترف بحبها له مسك مقبض الباب وهو يفتحه بهدوء ويناظر المكان بفضول ..طاحت عينه عليها وهو يلمحها نايمه على الكنبه الموجوده بالصالة استغرب بداخله نومها بهالمكان و قعد مدة واقف يتأملها من بعيد سكر الباب وهو يمشي لجهتها بخطوات كبيره لكنه تفاجئ منها لما سمعها تهمس بجمل غريبه غير مفهومه..حتى أنها كانت تتحرك عالكنب بإنزعاج وضيق قطرات العرق كانت واضحه على جبينها و هالشي أقلق راشد عليها.. مع أنهم بالشتاء والجو بارد إلا أن شكل ساره كان يوحي بأنها تحس بالحر خصوصاً أنها كانت تتنفس بصعوبة وقف مكانه مو عارف ايش يسوي..كان يحس بالتوتر وهو يفكر أنه يشيل حجابها علشان تقدر تتنفس عدل وتروح الحراره عنها قرب منها بهدوء وهو يحط بوكيه الورد عالكنب اللي جنبهم ويجلس عالأرض وهو يناظرها مسك حجابها بخفه وهو يوسعه بدون لايشيله علشان ماتتضايق من حركته وتجلس فجأه..تنهد وهو يتأملها ويمسك يدها ويتلمسها بحنان..كان همه يعرف ايش هي أفكارها وايش اللي مخليها مرهقه وتعبانه للدرجه هاذي ليه منزعجه وخايفه حتى بأحلامها..وليه يحس بالضيق أنه مو قادر يفهمها مثل ما هي تفهمه؟ وقفت أفكاره لما حس فيها تندفع فجأه من على الكنب وهي تتنفس بصوت عالي .. كانت تناظر يمين يسار بخوف كأنها تتأكد أنها فعلاً كانت تحلم و أن كل اللي صار مجرد نسج بسيط من خيالها بلع ريقه بتوتر وهو يتأملها قريبه منه وخايف من ردة فعلها لما تشوفه لكنه تكلم بسرعه قبل ما تلتفت عليه و تخاف منه أكثر تأملها بقلق : حلم سيء ؟ ناظرت ساره لتحت وهي تشوفه جالس على ركبته بالأرض ماسك يدها ويتأملها بصمت..الخوف كان واضح بعيونه وهو يرّكز على ملامحها لكنها من صدمتها ماكانت عارفه ايش تقول..متفآجئه من وجوده هنا جمبها! لما شافها سكتت مده وهي تناظر فيه ماقدر يرتب الكلام المناسب علشان يبرر لها موقفه ويفهمها أنه ماجاء هنا ومسك يدها إلا من خوفه عليها سكت شوي وهو يفكر كيف يخفف من صدمتها ويخليها تتكلم معاه سألها بهدوء : بإيش حلمتي ؟ ماكانت حاسه بنفسها وهي تتأمله بصمت تفكر بالترقب الخفي الموجود بسؤاله ولا هي فاهمة سبب تصرفه وجلسته هاذي قدامها لمعت عيونها بإستياء وهي تبعّد يده عن يدها بخفه وتقوم من مكانها مبتعده عنه..كانت توها بتمشي متوجهة لغرفتها فوق لكنها وقفت وهي تحس فيه يمسك ذراعها بقوة ويجبرها توقف راشد بحزم: وين رايحه؟ ماردت عليه وهي تناظر قدام وتحاول تعدل الحجاب اللي نزل من على شعرها بسببه كانت مرهقة من التفكير وقلبها يعورها بعد الحلم اللي حلمت فيه..ماكانت عندها الرغبة أنها تلف عليه وتشوف وجهه خصوصاً وأن ملامحه وتعابيره اللي بالحلم لازلت محفورة بذاكرتها وقف راشد قدامها بتعمد وهو حاس فيها أنها لا يٌمكن تناظر فيه لكنه بداخله ما كان راضي من هالنفور اللي يشوفه منها راشد : أنا أبغاك تردين علي علشان أفهمك.. انتي تحتاجيني و أنا.... سكت فجأه وهو يبلع الكلمه اللي كان بيقولها ..ماكان حاس بنفسه وهو يعاتبها لكنه ماقدر يسكت عنها أكثر كان بيفضح عمره ويقول أنه يحتاجها جمبه بس مستحيل مستحيل يوريها وجهه الثاني الضعيف كانت منزله راسها وتناظر بالأرض مصممه أنها ماتطّل بوجهه..مسكت يده بهدوء وبعدتها عن ذراعها قالت بصوت مرهق : بهاللحظه هاذي ما أقدر أقعد دقيقه وحده معاك!.. مو لأني ساكته وجالسة بهالشقه تفكر بإني أحتاجك..كل اللي أحتاجه إني أكون بعيده عنك قربت منه وهي لافه وجهها وقالت بحدة : بروح لأي مكان يبعدني أنا و أبوي عنك ولا راح توصل لنا مهما حاولت ! مشت عنه بعصبيه وهي تحاول تمسك نفسها لا تضعف قدامه..صعدت الدرج متوجهة لغرفتها وسكرت عليها الباب بقوة ضمّت عمرها وهي تمشي للمراية بهدوء ناظرت عيونها بعزيمة وهي تقول بصوت مسموع: انتي قوية ..انتي قوية يا سارة قوية ! لأول مرة تتكلم بمثل هالطريقة وتقول شيء طالع من قلبها بصدق..كانت فعلا مستاءة من ظهوره قدامها و انه يتكلم معاها كأنه ولي أمرها وقريبها تغيرت تعابير وجهها للإنزعاج لما تذكرت ملامحه القلقه وبداخلها متأكده ان شخص مثل راشد وتفكيره ماراح يتقرب منها إلا أن وراه شي كبير وسر خفي ممكن ينقلب ضدها بالمستقبل تنهدت وهي تفك الحجاب كامل وتنسدح على السرير..كانت تتأمل السقف بصمت لما نقزت فجأه من صوت الطق على بابها تعدلت على السرير وهي جالسه وتناظر الباب..قلبها كان ينبض بقوة من الخوف وهي تفكر بردة فعله توسعت عيونها لما لاحظت انها ماقفلت باب غرفتها بالمفتاح وقعدت تشد بيدها على مفرش السرير بتوتر..كانت تتخيل طريقة دخوله المهيبة و شكله وهو جاي جهتها ويشد شعرها ولا يضربها بالجدار مثل ذاك اليوم وقفت أفكارها لما سمعت صوته من وراء الباب وهو يتكلم بنبرة تأكيد راشد : بكرا لاتسوين مثل العاده وتطلعين بدري مع محمد لأني أنا اللي بآخذك للداوم تأملت الباب ثواني..انتظرته يكمل كلامه أو انه يدخل عليها مثل ماتوقعت لكن ماكان في أي صوت بعد الجمله اللي قالها تنهدت براحه وهي تفكر بكلامه..ماكانت مقتنعه فيه أبداً..ليه لازم تسمع له وتروح معاه؟ بعد الكلام اللي قالته له لما كانوا بالصالة لازم عليها أنها تتمرد وتبتعد عنه..لأنها اذا استمرت بوجودها بهالشقه عنده ماراح تلقى غير المهانة و الذل سكتت وهي تفكر..ما كان في غير حل واحد " أنا لازم أهرب من هنا بأسرع ما يمكن ! " . . ************************* . . سكر باب الكبت بعد ما بدّل ملابسه ووقف مكانه وهو يناظر بأرجاء الغرفه وبباله كلامها..ماتوقع انها بتنفجر بهالطريقه قدامه وبنفس الوقت تجرح قلبه من غير لاتعرف عن اللي بداخله تغيرت ملامحه للألم ..للحين يتذكر شعور الفرح والترقب لمّا اشترى باقة الورد لها..كان يظن أنها بتفرح وتبتسم مثل عادتها بس شكله قتل هالشي فيها شد على قبضته بعصبيه وضرب الكبت بقهر من نفسه .. وعلى نفسه مايقدر يشرح لها مشاعره ولا حبه ..ولا يقدر يفّهمها أنه تغير شوي و أنه راح يتغير أكثر علشانها الزمن والمكان والمواقف ضدهم..كيف يقدر يتخطى كل هذا ويعيش بسعاده مع الإنسانه اللي اختارها قلبه؟! تنهد وهو يناظر الكنب اللي كانت ساره تنام عليه " خصوصاً وأن هالإنسانه ماتبادلني نفس الشعور " . . . **************************** . . . كانت تهمهم بينها وبين نفسها وهي ترسم بفرشاتها على اللوح وتحط اللمسات الأخيره على رسمتها..ابتسمت ابتسامه عريضه وهي تناظر آخر لوحاتها الفنيه وبداخلها متفآجأة من النتيجه كانت الورقه كلها متعبأه باللون الأسود ماعدا خط أبيض ضعيف جداً بمنتصف اللوحة تغيرت ابتسامتها للألم وهي تناظر بالرسمه وتفكر " هذا الخط الأبيض هو الجزأ الوحيد مني اللي ماوصله سواد هالدنيا..بس يمكن مع الأيام يبدأ يظلم أكثر لما يتداخل مع باقي الذكريات القديمه" قامت من مكانها وهي تشيل لوحتها بعصبيه : ايش هاللوحة الكئيبه يا عبير ! حطتها على جنب مع باقي اللوحات العاديه اللي مانالت إعجابها كثير حتى تفخر فيهم وتعلقهم على جدران غرف بيتهم تنهدت وهي تتأمل يدها وتشوف تأثير الألوان اللي استخدمتها عليها ..أصابعها و أظافرها تلونت بالأسود كأنها كانت تلّون اللوحه فيهم مو بأدواتها توها كانت بتمشي متوجهة للحمام حتى تنظف يدينها لكن رنين جوالها استوقفها دقيقه ناظرت يدينها مره ثانيه بتفكير وهي تشوف آثار الألوان اللي نشفت عليها وبلحظه سريعه سحبت جوالها من الشاحن اللي جمب طاولة الرسم ابتسمت وهي تشوف المتصل: أهلاً يا ماما عاوزه حاقه ؟ أم فهد وهي تجاريها : ايوه يا ماما اسمعيني كويس ! زادت ابتسامتها : سمعاكي تكلمت بجدية : ترى خالتك أرسلت لك ولدها علشان يجيبك بعد ماتجهزين سكتت لثانيه مو مستوعبة كلام أمها وهي تحاول تفهم كل كلمه سمعتها ردت فجأه : نعــــــــــــم ! تنهدت أم فهد : يابنتي كلها كم ساعه ترتبي وتعدلي وتعالي هنا.. خالتك تبغى تشوفك ومو راضيه تسمع أي رفض علشان كذا كلّمت تركي يجيبك من البيت حست بالتوتر والعصبيه بنفس الوقت..كيف قدرت خالتها تسوي كل هذا على هواها ولا فكرت فيها وبحالها وبعدين ليه أمها ساكته وراضيه ليه ماوقفت بوجهها ومنعتها عن هالفعل ؟ الأدهى والأمر انها مكلمه ولدها حتى مو سواق بيتهم..كيف تقدر تركب معاه بعد حوارهم وكلامهم اللي توه صاير ؟! أم فهد : عبير.. وينك ؟ ردت ببرود : لأ ! أم فهد بإستغراب : ايش قلتي ؟ عبير : لأ ومستحيل أركب معاه ولا حتى تفكرون أنكم تجبروني ! أم فهد بحزم : عبير اعقلي تراه يعتبر زوجك وعادي انتوا بفترة خطوبه يمديه يشوفك وتشوفينه..انتي ماتبغين تتعرفين عليه قبل الزواج؟ حست بالضعف فجأه و أن ودها تبكي بس ماقدرت تبين هالشي لأمها عبير وهي تحاول تقنعها : يمه أنا ماقدر أسويها .. أحس ان تونا للحين بالبدايه ما أقدر أخليه يوصلني كأنه سواق لي..مدري أحس صعبه صعبه كان كلامها مو مرتب ولا هي عارفه كيف تتكلم أصلا..أهم شي تقنع أمها تعدل عن قرارها وترضى لها أنها تقعد بالبيت أم فهد بضحكه : انتي شقاعده تقولين ؟ شدخل سواق وماسواق تراه ولد أختي وخطيبك انتي ..هو جاي علشانك وعلشان يشوفك حست النفس عندها وقف لماسمعت آخر كلمة : يمه.... قاطعتها أم فهد : ماعليك ياعمري انتي..روحي تجهزي واطلعي له.. بس هذا كل اللي عليك تسوينه فهمتي سكتت مو قادره تفكر وترد عليها.. كل اللي ببالها انه هو جاي جاي ماراح تقدر تهرب من هالشي ابتسمت أم فهد : دامك سكتي هذا معناه انك تفكرين بالموضوع .. بعتبر سكوتك موافقة وانك هالحين جايتنا بالطريق سكتت أم فهد شوي تنتظر ردها لكن لما ماسمعت منها كلمه تنهدت بقل حيلة : يلا أجل احنا ننتظرك لاتبطين ! سكرت أم فهد الجوال لكن عبير مازالت على نفس وقفتها وهي تناظر لقدام وتعض على شفتها بتوتر بلعت ريقها وهي تسكر جوالها وترميه على السرير..قررت بداخلها أنها تروح تغسل يدها وبنفس الوقت تفكر بالوضع اللي هي فيه توجهت للحمام بسرعه وهي تفتح الحنفيه و تدخل يدها بالماي " يمكن هذا الوقت المناسب اللي أقول له عن الفكره اللي براسي ..المفروض أدرس الوضع أكثر بس شكله مافي فرصه ثانيه غير هاذي علشان أكلمه فيها.. ولو أنه آخر شي بالدنيا أتمنى أسويه بس كله علشان أرتاح و أفتك منه " ناظرت نفسها بالمرايه وهزت راسها بتأكيد على أفكارها طلعت بسرعه وسكرت الباب وراها..تبغى تتجهز بأي شيء تشوفه قدامها قبل لايوصل تركي وبنفس الوقت ترتّب كلامها بعقلها علشان تعرف تقول له الفكرة اللي خطرت على بالها . . . ********************** . . . نزلت من على الدرج وابتسامتها الواثقه على وجهها ناظرت نفسها بمراية الإستقبال قبل ماتدخل للصالة المتجمعين فيها العائلة وبداخلها ماكانت تبي تشوف غيره كانت لابسه عبايه وسيعه تجي سوداء من الأطراف وبيضاء من النص رابطتها بحزام أسود طويل من عند الخصر تمكيجت بشكل بسيط جداً حتى تخفي التعب اللي كان بعيونها وتزيد وجهها إشراق مع إنها ماتحبذ مثل هالمكياج لأنه عكسها تماما ومايمثلها لكنها أجبرت نفسها تسويه بهالطريقه خصوصا وأن سالم مايحب المبالغه بالزينه كانت تبغى توريه جمالها الطبيعي حتى يشوف هو ايش فوّت على نفسه قبل لما كان رافض انه يخطبها مدت يدها تضّبط شعرها اللي فتحته و طلّعت شوي منه عند وجهها أما طرحتها كانت حاطتها على راسها بدون لاتلفها علشان تغطي باقي شعرها من ورا ابتسمت لنفسها بالمرايه تعطي لنفسها دفعة ثقه و أمل بأنها هالمره أكيد راح تظفر بنظرة إعجاب منه واحتمال ولو بسيط يرجع يفكر فيها ويحبها بدال هذيك اللي ماتتسمى مشت لجهة صالة الحريم وقبل لاتدخل وقفت تناظر الموجودين بفضول مستغربة تواجد الكل اليوم ببيتهم شافت البنات متجمعين بجهة وحده لحالهم البعض منهم متغطي والباقي متحجبات أما خالاتها وأمها قاعدين بآخر الصاله مع خالها وعيالهم بلعت ريقها وهي تفتح الباب بالكامل وتدخل بثقه.. مشت بسرعه لجهة أمها وقعدت جمبها بهدوء..تعمدت تختار هالمكان لأنها راح تكون مقابلته تماما ويمديها تشوف وتسمع أي كلمة يقولها كانت تعطي نظرات مبتسمة وهي تناظر الكل لما التقت عيونها بعيونه أخذت شهيق وهي تنزل عيونها بحياء مو قادره ترفعها وتناظره ..همست لأمها : ماما ليه الكل مجتمع عندنا اليوم ؟ أم تركي بإستغراب : ليه..أنا ماقلت لك ؟ سمر : لا ما أذكر أنك كلمتيني عن الموضوع..إنتي مسويه عزيمه للعائلة ؟ أم تركي : عزيمه كبيره حتى أهلنا بالدمام وبالرياض كلهم جايين.. بهالوقت مافي غير الأهل القريبين مجتمعين هنا بالصالة لأن توه بعد المغرب..الجمّعه الكبيرة بتبدأ بعد العشاء ان شاء الله اذا تبين تجين وتحضرين براحتك بس اذا ماجهزتي عادي اطلعي واذا خلصنا دقيت عليك ترجعين البيت ناظرتها سمر بحيره : بس ليه كل هذا ؟ أم تركي : لأن حفلة خطوبة أخوك مو الكل حضرها وكانت بسيطه جدا وأنا بصراحه ماعجبني الوضع بس ما كنت أبغى أحرج خالتك منيرة بالكلام .. علشان كذا قررت أسوي هالعزيمه هزت راسها بموافقه : صح كلامك أنا كنت بتكلم بس فكرت أنك مقتنعه باللي سووه تغيرت تعابير وجهها بإنزعاج : لا أبد حتى تضايقت أن منيره ماعزمت كل الأهل سكتت سمر وهي تنقل نظرها للبنات بالجهة الثانية من الصالة كانوا يناظرونها بإستهزاء وسخرية مستغربين تصرفها أنها تركت جمعتهم وراحت جلست عند الحريم الكبار مع رجال العايلة..فاهمين تصرفها وعارفين ليه هي بالذات راحت هناك ابتسمت لهم من بعيد لأنها عارفة تفكيرهم وهي ماراح تنكر ..أهم شي تحصل اللي تبغاه و الباقي مو مهم نزلت عيونها لتحت ورفعتها بشويش علشان تلمحه لكنها تفآجأت بأنه مازال يناظر جهتها بهدوء وجدية هالمره حسّت أن وجهها صار أحمر ولاعرفت كيف تتصرف..مسكت يد أمها بقوة كأنها بهالتصرف تحاول تخبي الإحراج اللي تحس فيه لفت عليها : سمر ! ..شفيك يابنتي ؟ بلعت ريقها بتوتر : ولا شي ماما بس حسيت كذا أبغى أمسك يدك شوي رجعت عدلّت ظهرها وعيونها بالأرض " نظره منه ممكن تذبحني بمكاني..كيف لو خطبني وصار ملكي..ايش بيكون شعوري وقتها " حست بقلبها ينبض وابتسمت بينها وبين نفسها وهي تدعي إن اللي ببالها يصير حقيقة . . . ******************************** . . . بنفس الوقت بيت أبو فهد كانت قاعده على أعصابها ..لابسه العباية ومتجهزة من دقايق لكن كل ثانية تمر عليها تحس أنها ساعه من كثر ما عقلها يشتغل والتفكير متعبها نزلت تحت ووقفت عند الباب الداخلي للبيت وهي تحوس برجلها قدامه..كانت حاطه يدها تحت ذقنها وهي تمشي بسرحان وتكلم نفسها داخلياً " تتوقعين بيوافق على هالكلام ؟ " "أكيد بيوافق..مستحيل يرفض وأنا جايته بكل رضى وقناعة " " بس ...هل هالشيء في صالحي؟ يعني أخاف أنا اللي أتورط بعدين" " لا تخافين ولا تترددين..مادام أن الوضع مناسب راح يتم كل شي مثل ماخططتي عليه " قطع عليها أفكارها صوت جوالها اللي كان بيدها الثانية.. رفعته بهدوء وهي تشوفه يوقف بعد رنة وحده وبداخلها عارفه أنه وصل أخذت نفس وطلّعته : يارب ساعدني ! ناظرت نفسها بالمراية اللي جمب الباب تتأكد من شكلها ونقابها قبل لاتطلع..عدلّت شنطتها ومشت بكل ثبات وهي تفتح الباب وتطلع لبرا عند البوابة الخارجيه حاولت قد ماتقدر تكون قوية ومتماسكة خصوصا وأن الخوف من هالشخص مازال بداخل قلبها وبنظرها مستحيل تشوفه غير وحش مرعب ممكن يهاجمها بأي لحظه رفعت نظرها وهي تشوف سيارته قدامها وبدون تردد فتحت الباب الخلفي وركبت بهدوء بدون ماتتكلم ناظرها بالمرايه وهو ساكت ..مع أنه كان مستغرب هدوءها لكنه كان مرتاح لأنها ماسببت له مشاكل وكلام ماله داعي علشان تركب معاه حرّك السياره بدون ماينطق بحرف مع أنه بداخل قلبه كان وده يسألها عن حالها ..وكيف جرحها التئم ولا لأ؟ وهل مازالت على حالها معاه ولا تغير بعينها شوي بعد آخر حوار دار بينهم؟ كان ساكت طول الوقت وهو يناظر الطريق ويرجع يشوفها بالمرايه كأنه يشيك عليها ويشوف ان كانت هي متضايقه بقعدتها معاه أو لأ.. بس ماكان واضح عليها أي تعبير لأنها كانت لافه وجهها جهة الدريشة مايدري أن التوتر وصل لأعلى حدوده بداخلها وأنها كل دقيقه تحاول تفتح فيها فمها علشان تتكلم ترجع تسكره مره ثانيه ماكانت عارفة كيف تبدأ الكلام معاه وبأي طريقه لكن بالنهاية قررت تكون مباشره ومختصرة لفت وجهها لجهته ونقلت نظرها للدريشة الأماميه.. بلعت ريقها : ممكن تسمعني ؟ عقد حواجبه ومن داخله منصدم من الصوت اللي طلع فجأه ناظرها بالمرايه بإستغراب : قلتي شي ؟ هزت راسها بثقه وهي ماتشوفه عبير: أنا.... سكتت وهي تتنهد وتحاول ترتب الكلام بعقلها أما تركي مازال مو مصدق أنها تتكلم معاه وعندها شي بتقوله له تكلمت مره ثانيه وهي هالمره حست بأنها قادره تكمل جملتها عبير : في موضوع كنت أفكر فيه باليومين اللي راحوا و أحس أنه بيكون مناسب لنا قاطعها بنفاذ صبر : ايش تقصدين بمناسب ؟ قالت بهدوء : يعني راح يفيدنا احنا الإثنين و أتمنى أنك ماتقاطعني مره ثانيه لأني أبغاك تسمعني للنهاية سكت وهو يناظرها بالمرايه مو قادر يحدد من نبرتها اذا كانت جدّية أو أنها تتصنع هالشخصية قدامه.. لأنه بكل بساطه مو قادر يصدق أن اللي تتكلم معاه الحين نفس البنت اللي كانت تصرخ عليه بالمستشفى عبير : أنا مو عارفة اذا كنت سمعت بالموضوع أو لأ لأن مو الكل يعرف عنه حالياً..تكلمت قبل كم يوم مع سلوى بنت خالتي هدى وفهمت منها أنها متفقة مع أخوي فهد أن زواجهم راح يكون نهاية هذا الشهر سكتت شوي علشان تآخذ نفس : علشان كذا .. أنا فكرت بأن احنا الإثنين نتزوج معاهم بنفس اليوم لكن لازم نتكلم معهم بأسرع وقت علشان كل شي يتنفذ بسرعه تنهد بهدوء وهو يفكر بكلامها تركي : وايش اللي يضمن لك اني بوافق على هالقرار؟ قالت بثقه : لأنك تبيني ! ماقدر يخفي ابتسامته من ردها : بس اذا كان هذا دافعك الوحيد فهو ضعيف.. أنا ما أوافق على أي اتفاق قبل ما أفكر فيه ألف مره لأن هذا جزء من شغلي ..و لا نسيتي أني محامي يا آنسة عبير عبير : أولاً أنا ما كنت أعرف أي شيء عن حياتك وشغلك لأني ما أهتم لك كشخص..ثانياً لك كل الوقت تفكر وتكلم فهد بالموضوع حتى نخلص من كل شيء ومايكون في سوء فهم تركي : حياتنا قدامنا والإستعجال ماشوف أنه أحسن حل خصوصاً لنا ماركزت بمغزى كلامه وردت بسرعه : لو كنت فعلاً تحبني مثل كلامك قبل..كان وافقت بدون تفكير لانت ملامح وجهه وهدأ من داخل بس سكت وهو يوقف السيارة بجانب فلة أبوه قال بجدّية : انزلي بسرعه وادخلي من الباب الخلفي ماسمعت له وهي تفتح باب السيارة وتنزل بعصبية بعد ماحست بداخلها أنه رافض الفكرة توسعت ابتسامته وهو يناظرها من داخل السيارة ويتذكر جملتها الأخيرة كأنه يسمعها مره ثانية بأذنه ويتخيلها بحوار ثاني غير الكلام اللي دار بينهم قبل دقيقه يتخيلها تعاتبه و تنتظره يراضيها و يعطيها أرق مشاعره وكلماته تأملها وهي تدخل البيت بدون لاتلف عليه وتشوفه لكنه كان يفكر فيها وبقلبه ينتظر الوقت اللي هي ترضى عليه متى يجي اليوم اللي تكون فيه متعايشه معاه و تشوفه كإنسان تغير و مايبغى غيرها ؟ هل فعلاً ممكن ترضين ياعبير ؟ . . . ***************************** . . . باريس قامت من النوم مفزوعة من صوت المنبه العالي وبسرعه مدت يدها وسكرته..قعدت على حيلها وهي تناظر الجوال " الساعه خمس الصبح لازم أقوم بسرعه ! " قامت من السرير وعلى طول راحت تتجهز بالحمام .. كانت مقررة قبل لاتنام أنها تطلع من الشقه اليوم الصباح بدري بدون لاتقول لراشد..حسّت أنها اكتفت منه ومن تصرفاته حتى لو كان الشخص الوحيد اللي ممكن يفهمها الحقيقه لازم تطلع اليوم وتروح لأي مكان قبل مايكتشفها راشد لأنه اذا مسكها ماراح تقدر أنها تطلع مره ثانيه تجهزت بشكل سريع ولبست لبس بسيط..ناظرت الشنطه الموجوده على سريرها وراحت جهتها..كانت شنطة ظهر لونها بني وحجمها متوسط مجهزّتها من أمس لمّا قررت أنها تهرب من الشقه ..حطت فيها لبسين بسيطين مع حجاب و أشياء احتياطيه حست أنها راح تحتاجها..علبة اسعافية صغيره..مناديل و آكلات خفيفه كانت عندها بالغرفة من قبل أما الأغراض المهمة والبطاقات الشخصية حطتهم بشنطة صغيره عالكتف ولبستها تحت البالطو.. أخذت حجابها الأبيض المعلق جمب الباب ولبسته بشكل سريع ناظرت نفسها بالمرايه وهي تتنهد و تآخذ طرف الحجاب وتتلثم فيه.. من يوم مامسكها الحارس الشخصي لراشد وهي خايفة بداخلها أنه يعرفها ويمسكها مره ثانية لكن كان لازم عليها أنها تخاطر بطلعتها اليوم حتى ماتندم بعدين فتحت باب الغرفة وهي تسمّي بالله و تتوكل عليه بسرها ناظرت جهة غرفته وهي تتأملها من برا.. حسّت أنها عازمة على هالشي أكثر من قبل خصوصاً وأنه مستحيل يلاحظ وجودها مشت بخطوات كبيرة وبطيئة بس أول ماوصلت الدرج أسرعت الخطى بدون لاتناظر وراها ..أخذت المفتاح المعلّق على الجدار ودخلّته بشكل سريع وهي تفتح الباب وترجع تقفله مره ثانية خبّت المفتاح داخل جيب بنطلونها تحت البالطو ومشت لعند الدرج حسّت أنها لو وقفت عند المصعد ممكن يكشفها راشد ويطلع لها من الباب ويرّجعها الشقه مره ثانية مع أنها فكرة من نسج خيالها إلا أنها كانت مصدّقة هالشي و مجرد إحساسها بأنه يشوفها الحين تجيها قشعريرة وخوف غير طبيعي أول ماوصلت لصالة الإستقبال وقفت شوي تآخذ نفس وبدأت تمثّل الثقة وهي تمشي بهدوء لبرا وتطلع من البوابة كانت يدها ترتجف كعادتها اذا توترت لكنها كانت مصممة وهالشي كان واضح على عيونها لما وقفت على الرصيف وهي تحاول تدّور على تاكسي الجو كان بأبرد حالاته والشمس للحين ما أشرقت علشان كذا الشارع كان فاضي خالي من أي سيارة بدأ التوتر يزيد عند سارة وهي تلف راسها تناظر البوابة خايفة بأي لحظه أنه يطلع لها..حست أنها مستحيل تلاقي سيارة بهالوقت " مافي الا أني أطلع من هالشارع بسرعه و أدوّر على تاكسي بالشوارع الثانية " هزّت راسا بموافقة لنفسها وهي تتحرك خطوة لقدام و هي تفكر بأي طريق تروح .. توها كانت بتمشي بس شافت سيارة تاكسي تمر من بعيد توسعت عيونها وهي ترفع يدها بدون إحساس وتأشر له من بعيد " هنا !.. هنا لو سمحت !! " فرحت لما شافت السيارة ترجع لوراء وتغير مسارها لجهتها ..حمدت ربها بداخلها أنه شافها لأن ماعندها وقت أبداً بعد كم دقيقة بيقعد راشد ويجهز و بيشوف مكانها خالي مو موجوده بالشقه بلعت ريقها وهي تمشي لجهة التاكسي اللي وقف عند الرصيف و بدون تأخير تكلمت مع السائق سارة بإستعجال : هل تستطيع إيصالي إلى هذا العنوان ؟ مدت له جوالها حتى يشوف وردّ عليها بهدوء : لكن في هذا الوقت لانستطيع إيصال الناس..هذه أوامر الشركة التي أنتمي إليها كنت سأقول لك اذا كنتي تستطيع الإنتظار لساعه حتى أستطيع إيصالك هزت راسها بلا : ان ذلك مستحيل لا أستطيع الإنتظار أكثر من ذلك..أرجوك قم بإيصالي إلى هنا سأدفع لك ماتريد ضيّق عيونه بتفكير : لاأعلم ربما ... قاطعته ساره : حقاً سأدفع أي مبلغ تطلبه حتى أنني سأتحدث مع شركتك لاتقلق أريد فقط الذهاب من هنا بأسرع مايمكن تنهد وهو يهز راسه : حسناً لابأس اركبي في الخلف ابتسمت وهي تتنفس بسعاده : شكراً..أنا ممتنة فعلاً! ركبت السيارة بسرعه وهي تسكر الباب وبنفس الوقت تدق الأرقام على جوالها تحركت السيارة وبلحظه وحده ابتعدت سارة عن مكان العمارة..ناظرتها بصمت وهي تتخيل ردة فعله لما يعرف اللي سوته وهل ممكن أنه يوصل لها أو أنها بتقدر تبتعد عنه قبل مايكتشفها بعّدت عيونها عن الدريشة وهي تنقل نظرها للجوال..كانت حاطه رقم شوق وناوية تدق عليها علشان تقول لها عن خطتها وكيف أنها تحتاج مكان تبيت فيه كم يوم ويمكن تقعد عندهم بالبيت على ماتحصل مكان ثاني غيره قطع عليها صوت رنة جوالها رقم غريب أول مرة تشوفه لكن اللي واضح لها أن الرقم من فرنسا.. زاد الإستغراب والشك بداخلها لكنها قررت ترد عليه لأنها متوقعه أكيد أنه رقم خاطئ رفعت الجوال وهي ترد : ألو .............. : سارة زين أنك رديتي سكتت ساره وهي تتفكر بهالصوت..هي سامعته من قبل بس مو قادرة تتذكر..لحظه !.. عقدت حواجبها : عمي أحمد ؟ تنهد بهدوء : ايه يابنتي..في موضوع بخاطري و ماقدرت أقولك إياه يوم جيتني البيت ذاك اليوم (سكت شوي ) دقيت عليك بهالساعه لأني أبغى أكلمك على إنفراد بدون لا أحد يدري عن الموضوع.. لا شوق ولا فارس أبغاهم يعرفون عنه وانتي لاتعطين أحد خبر ! كانت طول الوقت ساكته مستغربه منه انه متصل عليها الحين وقررت تكذب عليه حتى مايعرف أنها طالعه من الأساس وعلشان تفهم سبب اتصاله قالت بتساؤل : بس ليه بهالوقت بالذات و أنا ياعمي مو لحالي عندي زوجي لازم أقوله وأعلمه قبل لا أطلع مكان.. كيف ترضى إني أجي لك فجأه بدون محد يدري ؟ تكلم فجأه بجدية شديده : لأن الموضوع مايحتمل التأجيل ويخصك انتي بالذات..لازم تجين هنا بسرعه قبل ..... قبل ...... سكت مو قادر يكمل كلامه وهو منقهر من نفسه وهالشي كان واضح لها من صوته ساره : قبل ايش ياعمي ؟ ماقدرت أفهم عليك ايش تقصد بكلامك ؟ تحولت نبرته للهدوء: بتعرفين كل شيء يا سارة اذا سمعتي كلامي وجيتي هنا سكر الجوال فجأه بدون لايسمع ردها أما هي كانت فعلا مرتبكة من هالمكالمة ..مو فاهمة ايش سببها وليه؟ قاطع أفكارها صوت الرسالة اللي وصلتها وكانت من رقم عمها.. رسل لها إحداثيات موقعه وعرفت منه أنه يبغاها تروح لهالمكان تنهدت بصوت مسموع ومع أنها كانت متردده بس قررت أنها تروح له وتعرف عن كل شي مثل ماهو يقول ناظرت ساره لقدام : لو سمحت ! السائق بهدوء : نعم ؟ ورته جوالها مره ثانيه : هل يمكنك تغيير الإتجاه وإيصالي لهذا المكان اذا سمحت ؟! . . . ******************************************* . . . دخلت من الباب الخلفي وسكرته بقوة وهي تتكلم بصوت مسموع عبير بقهر : اف يالله منه..كيف يقدر يتكلم معي بهالطريقة ؟! الحين أنا اللي أبي الزواج ولا هو ؟ مشت بعصبية لجهة دورة المياه ووقفت عند المراية وهي تفصخ عبايتها بسرعه..طلّعت شنطة المكياج حقتها وبشكل روتيني تحركت يدها وهي تحط مكياجها المعتاد كأنها بتستعد للدوام مو لحفلة كبيرة بمناسبة خطوبتها تأملت وجهها برضا وهي تشوف مكياجها كيف إنه مرتب و مثالي..وقفت شوي ترتّب شعرها الطويل وهي تحط نصه على جنب ونصه الثاني عند ظهرها أخذت أدواتها ودخلّتها شنطتها و بنفس الوقت طلّعت جوالها ودقت على أمها طلعت من جهة دورة المياه وهي ماسكه عبايتها وشنطتها وبيدها الثانية تكلّم أمها بالجوال عبير : هلا ماما ترا أنا وصلت أم فهد بهمس : وينك ؟ عبير : عند الحمامات الموجوده جنب المطبخ أم فهد : يعني انتي بعيد عن المجالس؟ عبير : ايه هذاني جايه الحين أم فهد بسرعه : لأ وقفي .. لا تتحركين من مكانك ! وقفت فجأه : ليه ؟ في شي صاير عندكم؟! أم فهد : انتي انتظريني..أنا جاية لعندك أهم شي لايشوفك أحد ! قالت بإرتباك : طيب عقدت حواجبها بحيرة وهي تسكر الجوال وتفكر بكلام أمها " شالسالفة ؟! " مامرت دقيقتين إلا وتشوف أمها تمشي من بعيد جاية لجهتها .. وقفت أم فهد وهي تتأمل وجه عبير بتمعن تغيرت ملامحها للإنزعاج وهي تشوف المكياج البسيط اللي حاطته بنتها..ماكانت متفآجأة أبداً لأنها تعرف عبير ماتمشي إلا حسب مزاجيتها.. لو كانت متضايقة مستحيل تلبس لبس مناسب أو أنها تحط مكياج زي الناس قالت بنبرة جدية : عبير.. صح ماكان عندك وقت تتجهزين بس أنا أعرف أن عندك ملابس أرقى من هالفسان البسيط..و مكياجك كان ممكن تجيبينه هنا ببيت خالتك وتحطينه على راحتك بدون إستعجال تنهدت عبير بضيق : الحين مو انتي قلتي لي تعالي وبس .. طيب هذاني جيت وبدون رضاي بعد ! ..وبعدين كيف خالتي غادة تسوي هالحركة البايخة وتقول لولدها يجيني فجأه ؟! ضربتها أمها ضربة خفيفة على كتفها أم فهد: انتي تسكتين فاهمة رفعت عبير يدها وهي تمسك مكان ماضربتها بألم عبير : اح يمه ..الحين أنا ايش اللي غلطت فيه أبي أفهم ؟! مسكتها أم فهد وهي تمشّيها معاها : أهلك كل أبوهم جايين اليوم..والعزيمة علشانك فأكيد الكل بيجي يبارك لك ويسلم عليك ولازم انتي تكونين بأبهى طلة تنهدت وهي تمشي وراها : يمه أنا أبغاهم يشوفوني على طبيعتي عادي عندي مو مهم رايهم وقفت أم فهد عند الدرج : سمعيني.. الحين تروحين عند سمر ولا هيفاء وتستأذنين منهم تآخذين مكياجهم وتضبطين وجهك شوي و تقعدين فوق تنتظرين لمّا نقولك متى تنزلين ردت بسخرية : ماصارت عزيمه هاذي صار عرس .. لايكون ولد أخوك بيآخذني اليوم ؟! تنهدت من أسلوب بنتها و أصرّت عليها أنها تروح بسرعه وتتجهز فوق أم فهد : استعجلي وروحي فوق و أنا بكلم سمر الحين تجي تساعدك مشت عبير جهة الدرج وعلى وجهها ملامح الإشمئزاز..أول ماسمعت اسم سمر ماقدرت تخفي شعورها تجاه هالبنت لكنها ماعارضت أمها أبداً لأنها بداخلها ودها تشوفها ودها أنها تعرف سبب فعلتها الحقيرة معاها وليه جبرتها تدخل بعلاقة مع انسان يعلم الله قد ايش تتضايق من طاريه تنهدت وهي تدخل الغرفة وبنفس الوقت سمعت صوت خطواتها على الدرج وتركت الباب مفتوح لها وقفت بمكانها وهي مقابلة الجدار وتناظر انعكاس بنت خالتها بالمراية الموجوده بالغرفة تأملتها عبير بإنزعاج والضيق يزيد بداخلها لكنها بقدرة قادر غيّرت تعابيرها لإبتسامة عريضة وهي تلف عليها بهدوء قربت منها برقّة وهي تسلم عليها : هلا قلبي.. أخبارك ووينك من زمان ؟ عقدت سمر حواجبها بذهول من تصرف عبير ماتوقعت ولا واحد بالمية أنها تكون طبيعية..كانت متأكدة أن عبير مستحيل تعدي الوضع على خير و ان خطوبتها من أخوها أكيد كسرتها كثير..لكن أنها هي اللي تجي وتسلم عليها ولا كأن صار لها شي هذا اللي صدم سمر ردت عليها بحيرة : الحمدلله طيبة وانتي كيفك ؟ توسعت ابتسامتها وهي تشوف تأثير فعلها على وجه سمر واستمرت تمثّل عليها عكس اللي بداخلها من كلام عبير : أنا تمام التمام بس بصراحه ماتوقعتها منكم يا سمر سمر بإستغراب : ايش ؟ عبير بعتب : الحين بعد خطوبتي أنا وأخوك مو المفروض تجين انتي والبنات تباركون لي و لا عالأقل تتجمعون عندي ونسولف عن الملكه ومن هالحركات ؟ بلعت سمر ريقها بتوتر : أيـــــــــــه .. مو على أساس هالعزيمة الكبيره لك ياعمري وعلشان الكل يبارك لك خطوبتك مشت عبير لجهة الكنب المخملي اللي بنهاية الغرفة وهي تهز راسها بفهم جلست عليه وهي تحط رجل على رجل..ناظرت سمر وهي تضحك على جنب : شفيك متوترة..لهدرجة أسئلتي تخرّع ؟ ابتسمت سمر وهي توها تفهم اللعبة اللي تلعبها معاها توها تستوعب أن عبير ماعندها ضعف المشاعر اللي كانت تتوقعه قبل وواضح أنها رضت بمصيرها مع أخوها تركي قربّت سمر من المراية وهي تبعد الشيلة عن شعرها : شكلك قررتي ترضين بقدرك المكتوب لك بس ماتوقعت أنك راح توافقين بهالسهولة (لفت عليها وهي تغمز لها ) شرايك بأخوي.. وسيم صح ؟ شدت قبضتها بنرفزة واضحة لكنها حاولت تتحكم بملامحها شوي وتهدأ قبل لاتتكلم عبير بجدية : بأي حق تقومين تقولين لأمي كلام كذب ولا هو فيني؟ ليه سويتي كذا يا سمر..أنا ضريتك بشي؟ ولا هاذي الغيرة معمية قلبك وودك لو الكل يعيش حياتك السوداء اللي انتي عايشتها ؟ ضحكت بسخرية : غيرة ؟! انتي مستوعبة كلامك ..أنا أغار ومنك انتي ؟! هههه لا لا انتي حالتك مستعصية جدا يا محور الكون قامت عبير من مكانها وهي تمشي جهتها وتناظر فيها بعصبية : أجل ليه سويتي كذا فيني ؟ ناظرتها والإبتسامة على وجهها : كذا..متعة لا أكثر ولا أقل.. وبعدين لاتسوين نفسك المظلومة تراك كسبتي تركي أخوي وسامحيني على الصراحة لكن أنا ما أشوفك تستاهلينه (تنهدت) لكن للأسف أخوي مايبي غيرك علشان كذا سويت اللي سويته.. ارتحتي الحين ؟ سكتت عبير تتأمل وجه سمر الجديد عليها.. وجه انسانة بشعة لأبعد حد و العاطفة كانت ممسوحة من عيونها غريب كيف أن الشخص اللي كنت تظن أنك تعرفه يتغير عليك فجأه ما كأنها بنت خالتها اللي كانت على الرغم من أنانيتها انسانة طيبة وعبير تعرف هالشي عنها على الرغم من نفاق سمر و حياتها السوداء كان عندها جانب انساني بداخلها لكن بهاللحظه بالذات ماقدرت عبير تشوفه نفس قبل وعرفت بداخلها أن اللي قدامها شخص غريب عليها ..داخلياً وخارجياً تكلمت بهدوء : وتظنين أنك بتقدرين تعيشين مع فعايلك هاذي ؟ تفكرين أن الدنيا ماراح تدور عليك ويصير لك مثل اللي صار لي وأكثر ؟ (لمعت عيونها ) والله..والله إني بدعي عليك كل يوم لما أشوف الضيم بعيونك و تجين بنفسك تتعذرين مني وتطلبين رضاي ! جُملها الأخيرة اخترقت قلب سمر مثل السهام لكنها مابينت لعبير وكملت كلامها وهي تبتسم سمر : اللي يسمعك يقول إني مسويه شيء عظيم ..ليه ماتعتبرينها خيرة يمكن تزين حياتك بسببي مثل اللي صار مع أختك وترى خطبتك على تركي فمصلحتك..ماراح تفهمين علي الحين بس بعد الزواج بتشكريني عقدت حواجبها بإستغراب: لحظه لحظه.. ايش قصدك باللي صار مع أختي ؟ ناظرت نفسها بالمراية وهي تضبط شعرها : خلينا نقول لو أني ماتدخلت بالسالفة قبل سنين كان سارة ماتزوجت ذاك الرجال الغني الوسيم و كان ارتبطت بإنسان غيره سكتت عبير وهي تفكر بكلام سمر وماكملت ثواني إلا وهي تتذكر الكلام اللي سمعته من زمان توسعت عيون عبير بصدمه : سالم ؟ وقفت سمر عن الحركه ووقع اسمه تردد في إذنها ..كانت متفآجأة لدرجة أنها ماحست بنفسها وهي تقرّب من عبير وتناظرها بنظرات غريبة : انتي.. كيف عرفتي ؟ عبير بتفكير : كان الكلام بين الخالات بس ماوصل لأمي..صح أذكر سمعتهم بالصدفة يتكلمون بس فكّرتهم يمزحون.. قالوا أن سالم يبغى يخطب سارة بس ..... سكتت وهي حاول تتذكر : ما أدري ايش صار وفجأه الكل سكت عن الموضوع ومحد جاب طاريه علشان كذا كان مجرد كلام (ناظرت سمر بريبة ) والحين انتي تقولين انك دخلتي بالسالفة ؟! بلعت ريقها وفجأه تغيرت نبرتها : أنا مو فاهمة عن ايش انتي تتكلمين عبير بفهم وهي تأشر عليها : يعني انتي اللي تدخلتي بخطبة سالم وخليتيه يغّير كلامه ! همست سمر بسرعه وهي تمسكها من كتفها : اسكتي.. اسكتي لاأحد يسمعك عبير : ليه..خايفة يعرفون أنك خربتي على بنت خالتك علشان سالم يآخذك انتي ؟ لمعت عيونها بجنون : عبيــــر ! قاطعتها عبير بعصبية : انتي اللي تسمعيني.. صحيح السالفة بالماضي وانتهت وسارة راحت بطريقها لكن لايمكن أنساها لك لا هاذي و لاكلامك عني بالسوء عند أمي .. والله لأراويك يا سمر وأخلي اللي سويتيه يرجع لك..حلمي أن سالم بيوم من الأيام يتزوجك وهالمره أنا اللي بتدخل وأمنع هالشي يصير توسعت عيونها : اص ولا كلمة ! أنا كل اللي سويته اني قلت أن أختك ماتصلح كزوجة بذاك الوقت لأنها صغيرة وهم اقتنعوا بكلامي لاضريت أحد ولا شي (كملت بكذب ) ولد خالي مثل أخوي و سارة مثل أختي مستحيل أدخل بينهم فاهمة ! سكتوا ثنتينهم وهم يناظرون الباب اللي انفتح عليهم فجأه أم فهد بعصبية : عبير ! للحين ماجهزتــي ؟! سكتت عبير وهي تناظر سمر بعصبية وتبعد عنها : أنا بروح غرفة هيفاء لأن سمر ماعندها اللي أحتاجه أم فهد : يلا بسرعه ماعندنا وقت نضيعه ..الأهل كلهم تحت..عندك ربع ساعه تستعدين وتنزلين (ناظرت سمر ) وانتي يا سمر بسرعه البسي أي شيء بدال العباية وانزلي ساعدي أمك مع الضيوف هزت راسها بهدوء : ان شاء الله سكتت سمر وهي تناظر عبير بكره وحقد لكنها بأعماق أعماقها كانت خايفة الحوار والكلام اللي دار بينهم اذا وصل لسالم راح تنتهي حياتها وبكذا مستحيل ترتبط فيه.. تقدر تتحمل كل شي إلا أنها تفرط بهالشخص هذا بالذات شدت على يدها وهي تحاول تبتسم : عبيــر وقفت فجأه وهي تلف عليها : نعم ؟ سمر برقّة : ألف مبروك ملكتك و الله يديم عليك السعادة يا عمري ! . . . ***************************** . . باريس " غريب .. فعلاً غريب ! " كانت موقفة وتتأمل واجهة المحل اللي وصل عنده التاكسي..مستغربة من الصدفة العجيبة اللي خلتها ترجع لهالمكان مره ثانية نفس الكوفي شوب اللي عزمتها فيه شوق أول ما وصلت باريس كانت أول مرة تشوف فيها شوق و فارس كأشخاص غرباء عنها ولا كانت تدري أنها بيوم من الأيام راح تكتشف أنهم قرايبها السؤال اللي يشغل بالها أكثر..ليه عمها كلمها اليوم و ايش السر الجديد اللي راح ينكشف لها؟ ارتجف جسمها فجأه لمّا سمعت صوت السائق وهو يناديها لفت وجهها على جهته وهي تناظره بإستغراب كأنها تسأله ايش ؟ تكلم وهو يأشر بيده : المال ؟ سارة : آه صحيح لقد نسيت ذلك.. أعذرني أنا آسفة حقاً طلعت الفلوس من بوكها وزادت عليهم حتى تشكره أنه رضى يوصلها أعطته إياهم بيدها وهي تناظره : هل بإمكانك إعطائي رقم هاتفك ؟ السائق : لماذا ؟ ساره : حتى أتصل بك اذا احتجت لسائق هز راسه بموافقة وهو يقول لها رقمه بهدوء أما هي بسرعه طلّعت جوالها وسجلته عندها باسم سائق التاكسي سارة : حسناً..شكراً لك ! شافته وهو يحرّك سيارته وبهدوء لفت مرة ثانية وهي تمشي بخطوات ثابتة قدام المحل لفت انتباهها خلو المكان من الناس إلا من كم شخص ينعدون على الأصابع حست بداخلها أن الكوفي شوب ماهو نفسه اللي دخلته قبل..المكان صاير مختلف بدون الزحمة وطابور الناس اللي ينتظرون برا صار كأنه .. بدون حياة ! تنهدت وهي تفتح بوابة المحل و تناظر المكان بتمعن كانت تحاول أنها تشوف كل طاولة لحالها حتى تتأكد من مكان تواجد عمها لكن لكبر المكان ووسعه ماكانت قادرة أنها تشوفه بين كل هالطاولات الخشبية سكنت للحظة لما لمحت الطاولة الأخيرة من بعيد شافته وهو جالس بالزاوية شابك يدينه على الطاولة بتوتر ويناظر الأرض بسرحان منظره هذا خلاها تتوتر أكثر لكن الفضول بداخلها كان أقوى من أي شعور ثاني علشان كذا ماقدرت أنها توقف أكثرو مشت لعنده بهدوء أول ماوصلت عند طاولته طقت عليها بخفه حتى تنبّهه بوجودها ابتسمت لما شافته يناظرها : السلام عليكم عمي أحمد رد السلام بدون مايبادلها الإبتسامة قال بهدوء: اجلسي يا بنتي مافي وقت للكلام جلست على الكرسي مستغربة بُرُوده وملامح وجهه القلقة كأنه كان خايف يصير لهم شي فجأة سارة بحيرة : شالسالفة ياعمي ؟ و ليه تقول أنه مافي وقت ؟ (سكتت للحظه ) صاير شي عندكم بالبيت ؟ كان يتأمل الطاولة بثبات وهو يسمعها ويتنهد بعمق رفع عيونه وهو يناظر سارة بجدية أحمد : لازم ترجعين السعودية و الحين ! عقدت سارة حواجبها بغير فهم . . تبغى تسأل تبغى تقول كلمة بس سكتت وهي تناظر فيه بدهشة..ماكنت فاهمة ليه؟ ايش الأمر الكبير اللي عنده علشان يقول لها هالكلام ويطلبها مثل هالطلب ؟! طال صمتها وهي تفكر بطريقة تسأله فيها عن السبب لكنه ماترك لها مجال للتفكير لما شافته وهو يطلّع شيء من جيبه ويحطه على الطاولة قدام عيونها قال بإستعجال : هاذي تذكرة رجوع للسعودية أنا حاجزها من أمس بإسمك (تغيرت لهجه للأمر) الحين تتحركين من هنا وتروحين على المطار بدون أي لف ودوران ! قاطعته بسرعه : يعني تبغاني أرجع السعودية؟ (كررت بعدم فهم ) الســعــوديــة ؟! أحمد بتأكيد وهو يضغط على التذكرة : أبغــاك ترجعين عند أهلــك علشان تصيرين بأمـان ! سارة بقل صبر : ليــه ؟ تنفس أحمد بصعوبة وهو يقرب من عندها ويهمس : في أشخاص يلاحقونك من زمــان وكان لازم أحذرك منهم لمّا جيتيني قبل أسبوع ..لكن للأسف مع شوفتك راح عن بالي هالموضوع سكت وهو يتأمل وجهها المنصدم لكنه ما انتظر ردها وهو يقّرب التذكرة منها أحمد : جوازك معك ؟ بلعت ريقها بتوتر وهي تهز راسها سارة : مين اللي يلحقني وليه ؟ مع أنها بداخلها كانت متأكدة مافيه غيره وراء هالسالفة لكن كيف عرف عمها عن الموضوع؟..تبغى تعرف التفاصيل والأسباب اللي تخلي هالناس يلاحقونها هي بالذات اهتزّت يده اليسار فجأه برعب من سؤالها لكنه تمالك نفسه وهو يضغّط عليها بيده الثانية ويناظر سارة بثبات تكلم بصوت خافت : شخص يعرف كل صغيرة وكبيرة ومافي شيء مايقدر يجيبه (بلع ريقه ) لو درى بإني أقولك هالكلام راح يدّمرنا كلنا لأن ماشفت انسان بمثل جنونه ! حست بالرعب يدّب بعروقها وهي تفكر بأنها نفس مواصفات راشد بالضبط.. انسان مجنون ولو قدر يمسكها ماراح تعيش بسلام سارة بهمس : كيف عرفت ع...... قاطعها بإستعجال : لازم تمشين الحين وبسرعه عالمطار(ناظرها بتساؤل ) عندك أحد يوصلك ؟ هزت راسها بإيه : في سائق تاكسي قريب اذا كلمته بيرجع لي أحمد بعدم موافقة : لأ.. مستحيل أخاطر فيك لازم توصلين لأبوك سالمة (قال بهمس) أنا وعدته بهالشي من سنين ..لو صار لك شيء بسببي ماراح أسامح نفسي قالت بخوف : بس ياعم..أنا مو عارفة ايش أسوي..أحس إني ضايعة..عقلي موقف مو قادرة أفكر ! حست بالضعف فجأه وأن ودها لو تبكي ماكانت عارفة هل هو بسبب صدمتها من كلام عمها أو هو مجرد خوف من احتمالية وجود راشد بالمكان اللي هي فيه ناظرها وهو يقول بثبات : اسمعيني زين! .. مافي حل ثاني غير إني آخذك و أوصلك المطار بنفسي وانتي بهالتذكرة روحي عالطيارة بدون ماتقابلين أحد ! (قال بتأكيد) حتى لو كان شخص تعرفينه لا تردّين عليه و امشي بطريقك بلعت ريقها بقلق وهي متردده من هالقرار أنها ترجع السعودية فجأة هذا شيء مافكرت فيه مع أنه أفضل قرار هروب من راشد وحتى يمكن أحسن من خطتها بأنها تقعد عند شوق هنا بباريس لكنها مازالت ..ضايعة! كلما فكّرت أنه يتعقب مكانها حالياً يزيد خوفها وتحس بأن الخطة كلها راح تفشل انتبهت على عمها وهو يوقف على حيله ويدق بالجوال أحمد : سارة .. انتظريني هنا لا تتحركين بدق على سواقي يوقف السيارة جمب هالمحل (قال بتحذير) انتبهي على نفسك وانتظري هنا سارة بإرتباك : ان شاء الله هز راسه بفهم و القلق واضح على وجهه ناظرت ساره عمها وهو يتحرك بعيد شوي ويتكلم بالفرنسي على الجوال بنفس الوقت قلبها كان ينبض بسرعه أخذت التذكرة بهدوء وحطتها بشنطتها رفعت يدها ومسكت جبينها وهي تناظر الطاولة اللي قدامها بهّم الوضع زاد عن حده..بدأت بخطة هروب بسيطة من الشقة والحين ماتدري كيف انتقلت بهالسرعة لقرار كبير مثل هذا ! رفعت راسها فجأة لما سمعت صوت شيء طاح جمبها ناظرت لتحت وشافت محفظة بجلد ذهبي طايحة عند طاولتها التفتت سارة يمين يسار لكنها ماقدرت تحدد لمين هاذي المحفظة بما أن في مجموعة من الناس بدأت تدخل الكوفي شوب تحركت من مكانها بخفة ورفعت المحفظة عن الأرض وهي تتأملها بدقة فتحتها بشويش حتى تتعرف على وجه الشخص اللي طيّحها علشان ترّجعها له لو كان موجود بنفس المقهى اللي هي فيه لكن الشي اللي صدمها أنها ماشافت لاصورة ولابطايق شخصية داخل المحفظة كل اللي كان موجود ورقة صغيرة مكتوبة باللغة الإنجليزية ومحتواها أبدا ماتوقعته " ان كنتي تهتمين بحياة هذا الرجل فاخرجي من المقهى في الحال ! " رفعت راسها وهي تتنفس بشكل سريع وتناظر المكان بعيون متوسعة كانت تنقل نظرها على كل طاولة وهي تطالع وجيه الناس وتسمع أصواتهم وضحكهم لكنها من الرعب ماكانت قادرة تشوف شي كل شيء تداخل مع بعضه..الوجيه..الأصوات وكلمات الرسالة..كلها كانت تدور فيها كأنها داخل دوامة عميقة من التشتت فجأه وقفت عيونها على شخص استنكرت منظره الغريب رجل من فوقه إلى تحته مغطى بالأسود ماكان فيه أي جهة باينة منه حتى عيونه مخفيها بنظارة سوداء كبيره تغطي ربع وجهه أما جهة فمه فكان لابس لثام أسود عريض مخبي باقي ملامحه على الرغم من غرابة هذا الرجل إلا أن الشيء الوحيد اللي لفت انتباه ساره هو المسدس اللي كان ماسكه بوضوح قدامها كان ماسك المسدس بطرف يده وموجهه بشكل دقيق لجهة عمها أحمد الواقف قبالها ومعطيها ظهره زادت سرعة تنفسها من شدة الموقف لدرجة أن صوت شهيقها كان كله بأذنها وبدون لاتحس هزت راسها بلا وهي ثابتة بمكانها مو عارفة ايش تسوي كان ودها تصرخ وتخلي كل الناس يعرفون بوجوده لكن عقلها وقفّها فجأة وهي ترجع تفكر بمحتوى الورقة سكنت أفكارها قبل ماتخطي أي خطوة وتطلع من المقهى كانت فاهمة بداخلها أنهم ماسكينها لا محالة وهالشيء ماكانت تبيه يصير أبداً ماتبغى تسلم نفسها له خصوصاً وأنها ماكملت ساعة هاربة منه..لازم تطلع هي وعمها من هنا وتروح المطار بأسرع فرصه حتى تكون بمأمن منهم بلعت ريقها وهي تتحرك لجهة عمها حتى تنبهه قبل مايصير شي لكن الرجل الواقف على مسافة قريبة كان أسرع منها وبثانية وحده انطلقت رصاصة من مسدسه واستقرت على كتف أحمد تأوه بألم وهو يرفع يده ويحطها على الجهة اللي أصابها المجرم الصمت عمّ المكان فجأة إلا من صرخات مصدومة من بعض الناس الجالسين بكراسيهم ويناظرون في الشخص اللي أطلق النار منتظرين تحركاته جلس أحمد على رُكبه وقرب راسه من الأرض وهو يصرّ على أسنانه بأنين موجع أما سارة ثبتت بمكانها وهي تناظر عمها يتألم بدون أي ردة فعل منها وجهها كان مافيه ملامح و النفس وقف من عندها وهي تشوف الدم يسيل من كتفه تارك آثاره على جاكيته الرسمي رفع أحمد راسه لما استوعب الموقف بسرعه والتفت جهة بنت أخوه وهو يصرخ بحزم أحمد : ســــارة ! اهربــي مــن هنــا بسرعه ! ناظرها بعيون متوسعه لما شافها مازالت واقفة وصرّخ فجأة : تـــحـــركــــي! كلماته الصارمة رجعّت الحياة بداخلها وبدون شعور حرّكت رجلها وركضت بأسرع ماعندها لجهة البوابة كانت تتنفس برعب وهي تصدم بالناس وتحاول بكل طاقتها أنها توصل لبرى الإحساس راح من داخلها لدرجة أنها كانت تتحرك بدون ماتدري عن نفسها كل اللي ببالها أنها توصل للبوابة الخارجية وتطلع منها قبل لا يتمادى المجرم أكثر ويقتل أحد من الموجودين مسكت مقبض البوابة وهي تتفتحه بإستعجال وبنفس الوقت ألقت نظرة أخيرة على عمها كان على نفس وضعيته اللي تركته فيها طايح بالأرض ومعاناته واضحة من ملامح وجهه وتعابيره تألمت بداخلها لمنظره وبواقع أنها ماقدرت تسوي شي علشان تحميه غلطتها أنها ماطلعت من البداية وكانت غبية لدرجة أنها فكرت تنقذ الموقف توسعت عيونها لما شافت الرجال اللي كان ماسك المسدس يتحرك من مكانه ويمشي جهتها حطت يدها بداخل شنطتها وهي تطلع بسرعه من المكان طلّعت جوالها وهي تركض لنهاية الشارع وتناظر وراها ان كان هذاك الشخص يلحقها ولا لأ كانت تضغط بيدينها على الجوال تدوّرعلى رقم سائق التاكسي اللي وصلّها دق قلبها أول ماحصلته وضغطت على اسمه بعجله وقفت على الرصيف وهي تناظر السيارات علشان تمر بسرعه وتعبر الشارع قبل مايمسكونها كان الهواء يدخل رئتها بصعوبة والتنفس صار متعب بالنسبة لها لكنها شدّت على نفسها أكثر لما سمعت صوت السائق سارة بخوف : أريدك أن تأتي إلى هنا في الحال ! السائق : أنا قريب منك..انظري أمامك ناظرت سارة لقدام وفعلا شافته مع السيارات المارة ويأشر لها من بعيد ارتاحت بداخلها لما شافته وحسّت أنه راح يرجع لها بس بيطّول على مايلف بالسيارة شدّت على يدها بعزيمة وقررت أنها هي بنفسها بتروح له تكلمت بسرعه : توقف مكانك أنا سوف آ......... سكنت سارة بمكانها وهي تحس بشخص يلف يده على فمها بقوة و يشدّ جسمها على ورا حرّكت نفسها بقوة في كل الإتجاهات وهي تتنفس بشكل سريع من الروعة اللي هي فيها نقلت نظرها لليد اللي ماسكة فمها وهي تشوف أظافرها الطويلة الملونة باللون الأحمر كانت ماسكة منديل غريب وحاطته على كل يدها علشان تغطي فيه فم وأنف سارة وقفت سارة فجأة عن الحركة وهي تسمع صوتها بعيون متوسعه قالت لها كلمة بأذنها مافهمت ايش معناها لكنها عرفت مقصدها كأنها كانت تقول لها أن جاء الوقت اللي ينتقمون فيه منها أو انهم مسكوها أخيراً حاولت سارة أنها تفلت يدها علشان تقدر تسحب نفسها منها لكن عيونها فجأة بدأت تغمض بدون شعور وجسمها متخدر تشتت رؤيتها وهي تشوف أشخاص غريبين لابسين ملابس سوداء يقربون منها ويشيلونها من على الأرض بخفة حاولت أنها تتكلم وتحرّك يدينها لكنها غابت عن الوعي ودخلت بنوم عميق . . *نهاية البارت الخامس والثلاثون * | ||||
23-08-19, 04:08 AM | #110 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| بسم الله الرحمن الرحيم قراءة ممتعة يا أصدقاء . 36 . أرجوكِ ألا تَرحلي" لا تَترُكيني ها هُنا للشوقِ ، للأحزانِ ، للبيتِ الخَلي" - عبد العزيز جويدة . . . ***************************** . . . في إحدى شوارع باريس العامة وتحديدا بجانب مقهى الـ..... استغرب بداخله لما انقطع صوتها عن الخط ونقل نظره لمكانها وقوفها بان تأثير الصدمة على وجهه وهو يرمش بعدم استيعاب كانت أول مرة له أنه يشهد حالة اختطاف تصير قدام عيونه لذلك ماحرّك ساكن وهو يشوفهم يمسكونها بأياديهم ويرفعونها من على الأرض بدون شعور منه حرّك يدينه على الدركسون ومشى بالسيارة للأمام وقف سيارته على طرف الرصيف وهو يفتح الباب بسرعه ويطلع منها بإرتباك ركض سائق التاكسي بأسرع ماعنده للشارع اللي كانت سارة واقفة فيه لكنه لمّا وصل لهناك استوعب أنه تأخر عليها الأشخاص الغريبين اللي مسكوها فجأة اختفوا من الوجود وكأن كل اللي صار قدامه مجرد خيال لا أكثر ولا أقل وقف السائق بمكانه وهو يلهث بتعب ويناظر رصيف المشاة بتمعن لعله يشوفهم ويقدر ينقذ البنت المسكينة لكنه للأسف مع زحمة الناس وسرعة مرورهم ماقدر أنه يلمح أحد منهم فكّر بداخله أنه يقدر يبلغ الشرطه عليهم حتى يكشفونهم بشكل أسرع لكنه ماحس أن فكرة البلاغ بتكون مفيدة خصوصاً وأنه مايعرف اسم البنت نفسها ولا قدر أنه يشوف وجيه العصابة بسبب الأقنعة السوداء اللي كانوا لابسينها مستحيل الشرطه تسمع بلاغه وأكيد أنهم بيسكرون عالقضية من بدايتها ! تنهد بعمق وهو يحط يدينه على وسطه ويناظر الأرض بتفكير ضيّق عيونه وهو يشوف مابين حركة الناس شيء مرمي بالأرض ومسرع ماتعرف عليه كان نفس جوالها اللي كلمته فيه وقت الإختطاف..أكيد أنه طاح من يدها لما مسكوها الرجال الغامضين مسك الجوال بلهفة وهو يفتحه ويضغط على جهات الإتصال اللي بجوال سارة ضغط على أول رقم موجود باللائحة وهو ينتظر بترقب صوت الشخص اللي بيرد عليه حتى يزيح الموضوع عن نفسه ويروح بطريقه . . . ******************************* . . . شقة راشد - باريس . الصمت في داخل الشقة كان غريب بشكل غير طبيعي هدوء مخيم على جميع الغرف وكأنها أماكن مهجورة ما اندخلت من قبل فتح عيونه فجأة وراسه على وسادته شعور الهدوء الغريب وصل له لدرجة أنه فزّ من مكانه وهو يناظر الغرفة بعيون متفحصة في شيء صاير أكيد ولا ليه هالإحساس دخل قلبه وعقله والقلق بداخله يزيد نفى أفكاره وهو يقوم على حيله وينفض ملابسه بخفه فتح باب الغرفة و بصوته الجهوري نادى على كاثلين وهو واقف منتظر يسمع صوت خطواتها الرشيقة تصعد الدرج بسرعة لكنه هالمرة ماسمع أي حركة منها لا على الدرج ولا بالصالة السفلية لدرجة أنه شك بداخله ان كان ناداها بصوت منخفض ورجع يناديها بصوت أعلى لكن مامن مجيب فتح أزرار بجامته والقلق واضح على معالم وجهه مو من عادة كاثلين أنها تغيب بدون استئذان ..حتى لو كان عندها ظرف خاص فإنها دايماً ترسله رسالة بسيطة تقول فيها أنها راح تتأخر على الشقة هاذي أول مرة من وظّفها راشد ماتكون موجودة بالصالة أول مايصحى من النوم تنهد بعمق وهو يخففّ عن نفسه ماكان عنده الوقت الكافي بأنه يشغل تفكيره على الصبح وقرر أنه يتجاهل شعوره بالتوتر و يعتبره مجرد وسواس ..لا أكثر و لا أقل مستحيل يصير شيء بدون مايدري عنه خصوصاً وأنه فاهم الرئيس صح و يعرف كل تحركاته من خلال شغله معاه بالسنة السابقة الشي الوحيد اللي مخليه مرتاح نسبياً كان وجود سارة بنفس المكان اللي هو فيه وهذا المهم بالنسبة له..أنها تكون بأمان ! مشى بخطوات ثابتة لداخل الغرفة وراح لجهة الكبت وهو يفتحه بهدوء كان ناوي يجهّز ملابسه لدوام اليوم وبنفس الوقت يستعد نفسياً حتى يعترف لها بكل شي قبل لايمشي عليه الوقت و يصير كل شي ضده رفع يده وهو يآخذ أول قميص طاحت عينه عليه لكنه وقف للحظه لما سمع صوت رنين جواله تصلّب راشد بمكانه من غير أي حركة وصوت الرنين يعلى أكثر وأكثر كان يناظر لقدام بإرتباك و تفكيره بإحساس الخطر كان يزيد أنه يجي له اتصال وبهالساعة بالذات أمر نادر كثير إلا إذا كان الطرف الثاني هو الرئيس ! ماكان الرئيس شخص صبور أبداً..اذا كان عنده أوامر مخصصة لأي شخص من رجاله مستحيل يأجل كلامه لوقت ثاني..ولو أحد تعمد أنه مايرد عليه بنفس اللحظه فإنه يقصيه من مهامه ويحبسه بمكان مجهول مافي انسان بالعالم يعرفه غيره بحركه سريعه منه رمى راشد قميصه بالأرض وهو يتحرك لجهة الكوميدنو ويمسك جواله بسرعه ردّ راشد بحذر : من المتصل ؟ ................ : .. (قال بربكة) هل تعرف صاحبة هذا الهاتف ؟ عقد حواجبه بإستغراب من الجملة الأخيرة وهو يتذكر أنه ما لمح رقم الشخص اللي اتصل عليه والصوت اللي سمعه ماكان مألوف بالنسبة له سكت للحظه وهو يفكر..هل ممكن يكون المتصل من رجال الرئيس وقررّ يختبر ولائه ؟ بكل هدوء نقل راشد نظره للإسم المكتوب على شاشة جواله وهو يقرأه بعيونه (maid ) ميّل وجهه بعدم استيعاب وهو يدقق النظر أكثر ويقرأ الحروف الإنجليزية بصوت مسموع ! (maid ) تغيرت ملامحه للإنزعاج وهو يحس بإنقباض غريب بقلبه ماكان فاهم مشاعره بالضبط وهو يشوف اسمها اللي مكتوب على الشاشة هل كان مصدوم بسبب صوت الرجل المتصل عليه من جوالها ؟ أو أنه شعور الجنون اللي وصل له لما قرأ اسمها و ابتسم بخفية لأنه تذكرها ؟! صورتها مرّت عليه كأنها طيف ولا استوعب إلى الآن أنها ماكانت موجودة بالشقه حاول يتنفس بهدوء وهو يقرّب الجوال لأذنه ويتكلم بجدية راشد : من أنت؟ ولماذا هذا الهاتف معك ؟ سائق التاكسي بتأكيد : هل تعرف صاحبة هذا الهاتف ؟ مع تكرار المتصل لجملته ماقدر يمسك أعصابه وبشكل مفاجئ صرخ عليه بجنون راشد : إنه لـزوجـتـــي !.. أتفهم ذلك ؟! هذا الهــاتف لـزوجــتي أنــا ! (كمّل بعصبية ) والآن أجب على سؤالــي لــمــاذا تملك هـاتفها ومن أيــن حــصــلــت عــلــيــه ؟! تنفس سائق التاكسي بسرعه : أنا...(سكت وهو يتنهد ) لا أعرف كيف أخبرك بهذا ولكن....... قاطعه بحزم : إنــطــق بــســرعــة ! قال بشكل سريع وهو يتذكر : أنا آسف لجعلك تسمع هذا الخبر ولكني قبل دقائق رأيت زوجتك وهي تُخطف على يد أشخاص مريبين جداً.. لقد كانوا يبدون كالعــصــابـة !.. أذكر أن جميعهم كانوا يرتدون ملابس سوداء و لم أستطع رؤية وجوههم......... كان سائق التاكسي يتكلم بشكل متواصل ومتسلسل لكن راشد ترك المكالمة بدون شعور وهو يتحرك لبرا غرفته بعجلة كان يمشي بخطوات متعثرة وهو يسرع لعندها للحين يتذكر حوارهم أمس للحين هي في باله! مستحيل تكون مو موجودة بالشقة وهو أمس شافها وتكلم معاها وتركها على حالها بغرفتها! لا..هي أكيد مازالت هنا..هو متأكد من هالشي بداخله..سارة مازالت موجودة معاه! وقف بثبات عند غرفتها وهو يناظر بابها المفتوح بعيون متوسعة كيف ماقدر يلاحظ أن غرفتها كانت طول الوقت مفتوحة ؟! مهما فكرّ بعقله ما كان قادر يتذكر أنه سمع صوت فتح بابها..معقولة طلعت من غير لايدري ؟! دخل غرفتها وهو يحس بهدوء المكان ويناظر أشيائها المرتبة بعناية كل شيء كان بنفس مكانه ولا لاحظ أي تغييرات لا بملابسها ولا بتسرحيتها بس كيف... كيف قدرت أنها تسوي هالشي من وراه؟! جلس على سريرها وهو يتلمسه بلطف : أين تكونُ..(سكت لثانية وهو يهمس) سارة ؟ وقف سائق التاكسي عن الكلام وهو يرد بإستغراب : ألم تستمع إلى ماكنت أقوله؟ كررّ كلامه وهو يشدّ على المفرش بقوة : أيـــن تكونُ ســــارة ؟! رد بسرعه : لقد أخبرتك! أتت عصابة إلى مكان وقوفها في الشارع وأمسكوا بها بالقوة ونقلوها لسيارتهم وقف بعصبية : هل رأيت رقم السيارة؟ رد بنفي : لا..لم أستطع ذلك راشد : إبقى مكانك..إني قادم إليك ! قفّل جواله وهو ينزل يده لتحت و يزفر هواء بعصبية كل المشاعر السيئة اللي كان كاتمها تجمعت بسرعه وإحساس القوة اللي كان دايما موجود بداخله تحول لضعف ضعف غريب أول مرة يحس فيه بحياته وكأنه رجع طفل وحيد مرمي ومهمل ومافي أحد مهتم له غمض عيونه بوهن وأخذ نفس عميق بداخله وهو يقاوم خوفه بدون فائدة إحساس عدم الأمان اللي كان ملازمه لما كان صغير بدأ يرجع له من جديد انقباض قلبه كان بمحله و شعوره بأنها ممكن تختفي من حياته للأبد أرعبه بشكل غريب وكأنه توه ينتبه لهالشيء رفع يده يهدوء وهو يحطها تحت صدره هو صحيح يحبها لكن أنها تكون بهالعمق داخله هذا شيء ماتوقعه أبداً اذا كان يحس بهالأحاسيس بفقدانها كيف أجل راح يعيش بدونها؟! تغيرت لمعة عيونه وهو يفتحها بمهل خايف لايزيد عليه ضعفه ويظهر دمعه كان يجاهد نفسه أنها ماتنزل لأجلها كانت روحه تستنجده أنه يظهر حقيقته لكنه بقرارة نفسه كان يبغض الضعف والضعفاء تحرّك من مكانه وملامح القسوة ظهرت على وجهه دخل غرفته وهو يآخذ القميص اللي رماه على الأرض ويشدّ عليه بتملك " مافي أحد يقدر يآخذها مني..حتى لو كان الرئيس ! " . . . ************************************************** ********************* . . . السيارة كانت تمشي بسرعة معتدلة وسط الطريق السريع الخالي من السيارات والناس شكل السيارة من الداخل كان مصمم بشكل غريب من الأمام كان في مقعد واحد فقط لسائق السيارة أما المقعد الثاني اللي عادة يكون للراكب كان خالي وموضوع بداله صندوق مغلق بقفل كبير أما المفتاح اللي يفتح الصندوق كان هو نفسه مفتاح السيارة الأصلي وكان متواجد بجيب السائق وراء كرسي السائق كان فيه ستارة معلقّة لونها بني وتكون مسكرّة من جميع الجوانب بحيث اللي يشوفه من بعيد مايظن أن في أشخاص بداخل االسيارة من خلف الستارة البنية كانت المقاعد عبارة عن كنبتين جلديتين باللون الأسود متقابلتين قدام بعض فإذا كان بين الأعضاء نقاش جديّ راح يكون من الأسهل عليهم أنهم يتكلمون وجهاً لوجه بدال الإلتفات المتكرر لجهة المتحدث كان جسد سارة ملقى على الكنبة الأولى بإهمال وكأنها جثة باردة مافيها أي حركة أما الكنبة الثانية كان جالس عليها محمد مكتّف يدينه ويناظرها بصمت عيونه كانت عليها من أول ماجابوها الرجال ومن هذيك اللحظه كان يتأملها بهدوء من غير لايبعد نظره عنها تنهدت بملل وهي تناظر في أرجاء السيارة وتقول : إلى أين نحن ذاهبون ؟ رد عليها بدون لايناظرها : جبال الألب الفرنسية توسعت عيونها بدهشة : لم تخبرني بذلك من قبل ؟! محمد : مقر الرئيس الخاص متواجد عند جبال الألب (أشرّ على ساره) وهو يريدها هناك سكتت جوانا وهي تتأمل ملابس محمد السوداء ولثامه اللي تركه بجمبه على الكنب ابتسمت نصف ابتسامه : لقد أديت دورك جيداً ! لم أستطع تصديق عيناي عندما رأيتك من خارج المقهى ! (سكتت) ولكن.. لم أتوقع منك إطلاق النار على ذلك الرجل المسكين ؟ مارد عليها وهو يناظر وجه سارة بإستياء واضح وكأنه يعرفها من زمان كان بداخله ألف كلمه وكلمه وده أنه يقولها لها ليه مازالت محتفظه بخاتم طفولي عدى عليه الزمن؟ هل كانت تتذكره مثل ماكان هو يذكرها ويتمنى يلتقيها ؟ بانت على وجهه ابتسامة لطيفة وهو يتذكر أيام الماضي وإحساسه لما كان معاها طريقتها الطفولية بالكلام وخجلها و ضحكها معاه كانت أسعد أيام حياته وهو يدري بهالشي لكنه ماقدر يرفض طلب الرئيس الأخير خصوصا وأن المقابل هو حريته ! ناظرها محمد بإعتذار وكأنه يطلب منها المسامحة على فعلته ماكان في شيء يقدر يسويه بهاللحظه غير الإعتذار ولايملك لها إلا نظرت الحزن والأسف كتعزية عن اللي راح يصير لها بعد ساعات رمشت عيونه بإنتباه على حركة جوانا وهي تهزه من كتفه عقدت حواجبها بإستغراب : مابــك؟ رفع كتفه وهو يتنهد : لا أعلم جوانا : ولكني ظننتك الوحيد الذي يعلم كل شيء هنا رجع يناظر سارة : إن هذه الفتاة تثير حيرتي كثيرا.. لا أستطيع معرفة مايريد الرئيس بها ؟ جوانا هزت راسها بعدم اكتراث وناظرت محمد وهي ترجع تسأله جوانا : اذاً لماذا أطلقت النار على ذلك الرجل ؟ محمد : لقد تعمدت إصابته في كتفه لأنني لم أرغب بقتله هو.. كنت أريد إخافتها فقط حتى تـخرج من ذلك المكان بإرادتها ! قالت بذهول: آه لم أتوقع أن تكون بهذا الذكاء! (سكتت لثانية) هناك أمر آخر أريد معرفته محمد بهدوء : ماذا ؟ ناظرته بجديه : اذا كنت بهذه المهارة والذكاء لماذا اتصلت بي لأكون معك..حتى إنك جعلتني أمسك هذه الفتاة و أفقدها وعيها بمنديل مخدّر؟! ابتسم بهدوء وهو يرد ببساطة: لأني لم أستطع فعل ذلك لها ! جوانا : لم أفهم عليك ؟ كانت ملامح وجهه باردة وهو يتأمل تقاسيم وجه سارة محمد : ليس عليك أن تفهمي شيئاً..المهم هنا أن نتركها في جبال الألب ونرجع لباريس بأسرع مايمكن سكتت جوانا وهي تسند ظهرها على ورا لكنها بأقل من ثانية رجعت تناظر محمد جوانا : لدي سؤال آخر مانتظرت رده وهي تقول بسرعه وحماس : كيف عرفت أن سارة ستكون في ذلك المقهى ؟ تنهد بعمق وهو يفكر بجدية أنه يخدّر جوانا حتى تمنحه لحظه هدوء لنفسه لكنه تراجع عن الفكرة وهو يرد بهدوء : جهاز تعقب ! . . . ************************************************** . . . الجامعة الأمريكية – باريس . كانت تمشي بهدوء شديد وهي تناظر الناس بتمعّن لدرجة أن البعض استغرب منها ومن نظرتها لهم لكنها ماحسّت بالإحراج أبداً تغيرت تعابيرها للإنزعاج وهي تتأفف و تضرب الأرض برجلها شوق : هاذي وينها ؟! مع أنها تعمّدت تصحى قبل وقتها المعتاد بساعه حتى تقدر تقضي وقت أطول مع سارة إلا أنها ماقدرت تلقاها اليوم ! دقت عليها كذا مرة لكن جوالها مغلق ودورّت عليها بكل مناطق الجامعة بس ماكان في أي أثر يدل على وجودها " يعني لو كانت راح تغيب كان عطتني قالت لي عالأقل..ضيعت وقتي بالفاضي اففف" مسكت جوالها بعصبية وهي تكتب لها رسالة سريعة تقول لها عن مكانها بعد المحاضرة وأنها احتمال تطلع من الجامعة وتجي تزورها اليوم مره ثانية زمّت شوق شفايفها وهي تمسح الجملة الأخيرة بسرعه وببالها تفكر أنها ماودها تزعجها نفس أمس..خصوصاً بعد ما قالت لها عن سامي ورفضها له أكيد هي بتسألها عن السبب مره ثانية تنهدت وهي ترسل الرسالة بصمت حالياً هي لازم تنفرد بنفسها شوي.. يمكن كذا بترجع نفس قبل وماراح تفكر بالموضوع وتعطيه أكبر من حجمه وقفت شوق فجأة لما سمعت خطوات سريعة وراها وقبل لاتلتفت قربّت منها لمى وهي تلهث بتعب ناظرتها شوق بضحكه وهي تشوف ملامحها المرهقة من الركض قالت بمزح : في بنت بكامل قواها العقلية تركض بساحة الجامعه؟! أشرت لها لمى بلا وهي مازالت تحاول تآخذ نفس علشان تتكلم لمى : ماسمعتي عن ... نسرين ؟! تغيرت ملامح وجهها للإنزعاج وهي ترّد بقسوة شوق: لمى! اذا كنتي تهتمين لعلاقتنا لاتنطقين اسم هالمخلوقة مره ثانية..بعمري ماشفت انسانة أوقح منها..انتي مصدقة اللي سوته لسارة؟! والله لو شفتها قدامي لـ.... قاطعتها لمى : مايمديك تشوفينها مره ثانية عقدت حواجبها وهي تناظرها بإستغراب شوق : ايش تقصدين ؟ سكتت لمى وناظرت الأرض بحزن وهي تبلع ريقها لمى: نسرين عطتك عمرها ! توسعت عيونها وهي تناظر لمى بصدمة ماكانت فاهمة الخبر ولادخل عقلها نسرين ماتـت..مـعــقولــة؟! "" قالت بصوت خافت : كيـف؟..أنا.. أنا مو قادرة أصدق ! انتي من جدك تقولين هالكلام..يعني نسرين اللي أمس كانت معانا..ماتت ؟! هزت راسها بأسى ولمعت عيونها بالدموع لمى : أنا بعد مثلك ماقدرت أصدق حتى لما قرأت الخبر انصدمت فكّرتها كذبة ولا مقلب لكن طلع الخبر صحيح وأهلها راجعين للسعودية بيسوون العزاء هناك شوق مازالت تحت تأثير الصدمة وصورة نسرين طرت على بالها قالت بهدوء : من وين قرأتي الخبر ؟ مسحت لمى عيونها بالمنديل وهي تتنفس بعمق فتحت شنطتها وطلعت جوالها وهي تضغط عليه بسرعه وتعطيه لشوق لمى : الخبر منتشر في كل فرنسا..الجرايد والتلفزيون وحتى السوشل ميديا مغطين الموضوع كله و فجأه كل طلاب الجامعه عرفوا بخبر موتها ونشروا رسايل التعازي مع التقرير الإخباري قرأت شوق الموضوع بصمت وعيونها تتنقل من سطر لسطر بشكل سريع اضطربت فجأة لما وصلت لمنتصف التقرير وناظرت لمى بجدية شوق : هذا الكلام صحيح ؟ متأكدة ؟! سكتت ماقدرت ترد عليها وهي تحس بالغصة في حلقها كملّت شوق القراءة بصوت مسموع ولمى تناظرها بأسى شوق : اليوم في الحادي عشر من ديسمبر تمّ اكتشاف جثة الطالبة نسرين الـ...... والتي تدرس بالجامعة الأمريكية للطلاب متوفيةً بطلقٍ ناري في بيتها الموجود بمدينة بروكسل وصلتنا الأخبار من شرطة فرنسا المركزية أن الفتاة لم تمت ميتةً عادية وإنما توفيت بجريمة قتل بشعة لم يتم إمساك الجاني بعد لكن تم العثور على مسدس من نوع كيو اس زد 92 والذي يعتبر من أفضل أنواع المسدسات ملقى بجانب الضحية وحتى الآن لم يتعرف البحث الجنائي على بصمات القاتل وقفت شوق عن القراءة وعيونها متوسعة بذهول إلى الآن الكلام مو راضي يدخل عقلها وببالها تقول مستحيل ! كل اللي مكتوب كذب..أكيد أنه كذب ! نزلت دمعتها بدون ماتحس وهي تسكر الجوال وتعطيه لمى بهدوء شوق : ماراح أصدق إلا لما أشوفه قدام عيوني ! مشت شوق بخطوات كبيرة وهي تحاول تسرع لجهة مواقف السيارت أهمية معرفتها لحقيقة الموضوع أكبر من أنها تحضر محاضراتها وتنساه..ماراح ترتاح الا اذا عرفت الحقيقة! صحيح كانت تكرهها..وصحيح أنها مستحيل تسامحها لكن أنها تموت ومثل هالميتة الشنيعة كانت صدمة قوية لشوق ماراح تقاوم دموعها وراح تبكي عليها لأنها مهما كان تظل زميلتها وشخص تعرفه من زمان بس الحين وبدون أي تردد قررت تطلع من الجامعة وتبحث بشكل أكبر عن هالخبر إن كان صحيح أو كذبة نقلتها الصحافة بدون أي تحريات ! . . . ******************************************* . . . السعودية – الشرقية كان الوقت مقارب لساعات الصباح الأولى قبل شروق الشمس وظهورها في السماء ماكان بباله أبدا أنه يزور هذا المكان لكنه بالأيام الأخيرة كان يتردد عليه بكثرة لدرجة أنه ماقدر يقاوم رغبته وغيّر مسار طريقه من الشغل للبحر ابتسم فهد بروية وهو يتأمل منظر البحر المهيب بصمت جلس على المقاعد الفاضية المتواجدة قدام البحر بالضبط وبداخله كان حاس بالراحة بسبب هدوء المكان وانعدام وجود الناس فيه في الآونة الأخيرة كان هذا وقته ومكانه الخاص للإنعزال خصوصاً وأنه بهالفترة ماكان على بعضه وحتى شخصيته الجدّية اهتزت واختفت مع هدوءه وصمته ماكان في أحد تاركه بحاله بعد سالفة ملكته على بنت خالته اذا جاء وقت دوامه كل اللي حوله يتجمعون عنده يباركون له ويسولفون له عن الزواج والحريم وكيف أنه حكم على نفسه بالهلاك مع انتهاء عزوبيته للأبد..أما هو ماكان يعطيهم المجال للكلام الكثير مع تجنبه لهم و لا كأنهم موجودين عنده ولما يرجع البيت يلاقي أمه على غير عادتها من بعد ماقال لها أن يوم الزواج قرّب وأنهم حددّوا موعده بعد أسبوعين تقريباً كانت تمسكه قبل لايروح يرتاح بغرفته وتستلمه بأسئلتها الكثيرة واللي عادةً ماتكون عنده أجوبتها فكرتوا بقاعة مناسبة ؟ طيب مين المسوؤل عنها؟ ..كيف حالة سلوى تحتاج مساعدة ولا لأ؟..أنت تقدر تتحمل مسؤولية جناحكم ولا تبغاني أشرف عليه ؟ هل في تجهيزات جديدة ودكم فيها أنت وسلوى ولا اللي طلبناه يكفي ؟ دوامة ماتنتهي من الأسئلة و الكلام اللي كان يشوفه ماله داعي ومايحتاج له كل هالتكاليف لكن علشان أمه كان يسكت ويحاول تكون ردوده سريعه ومختصرة حتى ينتهي من هالحوار ويرجع غرفته وإذا جاء وقت نومه كان النوم يجافيه..يحس بأرق مو طبيعي من التفكير ويتقلب بكثرة على سريره لكن بدون فائدة تنهد بعمق وهو يغمض عيونه وصوت أمواج البحر المتلاطمة مع الصخور تحسسّه بالسلام والسكينة كان يتنفس بهدوء ويحاول قد مايقدر أنه يهرب من أفكاره و يومه الموعود عقد حواجبه بدون لايفتح عيونه وهو يحس بيد على كتفه تلمسه برفق سالم بحيوية : أشوفك جاي بدري ! مارد فهد عليه وهو يفتح عيونه ويتأمل أمواج البحر اللي بدأت تقوى فجأة بفعل الهواء جلس سالم جمبه وهو يناظر البحر بإبتسامه ويسأله : ودي أعرف..ايش اللي شاغل تفكيرك عن الدنيا ؟ فهد بتنهد : من بعد سالفة الزواج وأنا لا ليلي ليل ولا نهاري نهار..مو قادر أعيش زي الناس بسبب التفكير قال بإبتسامة : كل هذا علشان زواج ؟ ناظره بجدية وهو يقول : اذا كنت جاي تمزح مثل عادتك فأحسن لك تمشي الحين (سكت شوي) ولا أقول لك أمشي أنا أفضل قام فهم من مكانه لكن سالم مسكه بعجلة وهو يضحك : ياخي أنت ماتعرف مزحي ؟ أنا ماقصدت أضيق عليك..كل اللي كنت أقوله أنك مكبّر الموضوع شوي زفر هواء وهو يناظره بعصبية : كيف ما أكبّره وأنا راح أظلم بنت الناس معي ! (ناظره بعيونه) أنت تعرفني ياسالم وتعرف شخصيتي..أنا مستحيل أتقبل مثل هالوضع..تدري إني ما أنام الليل لأني أحس بالذنب بسبها! ردّ عليه بهدوء :الحين مو أنت عرضت عليها الموضوع وهي وافقت بطيب خاطر ؟ سكت فهد وهو يرجع يجلس مكانه جمب سالم ناظروا ثنينهم البحر بصمت وكل واحد منهم كان يفكّر لحاله وكأنهم مو موجودين بنفس المكان ابتسم سالم فجأه وقال وعيونه لقدام : أنا طول عمري كنت أظنك وسلوى راح تتزوجون بالنهاية التفت عليه وهو يناظره بإستغراب فهد : مافهمت..ايش قصدك بهالكلام ؟ سالم: أنت ماتذكر ؟ رد بعصبية : اذكر ايش ؟ سكت سالم وهو يحاول يجمع أفكاره ويتذكر أيام مضت وانتهى زمنها لكن ذكراها مازال موجود بمكان بعقله قال بهدوء :لما كنا صغار بالعمر كنا كل خميس نتجمع في بيت عمتي هدى..كنا كلنا نجلس بالديوانية لأن بالعادة المجلس يكون دايماً ... قاطعه فهد بشكل مفاجئ وهو يكمل كلامه : المجلس يكون دايماً مزحوم بالرجال والصالة كانت مليانة بالحريم علشان كذا كنا نقعد بالديوانية نلعب أونو ولا نتابع التلفزيون مع باقي عيال الأهل ابتسم سالم بطفولية : يعني أنت تذكر ! ناظره فهد بعصبية..ايش مقصده بهالكلام ؟! ايش دخل زواجه من سلوى بجمعاتهم القديمة ببيتها إلى الآن هو ماستوعب كلام سالم ولا فهم الرابط اللي يربط الموضوعين ببعض زفر هواء وهو يقول: الحين أنت قايل شي مهم ؟!..ايش العلاقة بين موضوع الزواج وبين جمعاتنا ببيت خالتي هدى؟ سالم : ياليل يعني أنت للحين مافهمت ؟! (ناظره وهو يبتسم بسخرية ) ماتقولي..أنت مع مين كنت تجلس اذا رحنا هناك؟ فهد : معاك ! توسعت ابتسامته وهو يأشر عليه وكأنه يتهمه بالجرم المشهود : أنت ماكنت تجلس إلا معاها ! سكت فهد وهو يناظره بعدم تصديق " سلوى ! " كان هالجزء ممسوح من عقله ولا يتذكره أبداً هل فعلاً كان يجلس معاها هي ؟! هل كانت صديقة طفولته مثل مايقولون ؟! بس..ليه هي بالذات ؟! ايش اللي كان مميز فيها حتى أنه كان يترك الكل ويجلس عندها ؟! انقطعت أفكاره لما سمع سالم وهو يكمّل قال بإبتسامة: للحين أذكر ذيك الأيام..كنا ندخل بيت عمتي أنا و إياك مع بعض ونروح المجلس نسّلم على الرجال وقبل لا نمشي للديوانية كنت أنت بنفسك تروح لعمتي هدى وبدون مقدمات تسألها وين سلوى ؟..واذا عرفت مكانها كنت تروح وتناديها حتى تجلس معانا هي وسارة .... اختفت ابتسامته لما نطق اسمها وأخفض جفونه بهدوء وهو يتذكرها بعقله همس بخفوت : سارة .. كان توه يلاحظ أنه من زمـــان ما طرأ اسمها على لسانه مشاعره تفتحت فجأه وكأنه رجع مراهق وهو يتذكرها ويتذكر جلستها معاهم وكيف أنها كانت دايماً تجيب كتاب تقرأه بصمت لحالها بدون ماتشاركهم الكلام كانت ساكته طول الوقت وعيونها بكتابها لدرجة أنها حسسّته بالفضول بيوم اسأذن منها وهو يقرّب جمبها حتى يقرأ معاها بهدوء لكن استوقفته أحداث بالرواية ماقدر يفهمها وبدون شعور ناداها :سارة ؟! كان وجهها قريب منه وهي تلتفت عليه وتبتسم بصفاء : هلا سالم سكت وهو يتأملها وكأنه يشوفها لأول مرة صوتها..ابتسامتها.. وحتى هدوئها كان جديد عليه ما كأنها بنت عمته الصغيرة واللي كان يعتبرها مثل أخته تمالك نفسه للحظه وهو يأشر على الكتاب : احم..هذا الموقف ماقدرت أفهمه... تنهدت بإبتسامة وهي تشرح له قصة الكتاب من البداية وكيف كان تسلسل الأحداث حتى وصل لهالموقف..كانت تتكلم بكل تفصيل حتى لو كان صغير وهي تغير نبرات صوتها حسب الأحداث ان كانت حزينة أو سعيدة كان يستمتع بطريقة كلامها لما تجي تشرح له وتفهمه كأنها تقول له سالفة مهمة صارت لها وهو ماكان يقاطعها أبدا صار كل أسبوع يجي لها ويسألها عن الكتاب الجديد اللي بيدها ولا كانت تدري أنه بجلستهم الإعتيادية كان يزيد بحبه لها وأنه ينتظر أسبوع ورا أسبوع بس علشان يشوفها الغريب أنه ماركز بشكلها و لا حتى يتذكر كيف كانت صورتها كل اللي يعرفه أنها كانت البنت الوحيدة اللي تمناها بيوم من الأيام زوجة أول حب..و أول أمنية للأسف أنها ماتحققت! من بعد زواجها قرر سالم أنه يمحيها من عقله وقلبه لأنه مافي جدوى من الإنتظار ندمان أشد الندم أنه تركها بدون قتال تركها بدون لايصّر على أمه أنه يبغاها هي ومايبغى غيرها لكنه سكت وسمع كلامها لما قالت له بأنها ماكانت الإنسانة المناسبة له وأنها صغيرة عليه بالعمر وحياتها قدامها حتى تعيشها اذا ماكانت هي المناسبة له أجل مين المناسب؟! البنت اللي يحبها ضاعت من يده ولا كأنه كان يحسب الأيام والشهور حتى يكبر ويرتبط فيها راحت خلاص..لازم ينساها ويعيش حتى بدون أي ذكرى تجمعه فيها لأنها ماكانت من نصيبه! تنهد بعمق وهو يناظر البحر بحزن ناظره فهد بإستغراب وهو مصدوم من تغيره المفاجئ.. توه كان يضحك ويسولف معاه لكنه سكت فجأة وتغير حاله كأنه ميت له أحد قال بهدوء : سالم.. فيك شي؟ ابتسم بسخرية على نفسه وهو توه يحس أنه كان يتكلم مع فهد سالم: كنت بس أفكر أن احنا كبرنا بالعمر..تغيرنا كثير بهالسنين وتونا نفكر بالإستقرار والزواج عقد حواجبه وهو يستوعب كلامه فهد: يعني أنت تفّكر أنك تتزوج الحين؟ هز راسه بخفه وهو ينزّل عيونه ماكان راضي عن جوابه وكأنه يخونها لكن ماكان فيه غير هالحل حتى ينساها سالم : بعد عرسك أفكر أفاتح أمي بالموضوع وأخطب سمر بنت عمتي غادة سكت فهد وحسّ أن سالم ماكان وده يتكلم أكثر علشان كذا قرر ينتظره لما يكون مرتاح ويرجع لطبيعته المعتاده كان وده يسأله اذا كان متأكد من قراره ولا استعجل فيه يمكن يمر عليه الوقت ويندم على تفكيره مثل ماهو ندمان انه راح يتزوج سلوى فاجأه صوت سالم وهو يقول: لاتفكر بالإنسحاب يافهد..كل اللي صار خيرة وأنا متأكد أنك راح تجي لي بيوم وأنت بنفسك بتقول هالكلام! تأمله فهد بصمت وهو فاهم عليه لكن الضيق اللي بقلبه كان أكبر من أنه يوافقه الكلام في نقطة فاضية بداخله تحتاجها هذيك البنت اللي مازالت محفوره بذاكرته.. كيف يقدر يتخطاها وهو كلما نوى ينسى ترجع له كل ليلة مثل الحلم اللي مو راضي ينتهي قطع فهد أفكاره وهو يوقف على حيله ويناظر سالم : يلا قوم لانتأخر عالدوام رد عليه بهدوء : روح وأنا بلحقك (ناظر لقدام ) ودي أجلس هنا شوي هز راسه بتفهم : على راحتك ماكان عارف بحب ولد خالته لأخته ولا كان يدري أن أوضاعهم هي نفسها لكن الفرق الوحيد أن سالم قرر ينسى أما هو مو راضي بفكرة النسيان مشى فهد بخطوات ثابته مبتعد عن سالم وبعقله فكرة وحده .. ماراح يرتاح إلا اذا شافها مره ثانية! حتى لو كان للحظات بسيطه وده أنه يشوفها ويعيد ذكراها بس علشان يملي الجزء الفاضي بداخله وبعدها مو مهم ايش يصير باريس كان جالس لحاله داخل السيارة ويناظر جوالها اللي ماسكه بيده بلع ريقه وهو يتذكر مقابلته للشخص اللي اتصل عليه وكيف قال له أنه أخذ سارة من الشارع اللي قدام عمارتهم وأنها بنفسها طلبت منه يوصلّها للكوفي الشوب الموجود بالزاوية ماكان عارف باللي صار لها بالضبط لكن كل اللي قاله لراشد هو نفس كلامه لما كان بالشقة أشخاص غريبين طلعوا فجأه وشالوها من مكانها وأخذوها معاهم مافي ناس غير العصابة اللي ممكن تتصرف بهالطريقة الحين تأكد بداخله أن الرئيس تحرك بدون لا يقوله لأنه تأخر على المهلة المحددة له شدّ على يده بقوة وهو يحس بضيق غريب كأن كل شي تسّكر بوجهه ولاهو قادر يتحرك ويسيطر عالوضع كيف سمح لنفسه أنه يغفل لثانية عنها و يتركها لهم ! غبي..مغفل..وأناني بحيث أنه مافكّر غير بنفسه و كيف يخليها له صرّعلى أسنانه وهو يستوعب أنه ماكان في وقت للتفكير والعتب هو يعرف مقر الرئيس ويدري أنه مستحيل يغيره لكن المشكلة أن العصابة متقدمة عليه بساعه ولو تأخر أكثر من كذا الله يعلم هم ايش راح يسوون فيها بدون شعور رمى الجوال على المرتبة اللي بجمبه وحرّك السيارة بسرعه مافي غير طريقة وحدة تخليه يوصل أسرع منهم وهو أنه يجهّز طيارته الخاصة الموجودة بالمطار وبكذا راح يوصل قبلهم بنص ساعه عالأقل وقف سيارته عند الإشارة وبثبات دخّل يده لجيبه علشان يطلّع جواله لكنه تفآجى من صوت قوي جمب دريشته بحركة تلقائية بعّد راسه على ورا وهو يشوف شخص غريب ماسك مطرقة حديدية ويضرب الدريشة بكل قوته لما انكسرت كلها تطايرالزجاج بكل مكان لدرجة أنه خدش وجهه بسبب قربه الشديد منها تمالك راشد نفسه وهو يحس بالوضع وحرّك جسمه بسرعه وهو يجلس على المرتبة الثانية ويناظر جهة الدريشة المكسورة مانصدم لما شاف واحد من أفراد العصابة لابس قناعه الأسود المعتاد ويناظر فيه بخبث صرخ عليه بالفرنسيه : مــالــذي تــفــعـــــلــــــه ؟! ضحك بسخرية من خلف قناعه : وكأنك لاتعلم..إنها أوامر الرئيس فتح الباب وهو يقرّب المطرقه من راشد : يجب أن تموت هنا والآن ! تغيرت نظرة راشد فجأه وهو يرفع حاجبه ويبتسم لوهلة كان مصدوم من الوضع اللي كان فيه لكن جملة المجرم الأخيرة كانت مثيرة للضحك بالنسبة له ولا قدر أنه يقاوم ابتسامته وهو يناظر فيه بثقة راشد : يبدو وكأنك لاتعرفني جيداً(مسك المطرقة بقوة) أليس كذلك ؟ بلع المجرم ريقه وهو منصدم من حركته الغير متوقعة أي واحد بنفس وضعه كان ممكن يطلع بسرعه من السيارة ويحاول أنه يهرب لكن كان واضح عليه أنه فاهم تحركاته وكأنه يقرأ عقله حاول أنه يشد المطرقة جهته لكن راشد كان أسرع منه وهو يسحبها لعنده لما صار جسم المجرم قريب منه قال بثبات وهو يتقدم بجسمه : لن يتمكن أحدٌ مثلك بقتلي..أفهمت ! ضربه راشد برجله وهو يدفعه بقوة لبرا السيارة تغيرت إشارة الطريق للون الأخضر وبكل برود رجع راشد مكانه وهو يرمي المطرقة على الرجال اللي مازال بحالة ذهول من تصرف راشد وكلامه سكر باب السيارة و حرّكها بسرعه وهو يرجع يآخذ جواله من جيبه ومن داخله يفكر معقولة الرئيس مرّسل له شخص واحد علشان يقتله ؟! هل هو ناسي قدرات راشد و أنه مستحيل على رجل واحد أنه يهزمه ؟ بس كيف شخص مثل الرئيس ينسى هالشي المهم عنه؟! هز راسه بعدم اهتمام وهو يدق على رقم مطار شارل ديغول حتى يجهزون طيارته جات عينه على المراية الأمامية وبدون إحساس رفع يده يتلمس الجروح على خده لكنه وقف عن الحركه لما رجعت صورتها بباله وكأنه يشوفها بعيونه لايكون هي تعاني بهاللحظه ؟ لايكون سووا لها شي ؟ والله ليقتلهم ان لمسوا شعرة من راسها والله أنه يمحيهم كلهم ان مالقاها سليمة وبأمان ! حلف بقلبه قبل لسانه وهو يزيد سرعته بجنون وبعقله يحاول أنه مايفكر فيها ولا يتخيلها علشان يقدر يركز ويوصل المطار قبل مايسوي بنفسه حادث و يضيع عليه كل شيء حياته و روحه! . . . ************************************** . . . باريس داخل سيارة العصابة مع أنها كانت مخدرّة بالكامل إلا أن جسمها كان حاس بكل حركة كانت تصير في السيارة خصوصاً لما يمرّون على مطّب أو لما الشارع يصير فيه تعرجات و صخور الأصوات اللي جمبها كانت توصلها مشوشة بشكل غريب ولا كأنها تسمع شي من كلامهم حاولت بكل قوتها أنها تفتح عيونها لكنها ماقدرت ولا هي عارفة ليه بالبداية كان عقلها مسكّر ولا كانت متذكرة كل شيء لكن مع طول الطريق بدأ يرجع لها آخر موقف مرّت فيه وفهمت أنهم خدّروها بالمنديل الغريب اللي كانوا ماسكينها فيه بس ليه ما أخذوها عند راشد على طول ؟ ليه تحس أن الطريق طويل وكأنهم ماعادوا بباريس ؟ هدأت لثواني بسيطة وهي ترجع تفكر بطريقة علشان تحرّك فيها جسمها لكن بدون فائدة كل اللي قدرت تحركه هي أصابع يدها اليمين لكنها ماكانت قادرة ترفعها بذراعها للحظة حسّت كأنها مشلولة و أن حياتها انتهت أكيد دامهم مسكوها زادت سرعة تنفسها بفعل الخوف والتفكير ومع كل شهيق وزفير كان صدرها يطلع وينزل بسرعه وبشكل مفاجئ قدرت تفتح عيونها وهي تشوف ظهر الكنب الأسود قدام وجهها بالضبط بلعت سارة ريقها وهي تحرّك عدسة عينها حول المكان بدون لاتلف جسمها تأملت السيارة لثواني ورجعت تناظر ظهر الكنب وهي تعض شفايفها بقوة من الرعب كانت بداخلها تحاول تكتم مشاعرها كثر ماتقدر لأنها بأي لحظه راح تنفجر وتبكي بصوت عالي لما تتذكر شعور الخطف وأنها بمكان الله يعلم وينه فيه تحس بشي يخنقها عند رقبتها كانت راح تفضح نفسها بهمساتها الضعيفة المكتومه لكن لحسن حظها بهالثواني القليلة ماكان في أحد منتبه عليها و على حركة جسمها المتوترة سكنت شوي لما سمعت أصواتهم بشكل واضح ولكنها ماقدرت تميّزها وتعرفهم كانوا يتكلمون بالإنجليزي ولاقدرت تثّبت عقلها وتفهم الموضوع اللي يتكلمون فيه عقدت حواجبها بتركيز وهي تفكر "صوت جوانا ! " توسعّت عيونها لما تذكرت الشخص اللي مسكها وتكلم بأذنها..أكيد كانت هي ! الحين بس تأكدت أن راشد وراء الموضوع كله وبدأت خطة انتقامه منها بسبب هروبها من الشقة قطع أفكارها صوت جوانا وهي تسأل بملل : ألم نصل إلى المقر حتى الآن ؟ رفع محمد راسه وهو يناظر الدريشة ويشوف الطريق المكان بدأ يتغير شوي بفعل الثلوج اللي كانت مغطية كل المساحات الموجودة اللون الأخضر للأشجار بدأ يختفي تدريجياً بسبب خروجهم من باريس وبداية دخولهم لداخل القرى الجبلية تنهد محمد بصوت واضح وهو يشوف المبنى الخشبي العالي واللي كان موجود في قمة الجبل : لقد وصلنا ! وقفت سيارتهم بوسط الطريق المثلج ونزل السائق وهو يأشر بيده للسيارة الثانية اللي كانت ماشية وراهم أول مالمحوا إشارته وقفوا السيارة بسرعه ونزلوا منها رجالين من أفراد العصابة كانت أشكالهم متجهمة وعابسة خالية من المشاعر مثل الرجال الآليين وبدون أي سؤال تحركوا اثنينهم بخطوات ثابتة للأمام ووقفوا عند باب سيارة محمد منتظرين أوامره توصلهم فتح محمد الدريشة وهو يشوفهم ويهز راسه بفهم نقل نظره لجوانا وهو يقول بجدية : هيا.. انزلي بسرعه تغيرت ملامح وجهها فجأة : أتقصدني أنا ؟ قال بقل صبر : بسرعه ياجوانا ! ناظرت جسم سارة ورجعت ناظرته وكأنها توها تستوعب الموقف بشكل كامل قالت بحيرة : لكن... لماذا أذهب معكم ؟! زفر هواء بعصبية وهو يتقدم بجسمه ويفتح الباب اللي جمبها سكتت جوانا بخوف لما شافت تبدّل وجه محمد للعصبية وطلعت برا السيارة من غير نقاش ماتدري ليه حست نفسها بمكان غريب..مع أنها كانت تعرف جبال الألب وراحت لها من قلب لكن لما شافت الطريق البارد شبه خالي جاها إحساس الشك والتوتر فجأة حسّت بالقلق وهي تفكّر بالمصيبة اللي دخلّت نفسها فيها وليه هي وافقت من البداية أنها تكون مع ناس مثل هالمجرمين ؟ عملية خطف كاملة واحتمال تكون عملية قتل..ليه مافكرت بالموضوع صح قبل ماتكون مشتركة فيه؟! صكّت أسنانها بتوتر وهي ترتجف مع برودة الجو ناظرت أفراد العصابة الواقفين قدامها وكلمتّهم بالفرنسي : مالذي سيحدث الآن ؟ إلى أين ستأخذون الفتاة ؟ كانوا واقفين بثبات ويناظرون للأمام مثل الأصنام ولا فكروا أنهم يلتفتون لجوانا ولأسئلتها الفضولية بلعت ريقها للمرة الثانية وهي توقف جمبهم وتشوف محمد طالع من السيارة قال بأمر : أنقلوها ورائنا بسرعه ولا أريد أي تأخير ! هزوا راسهم بوقت واحد وهم يشوفونه يروح لجهة جوانا مشى محمد لقدام وهو يأشر لها حتى تمشي معاه أسرعت جوانا الخطى وهي تمشي جمبه : أنا .. لا أعلم كيف أشرح لك ما أشعر به ولكني قلقة بشأنها..أخاف أن يفعلوا بها شيئاً سيئاً! كان يناظر لقدام ببرود عكس الإحساس اللي بداخله : بما أنها أصبحت هنا فأي أمر وارد الحدوث وبإمكان الرئيس فعل مايشاء بها..حتى لو كان قتلها توسعت عيونها بصدمة : لكن .. لكن .. أنا لم أعلم أنكم تفعلون مثل هذه الإمور..لقد ظننت بأنكم ستمسكون بها وتهددونها فقط وبعد ذلك سترجعونها من حيث أتت ..أنا لا أرغب بــ قاطعها محمد وهو يوقف : أنتي هنا وانتهى الأمر..لا وجود للندم والعدول عن تصرفاتنا السابقة ..لقد حدث كل شيء بشكل صحيح.. أما إن كنتي ترغبين بالخروج فاذهبي الآن ولاتعودي إلى هنا أبداً ! (ناظرها بحدة) أفهمتي ؟! كانت تناظر عيونه بخوف وهي تتنفس بربكة مو عارفة كيف تتصرف أو ايش تسوي لكن عقلها حكمها وهي تقول بشكل سريع : حسناً..سأذهب كانت توها بتمشي وترجع للسيارة لكنها وقفت لما سمعت جملته الأخيرة وهو يقول بجدية : ان علم أي أحد بما فعلتيه يا جوانا ..ستموتين ! تنفست بصعوبة وهي تبلع ريقها وتمشي بخطوات سريعة لسيارة العصابة الثانية البعيدة ركبت مكان السائق ودخّلت المفتاح الموجود على جنب وهي تشغّل السيارة بعجلة ناظرت لقدام وهي مقررة أنها تمشي لكنها وقفت لثانية لما لمحتهم وهم يشيلون جسم سارة ويطلعونها لبرا سكرّت جوانا عيونها بقوة وهي تهز راسها : لا.. أنا لن أتأثر بها ..سأخرج من هذا المكان المخيف بسرعه ! حرّكت السياره وهي ترجع لورا وتغير المسار علشان تنزل من منطقة الجبال وببالها تفكر بأنها لازم تستعجل بالطلعة قبل لايمسكونها ويشيلونها مع سارة مستحيل أنها ترجع لهالمكان مره ثانية .. مستحيل! . . *********************************** . . في نفس الوقت وقبل ماتطلع سيارة جوانا دخلوا أفراد العصابة لداخل السيارة ومسكوا سارة وهم يطلّعونها لبرا ماكانت سارة متوقعة تحركاتهم أو ايش ممكن يسوون فيها علشان كذا غمضت عيونها بتلقائية لما حسّت بدخول واحد منهم حاولت بكل قوتها أنها تسكت وتقعد مغمضة لما يطلعون من عندها لكنها ماقدرت تتحكم بنفسها لما حسّت بمسكة شخص غريب لذراعها كانت يده ضخمة وقبضته قوية لدرجة أنها حست بأصابعه تحفر بجسمها بدون شعور فتحت سارة عيونها وهي تشهق بصوت عالي وبهاللحظة التقت عيونها الخايفة بعيونه الحمراء المرعبة قالت بهمس خائف : مــن أنــتــم ؟ حكم قبضته عليها وهو يجبرها على الوقوف لكنها ماقدرت توقف بسبب الخدر اللي مازال موجود بساقها طاحت على ركبها وهي تتأوه بألم ولا قدرت أنها تبعد ذراعها عنه بلعت ريقها وهي تحاول ترفع صوتها لكنه لازال أشبه بالهمس : أرجــوك .. اتـــركـــنــي ! ما استمع لندائتها الضعيفه وبدون تأخير مسكها من ذراعها الثانية وشالها على فوق وكأنه يحرّكها علشان تمشي معاه حسّت بالغصة موقفه بحلقها وعدسة عيونها تتحرك برعب أول ماخطت برى السيارة طاحت عيونها على الرجال الواقف ينتظرهم وبدون إحساس حرّكت يدينها الثنتين بقوة وهي تحاول تفك نفسها من الشخص اللي ماسكها من الخوف اللي بداخلها ماكانت عارفة هي ايش قاعدة تسوي أ ول ماشافت الرجال الضخم اللي لابس أسود على طول فهمت أنها لازم تهرب وتقاومهم لأنها بأي لحظه ممكن تموت مثل ما أطلقوا النار على عمها قبل ساعات كانت تحرّك يدينها وجسمها كله ماعدا رجولها وهي تتأوه بمكانها رفعت صوتها بحدة: ابتـــعــــدوا عني .. اتركـــوني ! الرجل الأسمر اللي كان ماسكها زفر هواء بعصبية وكان وده لو يصفقها لكن مستحيل عليه التصرف بدون أي أوامر أو تعليمات من الرئيس علشان كذا حاول أنه يمسكها قدر الإمكان مع حركاتها الكثيرة تكلم الرجل الضخم بصيغة آلية : أتريدني أن أمسكها معك ؟ هز راسه بقل حيلة وهو يرميها بقوة عليه صرّخت ساره فجأه لما رماها على زميله وقبل لاتتحرك أي حركه مسكها الرجل الضخم بسرعه وأحكم عليها قبضته لدرجة أنها ماقدرت أنها تتنفس كانت توها بتصرخ وتحاول أنها تفك نفسها منه لكن سكتت وهي تناظر قدامها بصدمه شافت انسان جاي من بعيد بخطوات سريعة وهو يصّرخ بعصبية : مـالــــذي يــــجـــري ؟! وقفوا الرجالين بهدوء وهم منزلين راسهم لكن سارة مجرد ماشافته حرّكت جسمها بصعوبة وهي تحاول ترفع نفسها علشان تناديه مع أنها ماكانت فاهمة سبب وجوده بنفس المكان لكن عيونها لمعت لما شافت شخص هي تعرفه ..الإنسان الوحيد اللي ممكن بهاللحظه يساعدها أول ماقرب عندهم وقبل مايتكلم صرخت ساره بسعاده وكأنها تشوف قارب النجاة قدامها : محمد .. محمد ..الله جابك يا محمد! ناظرته بثبات وهي تأشر له بعيونها: تعال وفكني منهم الله يخليك! .. أنا ..أنا مو عارفه هم مين وليه جايبيني هنا.؟!. قول لهم يفكوني ونرجع البيت ! ماتغيرت ملامحه ولا أطرف له جفن وهو يناظرها ببرود نقل نظره لأفراد العصابة وهو يكلمهم ويعطيهم التعليمات محمد بأمر : خدّروها مجدداً وضعوها في غرفة الإستجواب ! تغيرت لمعة عيونها واختفت ابتسامتها ونظرة الرعب بدأت ترجع لها مره ثانية : لا .. لا يامحمد لا .. مستحيل تكون أنت معاهم ..صح؟ ناظرته برجاء على أمل أنه يخيب ظنها ويقول لها أنه جاي يساعدها ويرّجعها معاه البيت لكنها انصدمت من نظراته الباردة و لا كأنها كانت تكلمه وتترجاه ينقذها منهم حست بجسمها يرجف وهي تشوفه يأشر لهم علشان يلحقونه بعد ماينفذون أوامره همست بلا وهي تشوفه يبتعد وكلما ابتعد أكثر علا صوتها وهي تتأمل جسمه يتحرك بعيد عنهم حاولت تقاوم وتتحرك من قبضة الرجال اللي ماسكها علشان تلحقه لكن كل حركاتها كانت بدون فايدة نقلت نظرها له قبل لايختفي عند الجبل وصرخت بصوت عالي : مـــــــحمــــــد! ..ارجـــــــــــع! دمعت عينها لما اختفى من قدامها و نظرها كله تشوش بفعل الإبرة المخدرة اللي انغرزت بذراعها بدون لاتحس ابتسم الرجل الضخم وهو يشوفها تتهاوى بين يدينه بخفة : سوف تنامين الآن رفعت عيونها له وهي مو مستوعبة كلامه وقبل لاتغيب عن الوعي تمتمت بخفوت : ارجع! . . . **************************************** . . . باريس – جبال الألب الفرنسية حطّت الطيارة بأقرب مكان ممكن من الجبال ومثل ماتوقع راشد كان هو أسرع منهم بالوصول لكن كانت تلزمه وسيلة تنقل ثانية علشان يوصل لجبال اللألب و يقدر يشوف الرئيس قبل لايسلمون ساره له نقل نظره لمضيفة الطيران الموجودة معاه بنفس الطيارة وهي تبتسم له بتحفظ : سيدي ..لقد وصلنا إلى وجهتك المحددة..أتريد أمراً آخر قبل النزول ؟ كان ساكت وهو يناظرها من غير استيعاب لما تدارك نفسه وهو يقول : اتركيني وحدي قليلاً هزت راسها بثبات وهي تطلع من المقصورة الخاصة فيه وتسكّر الباب بسرعه زفر هواء بهدوء وهو يناظر الباب اللي تسكّر وينقل نظره لقبضة يده المشدوده فتح يده تدريجياً وهو يشوف الشي اللي كان ماسكه بقوة فلاش أسود صغير وشكله كان مشابه لشكل شريحة خفيفة وصغيرة للحين بباله الإتصال اللي وصله قبل دقايق من نواف وإلى الآن مصدوم من الفرصة الذهبية اللي جات لين عنده بالوقت المناسب تأمل الفلاش مره ثانية وهو يتذكر بعقله كلام نواف اللي اتصل عليه قبل موعد الإقلاع "اذا ركبت طيارتك الخاصة بتلاقي فلاش أسود شكله مثل شريحة الجوال وهو موجود تحت الكرسي بالمقصورة الثانية واللي دايما أنت تجلس عليه " راشد بذهول : و ايش داخل الفلاش ؟ ابتسم بخبث : هذا الفلاش هو اللي راح يخلصك من الرئيس والعصابة كلها .. أنت أكيد تتذكر أنك كنت تسوي تنسجيلات صوتية ومرئية بدون علم الرئيس لكنها اختفت فجأه من عندك تغير وجهه وهو يسمع الحقائق اللي يعرفها نواف وكان توه بيتكلم لكن نواف ماترك له مجال وهو يقول : كل التسجيلات اللي تدين الرئيس موجودة بالفلاش الأسود..أنا نسختها وسجلتها مره ثانية احتياط للمستقبل وبما أنك خيّرتني بينك وبين الرئيس (سكت شوي ) فأنا قررت آخذ الجانب الآمن بما أن هالدليل الكبير متواجد بين يدينا..اذا قدرت تستخدمه بشكل صحيح قبل مايمسكونك العصابة راح ينسجن الرئيس واحنا كلنا بنكون بخير هز راشد راسه بعد مافهم كل الحوار بالنهاية نواف كان متعاهد معاه عالولاء الدائم واذا كان كل كلامه صحيح فأكيد أنه يستحق مكآفأة كبيرة عاللي سواه لكن كل شيء له وقته والحين لازم يشوف ان كان الفلاش فيه كل الأدلة مثل ما قال أو لأ وقتها طلب راشد من المضيفة أنها تجيب اللاب توب الصغير الموجود بالطيارة وبدون تأخير دّخل الفلاش وفتحه بسرعه على أمل أن التسجيلات تكون كلها موجودة ثواني قليلة على مانفتحت معاه كل الملفات والتسجيلات القديمة اللي كان مسجلها من قبل الشي اللي صدم راشد أن الملفات الموجودة كانت أكثر من اللي عنده قبل صور بكل أفراد العصابة ودلائل كثيرة على جرائم خفية كانوا يسوونها بالماضي ومحد قدر أنه يمسكهم عبس بوجهه لما شاف صورته متواجدة بينهم وحرّك يده بخفه وهو يمسح كل الصور والفيدوهات اللي كان متواجد هو فيها لكنه وقف فجأه لما لاحظ صورة أخيرة لحرمة كبيرة في السن وجسمها وشكلها مازالوا بذاكرته همس بذهول :" كاثلين ! " السيدة كاثلين اللي خدمته طول السنين اللي فاتوا طلعت فرد مؤكد من أفراد العصابة؟! أكيد أنها كانت تتجسس عليه وتشوف تصرفاته وغرفه ومخابئه السرية كيف قدر يدخلها بيته بنفسه ..كيف ؟! ضرب قبضته بعصبية على ذراع الكرسي لكنه تمالك أعصابه بسرعه وهو يرجع يرّكز على اللاب توب بدأ راشد تحركاته السريعه وهو ينسخ كل الملفات والتسجيلات للعصابة ويرسلها على مواقع التواصل الخاصة بشرطة فرنسا..أرسل رسائل كثيرة لكل مكان موجود فيه مركز شرطة قريب من جبال الألب يقولهم فيها عن مخبأ الرئيس مدّعم بالصور والتسجيلات تعبه بجمع الأدلة ماراح هباءاً منثورا وجاء اليوم اللي ينتقم فيه من الرئيس لأنه كان يتحكم فيه مثل الدمية ويتلاعب بمشاعره لمصلحته الشخصية رجع عقله للواقع وهو يقوم من مكانه ويتحرك بسرعه لبرا المقصورة اللي كان جالس فيها لازم عليه يستعجل ويشوف وسيلة مواصلات ثانية توصله للجبال اذا قدر يقابل الرئيس قبل ماتوصل سارة له كل شيء راح يكون بخير هز راسه بتأكيد ..كل شيء راح يكون بخير ! . . . ********************************** . . . في مكان مجهول تحت مقر الرئيس وعلى مقربة من البوابة الداخلية كان فيه مبنى خشبي صغير يشبه القبو القديم..كل شيء داخله كان مهترئ ومصدي أما الجدران الخشبية كان واضح عليها القدم وأنها تحتاج التصليحات السريعة قبل مايجي يوم وتنهار بسبب سوء تنفيذها الجو داخل هذا القبو كان أكثر برودة من المعتاد خصوصاً و أنهم بمنطقة جبلية كلها ثلوج والرياح القوية تهب عليهم بفترات متقاربة ماكان فيه شي مهم من الداخل غير كرسي واحد يكون بالمنتصف و لمبة صغيرة إضائتها خافتة لدرجة أن الرؤية تكون محدودة بالليل غرفة معزولة نهائيا عن الكل لكنها قريبة من البيت المخصص للرئيس ولها مسمى خاص بين أفراد العصابة " غرفة الإستجواب ! " هاذي التجهيزات القليلة كانت متناسبة تماماً مع شغل العصابة حتى يحس المسجون بالخوف ويعترف بكل المعلومات اللي يحتاجونها منه وفي هذا المكان وعلى الكرسي بالذات كانت سارة جالسة بخمول ونايمة من غير إحساس بأي شيء حولها رابطين يدينها ورجولها بالكرسي وحاطين عصابة سميكة على عيونها صار لها ساعة كاملة بعد ماخدرّوها للمرة الثانية..ماكانت قادرة تستفيق من الغيبوبة اللي هي فيها وحتى جسمها كان ضعيف متهاوي ومافيه قوة للمقاومة بهاللحظة دخلوا عليها نفس الرجالين اللي كانوا ماسكينها قبل وبدون تأخير تقدم لها واحد منهم وبيده دلو ثقيل ابتسم بخبث وهو يرفع الدلو ويدفعه بخفة لجهتها انتفض جسمها وهي تشهق بصوت مرتفع لما حسّت بشي بارد ينكب عليها فجأه كل ملابسها تعبأت بالماي البارد وحتى حجابها انفتح بشكل واضح لدرجة نص شعرها كان مبين كانت تناظر منصدمة وهي تحس بغرابة الوضع فاتحة عيونها لكنها ماكانت قادرة تشوف شي ولا عارفة هي وين ولا سبب وجودها بهالمكان ؟ ليه جسمها مربوط بهالكرسي وليه رموها بالماي البارد وهم بمنطقة جبلية مثلجة و كلها صقيع ؟ تنفست برعب والدخان يطلع من فمها وأنفها وجهها كان أحمر من الخوف والبرد اللي دخل جسمها لدرجة أنها كانت ترتجف من غير إحساس تكلمت بإرهاق : لماذا .. أنا هنا ؟ كانت تحاول تتكلم بقدر إستطاعتها لكن من شدة البرودة كانت بين كل كلمة و كلمة تسكت شوي وتكمّل : أريد الخروج ..والآن !.. هل تســمعــون ؟! ضحك واحد منهم وهو يتكلم معاها بالفرنسي : لن تستطيعي الخروج إلا بأمر من الرئيس .. لابد وأنه سيطلبك قريباً لذلك يجب أن تكوني مستعدةً لمقابلته (ابتسم ) كيف سوف تقابلينه و انتي نائمة ؟! مسك ذقنها بثبات وهو يناظرها بإبتسامه لكنها من التعب ماكانت قادرة تقاومه وتلف وجهها عنه شفايفها كانت ترتجف بقوة بدون لاتحرّكها ومع أنها ماكانت تشوف شي إلا أنها غمضت عيونها بإرتباك خايفة من اللي راح يصير لها منهم تأملها وهو يقول بإنجليزية ركيكة : إن وجهك جميل وهو يرتجف هكذا..ألا تظنين ذلك ؟ بانت دموعها من تحت العصابة اللي لافين فيها عيونها وهي تحاول تهز راسها بصعوبة حتى يبعّد يده عنها كانت خايفة لأنها ماكانت قادرة تشوفهم ماتدري هم ايش راح يسوون فيها وكيف راح يستغلون وجودها عندهم آخر جملة سمعتها منه حسسّتها بالرعب أكثر وكأنها شافت المستقبل قدامها وتخيلت نفسها مقتولة بهالمكان المعزول من غير لاتدافع عن نفسها ولا أحد من أهلها يدري عنها وعن اللي صار لها حسّت بالضعف أكثر وهي تترجاهم بنبرة خايفة : أرجوكم .. أنا ...أريد رؤية أهلي قبل أن أموت ! ألا تستطيعون إخراجي من هنا ؟! (سكتت شوي ) سأعطيكم كل ماتريدون لكن دعوني أهرب ! ناظرت لقدام وكأنها تشوفهم : أريد سماع أصواتهم على الأقل ألا يمكنكم فعل هذا ؟! .. رجاءاً ! تأملوا بعض بإستغراب لكن سرعان ماضحكوا فجأة وهم يستوعبون أنهم مافهموا ولا كلمة من حوارها العاطفي كل واحد منهم كان يضحك من جهة وهم يسخرون منها ويقلدون طريقة كلامها الخايفة لفت سارة راسها يمين ويسار وهي تسمع ضحكهم بخوف وحسّت بأن أي كلمة تقولها ماراح يكون لها تأثير عليهم اذا ماكانت قادرة تكسب عطفهم مافيه حل غير محاولة الهرب لحالها ! حاولت تحّرك يدينها وتشوف لو في أي فتحة بالحبل اللي رابطينها فيه علشان تحاول تفكها أكثر وتنقذ نفسها من هالموقف لكنها تفآجأت من يد ثقيلة قبضت على يدينها بقوة : ان استمريتي بهذه اللأعيب فسوف تندمين.. ابقي هادئة يا صغيرة ! سكنت بمكانها وهي تشد على يدينها وتضغط عليها بأظافرها عبست بوجهها وإحساس فقدان الأمل بدأ يكبر بقلبها ايش راح تسوي الحين .. كيف راح تنقذ نفسها ؟ توقف عقلها عن التفكير لما انفتح الباب عليهم فجأة وهي تسمع صوت أحد من الطرف الثاني يكلّمهم تقدّم الرجل الضخم بسرعه للخارج وهو يتأكد من الشخص الواقف برا عند الثلج الشخص اللي فتح الباب كان قصير الطول..صغير البنية وفرد مهم من جماعتهم منظره كان مريب وهو ماسك الجدار الخشبي منزل راسه بتعب ويلهث بشكل سريع قال الرجل الضخم بعصبية: مالذي تفعله هنا ؟ نطق بصعوبة : الشرطة ... الشرطة وصلت للمقر ! بلع ريقه وتبدلّت ملامحه للصدمة ماكان عارف كيف يرد عليه وبإيش يتصرف؟! لأول مرة هالشي يصير..الشرطة تعرف بمكانهم ! بس.. كيف ؟! معقولة الرئيس ماكان حاسب حساب الشرطة وهو اللي في كل مهمة يتصرف بدقة شديدة بس علشان ماينكشف ؟ تحرك الرجل القصير مبتعد عن غرفة الإستجواب وهو يصرخ بصوت عالي : اهربوا بسرعه..لقد انبأت الجميع بالخبر و الرئيس أمر جميع الأفراد بالخروج من المقر و الإختباء في موقع آخر قبل مجيء الشرطة ! سكنت ملامح الرجل الضخم وهو يناظر زميله اللي داخل : هل سمعت ما قال ؟ هز راسه بفهم : هيا لنذهب الآن ! وقف بثبات قدام الباب وهو يناظر مكان سارة ويأشر عليها : وماذا عنها..إنها رهينة الرئيس كما تعلم تحرك الرجل الأسمر وهو يقّرب منه : لنتركها هنا .. إن الأوامر كانت بالهرب فقط ولم يطلبوا منا أخذها الرجل الضخم : لكن .... قاطعه بحدة : ألم تسمع ! إن الشرطة قادمة ..إذا لم نهرب الآن سيكون مستقبلنا هو السجن لسنين طويلة أو ربما الأسوأ من ذلك أن يكون مصيرنا الإعدام ! (ناظره بجدية ) والآن تحرك بسرعه لايوجد وقت للكلام بلع ريقه وهو يلحقه بدون تفكير تاركين وراهم الباب مفتوح على آخره والرياح الباردة تهب بقوة لداخل الغرفة لدرجة أن بعض الأشياء الموجودة بدأت تهتز وتطيح من مكانها أول ماسمعت سارة صوت خروجهم ناظرت مكانهم بعدم تركيز ماكانت فاهمة سبب تصرفهم وليه تركوها فجأه رفعت صوتها تدريجياً وهي تنادي أي أحد علشان يساعدها لكنها استسلمت لما ماكان فيه أي صوت غير الريح اللي خلتها تسكت من البرد حاولت أكثر من مرة أنها تحرّك رجولها ويدينها مع بعض علشان تحرر نفسها لكن بدون فايدة كل محاولاتها كانت عديمة الجدوى وسط هالمكان المعزول واللي ماتشوف منه غير السواد اللي مغطي عيونها فجأة وقفت عن المحاولة بالهرب واقتنعت بداخلها أن مالها أي أمل بالنجاة دموعها كانت تنزل بلا هوادة وهي تشهق وترجع تبكي مره ثانية كلما تذكرت نفسها والمكان اللي هي فيه تخيلت صورة أهلها بعيونها وكأنها تودّعهم للمرة الأخيرة ..لو أنها كلمتّهم من قبل لو أنها سألت عن حالهم على الأقل كان تذكرت آخر حوار لها معاهم بس بهاللحظة بالذات ماكانت قادرة تتذكر أي شي يخصهم ضحكهم وأصواتهم وكلامهم..وين تقدر تسمعه مره ثانية ؟ للحين ماقالت لهم أنها تحبهم .. للحين ماعبّرت عن مشاعرها تجاههم فزّت من مكانها برعب لما سمعت صوت الباب يضرب الجدار بقوة من الريح زفرت هواء براحة وهي منزلة راسها بس رفعته بسرعه وهي تناظر جهة الباب مره ثانية بتركيز " صوت أحد ! " في شيء مسك الباب بقوة هي متأكدة كانت توها تحاول تستوعب وجود شخص جديد بنفس المكان لكنها تفآجأت بصوت خطواته السريعة المتجهة ناحيتها ارتفع صوتها: مــن أنــت ؟ ماسمعت أي رد وهي تحس بأحد يجي جمبها ويمسك رجولها من تحت صرخت بخوف وهي تحاول تحّرك جسمها كله وتبّعد نفسها بالكرسي عن الشخص اللي ماسكها سكنت للحظة لما حسّت أن الحبل اللي حول رجلها انقطع بشكل كامل وملامحها تبدلت من الخوف للإستغراب عقدت حواجبها وهي تهمس : مين ؟ بحركة سريعة انفتحت العصابة اللي كانت موجودة على عيونها وبان المكان قدامها مشّوش غمضت سارة عيونها ورجعت فتحتها مره ثانية وهي تناظر المكان الصورة صارت أوضح وهي تشوف الباب اللي كان مفتوح قدامها و وراه مساحة كاملة من الثلوج البيضاء نقلت نظرها للغرفة البالية اللي كانت محجوزة فيها وتأملتها بخوف أقل من اللي كانت تحس فيه قبل دقايق وقفت عن الحركة وهي تفكر بالشخص اللي كان موجود وراها وجالس يفك الحبل اللي حوالين يدينها قامت سارة من مكانها لما حسّت بأن الحبل انفك ولفت على ورا بتأهب توسعت عيونها بصدمة وجسمها ثبت بمكانه وهي تشوف جوانا واقفة قدامها كانت واقفة ورا الكرسي ومنزلة راسها بخجل ماكان عندها الجرأة أنها تناظر سارة وتقول لها حقيقة تصرفاتها وسبب مشاركتها مع العصابة من البداية سكتت سارة وهي تتأملها بعدم استيعاب ماكانت قادرة تصّدق معقولة هاذي نفسها الإنسانة اللي جابتها هنا هي اللي ساعدتها علشان تطلع ؟! تقدمت جوانا منها بهدوء وهي تقول : لم أكن أعلم بأنهم سيقومون بإيذائك حقاً..كنت أظنهم سيخيفونك قليلا لذلك أردت ... سكتت وهي مو قادرة تكمّل لكنها سرعان ماستجمعت نفسها وهي ترفع راسها وتناظر وجه سارة الشاحب : هيا تعالي.. يجب أن نخرج بسرعة قبل أن يمسكوا بنا هزت ساره راسها بلا وهي تبتعد خطوة على ورا : أنا..لا أستطيع تصديقك يا جوانا ! عقدت حواجبها بعصبية : مالذي تقولينه الآن يجب علينا الهرب بسرعة مسكت يد سارة وهي تشدها : لابد أن نذهب بعيداً قبل أن يلاحظوا غيابك عن هذا المكان مشت جوانا وهي تناظر الباب بحذر وتشّد سارة علشان تلحقها زفرت سارة هواء وهي تبعّد يدها عن جوانا بقوة : لا أستطيع الذهاب معك وأنا أعلم بأنك من جلبني إلى هنا..(ناظرتها بجدية) ستخدعينني مجدداً و ستأخذيني إلى راشد أنا متأكدة من ذلك ! هزت راسها بعدم فهم : سارة .. إن راشد ليس جز.......... سكتت جوانا لما سمعت صوت أحد يركض برا وبسرعه مدت يدها لسارة علشان تختبأ ورا الباب : انتظري هنا .. سأذهب لأرى ان كان هناك أحد في الخارج طلعت جوانا وهي تلتفت بحذر وتناظر يمين يسار بخوف وقفت عند الجدار الخشبي وهي تنتبه على الرجال اللي لابسين أسود..كان واضح عليهم الإرتباك وهم يتوجهون لسياراتهم ويطلعون بسرعه من المكان لاحظت جوانا أن البعض منهم كان يركض بسرعه وكأن في أحد يلحقهم وهالشي ماقدرت تستوعبه لأن المكان مازال شبه خالي ومستحيل أي أحد يقدر يكتشف المقر بسهولة إلا إن كان من أفراد عصابتهم تنهدت براحة لما شافت المكان فضى منهم وأن مابقى أحد غيرها هي وسارة مشت بخطوات سريعة لجهة الغرفة المعزولة علشان تسحب سارة معاها ويمديهم يطلعون قبل مايشوفهم أحد وقفت جوانا عند الباب وهي تناديها : سارة هيا اخرجي.. سنهرب الآن..هيا بسرعه ! عقدت حواجبها بإستغراب لما ماسمعت صوتها ودخلت بسرعه وهي تفتح الباب وتناظر وراه توسعت عيونها بصدمة لما لاحظت عدم وجودها بالمكان جوانا : سارة.. سارة ..أين أنتي ؟ (تنفست بقلق ) يجب .. أن نهرب من هنا .. غمضت جوانا عيونها بقل بحيلة وهي تفكر وين اختفت فيه ؟ معقولة في أحد جاء وأخذها من هنا بس هي ماسمعت صوت أي أحد قريب وكل أفراد العصابة طلعوا بسياراتهم زفرت هواء وهي تحاول تهدي نفسها دام أنها رجعت لها وفكّت وثاقها فهي سوت اللي عليها ماتقدر تسوي أكثر من كذا ..أهم شي بالنسبة لها أنها تصحح ولو جزء من غلطتها والحين لازم تتحرك بسرعه وتطلع من هالمكان ركضت بخطوات سريعة لبرا وهي تتوجه لعند سيارتها اللي وقفتها بعيد عن الجبل تعمدت جوانا أنها توقّف السيارة في جهة مخفية عن مقر الرئيس علشان مايعرفون مكانها ويلحقونها دخلّت المفتاح داخل السيارة وهي تفتح الباب وقبل ماتركب رفعت راسها لفوق وهي تناظر جهة مقر الرئيس بقلق تغيرت ملامحها للصدمة : إنه ..صوت سيارات الشرطة ! . . . خطواتها كانت ثقيلة وهي تحرّك رجل ورا الثانية بصعوبة فوق الثلج الكثيف في كل خطوة تخطيها كانت تتنفس بتعب من البرد والمجهود اللي تسويه كان أفضل حل بالنسبة لها أنها تهرب بعيد عن الأشخاص المرتبطين براشد وخصوصا من الإنسانة اللي مسكتها وجابتها لهالمكان حاولت تسرع بمشيها حتى تبتعد عن الغرفة اللي كانت محجوزة فيها قبل لايمسكها أحد منهم لكنها وقفت عند جدار حجري وهي تلهث من التعب البرودة كانت تسري داخلها بسرعة غير طبيعية لدرجة أن جسمها بدأ يثقل حتى أنها مو قادرة تحركه رفعت سارة راسها ببطء وهي تناظر الجدار اللي كانت متمسكة فيه بيدها وسرعان ماطاحت عينها على الباب المتواجد في النهاية وعلى بعد خطوات بسيطة منها كان الباب مبني من الخشب البني مع مقبض دائري بسيط من الحديد والواضح أنه كان مفتوح من قبل لأنه طرف الباب ماتقفل بشكل جيد بدون تفكير مشت سارة خطوة وراء خطوة لجهة الباب وهي تفتحه بإتساع كانت تبغى تدخل لأي مكان تقدر تتدفى فيه من الرياح الباردة لأن جسمها ماعاد يتحمل أكثر سكرت الباب وراها وجمّعت يدينها الثنتين مع بعض وهي تقبض عليهم بشدة وتقربهم من فمها بهدوء للحين تحس بالماي البارد على جسمها وراسها لكنها كانت تقاوم هالشعور نفخت بين يدينها بخفة وهي تحاول تحسس نفسها بالدفى وترجع القوة بداخلها حتى تقدر تتحرك بصورة طبيعية وتطلع من هالمكان بأسرع وقت ممكن زفرت هواء بهدوء بعد ماحست بالراحة و حرارة الغرفة وصلت لجسمها رفعت عيونها بثبات هي تنقل نظرها للغرفة اللي دخلتها بالصدفة كان الطابع الريفي طاغي على جو الغرفة بجدرانها الخشبية وأثاثها المكتبي الأنيق كل شيء موجود كان بسيط لكنه كان معطي المكان فخامة وأناقة بسبب طريقة تصميم المقر بحيث أنها تكون على ذوق الرئيس حتى يرتاح بالجلسة داخله تأملت سارة الغرفة بصدمة وهي تناظر كل شي بإستغراب ماتوقعت أن مثل هالمكان الأنيق راح يكون متواجد بنفس المنطقة اللي انحبست فيها لكن..هي وين بالضبط ؟! مشت بهدوء خطوة خطوة وعيونها على الطاولة المتواجدة بنهاية الغرفة كانت دولايب الطاولة كلها مفتوحة بإستعجال أما من فوقها فكانت كلها صناديق و أوراق غريبة متناثرة عليها بفوضوية كأن أحد كان يحاول يدوّر شي داخل هالغرفة لكن ماقدر يحصله بلعت ريقها بقلق وهي تناظر الباب الثاني اللي كان قبالها خافت بداخلها أنهم الحين يدورون عليها وأنهم أكيد راح يلاقونها هنا متواجدة بمكانهم مع هاذي الأوراق والصناديق المجهولة لكنها بقرارة نفسها كانت عارفة أن في داخل هالغرفة سر عظيم له علاقة براشد و بأبوها ويمكن تعرف من خلاله سبب هذا الإنتقام والكره الغريب الموجود بينهم تقدمت للأمام بثقة مهزوزة وقلبها ينبض بقوة بما أنها هنا ليه ماتشوف بعينها إذا كانت الحقيقة موجودة بهالغرفة..الحقيقة اللي راح تكشف لها كل شي! قربّت من عند الطاولة وبدون تأخير مسكت الأوراق وعيونها على الباب حتى اذا أحد دخل راح تحس فيه وتهرب قبل لايمسكونها كانت تتنفس بتوتر وهي تحرّك يدها بين الأوراق والصور تحاول تشوف شي هي تعرفه أو أنه يكون له علاقة براشد و أهله لكن كل اللي شافته هو أوراق تشبه العقود مكتوبة باللغة الفرنسية الغير مفهومة رمت كل شيء على جنب ومسكت واحد من الصناديق بيدينها الثنتين وهي تناظر محتواه بعيونها توقف الزمن فجأة لما لمحت صورة أبوها متواجدة داخل مع الأوراق وبدون تفكير قلبت الصندوق على وجهه ورفعته بسرعه وهي تحطه على جنب قرّبت سارة عند الأوراق وبعثرتهم بيدينها الثنتين وهي تحاول ترّكز نظرها علشان تلاقي الصورة اللي شافتها قبل ثواني في شعور غريب بداخلها يقول لها أنها لقت الخيط اللي راح يوصلها للحقيقة لكنها بالرغم من كل شيء كانت مرتعبة من فكرة أن صورة أبوها موجودة بهالمكتب المجهول تنهدت براحة لما لمحت ظهر الصورة بين الأوراق اللي كانت تبعثرهم وبخفة سحبتها وقربتها عند وجهها تأملتها بحيرة وهي تحاول تستكشف كل شيء فيها كان شكل أبوها صغير بالصورة كأنه ببداية العشرين والواضح أنها كانت مأخوذة بالسعودية لأنه كان لابس ثوب وقتها ضيقت عيونها وهي ترّكز على الشخص الثاني اللي كان واقف جمبه لكنها ماقدرت أنها تشوف معالم وجهه بسبب الشخبطات الكثيرة عليه بالقلم الأسود شكّت بداخلها أن الرجال اللي بالصورة هو نفس الشخص الموجود بالصورة اللي شافتها بشقة راشد مع أنه وجهه ماكان واضح لكنها كانت واثقة بإحساسها و أن احتمالية ارتباط هذا الشخص بالوضع اللي هي فيه كبيرة جداً بس ايش علاقة هالشخص بأبوها وعمها ؟ معقولة يكون ...... سرحت لثواني بسيطة وهي وتحلل كل المعلومات اللي تعرفها لكن سرعان ما حسّت على نفسها وهي تطوي الصورة وتحطها بجيب البالطو اللي لابسته نقلت نظرها للدولايب المفتوحة وبسرعه تحركت وهي تفتشها بعشوائية كانت حاسة بداخلها أن مافي طريقة للخروج من هالمكان لكن كل اللي جاء ببالها أنها تحاول تدّور أي وسيلة اتصال حتى تستخدمها قبل مايشوفونها هنا كانت تتحرك بإستعجال وفوضوية وهي تفكّر "اذا لقيت جوال ولا تيليفون راح أقدر أتصل بالشرطة أو السفارة..هم اللي بيساعدوني علشان أطلع و أرجع السعودية ! " مع كل حركة كانت تسويها كانت ترجع وتناظر الباب بخوف وقلبها ينبض بسرعه وقفت فجأه وهي ترفع يدها لعند فمها بقلق ماكان في أي شيء يذكر داخل الدولايب الحين ايش تقدر تسوي؟ ماتعرف هي وين بالضبط ولا في حل ثاني في عقلها علشان تهرب من هالمكان ! ناظرت أرض الغرفة بعشوائية وهي تتنفس برعب "يمكن في جوال طايح بالأرض .. صح يمكن في أحد نساه وتركه هنا ! " بحركة سريعة انحنت على ركبها وهي تدور بعيونها على أي شيء يشبه الجوال كانت تزحف بيأس على كبر المكان وهي تحرّك يدينها على الأغراض الطايحة بالأرض عقلها كان مشوّش ولا كانت منتبهة على أي شيء حولها لأن كل اللي همّها حالياً أنها تلقى أي شيء يساعدها على الهروب وقفت لثانية لما لمحت شيء يلمع جمب الكبت الطويل بالزاوية زحفت بسرعه للزاوية وهي تمسك علبة خزفية قديمة كانت مرمية بإهمال عالأرض تأملتها بصمت وهي تشوف لونها الأخضر يلمع ببريق ذهبي مع الضوء وغطائها الأنيق كان على شكل وردة حمراء متفتحة من فوق بشكل متقن كان واضح أنها علبة مجوهرات من مجوعة قديمة وأصلية لكن الشيء اللي لفت انتباه سارة هو شكلها المألوف في عقلها هي عارفة من داخلها أنها شايفتها من قبل بس وين مو قادرة تتذكر كل شيء فيها كان مألوف خصوصاً شكلها المميز والوردة الحمراء موجودة في ذكرياتها ناظرتها بتمعن وهي تقلّبها بيدها وتفتحها بهدوء بهاللحظه مرّ صوت بعقلها وجملة قديمة تذكرتها بصعوبة " تحبين الزهور يا سارة أليس كذلك ؟..اذاً سأعطيك هذه العلبة عندما تكبرين !" دمعت عينها فجأة وهي تناظر العلبة من غير فهم ماكانت حاسة أن الدموع كانت تنزل من عينها بشكل لاإرادي كل اللي فكرت فيه هو صاحب الصوت الموجود بذاكرتها ومين كان ؟ رفعت يدها وهي تتلمس رأسها بتعب حسّت بصداع غريب لما حاولت أنها تتخيل الشخص اللي كان ماسك العلبة قدامها لكنها ماقدرت تشوفه وتتذكر ملامح وجهه غمضت عيونها وهي تحس برأسها ينبض من داخل بقوة الماضي كان مشوش بالنسبة لها.. كأنه غمامة سوداء ماتقدر تشوف منه شي الذكريات القديمة وطفولتها بالذات انمسحت كلها من يوم ما كان عمرها عشر لما تنّومت بالمستشفى تنهدت وهي تفتح عيونها وترجع تتأمل العلبة بين يدينها بتمعن يمكن يمّر هذاك الصوت مره ثانية بذاكرتها وتقدر عالأقل أنها تتخيله ! تجمّدت أصابعها فجأه لما سمعت صوت يتحرك من بعيد ولفت على وراء بقلق دققّت النظر على الباب المقابل لها وهي توقف ببطء صوت خطوات مرتفعة كانت تخطي على الأرض الخشبية و تقترب من الباب بثبات انفتح الباب تدريجياً محدث صرير عالي لكن الشخص اللي فتحه كان واقف مكانه ماتحرك وهو يناظر للأمام بصمت دخل بخطوات بطيئة وواثقة لداخل الغرفة وقف بمنتصف المكتب وهو يتأمل المكان من حوله ماكان في أحد غيره بالغرفة وهو عارف هالشي خصوصاً بعد خبر وصول الشرطة للمقر ابتسم على جنب وهو يمشي بخفة لعند مشغّل الإسطوانات السوداء القديمة وشغّل أسطوانة موسيقى تومازو ألبينوني الكلاسيكية تنهد براحة وهو يرفع يده ويفصخ القناع الأبيض للمرة الأولى بداخل مكتبه رفع راسه وضحك بصوت عالي وهو يحس بنشوة السعادة كل شيء خططّ له تحقق و الإنتقام اللي يحلم فيه كان بين يديه..مابقى غير أن الناس اللي انتقم منهم يعرفون أنه هو اللي كان سبب تعاستهم لكن كل شي له وقته ناظر المراية الطويلة الجانبية على الجدار وابتسم وهو يقرّب منها بشويش تأمل وجهه بسعادة : و أخيراً ..كل شيء أصبح ملكنا..أليس الإنتقام شعورٌ رائع ؟! دققّ النظر في عيونه وهو يكلّم نفسه : سارة ..إنها هنا معنا في نفس المكان أتصدق ذلك ؟! لقد تحقق كل ما أردناه..لقد انتقمنا منهم ! ( تـنهد براحة) الآن فقط نستطيع العيش بسلام التفت الرئيس على وراء فجأة لما سمع صوت شخص يتكلم معاه رد بإنكار: لا.. أنا لم أرِد ذلك !..لم أكن أريدها أن تتأذى يا فرانك كنت أريدها أن أراها سعيدة ... قاطعه الرئيس وهو يصرخ بصوت عالي ويضرب المراية بيده : أيها الغبي ! توسعت عيونه وهو يناظر الأرض بخوف ويفرك يدينه ببعض : أنا .... الرئيس بعصبية : اصمت في الحال ! (أشر بإصبعه على المراية) أنسيت كل شيء فعلوه بنا ! ألم تخبرني بأنك أردت الإنتقام منهم ؟! هز راسه : كان ذلك من الماضي.. لقد مرت اثنا عشرة سنة منذ ذلك اليوم وأنا نسيت كل شيء.. (تنهد وهو يكمّل) لقد سامحتهم جميعاً! سكت الرئيس وملامح وجهه تبدّلت للبغض وهو يناظره بإهتياج مسك المراية الطويلة وضربها بالجدار بقوة وهو يرميها بالأرض تنفس وهو يبتسم بسخرية : سامحتهم ؟! هه ما هذا يا أحمد أتركت كل الأيام التي أفسدوها ونسيت ؟! (أشر على نفسه )وماذا عني اذاً؟! أنا من أنقذتك منهم..أنا هو الشخص الوحيد الذي اعتنى بك عندما تركوك وحيداً! (صرخ بصوت عالي ) ألا تذكر ذلك ؟! أحمد بهدوء : أنت مجرد وهم صنـعـ..... قاطعه الرئيس وهو يناظر المكان بجنون : لاتقل بأنك صنعتني.. لا تقل ذلك أبداً ! (ابتسم فجأه) نحن شخصـان بـجسدٍ واحد..ألم تفهم ذلك حتى الآن ؟! أشر الرئيس على جسمه وهو يضغط عليه بقوة : أنت هو أنا وأنا ...هو أنت ! نهاية البارت السادس والثلاثون . . وأخيراً كُشفت هوية الرئيس! هل من أحد توقع أنه هو ؟ متحمسة لأعرف آراء القرأء وإن كانوا أصابوا التخمين أم لا . عذراً هذا الجزأ أنا متأكدة إني نزلته أمس لكن لما دخلت الموقع صدمني عدم وجوده كان من الصعب كتابة هذا البارت بسبب كثرة مشاهد الحركة وقلة الحوار لكن نغلط ونتعلم ! . وصلنا منتصف الرواية وبقي القليل على النهاية أتمنى أن نكون جميعاً موجودين حينها وإلى ذلك الوقت لنا لقاء التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 17-04-20 الساعة 10:20 PM | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|