داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة*

[shymaa abou bakr]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doaapakr

تسجيل حضوررررررر

ايوه كده تعالي خلينا نفرفش.

[انجوانا]

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 9 والزوار 2)
‏انجوانا, ‏بساطة.., ‏johayna123, ‏Nora28, ‏shymaa abou bakr, ‏seham26, ‏rontii, ‏عبيركك, ‏doaapakr
مساء الخير تسجيل حضورررر

[najla1982]

تسجيل حضور شيوم ...في الانتظار حبيبتي

[Nora mohammed]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 9 والزوار 2) ‏Nora28, ‏najla1982, ‏بساطة.., ‏johayna123, ‏shymaa abou bakr+, ‏seham26, ‏rontii+, ‏عبيركك+, ‏doaapakr

[بساطة..]

ي جميلة اسمتعت جدا بقراءة الفصول الاولى من الرواية و حبيت الابطال جدا واتحمست اكتر انى اعرفهم واعرف حكايتهم وتطورها


فانتظار الفصول الجاية ،، ودمتِ ديما مميزة باسلوبك الرائع

[shymaa abou bakr]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بساطة..

ي جميلة اسمتعت جدا بقراءة الفصول الاولى من الرواية و حبيت الابطال جدا واتحمست اكتر انى اعرفهم واعرف حكايتهم وتطورها


فانتظار الفصول الجاية ،، ودمتِ ديما مميزة باسلوبك الرائع

تسلمي يا اجمل بساطة. تشجيع ماقبل الامتحان جاي بوقته جدا

[shymaa abou bakr]

الفصل الرابع

مرت الأيام من بعد زواج فاطمة وسفر العمة كريمة وبناتها بهدوء كئيب مزعج.....والكل في البيت كمن يحلق فوق رؤوسهم الطير.
عدي يتحجج يوميا بالسفر لبلدة مجاورة لتوسيع عمل ورشة النجارة ولا يعود للبيت الا لماما..... علي عكس قيس الذي لم يغادر غرفته منذ عدة ايام رافضا دخول اي من كان له.....حتي ام قاسم حزينة تائهة بشكل غير مسبوق.زفر قاسم بضيق وهو ينزل درجات السلم الداخلي ليجد الصالة الواسعة فارغة من أهل البيت علي غير العادة...... ولكن والده يجلس وحده في غرفة الصالون......شاردا كعادته هو الآخر في تلك الأيام المشئومة.
(حسنا.... لن أضيع الفرصة هذه المرة.... يجب ان آخذ خطوة بأمر غزل)حدث قاسم نفسه مشجعا (غزل المجنونة بدأت تمل)
لم تتوقف غزل طوال الأيام السابقة عن إرسال المراسيل تطالبه بلقاء بعيدا عن اعين الناس لل"حديث".... الا انه دائم التحجج والرفض.لا يراه تصرفا لائقا ان يلقاها بدون صفة رسمية بينهما وكذلك( لقد عرفت ياغزل كيف انك تحركي بي مشاعر متهورة ثائرة اخاف ان افقد سيطرتي عليها في لحظة... فألوث براءتك وطهرك )
لذا عزم قاسم أمره واتجه لوالده الجالس وبين يديه مسبحته يحركها بشرود.
تنحنح قاسم حين لاحظ ان منصور لم يلحظه وأعلن ( ابي اريد التحدث معك في امر ما ضروري وعاجل) توتر نبرته وتعجلها جعل منصور يلملم مسبحته في يد واحدة موليا ابنه كل اهتمامه وهو يسأل (خيرا ياولدي ان شاء الله)
حك قاسم ذقنه بحرج وقد تخضب وجهه بحمرة خجل محببة( ابي انا اريد ان اتزوج)
لم تتغير ملامح منصور وان زادت انتباها وتركيزا وهو يقول بصوت هادئ( جميل ياولدي ولا اري ما يمنع فأنت الان رجلا يعتمد عليه لفتح بيت... وهل ... اخترت عروسا ام ستترك المهمة لامك؟) كان ابوه يسأل كمن يعرف الإجابة مسبقا .... الحاج منصور رجلا فطنا قضي في ورشته في الشارع وقتا طويلا وتعلم ان لا تفوته شاردة .... لذا فقد لاحظ منذ زمن مشاغلة غزل لوحيده....وانتظر ليري رد فعل قاسم الذي اجاب بحماس( لا ابي انا اخترتها.... غزل جارتنا... اذا لم يكن لديك مانع)
انتظر قاسم لدقيقة جملته معلقة في الهواء ويبدو ان أباه يوازن كلماته قبل الرد.
( اسمع يا قاسم..) تحدث منصور اخيرا بصوته الهادئ دون ان يظهر منه اي انفعال( لست غرا ياولدي ....لاحظت ما بينكما من فترة... لكن لم أر داعيا لتدخلي طالما لا تفعل مالايرضي الله ويرضيني.... وانت اليوم قد اتيت تطلب حلالا )
تهللت أسارير قاسم قبل ان يستطرد والده بنظرات بعيدة ( لقد عاهدت نفسي امام الله منذ سنوات.... حين اجبرني والدي علي الزواج من أمك ان لا افرض علي اي من أولادي زيجة لا يقبلها ولا ارفض له زيجة يتمناها)
هم قاسم بالسؤال عن كنه العلاقة بين ابيه وأمه والتي كان يحسبها دوما قصة حب وعشق الا ان نظرة ابيه قطعت كل طريق وهو يقول بلهجة صارمة ( والدتك لن تتقبل الامر بسهولة لذا كن لينا معها ولا تبدأ حياتك بعقوق)

من قال ان البكاء يريح النفس هو احمق لم يقابل منتهي ..... تبكي لاياما طوال دون انقطاع ولم تشعر بذرة سكينة تغمرها..... بل سكين....سكين يغرز عميقا بقلبها كما غرز وهي تري قاسم يقف مع غزل وعينيه تأكلان جسدها الرخيص.
سمعت والديها يتحدثان همسا مع خالتها ام قاسم التي تهمس خانقة ( يجب ان نعرضها علي طبيب يا عبد الحميد.... حالة منتهي غير طبيعية ابدا... لا تأكل ولا تشرب وبكاء مستمر.... ماذا تنتظر؟)
اجاب ابيها بنبرته الهادئة ( يا ام قاسم ماذا اقول للطبيب.... ابنتي تبكي وتنام ... سيطردني)
قاطع جدالهم طرقات علي الباب ميزتها منتهي فورا فزاد انكماشها في السرير
( السلام عليكم ورحمة الله .... ادخل يا قاسم)
لم تحتج منتهي للالتفات للتأكد بأن قاسم اصبح بغرفتها.... لقد توتر جسدها وزاد الدمع فتيقنت.
سمعته يسأل بلهجة قلقة عما بها.... ارادت ان تصرخ ( ما بي.... هل تسأل ما بي.... انت بي... انت مرضي)
أجابت أمها بين نحيبها علي وحيدتها ( لا اعلم يا ولدي ما اصابها منذ فرح فاطمة وتبدل حالها)
رد قاسم مستعلما ( وهل حضرت اصلا فرح فاطمة.... لم ارها)
لم تعد تتحمل.... ارادت منتهي الصراخ كفي.... كفي ذبحا يا معذبي.... لتلك الدرجة انا غير مرئيّة في نظرك!
اهتز سريرها بفعل شهقاتها المكتومة فاقترب قاسم هامسا بحنو بالغ بجوار أذنها ( يا غزل البنات.... هيا كوني بخير... قريبا ستسمعين خبرا يسعدك وستجبريني علي شراء فستانا ورديا منتفخا جديدا)
فهمت ما يقول وتوقف النحيب فجأة وجفت الدموع..... لقد خرجت روحها ولم يعد للبكاء نفعا.
خرج اربعتهم تاركين منتهي تلملم شتات حبا اضناها.

[shymaa abou bakr]

تردد قاسم في مفاتحة امه حول زواجه من غزل..... تبدو امه كقنبلة موقوتة بكل هذا اليأس المرسوم علي محياها.... يعرف كم تحب امه اولاد عمه وكم يصعب عليها بعدها عن فاطمة لكنه لم يتخيل ان الامر سيكون بهذه المشقة علي امه القوية.
لكنه متيقن ان غزل لن تصبر طويلا وهو لن يصمد طويلا امام ينبوع أنوثتها المتفجر.
لذا حسم أمره ووجهه امه لغرفة الصالون حيث والده
ود منصور حين دخلت هزيمة ان يسألها سر نظرة العتب بعينيها تخاطبه بها دون كلام.... لكن عقله تلك الأيام في صراع لا يعلمه الا الله بالاضافة لان خبرة السنين مع هزيمة تخبره ان الحديث معها عند الغضب لا يؤتي خيرا لذا التزم الصمت بينما قاسم يفاتح امه في زواجه من غزل.
خبطت ام قاسم علي صدرها هاتفة باستنكار( نهار اسود هذا النهار... غزل ياقاسم؟ لايمكن ابدا ان أوافق ... علي جثتي ان تتزوج تلك المائعة التي تكشف اكثر مما تستر)
سارع قاسم محاولا استمالة امه ( يا ام قاسم ... ستتعلم غزل كيف تتماشي معنا وستأخذ طبعنا تاركة ورائها...)
قاطعته امه بسخرية واستهزاء ( الطبع يغلب التطبع...المثل يقول يموت الزمار وأصابعه تلعب)
لاحظ منصور احمرار وجه ولده وتعرقه فقرر مساعدته فقال بهدوء( يا ام قاسم ما لنا بالأمثال ولنا قرأن وسنة.... والله عز وجل يقول ( ان بعض الظن اثم) قد تظنين انها كذا وكذا ونكتشف فيما بعد اننا ظلمناها)
قاطعته بصرامة ( قد... انت بنفسك قلت قد تكون وقد لا تكون.... وانا لن اسمح ان اجرب في ابني)
لانه تفاجئ من صرامتها وأسلوبها الجاف الذي لم يعتده اجاب منصور بحزم ( لكنه يحبها وحقه ان.....)
في سابقة أولي من نوعها قاطعته ام قاسم بهستيريا بدت لمنصور وقاسم مبالغ فيها بالنسبة للموقف.... لا يعرفون ان بداخلها مرجل نار لا يهدأ منذ سمعت زوجها يتمتم باسم دلال ( حقه !!! هل تقول حقه!!! نعم كل من بالبيت له حقوق ... الا ام قاسم ..... الا هزيمة لا حقوق لها)
وهي لازالت تزبد وترغي خرجت من الغرفة متجهه لغرفتها تاركها قاسم وأبيه فاغري افواههم من الدهشة.
لم يجد قاسم متنفس للتفكير سوي الذهاب للورشة باكرا عل هواء الصباح النقي يهدئ نفسه وينقي عقله.
حين سمعت غزل صوت باب الورشة يفتح لم تكذب خبرا ونزلت مسرعة... لا تصدق انه يتركها معلقة كل هذا الوقت.
لقد تفاجأت حين عرض عليها الزواج... لم يكن اغراء الزواج ببالها اصلا ولكن مماطلته تقلقها.
( حتما هي ام قاسم ام اربع واربعين تلك او ربما فاطمة التي تشبه الجرادة هم من يماطلونه في الموافقة... أوعدك يا هزيمة اذا ما دخلت بيتك سأحيل حياتك جحيما يا عقربة انت)
وقفت امام الورشة بخنوع لا يشبه ما يجول في رأسها من أفكار بشئ وهي تأرجح يديها بدلال طفولي محبب....كانت جميلة بفستانها النهاري الأصفر القصير كقطعة من الشمس.
رأها قاسم فتلجلج يخاف الاقتراب ولا يقوي علي الهرب فنادته وهي تلغي المسافات بينهم ( قاسم.... هل جئت بوقت غير مناسب)
كان الشارع خاليا تماما من المارة في هذا الوقت المبكر فأجاب بتوتر ( غزل... لقد طلبت منك انه لا يصح ان نتحدث او نلتقي الا بعد ان يكون بيننا ارتباط رسمي)
لوت شفتيها وهمست وهي تنظر للأرض بخجل مصطنع ( لكنك لم تأت... اشعر بأن عائلتك ترفضني)
نفي مقاومة رغبته في تدليل تلك الطفلة الحزينة ( لا لا تقولي هذا .... لقد وافق ابي وتحمس للامر)
أمسكت طرف الخيط ... اذا تقديرها صح امه الشمطاء هي من رفضت... كان الغل بداخلها يتفاقم علي وشك الانفجار كبالونة ولكنها أخفت كل انفعالاتها تحت وجه متحسر ( اذا الرفض من أمي ام قاسم ؟)
حز في نفس قاسم ان تنادي غزل امه بأمي بينما امه تكرهها ولا ترغب في الزيجة ولكنه لم يملك الا طمئنتها قبل ان يصرفها خوفا من كلام الناس.قبل ان تنصرف اقتربت غزل من قاسم ببطء شديد حتي أمست علي بعد انملة من جسده المشدود انتظارا للقادم ثم مالت لاذنه تهمس بنعومة ( لا تجعل البعاد يطول.... لا أقوي علي ذلك)وابتعدت.جرب حينها قاسم حينها شعور كوبا من الآيس كريم موضوع في حر الصيف خارج الثلاجة.... يذوووب.... لذلك قرر كوب الآيس كريم قاسم الانتفاض والتعامل بحزم مع امه.


(ماذا قصدت يا منصور بدفاعك عن قاسم اكنت تدافع عن نفسك ... حقك في السعادة! حقك في الحب! ياالهي هل كانت كل تلك السنوات وهما كبيرا غير حقيق بنيته لنفسي وزينته بأوهامي وحدي)
(أمي..يا أمي) قاطع حديث هزيمة لنفسها نداء فاطمة لها وهي تقدم لها الشاي .
التفتت فاطمة لأبيها بفرح ( سعيدة جدا ياابي لحضورك مع أمي ... لقد افتقدتك كثيرا) ابتسم منصور وهو يربت علي كف ابنته

[shymaa abou bakr]

وصل سعيد زوج فاطمة الذي سعد كثيرا لوجود والدي زوجته.
يعمل سعيد في احدي المصالح الحكومية لذا لم يتكمن من إمداد إجازته بالرغم من رغبته الشديدة في عدم ترك فاطمة بهذة السرعة.... فاطمة التي احبها لسنوات وتقدم لها عدة مرات قبل ان يوافق ابيها.

بعد السلامات وقف سعيد مرتبكا قليلا فالتفت ابو قاسم لابنته( قومي يا بنيتي مع زوجك )
قال سعيد مسرعا ( لا يا عمي.. لا مشكلة أردت فقط ان اطلب من فاطمة طلبا ما... تعرفين يا فاطمة ان زوجة عمي امرأة عجوز مريضة ولا اخد يرعاها غير ولدها .... وهو مضطر للسفر غدا وطلب مني ان استئذانك ان تذهبي اليها هي واولاده في الظهيرة للاطمئنان عليهم. )
كان سعيد شخصا راقيا مهذبا جدا اذا كان مرتبكا وهو يطلب ..، عاد يشرح (هو مطلق و...)
قاطعه كلا منصور وهزيمة في نفس الوقت ان لاتبرر ( ياولدي واجب علينا..... الناس لبعضها... اتمانعين يا فاطمة؟) سألها والدها بلهجة مستنكرة فأجابت نافية بحماس.
تهللت أسارير سعيد واتجه ثانية للباب وهو يعلن ( حسنا سأخبر اصلان ولد عمي حتي يسافر مطمئنا ....)
اصر منصور علي سعيد ان يدعو ابن عمه للصعود.
دخلت النساء لإحدي الغرف بينما انتظر منصور صعود سعيد وابن عمه.
كانت الصدمة الشديدة من نصيب منصور حين رأي اصلان امامه..... انه هو بالتأكيد.
لقد مرت ايام وليال ومنصور يصلي ويستخير الله في امر دلال حتي يلهمه الله صحيح التصرف... وفي احدي الليالي رأي في منامه دلال تقف سعيدة مبتسمة برضا وهي تملس بيدها علي شعر.... أسد ضخم جدا. في البداية فزع قلبه عليها وهتف يناديها ( دلال ابتعدي) الا انها اشارت له ان يقترب بهدوء فدهش بشدة لملامحها الهانئة وهذا الأسد يرقد بين يديها في هدوء ينظر لها .. بحب. والآن وهو يري اصلان يشعر بشكل مؤكد انه هو الأسد في المنام.... نفس الملامح القوية ونفس الانطباع لا خلاف سوي ان نظرة الحب اختفت وحل محلها نظرة غضب.

عاد قاسم عازما علي امر واحد ولتذهب كافة الأمور الآخري للجحيم... لكن رجاء عمه لازال يتردد في أذنه يشعره بالتقصير والأنانية .
جاءه عمه عبدالحميد منذ سويعات مهموما حزينا لامر أولاده الثلاث يرجو منه المساعدة...عمه عبدالحميد رجلا دوما هادئا سلسا طيبا لاتحاول الدخول في اي جدالات كابنته تماما.... فان يتملكه الهم والخزن بهذا الشكل اذا لهو امر جلل

أولي خطواته كانت الذهاب لعمته عزة يسأل عن منتهي فطمأنته عمته بان منتهي توقفت عن البكاء بل وطلبت طعاما.سألها عن عدي فأخبرته انه لم يعد بعد فكانت خطوته الثلاثة ...... قيس.
طرق باب غرفة قيس دون جدوي فهتف من خلف الباب( قيس اقسم لك ان لم تفتح الباب سأكسره عند عشرة)
واحد.... اثنان .... ثلاثة صوت مفتاح الغرفة جعله ينتظر حتي فتح الباب.
دخل قاسم الغرفة الغارقة في الظلمة يبحث عن قيس فرأه مستلقيا موليا إياه ظهره فاقترب منه بهدوء سعيدا لان قيس قد استجاب
( اذا ياقيس ما بك يارجل ..... لماذا تختفي بهذا الشكل؟)
لم يلق ردا فاستطرد وهو يجلس علي اقرب كرسي للسرير ( قيس... انت رجل ولم تعد طفلا واختباءك في غرفتك بهذه الطريقة رافضا الطعام او الخروج لمدرستك وانت في سنتك النهائية وعليك الاجتهاد حتي تحصل درجات جيدة كعادتك ليس من المسئولية بشئ)
صوتا خافتا غير مسموع من أسفل الأغطية قال ( ليس مهم)
غضب قاسم للامبالاة قيس فهتف فيه ( ليس مهم!!! تريد تضييع مستقبلك ومجهودك ومجهود اهلك بهذه السلبية)
رفع قيس الأغطية بعنف فهال قاسم مارأي ... لم يكن قيسا ابدا... كان خيالا شاحبا بعينين محمرتين وخد ازرق مكدوم
صرخ قيس ( لم يعد اي شئ مهم لقد انتهت حياتي وانتهي مستقبلي ... انتهيت يا قاسم انا انتهيت)
غطي قيس وجهه بكفيه وانفجر في بكاء مرير... غاص قلب قاسم لانهيار قيس وأسرع للباب يتأكد من اغلاقه بقوة.
ارتعشت كف قاسم وهو يهدئ قيس..... فحالته كانت غريبة فعلا ثم همس له ( أيا كان ماحدث ياقيس...)
رفع قيس وجهه من بين كفيه ونظر لقاسم نظرة مكسورة بشكل أوجع قاسم وهو يقول ( أيا كان ما حدث يا قاسم!!! حقا!!! حتي وان وان كنت اغتصبت)
لم يفهم قاسم ما يقول قيس..... عقله كان مغلقا بمتاريس ترفض دخول الجملة التي نطق بها ابن عمه الصغير فقال ببلاهة ( ماذا!)
انفرط قيس في بكاء علا صوته وهو يقول ( لقد اغتصبتني امرأة يا قاسم .... انتهكت عرضي)
(عمي.... عمي أين ذهبت!) همسات مياس إعادته للواقع يحاول تناسي ذلك الحدث الذي شكل قيسا لايعرف خطبه حتي الان سواه.يحاول ان يتناسي صوت قيس الطفولي باكيا يحكي ماحدث له علي يد فتاة ليل في بيت مشبوه صحبه علاء اليه.... قال من بين شهقاته وعينيه تنظران للأرض بانكسار ( لقد كانت اكبر مني كثير وأضخم .... كلما حاولت التملص منها او الابتعاد كانت تلطم وجهي حتي فقدت الوعي.... افقت فإذ بي في سيارة علاء)
حاول قاسم تجاوز صدمته وهو يهتف ( لا حول ولا قوة الا بالله..... لا حول ولا قوة الا بالله)
هدآ كلاهما قليلا فبدأ قاسم يتحدث بصوت هادئ ( اسمعني ياقيس.... لقد أراد الله عقابك لانك سمحت للشيطان ان يجرك ألي الخطيئة بهذه السهولة دون تفكير..... انظ لما حدث علي انه نعمة من الله)
اقترب منه قيس متوسلا ( قاسم أرجوك ما أخبرتك به سر لن يعرفه سواك)

ظل قاسم لوقت طويل في غرفة قيس يقرأ عليه القرآن عله يهدأ حتي نام مطمئنا.
عزم قاسم أمره واتجه بعدها لغرفة عدي ... كان لازال بملابس السفر مستلق علي فراشه بإرهاق ( اسمع ياعدي)
لهجة قاسم الصارمة جعلت عدي يعتدل في سريره ليسمع فعلا ( اخوك يجتاحك جدا وانت مبتعد لأسباب لا اعرفها ولا تهمني الان. قيس يحتاجك)
وكما دخل بلا إذن خرج بنفس الطريقة تاركا عدي يحدق خلفه في السراب.
مرت ساعات لايستطيع النوم .... نعم غاضب هو من قيس لكن اذا كان اخاه يحتاجه فسحقا لكل نساء الدنيا.
دخل غرفة أخيه بهدوء يتأمله بينما يعاني قيس من كوابيس لاتنتهي... قام قيس مفروغا من كابوسه فوجد عدي واقفا امام سريره عاقد الذراعين . قال حينها عدي بصوته الخشن ( نم ياقيس هانئا .... لن اترك الغرفة حتي تفيق صباحا) وتأكيدا علي ماقال سحب كرسي وجلس فوقه مادا رجله علي سرير أخيه ....في دقائق قليلة كان قيس يغط في نوم عميق بينما عدي يحمله فيه وصورة فراشته لا تفارقه حتي همس بحقد ( تري ماذا فعلت يافراشة الجحيم ليتحطم الصبي بهذا الشكل)


صرخت سهر بسعادة فانتفضت رقية من السرير مسقطة الرواية بين يديها علي الارض وهتفت في سهر خانقة ( لقد افرعتني.... ما الامر)
اقتربت لتشير لها سهر بفخر لما صنعت....، كانت قد شكلت من اجنحة فراشة متكسرة مع قطعة خشبية حلية شعر فاتنة جعلت رقية تشهق( لا اصدق براعتك سهر...، تبدو اكثر من رائعة)
أجابت سهر بحماس( طبعا رائعة لقد امضيت في صياغتها اكثر من عشرين ساعة)
سألتها رقية بعتب( سهر عشرون ساعة..... ماذا عن استذكارك وامتحاناتك.... لم يعد أمامك الكثير من الوقت)
تمددت سهر في سريرها مغمضة عينيها بإرهاق وهمست ( لا يهم .... يجب ان انتهي بسرعة حتي يعرف ان صاحبة الفراشات مستعدة لتصبح اسيرة صندوق عدي وحده)
وغطت في نوم عميق... ابتسمت رقية بحنان وهي تدثر اختها النائمة وعادت تنظر من النافذة وبين يديها رواية " رد قلبي" الرومانسية .... تحب مناجاة ربها لذا
( ياربي ياكريم! اتسائل هل لي في يوم ما قصة حب...اتمني لو أقابل يوما حبا هادئا ولكن قوي ثابت له تأثير قطرة المياة التي تفتت الصخر)
وفجأة ترائ لها الملثم ..... ذلك الذي لم تَر منه ملمحا وحتي صوته كان مشوشا. .... الا ان اللحظات التي قضتها مع كانت كمغامرة من كتب الأساطير. هزت رأسها تنفي حتي الفكرة ثم زفرت ترمي الرواية بعيدا ( يبدو ان الروايات الرمانسية ضارة جدا بالصحة)

دخلت غرفتها في وقت متأخر موقنة انها ستجده نائما.... تحججت بمنتهي وقلقها علي الصغيرة حتي تختبئ بعيدا عن عينيه....أسندت رأسها علي باب الغرفة المغلق وهي تملي نظرها زوجها النائم بسلام.( كلها ايام يا هزيمة) حدثت نفسها من بين دموعا لا تملك من امرها شيئا وهي تنام بجواره وترفع يده تلفها حولها بينما ترتاح رأسها علي صدره ( ايام وتصبحين القديمة.... يصبح لك بديلا احلي واصغر.... ايام ياهزيمة وتتأكدي ان قلبه لم يكن يوما لك اصلا)
شعرت بذراعه يضغطوا الي صدره اكثر فاستكانت لثوان حتي لايشعر بدموعها.... لحظة قصيرة وكانت أصابعه الخشنة تُمسح دمعها وهو يضمها بذراعه لصدره اكثر وهو يهمس بصوت تغشاه غلالات النوم ( لا تبكي هزيمة طالما حضن منصور لها )

[shymaa abou bakr]

انتهي تنزيل الفصل الرااابع والغريب اني حالا بدأت في كتابة الخامس. ايه الحماس ده مش عارفة. ادوني بقي تعليقات تحمسني زيادة