01-06-17, 04:58 AM
|
#32 |
| اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء 1
في صباح يوم الخميس ,استيقظ وليد وقد عقد العزم في ذلك
اليوم بان يصارح "محبوبته" بحبه لها , الذي ارقة منذ ثلاث سنوات , وهو الان في السنه النهائيه
من الجامعه , ويريد ان يصارحها بكل شئ . وان يفضي اليها برغبته في خطبتها !... نعم لقد عزم علي فعل ذلك وسيفعل . عندما وطأت قدماه الجامعه شعر بتوتر لم يشعر به من قبل ودقات قلبه ازدادت , ولكنه ابي الا ان يفعل ما عزم علية كفاه جبنا .ومضي في طريقه .., واختار ان يظل ماكثا امام مكتبة الجامعه ليقينه بان "ملاكه" معتادة التردد عليها , وظل ماكثا لساعات حتي كاد ان يعدل عن قراره وينسحب ..! ولكنه توقف عندما رأها قادمه من بعيد ..فاخذ يهدأ نفسه ويعدل من ملابسه وعندما اقتربت ومرت بجانبه ناداها برسميه (انسة ملاك)؟؟ فاستدارت له !!؟؟ ولكنه تردد كثيرا قبل ان يقول لها .اتمانعين ان اخذ من وقتك عشر دقائق فقط لا غير؟.اريد ان اتحدث معك في موضوع هام .فعلت الدهشه الممزوجه بحمرة الخجل وجه الفتاة وكانها خمنت وعرفت بما سيتحدث اليها., فاجابته حسنا لا مانع فلندخل اذا الي المكتبة لنتحدث .فاختاروا طاولة وسط المكتبه المليئة الي حدما بالطلاب وعندها دخل وليد مباشرة في صلب الموضوع وبدون اية مقدمات , واخبرها انه يحبها ويرغب بخطبتها وانها الوحيده التي اختارها لمشاركته بقية حياته . فطأطأت الفتاه وجهها خجلا ولا تدري ماذا تقول .............. ,فتابع وليد اقسم لك انني احبك وارغب في خطبتك بل اني اعشقك لقد وصل حبي لكي منتهاه واريد ان اكلل هذا الحب بالزواج فهل تقبلين بي ؟؟ فاجابته بخجل لا بد ان تناقش هذا الامر مع عائلتي , وليس انا واخرجت ورقة وكتبت بها رقم الهاتف والعنوان واعطته اياها . فاخذها "وليد" وهو في قمة السعاده وقال في خاطرة ايكون هذا دليل علي الموافقه ؟!!!!وابتسم بفرح . وهبت "ملاك" واقفه وقالت اذا علي الذهاب الان الي اللقاء .فهب "وليد" بدوره واقفا وقال سارافقك فاعترضت وقالت استطيع تدبر اموري لا عليك .فقال وليد لا باس سنصبح خطيبين قريبا جدا , وابتسم لها فابتسمت له الفتاه وقالت حسنا لا باس .وصلا الخطيبان الي محطة انتظار الحافلات وظهرت حافلة "ملاك" اتيه من بعيد .فقال وليد اذا متي اهاتف والديك لاخذ منهم ميعاد لطلب يدك ؟؟ فاجابت ملاك لا باس بالثالثة بعد الظهر..فقال "وليد" حسنا الثالثه بالدقيقه ساكون حصلت علي الميعاد .فابتسمت له الفتاه , وهنا وصلت الحافلة وتوقفت امامهم وقبل ان تصعد ملاك الي الحافلة اخرجت ورقة مطويه واعطتها لوليد , وقالت له رجاء لا تقراها قبل ان ترحل الحافلة فأومأ "وليد" براسه موافقا وتعلو وجهه امارات الدهشه !! وصعدت ملاك الحافلة واحتلت المقعد الاخير بها , ونظرت للخلف لتري وليد واقفا يلوح لها بيده , وعندما ابتعدت الحافلة قليلا فتح الورقه وقرا ما بداخلها , وراته ملاك يقفز في الهواء فرحا ,وقبل يده وبعث لها بقبله هوائيه واخذ يقبل الورقه ويدور حول نفسه فرحا غير ابه بما حوله من اشخاص .واستدارت ملاك مبتسمه وهمست وانا ايضا احبك .كانت الورقة مكتوب بداخلها (انا ايضا احبك واوافق علي طلبك .ملاك ) في طريق العوده كان وليد فرحا لا يكاد يصدق ان حلمه الذي طالما اراد تحقيقه علي وشك ان يتحقق , وان قريبا ستكون ملاكه له فلطالما تمني ذلك منذ اللحظة الاولي التي راها داخل الجامعة .فقد كان حب من النظرة الاولي . ... عندما دلف وليد الي الشقه راي والدته فالقي عليها التحيه وبادرها بالسؤال عن والده فأجابته في غرفة المكتب فقال حسنا انا ذاهب اليه اريده بموضوع , واتجه الي غرفة المكتب وهو يدندن قبل ان يطبع قبله علي جبين والدته, فدعت له الام بان يديم الله سعادته .طرق وليد غرفة المكتب ودلف اليها بعد سماعه اذن الدخول فدخل وليد والقي التحية علي اباه وجلس قبالته وفاتحه بموضوع زواجه وقص عليه ما حدث وها هو الان يطلب اذن والده ليخطب له الفتاة ,.لم يبد الاب اي تعابير الرفض وخاصة انه يعلم من ابنه الالتزام والاستقامه فلماذا ؟ يحرمه من رغبته وهو علي يقين بان ابنه لن يخذله يوما كما تعود منه دائما .فقال الوالد حسنا مبارك عليك يا ولدي لا مانع لدي ابدا .ففرح وليد وقال اذا ساخبر ملاك لتعلم اهلها بذلك وناخذ ميعاد .فاوما الاب براسه مبتسما بسعاده وقال هيا اسرع اذا وفقك الله يا بني وسدد خطاك .كان قد مضي قرابة الساعتين من لقاء وليد بملاك في الجامعه عليه الان ان بتصل بها كي يخبرها بالتطورات وحتي تعلم اهلها ان لم تكن فعلت .وهو ذاهب مر بغرفة الصالون وكانت فيها شقيقته الصغري وهي تشاهد أنباء عن حادث طريق علي قناه اخباريه فلم يهتم بهذا فهو لا يريد اي شئ ان يفسد سعادته .وتناول سماعة الهاتف وضرب الرقم وانتظر الاجابه ....وبعد ثوان رد الطرف الاخر "الو" وكانت نبرة الصوت مبحوحه من اثر بكاء او شئ من هذا القبيل وكانت هناك ضجه وضوضاء غير عادية؟؟!!! فاجاب وليد منزل المهندس "علي صادق" فاجاب الطرف الاخر نعم انه هو ولكن المهندس مشغول بمراسم المأتم وتشيع جنازة ابنته ..كان وقع الصدمه علي اذن وليد كالصاعقة ولم يقوي علي الكلام ...؟! ولكنه حارب كي تخرج الكلمات من فمه وقال عفوا عن اي ابنة تتحدثين فأجابت المراة ابنته الكبري ملاك و########## ......... لم يقوي "وليد" علي سماع بقية ما قالته المرأة وجاء صوتها بعيييييييييييييييييييد كانه ياتي من اخر العالم , وجمد بمكانه وسقطت سماعة الهاتف من يده وتحرك يستند الي حوائط المنزل يستمد منها العون حتي لا تخونه قواه فينهار ارضا ,حتي وصل الي باب الشقة وفتحه وخرج هائما علي وجهه وكانت وجهته ذلك العنوان التي كتبته له "ملاك" من قبل وعندما وصل وجد ان صوانا قد نصب تحت المنزل , ورجال ياخذون العزاء ومظاهر الحزن والاسي خيمت علي الحي باكمله وقف وليد امام هذا المشهد متصلبا لا يكاد يصدق عيناه اهذا حقيقه؟؟!!!! تمني لو انه كان في كابوسا ويستيقظ علي ابتسامة حبيبته .ولكن بدلا من هذا افاق علي علي صوت رجلا يساله قائلا أانت من اقارب المتوفي؟؟؟ فقال وليد وهو بالكاد يخرج صوته من حلقه نعم ..انا احد اصدقاء العائله واردف قائلا متي موعد تشيع الجنازة ؟ فاجاب الرجل بعد صلاة العصر .ذهب وليد الي المسجد الذي ستشيع منه جنازة حبيبته وانتظر امامه مسندا ظهرة الي احد جدرانه وهو يكافح الانهيار وحارب دموعه ان تنهمر من عينه .فهو الان ينتظرها ان تاتي في تابوت الموت ليشيع جنازتها بدلا من ان تاتي له في ثوب زفافها .انها الثالثه والعشرون دقيقه كان من المفترض حاليا ان يكون قد اخذ معاد من والدها للتقدم لخطبتها وان تجلل جدران منزلها الزغاريط بدلا من النحيب والبكاء,.. .افاق من هذا الصراع النفسي علي دخول تابوت يحمله اربعه الي المسجد وجموع الناس تدخل للصلاة والاستعداد لتشييع الجنازة .جرجر وليد قدماه كي يدخل ليصلي علي الحبيبه ورفع الموذن اذان العصر واصطفوا المصلين للصلاة وبعدها كبروا لصلاة الجنازة وكان وليد من بين المصلين وقاوم بصلابة وقوة الدموع ... ووقف ثابتا جامدا يكبر وراء الامام ويدعو لحبيبته ان ترقد بسلام وان يغفر الله لها ويتقبلها قبولا حسنا ,ويسكنها فسيح جناته وبعد الانتهاء حملو جثمانها وخرجوا به الي المقابر وانتظر وليد بعد الانتهاء من مراسم الدفن وشاهد انصراف الجمع وكان اخرهم رجلا يستند بين اثنين وتكسو وجهه علامات الحزن الشديد والضعف فهو بالاحري والد الحبيبة .وانتظر وليد حتي انصرف الجميع وبعدها دخل الي المقابر قاصدا قبر حبيبته "ملاكه" .وعندما وقف امام قبرها وتامل الورود المنثورة حوله واسم ملاكه محفورا علي القبر خارت قواه متجردة من كل قوة وصلابة وجثي علي ركبتيه واطلق العنان لدموعه التي انهمرت كالشلال علي وجنتيه ورفع راسه واطلق صرخة جاءت من اعماق اعماق قلبه مملوءة بالحزن والاسي ومرارة الفراق وانتفض جسده واخذ يشهق من شدة البكاء وقال بصوت مبحوح واهن لقد قلتي لي انكي تحبيني وانك رضيت بي زوجا لكي ولكنك لم تنذريني بموعد الرحيل
لقد اتي مباغتة .هذا ليس عدلا وصرخ عاليا ليس عدلا واخفي وجهه بين كفيه واجهش ببكاء مرير حتي اتي له حارس المقابر وربط علي كتفه بحنان وقال الصبر يا بني تحلي بالصبر وادعو لقريبك بالرحمه انه في عالم اخر لا ينفعه منك الا الدعاء .عند هذه الكلمة ازداد وليد في نحيبه غير مصدق ان حبيبته اصبحت في عالم اخر لا يعلم سره الا الله وحال الموت بينهم الي الابد .قال الحارس رويدك يا بني لن يفيد ذلك بشئ فالموت علينا حق وجميعنا راحلون الي مثوانا ... راحلون الي التراب فهذا مصيرنا .هيا يا بني قم معي واذهب الي بيتك وتحلي بالصبر فليصبرك الله علي الم الفراق بني .. .فقام وليد معه والقي نظرة اخيرة علي القبر وقال من بين دموعه الي اللقاء في "الاخرة" .عندما دخل وليد البيت تفاجات والدته بمظهرة فكان كانما كبر عشرون عاما وعيناه حزينتين ووجهه يميل الي الصفار وكان واهن ضعيف فقالت الام مابك ولدي فاجاب "لا شئ" فقالت الام ملاطفة حسنا لم تقل لي بانك ستتزوج انا اخر من يعلم في هذا البيت ها لن اغفر لك ذلك لقد بحث عنك والدك كان يريد ان يحادثك بشان الموعد .فابتسم وليد ابتسامه ضعيفة ساخرة وقال لن يكون هناك موعد واستدار قاصدا غرفته فاستفهمت الام وقالت ولكن لماذا؟؟ فتوقف وليد وظهره لها وقال" فقط انتهي كل شئ الي الابد" وادار المقبض ودلف الي الغرفه واغلق الباب.. مخلفا وراءه اما قلقه مذهوله!! .......جلس وراء مكتبه وفتح الورقة المكتوبة بخط ملاك والذي كان مضمونها" انا ايضا احبك واوافق علي طلبك .ملاك " فانهمرت دموعه وتتباعت كالامطار حتي اغشيت رؤيته الي الظلمة تماما مثل تلك الظلمة التي كست حياته بعد فراقها . طوي وليد الورقة بعناية بعد قرائتها ,ربما كانت تلك المرة الالف الذي يقرا فيها الورقة علي مدار خمسة عشر عاما من وفاة المحبوبه وقبلها ووضعها بعناية داخل كتاب ووضعه علي رف مميز داخل مكتبته ليسهل العثور عليه متي اراده .وعندها فتح باب المكتب وانطلقت منه الطفله ملاك التي تبلغ من العمر اثنتي عشرة عاما وذهبت الي الوالد واخبرته انها وامها تنتظره علي المائده لتناول الغداء فقبلها وقال حسنا ايتها الصغيرة سأتي في الحال وانطلقت الصغيرة من باب المكتب التي ظهرت عليه زوجته وهي مبتسمه وتقول حبيبي الغداء جاهزا فتقدم منها وطبع علي وجنتها قبله وقال خمس دقائق فقط واكون علي المائده فابتسمت له وقالت حسنا خمس دقائق لا اكثر وانصرفت وقفلت الباب ورائها ...وقف وليد ينظر الي اثرها وقال في نفسه انتي افضل زوجه في العالم وخير معين لي وقد عاهدت الله علي الا اخفق ابدا في واجباتي اتجاهك انتي وابنتي .ولكن ما لا اقدر عليه هو ان احبك بنفس قدر حبي لملاكي فهي ماكثه في ذلك المكان داخل قلبي ولم تقدر اي امراة اخري علي اخراجها من قلبي ويعلم الله انني حاولت مرارا نسيانها ولكنني لم اقدر فهي كالجنون بداخلي وقلب المرء ليس بيده فلتسامحيني يا زوجتي وليسامحني الله .ولكن ساكافح كي امنحك السعاده انتي وابنتي .واستدار الي الشرفه وازاح الستار ونظر الي السماء الصافيه وراي وجه محبوبته تنظر اليه من بين السحب وتبتسم له تلك الابتسامه الخجله التي ابتسمتها عندما صارحها لاول مرة بحبه وقد كانت الاخيرة .فابتسم لمحبوبته واغمض عينيه وهمس قائلا عسي الله ان يجمعني بك في الجنه واسدل الستار فاظلمت الغرفه كما اظلمت حياته من قبل خمسة عشر عاما عندما افتقدها ولكنها ظلت داخل قلبه تشعله حبا وستظل تشعله حتي اخر العمر ... تحياتي / فاطمة الزهراء | روووووووعة فرحت وليد ولصبره 3سنوات وبعدها اعترافه وخجلها وحبها وحزنت لموتها وتاثرت للبقاءه على حبه |
| |