آخر 10 مشاركات
كاذبة للأبد (35) للكاتبة الرائعة: strawberry13 *مميزة & كاملة* (الكاتـب : strawberry13 - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. الخدعة الكبرى (الكاتـب : فرح - )           »          أجمل الأسرار (8) للكاتبة: Melanie Milburne..*كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          91- بين ضفتي الحب -كيت والكر -عبير كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          بين عينيك ذنبي وتوبتي (3) * مميزة ومكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          عروس الميلاد...(93) للكاتبة: ساندرا مارتون *كاملة* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          97 -حب بلا موعد - جين ويللي -عبير دار كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          98 - سجان العواطف - مارجريت روم - د.ك.ع ...حصرياً (الكاتـب : Dalyia - )           »          439 - صراع مع الموت - د.م (الكاتـب : عيون المها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-03-15, 02:34 AM   #11

mohammed alsiyabi
alkap ~
 
الصورة الرمزية mohammed alsiyabi

? العضوٌ??? » 325856
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 19
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mohammed alsiyabi is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام رناد مشاهدة المشاركة
بداية مشوقة وأسلوب جميل أن شاء الله متابعة معاك وربنا يوفقك


مرحباً بكِ أختي الكريمة ,,
سأطرح الفصل الثالث غداً بعنوان - كرنفال جهنم - , لربما سيكون الفصل الثالث أكثر الفصول إثارةً و غموضاً حيث تتأزم الحبكة في الفصلين ( الثالث و الرابع ) ثم تتهاوى شيئاً فشيئاً لفك العقدة في الفصلين ( السابع و الثامن ) , لا أريد حرق الأحداث و لكن هذا العمل بإصله مرتبطٌ بعمل آخر و سيكون طرحاً آخراً بعنوان ( سيرة شيطان ) ..

شكراً لمرورك العطر ,,
رعاك الله ,,





mohammed alsiyabi غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 07:26 AM   #12

mohammed alsiyabi
alkap ~
 
الصورة الرمزية mohammed alsiyabi

? العضوٌ??? » 325856
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 19
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mohammed alsiyabi is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

( 4 )


" كرنفال جهنم "
- أنا لا أنكر ذلك اطلاقاً , أشعر بداخل هذه الفتاة الرائعة , هذه الفتاة الضحوكة , هذا القلادة الثمينة .. ظلامٌ قاتم , حبٌ فاشل , أي أحمق يفعل بها هذا ؟ .. كلا , أي مجرم يفعل ذلك ؟ .. ففي بلادي إيذائها جرم .. جرمٌ لن اسمح له أن يستمر .. جرمٌ سأحاول مسحه .. و لا أنكر أنني أشعر بالأمر ذاته بداخلي .. لسبب ما , ربما .. ربما القدر جمعنا .. ربما القدر جمع روحنا المشطورة .. ربما نحن خلقنا لنحيا معاً !

" محمد , هلا ذهبنا الأن ؟ " قالت نيكولس بصوتٍ خافت , فأجبتها " هيا .. نيكولس " , وقفت نيكولس و ناولتني قميصي الرمادي قائلةً بنبرة لم أحسن فهمها " خذه .. جسدك كان بارداً ! " , استنكرت ذلك , فقالت بنبرة أكثر حدة " كنت اشعر بانتفاض جسدك .. فلا تنكر ذلك .. فقط لمرة واحدة كن صادقاً معي ! " , نظرت للأسفل و قلت " نعم , كنت أشعر بالبرد .. و لكن ذلك لا يهمني .. ما يهمني أن لا تشعري أنتِ بالبرد ! " , نظرت نيكولس في عياني الشيطانية و قالت " لماذا ؟ .. لماذا تفعل هذا لفتاة غريبة .. كأنا ؟ " , كنت في حيرة من أمري , هل أخبرها بشأن حبي لها , هذه النزوة السريعة ؟ أليس الحب في بلادها محرمٌ ؟.. ماذا سأقول , كلا ماذا يمكنني القول ! .. ذلك سيكون غريباً على كل حال .. فقلت لها " لا أعلم نيكولس .. و لكن خالجني شعور غريب في اللحظة التي وقعت عياني عليك !؟ " , استدارت نيكولس مغتاظةً و قالت " هراء ! " ثم استدارت نحوي و قالت بنبرة شاحبة , بنبرة قاسية " أنت تتوهم الحب , فقط " , نيكولس كانت قمراً و للقمر ايضاً وجهٌ أسود , و لكنني أعني ذلك يا عزيزتي نيكولس .. لربما لا أجيد التعبير عن مشاعري و عواطفي .. و لكني حقاً أعني ذلك , كنت فقط أحدق بها , قالت نيكولس " محمد , دعنا فقط لا نرتكب أمراً احمقاً هذه الليلة , دعنا فقط نستمتع , دعنا فقط ننهي هذه السهرة , فما رأيك ؟ " , نظرت للأسفل و اجبتها نبرة شاحبة " أنا اعتذر , انتِ محقة .. كنت ساذجاً ! .. اعتذر مجدداً " امسكت نيكولس بيدي و قالت " لا داعي للاعتذار , لا عيب في الحب .. انت حقاً شخصٌ جيد , و لكن فقط دعنا لا نتعجل الأمر هكذا " .. نظرت في عيناها و لا أدري لماذا قلت " كلا , أنا كنت ساذجاً , هيا بنا لمكانٍ آخر ! " , شعرت بانتفاض يد نيكولس , تلك النبرة , تلك النظرة .. لم تكن تخصني على الاطلاق , كانت لذلك اللعين السافل الذي يسكن جوفي .. ذلك الأحمق !

- في المدينة , كنا نتجنب النظر في بعضنا , في لحظة أصبحنا لا نعرف بعضنا , اصحبنا ننفر من بعضنا ! , في النهاية أنا السبب .. بداخلي شيءٌ سيء .. أنا أشعر بذلك ! , بداخلي شيطانٌ لعين عقدني بهذه القلادة , يريد إيذاءها , يريد تعذيبها بشدة و بأقسى أنواع الطرق و الأدوات لسبب مجهول .. و لكن ذلك لا يهمني ! قلت لينكولس " إلى اين نحن ذاهبان الأن ؟ " , ابتسمت نيكولس و نظرت نحوي و قالت " انتظر .. سترى بنفسك ! " , تنفست الصعداء , لم أفسد السهرة بعد , شعرت بالسعادة .. اخذنا نضرب الأرض حتى كدنا أن نصل لإطراف المدينة , كنت أتساءل إلى اين هي تأخذني ؟ هل هي أحد مصاصي الدماء و ستتغذى على دمائي أم مستذئبة و ستنقل دمائها الملعونة باكتمال القمر , نظرت للأعلى نعم القمر كان مكتملاً و ذلك ما زاد خوفي أكثر , حين مددت نظري للأمام لم يكن هناك الكثير لأراه و لكنني لاحظت حقول القمح الشاسعة و خلفها كرنفالٌ مغلق , قطعنا الطريق في الحقول , قالت نيكولس " أرأيت ذلك الكرنفال ؟ " , اجبتها بنعم , قالت نيكولس " في هذا الكرنفال لدي العديد من الذكريات القديمة , كنت دوماً أذهب لهناك .. في سعادتي و حزني " , لم أنطق بشيء كنت أشعر و كأنها تريد أن تسترسل كلاماً آخراً , أخرجت نيكولس زفرةً طويلة ثم قالت " كنت دوماً أتسلل إلى هذا الكرنفال لأحظى ببعض الفسحة .. ببعض الهدوء .. ببعض السكينة " ثم نظرت نحوي و قالت " و انت ماذا تفعل ؟ لتحصل على الفسحة ؟ الهدوء ؟ السكينة ؟ " , كان سؤالاً مفتوحاً بالنسبة إلي , سؤالٌ عريض لا أجد اجابته , فلا فسحة لدي , و لا هدوء لدي , و لا سكينة بداخلي ! .. أنا حقاً أحيا مزدحماً بين الضجة و الازعاج ! , قلت لينكولس " أخلق عالماً خاصاً بي .. ! " , ابتسمت نيكولس ثم قالت " بالطبع , ذلك بديهيٌ منك ؟ " ثم نظرت نحوي و قالت " لذلك .. أنت إذا تكتب تلك القصص ؟ و لذلك بطلك يموت ؟ لأنك مهما فعلت لن تحصل على السلام الذي تبحث عنه ؟! " , قلت لينكولس " ربما , أظن ذلك ؟ " , نظرت نيكولس للأسفل و قالت " أتعلم ؟ " , قلت لها " ماذا ؟ " , قالت نيكولس " لربما من الخطأ أن أحاول تفسيرك و لكن أتعلم ما خطبك ؟ خطبك أن تكترث بشدة و لا تستطيع مسامحة نفسك ؟ .. لأنك شخصٌ جيد .. اعني تلك مشكلتك و ليس مشكلةً بحد ذاتها " نظرت نيكولس في عيني و قالت بنبرة شاحبة " من المؤسف لشخصٍ كمثلك أن يحيا تعيساً هكذا عالقاً في دوامة نفسه ؟! " , لم أشد اطراف الحديث معها و بنبرة شاحبة قلت " ربما , أظن ذلك! " , قالت نيكولس " على أي حال , كدنا أن نصل .. هذا هو كرنفال ايبوط أو ما يطلق عليه " , اخذت أحدق بالكرنفال , كان مغلقاً .. بالتأكيد سيكون مغلقاً في هذه الساعة المتأخرة فهل سنعود أدراجنا الأن أم نحدق به من الخارج أم .. أم انها تفكر باقتحامه ؟! , و بكل تأكيد سيكون الخيار الأسوء .. اقتحامه !

- قلت لينكولس " ماذا سنفعل الأن ؟ " , قالت نيكولس " هل أنت خائف ؟ هيا فقط لنأخذ جولة سريعة .. في كرنفال ايبوط " , يا ألهي هذه الفتاة حقاً لن تتوقف حتى تتسبب بزجنا بين قضبان حديدية انا أرى ذلك من الأن !
اقتحمنا الكرنفال , اخذنا نتجول فيه , بالطبع كل شيء كان متوقفاً عن العمل .. تلك الألعاب الضخمة , كشكات الطعام السريع , كان كرنفالاً حزيناً بشكلٍ ما , نيكولس كان تسير أمامي و كنت أحدق بالكرنفال , حاولت أن أتخيله كرنفال سعيداً .. الغريب أنني لم استطع فعل ذلك ؟.. لينكولس جانب مظلم ايضاً ! .. و انا ايضاً بداخلي شيطانٌ يسكنني , لربما سيخلق لي النسيان ربما سينزع ظل انسانيتي و يرميه من على جرف شاهق , لربما سيستخدم أله فضائية شيطانية .. و لربما سيمحنني في المحنة النهاية .. و لربما لن انسى .. أنا أعلم أنني اقترفت ذنباً لا يغفر و لا اعلم ما هو ؟ لا أعلم كيف لي أن أكفر عن ذنبي هكذا .. و أن لم استطع مسامحة نفسي فلا لدي إلا الأسى !
استوقفني باب ضخم كتب عليه ( المرآة الصادقة ) , قلت لينكولس " ما هذا ؟ " , قالت نيكولس " ألم تأتي لهذا الكرنفال , قبلاً ؟ " , أجبتها لا , ابتسمت نيكولس و قالت بسعادة " هناك بالداخل العديد من المرايا , تعكس مظهرك بأشكالٍ مختلفة , هل تريد التجربة ؟ " , كان أمراً مثيراً , نعم أريد ذلك , أريد أن أرى انعكاس مظهري .. قلت لنيكولس " نعم أريد ذلك ! " , فقالت " حسناً هيا .. لما لا تذهب في هذه الجولة لوحدك ؟ " , لن أقول أنني لم اكن اشعر بالخوف لأنني كنت أشعر بذلك , و بالرغم من ذلك واجهت خوفي و دخلت تلك الغرفة .

" بداخلي العديد من الظلال الشاحبة "
- العديد من الظلال الشاحبة تنعكس على الجدران في كل مكان , ظلٌ لشخص يسلم ظلاً غريباً جرة غريبة ؟ , ظل لشخص يغور بأعماق بروحه حتى يصل لقاعِ الفراغ .. كنت أراقب أعماقي .. تلك المرآة كانت تعكس روحي , و في البعيد لا أعلم هل كنت اتوهم ذلك أم ماذا و لكنني متأكد أنني رأيت شخص يطابقني تماماً .. كان شخصاً حزيناً , كان شخصاً تعيساً .. فمن يكون ؟ , تقدمت نحوه لأخفف عنه أو ليخفف عني ؟ , كنت أتقدم بخطى متخبطة .. و حالما كادت أن تلامس يدي وجنته , سمعت صيحات نيكولس " محمد ؟ هيا ألم تنتهي بعد ؟ " نظرت للخلف و قلت " حسناً , أنا قادم ! " , نظرت للأمام , حينها كان الظل قد اختفى ! , ذلك الظل الغريب ما عساه أن يكون ؟ ما هذا الهراء ؟ أظنني كنت أتوهم .. خرجت من تلك الغرفة الغريبة و دعوت أن لا أعود إليها مجدداً !
- عدنا لتجول في الكرنفال مجدداً , سألتني نيكولس عن تجربتي في غرفة المرايا فأجبتها أنها كانت تجربة تعيسة و مخيفة أتمنى أن لا تتكرر مجدداً – لم تبتسم نيكولس هذه المرة ! - , ثم استوقفتنا غرفة كتب عليها ( الفتاة الثلجية ) , اخذنا نحدق بذلك العنوان الغريب , قالت نيكولس " هذه الفتاة , ما عساها تكون ؟ " , اجبتها " لا أعلم و لكنني لا اتخيل فتاة ترتدي فستاناً أبيضاً , تملك قلباً متجمداً ؟ .. لربما هي أحد الاساطيـــ.. " حينها قاطعني حديث أحدهم من الخلف " كلا , الفتاة الثلجية ليست اسطورة ! " نظرت للوراء كان مهرجاً يعمل في الكرنفال .. يدعى المهرج العظيم .. قلت له " عذراً لتطفلنا على ملكيتك كنت فقط " لاحظت قارورة جعة , هذا المهرج ليس عظيماً في النهاية , جلس المهرج على احدى الصناديق ثم قال " يحكى في القديم السحيق عن اسطورة أكثر الناس برودة .. ولدت في أقاصي الكرة الأرضية كان تملك جسداً بارداً و قلباً صلباً كالجليد , ولدت بفطرة غريبة و بجسدٍ أغرب ! " نيكولس كانت فضوليةً لسماع هذه القصة على عكسي , " ما معنى ذلك ؟ اخبرنا القصة ارجوك ؟ " قالت نيكولس نظر المهرج نحوها و قال " هذه الفتاة كانت في كل دروة يكتمل فيها القمر , تغوي أحد الضحايا بفستانها الأبيض ثم تنتزع قلبه بكل وحشية و تلتهمه ليدفئ قلبها و تواصل العيش .. كانت تحيى على جثث الأغبياء .. أنها أسطورة حقيقية ! " , كنت متشككاً حول ذلك فقلت " هاه ؟ حقاً .. أي يكن ! " ابدأ المهرج وجهاً ساخراً .. لا أعلم و كأنني رأيته في قصة أخرى ؟ في مكانٍ ما .. أي يكن .. انا أكرهه .. انه عدوي ! .. عدوي الأزلي !
خرجنا أخيراً من الكرنفال الجهنمي , لا أعلم و لكنني لم استمتع اطلاقاً بهذا الكرنفال الجهنمي لربما على عكس نيكولس , لسببٍ ما كان المكان مألوفاً بالنسبة إلي و كنت أكرهه .. !

- لسببٍ غريب , بدخولي لهذا الكرنفال الغريب , و كأن نفساً كان يخالطني دهراً طويلاً عاد إلي مجدداً و كأني نبضت بالحياة من أعماق الجحيم الجهنمي , و كأن بروحي شيءٌ ما .. شيء سيء .. شيطان بدموع , شيطان بقرون , شيطان بذيل , و معاً نحن نرتدي عباءة سوداء ! ما كان ذلك ؟ لا أعلم .. ما سر سعادتي مع هذه الفتاة ؟ لا أعلم .. و ما كان ذلك الظل الغريب في غرفة المرايا ؟ لا أعلم ..لا أعلم .. أنا لا أعلم .. و لكنني أعلم أن ذلك النفس .. ليس جديداً علي !
" ما الأمر محمد ؟ " قالت نيكولس , لا أعلم ماذا سأقول لها , " لا اعلم , و لكنني شعرت بشعور غريب , في ذلك الكرنفال ؟ " , ضحكت نيكولس و قالت " هذا الكرنفال , كان الوسيلة الأكثر تسلية .. لطالما كان الزوار يأتون للضحك و اللعب في هذا الكرنفال .. و لكن ذلك حقاً مثيرٌ للسخرية ؟! " , نظرت نحوها و سألتها " و لماذا ؟ " , نظرت نيكولس للأعلى و قالت " جدتي كانت تقول لي؟ كان هناك مزارع يدعى محمد , كاسمك .. أحب فتاة تعمل في المزرعة لحصاد القطن , لا أتذكر اسمها جيداً , و لكن يقال هذا المزارع أغرم بهذه الفتاة , .. و في سنة من السنوات المثلجة , هطل الثلج بكميات كبيرة , أصيبت الفتاة بمرضٍ غريب .. ضعف قلبها .. كانت على وشك الرحيل .. و لكن المزارع لم يسمح بذلك , اتجه نحو طبيب جراح شيطاني يدعى ..هاه ؟ غريب ؟ .. نسيت اسمه ايضاً .. و تبرع بقلبه للفتاة .. بالطبع مصير المزارع كان الموت الفوري .. و بعد موته أقيم هذا الكرنفال تذكاراً للتضحية القيمة , يقال الفتاة أصبحت تعمل في الكرنفال ايضاً .. و .. " نظرت نحوها و سألتها " ماذا اكملي ؟ " , " أنت تعمل حكايات الجدات لا تخلو من الاساطير الغريبة .. يقال المزارع عاد مجدداً في عيد الحصاد للقطن .. و لكن حبه للفتاة اختفى بفقدان قلبه ؟ .. فإما أن تحيا الفتاة و اما أن يفقد حبه لها .. دائماً عقود العمل مع الشياطين لا تخلو من التضحيات , أن الشياطين تتسلى على مأسي البشر ! " , يا لها من قصة محزنة , كنت أشعر بالطاقة غريبة من التعاسة في ذلك الكرنفال البائس !

- اقتربنا من أطراف المدينة , حان الأوان لأبدد كل الحزن و البؤس شهقت نفساً طويلاً ثم زفرته و ابتسمت , قلت لينكولس " نيكولس , شكراً على هذه السهرة الرائعة .. كانت جميلة , كان شيئاً من الماضي القديم الذي اتوق له بشدة ! " , نظرت نيكولس نحوي و قالت " لا داعي لذلك , فأنا ايضاً نلت نصيبي من المتعة بقربك .. كانت سهرة ممتعة حقاً .. ! " , خيوط الفجر تشق طريقها في السماء و العصافير تغرد في أعشاشها .. روائح القهوة الثقيلة تخرج من مداخن المنازل و المقاهي و روائح السجائر ايضاً ,قلت لينكولس " يبدو أن سهرتنا على وشك أن تنتهي ؟ " , امسكت نيكولس يدي و قالت " انتظر هناك مكانٌ أخير ! " , ابتسمت و قلت " حسناً " , اتجهنا نحو مقهى فرنسي قديم لا يقدم سوى القهوة السوداء و الشاي , كان يدعى ( القرية المحرمة ) , مقهى غريب يدعي فيه النادلين انهم شياطين ؟ , يالسخافة ؟ , جلسنا على الكراسي الخشبية , كنت أحدق بنيكولس .. لربما لم ألحظ جمالها إلا الأن ؟ ربما لم ألحظ حبها للقهوة و الشاي إلا الأن ؟ إلا أن ذلك يروق لي , اقترب النادل و قال " ماذا يمكنني أن اقدم لكما ؟ " , اخذت أحدق بهذا النادل و كأنني رأيته في مكانٍ ما ؟ و تلك البسمة المريبة التي تشق وجهة لا تطمئنني حقاً , فسألته " هل أعرفك من مكانٍ ما ؟ " , ابتسم النادل و قال " لا أظن ذلك .. بعض الوجوه تحاول تذكرها و لا تستطيع و بعض الوجوه تحاول نسيانها فلا تستطيع .. فلا أنت تنسى و لا أنت تحيى ؟ " , ما هذا الهراء ؟ , قلت للنادل " هيي انت .. هل انت هنا لتقدم القهوة أم الشعر أم ماذا ؟ " , نظر النادل في عيناني و عيانه كان مخيفة ! و قال " أنا فقط أحاول مساعدة ؟ ماذا يمكنني أن أقدم لك ؟ " , قلت له " كوب شاي " و قالت نيكولس " قهوة سوداء .. اذا سمحت " , ذهب النادل , و سألتني نيكولس " ما الخطب محمد ؟ " , قلت لها " لا شيء و لكن هذا النادل .. مثيرٌ للريبة ! " , ناولني النادل كوب الشاي و ناول نيكولس كوب القهوة ثم قال " استمتعا بطعم النسيان الحلو ! " , ادعيت أنني لم اسمعه , ثم ذهبنا , ثم تذكرت أنني لم أدفع له , مد النادل يده و قال " على حساب المحل ! " عدت لنيكولس , عندما نظرت للوراء , ذلك النادل كان يحدق بي .. و يبتسم !

في طريقنا , عازف القيثارة عاد لمنزله , بائعة الورد المتجولة رحلت , لم نعثر على الشجرة التي نقشنا عليها أولى حروفنا , فاتجهنا نحو الشاطئ الأبيض كان يدعى ( الكثبان المنسية ) , شربنا الشاي و نحن نحدق بالبحر , تثاوبت نيكولس للمرة الأولى .. أحب الهدوء , احب السكينة , و نيكولس !
قالت نيكولس " محمد أنا متعبة بشدة! " , قلت لها " شكراً على هذه السهرة .. لن أنساها مطلقاً ! " , ابتسمت نيكولس و قالت " محمد هل يمكنني النوم في شقتك ؟ منزلي في البلدة المجاورة و لا أظنني سأصل سالمة " , ياله من طلب ! , نعم , نعم , بكل تأكيد , أجبتها " بكل تأكيد ! " , نظرت نيكولس في عيناي و قالت " محمد اعذرني لما قلته سابقاً و لكن .. أنا ايضاً خالجني شعور غريب في اللحظة التي سقطت عيناني عليك ! " , لا أعلم أهي تكذب أم ماذا ؟ هل أصدق ذلك ؟ , قلت لينكولس " دعينا فقط لا نرتكب أمراً احمقاً " نظرت نيكولس للأسفل و قالت " ظننتك ستقول ذلك ! " , بعد وهلة , ربما هذه هي الفرصة الأنسب لقول ذلك , لم استطع النظر في عيناها , عزمت على نفسي , قلت " نيكولس .. أنا .. أنا .. " حينها جسدٌ أتعبه السهر سقط على كتفي .. سقطت نيكلوس للنوم .. لا بأس شقتي ليست ببعيدة من هنا !
حملت جسد نيكولس لغرفتي , حاولت أن أتجنب لمس جسدها , ثم وضعتها على سريري , أغلقت النوافذ , أخذت أحدق بهذه الأميرة النائمة .. ثم فرشت بطانيتي على الأرض .. و نمت انا ايضاً .. كنا متعبين بشدة .. اتعبنا السهر المتواصل سنيناً طويلة !



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 26-03-15 الساعة 08:50 AM
mohammed alsiyabi غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-03-15, 11:55 PM   #13

mohammed alsiyabi
alkap ~
 
الصورة الرمزية mohammed alsiyabi

? العضوٌ??? » 325856
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 19
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mohammed alsiyabi is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

(5)

" انت أنا و أنا انت , و لكنك فقط لا تفهم ! "

- هاه ؟ ماذا أفعل في الكرنفال الجهنمي مجدداً ؟ , لماذا عدت إلى هنا؟ نيكولس .. نيكولس اين هي ؟ .. صداع !! صداع قوي مجدداً ! .. اين انا ؟ .. لماذا هذا المكان موحشٌ .. لماذا هكذا ؟ .. أنا أكره هذا الكرنفال الملعون !
كنت أتجول في الكرنفال ابحث عن نيكولس .. توقفت أمام غرفة المرايا .. لسبب ما .. خالجني شعور غريب .. اريد دخولها مجدداً ؟.. فدخلتها , في البعيد ذلك الظل مجدداً , ظلي الشيطاني .. تقدمت نحوه هذه المرة لن يوقفني أي أحد .. كنت أتقدم نحوه بكل ثقة .. تحرك الظل ! , ما هذا ؟! , ما أنت !! .. تحدث .. ما أنت .. ضحكات مريبة في كل المكان , هذا الصدى اللعين بصوتٍ مخيف .. " أنا لن انسى .. انا لن انسى .. ! " , صرخت بأعلى صوت " ما هذا المكان !! " .. ثم تحدث الظل " انه انت .. هذا جوفك ! " .. هاه ؟ جوفي ؟ , عما تتحدث ؟ " ما بأعماقك .. حزنك و تعاستك .. عندما ابتلعت نفسك سابقاً .. ابعدت كل شكلٍ من الحياة .. عندما , عندما طعنت قلبك .. " قال الظل , ثم ضحك هيستريا و تلك الصور المخيفة على المرايا .. لم أتحمل ذلك .. لا استطيع تحمل هذا ! .. فصرخت بأعلى صوت " توقف ! توقف .. ما هذا المكان الملعون ؟! " , اقترب الظل مني و هو يقول " أنه أنت .. مجموعة من الذكريات المشوهة .. ألا ترى ذلك ؟ ها هي تأتي بك إلا هنا مجدداً .. يا السخرية ؟! " .. مجدداً ؟ من هي ؟ .. عما يتحدث هذا الشيطان ؟ .. كنت أحاول تمييز وجهه جيداً , لم يبدو غريباً ؟! .. صفق الظل صفقة واحدة فأضاء المكان .. انه .. انه ؟! .. انه أنا .. في وقتٍ ما .. وقتٌ نسيت فيه نفسي ؟! .. ابتسم الظل .. فقلت له " ما انت ؟ " , تلك الدموع السوداء ؟ , تلك القرون و الذيل ؟ .. انه بالحق شيطان ! .. قال الظل " ماذا تفعل ؟ الا تفهم ؟مهما فعلت فالطريق للنسيان .. مرٌ و شاق ! " .. هذه الكلمات .. الطريق للنسيان مرٌ و شاق ؟! , وكز الظل ترقوة صدري بسباته و قال " فلا أنت تنسى و لا أنت تحيى ! " , هذه الجملة ؟ , هذا غريب ؟ هذا الظل انه يذكرني بذلك النادل نوعاً ما ؟ .. كيف لم ألحظ هذا سابقاً ؟ .. هذا الكرنفال مجرد وهم .. كلا ! , انه كابوس .. قال الظل بنبرة شاحبة " انا أنت و أنت انا , و لكنك فقط لا تفهم! " , هاه ؟ انا انت ؟ و أنا أنت ؟ .. ثم عاد الظل , لم أرد اللحاق به فخرجت من غرفة المرايا .
- اخذت أنادي نيكولس .. نيكولس ! .. اين ذهبت هذه الفتاة المزعجة ؟ .. اريد فقط أن أعثر عليها لنخرج من هنا للأبد ! .. أتمنى أن لا نعود إليه مجدداً لأي سببٍ كان .. فهو ليس مسلياً على الأطلاق !
استوقفني أمرٌ غريب , كشك الفتاة الثلجية , لم يكن مغلقاً .. تقدمت نحوه , حاولت أن اختلس النظر من النافذة الصغيرة .. و ما رأيته هو .. فتاة ترتدي فستاناً ابيض مقيدة بسلاسل و الأغلال ؟ و في عنقها .. قلادة ذهبية جميلة .. الفتاة الثلجية كان ترقص بشكل جميل .. كانت تجذب الأغبياء نحوها كالرحيق المسموم , كادت أن توقع بي .. للأسف لم استطع رؤية وجهها .. كانت أخاف أن توقع بي .. لا أريد لأحد أن يلتهم قلبي .. ثم تلك الضحكات المثيرة للاشمئزاز .. تلك الضحكات الساخرة .. تلك الضحكات الشيطانية .. التي تتعالى من خلفي بشكل غريب , نظرت للخلف و بقلبي خوفٌ شديد , و من جوف الظلام يخرج المهرج العظيم حاملاً رمحاً بنصلين أبيضُ للإصلاح و أسودٌ للفساد .. ثم قال " دوماً نحن هكذا .. فقط عدونا ازليان ! " .

صوتٌ في عقلي و أنشودة كأناشيد الكنائس " محمد .. خالد .. محمد .. محمد .. استيقظ ! " فتحت عيناني ببطءٍ شديد , هاه ؟ يبدو انني كنت أحلم ؟ يبدو أنني كنت بكابوس , فركت عياني الجاحظتين , كنت احتاج لكوب قهوة في الحال , قدمت نيكولس لي كوب قهوة , تناولت القهوة ثم شكرتها , جلست نيكولس بقربي و قالت " انا اعتذر , كنت منهكة بشدة " , فقلت لها " لا داعي لذلك " , اخذت نيكولس تحدق بالغرفة , و قالت " غرفتك مرتبة ؟ بشكلٍ جيد ! " , ابتسمت و قلت " شكراً " , شربت أول جرعة فارت الدماء في دماغي.. نظرت نحوها و قلت " هذه القهوة , لذيذة جداً " , احمرت وجنتا نيكولس و قالت " شكراً " , ذهبت لأغتسل , دست على البلاط سمعت دقة غريبة .. يا إلهي يجب أن أعالج هذه المشكلة , يجب أن اتخلص منها , مررت امام النافذة المفتوحة , شعرت بنسيم الليل و أصوات ازدحام السيارات المزعجة و المارة , انها مدينة الضوضاء بحق , " محمد اعذرني , لقد اطلعت على بعض ما تكتب .. " قالت نيكولس , نظرت نحوها , متسائلاً " ماذا قرأتي ؟ " , نيكولس تحدق بي , ما الأمر الأن ؟ , قالت نيكولس " كتيب أسود , بلا عنوان , اظنه مجرد خربشات ؟ " , الغريب أنني لا أتذكر شيئاً كهذا ؟ , أي كتيب ؟ و أي خربشات ؟ , انا لا أتذكر ذلك و لكنني سألتها " ما رأيك به ؟ " , نيكولس ليست ممن يحبون الكتابة و لا المطالعة أو النقد و لكنها قالت " رقصة بالية جميلة و حزينة " , حدقت بها .. انا لا أتذكر هذه الخربشات مطلقاً .. و لكن كلامها بكل تأكيد أجمل من تلك الخربشات , قلت لها " اختاري عنواناً يليق بتلك الخربشات ؟ " , شعرت نيكولس بالثناء جلست على السرير و قالت " ما .. رأيك في جَمِيلةُ الْنِسّيانْ ؟ " , همهمت .. و قلت " يبدو جميلاً " !

- ربما , ربما حان الوقت لأفصح عما بقلبي لهذه الفتاة , أما الأن أو كلا , قلت لينكولس بصوت مهزوز " نيكولس .. انا .. انا " , قاطعتني نيكولس قائلةً " محمد ! " , هاه ؟ " ماذا " قلت لها , كان لينكولس وجهٌ عابس و كأنها تشعر بالاسى تجاه أحدهم , قالت نيكولس " محمد .. انت ؟ أكنت مرتبطاً بأحدهم .. أتكن الحب لإحداهن ؟ " , ما هذا السؤال ؟ , هل كنت أكن الحب لأحدى الفتيات ؟ , من الخطأ أن الا أتذكرها ؟ من هذه الفتاة , و لما لا أتذكرها ؟ , ماذا يحصل ؟ , ما هذا الهراء ؟ .. همهمت طويلاً ثم سألتها عن سبب السؤال في البداية فقالت " عندما أطلعت على تلك الخربشات كان من الواضح أن أرى ذلك يبدو أنها قد خلفت بصدرك شقاً لا يضمر ؟ " , فتاة ؟ خلفت بصدري شقاً لا يلتئم ؟ عما تتحدث هذه الفتاة ؟ , شعرت بصداع طفيف , و بشكلٍ غريب طافت بذهني صورة فتاة اناولها رطلاً من اللحم الألم ؟ هل لا أزال أحلم ؟ , كنت أتلعثم بالكلام , قالت نيكولس " و قد كتبت عن شيطان يدعى .. خالد ناولته جرةً زججت فيها انسانيتك ؟ " , ذلك الصداع زاد حدة , هذا الكوب من القهوة لا يجدي نفعاً معي .. عما تتحدث هذه الفتاة ؟ ربما ؟ ربما هذه الخربشات ليست لي ؟ .. انا لا أتذكر أي شيء عن هذا ؟ .. اخذت احدق بذلك الدفتر الأسود .. أهو كتاب سحر ؟ .. سأطلع عليه لاحقاً .. قالت نيكولس " محمد أنا سأخرج الأن .. وداعاً ؟ " , هلمت نيكولس للخروج , اخذت أحدق بها .. يجب أن اتحدث .. يجب أن تعلم ما بخالجي ! .. " نيكولس , انا ؟ " ادارت نيكولس وجهها نحوي و قالت " ماذا ؟ " .. كنت أتلعثم هذه الفتاة تفقدني قوتي حقاً .. شددت أزري و قلت " أن اردت لقياك , اين سأجدك ؟ " .. ابتسمت نيكولس و قالت " أنت تعلم , اين ستجدني" , ابتسمت بدوري و قلت " حسناً " !

- للمرة الأولى افترقت عنها , أخذت أتذكر هذه اليوم الجميل , كان أجمل أيام حياتي , لم اشعر بسعادة كهذه .. منذ أن انبعثت للحياة .. كنت أدندن أجمل المعزوفات , اخذت أفكر حول نيكولس ما سأفعله لأحصل عليها ؟ .. أنا حقاً مغرمٌ بها !
في سريري ذلك الدفتر الأسود الغريب , اقتربت منه , فجأةً و بشكل اكثر غرابة , رأيت منظراً و كأنني أتقدم نحو حافة جرف ؟ .. ما الأمر ؟ .. جعلت أحدق به .. أتأمله ؟ لمن هذا الدفتر ؟ و ماذا يفعل هنا بغرفتي ؟ من تلك الفتاة التي كنت أكن لها الحب ؟ و شقت صدري ؟ .. من انا ؟ .. ربما علي أن تصفحه ؟ لا ضرر في ذلك .. وضعت يداي على الدفتر .. و ثم .. همسات في أذني ؟ أحاديث غريبة ؟ انشودة شيطانية .. ما هذا .. صراخ في أذني !! , شعرت بصداعٍ لا أتحمله , وضعت يداي على رأسي و اخذت بالصراخ كالمجنون .. لا أتحمل هذا .. لا طاقة لي به .. هذا مؤلم بشدة !.. صور عديدة تمر في ذهني .. صور عن حياتي السابقة , عن ماهيتي ! .. كل شيء .. كل شيء .. أنا أتذكر كل شيء ! , انا أتنفس بصعوبة , انا أرى كل شيء , هذه اللعينة ! .. هذه النيكولس ! .. تباً .. تباً لها .. و بصوتٍ من جوف الغضب قلت " فلتمت ! " .

- لم أستطع الوقوف على قدماي , صوت من خلفي " لقد أخبرتك سابقاً .. عليك أن تتخلص من كل ما يربطك بالماضي ؟ و لكنك فقط تحب الاحتفاظ بترهاتك ؟ " , التفت للوراء , خالد .. الشيطان خالد .. و بغضب قلت " أيها اللعين ! " , ضحك خالد و قال " لما الغضب ؟ نعم أنت الأن تتذكر ذلك ؟ " , حاولت الوقوف فسقطت على الأرض ثم و بكل غضب قلت " لقد أمضيت ليلتي معها ؟ لقد نامت في سريري ؟ لماذا ؟ اظنك قلت أنك ستمنحني النسيان ؟ " , اقترب خالد مني و قال " نعم , ألم أمنحك إياه ؟ انت من ذهب إليها؟ .. اليس كذلك ؟ " , أيها المحتال ! , و لكن لماذا نيكولس لماذا ؟ لماذا لا تتذكرني ؟ , قال خالد " أنت تفهم ذلك ؟ نعم لقد طلبت مني الأمر ذاته و في اليوم ذاته .. " , كنت مشحوناً بالغضب و الكراهية .. ابتسم خالد بسمة مريبة ثم قال " محمد , اظنك تكرهني بشدة و لكن انظر لأمر هكذا .. لقد عادت ذكرياتك لأن يداك لامست الماضي , حالما تترك هذا الدفتر ستنسى و ستعود لها , حينها لن تتمكن من رؤيتي , فماذا ستفعل ؟ " .. بكل تأكيد لن أعود لتلك الشيطانة ! .. " لا أريد ذلك , لا أريد أن اعود لها بأي ثمن ! " .. ضحك خالد و قال " أنا أرى الأمر يجري في صالحك .. أنت تتذكر اما هي فكلا .. عليك أن تختار بين قلبك و عقلك ؟ فماذا أنت فاعل ؟ " .. قلت له " سأختار أنا لا أقع ضحيةً لها مجدداً! " , قال خالد " أنت لا تفهم , هذا قدرك في النهاية .. و لكن ألا ترى ذلك ؟ أنت الأن تملك الأفضلية .. انت الأن تتذكر .. فهل .. فهل .. ستبدأ الملهاة مجدداً ؟ " و بصوتٍ يمزق حنجرتي قلت " فلتبدأ و تنتهي المأساة عند المهد و المذبح ! " , شعرت بسعادة خالد , كيف لا , و هو شيطان يحيى على مأسي البشر ؟ ثم قال " كم أحب هذه الجملة ! " .



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 26-03-15 الساعة 08:51 AM
mohammed alsiyabi غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-03-15, 12:21 AM   #14

mohammed alsiyabi
alkap ~
 
الصورة الرمزية mohammed alsiyabi

? العضوٌ??? » 325856
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 19
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mohammed alsiyabi is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

( 6 )

" كلاهما مُرّ "
- هذا غريبٌ حقاً و مثير للشفقة في لآن ذاته؟ .. بالأمس كنت أبتغي النسيان من شيطان , كنت أتوسل إليه , كنت أترجاه في كلِ مرة .. ليمنحني جرعة بسيطة من النسيان.. و اما الأن .. فانا لا اريد النسيان إطلاقاً , لا استطيع فعل ذلك.. سأتشبث بالذكرى بيداي و بقدامي و بأسناني و بفروة شعر رأسي أن كلفني الأمر , سأنغصُ عيشي كما لو أنه لم ينغص مسبقاً .. فأنا لا و لم .. و لن انسى !
لماذا فقط لا استطيع أن ابدل روحي و أتنصل من نفسي كما تبدل الأفاعي جلودها ؟ , لماذا في كل مرة كنت أحاول فيها الهرب بعيداً قدماي لا تأخذني بعيداً سوى بعض انشات ؟ و أما خالد .. الشيطان الوحيد الذي استطعت ابصاره و استحضاره جزءٌ من ورحي و صديقي الأقرب .. خليلي و مخلصي في تلك الوحدة .. في محبسي و زنزانتي في عقلي و غرفتي !
" العاطفة لا تشيخ و تموت , بل تُقتل فقتل "
بالنسبة إلي اصبح الأمر أكثر غرابة و بشاعة .. لا أريد نسيان كل تلك المتعة التي حصلت عليها بسبب نيلكوس و في الآن ذاته لا يمكنني أن اسمح لنفسي باستغلال هفوتها هذه .. لماذا تحتم علي خوض هذا الصراع ؟ , حالتي يرثى لها , ها أنا عدت لذلك الجحيم مجدداً , ذكرياتي السوداء و الرمادية و الأرجوانية , كالجلاميد الصماء تنهال على رأسي ناسفةً كل راحة نعمت بها لوهلة , لم أتحملها سابقاً و لا طاقة بها الأن ايضاً .. عدت ذلك الذابل مجدداً , ذلك الفتى في ثمانيات عمره .
خالد يحدق بي بنظرة غريبة , بكل تأكيد صديقي الشيطان يدرك الحرة التي تعتريني و تغليني , هو يشعر بالاسى و الاسف تجاهي , كلا أعني الشفقة , حرك صمت المكان خالد عندما سألني عن حالي " محمد , هل انت بخير ؟ " , بخير ؟ بخير ؟ , انا أبعد ما يكون لكلمة بخير ! .. لا استطيع المضي قدماً في هذا النسيان المصطنع و لا استطيع العيش دونه , أريد مخدري .. أريد عَقَّاري .. أريد النسيان مجدداً .. و كأنني عشت حلماً جميلاً للحظة عابرة ثم لفظني ذلك الحلم - لربما هو الأن كابوس - لأرطم بالأرض بقوة و اتبعثر , أنا ايضاً بادلت خالد الأمر نفسه ثم سألته " و الأن ماذا ؟ " , أريد نسيان الماضي و ليلة أمس بالأخص , منتزه العشاق , بائعة الورد , عازف القيثارة المجهول و بكل تأكيد كرنفال الجحيم ذاك , بوجهٍ حزين و بنبرة أكثر حزناً قال خالد " عليك أن تفهم , لا يمكنك التنصل من ماضيك , سيلاحقك .. هذا قدرك في النهاية , عليك أن تعلم أن الطريق للخلاص من الجحيم مر و شاق .. و ماذا كنت تظن ؟ " , كنت آمل في الخلاص ؟.. النسيان ؟.. الطمأنينة ؟ , كلا !.. كنت آمل أن أحيا لمرة واحدة .. كم أتمنى لو مت قبل أن اضع يداي على هذا الكراس الأسود !
قال خالد " أنا حقاً اتحرق شوقاً لما ستفعله الأن .. هل ستتقبل هذا النسيان .. لربما علي القول ماذا ستختار ما يريده قلبك أم عقلك ؟ هذا هو رهانك ! " , قلت لخالد " إذا فكل هذا كمسرحية ساخرة بالنسبة إليك ؟ " , نظر خالد في عيني و قال " لقد كانت اراقبك بكثب .. نيكولس ؟ أنت من ذهب إليها طواعيةً لم أرغمك و لم احرضك على ذلك .. لقد كنت فقط تتبع قلبك , و هذا ما قاده إليك .. الألم ! " , ضحكت ضحكة ساخرة ثم قلت " تتحدث بهذا الهراء , و كأنك تفهم معنى الألم ! " , بشكل غريب تغيرت ملامح خالد سريعاً و كأن كلامي لم يرق له , ثم قال خالد بنبرة شاحبة " حتى تصل لإعماق روحك الممزقة ستتذكر .. هوية الشخص الذي حمل إنسانيتك و آلامها بالنيابة عنك ثم قايضك بالسعادة التي تبحث عنها بهوس .. النسيان .. في هذا الدفتر , هذه الخربشات ! " , هذا صحيح ؟ , أنا أتذكر ذلك ؟ , لقد تحدثت عن ذلك سابقاً في أحدى خربشاتي اللعينة هذه .
( لقد أوجدت في داخلي شيئاً سيئاً , مخلوقاً سيخلق لي السعادة , مخلوقٌ سيرشدني للنسيان , مخلوقُ سيكون صديقاً لي , اريده سرمدياً لا يموت , اريده حكيماً , اريده مخلصاً , اريده ظلاً لي .. اريده خالداً , سأدعوه خالد ! )
أخذت احدق بخالد , قلت لخالد بنبرة مهزوزة " حالما لامست يدي هذه الدفتر , عادت إلي ذاكرتي .. هل , هل يمكن أن يحصل هذا لينكولس ايضاً ؟ " , لسببٍ ما لم اكن اريد سماع الإجابة .. هذا الشيطان .. انا اشعر بذلك انه يتلاعب بألآمنا .. و مع من ذلك , خالد لم يكترث لنبرتي و لشغفي لكلمة لا .. باختصار شديد و بنبرة هادئة .. قال نعم ! , لا أعلم ما علي أن أفعل .. حقاً , أن الطريق للخلاص من الجحيم مرٌ و شاق !
خالد يحدق بالدفتر الذي كدت أن أتلفه و أنا أعصره دون شعور , ثم قال " هذا الدفتر , كان غالياً و لا أعجب منك حين لم تسمح لنفسك بالتخلص منه , لقد كان جزءً من روحك , حين فقدت معنى المفاضلة بين الموت أو الحياة .. أتذكر ذلك جيداً , كل لو أنه حصل بالأمس ..تلك الكراهية التي سكنت قلبك و تغلغلت بأعماقك , ذلك الحزن و الغضب الذي تبركت فيه سنيناً عديدة , تجردت من انسانيتك و ألقيت بها من جرفٍ شاهق , حتى حرمت على نفسك السعادة عينها .. فقط كي لا تنسى , ألهذه الدرجة ذنبك لا يغفر ؟ " , ما يقوله هذ الشيطان صحيح , ذنبي لم يكن ليغفر , أنا و هذه الفتاة لا يمكن أن نكون معاً .. يجب أن لا نكون ذلك .. هكذا هم البشر يعيشون تُعَسْ , و كم انتم سعداء يا معاشر الشياطين .. كم تمنيت لو ولدت شيطاناً احيا على مأسي الصنف الأحمق من البشر .. كمثلي !
" الرهان "
- أنا ؟ من أنا .. و لربما علي القول .. ما انا ؟ .. أنا اشعر بذلك بروحي شقٌ لم يندمل .. تباً , اخذت أحدق بذلك الدفتر الأسود .. يمكنني الأن استغلال ضعف نيكولس ؟ .. يمكنني أن أثأر لنفسي أشد ثأر .. فيما ستتعلق يا محمد ؟ بالماضي أم بآلامك ؟ , خالد يحدق بي بنظرة غريبة ثم قال " محمد , فيما تفكر ؟ " , قلت لخالد " خطوتي القادمة ؟ " , قال خالد " إذا فعليك أن تعلم , أنت قد عقدت نفسك بهذا الدفتر .. لم تستطع النسيان , هذا الكراس لطالما كان يذكرك بتعاستك , نيكولس مختلفة .. ما أريد قوله , لا يجب أن يكون أمراً مادية ملموساً لتتذكر نيكولس ! , هذه هي المجازفة التي ستخوضها .. هذا هو رهانك , و ثم , إذا رفضت النسيان الذي منحتك إياه كما تفعل الأن , ثم عدت لطلب النسيان مني مجدداً , فأنني سأقوم بأخذ نصف حياتك المتبقي مرة أخرى ! .. و إذا ما تقبلتما ماضيكما التعيس و قررتما العمل سوياً لإصلاح أرواحكم فلا انت أو هي سيراني مجدداً " , سحقاً ! , انهى خالد حديثه قائلاً " قبل أن تتخذ خيارك النهائي .. أرى من الأفضل أن تتطلع على هذا الكراس , حسناً كان من الجميل العمل معك .. سنلتقي عما قريب " , ثم أختفى خالد , كطيفٍ شفاف .


mohammed alsiyabi غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-03-15, 01:49 AM   #15

mohammed alsiyabi
alkap ~
 
الصورة الرمزية mohammed alsiyabi

? العضوٌ??? » 325856
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 19
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mohammed alsiyabi is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


( 7 )

" بين كل تلك النجوم المتساقطة , نحن سيدمان لا يلتقي بفلكهما "
- بين زوايا هذه الزنزانة – غرفتي – أو عقلي ما يقتلني هو هذا الصمت المطبق , هذا التلبد , لم يكن الصراخ مجدياً و لا البكاء المتواصل لنصف عقد .. من الجيد أن نعود أطفال صغاراً و لربما رضعاً سيكون افضلاً .. حالما أردنا أي شيء ذرفنا بعض دموع التماسيح و مطالبنا تلبى على الفور .. أما الأن فالوضع مختلف , مهما واصلت البكاء أو الصراخ أو حتى العويل .. لن ينصت إليك .. سوى الجدران .. و الجدران لا تفعل شيئاً عادةً .. و عندما انظر لهذا الحزن الذي يقتل كل مظاهر الحياة بدواخلنا بكل قبحٍ و بشاعة .. فنحن لا نطلب له سوى قتلٍ رحيم , و لربما جميل ! .. مزخرف بأجمل الحروف المشكلة .. و في النهاية نعيد نبش كل تلك المشاعر الهشة و المتأججة , تلك المشاعر التي تنهشنا ككلابٍ ضالة حتى نصاب بسعال الكلاب و نمرض بالحزن و لكننا لا نموت , هذا المرض لا يقتلنا , حتى و أن تمنينا ذلك .. هذه المشاعر التي نبشناها كم تمنينا لو غمرناها بإسمنت سريع الجفاف .. !
اتجهت نحو خزانتي , ملازمتي لهذه الغرفة لا معنى له .. اريد الخروج , فتحت باب خزانتي , الغريب إلا ثياب معلقة .. فقط ظلال شاحبة ! , ارتديت ظلاً شاحباً أرجواني اللون و بنطلوناً أرزقاً و وضعت ذلك الكراس الأسود في جيب بنطلوني الخلفي .. ثم خرجت , ليس لدي أي مكان مميز أذهب إليه .. سوى ذلك المتنزه .. أريد أن أعيد ترتيب افكاري مجدداً .. لسببٍ غريب و كأنني قرأت كلمة متنزه بمقبرة ؟ .. هو بحق مقبرة .. لقد متُ هنا .. في وقتٍ ما!
جلست على ذلك الكرسي الملعون , أخرجت ذلك الدفتر الأسود .. ثم فتحت بوابة عظيمة للماضِ , أنا حقاً مصاب بمتلازمة – الا نسيان - .. في كل جملة , سطر , كلمة , حرف .. نقطة , أتذكر ذلك السواد الذي يسكن روحي .. هذه الفوضى , هذا الصراخ و البكاء .. كلا ! سأقولها مباشرةً لن أخشى ذلك بعد الأن . هذا الألم الذي يسكنني , يجب أن تكون هناك نهاية ؟ أليس كذلك ؟ ألا يجب ذلك ؟! .. كل شيء له نهاية حتمية الحياة و الموت , السعادة و الحزن , هناك دوماً نهاية , هناك دوماً سطرٌ و نقطة .. و هوس الكتابة كذلك ايضاً , هذا الطريق المر التي ارتضيته لنفسي , عندما فرشت الشوك و سرت عليها حافي القدمين و لربما اليدين.. لم أرد أن انسى و لا خالد أو ألمي أراد مني ذلك .. حتى الأن ؟!

" التميمة "
- في ذلك الكراس العديد من الترهات و الخربشات و التمائم السخيفة , و منها إحدى ويحات محمد ؟
في تلك الصفحة البيضاء الملوثة بالحبر , مما قرأت :



* * *
كقلبٍ أحمرُ قانٍ , في المحبرِ الأسود يُغَمّسُ
كمنادٍ ينادي ويلَ غَمَجِ الحُزنِ حين يبلعه
كمدانٍ في صليبِ البُعّدِ يُصّلَبُ و يجلدُ
أَيّا قَلّبُ .. أَيّا رُوّحُ .. أَيّا مُحَمّدْ ؟
مَا نَحّنُ نَصّنَعْ ؟
الصُرَاخُ المُدْوِي عَلَىَ الجرحِ لَيّسَ مُدَاوِيا !
أنرحلْ .. أَمْ نَحّنُ بِالفعّلِ رَاحِلُون؟
أنهيم .. أَمْ نَحّنُ بالفعل هائِمُون ؟
أَتَذَكُر .. ؟
فِي ذَلِكَ السهل , فِي تِلّكَ الهَضَبَةْ الأصِيلِية..
حِيّنَ نَفَخّتْ ريحٌ جحيميةٌ روحك .. فَمُّتْ !
حِيّنَ بَصَرّتَ مُوّتاً قَاتِمّاً كَمَا .. وُلِدّتَ ,,
لُعِنّتْ .. و لُعِنّتْ .. ثم لُعِنّتْ ,,
فَاصّمُتْ .. و انّصِتْ .. و انّعِي !
رُوحّاً شُطِرَتَا و للجحيم سُيّقَتْ ..
وارّفَعْ يُمّنَى يديكَ مُقّسِمَاً بِالّوَلاءْ ,,
و أَعُدِكَ بحياةٍ تَمّقُتها كُلَ لَحّظَةٍ ..
مُبَدِلاً وِفّرَ حَظَكِ تَعَاسّةً ..
لَرُبَما تَلّعَنُنِي كَمَا بِرُوحِك تَمِيمَةً أَلْقَيّتُ ..
و لَرُبَما لِخَلَاصِكَ نَحّنُ نَضّرِبُ البَيّضَاءْ
بِالأقلامِ و الأحبارِ, بالمطارقِ و الدِمَاءْ
* * *
ما الذي تحاول كبته ؟ ما الذي تحاول كتبه ؟ , أيها الغائب البعيد ؟ .. لربما ؟ لربما علي أن اتذوق جرعةً صغيرة من الموت لأبصر الحياة .. أهذا ما علي فعله ؟ و لكنني ميت ؟ أنا ميت بحق ؟ .. حقاً أنها فقط مجرد عضلة بائسة لا تنفك عن النبض .. و ما أنا إلا ميت .. حقاً انا كذلك ؟! و لكنني لا أبصر الحياة ؟ و لا الموت ايضاً ! .. حقاً هذا الشعور .. يوجع بشدة و لا طاقة لي به ! , هذا و لم يمضي علي إلا نصف يوم فقط ؟ .. أشعر بالضعف و الحزن يتوغل بداخلي توغلاً شديداً , أريد .. أريد أن أصرخ بوجعي ! , فليعلم الجميع انني موجوع .. أريد أن أمزق حنجرتي صراخاً .. أن أقف على جبلٍ شاهق و أصرخ كما لم يصرخ أبن انثى قط .
هذا الألم لا يرحم , يمزق روحي لأشلاءٍ متفرقة و متعددة .. نشجت , شهقت و قلت " لما كل هذا يحصل لي ؟ " , حقاً لماذا ؟ .. أكنت أستحق هذا ؟ , و فجأة ظهر خالد الشيطان من حيث لا أدري ثم وضع يده على كتفي , - اللعين - , فقط عندما ظهر بحياتي , حلت علي المتاعب مجدداً .. تباً له ! .. كنت حزيناً فكان سعيداً , كنت مفجوعاً فكان مسروراً , و لا أعجب من ذلك , فهو شيطان ؟ , و لا غريب أن يتسلى على مأسي البشر .. و مأسي الحمقى ؟ .. قال خالد ساخراً " ما الخطب محمد ؟ آنت حزين ؟ أتريد البكاء ؟ أتريد منديلاً .. ؟ " ثم دفع كتفي بعنوة و قال بصوتٍ غاضب " انظر ! " , وجهت نظري للأمام نحو اولئك الأطفال الصغار و آبائهم يشبكون أصابع أيديهم معاً , كان منظراً جميلاً , كان منظراً جهنمياً بالنسبة إلي , قال خالد " أترى هؤلاء الضفادع الصغار ؟ و أكياس القمامة الممتلئة تلك ؟ سينقلبون ضدك عند أول فرصة , سيطعنونك , سيجرحونك و يؤلمونك بشدة , سيستغلون هشاشة لحمك و بلاهة عقلك و ركاكة روحك , سيمزحون بشأن جراحك , سيسخرون بشأن آلامك , سيضحكون بشدة بشأن هرائك هذا ! أنت لست بحاجتهم ؟ كل ما تحتاج إليه هذا الكراس الأسود ! , لا نيكولس .. لا البشر , لا الشفقة , لا السخافة .. و كن على يقين , لن يشاطرك أحد ألمك ما لم يكن جزءً من روحك .. فأنا أنت و أنت انا و لكنك فقط لا تفهم ! " , بالطبع فما انت إلا شيطان و لن تقول غير ذلك , على كل حال , عليك اللعنة ! .. و حتى و أن كان شيطان ولكنه على الأقل لديه وجهة نظر .. ملفتة ! في النهاية حين حاولت أن أشاطر حزني , مع حزني – أعني خالد - , رد علي ساخراً ؟ , فرددت عليه لاعناً !

" اعتراف "
- بعد حين , شعورٌ غريب , فجأة انطفئ عامود الإنارة , طرقات حذاء تقترب نحوي , اعتراني الخوف خشيت أن يكون ذلك الحارس , لا اظنه سينسى وجهي سريعاً , إذا ما عثر علي , فأنا على يقين أنه سيقطعني إرباً إرباَ , سيمضغ لحمي الأسود الفاسد و يبصقه .. , باقتراب تلك الطرقات زاد خوفي و خشيتي , و بين صمتٍ و صمت , تحدث ذلك الصوت .. الجميل أو اللعين , نطاقاً اسمي " محمد ؟ " , صوت نيكولس .. ما الذي أتى بها الأن ! .. أجبتها " نعم ؟ " , قالت نيكولس " انت هنا .. إذا ؟ " , و اين عساي أن أكون ؟ , نعم انا هنا .. نعم انا في الجحيم , أن كنتِ تسألين ؟ , جلست نيكولس بجواري , اما الأن فهذا القرب أصبحت لا أطيقه ! .. ارحلي , ارحلي .. كما لو أنكِ لم تحضري .. لم أرد النظر لوجه هذه الغريبة .. هذه الشيطانية نيكولس , كنت متوتراً بشدة .. و حائراً , تتصارع بداخلي آلاف الأفكار , هل أخبرها بالحقيقة ؟ , ام استغل غفلتها ؟ هل أخنقها و أدفنها ؟ أم .. هل أرحل ؟ ام أقترب ؟ .. أين سأصف عندها أم عليها ؟ جبنها أم ضدها ؟ بقربها أم بعيداً عنها ؟ .. كنت احرك قدمي و لربما بعض العرق قد انسال من على جبهتي , اصابعي لا تنكف عن الحراك , أنفاسي حارة .. ما العمل ؟ , قالت نيكولس " محمد ما الخطب ؟ " , تباً ! .. استنكرت الأمر قائلاً " لا شيء ؟ .. انا فقط .. اشعر بوعكة .. من الأفضل أن أرحل .. " , نعم من الأفضل أن أرحل ! , هذا ما علي فعله .. الرحيل , وقفت و لم أنظر لعيني هذه الفتاة .. أمسكت نيكولس يدي .. تباً ؟! .. ما خطبها الأن ثم قالت " ما الخطب ؟ " , نظرت للأسفل و قلت " لا شيء .. أنا فقط " , قالت نيكولس " انظر لعيناني و قل ! " , سحقاً ! , نظرت لعيناها فتلعثمت .. قالت نيكولس " انها تلك الفتاة التي كنت تكن لها الحب , صحيح ؟ " , نعم .. انها كذلك .. انها أنتِ أيتها الساذجة , قلت لينكولس بصوت خافت " نعم .. هي ! " , أمسكت نيكولس يدي الأخرى و قالت " محمد , اظن انه من الأفضل فقط أن تنسى ؟ " , حدقت بعينها و بصوت يتأجج غضباً قلت " أنا لا استطيع ! " , قالت نيكولس " عليك أن تفعل ذلك .. لأنني اكن لك المشاعر ! " , هاه ؟ هراء ! .. تباً , تباً , خالد يتقدم ببطء نحونا و هو يبتسم , لسبب غريبٍ نيكولس لم تشعر باقترابه ؟ , كنت أتلعثم و ما عساي أن أقول ؟ , وضعت نيكولس يداها على عنقي و اخذت تقرب ثغرها من ثغري ! , سحقاً هذه الفتاة ما الذي تفكر فيه .. تباً!




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 07-06-17 الساعة 10:06 AM
mohammed alsiyabi غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-03-15, 02:04 AM   #16

mohammed alsiyabi
alkap ~
 
الصورة الرمزية mohammed alsiyabi

? العضوٌ??? » 325856
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 19
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mohammed alsiyabi is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



( 8 )

" القبلة .. دوماً مختلفة "
- قبلتني نيكولس , قُبلةً مميزة , اعني متغيرة ؟ .. بدأت حلوةً حارةً, ثم تغيرت أصبحت مُرّةً باردة , شعرت و كأن نيكولس قد تخدرت , وهنت للحظة ثم سقطت على الأرض , متزامنةً مع تلك الضحكات الهيستيرية العالية , خالد أيضاً وهن و سقط على الأرض .. من الضحك !.. نظرت نيكولس نحوه و زمجرت قائلةً " أيها اللعين ! " هذا غريب ؟ في السابق لم تكد تشعر بوجوده أما الأن فهي .. تفعل ؟ , هل ؟ هل .. كلا ؟! .. نظرت نيكولس نحوي بكل غضب , رأيت وجهً بكل تأكيد لم يكن وجه نيكولس الذي كنت اعرفه و بنبرة أشد غضباً – أو زمجرةً - قالت " أيها اللعين , الفاسد ! السافل ! " .. يبدو أن قبلتي كان سيئة .. انتهشتني نيكولس من مقدمة قميصي كما تنهش الضباع فرائسها و قالت " أنت كنت تعلم طوال الوقت ؟ أيها الفاسد ! لقد استغللتني ! " , تقدم خالد نحونا و صفق صفقة واحدة و قال " هيا , هيا كفاكما جدالاً , لا داعي لهذا .. أنتما الأن بالغين , كفاكما شجاراً ! " , هذا اللعين ! , نظرت نيكولس نحوه و قالت " لقد وعدتني.. لقد وعدتني بنسيان هذا المتعجرف السافل ! " – أظنها تقصدني انا - , قال خالد " نعم ؟ و هذا ما فعلت ؟ لم أطلب منك تقبيله ؟ " , و بصوت واحد قلنا معاً " تباً لك " , أفلتتني نيكولس ثم نظرت نحو خالد و قالت " و الأن ماذا ؟ " , جلس خالد على الأرض و قال " حسناً , يمكننا أن تسويا خلافاتكما معاً هنا .. أو تنسيا مجدداً ؟ " , قالت نيكولس " ليس هناك ما يمكن تسويته " , أظنني كنت سأقول الأمر نفسه , في النهاية كنا نتفق على أمرٍ واحد .. هه غريبٌ حقاً ؟ .. ابتسم خالد بسمة مريبة و قال " حسناً , هذه المرة مختلفة بعض الشيء , محمد ما أن تفلت كراسك الأسود فأنت ستنسى مجدداً كفرقعة أصبع .. اما نكيولس فهي لن تنسى ! " , ألتفت نيكولس نحوه باستغرابٍ شديد - كانت مستاءةً بشدة , استطيع قول ذلك - , خالد بنبرة ساخرة " هيا ؟ أنها قبلة , يجب أن يكون الأمر مختلفاً بعض الشيء ؟ ألا يجب ؟ " - تغيرت نبرة خالد على حين غرة لنبرة شاحبة و جادة - " إلا أن اختار محمد أن يعطيكِ ما تبقى من عمره و في المقابل .. هو لن ينسى .. إطلاقاً .. الأمر أصبح منوطاً به ! " .

" لن يشاطرك أحد ألمك ما لم يكن جزءً من روحك ! "
- هذا اللعين .. فقط يتلاعب بنا منذ البداية .. نيكولس لم تتمالك نفسها أخذت تشتم خالد و تشتمني انا ايضاً معه ! , خالد لم يكن ليكترث , هو فقط رجل أعمال و الشتائم لا تحرك به ساكناً, ليس هناك أي أخلاق أو فضيلة تعنيه , كنت أحدق بنيكولس صوتها يزاد حده أكاد أرى غضباً جحيماً يتفجر في عينيها الساحرتين , ألهذه الدرجة هذه الفتاة تكره وجودي هكذا ؟ هاتين العينان لا تستحقان الكره و لا الغضب , لا أريد أن أكون سبباً في ذلك , فجأةً و بصوتٍ جافٍ و مخيف قال خالد لينكولس " اصمتي ! .. لقد اكتفيت منك , فما أنتِ إلا وسيلة " , بلعت نيكولس ريقها .. و صمتت , خالد يحدق بعيني , كنت أتساءل ؟ هذا الشيطان الملعون ما الذي يحاول قوله ؟ ما نيكولس إلا وسيلة ؟ عما يتحدث ؟ ما الذي يجري هنا ؟.. خالد ؟ و لكن حقاً ؟ كنت أراه منذ البداية ؟ كنت أميزه كائناً لعيناً .. كان لدي خيار النسيان فقط بترك هذا الكراس الأسود.. اما نيكولس فكلا ؟ لماذا ؟ .. انه يمتحنني ! .. يريد اختباري ! .. هذا هو الرهان الذي كان يتحدث عنه ! , نعم , انا أرى ذلك , أرى تلك البسمة الحزينة في وجه صديقي .. خالد , حقاً أن الطريق للخلاص من الشقاء مرٌ و شاق , ما قاله خالد حينها (سينقلبون ضدك عند أول فرصة , سيطعنونك , سيجرحونك و يؤلمونك بشدة , سيستغلون هشاشة لحمك و ركاكة عقلك و نقاء روحك , سيمزحون بشأن جراحك , سيسخرون بشأن دموعك , سيضحكون بشدة بشأن هرائك هذا ! أنت لست بحاجتهم ؟ كل ما تحتاج إليه هذا الكراس الأسود ! ) , هؤلاء البشر لا يختلفون عنه , هؤلاء البشر .. ايضاً شياطين , انا لا احتاجهم ! و لست بحاجة لينكولس لأعثر على جوهري .. كل ما أحتاج إليه في هذا الدفتر الأسود .. بنبرة جافة قلت لخالد " حسناً , لماذا فعلت هذا ؟ " , نظر خالد للأسفل و قال " ألم تطلب الخلاص ؟ " , ابتسمت بدوري , نعم انه طريق الخلاص .. في النهاية , يجب عليه أن يكون مراً و شاقاً , لقد فهمت كل شيء صديقي.. و بصوتٍ جاف قلت لخالد " حسناً , أظنك قد ربحت رهانك هنا .. مرة أخرى ! .. سأقايضك بنصف ما تبقى عمري لتنسى نيكولس ! " , نيكولس تحدق بي باستغرابٍ شديد , ربما نحن نتشاطر الأسباب نفسها في كره بعضنا و لكن في بلادي إيذاء نيكولس جرمٌ .. جرمٌ لن اسمح له أن يستمر .. جرمٌ سأحاول مسحه , سأحاول مسحه حتى بسعادتي , ابتسم خالد و قال " هذا ما أردت سماعه , لقد أدركت الأمر إذا ؟ حسناً , فلتعلم أن كان هذا ما ستختاره .. فلا أنت ستنسى و لا انت ستحيى ! " , قلت لخالد " حسناً كما تعلم , أنت أنا و أنا انت ! " , لربما سقطت دموع خالد السوداء لتفسد كحل عينيه الشيطانية , في النهاية هو الجزء الذي افتقده .. شطري الأخر .. النصف الذي لن أنساه , ربما لأنه محفور بروحي .. منقوشٌ , كشقٍ لا يندمل !

- هذا الشيطان الملعون خالد , فعلها , لقد انتصر ألمي علي و تملكني مجدداً , ها هو يبرهن لي أن ألمي ما لا يمكن غفرانه و ما لا يمكن نسيانه , تجسد أمامي كشيطان يبكي دمعاً أسوداً كالكحل و يرتدي عباءة سوداء كالليل , لا فائدة , لقد خسرت الرهان و ربحه هو , اتجهت نحو خالد و قلت بنبرة جافة " هيا يا خالد باشر بعملك فلتفعل ما شئت " , كنت مستسلماً , نظر خالد نحوي ثم قال " انتظر , لقد اخبرتك سابقاً .. ذلك المقطع ؟ أتذكر ؟ " , نعم ؟ أنا أتذكر جيداً ذلك قال الشيطان حينها (ستعثر عليه إذا ما اخترت طريق قلبك و سيبقى ضائعاً ما نجحت ) , أظنني اخترت طريق الخاطئ , الطريق السيء .. طريق قلبي .. سحقاً ! , قلت لخالد " نعم , و ماذا في ذلك ؟ " , نظر خالد نحو نيكولس و قال " ما أن تسمعه نيكولس ستغط في نومٍ عميق و ما أن تستيقظ فهي ستنسى مجدداً , و المقابل نصف ما تبقى من عمرك " , قلت لخالد " و لماذا ؟ لماذا ؟ لما لا تلقي عليها إحدى تعاويذك الإبليسية و دعنا ننهي الأمر سريعاً " , قهقه خالد ثم و بنبرة ساخرة قالت " لتحصل هذه الفتاة على نسيانك فعليها أن تتذوق مرارته .. هذا طريقها الخاص " , و قفت نيكلوس و قالت " انتظرا ؟ أنا لم أقل أننــ.." قاطع خالد نيكلوس متهكماً " ماذا ؟ ألا تريدين النسيان ؟! " , حدقتُ بنيكلوس , طبعاً نيكلوس تريد النسيان بأي ثمن ؟ , حتى بنصف حياتي ! , بالطيع فهي لن تمانع , بالطيع فهي ستصمت .. للأبد , لم تنطق نيكلوس بحرف واحد بعدها و جلست على الكرسي كالفزاعة , نظرت نحو خالد و سألته " لقد كنت تعلم ؟ لقد كنت متأكد بأنني سأسلك الطريق نفسه مجدداً , لماذا ؟ " , نظر خالد في عيني و قال " أنت معقودٌ بهذه الفتاة الساذجة , بالطبع كنت أعلم أنك ستسلك الطريق نفسه مجدداً " , قلت لخالد " إذا لماذا ؟ " , قال خالد " نسيانك في بلادي أمرٌ محرم ! " نظرت نحو الأسفل , فهو محق ! , فأنا لن انسى مطلقاً و لن انسى خالد , تقدم خالد نحو نيكلوس و ناولها مسجلاً شيطانياً , و أخرج شريطاً أسوداً عليه ملصق ابيض كتب عليه ( المعزوفة الشيطانية ) , ثم وضعه بالمسجل , أخذت أحدق بينكولس , بدت لي و كأنها قد ترددت للحظة , هل سننسى ألمنا و نمضي ؟ , ألهذا وجودٌ ؟ , الغفران ؟ , الحب ؟ , نيكلوس و أنا ؟ , قالت نيكلوس " محمد .. أنا أعتذر " ثم وضعت السماعة على اذنها , لم أكن اظن ذلك أنا ايضاً .. ربما نحن خلقنا لنحيا معاً و لكننا لم نفعل ذلك , ما أن ضغطت نيكلوس على زر التشغيل , ظهرت تلك التعاليم الغريبة على وجهها , مشاعر الغضب , الحزن , الأسى , الألم .. مشاعر محمد .. لا أتذكر جيداً ما سجلته حينها .. إلا انه بكل تأكيد يقطع أوصال نيكلوس !

" الأميرة النائمة , و الكرسي الملعون "
- هلمت للذهاب قائلاً لخالد " حسناً , أظنك قد حصلت على مطلبك الأن ؟ , انا راحل ! " , جدبني خالد من معصي بقوة و بنبرة جافة قال " أنت لن تبارح مكانك ! " , ألتفت نحوه , هاه ؟ , ثم قلت " ما معنى هذا ؟ " , نظر خالد نحو نيكولس و قال " العرض الحقيقي لم يبدأ بعد ! " , العرض الحقيقي ؟ , عما يتحدث ؟ , ما الذي يريده مني رؤيته ؟ , أمعنت النظر بنيكلوس التي تقلب وجهها تارةً يميناً و تارةً شمالاً , تحاول جاهدةً أن لا تنظر بوجهي و ما أن فعلت ذلك حتى انهمرت دموعها الغزار كسيل منسكب , يدها كانت تنتفض بشدة كمن به مسٌ , و تضم قدميها نحو جسدها و تتكور , و هي تصرخ بوجع , ذلك التسجيل كان يؤذيها بشدة , خالد كان يبتسم .. بسمة غريبة.. بسمة حزينة ! , قال خالد " محمد ؟ هل تشعر بالأسى لأجلها ؟ " , نظرت نحو نيكلوس , ثم قال بنبرة شاحبة " إن كنت تفعل ذلك , فتوقف ! " , نظرت نحوه باستغراب شديد , قال خالد " هي لم تفعل ذلك لأجلك سابقاً .. أما الأن فهي تفعل ! " , أخذت بحدق بينكولس .. حقاً إن الطريق للخلاص من الجحيم مرٌ و شاق ! .. عليك إذاً يا نيكلوس المرور من خلال ألم محمد لتحصلي على نسيانه , هذا الخالد ! , اخرج خالد ضحكة ساخرة , نظرت نحو خالد وقلت " ما سبب هذه الضحكة الأن ؟ " , ابتسم خالد و قال " أتعلم , لعل نيكلوس بعد سماعها لهذا التسجيل .. سترفض هذا النسيان .. فمن الصعب أن تحيى على مآسي الأخرين .. و لكن .. فور انتهاء هذا الشريط فهي ستنسى تماماً .. يالسخرية ! " , حقاً ؟ , نعم , هي مسرحية ساخرة .. ساخرة بشكلٍ مأساوي , بشكلٍ مريضٍ و منحرف , فجأةً نيكلوس تتحدث بشكل مبهم و بنبرة شاحبة " لماذا ؟ لماذا ؟ .. لماذا؟ " ثم اخذت تتهاوى على الكرسي , أظنها كانت تهذي أو ما شابه ذلك , ثم أخذت تتمم بصوت خافت و حزين - كرقصة بالية جميلة و حزينة - " لماذا ؟ لا نتوقف وحسب ؟ " حتى أغشى النوم عليها و سقطت في سباتها عميق , هذه الأميرة النائمة في ذلك الكرسي الملعون , كان من الجميل و من المؤسف رؤيتك هكذا , تقدمت نحو المسجل و أوقفت الشريط , يجب على هذا النحيب أن يتوقف , نظرت نحو خالد و قلت " أما الأن ماذا ؟ " , تقدم خالد نحوي و اخذ المسجل و لف السماعة على المسجل و وضعه في جيبه و قال " من الأن و صاعداً ستترك هذا المكان و لن تعود للظهور في حياتها مجدداً .. لربما ستراها مجدداً ؟, ستشعر برغبة عارمة للتحدث إليها ؟ , ستشعر و كأنك معقود بها بحبلٍ روحي غير مرئي ؟ و لكنك فقط ستمضي وحسب " , نظرت نحو نيكلوس للمرة الأخيرة و قلت بنبرة جافة " ليكن ذلك إذاً " .. وداعاً !

* * *

لم أعلم كم مضى علي الأن , بعض الزمن أو كثير منه , ذلك الشق بداخلي لم يضمر بعد , و لكنني أبذل ما بوسعي , ابتعدت قدر الإمكان حتى و إن كان النسيان أمرٌ محال , حتى و إن كان ذلك يعني أن أتردد منتزه العشاق و أراقب نبكولس تعاود الجلوس على كرسي الشؤمِ ذاك , و كأنها تنتظر قدوم أحدهم .. شخص لن يحضر مطلقاً , ربما لم يداوي جراحي الصراخ و لا السهر المتواصل , و لكن خالد .. خالد هذا الطبيب الجراح الخبير نصحني أن أحاول كتابة قصة جديدة , و كأن بهذا الكراس الأسود شفائي و شقائي , أنا الأن أعمل بنصيحته , أحاول كتابة قصة جديدة , و أسعى جاهداً أن لا أقتل بطلي.. حاولت بشتى الطرق و لكن ذلك لا يجدي نفعاً معي , فعندما قرر البطل الانتحار بجرعة زائدة عندما فقد كل أسباب الحياة ..
كنت منهمكماً بالكتابة في منتزه العشاق – كما اعتدت دوماً - و فجأة صوت من خلفي .. صوت عذب , صوت يجعلني أتخذ قرارات جنونية و ساذجة .. " عذراً , لقد مضى عليك الأن وقتٌ طويل لم تبارح فيه مكانك , ماذا تفعل ؟ " , كانت فتاة جميلة , قلت لها " أحاول كتابة قصة و لكن بطل القصة الأن في اقصى حالات الانهيار , هو الأن بائس و يائس و على وشك الانتحار " , قالت الفتاة " لما لا تدعه يسمع صوتاً عذباً يعرضه عن فعل ذلك ؟ " , أغلقت كراسي الأسود ,
صحيح لماذا لا أفعل ذلك وحسب ؟! , ابتسمت و قلت " و لما لا ؟ " , ضحكت الفتاة و قالت " أنا أدعى نيكولس على ايه حال " .. انا أعلم ذلك .. جيداً .. اسم تيمته بك أمك في عيد زواجها , لأنك قلادة جميلة و عقد لا يمكن فكه , جلست نيكولس بقربي و سألتني عن عنوان القصة , أجبتها " جَمِيلةُ الْنِسّيانْ " .




تمت القصة بحمد الله



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 07-06-17 الساعة 10:12 AM
mohammed alsiyabi غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-03-15, 12:30 AM   #17

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك اخي ومبروك انتهاء روايتك القصيرة

بعد اذنك ننقلها لقسم القصص القصيرة لانها لاتعتبر رواية طويلة حسب قوانين القسم
سعيدين بتواجدك وبانتظار جديدك دوما


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-03-15, 03:04 AM   #18

mohammed alsiyabi
alkap ~
 
الصورة الرمزية mohammed alsiyabi

? العضوٌ??? » 325856
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 19
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mohammed alsiyabi is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك اخي ومبروك انتهاء روايتك القصيرة

بعد اذنك ننقلها لقسم القصص القصيرة لانها لاتعتبر رواية طويلة حسب قوانين القسم
سعيدين بتواجدك وبانتظار جديدك دوما
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ,,
الله يبارك فيك أختي كاردينيا ,,
في البداية أوجه كلمة شكر لك على اهتمامك المتواصل و تعديلاتك لي , شكراً ,,

هذا هو عملي البسيط الأول , اعتذر عن هذه العثرات ,,
في الحقيقة لدي بجعبتي العديد من الأسئلة و الاستفسارات .. سأنتقي وقتاً مناسباً و سأطرحها في قسم الاستفسارات ..

على كل حال .. وضعت العمل في ملف اكتروني ( PDF ) ..
من هنا


mohammed alsiyabi غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-03-15, 02:27 PM   #19

نورالزمان

? العضوٌ??? » 332411
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 251
?  نُقآطِيْ » نورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond repute
افتراضي

........
...........


نورالزمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-15, 05:49 PM   #20

الماضي
 
الصورة الرمزية الماضي

? العضوٌ??? » 108966
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,992
?  نُقآطِيْ » الماضي has a reputation beyond reputeالماضي has a reputation beyond reputeالماضي has a reputation beyond reputeالماضي has a reputation beyond reputeالماضي has a reputation beyond reputeالماضي has a reputation beyond reputeالماضي has a reputation beyond reputeالماضي has a reputation beyond reputeالماضي has a reputation beyond reputeالماضي has a reputation beyond reputeالماضي has a reputation beyond repute
افتراضي

شكراااااااااااااااا جزيلااااااااااااااااااااا ااااا

الماضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.