31-08-15, 11:20 PM | #1931 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| خفق قلبها و هي تهز رأسها بلا تصديق، لكنه أكمل بهدوء... "لم أستطع أن أتركك... عدت في نفس اليوم... لكن في آخر الليل.. ظللت أطوف بسيارتي في المكان إلى أن عدت منهكا لك... " التفتت إليه بلا تصديق ليكمل بذات النبرة المقتولة... "و عندما عدت للبيت أخبرتني المدبرة أنك لست في البيت... بحثت عنك عند الجميع... لكنني لم أصل لشيء... ربما كانوا يعلمون أو لا... إلا أنني وقتها أيقنت أنني خسرت!" لم تره و هو يشد على قبضة يده قبل أن يرخيها... "و ببساطة لم يبقى لي شيء لأحارب لأجله، فرحلت مرة أخرى!!" المرار الذي لا يفهم كيف تسلل للهجته جعلها تستطعمه... دون كلام منه فهمت... جرمه كبير في حقها... لفترة طويلة ظلت الكوابيس تهاجمها من ذاك اليوم... لدرجة أنها لجأت لطبيب نفسي... تركه لها... ظلمه لها... لم يجد في نفسه القوة أن يطلب الغفران... رفعت عينيها لأعلى و هي تقاوم دموعها... رغما عنها عادت تنظر من منظوره... فتاة أذاها... مرة بعد مرة فعل... فتاة عشقها... لكنه يستكثر على نفسه الحق في الحياة... اختنقت لثوان و هي تحاول أن تخرج حرفاً ما... "أنت عدت لأجلي زياد؟؟" هز رأسه مع تنهيدة بسيطة... "لم يعد يهم دعد... أحيانا يكون طلب الغفران ممل... أنت تريدين حريتك مني... و أنا.............." فوجئ بها تقاطعه دون أن تدرك هي ما تفعله... "و أنت صدقاً ماذا تريد؟؟" حدق بها لثوان و هي تلتفت إليه... تنفسهما تصاعد و النعش في داخله انفجر لتبدأ روحه بالتحرر... "و هل أنت قادر على أن تحارب لأجله؟؟" تنفس للحظات و هو يحاول أن يلتف حول الامل الذي يحاوطه من كل جانب... "هل أنا قادر؟؟" أغلق عينيه لثوان و هو يحلم بفرصة جديدة... و بجنون لا يفهم كيف تولد به فوجئ بنفسه يقول... ""(يا دارُ أَقْوَتْ بجانب اللَّبَبِ بين تلاع العقيق فالكُثُبِ حيث استقرَّت نَواهمُ فسُقوا صَوْبَ غمام مُجَلْجِلٍ لَجِبِ لم تَتَلَفَّعْ بِفَضْلِ مِئزَرِها دَعْدٌ ولم تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَب) " خفق قلبها فجأة و هي تستمع للكمات متفاجئة... و دون أن يضيع الوقت و هو يستسلم للأمل أن يحييه... "دعد تعني: من نشأت في نعمة وكسيت أحسن كسوة... و قد يطلق على بعض اناث الزواحف الصغيرة..." اقشعر بدنها للحظات قبل أن يكمل بهدوء... "كالحرباء...... أو الأفاعي..." نفس عميق تسرب منها و هي تحاول ألا ترتجف... لن ترتجف... لكن كلها ارتجف و هو يكمل بنظراته التي تحدق بها في شبه ظلام كما يعشق... "لقد كان فارغاً... أعني أنه لم يكن في الغرفة يومها..." ارتجفت برعب لاحظه ليكمل بسرعة و جنونه يمنعه أن يحتضنها لتطمئن... "لقد كان في الورشة... هناك يقضي البيات الشتوي... لم يكن في البيت كله وقتها... لقد..." شد على نواجده و هو يستصعب اخراج الكلمة... لكنه بتعذيب روحي أكمل... "لقد خدعتك!" ظلت ترتجف غير مصدقة... يا للغباء... لقد كانوا في الشتاء... الشتاء حيث تقضي كل الكائنات ذات الدم البارد البيات الشتوي فيه... و حيوانه الحقير ذا دم بارد مثل صاحبه!... نظراتها مع إدراكها، بدأت تشتعل بقهر و غضب... أتصفعه عشرين صفعة، أم تنفجر تبكي، أم......... أم تدفعه بكل قوتها بشكل فاجئه تماماً ليرتطم كتفه بباب السيارة... "أخرج... أخرج من هنا زياد الصانع... أخرج أيها الوغد اللئيم الخبيث الشرير المخادع المحتال... قلت لك أخرج!" توقفت لثوان و وجهها محمر بكل غضبها الفائت... للحظات ظلت تحدق به بغضب قبل أن تقول بكراهية لأول مرة يلمسها في حروفها... "أيها المخادع... ألا تعلم كم عانيت؟... ألا تعلم كم تعذبت؟... كم مرة كنت أستيقظ على صوت فحيحه و أنتفض و أنا أبحث عنه في كل مكان حولي..." ثم هزت رأسها و صوتها يتهدج بألم شديد و هي ترمش مقاومة دموعها... "أكرهك زياد الصانع... أكرهك من كل قلبي... لن أغفر لك... أبدا لن أفعل..." لم تدري أن يدها اللتان كانتا تدفعانه بكل قوتهما للخارج باتتا تتشبثان به... حروفها التي تشتمه كانت تشكوه إليه... و دون ادراك وجد نفسه يمسك هاتين اليدين و يقبلهما بمشاعر لم يعد تعريفها ممكن... لا يفهم لم أمل كبير توالد داخله بطريقة مجنونة ليحتل مساحات شاسعة من يأسه... أما هي فظلت تنظر إليه و هي تريد أن تبكي... يا ربي كم هي بحاجة لأن تبكي له و منه... بل تنتحب بجنون... تشكوه و تعلم أن به عدلاً ليقتص من ظلمه لها بأقوى الطرق! "هل تذكرين ماذا قلت لي ذات مرة ؟؟" عقد حاجبيها بلا فهم، ليحاول أن يبتسم وسط السواد الذي بدأ يصغر من حوله... "لم يحل الفراغ بعد... أرى هذا بعينيك دعد... أراه بغضبك... برغبتك بالقصاص مني... أعلم أنك للحظات ظننت أنني ميت و القصاص مني حرام... لكنني عدت حياً دعد... حياً و بين يديك!" أغلقت عينيها و هي تتألم بقوة متذكرة كلماتها الأولى و هي تظن أنه يستحق... لكنه لا يستحق... لا يستحق أي حرف قالته... اللعنة... أين هو ذاك الفراغ الذي سيريحها... أين هو الانسحاب القاتل له خارج جسدها... ((ستراني و أنا أبتعد عنك أميالاً... بل متأكدة أنك سترى الحب الذي في قلبي لك يستبدل بالفراغ... و كم أخاف الفراغ زياد، لأنه يعني أنك ستخرج مني... ستنسلخ مني... و رغم كل شيء... أنا أريدك زياد أن تبقى في!)) نعم هذه كلماتها التي ألقتها مرة في وجهه... و لكم تحلم الآن بهذا الفراغ... لكم تتمناه... و قبل أن تنغمس أكثر في أثر كلماته وجدته يتحدث بطريقة فائجتها للمرة الألف... لكنها فعلاً صدمت به و هو يعتدل بقوة في مقعده محدقاً بها... "سكنت حضارة المايا في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حاليا بغواتيمالا، بليز، هندوراس، السلفادور وفي نطاق خمسة ولايات جنوبية في المكسيك مثل: كامبيتشي، تشياباس، كينتانا رو، تاباسكو ويوكاتان. تأسست في البداية خلال فترة ما قبل الكلاسيكية (حوالي 2000 ق.م إلى 250 م)................................ .................................................. ................ .................................................. .................." لحظات مرت و هي لا تحارب أنفاسها المجنونة، التي بدأت تنعش تلك العاطفة المهزومة فيها... أما هو فظل ينظر إليها للحظات بنظرات بدأت تستعيد زياد القديم... هز كتفيه مرة أخرى و هو يقول بنبرة تحدي بدأت تنتعش في جسده... "ها أنت وجدت رجلاً يجيد التحدث عن حضارة المايا... و من يدي... ربما في المرة المقبلة عن الأزتك!" ثم تنهد بمشاعر متضادة تحاول أن تستقوي على الأخرى... "أما لماذا عدت، فقد عدت في المرة الأولى لأنني أملت و لو لثانية واحدة بحقي بالمطالبة بالحياة... أتذكرين دعد كلامك مرة في المكتب..." أغلقت عينيها و هي تسمعه يعيده بحذافيره و نظراته تحولت للأمام البعيد... ((" هل تعلم ماذا أيضا زياد... لقد غيرت رأيي... حينما تعتذر لي سأتدلل كثيراً... سأتعبك كثيراً... سأجعلك تراضيني بكل الطرق... بل تؤلف طرقاً جديدة للمراضاة، لكنني في الآخر سأقبل اعتذارك... لأنني أنا دعد أعذرك... و لأنني أعلم أن حبك يستحق زياد!")) هز رأسه مع بسمة مريرة... "كنت أريد أن أفعل... أقسم لك أنني كنت أريد أن أفعل... كنت أريد أن أعتذر... أدللك و أراضيك... أتقرب منك... أدور حولك... لا أتركك إلا بشبه بسمة تتسع يوماً بعد يوم لتتحول لضحكة... أهديك بقلب صادق وردة... كل يوم وردة... و كل يوم لون... و ربما أزرع معك وردة... لكنك..." رفع رأسه لأعلى مع غصته تطاولت على كل آماله... "لكنك كنت أكثر حنكة مني و رحلت!" لم تستطع أن تظل صامتة لوقت طويل... ظلت صامتة طويلاً لكنها الآن وجدت انفجارها يحل مرة واحدة... "و ماذا كنت تنتظر مني زياد... ماذا كنت تأمل... أن أبقى في بيتي أغزل أثواب حزني لأجلك... أبكيك و أنعاك في كل ركن بالبيت... لست أنت الوحيد زياد الذي كان في حداد... كنت في حداد مضاعف... حداد على أمي و حداد على قلبي... و صدقني كان الوجع مهلك!" التوتر اشتعل فيه مع المرار الذي يحاول ان يقتله... لكنه بحسم تكلم زاجرا كل الدوامات التي تخنقه... "هل تعلمين لم عدت من كالاهاري؟؟" عقدت حاجبيها بلا فهم و هي لا تدرك أنه كان أصلا فيها... "سافرت لأفر... كما في المرة الفائتة... حملت ما بقي مني في حقيبة و غادرت... أردت أن أنسى... قليلاً أنسى، لثوان أنسى... أبحث عن نفسي مخبأة هنالك بين الكثبان... أطارد شيئاً لا أعرفه يوجد به بعض شرارة للحياة... ثم فجأة وجدتك تضحكين هناك... كنت في كل مكان دعد... هل تعلمين معنى هذا... هل تفهمين؟؟" ارتجفت مع كلماته و هو يستدير مرة أخرى ليحدق بها بشوق روحي كامل... "كنت أنت الوحيدة التي بقيت فيّ... لقد تحطمت، لكنك جمعت بعضاً مني و حفظتيه... تركتيه معي لأرعاه... دعد لقد عدت لأن الهواء النقي هناك خنقني، لأنك لا تتنفسيه... عدت لأنني وحيد جداً و قد عشقت الوحدة قديماً، لكنني لم أستطع، و أنا أمني نفسي بأمان أمل وجودك معي... دعد... انا عدت لأنني..... فقط أردت أن أكون قريباً منك حتى لو كنت لست لي!" يا إلهي... لم ترى أو تسمع رخلا مثله... لا تعرف ماذا تقول... لا تفهم ما هي الخطوة التالية... يريدها معه... تعلم ذلك... لكنه يخشى عليها من نفسه... يخشى عليها من أن يؤذيها... يخشى عليها و هي تخشى عليه! متناقض بيأسه و قلقه و أمله و حلمه... متناقض بكامل حروف عشقه! النظرات تترقب الأفواه أن تفتح لما قد يفسد الأمر أكثر... أو ربما تحيي المستحيل... لكن كله كسر مع رنين هاتفها... انتفض كلاهما مرة واحدة و هي تنحني تبحث عنه بين قدميها... لا يدري لم ابتسم و هي ترى المتصل قبل أن ترفعه لأذنها... أيا كان هذا الوغد ليس له نغمة خاصة! "نعم أغيد... أنا... حقاً... لا، لا تغادر... لحظة أريدك في كلمة واحدة..." و لوحت لزياد بعجز، و هي تهز رأسها بلا حروف، قبل أن تقفز من السيارة – وسط عدم فهمه- بخطوات شبه راكضة، متوترة... رأته يقف أمام سيارته و كأنه كان ينتظر شخص ما... "لم يرحل و يتركني!" فوجئ بصوتها المرتجف... "لقد عاد يبحث عني... لكنني أنا من كنت قد رحلت... رحلت عن رجل ذاق الخيانة بأسوأ الطرق!" مال بعنقه و هو يعدل منظاره الطبي، مركزاً معها، لتكمل بصوتها الذي يختنق بانفعالها... "أنت تعرف كل القصة... كل قصتي معه... تعرف كم عانيت لأستقيم من بعده... و تعرف أنني..." أغلقت عينيها لثوان قبل ان تعترف بشجاعة... "تعرف أنني امرأة رجل واحد... لم أحب و لن أحب و لن أنتمي إلا لرجل واحد... و هذا الرجل يجلس في سيارتي ينتظرني..." مازال ثابتاً في وقفته المستندة على السيارة... "أنت خبير... عبقري... تفهم في كل شيء... ترى ما لا نراه... تفهم الناس بنظرة واحدة..."ثم هزت رأسها بعجز و هي لا تدري كيف تصف ما بداخلها... "نعم أنت ترى كل شيء و كأنك ترتقي عنا أميالاً لترى من فوق السحاب الصورة كاملة... كل ما أرديه منك هو كلمة واحدة ، أيا كانت أريدها، و سأفعلها..." ارتجفت لثوان مرعوبة بما تأمل به، قبل أن تطلقها بكل قوتها... "هل تظن أننا سننجح إن عدت له؟!" لأور مرة تراه متفاجئاً و هو يقف بحدة لتكمل بعجالة و هي تعيد خصلة شعر شاردة خلف أذنها... "أعني... هل... بربك أغيد... أنا لا أرى أي شيء... فجأة و بثانية كل شيء تلخبط و اختلط ببعضه... أنا عمياء.. ساعدني... فقط أرجوك أخبرني... و سأتحمل النتيجة أيا كانت..." لحظات طويلة مرت و هو يحدق بها قبل أن يحدق بالسيارة التي يجلس فيها زياد ينظر لكلاهما بنظراته التي عادت تستفيق بالحياة... شبه بسمة ارتسمت على شفتي المدير و هو يقول بهدوء نجح بزرع طمأنينة داخلها... "هل يمكنني أن أتكلم معه؟؟" فوجئت بالكلمة، لكنها هزت رأسها بموافقة، ليكمل بهدوء... "وحدنا". ضمت شفتيها لثوان بتردد و هي تحيد بعينيها لزياد... ثم هزت رأسها بموافقة... *** من الطابق الثاني و حيث الظلام حوله، حدق جابر بالكون أسفله... يده على قلبه الممتلئ بمشاعر لا يملكها... مازالت آثار العملية رغم مرور ثمانية أشهر موجودة... تنفس بعمق و عيناه على دعد التي تركض بين الرجلين... قلبه رغماً عنه خفق... قلبه...... أم قلب شخص آخر؟!... قلب نبض -منذ أول ما ولدت هي، بالحب الأبدي... نفس عميق سرى في جسده و مشاعر غريبة تمر عليه... قبل عدة أشهر كان سيموت... و برحمة من الله قلب امرأة ما لا يعرفها نبض لأجله... قلب يحيه... يعيده لهذه الدنيا... قلب نادر تطابقت جيناته الأساسية الخمس، مع جيناته... قلب أعاده ببساطة -بعدما هلك الأمل فيه- للحياة! و هذا القلب يعشق ابنة صاحبته بكل قوته... أحيانا يشعر بجنون أنه يجب عليه حمايتها... و أحياناً يتمنى فقط أن يحتضنها... أن يكلمها... أن يتغزل بها كما فعل قبل قليل أمام زوجها! اختارها من دون كل الخلق لتكون سيدة حفلته... رأى القفطان فتخيله عليها... لم يكن يعرفها و لا يعرف اسمها... لكنه عندما بحث عن من سُلبت حياتها ليحيى هو، عرفها... عرف ابنة ماجدة التي قلبها في صدره... و من يومها هو مجنون بها... قلبه متيم بهواها... لكن السؤال الذي مازال يحيره... أي نوع من الهوى هو ما يهواها به؟! *** في سيارة تنطلق بهدوء كان رجلاً و امرأة يأملان في الغد... لكن كلهما خشية منه... الفرصة موجودة... و جهودهما ستُبذل فقط لينجحا في هذا الزواج... لكن ليس قبل أن ينال جزاؤه كاملاً! تعلم أنها ستخرجه كما قالت فاتن يوماً من عينيه و أذنيه و قلبه.... بل من أطراف أصابع قدميه إلى آخر خصلة في شعره الذي طال! لكنها ستسامحه... لن تقول أن نفسها صفيت من ناحيته في لحظة واحدة... لكنها ستبذل كل جهدها أن تفعل...لا ليس هي من ستبذل الجهد... هو من سيفعل! فقط بعدما تذيقه الامرين... و يصبر لينال! أما على باب الفندق فكان هنالك رجلاً مازال واقفا... شعور ضعيف بتأنيب الضمر ولد في ثانية و قتل بعدها... عيونه كقطع زجاجية، عكس نظراته الحنون و هو ينصحها أن تعود لزوجها... يخبرها و عينه بعينها، أن زواجها قابل للإصلاح بنسبة جيدة، بل سيصل للنجاح إن بُذل لأجله جهداً مضاعفاً... لو كانت استدارت لمرة واحدة قبل ان تنطلق مرة واحدة لحبها، لرأت التقطيبة القوية المرتسمة على ملامحه. فرحتها و هي تكاد تركض للسيارة في فرصة أخيرة أعمتها عما حولها... ثوان مرت و تمددت لعدة دقائق.. دون أن ينظر لساعته استشعرها جسده بأربع دقائق و خمس و عشرون ثانية... نظرة أخيرة ألقاها على أضواء السيارة الخلفية و هي تختفي، ثم بيد ثابتة أخرج هاتفه... يطلب رقماً ما و بانتظار الرد، مع الطنين الرتيب، عاد ذهنه يستحضر التحذير الذي أوصله للصانع... "زياد الصانع... سمعت عنك كثيراً... رأيت لك صوراً كثيرة... لكنني لم أتمنى حقا أن أقابلك..." هز زياد رأسه بجهل ليتفاجئ بلكمة قوية في صدره... ليس لكمة واحدة بثلاث لكمات متعاقبة بصورة لم يتخيل سرعتها... شهق بأنفاسه مختنقا، مع اللكمات بينما ذاك يتحدث بهدوء شديد... "تنفس بهدوء... الضربة قريبة من مقتل... تعلم أنه في الثقافة اليابانية يوجد في صدر الانسان خمس مقاتل... لو لكمت شخصاً في هذه الأماكن الخمس بتتابع معين، و بأقل قدر من القوة فهو هالك!" شهقة أخرى قوية من زياد بوجهه المحمر اختناقاً... لأول مرة يتألم بهذه الطريقة... فعلياً و لأول مرة يشعر بالموت، بينما الرجل الذي جواره يكمل بهدوء... "لست فاضل... لست حاتم... و حتى لست مهاب... لذلك تعرف أنك لست بحاجة لتهديد مني... ما أريده سيد زياد هو كلمة منك... إن عادت لك المهندسة... كم ستبذل من جهد لتمنحها السعادة التي تستحق..." لحظات أخذها مع محاولته أن يجد الهواء طريقا لصدره... أخيراً خرج صوته رغماً عنه مخنوق... "لا شأن لك..." هز رأسه بهدوء و هو يعود يسأل... "ليس هذا الجواب الذي أريده... امرأتك تنتظر مني كلمة... فقط أجبني... و لا تخف... لن أؤذيك الآن أياً كان الجواب..." الهدوء في كلماته جعل زياد يشتعل مرة واحدة، مع أن صدره مازال محروقاً و كأنه تعرض لذبحة صدرية... "صدقني أيها الحقير أنني لست خائف منك... لا يمكن لأمثالك أن يؤثروا بي، حتى مع حزامهم الأبيض في القتال الياباني... لكن..." نفس عميق أخذه قبل أن يجيب بصدق... "أظن أنني فعلا خسرت فرصتي بالمحاولة!" رغماً عنه شد على نواجده و هو يقول ببرود مشمئز... "لا يوجد أحد يخسر فرصته سوى الموتى اكلينيكيا، و بما أنك أمامي تتنفس و تعيش و تأكل و تؤدي كل وظائفك العضوية دورها، إذن أظن أن بإمكانك الجواب..." ثم نظر إليه نظرة شاملة دارت في كل جزء تصله عينيه قبل أن يرفع حاجبه... "إن كنت رجلا ًحقيقياً رغم كل ما فات، فأجبني... هل أنت قادر على أن تكون قدر المسؤولية و تتحمل كامل عواقب أفعالك لتسترد زوجتك، أم...." و باستفزاز متعمد مع ملامح وجه مستخفه نظر إليه... "أم أنك فقدت في طريق بحثك عن ذاتك، رجولتك!" لا يفهم حتى الآن و بعد عشر أعوام لاحقة، لن يفهم كيف ألجم قبضتيه أن تنطلق في وجه هذا المجنون... لكن نضجاً غريباً عنه يزوره كل مائة عام مرة جعله يرد ببرود... "رغما عن مائة حقير من أمثالك أنا رجل..." ابتسامة أغيد المستخفة جعلته يكمل بصرامة... "و رغم أنك لا تستحق الجواب فسأخبرك لأنها فقط المعنية..." أخذ نفساً عميقاً، كتمه لثوان، قبل أن يخرجه ببطء، ثم رد بهدوء واثق، و بطريقة ما صدقه لمس أغيد... "كل ما بقي في سأكرسه لأرضيها... بكل قواي سأراضيها... فقط لترضى أن تمنحني فرصة لأعتذر!" و ابتسم بهدوء شديد و كأنه شهد رضاها بعد كل محاولاته الافتراضية المجنونة... "و بعدها سأعطيها كل ما فيّ من طاقة لأسعدها... فقط هذا سيكون الهدف!" . . . جلس على الرصيف و النبض في الهاتف مازال مستمراً، بينما كلمات ابن الصانع مازالت تدور في دوامات تفكير عقله... و بمفاجأة لقواه على سيطرته لنفسه برزت ملامح دعد الراجية أمامه... شد على شفتيه بقوة و هو يكره هذا الشعور... يكره الضمير الذي لا يتفاهم مع، أن الغاية تبرر الوسيلة... لم يعتدل و لم يهتم أنه لم يشعر بأية عاطفة مع سماعه لصوت لا يطيقه يرد على اتصاله... "علاء ياسين... من معي؟؟..." لثانية واحدة بل في أقل تجلت أمامه كامل الخطة... الحفل... الصديق... العقد... الزوج... الزوجة... النصيحة و التحذير... المكسب و الخسارة... و لثانية أخرى، أغلق عينيه قبل أن يفتحهما بنظرات جليدية و هو يتحدث ببرود... "لقد فعلت ما طلبته... جعلتها تعود لصديقك، و تمنحه فرصة أخيرة... و الآن حان وقت إيفاء شقك في هذه الصفقة..." رغما عنه ضغط على كرتي عينيه، قبل أن يكمل بسخرية من الوضع كله... " يا أخي!" *** تمت بحمد الله... 30-8-2015 | |||||||||
31-08-15, 11:35 PM | #1932 | |||||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء وكاتبة وقاصة وساحرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام
| الف مبروك حبيبة قلبي ختام رائعتك بكل معنى الكلمة عقبال مانفتتح معك الجزء الثاني قريب ان شاء الله | |||||||||||
31-08-15, 11:39 PM | #1933 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| تمت بحمد الله الرواية... امممممم مش عارفة غير أقول اني أشكر فعلا كل قارئ مر على الرواية... كل قارئ بدأ و ما كمال، و كل قارئ بدأ من النص... و الأكثر القراء الي عارفين انفسهم بدأوا من الاول للآخر... فعلا تسلموا لي غالياتي و تسلموا على تواجدكم الدائم، و دعمكم المستحيل... من ناحية تانية أحب أشكر الغالية لامي، أو @لم يعد بهم هيك اسمها على الفيس، للمشورة الفانونية... جد طلعت الها قرووووووووووووون و هي بتعيني... و الصديقة الغالية sarah adel abdullah@ و اللي ساعدتني أني ألاقي أفضل طريقة لقتل ماجدة... برضو غلبتها كتير... و أشكر كل متابع صامت هون أو على الفيس بوك... و أتمنى من أي قارئ بيمر على الرواية يعطيني رأيه بنقد أو تقييم... و لمرة أتمنى ما تكون الأخيرة... نورتوني... | |||||||||
31-08-15, 11:42 PM | #1934 | ||||||||
نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| الف الف مبروك ختام روايتك ياامونة دي الخاتمة بحالها مجموعة قصص أغيد-علاء جابر مهاب-لين -اميرة دعد-زياد بانتظارك لاتطولي الغيبة علينا | ||||||||
31-08-15, 11:44 PM | #1935 | ||||||||
نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| من اصعب اللحظات .. لحظة تفتح بها عينيك بعد انتهاء حكاية ما .. او مرحلة ما .. لتكتشف ان كل العمر الذي مر بك في تلك الحكاية .. مر كالحلم ؟ #شهرزاد_الخليج | ||||||||
31-08-15, 11:45 PM | #1936 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| معلش النت هيشلني انتظرومي قريبا مع الجزء التاني من الرواية ببطولة علاء و أغيد و جابر و هيطل علينا مهاب و لين... و من هنا لهيك وقت إلى اللقاء... | |||||||||
01-09-15, 12:35 AM | #1938 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 22 والزوار 9) emanaa*, ديما4, shatoma, smile as you can, nairouz mohammed, تراتيل الامل, safy mostafa, hager_samir, امه الرحمن4+, توته الاموره, بسمة الثغر الاولى, اغلى ناااسي, مهرة..!, عفاف 137, shammaf, ebti, ام ياسر., hidaya 2, موزة الحبوبة, ام غيث هلا و الله بالجميع... ههههههههههههههه اي شي تشبوه قهوة شاي لمون نسكافيه اممممممممم ايسكريم عادي كله موجود... | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|