11-12-07, 04:41 PM | #1 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| 133- قريبا ياملاكي - ان هامبسون - ع.ق - (كتابة/ كاملة **) قريبا ياملاكي آن هامبسون عبير قديمة 133 هي ذاتها رواية سجينة الغجر لأن هامبسون اصدار دار الكتاب العربي الملخص لا يأتي الحب على أجنحة من حرير.. بل يجئ كدفق صاخب يجتاح القلب و يأسره و في شباك الأسر قلما يفكر المحبوب في الخلاص من قيود أقوى من الفولاذ و عندما قامت ( لين) برحلتها الى ايرلندا..لتنفض أرهاقات العمل الطويل بين الربوع و البحيرات و الجبال لم تكن لتصدق ان رحلتها ستتحول إلى كابوس مرعب...و سجن حقيقي مؤلم. فقد تصادف ان تعطلت سيارتها بقرب من مخيم للغجر..و أفلتت بمعجزة من الغجري المتشرد القذر..لكنه طاردها في الغابة و سجنها داخل عربه قذرة ..و اجبرها على الزواج على طريقة الغجر.. و باتت الفتاه الرقيقة الجميلة أسيرة السجن و المعاناة و الألم لكن الحب تسلل إلى قلبها المحزون...و لم تفلح في مقاومته..!! رابط الكتاب وورد رابط الكتاب pdf رابط الكتاب txt التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 16-03-15 الساعة 04:19 PM | |||||||||||
12-12-07, 09:46 AM | #6 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| غابة الغجر كانت السيارة تسير على مهل الطريق الساحلي تجلس خلف مقودها فتاة جميلة تتأمل روعة المشهد الطبيعي هضاب خضراء تمتزج أطرافها برمال الخليج الصغير الذهبية و تحجب قسما منها أشجار عالية مورقة. كانت لين سلدن تنوي قضاء العطلة في ايرلندا الجنوبية برفقة صديقة لها لكن صديقتها اعتذرت عن المجئ فقررت لين المضي في رحلتها وحدها. انتقلت من انجلترا إلى ايرلندا بحرا وبذلك تمكنت من شحن سيارتها على الباخرة نفسها. أمضت الفتاه إلى الأن عشرة أيام رائعة تتنقل في ارجاء ايرلندا الخضراء الساحرة . جمال الطبيعة انساها وحدتها فلم تكن تتذكر ذلك الا عند رجوعها في المساء إلى الفندق لتخلد إلى النوم. وبعد ان امضت لين يومها في مدينة دونيغال استعدت للعودة على الفندق الواقع في اطراف المدينة لتتوجه في الصباح الباكر جنوبا نحو دانليرى حيث ستستقل الباخرة بعد ايام عائدة على انجلترا. اوقفت السيارة إلى جانب الطريف و اخرجت من حقيبتها خريطة المنطقة عيناها تحدقان في الخريطة في حين ان فكرها شارد في امور اخرى و خاصة في عرض الزواج الذي تلقته قبل اسبوعين من زميلها في العمل توماس انه شاب لطيف و مهذب لكنه لا يتمتع بأية جاذبيه لا بل هو كما وصفته احدى زميلاتها بليد و مثير للضجر وعدته لين بالتفكير جديا في الامر لانها بدات تشعر بالملل من العيش وحيدة فلا باس بفكرة الاستقرار مع رجل طيب رقيق لبناء عائلة صالحة. الى جانب ذلك هناك سبب اخر يجعل لين تأخذ في الاعتبار عرض الزواج و هو شعورها بالأسف نحو توماس الذي فجع خيانة زوجته له و انفصالهما بالطلاق وجدت الفتاه معاناة قواسم مشتركه مع ما تعرضت له حياتها العائلية تمتعت ليت بطفولة سعيدة بين والدين محبين و في منزل وافر الامان لكن والديها انفصلا عن بعضهما و هي لم تتجاوز بعد السبعة عشر ربيعا بعد ما وجدا ان طريق كل منهما يختلف عن طريق الاخر و خلال ثلاث اعوام تزوجت امها من رجل امريكي و هاجرت معه الى امريكا كما ان والدها تزوج من سيدة اقنعته بالهجرة الى استراليا و هكذا اصبحت لين وحيدة و هي في العشرين و تعيش دون عائلة لذلك قررت ان تجد الرجل الذي ينتشلها من عذابها و يقاسمها حياة هنيئة. ايكون هذا الرجل توماس؟؟ سؤال لم تجد له بعد جوابا شافيا تنهدت و هي تقود السيارة و في طريق فرعي ضيق محاط بالاشجار العالية بعد ان توغلت بضعة كيلو مترات وصلت الى غابة كثيفة تقع في وسطها بحيرة جميلة يقوم قربها مخيم للغجر وجود جماعات الغجر في ايرلندا امر مألوف اكثر من وجودهم في انجلترا غريب ام هؤلاء القوم يتنقلون من مكان الى اخر لا يحبون الاستقرار كبقية البشر يبحثون عما لا يجدون فيستمرون في التجوال. فجاة اذ تجاوزت السيارة اولى عربات الغجر اصدر المحرك صوتا قويا ثم توقف ترجلت لين من السيارة و التف حولها عدد من الاطفال الفضوليين ثم تقدمت منها غجريتان فيما هي منهمكة بالنظر على المحرك تحاول عبثا معرفة سبب العطل و برز من بين الجميع شاب اسمر اللون عارضا المساعدة رفعت لين عينيها لترى شاب طويل مفتول العضلات اسود العينين اجعد الشعر نظراته ثاقبه ارعبتها فبلعت ريقها من الخوف. قالت له اخيرا:- - تعطل محرك سيارتي. - هل نفذ منها الوقود؟؟ اومات لين بالنفي و اجابت: - الوقود فيها اكثر من كاف00 وجدت الفتاة نفسها تحدق لاحظت تعاليا و غطرسة في هذه الملامح يجعلانه مختلفا عن بقية قومه فالغجر عادة اناس بسطاء متواضعون علمهم الفقر ان الخضوع هو الوسيلة الوحيدة لكسب ارزاقهم. - بما ان الوقود متوافر لا اعلم سبب الداء. نحن نستعمل الجياد لا السيارات لذلك خبرتي في محركات ضعيفة جدا كل ما يمكنني فعله هو ارسال احد على المدينة لاحضار ميكانيكيا. هذا لطف كبير منك , لكنني سأتدبر الأمر وحدي فلا داع للأزعاج0 هز الرجل كتفيه علامة عدم الأكتراث , لكن لين كانت تدرك انه كاذب من خلال نظراته الشغوفه و الفاحصة. و لانها لمحت شابا يتوجه على حصانه نحو المدينة ليحضر ميكانيكيا0 شعرت بالحرج و هي واقفة بين هؤلاء الغجر0 فبدأت تتمشى حتى ابتعدت عن المخيم في طريق موحش تحيط بجانبيه خضرة عذراء تبدو من خلالها مياه البحيرة مرآه تنعكس على صفحتها بفرح أشعة الشمس الذهبية. و بينما هي تتأمل شاعرية المكان و سحر وجوه الغامض سمعت وقع خطى تتقدم منها على مهل فارتعدت علمت انه الغجري الاسمر تراءت لها اشياء كثيرة مرعبة اذ رأته يقترب منها بكل ثقة و خانتها شجاعتها حتى كادت تصاب بالاغماء. تحدث الشاب بنبره آمره: - انت انجليزية اليس كذلك؟؟ ظننت في البدء انك اميركية. توقف عن الكلام و اقترب من الفتاه عضلاته القوية يبرزها قميصه الاسود الضيق و (( غجريته)) يدل عليها الشال الاحمر القذر الملفوف حول عنقه لو اراد فنان رسم متشرد لوجد فيه النموذج الامثل ارتجفت لين لتراودها فكرة الفرار و لكن الغجري لم يدع لها الفرصة لتجد منفذا تقدم منها بغته و اطبق على ذراعها دافعا اياها الى مكان كثيف الاشجار خلال ثوان صارت بين ذراعيه القويتين. صرخت بأعلا صوتها: - ايها الوحش!! لم يابه الرجل لكلماتها بل طوقها ضاحكا و كان مقاومتها تزيد لعبته اثارة و بينما هم يهم بطرحها ارضا داس احدهم على غصن يابس فسمع صوت انكساره عاليا التفت الرجل و هو يزمجر غضبا لتظهر فتاه غجرية جميلة يتطاير الشرر من عينيها:- - الم تشبع من افعالك القبيحة بعد؟؟ دع الفتاه و شانها ايها الوقح!! ذهلت لين لاطاعة الرجل الشرير اوامر الغجرية من دون نقاش و ما كاد يحرر يدها المليئة بالخدوش حتى اطلقت ساقيها للريح. جلست لين تفكر في كيفية افلاتها من قبضة الغجري الاسمر و لحسن حظها وجدت اتوبيسا اقلها على الفندق في المدينة و من هناك اتصلت هاتفيا بجراج للسيارات فتكفل الميكانيكي باصلاح السيارة و جلبها في اليوم التالي بعد ان تبين ان العطل كان بسيطا للغاية. سارعت لين بعد ذلك على مغادرة المنطقة و ساهم انتقالها بين الطرقات الجميلة على نسيان الحادثة الاليمة فاستعادت روحها المرحة و رغبتها في اكتشاف المزيد من ايرلندا. | |||||||||||
12-12-07, 09:47 AM | #7 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| وصلت على منطقة تدعى لاف كوريب حيث وجدت المشاهد رائعة تحبس الانفاس الجبال المراعي الواسعة البحيرات الغابات ..كلها مناظر خلابة تسحر الالباب تمتع العين و النفس و ترحب بانسان المدينة التعب لينفث في رحابها الهموم وصلت على واد اخضر تبحث عن مكان تمضي فيه ليلتها ووفقت في العثور على المكان الملائم مزرعة صغيرة يستقبل اصحابها النزلاء في جناح خاص مقابل مبلغ القليل من المال. اوصلتها المراه صاحبه المزرعة الى غرفتها البسيطة النظيفة و اطللت لين من النافذة لتشاهد المنظر الجميل و الجبال تكسوها الغابات الكثيفة ثم لاحظت مدخنة بعيدة في وسط جبل اخضر. سالت لين المراة و هي تشير الى المدخنة:- - هذا بيت في الجبل؟؟ اظن اني رأيت مدخنة. - نعم هذا قصر السيد دوغى. لاحظت الفتاة تغير في نبرة المرأه التي تابعت تقول: - السيد دوغى هو مالك كل هذه الاراضي و قد ورثها عن والده الذي كان الحاكم الاقطاعى للمنطقة بناء فخم تحيط به حدائق رائقة. - هل يسمح للجمهور بزيارة الحدائق؟؟ - نعم الابواب تفتح للزوار يومي الثلاثاء وو السبت. - اود لو سمحت يا سيدتي ان احجز هذه الغرفة ليومين. - امرك انسة سلدن بامكانك حجزها المدة التي تريدين هنالك اشياء كثيرة يمكنك القيام بها في هذه المنطقة باستطاعتك مثلا اذا كنت تجيدين ركوب الخيل استئجار جواد من مدرسة الفروسية و التوجه الى الغابات. اعجبت لين بهذه الفكرة فهي لا تزال تجيد الفروسية التي تعلمتها ايام الطفولة. انطلقت لين ظهر السبت صوب الحدائق قصر دوغي و بعد ان سلكت بسيارتها طريقا منحدرا وصلت الى سفح التلة التي يقوم عليها القصر و بدات بالصعود نحوه الى ان بلغت سورا كبيرا في وسطه بوابه مفتوحة يقف بجانبها حارس يرتدي ثيابا انيقة. دخلت الى موقف مخصص لسيارات الزوار بعد ان دفعت مبلغا صغيرا يذهب الى الاعمال الخيرية. اخيرا وجدت لين نفسها تتجول في هذه الجنة اينما نظرت وجدت جمالا و بهاء ممرات تظللها اشجار سخية برك ماء صغيرة تغطيها الزنابق جداول تتدحرج بين الصخور تعلوها جسور خشبية صغيرة مكسوة بالنبات المتسلق تماثيل بديعة وسط نوافير المياه و تشكيلات من اجمل الزهور و ازهاها توقفت لين مرارا لتقرا اسماء الاشجار و الازهار النادرة فتحت كل مجموعة وضعت لوحة صغيرة فيها شروحات موجزة عن النوع كما قرات على احدى اللوحات ان شرفات الجهة الجنوبية من القصر صممتها السيدة موريل زوجة الكونت دوغى حاكم المنطقة في القرن التاسع عشر. وصلت لين خلال تجوالها غالى حديقة مليئة باشجار الزيزفون و شجيرات اخرى اجنبية مستوردة من القارة الأميركيه 0حديقة اقل ما يقال فيها انها فاتنه جعلت الفتاه تنسى كل شي و تعتبر ان العالم تقلص كثيرا ليصبح هذا المكان الخلاب الذي لا موطئ قدم فيه الحزن او لهم لم تتمكن من كتم شعور بالحسد تجاه مالكى القصر و تمنت لو تكون مكانهم. حان وقت العودة الى الفندق و تساءلت لين: كيف يتمكن سكان القصر من حبس انفسهم في الداخل عندما تفتح الابواب للزوار. فيما هي متوجهه الى البوابة الرئيسية لاحظت لين مجموعة من الزوار ملتفين حول نافذة من نوافذ القصر تقدمت منهم يدفعها فضول الاكتشاف فسمعت الحوار الدائر بينهم. قالت السدة المتوسطة العمر: - هذه اللوحة تمثل والدته. علقت السيدة الاخرى: - لقد كانت رائعة الجمال. - من المؤسف انها اقدمت على هذا العمل! - يقال ان علما اسود رفع على شرفات القصر بعد الحادث. - و ما معنى ذلك؟؟ - معناه انها اعتبرت ميته بالنسبة لعائلتها بعد العار الذي سببته لهم. - قيل انها ماتت بعد ذلك بوقت قصير اليس كذلك؟؟ - ماتت و هي تضع طفلها. - و هل تعهد اهلها الطفل؟؟ - البعض يؤكد ذلك - لكنه اصبح مالك القصر و سيد الأراضي الان رغم كل ما حدث - السيد دوغى عثر على هذه اللوحة و امر بوضعها هنا ليعيد الاعتبار الى والدته المنبوذة - يا لها من قصة محزنة! كم يبلغ دوغى من العمر؟ - اعتقد انه اصبح في الثلاثين. - هل هو متزوج؟ - لا هناك اشاعات كثيرة عن علاقة تربطه بممثلة سينمائية كبيرة لكنها اخبار ملفقة لا تمت الى الحقيقة بصلة يقال عنه انه يؤمن بالحب من اول نظره و عندما يجد ضالته المنشودة سيتزوج فورا - اتمنى لو استطيع رؤيته لانه كما سمعت شاب باهر الجمال - ما يميز غيره من الرجال هو قصته الحزينة - ما هي القصة الحقيقية التي وقعت لامه.. انا لا اعرفها كاملة - يقال انها هربت مع.... لم تسمع لين من القصة اكثر من ذالك لان المجموعة ابتعدت عنها باتجاه قسم اخر من الحديقة نظرت من النافذة داخل القصر حيث علقت اللوحة المعنية فرات رسم امراه رائعة الجمال ترتدي فستانا من الحرير الازرق و على بساطته لا يخفي وجهها نظرات ارستقراطية واضحة في العينين الزرقاوين شفتاها الورديتان ترسمان ابتسامة السعادة و البراءة من المحزن انها ماتت عند الولادة خرجت لين من الحدائق و هي تفكر بهذه القصة التي لم تتمكن من معرفة كل فصولها شعرت بفضول كبير لمعرفة الحقيقة و للتعرف الى صاحب القصر الذي انقذ لوحة والدته لينقذ شرفها الضائع. | |||||||||||
12-12-07, 09:47 AM | #8 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| في الصباح التالي استعدت لين للرحيل بعد ان سددت الفاتورة ووعدت بالعودة الى المزرعة في رحلتها المقبلة الى ايرلندا توجهت الى مدرسة الفروسية حيث تركت السيارة في موقف خاص و ترجلت لتستاجر حصانا قررت ان تقوم بنزهه صغيرة على الحصان في ذهابها الى منطقة جديدة ووقع اختيارها على فرس قوي - هل هذا الحصان هادئ؟؟ اجابت الفتاه المسؤولة عن الاسطبل: - فونيلا افضل حصان عندنا و انا واثقة من انك ستفتقدينه كثيرا عندنا تنتهين من جولتك. حدقت الفتاة في لين جيدا و تاملت الوجه الرقيق و الشعر الاسود الطويل المعقود بشريط ابيض كما اعجبت بالقامة الرشيقة و خصوصا بالساقين الطويلتين و الخصر الضامر لاشك في ان لين فتاه جميلة تجذب الرجال و تدير رؤوسهم... بعد قليل كانت الفتاه الانجليزية تمتطي جوادها في الغابة التي ارشدتها اليها فتاه الاسطبل حيث يمكنها التجول بحرية و حيث لا خطر بان تتوه لان اللافتات منتشره في الغابة خصيصا لارشاد المتنزهين. كانت اشعة الشمس الساطعة تنفذ من بين اوراق الكثيفة بحياء مضفية على الجو الداكن اشراقه من السحر وومضة من الغموض - يا الهي! كانني بالجنة! ضحكت لين مسرورة لأنها تتمكن من الكلام و التفكير بحرية مطلقة في هذا المكان كان العالم اصبح ملكها لا ينازعها فيه احد. - حسنا يا حصاني الجميل لنرتح قليلا هنا. ربطت الحصان الى شجرة ووقفت تتأمله يلتهم العشب الطري بنهم. اجفلت لين عندما سمعت صوتا غريبا و اخذت تحدق حولها لترى مصدر الجلبة و شعرت بان احدا يراقبها في هذه الغابة الموحشة تلفتت فلم تسمع الا خفقة ورقة صفراء يحملها النسيم. فجاة سمعت صهيل حصان فاقتربت من فرسها و حلت الحبل بيدين مرتجفتين و قبل ان تستطيع الانطلاق بالفرس و الابتعاد اقترب منها حصان يمتطيه......الغجري الاسمر تجمد الدم في عروقها لما رات الغجري امامها....كيف استطاع الوصول الى هنا من مخيمه البعيد بهذه السرعة لا يعقل ان يكون جاء على حصانه لان المسافة بعيدة الى حد يجعل مستحيلا لابد انه استعمل وسيلة اخرى ثم من أين اتى بهذا الحصان الاصيل الذي لا يمكن ان يملكه غجري فقير؟؟ رفعت عينيها الى وجهه لاحظت اشياء لم تلحظها فيه عندما حاول الاعتداء عليها بعد تعطل سيارتها قرب المخيم رأت الى جانب وسامته مسحة ارستقراطية نبيلة و شيئا من اللباقة و الاستعلاء يده الممسكة باللجام بدت انعم تدل على انه لم يقم بعمل يدوي في حياته حتى ثيابه تبدلت لم يتخل عن قميصه الاسود لكن الشال الاحمر المتسخ اختفى لحل مكانه شال اخر نظيف السروال الممزق تغير ليصبح سروالا انيقا...لا شك انه سرق الحصان و الثياب و لكن كيف تبدلت يداه من يدي متشرد الى يدي ارستقراطي نبيل وقف الغجري يحدق فيها باستغراب كانه فوجئ بوجودها. حطم جدار الصمت و اخيرا يقوله: - صباح الخير. اخذت لين تحسب فرص الهرب و جسمها الرقيق يرتعش خوفا و غضبا نظرت الى الممر القريب الذي يوصلها الى مدرسة الفروسية و بخفة لم تعهدها في نفسها من قبل قفزت الى الحصان و السوط في يدها انطلقت بسرعة وكي تعاقب الغجري على فعلته و لتؤخر اللحاق بها ضربته بالسوط على وجهه و ضع الرجل يده على خده الدامي و قد ارتسم على وجهه ذهول كبير. - تستحق اكثر من ذلك ايها الغجري المتشرد! كيف تجرؤ على التحدث الي؟؟ عد الى قومك ولا تتحرش بالناس المتمدنين! قالت لين كلماتها هذه وهي منطلقة على حصانها تحثه بضربات خفيفة من قدميها على الاسرع في العدو اخذت تخترق الغابة بسرعة عمياء و خوفها يتعاظم مع اقتراب حوافر جياده منها اذا تمكن من اللحاق بها سيقتلها و يرميها في الغابة! ازداد هلعها لهذه الفكرة و لم تعد تدري ما تفعل لتخرج من الورطة المميته فهذا الحصان يقترب منها اكثر فاكثر و صاح فيها الرجل: - توقفي! استمرت لين في العدو باسرع ما يمكنها لكنها ضلت الطريق بسبب ذعرها الشديد و لم تجد ممر الخروج من الغابة فصارت تصرخ بأعلى صوتها: - النجدة!! النجدة!! دب التعب في حصانها فخفت سرعته في حين ان حصان الغجري الجبار ما انفك يدنو منها. - توقفي و الا اوقعتك عن الفرس. تجاهلت الفتاه اوامره باحثه دون جدوى عن وسيلة للافلات. - دعني و شاني! ارحل عني سابلغ رجال الشرطة. توسلات و تهديدات لن تجدي نفعا مع هذا الرجل الشرير و اخيرا صار الغجري بمحاذاتها فبذلت المستحيل للصمود فوق فرسها المتعبه0 مال الرجل و خطف من يدها اللجام اجبر الفرس على التوقف ثم نزل عن حصانه و انزل لين عن حصانها شعرت انها سجينة نظراته الغاضبة ووقفت عاجزة عن الحراك. رفع الغجري يده الى خده الدامي يتحسس الجرح العميق الذي سببته ضربه السوط - هل هو حصانك. - لا استاجرته من مدرسة الفروسية. هز الرجل راسه و كانه يعرف المدرسة ثم اخذ يحدق في الفتاة لثوان مرث ثقيلة كأنها الدهر قبل ان يقول: - لا خوف على الحصان انه يعرف طريق العودة الى الاسطبل و ضرب فونيلا ضربتين خفيفتين فبدا بالعدو حتى اختفى عن نظر لين بعد قليل. - من أين انت؟؟ - انا انجليزية و جئت الى ايرلندا لامضي اجازتي السنوية...انزل في مزرعة قديمة من هنا. هز الرجل راسه كانه يعرف المزرعة كذلك. - قلت انك في اجازة فهل يعني هذا انك بمفردك؟ - تمام انا اجوب البلاد بسيارتي التي تركتها في موقف قريب من الاسطبل. واصل الرجل طرح الاسئلة وواصلت لين دون ان تدري مدى خطأها في اعطاء معلومات يجب ان لا تطلعه عليها و لم تعي ذلك الا عندما سمعته يقول: - انت وحدك هنا... و عندما سالها لما ضربته بالسوط اجابت لي وفي صوتها نبرة الازدراء: - لأنك و جنسك حثالة المجتمع و رعاع القوم! سرعان ما ندمت لتهورها و طيشها اذ رات في عيني الرجل عاصفة من الغضب و نية على ارتكاب عمل شرير اقترب منها و زمجر: - حثالة المجتمع و رعاع القوم؟ ستدفعين ثمن كلماتك غاليا. و بسرعة حملها في قوة و رمى بها على ظهر الحصان ثم قفز خلفها و انطلق مسرعا نحو عمق الغابة. | |||||||||||
12-12-07, 09:47 AM | #9 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| تساءلت لين عما ينوي الغجري فعله بها و لكنها لم تفلح في تصور مصيرها يعزز ذلك الغضب اقرب الى الجنون يسيطر على خاطفها ازداد الحصان توغلا في الغابة و لين تكاد تصاب بالاغماء و الرجل ملتصق بها تحس بنفسه يلفح عنقها و هو يقود الحصان بسرعة كبيرة اخذت ترتعد كورقة خريفية و هي تسال نفسها عما فعلته لتستحق هذه النهاية السوداء اخيرا قرر الرجل التنازل عن صمته فأعلن: - نحن ذاهبان الى المخيم - المخيم... اي مخيم هذا. قهقة الغجري عاليا يتلذذ يخوفها و اجاب: - الا تعلمين ان الغجر يعيشون في مخيمات؟ - ستندم ايها الحقير على عملك لان رجال الشرطة سوف يرمون بك في السجن! كانت تعلم في قرار نفسها ان كلامها لا يرهب الرجل فالغجر (( محترفون)) في الخروج على القانون ولا يهابون السلطة القانون الوحيد الذي يحترمونه هو ان الغاية تبرر الوسيلة و ان مصلحة القبيلة يجب ان تكون الاهم بغض النظر عن أي اعتبار واصلت لين بالرغم من ذلك تهديدها لعلها تنج في العثور على نقطة ضعف في الغجري: - تكون احمق اذا اعتقدت ان بامكان الافلات من قبضة العدالة الاختطاف جريمة يعاقب عليها القانون بشدة!. لم يعلق الرجل بشئ وظلا صامتين حتى وصلا الى المخيم حيث انتشرت عربات كثيرة نظرت الى الوجوه التي تنظر اليها فلم تتعرف الى احد من الذين راتهم عندما تعطلت سيارتها كما لم تجد تلك الفتاه التي انقذتها يومها من الغجري لعلها تعيد الكرة الان. تعالت الصيحات الترحيب للغجري: - اهلا بك يا رادولف! - ما هذه الغيبة الطويلة؟؟ - اخيرا عدت الينا. نشأ لدى لين انطباع بأن الغجري لا ينتمي الى مخيم معين خصوصا ان هذا المكان ليس المكان نفسه الذي شاهدته تقدم من الغجري رجل كهل قال: - رادولف ليس من عادتك... اسكته رادولف باشارة من يده و لكن الكهل تابع: - ما حدث لوجهك؟؟ الدماء تسيل منه بغزارة! عندما رأت لين الجميع يلتفون حول رادولف و علامات التعجب بادية على وجوههم سمعت بعض الكلمات الانجليزية لكن معظم الكلام باللغة الغجرية التي تجهلها اوضح رادولف الامر لقومه بلغتهم و نظراته مليئة بالحقد تصب نارها على الفتاة المصابة بالذهول مطبق 0 امسك الغجري بخصرها و انزلها عن الحصان فتعالت ضحكات من حولها و كان القوم يستعدون لمرح أت ولاثارة توفرها لهم ضحية جديدة يتسلون بها.. زادت الدماء المتجمد على وجه رادولف من رهبة شكله وجعلته يبدو مجرما اكثر و اكثر ايمكن ان تتوقع رحمة من انسان كهذا لا يهتم الا بارضاء غرائزه لا يعرف المثل و المبادئ التي تؤمن بها المجتمعات المتحضرة حاوت الفتاة الا تفكر بما ينتظرها لكن الرؤى السوداء كانت تغلف ذهنها كغمامة داكنه تمنت لو انها تموت! فالموت ارحم من العذاب القابع وراء الساعات المقبلة...تمنت لو ان يدي رادولف الجبارتين تلتفان حول عنقها الغض و تعصران منه اخر نقطة حيا... انصرف رادولف الى الحديث طويل مع الرجل الكهل سمعتهما لين يتلفظان ببعض الاسماء اولا بوريل وو غيرها و فهمت ان الكهل هو اولاف و انه و رادولف يتحدقان عن بوريل و لكنها لا تعلم ما اذا كان بوريل اسما لامراه او لرجل حدقت الفتاه في وجه رادولف لتجد الاضطراب و القلق الشديدين باديين عليه في حين كان اولاف يتنهد من وقت الى اخر و يزم شفتيه بامتعاض ما هو الحديث المهم الدائر بين الرجلين؟؟ سؤال لا يمكنها ان تجيب عليه قبل ان تفهم هؤلاء القوم. بعد ذلك بدا القوم يوجهون الاسئلة الى رادولف فيجيب عليها باقتضاب و الاولاد الحفاة ذو الثياب البالية يحملقون في ثيابه النظيفة و الانيقة بانبهار. نظر رادولف الى لين فعاد الى عينية لمعان الشر و بلمح البصر حملها بين يديه وسط ضحكات الجميع الى عربه ارشده اليها اولاف صاحت لين في الغجر: - هذا الرجل خطفني!! ستحاكمون جميعكم ان لم تساعدوني! نظرت حولها تبحث عن احدهم يتعاطف معها فلم تقع الا على وجوه ضاحكة و نظرات ساخرة لا امل اذن بان يساعدها احدهم فالجميع وحده متماسكة و الافراد يتعاونون حتى على اعمال الشر0 ادخلها رادولف إلى العربة ثم خرج بسرعة بعد ان اغلق الباب بعنف. في هذه العربة لن يتدخل احد لانقاذها. عليها ان تواجه وحدها الرجل الذي يبدو زعيما او ملكا على قومه يذعنون لمشيئته بدون نقاش اغرورقت عيناها بالدموع فساعة العقاب حلت شرعت تبحث في العربة عن وسيلة للخروج من سجنها الصغير مكان قذز فيه اريكة و طاولة مستديرة مع بعض الكراسي العتيقة في الطرف الاخر سرير ضيق و على الخزانة كتب قديمة ووضع مصباح زيتي يغطيه غبار سميك كأن احدا لم يشغل هذه العربة منذ وقت طويل فالقذارة المنتشرة في ارضها و على محتوياتها لا توصف. | |||||||||||
12-12-07, 09:48 AM | #10 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| في خلدها تدور اسئلة كثيرة من هو رادولف بالحقيقة؟؟ من هو بوريل الذي تحدث رادولف و اولاف عنه بكثير من الجدية؟؟ لكن السؤال الاكثر اهمية و الحاحا يبقى: ماذا سيكون مصيرها؟؟ | |||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
28 الثأر ان هامبسون عبير (كتابة/كاملـة)** | Fairey Angel | روايات عبير المكتوبة | 388 | 04-12-24 09:44 PM |
133 - قريباً ياملاكي - آن هامبسون - ع.ق | حنا | منتدى روايات عبير القديمة | 1258 | 02-11-24 09:26 PM |
89- جرح الغزالة - آن هامبسون - ع.ق ( كتابة / كاملة) | أمل بيضون | روايات عبير المكتوبة | 819 | 01-11-24 10:31 PM |