آخر 10 مشاركات
وغنى الهوى .. ليلى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          ظلال الياسمين *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : ميس ناصر - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أهدتنى قلباً *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : سامراء النيل - )           »          محاصرة مع المليونير الجزء الأول من سلسلة عائلة المافيا للكاتبة Jules Bennett.الفصل 18 (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ملجئي و سُكْناي- دُعا محفوظ (الكاتـب : دُعا محفوظ - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سؤال ما هي أجمل عشر روايات قرأتها ؟؟ (الكاتـب : لامارا - )           »          أشفق عليك !! (الكاتـب : الاسود المغرمه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-11, 07:11 PM   #1

~sẳrẳh

إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~sẳrẳh

? العضوٌ??? » 1678
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 15,447
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي كتابة القصة القصيرة


جميع القصص الجيدة تحتوى على بداية , منتصف , ونهاية , وبعض القصص تنتهى أحيانا فىنفس موقع بدايتها .

حسنا فقبل أن تبدأ الكتابة .. اجلس مع نفسك قليلا وأمعنفكرك فى بداية ومنتصف ونهاية قصتك

جاهز الآن للكتابة ؟ تناول قلمك وأوراقك , أو افتح ملفا جديدا للورد على جهازك ... وابدأ العمل

--->الشخصية الرئيسية :-

عما تتحدثقصتك ؟

كل قصة تبدأ بشخصية رئيسية , قد تكون حيوانا , انسانا , أو شيئا ما , قد تكون أى شىء تريده , اذا كنت تهوى الرسم والتصميم فاجعل شخصيتك الرئيسية شيئاتهوى رسمه دوما

أبدأ بتوجيه الأسئلة التالية الى نفسك :-

-
من هوالبطل الرئيسى بين شخصيات قصتك ؟
-
ما الذى يحبه أو يكرهه ؟
-
ما هى ملامحشخصية بطل القصة ؟
-
كيف يبدو الشكل العام للبطل ؟

عندما تشرع فىالإجابة على الأسئلة وتحصل على معلومات , فاصنع دائرة على الورق وضع

اسمالشخصية بداخلها , ثم ضع الخصائص المميزة لهذه الشخصية بشكل خيوط تنبعث من الدائرةالى الخارج بشكل شعاع

ربما تحتاج لرسم صورة كرتونية تقريبية لشخصيتك لتعرفكيف يبدو شكلها .


--->
التجهيز :-

أين تقع أحداث قصتك ؟

يتعين على كل قصة أن تحدثبمكان ما , وعلى أية حال فتجهيز موقع الحدث قد يكون له تأثير قوى أو ضعيف بمجرياتالأحداث بالقصة

وجه لنفسك الأسئلة التالية :-

-
أين تقع أحداث قصتك؟ فى الفضاء , فى الصين , فى فناء منزلك , أم فى مكان من إبداع خيالك
-
متى تقعأحداث القصة ؟ بالماضى , بالحاضر , أم بالمستقبل
-
هل التجهيزات المحيطةبالأحداث تساعد فى إظهار وتفعيل ملامح شخصية البطل ؟
-
كيف يكون للتجهيزاتالمحيطة تأثير على المشكلة الرئيسية التى تواجه البطل ؟



--->المشكلة : -


ما هوالتحدى الذى يتعين على بطل قصتك مواجهته والتصدى له والتغلب عليه ؟

عندماتقدم لبطل قصتك مشكلة ليقوم بحلها فأنت تبعث الحياة الى القصة , حاول أن تجعلالمشكلة معقدة ضخمة وصعبة الحل .. لاحظ أن حيرتك فى ارتداء ملابسك واختيار اللونالمناسب ليست بالمشكلة العسيرة .. ولكن اختيار لون السلك المناسب الذى ينبغى عليكقطعه لإبطال تفجير قنبلة لهى من أكبر المشاكل..

استعمل الصراعات بقصتك ... والصراع يعنى أن أحدهم أو شيئا ما يحاول منع بطل قصتك من حل المشكلة .
ولكىتجعل قصتك أكثر تشويقا فكلما تعددت محاولات البطل فى التغلب على المشكلة وفشله كانهذا أفضل وأكثر متعة وإبهارا .

اسأل نفسك الأسئلة التالية :-

-
ما هىمشكلة البطل الرئيسية ؟
-
هل المشكلة ضخمة وصعبة بحيث أنها ستحتاج لوقت القصةكله لحلها ؟
-
هل يلعب باقى أبطال القصة دورا فى خلق المشكلة وتفاقمها ؟
-
هل التجهيزات المحيطة بالقصة تؤثر على حجم المشكلة ؟
-
ما هى الخطوات التىيتخذها البطل فى محاولة حل المشكلة وفشله فيها ؟


--->الحل :-

كيف يستطيع البطل فى النهاية حلالمشكلة ؟

لابد أن تنتهى القصة بنهاية مرضية .... وأفضل النهايات عندما يوشكالبطل على التسليم بعجزه والإستسلام لكنه ينجح فى الدقيقة الأخيرة فى التوصل لحلالمشكلة قبل وقوع المأساة
ليس ضروريا أن تكون مأساة عميقة بالطبع فقط يكفىالتخلص من صراع القصة وهذا يجعلها شيقة وممتعة .

ارجع الى الرسم التخطيطيالذى وضعناه للبطل ولاحظ هل يوجد من بين ملامح وخصائص شخصية البطل ما يمكن مساعدتهفى حل المشكلة ... سيكون جيدا جدا لو أمكن أن تتحول صفة سلبية فى شخصيته الى أداةقوية تمكنه من حل المشكلة ..

اسأل نفسك الأسئلة التالية :-

-
كيفيتمكن البطل فى النهاية من حل المشكلة ؟
-
هل بالإمكان أن يستعين فى حلها بقوتهالذاتية ؟



--->أسرار كتابة قصةجيدة :-

-
أطلق لذهنك العنان وكن مبدعا خلاقا .
-
لا تحاولكتابة القصة وتنقيحها جزءا جزءا بل أكتبها كاملة مرة واحدة أولا ولا تجعل المحرربداخلك يعمل قبل أن ينتهى الفنان بداخلك من عمله .
-
فكر فى قصة أحببتها .. ماالذى أعجبك فيها ؟ هل يمكنك تحديد البطل الرئيسى والتجهيزات المحيطة والمشكلة وحلها؟
-
الكتابة تعنى اعادة كتابة فالنسخة التجريبية الأولى .. الدرافت .. لن تكونأبدا هى افضل النسخ , اكتب وعدل مما كتبت حتى تشعر بتمام الرضا عن العمل , غيرالأحداث وردود الأفعال كما تشاء ولا تتقيد بنص سابق الى أن تصل بقصتك الى افضلتكوين لها .
-
اكتب عن اشياء تعلمها وليس معنى ذلك أن تتقيد بما يحيط بك .. فمثلا لو كتبت قصة تدور أحداثها على سطح القمر فاقرأ وتعلم خصائص سطح القمر .

-
وأقوى سر فى كتابة القصة هو ... الممارسة ثم الممارسة ثم الممارسة .


أنت الآن تمتلك المكونات لصنع قصة جيدة وقصيرة

ولها عدت انواع اشار الاستاذ عبد الله النصر الينا باحد المواضيع التي تشملها
أما أهمالفنون الأدبية المرتبطة بالقصة القصيرة/ الأقصوصة ارتباطا وثيقا فهي الحكايةوالمقامة والخبر والرواية القصيرة والرواية الطويلة والمسرحية والملحمة. وهذهالأنماط يربط بينها الأشتراك العام في البناء الحدثي والشخوصي والحبكة والحواروالسرد والعقدة والحل/ لحظة التنوير والزمان والمكان. وربما هذا الاشتراك الواسعوالعميق بين هاتيك الألوان الأدبية الإبداعية هو سرّ التداخل الكبير فيما بينما وماينجم عنه من اختلاط كان مدعاة لهذه التوطئة التفريقية التي تهدف إلى تحقيق الفصلأوفكّ الارتباط بينها على هذا النحو الآتي:

القصة القصيرة/ الأقصوصة
فهما مصطلحان لنوع أدبي واحد ينبغي أن يقوم على أقل مايمكن من الأحداث/ حدث واحد يتنامى عبر شخصيات محدودة أو شخصية واحدة حاسمة، وفيإطار محدود جداً من الزمان والمكان حتى يبلى الصراع ذروته عند تأزم الموقف وتعقيدهلتأتي من ثمّ لحظة التنوير المناسبة معزولة عن المصادفة والافتعال دون اشتراط الحجمأو الطول الذي ينبغي أن يكون محدوداً بطبيعة الحال. ووفق هذا التحديد التعريفي يمكنأن تكون "المقامة" أقرب الأنماط الأدبية التي تعتمد على القصّ أو الحكى إلى القصةالقصيرة/ الأقصوصة لاعتمادها على حدث محدد مـتنام وشخصية واحدة حاسمة/ البطل أوالراوي، وحبكة دقيقة وزمان ومكان محددين، وأن خلت من التركيز والتكثيف لتبنّيهانمطا خاصا في البناء يقوم على البديع والشعر وفقا لطبيعة البيئة والظروف التي ولدتفيها بكل معطياتها الثقافية والفنية المتميزة، بصرف النظر عن نمطيه الحدث والشخصيةوالحبكة المتكررة فيها تبعا للغايات المتعددة التي أنشئت من أجلها المقامات كما هومعروف.


أماالحكاية أو الحدّوتة
فهي تختلف عن القصة القصيرة في تعدد الأحداث وتنوع الشخوصوتبادين الأزمنة والأمكنة واتساعها اتساعا يخرجها عن إطار الأقصوصة وإن اتفقت معهافي تقنياتها الفنية المتعددة: الحبكة والسرد والحوار والعقدة والحل، دون أن تكونالخرافة والأسطورة عاملا رئيسا في التفرقة بينهما. ولعل أهم ما يميز هذا النمطالأدبي الإبداعي أنه تسوده روح الشعب، وتشيع فيه أحلامه وآماله وطموحاته وآلامهوثقافاته، حتى يمكن أن يعدّ النمط الأدبي المعبر عن وجدان الشعب وروحالجماعة.





~sẳrẳh غير متواجد حالياً  
قديم 04-04-11, 08:07 PM   #2

~sẳrẳh

إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~sẳrẳh

? العضوٌ??? » 1678
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 15,447
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي مسابقة القصة القصيرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


للإشتراك أضغط
7
7
7
7




~sẳrẳh غير متواجد حالياً  
قديم 04-06-12, 05:03 PM   #3

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,556
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي القصة القصيرة جداً ق.ق.ج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جمعنا لكم ماكتب عن القصة القصيرة جدا في المنتديات الادبية ..



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 04-06-12, 05:05 PM   #4

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,556
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اقتباس:
'' مكونات الإبداع في القصّة القصيرة جداً ''


القصة القصيرة جداً very short story بدعة فنية في إطار فن القصة. و أقول بدعة ، لأنّها شيء مستحدث . إذ لم تظهر في عالمنا العربي كفن و كتابة إلا في تسعينات القرن الماضي . و لكن استطاعت بسرعة أن تجد لها مكانا تحت الشمس، و وسط الزحام . بل استطاعت أن تملك مريدين و مريدات ، و معجبين ومعجبات. و قد تكون الفن الوحيد الذي لم يجد معارضة من المحافظين ، إلا ما لا يكاد يذكر .

ربّما لأنها ولدت مكتملة ، و إن كان البعض يحاول أن يجد لها مسوغاً للوجود في العصرالحاضر و متطلباته : من سرعة و ضيق للوقت، و كثرة الهموم اليومية التي تصرف الإنسان عن مطالعة النصوص الطويلة .... و يحاول البعض الآخر أن يبحث عن جذورها في التراث العربي سواء منه المعاصر أوالقديم . بغية إثبات شرعيتها في الوجود . كاعتبارها امتداداً طبيعياً لبعض كتابات رواد السّرد العرب و بخاصة كتاب (المستطرف في كل فن مسظرف) للأبشهي ، و كتابات نعيمة ، و جبران خليل جبران في كتابه (المجنون) و بعض كتابات نجيب محفوظ في سنواته الأخيرة ... تماماً كما حدث في الشعر الحديث في الأربعينات و الخمسينات حين رُفِض من طرف شعراء الكلاسيكية . فمال الطرف المدافع لإثبات وجود جذور الشّعر الحديث في الموشحات ، و البند ، و النثرالشّعري لجبران ، و الشّعر المنثور لأمين الريحاني ، و توشيحات المهجريين والشّعرالمرسل لعبد الرحمــن شكري...

و لكن ـ عموماً ـ القصة القصيرة جداً وجدتْ لها مكاناً في الكتابة السّردية . وأصبحت تستقطب رواداً في الكتابة القصصية . و مهتمين دارسين في مجال السّرديات و التّحليل و النّقد رغم قلتهم ، في العالم العربي .

و تبعاً لذلك ، ينبغي أن نتعرف أولا على هذا النوع من الفن السّردي ، من خلال خصائصه . و نتساءل عن مبدعيه و مميزاتهم .
فالقصة القصيرة جداً عمل إبداعيّ فنيّ . يعتمد دقّة اللّغة ، و حسن التّعبير الموجز ، و اختيار الّلّفظة الدّالة ، التي تتّسم بالـدّور الوظيفيّ fonctionnel و التّركيز الشّديد في المعنى . و التّكثيف اللّغوي الذي يحيل و لا يُخبر . و لا يقبل الشّطط ، و لا الإسهاب ، و لا الاستطراد، و لا التّرادف ، و لا الجمل الاعتراضية ، و لا الجمل التّفسيرية .... و يستهدف المضمون الذي يقبل التّأويل ، و لا يستقر على دلالة واحدة . بمعنى يسمح بتعدّد القراءات ...و وجهات النظر المختلفة ...

إذاكانت القصة القصيرة جداً بهذه المواصفات، فحتماً لن يكتبها غير متمرس خبير باللّغة . قاص بارع في البلاغة : متقن للّغـة المجازية langage figuré متنبه لكمياء الألفاظ ، و فلسفة المعنى ، و عمق الدّلالة . قاص لا تتحكم فيه حلاوة الألفاظ ؛ فيقتنصها لحلاوتها ، بل لما يمكن أن تخدم به السّياق المقتضب . قاصّ لا يغتر بالقصر المجمل لقصره . أو الإسهاب المطول لإسهابه ، و لكن يهتمّ بالمعنى على أن يقدَّم بنسق لغوي فنيّ في غاية من الاقتصاد . ليمكن القارئ الشّغوف بفن القصّ القصير، أن يقرأ داخل اللّغة intra - linguistique لأنّ القراءة السّطحية، لا تجدي نفعاً إزاء هذا النّوع من القصّ .إذ لا بد من قراءة ما بين السّطور القليلة . و خلف الكلمات المعدودة . فهناك لغة التّضمين homonymique

و إذا كانت القصّة القصيرة جداً و صاحبها كما رأينا ، يبقى من الضّروري أن نقول صراحة ، إنّ هذا الفن ليس من السّهولــة في شيء. لكن كم هو سهل على من يستسهله ، فيكتب جملا تدخل في إطار ما يعرف بالكتابة البيضاء écriture blanche التي لا تدل إلا على اللاشيئية nullité ويعتقد أنّه دخل صرح القصة القصيرة من بابها الواسع . إلا أنّه ينبغي أن نقول :إنّ رواد هذا الفن في عالمنا العربي قلة قليلة . أمّا الكثرة الكثيرة ، فهي من تكتب خارج دائرة هذا الفن . و تعتقد نفسها ـ في غياب النّقد و المتابعة ـ أنها داخل الدّائرة .

أعتقد ـ جازماً ـ أنّ الذي لم يزاول كتابة القصّة القصيرة والقصّة ، و الذي لم تتوفر فيه بعض من الصّفات الآنفة الذّكر . فهو كاتب يبحث له عن اسم في فن لا يعرفه. و في لغة لا يحسن سبكها ، و صياغتها، لأنّها لغة السنتمتر وأقل .و لغة التكثيف الفني . و هذا يدعونا لنوضح ذلك قليلا :


1 ــ التّكثيف: عملية ضرورية في مجال القصّة القصيرة جداً . و لا أكتم أنّني ؛ حين أقرأ نصاً : منفرجاً ،منفتحاً،بلغة إنشائية بسيطة وعادية ...ما يعرف بالإنجليزية natural langage أو حين أجد الفائض اللّغوي الذي لا يخدم النّص في شيء ما يعرف l'inguistic redundancy أتضايق ، وأشعر أنّني أقرأ كلاماً عادياً ،لا صلة له بالفن ، فبالأحرى القصّة القصيرة جداً. و هذا لا يعني أنّ التكثيف وحده يضمن نجاح القصّة ، بل هناك عناصر أخرى لا بدّ منها . و إن كان ليس من الضّروري أن تكون كلّها موجودة في النّص . بل ظروف الكتابة ، و معطيات النّص، و الحالة النّفسية للمبدع .... كلّ ذلك يساهم في إظهار عناصر، و احتجاب أخرى... .

2 ــ الرّمـــز : الرّمز أداة و وسيلة و ليس غاية . و هو يوظف بعناية في كلّ عمل فني : في الشّعر، في القصة ، في الرواية، في الرسم التشكيلي ، في النّحث ،في المعمار، في الرّقص .... أستطيع أن أعمّم و أقول: الرّمز يسكن الحياة كلّ الحياة .
و الرّمز كوسيلة حين يوظف فنياً ، يغني النّص ، و يحمله على الاختزال . و يلعب دوراً جليلا في منحه بعداً ، ما كان ليتأتى بلغة واصفة مباشرة ... و لكن له ضريبته الباهظة ،إذ يجعل النّص للخاصّة بل أحياناً لخاصّة الخاصّة ، فماذا سيفهم القارئ العادي البسيط، أو المحدود الثقافة إذا وجد في قصيدة أوقصة ... رموزاً كالتالي : تموز tammuz أدونيسadonis عشتار ishtar الفنيق phoenix سيزيف sisyphus إيزريس isis أوزريس osiris....و القائمة طويلة من الرموز الإغريقية و الفرعونية و الإنسانيــــــــة عموما ...لاشك أنّ هذه لا تقول شيئا حتى ـ ربّما لبعض المثقفين ـ و من تمَّ كانت الرمزية كتابة نخبوية ، أو تجعل النّص نخبوياً .
و لتبسيط الرمز و جعله في المتناول . ترك بعض الأدباء الرموز العالمية ، و لجؤوا إلى ابتداع رموز لغوية اجتماعية معروفة أو قد تعرف من سياق النّص ، سواء كان شعـــــراً أو قصّة .و لكن الرّمز الذي يوظف توظيفاً فنياً : يرفع قيمة النّص إبداعياً ، و يثريه دلالياً ، و يحمل القارئ بعيداً ، إلى فضاءات لا يمكن أن تحددها الكلمات العادية ، أو التراكيب الواصفة البسيطة ...

3 ـ الحجــــــــم : أمّا من حيث الحجم ، فهناك خلاف كبير.
فحين أقرأ ما كتبته نتالي ساروت من قصص قصيرة جداً في كتاب بعنوان (انفعالات)،أجد القصة عندها طويلة نسبياً دون أن أقول : و رقة . و لكن حين أقرأ للقاص و الروائي الكبير ارنست همنغواي ،أجده قد كتب يوما ً قصة قصيرة جداً في خمس كلمات و هي : (للبيع، حذاء أطفال، غير مستهلك )، وأن بعض المواقع الأدبية أعلنت عن مسابقات للقصّة القصيرة جداً بشرط أن تكون كلماتها محصورة بين كلمتين إلى ثلاثمائة كلمة . بل و أجد رأياً آخر يحصر القصّة القصيرة جداً في 60 كلمة و ينصح الكاتبَ لكي يحافظ على المجموع (60) كلمة أو أقل ينبغي أن يضع (60) سطراً مرقماً على أساس أن يتضمن ـ أثناء الكتابة ـ كلّ سطر كلمة . و في هذا خلاف .....
فالقصة القصيرة جداً إن جاءت في نصف صفحة.أو في فقرتين من ثلاث مائة كلمة، أوأقل كمائة كلمة ، أو ستين و بدون شطط و لا زيادة غير مرغوب فيها؛ فهذا جميل . و عموماً التّكثيف و الإيجاز و اللّغة الشّعرية ... كلّ ذلك لا يسمح بالاستطراد و الشّطط والإطناب . و من تمّ أجد مبدع القصّة القصيرة جداً؛ من المبدعين البلغاء . فهو إن لم يكن بليغاً و متمكناً من ضروب البلاغة، لا يمكنه أن يأتي بالحدث في إيجاز بليغ فنيّ ، و إن حاول ذلك مــراراً.

4 ـ الراوي العليم أوالرؤية من خلف . فهي من أخطر الرؤى الممكنة . كيف ذلك ؟ فالراوي الذي يعرف كلّ شيء؛ يبَسط النّسيج الفنيّ ، و يحلّ عقد البناء القصصيّ، و يكشف كلّ الأوراق ... ما يجعل النّص؛ نصاً عادياً خال من المتعة و التّشويق ...ما لم يتحكم الكاتب في السّارد بذكاء و تبصّر، فينطقه حيث ينبغي له النّطق . و يسكته حيث ينبغي السّكوت ، ويجعله يتجاهل و يتغاضى ما ينبغي له فعل ذلك ...و لكن مع الأسف هذا لا يحدث دائماً . فسرعان ما ينساق الكاتب نفسه ،خلف سارده المفترض، فيرخي الحبل على الغارب دون شعور. فتكون النتيجة نصاً مباشراَ و كأنّه تقرير مفتش شرطة ، أو ضابطة قضائية ، أو كاتب ضبط في محكمة ...

5 ـ القفلــــة résolution: القفلة هي جملة الختم شكلا ، ولكنها مناط الّسّرد عملا، فمنها ينطلق التّأويل ، و إليها يستند الـتّعليل ، و عليها يندرج التّحليل ...
فهي ذات أهمية قصوى. حتّى أنّ البعض لا يرى قصّة قصيرة جداً بدون قفلة . و إن كان لي رأي مخالف . فالقفلة ـ على ما هي عليه من أهمية ـ فقد يحدث ألا يأتي بها القاصّ شريطة أن تكون القصـة على درجة عالية من التّكثيف ، أو الرّمز ، أوالحذف والإضمار .. فنسقية النّص، و سياقهénonciation وتصويره البلاغي ....كلّ ذلك يجعل القفلــة استثنائية ، لأنّ ما سبقها ـ إن وجد ـ سيغطى على دلالتها و تأثيــرها .

و من خصائصها الملازمـــة التّالي :

1 ـ قفلة مفاجئة . غير متوقعة من قبل المتلقي . و لكن لها صلة بالموضوع .
2 ـ تحدث توثراً و انفعالا ، لنسقها الدّلالي و الّصدامي .
3 ـ تبعث على التّأمل و التّساؤل .
4 ـ تفتح آفاق التّأويل و التّحرّر من تخوم النّص .
5 ـ تأتي عفوية مع سياق الكتابة .
6 ـ لا تُصنّع ،و لا تعـدّ ، سواء من قبل أو من بعـد ، ففي ذلك تكلف .
7 ـ تضفي جمالية دلالية على النّص ، لما تكتنزه من معنى.
8 ـ تأتي على نسق بلاغي forme rhétorique يضفي مسحة فنية على النص .
9 ـتتسم بطابعها الوظيفي fonctionnel في النّص.
10 ـ تتسم بالميزة الجوهرانية essencialiste في النّص.

أمام هذه الخصائص كلّها ، متجمّعة أو في معظمها ، يتبن مقدار الأهمية القصوى التي تحتلّها القفلـة . بل كثير من القصص القصيرة جداً تفقد دلالتها و متعتها و قيمتهـا فقط ، لأنّ القفلة اصطناعية artificiel خالية من العفوية الفنّية .

6 ــ التيمة أو الموضوع : القصّة القصيرة جداً تتسع لكلّ الأفكار الممكنة . لكن ما ينعكس على مرآة النقد أن بعض كتاب القصة القصيرة قد يكررون أنفسهم ـ لا شعوريا ـ و لذلك أسباب ذاتية و نفسية .
فأمّا الذّاتية: فتعود للقاص نفسه . فقد يكتب مجموعة من القصص في فترة زمنية- متقاربة . و ذلك استجابة لداعي الإبداع . و تدفق الإلهام ، أو لدافع تجاري يتعلق بالنّشر ... فلا يمكن للقاص غير المتمرس ، إحداث تميز كبير بين نسيج العمل الأول وما يليه . بل الأدهى إن أعجب بعمله الأول ، أو كان ممن يسحرهم الثناء و كلمات المجاملة الكاذبة . .. فسيتخذ من عمله نموذجاً ينسج على منواله . و مع توالي الأعمال و قلة النقد و التّوجيه . يتعمّق الخطأ و يتجذّر ،. فيصبح الإبداع في تعدد النّمط الواحد ، لا في ابتكار الجديد .. وهذا يوجد في السينما مثلا . إذ يحدث لبعض المخرجين أن تلاقي أفلامهم استحساناً فيتبعون نفس النّهج في الإخراج . إلى أن ينتشلهم النقد و التقويم من دائرة النّمطية والتّكرار ....

أمّا ما هو نفسيّ : فهو الأصعب . لأنّ القاص يجد لذّة لا تعادلها لذّة في اجترار تيماتthèmes تسكنه و تسيطر على إحساسه وقدرة تمييزه فلا يكتب إلاوفق السمة المميزة trait distinctif في لا شعوره ، فيمنعه ذلك من التفكير في التحولات transformations الممكنة .فيكون في ذلك كجمل الطاحونه المعصوب العينين يدور و يدير الطاحونة . و لربّما يعتقد أنّه قطع مسافة طويلة ، حتى إذا أميط الغطاء عن عينيه ، و جد نفسه مشدوداً إلى عمود الطاحونة و لم يبرحه قطعاً ... و هذا ما توضحه بجلاء الأسلوبية التعبيرية stylistique de l'expression
و للتّخلص من النّمطية و التّكرار . يصبح من الضّروري على القاصّ الإكثار من مطالعة القصص،في تنوع ...مع الاهتمام بالتنظير و النّقد القصصيّ . فهناك من لا يقرأ إلا إنتاجه فقط . و هذا مؤسف جداً !! كما يجب عدم الشّعور ـ مجرد الشّعور ـ بالوصول و النّضج الفنيّ .فذاك مدعاة للتقوقع و الانكفاء حول الذّات . و على العكس من ذلك ينبغي للقاص الحلم دائماً بالقصّة التي لم يكتبها بعد. و أن يكتب القصة فلا يعقبها بأخرى ، إلا بعد فترة يخصصها للمطالعة فحسب . و لا يغتر بالثناء المجاني الخادع . الذي لا يستند على برهان أو دليل. بل عليه أن يبتهج لأيّ عملية نقدية تقويمية ، تكشف بعض عيوب نصّه . و ليكن ناقد أعماله . فيكفي أن يترك العمل فترة ثمّ يعود إليه، متفحصاً متمعناً . فإنّه ولاشك سيجد ما يرضيه و ما لا يرضيه . و عموماً قد يكرر القاص نفسه . سواء في موضوعاته ، أو طرائق الكتابة ، و نمطية الأسلوب . و لن يخرج عن هذا المسار . إلا من كان يؤمن بالتجديد أسلوباً و نهجاً .

بين أيدينا الآن مجموعة من إنتاجات مختلفة في القصة القصيرة جداً .سواء التي صدرت في مجموعات ، أو التي نثرت في مواقع إلكترونية ، و منتديات ثقافية و أدبية ... كلّها تشهد أن هذا الجنس الأدبي الجميل ولد مكتملا ، نتيجة تجربة القصة القصيرة ، و القصة عموما .
كما هناك ما أصبح يعرف بالومضة. و الومضة أصغر وحدة قصصية سردية، قد لا تتعدى السطرين أو ثلاثة، تتميز عن غيرها ، أنّ الحدث يأتي كاملا لا يقبل تطوراً. و تعتمد الدّهشة ، و المفاجأة ، و الدعوة إلى التّأمل فقط .
و في هذه المضمومة الكبيرة ، و الباقة الممتعة من الق ق ج... يبقى الاختلاف في الرؤية ، و الكتابة ، و الأسلوب ،و الديباجة ..واردا.... و لكنها تعطي صورة بانورامية عن هذه الكتابة الفنية الرائعة ، في عالمنا العربي . و إن كانت كلها في حاجة إلى متابعة نقدية منهجية ...تحدد خصائصها ، و تبرز محاسنها ، و تقف على نقائصها ...


د مسلك ميمون



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 04-06-12, 05:09 PM   #5

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,556
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي





مقتبسات من كتاب

الكتاب : القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق
الجذور- الواقع – الآفاق ( دراسة نقدية)
المؤلف : د. يوسف حطيني
دار الأوائل للنشر والتوزيع
الطبعة الأولى : 2004 م
الصفحات : 168





اقتباس:
(1)
” إن نشوء الشكل الجديد ليس مشروطا بأن تكون له جذورا تراثية , وهولا يستمد شرعية وجوده من ذلك المعيار , لأننا إذا افتراضنا ذلك فإننا سنكون عاجزين عن تفسير ظهور النص الأول وخلوده في أي فن من فنون الأدب.” ص 11

اقتباس:
(2)
” إن القصة القصيرة جدا , بوصفها نوعا أدبيا له أركانه وتقنياته , لا يعيبها أن تكون متأثرة بأي أدب عالمي , ولكن واقع الحال يبعد هذا الاحتمال من وجهين :
الأول / وجودها فعلا في تراثنا العربي الغني بأشكال مختلفة
الثاني / وجود سرد عربي متميز حديث صالح لأن يتطور وينتج أشكالا سردية جديدة ” ص12



اقتباس:
(3)
تتعامل ق ق ج بشكل مختلف مع العناصر القصصية ” فالحدث الذي تقدمه لايتيح المجال لتقديمه عبر الوسائل غير المباشرة , كالحوارات الطويلة .. أوالمنولوجات , أو المذكرات , من هنا تنشأ الحاجة إلى الجملة الفعلية , أو الجملة الأسمية ذات الطاقة الفعلية ” ص25

اقتباس:

(4)
” غياب الحكاية يفقد القصة القصيرة جدا أهم عناصرها ويحولها إلى خاطرة في أحس الأحوال ” ص28

اقتباس:
(5)

“تعدالوحدة) وحدةالحبكة والعقدة بشكل خاص)ركنا لا غنى عنه , لأن تعدد الحبكات والعقد والحوافز المحركة للأحداث ,وتكرر النماذج المتشابهة , يمكن أن يقود إلى نوع من الترهل , الذي يفقد القصة القصيرة جدا تمركزها ” ص31

(
اقتباس:
6)
المفارقة عنصر مهم من عناصر ال ق ق ج , ” وتعتمد على مبدأ تفريغ الذروة , وخرق المتوقع , ولكنها في الوقت ذاته ليست طرفة , وإذا كانت القصة تضحك المتلقي , في بعض الأحيان , فإنها تسعى إلى تعميق إحساسه بالناس والأشياء ” ص 35
اقتباس:
(7)
” إعطاء الأولوية لتطوير الحدث يتطلب استثمار الطاقة الفعلية للغة إلى أقصى حد ممكن لأن إهمال ذلك من شأنه أن يؤدي إلى ترهل الحكاية وعرقلتها عبر سرد وصفي ” ص39


(
اقتباس:
8)
“أفاد القصاصون إفادة عظيمة من التناص , وثمة من استخدم الامكنة وأسماء الأعلام ذات الرصيد الثقافي ولديني والتاريخي ” ص42
اقتباس:
(9)
” عنوان القصة يمكن أن يقوم بدور كبير جدا في فهم دلالاتها , ومن الطبيعي أن يزداد العنوان أهمية حين تكون مساحة النص أصغر ..وقلما ينجح الكاتب في إطلاق عنوان مثير على قصته ,فقد يطلق عنوانا لا علاقة له بالقصة , وقد يطلق عنوانا يكشف نهاية القصة , وقد يترك قصته دون عنوان ” ص46




اقتباس:
(10)
أفادت بعض القصص ” من الحوار المشهدي الذي يعطي الحدث سرعته الزمنية الفيزيائية بشكل يطابق الواقع , وهنا لابد من الإشارة إلى الحوار في القصة القصيرة جدا ليس قسريا, ولكنه قد يفيد إفادة جمة , وقد تقوم بعض القصص على الحوار فقط ..” ص46
اقتباس:
(11)
” لقد أثبتت كثير من القصص القصيرة جدا أن هذا النوع الأدبي قادر بكفاءة , على حمل الهموم الكبيرة : الاجتماعية والوطنية والقومية والانسانية…مما يثبت أن قصر القصة لايعني بالضرورةقصر الرؤيا” ص49




قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 04-06-12, 05:12 PM   #6

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,556
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




مقال بقلم /محمد النجيمي


اقتباس:
القصة القصيرة جداً (Micro Fiction, flash fiction sudden fiction or postcard fiction) أو الصغيرة كما يسميها الأستاذ جبير المليحان، لا تعريف محدداً لها، ومع ذلك فلو أخذنا بتعريف رولان بارت للنص على أنه إما نص مقروء (تبسيطاً: نص مؤطر أو تقليدي)، أو مكتوب (تبسيطاً أيضاً: نص قابل لتعدد الدلالة)، فهو نص مكتوب بامتياز.
تعرف إجمالاً على أنها تنويع على القصة القصيرة يتميز باستخدام عدد محدود من الكلمات، مع أنه لا يوجد تحديد لعدد هذه الكلمات أو مداها.
الثابت عندي أن عدد الكلمات ليس مقياساً يمكن الركون إليه، وفيه نوع من التأطير الذي تأبى النصوص الجديدة أن تتصالح معه.
القصة القصيرة جداً، وحسب فهمي الخاص، تتأسس على تحدي الأطر والحدود والتوقعات، المراجعة وإعادة الكتابة والتحرير حتى تتخلص من الحشو والزوائد، فالتكثيف سمة أساسية من سماتها، وظني أنها تعتمد أيضاً على شعور المتلقي بتميز فكرتها ولغتها، وبحميميتها من خلال تخير دقيق للكلمات ولصورة واحدة تنظم عقدها.
في نص متجاوز لهيمنجوي نقرأ:
“للبيع: حذاء طفل، لم يستعمل قط”.
خيال وخاتمة غير متوقعة، وأسئلة عديدة تثيرها فينا صورة واحدة متفردة في هذه القصة، وهذا ما يزيد من فتنة هذا الفن، ويرفع من أسهم الكاتب الذي يحسن إنتاجه.


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 04-06-12, 05:13 PM   #7

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,556
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




مقاربة حول أدب القصة القصيرة جداً ... عمران أحمد

اقتباس:
إن مصطلح الـ (ق. ق. جداً) توصيف اختزالي لنص حكائي محدد لا يستطيع أحد فيما أظن الإقرار بحداثته المطلقة لأنه موجود في شكله ومحتواه الراقيين ومتوافر في كم كبير من التراث الأدبي القديم ناهيك عن المعاصر , ولم يختلف كتابه على تنسيبه أو تصنيفه فالمسألة فيما يلوح لي أن ثمة حاجة موضوعية وملحة دعت إلى خلق أو بعث نص قصصي يحمل كل مواصفات الاختزال ومعانيه .

ومن الطبيعي أن يتصدى لهذا الأمر الكثير من الأدباء أو من السابحين في فلك الأدب الذين شجعهم على المضي في هذا السبيل أن بعض الأشكال الأدبية التي تشبه القصة القصيرة جداً في التراث العربي من النكتة والطرفة والشذرة والخبر قد نفضت عن أكتافها غبار السنين وقدمت دليلاً أو ما يشبه الدليل على أن هذا الضرب من الأدب لا يفتقد إلى الجذور وأن هذا المصطلح الذي ظهر على الساحة الأدبية وشغل المشتغلين بها وفرق ما بينهم فتحمس له من تحمس وسخر منه من سخر نائياً بنفسه عنه ومنشغلاً بمشكلات أعظم خطراً لا تكاد تكفيها بحسبه مجلدات من الروايات والقصص القصيرة فما بالك بالقصيرة جداً !

أن هذا المصطلح تسمية حديثة لفن قديم وإننا إذ نتفق مع جميع النقاد الذين يقولون أن معظم الفاشلين في ميداني القصة والشعر قد وجدوا في الـ (ق. ق. جداً) ملاذاً آمناً لأن هناك كتاباً يمارسونها هرباً من كتابة القصة العادية متوهمين فيها السهولة ما أدى إلى طوفان من القصص القصيرة جداً يفتقر إلى أبسط شروط هذا الفن من حدث متنامٍ كثيف وعمق في الفكرة ونهاية مفاجئة وامضة فإن الأمانة تفرض علينا عدم تجاهل النماذج الجيدة على قلتها ولا نستطيع إلا أن نمنحها الإعجاب والتعاطف ونستمد منها حجة في الدفاع عن حق الـ (ق. ق. جداً) في الحياة ، ففي هذا العصر ذي المزاج المتقلب والتطور المتسارع والإنجازات العلمية الخارقة يواجه الأدب بأشكاله المألوفة المقروءة خصوصاً تحدياً كبيراً يشعر به كل أديب ومشتغل في الأدب , هذا التحدي يتجسد في أشكال التعبير المختلفة والجديدة الوافدة منها خصوصاً فقد يكون من أهم أسباب وجود هذا الجنس الاستجابة لروح العصر القائم على السرعة والاختصار والتكثيف فالحاسب مثلاً قد جرى تصغيره عشرات المرات حتى انتهى قطعة يمكن حملها في الجيب بعد أن كانت الغرف تعجز عن استيعابه، وكذلك الوصف في كثير منه عبء ثقيل على الحكاية يوقف سير الحدث وقد يصرف القارئ عن القصة خاصةً أن إيقاع العصر إيقاع سريع لا يحتمل التمهيد والاستفاضة والإنشاء , فوظيفة الوصف تطوير الحدث وبناء الشخصية لا أكثر ولا أقل .

وأظن أن المحاولة الجديرة بالذكر لقوعدة هذا الجنس من الأدب هي محاولة الدكتور أحمد جاسم الحسين الذي يعد من أكثر المتحمسين لهذا الجنس الأدبي الـ (ق. ق. جداً) كما أسماه اختصاراً في كتابه الرائد (القصة القصيرة جداً) (*) . وقد ذهب الدكتور الحسين في كتابه المذكور آنفاً إلى أن أهم أركان هذا الجنس هي التالية :
القصصية/ الجرأة/ وحدة الفكر والموضوع/ التكثيف/ خصوصية اللغة والاقتصاد/ الانزياح/ المفارقة/ الترميز/ الأنسنة/ السخرية/ البداية والقفلة/ التناص .

قد يتبادر إلى الأذهان صعوبة اشتمال أي جنس أدبي على هذه الأركان مجتمعةً ولا سيما إذا كان هذا الجنس قصة صغيرة الحجم من هذا النوع وأنا أميل إلى هذا الرأي فليس من الصواب أن يسعى أي متصدٍ لهذا الجنس الأدبي إلى إرقاد قصصه على سرير لابروكروست وإلزامها بكل هذه الأركان والعناصر إنما أتصور ضرورة وجود نصفها على الأقل في القصة القصيرة جداً الواحدة وللمؤلف بعد ذلك مشروعية الاختيار – كما أرى – بين الأركان والعناصر الملائمة لقصته دون التزام بعناصر وأركان بعينها على أن الركن الأخطر والعنصر الأهم في أية قصة قصيرة جداً هو عنصر القصصية فكثيراً ما يقول لنا أحدهم : "هات من الآخر.. وبعدين" مما يعني أنه غير مستعد لتضييع وقته في الإصغاء إلى كلام يظنه فارغاً ولا يعنيه في شيء فكلنا يود مواجهة المواضيع والأحداث باختصار وبإيجاز لا يخل بالمعنى ، وهذه بالطبع مسؤولية ومسؤولية كبيرة جداً فأن يضعك أحدهم أمام الجديد والطريف والجميل والمختصر في مفاجأة تلو أخرى ومنعطف عقب آخر ويأخذ بيدك ويغزو قلبك وعقلك ويثير ما لديك من رغبات وحب فلن تجد نفسك إلا منساقاً إليه بكل سهولة لا لشيء إلا لكي تلبي فضولك وتشبع حاجتك إلى استطلاع كل ما هو طريف وطارئ من حولك وتلك هي مهمة القاص في القصة القصيرة جداً وبما أن الحكاية أية حكاية هي كذبة متفق عليها بين القارئ والكاتب فإن على الكاتب فوق ذلك أن يستخدم هنا كل ما من شأنه اجتذاب اهتمام الآخر وإقناعه وشد انتباهه فإذا فشل فلن يعني هذا سوى فشل أسلوبه والنتيجة هي خسارة هذا الآخر وإحجامه عن المتابعة .

القصة القصيرة جداً هي قصة الحذف الفني والاقتصاد الدلالي الموجز وإزالة العوائق اللغوية والحشو الوصفي الذي كان الدكتور طه حسين يدعو إليه بشكل غير مباشر في مجمل كتاباته وبشكل تبدو فيه الاستهانة بذكاء القارئ فمن الواجب والحال هذه أن يكون داخل القصة شديد الامتلاء وكل ما فيها حدثاً وحواراً وشخصياتٍ وخيالاً من النوع العالي التركيز بحيث يتولد منها نص صغير حجماً لكن كبير فعلاً كالرصاصة وصرخة الولادة وكلمة الحق ، أي أن المشكلة في التعامل مع هذا الجنس هي تشذيب وتهذيب واصطفاء يذهب بما هو زائد ونافل. فبنية هذا الأدب الوليد لا تقبل الترهل اللغوي ولا تتحمله إطلاقاً أما اللغة فيجب أن تكون متجاوبة مع التكثيف وبما يحمله ذلك التكثيف من إيحاءات ودلالات أي أن تكون رشيقة في إيصال المعنى والمضمون ، فلم يعد خافياً على أحد أن أكثر الفنون صارت تميل إلى الإيجاز في لغاتها التعبيرية والشعر مثلاً مال جزء منه إلى المقطعات والقصيدة القصيرة جداً لها حضور ما حتى إن نزار قباني – رحمه الله – وهو من هو كان يحرص في كل أمسية من أماسيه على إلقاء نماذج منها.
ولأن هذا النوع من الكتابة صعب للغاية ويتطلب قدرة عالية على التكثيف وتوصيل الرسالة في ذات الوقت فإن الجرأة في طرح المواضيع واصطياد اللقطة وتدوينها على الورق وإيجاد الحلول لنقاط الذروة بأسلوب هادف وساخر وجميل أمر يستحق الاهتمام خاصة إذا كان الكاتب في هذا الأدب متسلحاً بأدوات الجرأة وعلى ذلك فلا مانع أن يكون الكاتب ملماً أو على اطلاع بكافة الأجناس الأدبية ، وفي ذلك دليل على خصوبة هذا الجنس الأدبي المازج لجميع الأجناس الأدبية الأخرى المنفتحة بعضها على بعض فالقصة القصيرة جداً يمكنها أن تستفيد من أدوات الشعر كما أن الشعر يمكنه أن يستفيد من أدواتها وهذه الاستفادة مقيدة بشرط واحد هو ألا يطغى الشعر على بنيتها القصصية ومثالنا هنا هو ما كتبه جبران خليل جبران منذ ما يزيد على (80) عاماً في مجموعته التي كانت تحمل عنوان (المجنون) فقد كتب وقتئذ مجموعة قصص قصيرة جداً مستوفية جميع الأركان والعناصر التي يتطلبها هذا الجنس الأدبي والتي يذهب إليها معظم النقاد على قلتهم في الوقت الحاضر فتحت عنوان (الثعلب) كتب ما يلي:
"خرج الثعلب من مأواه عند شروق الشمس، فتطلع إلى ظله منذهلاً وقال: (سأتغذى اليوم جملاً) ثم مضى في سبيله يفتش عن الجمال الصباح كله وعند الظهيرة تفرس في ظله ثانية وقال مندهشاً: (بلى، إن فأرة واحدة تكفيني..).

ثم جاء بعده زكريا تامر وأثبت أحقية ومشروعية هذا الجنس في العيش جنباً إلى جنب مع الأجناس الأدبية الأخرى, ففي كتابه (النمور في اليوم العاشر) كتب هذه القصة وكانت بعنوان (محو الفقراء) :
"جاع المواطن سليمان القاسم، فأكل جرائد زاخرة بمقالات تمتدح نظام الحكم وتعدد محاسنه المتجلية في محو الفقر. ولما شبع، شكر الله رازق العباد، وآمن إيماناً عميقاً بما قالته الجرائد"

أما أحمد جاسم الحسين في كتابه (همهمات ذاكرة) فقد كتب قصةً بعنوان (بكاء):
فرحت كثيراً (باعترافه لها)، فلا أجمل من أن تسمع فتاة اعتراف شاب بحبها!
حين مر شرطي خافت وراحت تبكي، لم يهن على الشرطي أن يراها تبكي، فهو (مسؤول عن الأمن)، قاده إلى المخفر، وأجبره على (الاعتراف) لكنها لا تزال تبكي!.

وما تقدم قصص قصيرة جداً مكثفة وخالية من الزوائد والحشو الوصفي والاستطرادات ، إضافةً إلى تركيزها على خط قصصي هام وترصد بمهارة شديدة حالات إنسانية شديدة الصدق ، فقد نجح القاصان في إرباكنا فنياً مدينين بهذا الإرباك واقعنا القميء والضاحك دوماً ببلاهة وهذه القصص على صغر حجمها تطرح تساؤلات عديدة وهامة تدور حول وظيفة اللغة وعمق الفكرة وعودة الحياة إلى الكلمة التي تراجعت أمام طوفان الصور المزركشة والفاقعة والبراقة وبالتالي تراجعت الثقافة الحقيقية التي تخاطب العقل وتحاوره أمام ثقافة التسطيح والتعليب. فاللغة الزاخرة بهذه العوالم من اللامتناهيات والرموز والإشارات هي الذاكرة والحياة وهي الكاتب والكتابة معاً. وعلى ذلك فهذه القصص كما أعتقد قادرة على إعادة رسم الحياة المفتقدة بدفئها ونبضها البراقين كما يشاؤها القاص مقدماً الصورة التي يريد ناقلاً الواقع أحياناً بحلوه ومره عابثاً فيه أحياناًًً أخرى بدافع من السخرية والتهكم المريرين وذلك من خلال تقنيات مشغولة وعناصر منتقاة وكثير من المحفزات المتواشجة لتقديم سرد مراوغ عبر إيقاع قصصي ساحر يسلب اللب ، وينغرز سهاماً محرضة دائمة الأثر في أعماق النفس حاثةً إياها على الإمتاع والإبداع.

أخيرا ً:
إن ما يغري بالنقاش هو أن هذه القضية ، قضية القصة القصيرة جداً لم تحسم بعد ، ومن المعروف أنه إذا كثرت الاتهامات قل النقد ، ورغم كثرة مناقشة ذلك الموضوع واجتذاب أطرافه فثمة تقصير واضح في الدراسات والندوات والبحوث الجادة والكافية حول هذا الجنس والمسؤولية تقع على عاتق الجميع : أدباءً ونقاداً وباحثين ولا بد من الوقوف على أسباب هذا التجاهل خاصةً من قبل ذوي الاختصاص .

سيبقى هذا المجال ميداناً مفتوحاً لفرسانه القادرين على ترك بصماتهم للحاضر والتاريخ، وإذا كان في كل فن الغث والسمين فالزمن وحده هو الكفيل بأن ما ينفع الناس لا بد أن يمكث في الأرض


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 04-06-12, 05:15 PM   #8

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,556
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


شعرية القصة القصيرة جدا نصوص سعيد منتسب وعبدالله المتّقي نموذجا
د. حسن المودن 02 ديسمبر 2006


اقتباس:
ــ انفتاح البنيات وانفجار الأشكال:

لم تعد القصة كما كانت، هذا ما يعرفه القرّاء وأهل الأدب والاختصاص، فقد تغيّرت خصائصها وطرائقها وأشكالها، وانفجرت إلى أنماط وأنواع جديدة. ففي سياق أدبيّ يتميّز بانفجار الأشكال والبنيات، واختراق الحدود بين الأنواع والأجناس، وتغليب التجريب على التقليد، ظهرت القصة القصيرة جدا، وعرفت انطلاقة لافتة للنظر، فقد تكاثرت الإصدارات القصصية التي تؤسس هذا النوع السردي الجديد وتنتسب إليه، و أضحى الاهتمام باختياراتها السردية والفنية يتزايد في الندوات واللقاءات والمواقع الثقافية والأدبية الورقية والالكترونية.
يمكن أن نرى في القصة القصيرة جدّا الشكل الأكثر مناسبة للحياة السريعة في العصر الراهن التي تتطلّب الإيجاز والاختصار في كل شيء، وقد يرى البعض في شذريتها ومقطعيّتها قدرة خاصة على اختزال العالم وتكثيف الفهم، وقد يرى البعض في ذلك عدم قدرة القاصّ على فهم واسع وشامل للعالم.
بالنظر إلى الرواية والقصة القصيرة، نجد القصة القصيرة جدا تتميّز بخصائص كمية ونوعية، فنصوصها قصيرة جدا، ولا تتألف إلا من عدد قليل من الكلمات، ولكنها تنقل اشتغالها من المستوى الكمّي إلى المستوى النوعي، موظفة شعرية الإيجاز والتكثيف، سواء من خلال الصوغ السريع جدا للوضعية، أو من خلال التركيز على مقطوعة هامة من حياة الشخصية، أو من خلال التشديد على كيفية الكتابة وشكلها، جودتها وشعريتها.
يمكن أن تبدو القصة القصيرة جدّا شكلا بسيطا سهلة كتابته، لكنها في الواقع من الفنون الصعبة التي تقتضي كفايات ومهارات فنية خاصة في الشكل والبناء وسبك اللغة وتكثيف المحكي واختزاله. ففي القصة القصيرة جدّا قد يصل الأمر إلى حدّ استحالة سحب كلمة واحدة من النص، ذلك أنه من دونها ينهار ويتفكك كل شيء. وهكذا، فهذا الفنّ صعب جدّا، لأنه يقول الكثير في عدد قليل من الكلمات.
ومن هنا يرى البعض أن القصة القصيرة جدا كثيرا ما تتشبّه بالحلم في أشياء كثيرة، من أهمها رمزيته وشعريته، فهي تستخدم آليات التكثيف والتحويل والترميز والصوغ الدرامي السريع، وتقول الذاتي والغريب واللامرئي واللاواقع، وتنتهك الحدود بين الواقع والمتخيّل.
يتعلق الأمر إذا بنوع سردي جديد استطاع أن يحدث تحولات وتغييرات في الكتابة القصصية بالمغرب، وخاصة في السنوات القليلة الأخيرة. ومن بين النصوص العديدة والهامة، نقترح مقاربة نصوص سعيد منتسب من خلال مجموعته: جزيرة زرقاء(2003)، ونصوص عبد الله المتّقي من خلال مجموعته: الكرسيّ الأزرق(2005).

2 ــ بلاغة الايجاز:

تتألف كل واحدة من هاتين المجموعتين القصصيتين من عدد من النصوص يتجاوز الخمسين نصا، واللافت للنظر أن النص الواحد لا يتجاوز الصفحة الواحدة، ولا يتركب أحيانا إلا من بضعة أسطر قليلة جدا، ثلاثة إلى أربعة، كما في هذين النصين، الأول لسعيد منتسب والثاني لعبد الله المتقي:

جريمة
ينتظرها في المقهى. ساعة. ساعتان. لم تأت. ينتظرها في البيت. ساعة. ساعتان. ليلتان. لم تأت. نام. وجدها في حلمه جثة جامدة.
أفاق. السكين في يده. وبقايا عتاب ودم.

فوطوكوبي
أمّـه تقبع في ركن من أركان الغرفة، تخيط بالإبرة محفظته الجلدية، أخته تلعب بدمية مبتورة الذراعين، نظر إلى تقاسيمه في المرآة:
كان صورة منهما، فقيرا، هزيلا، شاحبا …جائعا.

لا تتألف القصة القصيرة جدا إلا من عدد قليل من الألفاظ، ومن هذا العدد القليل تتشكل لتؤلف نصا، أي ما يؤلّف كلا يقول شيئا ما، عاملة بمبدأ بلاغي قديم: ما قلّ ودلّ، ومستخدمة آلية بلاغية قديمة: الإيجاز. والإيجاز هو الاختزال والاقتصاد والتخفيف والإشارة واللمحة وجوامع الكلم، وهو ضدّ الإطالة والإسهاب والثرثرة.
ويعتبر الإيجاز من الخصائص الجوهرية في اللغة العربية وبلاغتها، ويحدده البلاغيون بأنه البلاغة نفسها، فالبلاغة هي اللمحة الدالة والكلمة التي تكشف البقية، وهي إجاعة اللفظ وإشباع المعنى بالوحي والتلميح والإشارة.

3 ــ شعرية التكثيف:

يستخدم الشعريون والنقاد المعاصرون مصطلحا آخر هو: التكثيف lacondensation ، ويمكن أن نراه أكثر ملاءمة لوصف إحدى أهمّ الآليات والخصائص الجوهرية في القصة القصيرة جدا. وهو مصطلح استقدمه هؤلاء من التحليل النفسي للأحلام، فمؤسس التحليل النفسي هو الذي لاحظ أن التكثيف آلية شعرية أساس في بناء الحلم. والتكثيف قد يشمل معنى الإيجاز، فالحلم يتميّز بقوة دالّـه وكثافته، ويكون هناك تكثيف في كل مرة يقودنا دالّ واحد إلى معرفة أكثر من مدلول، أو بكل بساطة في كل مرة يكون فيها المدلول أكثر انفلاتا من الدال.
وبهذا المعنى اعتبر اللسانيّ والشعريّ رومان جاكبسون والمحلّل النفسي جاك لاكان أن التكثيف في التحليل النفسي هو الاستعارة في البلاغة القديمة. وخالفهما آخرون رأوا في التكثيف معنى أوسع، فالتكثيف لا يشمل الاستعارة فقط، بل قد يضمّ ما يستخدمه الحلم من الصور والرموز، وقد يعني كلّ هذا الاشتغال على مكونات الدالّ ومستوياته الصوتية والتركيبية والبلاغية والدلالية.
والأهمّ من ذلك أن قوة الدّال وكثافته في الحلم ترتبطان بشيء آخر كذلك: يأتي نصّ الحلم مصبوغا بالمشاعر والأحاسيس والانفعالات، فهو نابع من الداخل، ومن مناطق غامضة مجهولة وغريبة، وهذا ما يمنح نص الحلم كثافة شعرية ورمزية، تجعل منه بنية نصية ملغزة مفتوحة على التأويل.
والنص القصصي القصير جدّا بدوره، ومثل الحلم، يأتي مصبوغا باللذة أو الألم، فهو يريد أن يكون شيئا حيويا حسّاسا، يقول ويعني، ويحسّ ويشعر أيضا، ولا ينتظر من متلقّيه أن يفهم فقط، بل أن يدرك ويحسّ ويشعر. وهو بهذا شكل أدبي أوسع من الكتابة في معناها المادي الطباعي، وأقرب من اللغة الحيّة، أي أقرب من الكلام والخطاب الشفاهي في حيويتهما وحساسيتهما.
ومن خلال نص: سعال لعبد الله المتقي، يظهر واضحا أن النص لا ينتظر من متلقّيه أن يعرف أو يفهم، فالسعال شيء معروف، ولكنه ينتظر منه أن يشاركه إحساسه وشعوره، فالنصّ نفسه يحاول أن يتحسّس معنى الألم، وأن يحسّ ويشعر ويدرك ما معنى أن يصاب الإنسان بالسعال:

سعال
يسعل ثم يتوقف، ويتواصل السعال.
يمدّ يده إلى قارورة الدواء، كادت تنفلت من بين يديه،
و…احتسى بالكاد ملعقتين.
يضع يديه على قفصه الصدري، يلتقط أنفاسه بصوت مسموع شهيقا وزفيرا حتى تنتظم، ثم يتمدّد مهدودا على السرير.. يتأمل السقف في انتظار السعال.

وقد تفرض هذه الحيوية والحساسية الاستعانة بالرموز والصور، فالتشبيهات والاستعارات والكنايات تلعب دورا فعالا في تأليف شيء دلاليّ وحسّاس في آن واحد، والنص القصصي القصير جدّا يشتغل بواسطة التشبيهات والاستعارات والرموز من أجل صوغ حسّي للمشاعر والأحاسيس، كالإحساس يالفقدان: فقدان الرغبة وغياب الدفء والحرارة في العلاقة بالآخر، كما في قصة سعيد منتسب: جبل من الثلج، التي تقودنا عبر تشبيهاتها واستعاراتها من أجل أن نستشعر معنى أن يكون ما بين المرأة والرجل والزوج والزوجة شيء مثل جبل من الثلج، وأن ندرك ما معنى أن يكون الإنسان في زمن مضى كالبركان، ثم ينطفئ في زمن الحاضر:

جبل من الثلج
ينامان فوق نفس السرير. بينهما جبل من الثلج. كان كالبركان. كانت كالبركان. أنجبت جوقة أطفال. أدمن الحشيش واللعنات. لم تنفع المداعبات. لم تنفع الهمسات. انطفأ. انطفأت. الأطفال يكبرون، يتراكمون.
جبل من الثلج يكبر، يتكاثر. تنام فوق السرير. ينام تحت السرير. ينامون في كل الجهات.

قد تتأسس القصة القصيرة جدّا عند سعيد منتسب على تشبيه يرمي من خلاله إلى تلمّس شعور ما وإدراك معنى ما، وبذلك نجد في النص صورة أساسا تتلاحم حولها الصور الثانوية وتنتظم، وتقوم هذه الصورة الأساس بتغطية المجموع الشامل للنص. فقصة: تمثال تقوم أساسا على هذا التشبيه: مثل تمثال يستغرق في نومه، به تبدأ القصة وبه تنتهي. وهذا التشبيه هو كلام الزوجة النابع من شعورها الداخلي، ويختزل نظرتها إلى زوجها، ويكشف شعورها الأليم بفقدان آخرها، ويحمل الإحساس العميق بالألم، الألم من تحول الأحلام بين امرأة ورجل إلى ملل وأطفال ومطبخ وكلام، ويصور هذا الشرخ الذي يصيب الحياة الزوجية، فيحولها من الاشتعال إلى الانطفاء، ومن الحياة إلى ما يشبه الموت:

تمثال
مثل تمثال يستغرق في نومه. ملامحه الصلبة ترعبها، تجعلها تتسلّق الألم الموغل في عمقه. حين التقته، لأول مرّة، على الشاطئ قرأت عينيه. قرأ عينيها. قرأت عليه أشعارا. الحروف تخرج من فمها كخيول فزعة. في البيت قرأوا الفاتحة. أقاموا عرسا. زيّنوا دنياهم بالأحلام. انتهت الأحلام، مزقّوا وجهها بالملل والأطفال والكلام. لم يعد يتكلّم، لا يتحرّك، يقف أمامها حجرا. تحولت إلى أشعارها، تكتب تلك اللمعة التي كانت في عينيه. تحول إلى تمثال بألم عميق. يستغرق في النوم، لا يهتمّ بعينيها. يهتمّ فقط بالمطبخ.

وقد يكون النص أشدّ تكثيفا ورمزية عند هذين القاصّين، عندما تكون شخصيات النصوص القصصية جمادا أو حيوانا أو لونا، كأن أشياء العالم وعناصر الطبيعة وكائناتها قابلة كلها لتكون من شخوص القصة القصيرة جدا وأبطالها: الكرسي الأزرق، المطر، قوارير زرقاء، كرز، قصة، قصيدة، توم وجيري،…عند عبد الله المتقي، وجزيرة زرقاء، برتقالة، الدمى، الحديقة، جبل الثلج، تمثال،ضفدعة، القطط، الكلاب، خيول، الفراشة، … عند سعيد منتسب.
واللافت للنظر في القصص القصيرة جدّا أن السارد ينظر إلى هذه الأشياء الخارجية من داخل عالمه الشعوري والنفسي، فصياغة المشهد القصصي تأتي صياغة باطنية حلمية، لا تقف عند حدود النسخ والوصف، بل تحاول استحضار الإيحاء الغائب والشعور المنفلت. ولهذا يتمّ التركيز في هذا الصوغ الداخلي الاستعاري على دالات شعرية تمتحّ من الطبيعة والطفولة والحلم والألوان المنفتحة. ومن خلال هذه الدالات تحضر الأنا الساردة بخصائصها الحميمة وإحساساتها اللطيفة ومشاعرها السرية. ذلك أن الأشياء الخارجية تتحول إلى استعارات داخلية، والاستعارة الداخلية تقول الأشياء وفق منطق العالم النفسي الداخلي، فهي تنبعث من شعور داخلي لشخصية ما، شوقا إلى شيء ما أو تدمّرا منه.
ففي قصة: حديقة، ليس غرض النص أن يصف الحديقة، وينقل واقعها، بل نلمس هنا شعورا بالتذمّر من المصير المأساوي الذي آل إليه هذا الفضاء الطبيعي الذي يشكّـل شيئا ثمينا بالنسبة إلى النفس، فهذا العنصر الخارجي يشكّل شيئا خاصّا بالنسبة إلى الأنا الساردة: الحديقة هي فضاء الحبّ والحرية. وبعبارة واحدة، حديقة: هي عنوان النص، وهي استعارته الكبرى، التي من خلالها تقول الأنا الساردة ما تفتقده في حياتها، وتعبّر عن شعورها بالوحشة، وتصور بالكثير من الإحساس رغبتها الممنوعة وحديقتها الغائبة التي تبقى حيّة في الحلم والخيال:

حــديــقــة
الحديقة بائسة مثل جنّة، خالية من الأنفاس والأطياف. الأجساد لا تغازل الأجساد. الفتيان يائسون. الفتيات يائسات. يحرسها العسس، يطاردون القبل، ويصطادون العشاق.
هجرها العشاق. أحسّت الحديقة بالوحشة. أهملت نفسها. الأشجار شاخت. الأزهار ذبلت. العصافير هجرت الأعشاش.
أمست كالمزبلة. غضب الحب، صنع من دفئه وردة..أهداها للحديقة..تعب الحراس، أكلتهم كلابهم..تسلل عاشقان الى الحديقة. أعطتهم الوردة أهدابها، نصبوا تحتها خيمة وناموا متعانقين.

إن الشيء المحكيّ أو الموصوف في القصة القصيرة جدّا ليس مقصودا في ذاته، فهو عنصر خارجي يمرّ عبر القنوات الباطنية للأنا الساردة أو للشخصية، فيتحوّل هذا الشيء إلى شيء آخر، ويحيل على أشياء أخرى هي داخلية أكثر ممّا هي خارجية. وهذا الصوغ الاستعاري النفسي للأشياء الخارجية هو ما يمنح النص القصصي القصير جدّا كثافة شعرية متميّزة.
ذلك أن المحكي في قصص منتسب إذ يعمل على اقتناص لحظة من حياة الشخصية في محيطها العائلي والاجتماعي، فانه يركز على صورة هذا المحيط الخارجي كما تنعكس داخل وعي الشخصية، ويقدم الأشياء الخارجية كما تتراءى داخل فكر الشخصية وشعورها ووجدانها. وهو بهذا يقول العالم الداخلي النفسي أكثر مما يقول العالم الخارجي الاجتماعي، ويتقدم محكيا داخليا استعاريا ينقل نظرة الذات إلى ذاتها والى العالم والآخرين، وبطريقة خاطفة شديدة الدلالة برموزها ومجازاتها.
وتزداد أهمية هذا الصوغ الاستعاري النفسي عندما تكون القصة القصيرة جدّا في مجموعها حلما، أي على شكل هذا المحكي الداخلي الذي يشاهده النائم، ويكون صادرا عن اللاشعور، ويأتي مصبوغا بالمشاعر والأحاسيس المتدفّـقة والمتباينة، ويتموقع بين الواقع واللاواقع، وقد يقول في الظاهر شيئا غريبا ومرعبا، ويسرد أحداثا قد تبدو من دون معنى، ويكشف المخاوف والرغائب الدفينة، ويجعلنا نسمع صراخ/ مواء اللاشعور. ونجد القصة/ الحلم، بهذا المعنى، عند عبد الله المتّقي في قصته:

مواااء
استيقظ فجأة وبعنف، ووجد نفسه جالسا فوق السرير، يتصبّب عرقا، يلهث في تنفّس سريع ومضطرب، ويمسك بين يديه سكينا يتصبّب دما. لم يصدّق، ولم يكن يصدّق أنه سيرتكب تلك الجريمة، أجهد ذاكرته المتعبة ليتذكّر صورة الضحية دون جدوى. فقط تذكّر ظلاما أعمى، زقاقا ضيقا، ولحية تتدلى من ذقنه، وطعنة من الخلف، تردي الرجل النحيف قتيلا.
كان مضطربا ومتعبا، وكان مواء القطة يتردد في أذنيه، القطة التي عنف على ذيلها حين كان متسللا من مكان الجريمة بسرعة الضوء.

وإجمالا، فمن خلال الحلم والياته في التكثيف يقدم المحكي للقارئ لحظات للرؤية والنظر، وما يراه القارئ هو تلك الرّجات السرية والتخيّلات الخاطفة التي تمرّ غير ملحوظة في أعماق الذهن، وما يراه هو تلك الحياة الدقيقة للأفكار والمشاعر الغير قابلة للإدراك، وما يلمسه هو هذا الترنّح الشعوري المقلق بين الماضي والحاضر، بين المتخيّل والمعيش، وما يراه هو هذه الأنا التي تحضر بطرق متواشجة ومتشابكة من خلال الأحداث التي تسردها، أو من خلال الأشياء الخارجية التي تصفها. وهذا ما يسمح للقصة القصيرة جدّا بأن تقدّم العالم مذوّتـا والذات موضّعة، فتأتي الصورة مثقلة بالدلالات، وتنبثق الحالات الشعرية وتتوالد.
والقصة القصيرة جدّا، بهذا الشكل، تمزج بين السرد والشعر، وتحقق بطريقتها الخاصة ما يسمّى المحكي الشعري، فهي بتشبيهاتها واستعاراتها ورموزها تحول الانتباه عن جريان المحكيّ، وتخلق انزياحا، وتدعو إلى الانشغال بهذه الصور والرموز، فيتضاعف النص بنوع من المحكي المضاد الذي لا ييسر القراءة ولا يجعلها تتمّ بالطريقة السهلة المألوفة.

4 ــ الشذرية مشروعا للكتابة

الشّذر في اللغة قطع من الذهب، أو صغار اللؤلؤ، أو هو اللؤلؤ الصغير واحدته شذرة. والشذرية من المصطلحات التي يستعملها نقاد السرد والشعر في العصر الراهن.
وباعتبار الدور الفعّال للإيجاز والتكثيف في بناء القصة القصيرة جدّا، يمكن أن نعتبر القصة شذرة، والشذرية مشروعا للكتابة لدى كتّاب هذا الشكل القصصي الجديد.
ورأينا أعلاه أن القصص القصيرة جدّا توظف الشعري والشعوري من أجل تقديم صورة/ شذرة تتلألأ مثقلة بالدلالات، وتغور في أعماق لا سبيل إلى سبرها دون التسلّح بأدوات الشعر.
وهذا اختيار يكشف أن الكاتب لا يريد أن يكتب نصا طويلا يحكي من خلاله ويكتب كل ما يريد قوله، لأنه كاتب لا ينظر إلى العالم من منظور كلّيّ شمولي، بل من منظور جزئي، فهو ينطلق من الجزء إلى الكلّ، وقد يستهدف الكلّ من خلال الجزء. وبعبارة أخرى، يمكن اعتبار نصوص الكاتب في مجموعها نصّا استحال عليه أن يأتي واحدا موحّدا، فاختار أن يأتي واحدا متعددا في شكل شذرات.
والشذرة لا تقول كلّ شيء، بل هي تفضّل أن توحي وترمز، تاركة فراغات وصموتات حافزة على التخييل. فهي تكره الثرثرة والتفصيل، وتكتفي بالتلميح والإشارة، وتترك مساحات فارغة لرغبة القارئ واستيهامه وتأويله.
والشذرية هي التي تسمح للقصة القصيرة جدّا بأن تلتقط ما لا تستطيع الأشكال السردية الطويلة إدراكه، وأن تجعل من العالم في انسراباته وانفلاتاته شيئا أدبيا. فالشذرية تستتبع أن تأخذ القصة القصيرة جدّا بعين الاعتبار ما هو غير قابل للإدراك في الحياة، وأن تكتب المنفلت واللانهائي، وأن تشتغل على الحيّ والحسّاس، وأن تنقل اضطرابات الشعور وفلتات اللاشعور، وأن تقول الطبيعة المقطعية الشذرية للحياة نفسها. ونمثّل للشذرية بهذا المعنى بنص لسعيد منتسب، بعنوان:

جريمة
ينتظرها في المقهى. ساعة. ساعتان. لم تأت. ينتظرها في البيت. ساعة. ساعتان. ليلتان. لم تأت. نام. وجدها في حلمه جثة جامدة.
أفاق. السكين في يده. وبقايا عتاب ودم.

وقد تقتضي الشذرية أن لا تكون الكتابة خاضعة للخطية والسطرية، بل العمل على تكسيرها بالاشتغال على الكلمة المطبوعة أو على بياض الورقة، بما يسمح بالانتباه إلى رمزية الكتابة في بعدها الطباعي المادي، فالكلمة قد تتفكك، وقد تحذف، وقد يمتدّ صوت من أصواتها، والجمل تتركب بطريقة من الطرق، والنص قد يبدو كإحدى قصائد التفعيلة أو قصائد النثر . وهذان نموذجان تمثيليان، الأول لعبد الله المتقي، والثاني لسعيد منتسب:

مدونة
هو
كان مستلقيا فوق السرير، يلاعب لحيته المشتعلة شيبا.
هي
كانت في المطبخ تغسل مخلاته من بقايا العلف.
هو
يتنصّل من ملابسه و…يكحّ ليذكرها بالسرير.
هي
توغّلت الكحّة فيها كما السكين، وتحركت صوب الغرفة بكثيييير من القرف.

اشتعال
أشعل المذياع. أشعل التلفزيون. أشعل المسجل، ألقمه شريطا ضوضائيا. أشعل الغسالة الكهربائية. أشعل الفرن. أشعل الأضواء. أشعل النيران. أطفأ العالم في عينيه.

وتقتضي الشذرية أن يؤخذ البعد الصوتي الموسيقي بعين الاعتبار، فالقصة القصيرة جدّا هي تلك الكتابة التي تسعى إلى كثافة عالية، ولا يتعلق الأمر بتكثيف المعنى فقط، بل وبتكثيف الموسيقى، فالقصة/ الشذرة هي شيء من الملفوظ والمغنّى، كما هو واضح في هذا النموذج :

كرز
أنا أحب الكرز .. أنا أتلمّظ الكرز..
وكانت طامو تحكي لي كثيرا عن الكرز..
حتى صرت أراها كرزا..
لذيذة طرية..
في عينيها كرز..
في فمها كرز.ز
فوق نهديها كرز.ز
وأحيانا كنت أتذوق الكرز..

تتحول الصفحة المكتوبة إلى تخطيط وتشكيل، إلى صوت ومعنى، فالتركيب الطباعي للنص يستدعي التقسيم والتناغم السريع بين الكتابة والموسيقى. فالملفوظ تخطيط إيقاعي على الصفحة، والنص يسعى إلى الامتلاء، فهو كلمة مكتوبة وكلمة منطوقة، هو كتابة وكلام، هو نثر ونظم، هو رؤية وسماع، هو كلام وصمت(نقط الحذف) وصورة وصوت ومعنى وشعور وأشياء أخرى بلاشكّ. كأن النقص الذي تشكو منه الشذرة على المستوى الكمي، إذ تكون ألفاظها قليلة جدّا، يتمّ تعويضه بهذا التركيز أو التمركز حول لفظ واحد( الكرز)، وهو تمركز يسمح بامتلاء نوعي: يأتي اللفظ الواحد( الكرز) صوتا وموسيقى وطباعة وصورة وتخييلا ومعنى.

وإجمالا، فالقصة القصيرة جدّا شكل أدبي جديد يأتي في شكل شذرات شديدة الإيجاز والتكثيف، تتقدّم كأنها همسات نابعة من الروح، أو كأنها صور انفلتت من بواطن النفس.
انطلاقا من نصوص منتسب والمتقي يبدو أن هذا الشكل الأدبي الجديد يسمح للكاتب بأن يكتب، وبكثافة عالية، ما بين الذات والعالم، ما بين الداخل والخارج، ما بين الحلم واليقظة، ما بين المتخيّل والمعيش. وأكثر ما يثير في هذا المابين هو هذا العابر المنفلت، اللانهائي واللامحدود ، الذي يصعب إدراكه ولا نوليه كبير اهتمام في حياتنا اليومية كما في حياتنا الأدبية، وخاصة في الأشكال الأدبية التي تعتمد على التطويل والاسترسال والخطية والنظرة الشمولية.
والقصة القصيرة جدا تكتب كل ذلك بطريقة تمزج بين السرد والشعر، بين الفكر والشعور، بين الوضوح والغموض، منفتحة على لغات الشعر والموسيقى والحلم واللون، فاتحة الطريق أمام انفراج المعاني وتعددها، وانبثاق لذة القراءة وقلقها.
ليس صدفة أن تكون للون مكانة خاصة في نصوص الكاتبين، منتسب والمتقي، فقد اختار كل واحد منهما أن يكون اللون حاضرا داخل نصوصه، بل وفي عنوان مجموعته: جزيرة زرقاء، الكرسي الأزرق ، لأن اللون هو هذا الذي يصعب حصره في معنى محدد، و هو هذا الذي يستدعي انفعال الإنسان وحساسيته. وليس صدفة أن يكون اللون المفضل في عنواني المجموعتين هو الأزرق، ذلك لأن لهذا اللون رمزية خاصة، إذ يتمّ النظر إليه ( kandanski,1964)، على أنه أكثر الألوان انفتاحا و جاذبية، وهو لون الملوك والأباطرة، وهو لون السماء الذي له مفعول خارق على الأرض .

الــهــوامــش:
1 ــ سعيد منتسب: جزيرة زرقاء،منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب،2003،
ص 11.
2 ــ عبد الله المتقي: الكرسي الأزرق،منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، 2005،
ص 57.
3 ــ نفسه، ص 56.
4 ــ سعيد منتسب: جزيرة زرقاء، ص 10.
5 ــ نفسه، ص 9.
6 ــ نفسه، ص 12.
7 ــ عبد الله المتقي: الكرسيّ الأزرق، ص 62.
8 ــ سعيد منتسب: جزيرة زرقاء، ص 11.
9 ــ عبد الله المتقي: الكرسيّ الأزرق، ص 48.
10 ــ سعيد منتسب: جزيرة زرقاء، ص 14.
11 ــ عبد الله المتقي: الكرسيّ الأزرق، ص 31.


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.