14-05-12, 09:32 AM | #33 | ||||||
| صباح الخيـــر نوبيان كيف حالك ؟؟ اقتباس:
و انا شو سويت ؟؟ نسيتي آخر ثلاث فصول في و حانت العودة و لا كيف ؟؟ بهدلتي مازن آخر بهدلة و كان حيموت اقتباس:
الباااااااااااااااااارت اليوووووووووووم صح يا نوبيان ؟؟ يلا احنا بالانتظار المشكلة ان كلامك صح مية بالمية هههههههههههه | ||||||
14-05-12, 01:04 PM | #34 | |||||||||
نجم روايتي
| السلام عليكم عزيزتى .. المقدمة حقا مشوقة .. أحزنتنى هذه الرسالة للغاية من ياسين .. يا ترى ماذا حدث ؟؟ و هل يعلم انه له ولدا من زوجته السابقة رجاء ؟؟ كيف أخطأك رجاء فى حقه .. ؟؟ و هل يعرف عمير بهذا ؟ لا أظن .. أنتظرك فعلا .. و لكن اعذرينى ستكون متابعتى ضعيفة حتى نهاية الامتحانات .. اسلوبك حلو للغاية .. أعجبنى جدا .. من سكارليت .. | |||||||||
14-05-12, 03:41 PM | #35 | |||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
حللتي أهلاً ونزلتي سهلاً.....منورااااااني يسعدني انك تتابعيني طبعاً.... موفقة في دراستك وامتحاناتك ان شاء الله | |||||
14-05-12, 03:44 PM | #36 | |||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
ده الفصل الاول لسه مانزلش... اصبري على رزقك.... وبعد الشر عليكي من الوقوع.... الا صحيح يا دينا ساعات بتتكلمي بلهجة خليجي....هو انتي مصرية ولا خليجية ولا الاتنين مع بعض | |||||
14-05-12, 03:46 PM | #37 | |||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||
14-05-12, 03:51 PM | #38 | |||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
اهلا..اهلا...سكارليت... أسعدني مرورك جداً...وخجلانه منك لتقصيري في التعليق على رائعتك الانتقام أولاً...فسامحيني... ولكني أشعر بقلة نزول الفصول الجديدة.. واضح انك مشغولة... أسئلتك هي الأسئلة التي تحيرنا جميعاً وسنجيب عليها معاً في الفصول القادمة.. يسر الله لكِ امتحاناتك..ووفقك بها.. شكرا على اعجابك باسلوبي...ويارب الرواية تعجبك للنهاية. | |||||
14-05-12, 04:00 PM | #39 | ||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل الأول - أبي عاطف.. أبي عاطف... أنا هنا. التفت عاطف للصوت فرأى عمير وسط زحام المصلين المغادرين للمسجد بعد انتهاء صلاة الجمعة ابتسم لمرآه ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته ليحل محلها نظرة عتاب حتى وصل إليه عمير الذى طأطأ رأسه خجلا: - لقد حاولت أن ألحق بك... ولكني تعطلت في الصباح بعض الشيء وعندما ذهبت إلى المنزل أخبرتني نيرة أنك غادرت إلى المسجد ... أسف ... حقاً أنا أسف.. ولقد حاولت أن آتي إليك في الصف الاول ولكن لا يحق لي تخطي الرقاب. ظل عاطف يحدق بوجهه وقال بنبرة حزينه: - إنها آخر جمعة.. كنا سنصليها معاً. - أعلم... أرجوك أبي سامحني. - لا بأس ..... هيا بنا أعتقد أن الجميع في انتظارنا.... لقد أعدت لك هدى وليمة كبيرة بمناسبة سفرك أنت ورجاء ولكم يحزننا أن تفارقونا كلاكما هكذا. - نفس ما يحزنني يا أبي.... فلكم سأفتقدكم جميعا ، لقد كنتم نعم العون لي ... عائلة لم أتمنى أفضل منها. - بل أنا الذي كافئني الله بك.... فلم يرزقني الله إلا بالبنات فكنت أنت ابني الذي لم أنجبه. - وأنا مدين لك بالكثير يا أبي ... فلم أشعر بحرماني من أبي بوجودك. جفلت عينا عاطف وشخص ببصره بعيداً وكأنه يخشى النظر لوجه عمير الذي لم يفاجأ بهذا التصرف فهذا ما يفعله الجميع حين يذكر أبيه ، أمه وأمه هدى وأبيه عاطف.... لكن هذا الامر لم يعد يؤثر فيه كثيراً صحيح أنه في الماضي كان يضايقه كثيراً لكن سرعان ما اعتاد الأمر خاصة أن أمه كانت تبكي كلما ذكر أبيه وهو كان يكره أن يرى دموعها..لذا قرر التوقف عن الحديث في الأمر...هو أصلا لم يرى أباه أبداً..بل علم أنه ولد بعد أن ترك أمه...وهذا هو كل مايعرفه عن هذا الأمر...لكن ما الأسباب..لا أحد يريد الحديث في الأمر. - وصلنا.... يا فتى. أخرجه صوت عاطف من بحر أفكاره فنظر له مبتسماً ليصعدا إلى المنزل الذى كان يقضي فيه معظم وقته. جلس عمير أمام صبيه تصغره ببضع سنوات تعبث بأصابعها وارتسم على وجهها الكثير من الحزن فقال في صوتٍ رقيقٍ: - لا أحب أن أراكِ حزينه يا نيرة. رفعت عيناها إليه فرآها تتلألأ بالدموع: - لا تتركنا يا أخي أرجوك.. ابق معنا. - تعلمين يا نيرة أني ما كنت سأغادر البلاد لولا أن لهذا فائده لي ولمن حولي. - لكنك لن تعد. عقد حاجبيه قائلاً: - من قال هذا... سأعود إن شاء الله. - الكثير يغادر البلاد ليتعلم في الخارج ولا يعد. ابتسم هامساً: - أعدك أن أعد. رمقته بنظرة شك فاتسعت ابتسامته: - هل سبق أن وعدتك بشيء ولم أفِ به؟ هزت رأسها نفياً فأردف قائلاً: - إذاً لا تقلقي.... سأعود فور انتهاء الدراسه. لوحت بكفيها متذمرة: - وستأخذ معك أيضاً خالتي رجاء. - كنت أتمنى أن أأخذكم جميعا معي ولكني لا استطيع، كما أنني لا يمكنني أن أفارق أمي أبداً. قامت نيرة ووجهت لكمه لكتفه قائلة: - ولكن يمكنك أن تفارقنا نحن..صحيح؟!! - نيرة أنتِ تعلمين أن علاقتي بكم ليس بها ما يحرجني فأنا أخيكم بالرضاعة ووجودي معكم لا حرج فيه والوضع يختلف مع أمي بسبب أبي عاطف وإذا تركتها هنا ستقضي الكثير من الوقت وحدها كما أن حالتنا المادية تسمح لنا بالسفر وبالتالي لا مشكلة. " أنتما... هيا الطعام جاهز ". - كم سأفتقد صراخ نبيلة. ردد عمير ضاحكاً ثم وقف قائلاً: - سأسبقك إلى مائدة الطعام. وانطلق وهي خلفه ضاحكان. وفي انجلترا لم تكن البداية سهلة، حياة جديدة تماماً كان عليهما التأقلم عليها، حاولت رجاء بكل جهدها مساعدة ابنها على التأقلم والتركيز في دراسته، حتى نجحت في هذا..ولكن الامر لم يسلم طويلاً، فلقد كان عمير دائم الشكوى من الدكتور المسئول عن رسالة الماجستير خاصته حيث لا يعجبه عمل عمير البحثي على الأطلاق. ألقى بحقيبته السوداء على الأريكة وتبعها بجسده وهو ينفخ في ضيق فنظرت له أمه قائلة: - لا تنفخ هكذا..... ما الذي يضايقك؟! نظر لها عمير مجيباً: - وما الذي تتصوري أنه يضايقني. - دكتور جوزيف مرة آخرى!! - نعم هو.... أكاد أجن لما يكرهني هكذا؟!! الغريب انني تأكدت أنه مسلم ومن أصول عربيه أيضاً لكن لمَ يعاملني بكل هذا الجفاء بينما لا يفعل مع الطلبة الأخرين..هل لدية عقدة ما من العرب. ابتسمت رجاء : - لا أعتقد ذلك...وليس من المفروض أن تحكم عليه ، فأنت لم تبدأ معه إلا منذ أسابيع قليلة، كما أنك قلت أن طلباته الكثيرة من أبحاث وتقارير تفيدك. - هذا صحيح. وقفت لتتجه للمطبخ : - عليك أن تحاول أن تصبح أفضل مما يتصور. تركته لإعداد الطعام بينما ردد هامساً: - لا أعتقد ذلك سيكون سهلاً. جلس عمير أمام مكتب دكتور جوزيف الذي كان يطالع أخر بحث كلفه به ، كان كل ما يفكر به هو كم العيوب التي سيخرجها من بحثه فلم يحدث أن أعجب دكتور جوزيف بأي من أبحاثه ، والمشكلة الحقيقة هي طريقة حديث دكتور جوزيف والتي لم تكن تعجب عمير على الاطلاق. رفع جوزيف رأسه ليرمق عميرة بنظرة طويلة ثم قال في ضجر: - أعتقد أنني كنت أقول على أبحاثك السابقة جيده ولكني لا أريد إلا الممتاز ، فإذا بك تأتي لي بهذا البحث الذي لا يستحق سوى مقبول. عقد عمير حاجبيه: - مقبول.. لماذا البحث متكامل.. ولا.. قاطعه جوزيف صائحاً: - أأنت الذي ستعلمني كيف أحكم على ما هو أمامي؟!!... اسمعني جيداً يا هذا ... ما قدمته لي الأن يستطيع أن يقدمه لي أي طالب في السنة الأولى عندي وليس أحد الدارسين للحصول على درجة الماجستير. وقف ليلقي بالبحث أمام عمير مستطرداً: - البحث المتكامل الذي تتحدث عنه يختلف كثيراً عن هذا، وإن كنت تتحدث عن عناصر بحثك ..فالجواب نعم هي متكامله لكن كأي بحث لأي شخص لا يملك عقلاً ليفكر به أو يبتكر ويبدع... أنا لا أرى شخصيتك في هذا البحث لا أرى سوى معلومات وحقائق منقولة ولكن مرتبه بشكل جيد...... أين الإبداع في هذا؟!! وقف عمير يلتقط بحثه في ضيق واستدار ليغادر المكان وقبل أن يفتح الباب استوقفه صوت جوزيف: - سيد ياسين... التفت إليه بوجهٍ متجهم فأردف قائلاً: - عليك أن تعلم أنك تدرس في مكان مختلف، وأنا لن أفعل كما كان يفعل اساتذتك وأقف مبهوراً بما تقدمه لي وألهب يدي بالتصفيق لك، أنت في دوله متقدمة وليس في دوله من دول العالم الثالث. لم يعلق عمير بل ظل يحدق في وجهه فأشار له بالخروج مكملاً: - يمكنك الانصراف. خرج عمير وهو يكاد ينفجر من الغيظ والضيق وأخذ يردد: - حسناً دكتور جوزيف ..ستعلم أني جدير بوجودي في هذا العالم المتقدم.... يا إلهي لا أعرف لما يعاملني هكذا وكأنه يكرهني...... ولكنه لا يعرفني ليكرهني. - هذا صحيح. تسلل هذا الجواب إلى أذنه فاستدار مندهشاً ليرى محدثه فوقعت عيناه على فتاه شابه، ملامحها غربية تماماً مما يؤكد أنها ليست عربيه وسبب دهشته أن كلماته السابقة قالها بلغة عربيه صريحة والاكثر دهشة أنها أجابته بلغة عربيه صحيحة تماماً باستثناء اللكنه الانجليزية التي ألقت بظلالها على كلاماتها القصيرة. وإن لم تستمر دهشته طويلاً فقد قلت برؤيته للحجاب الذي على رأسها. وقفت تنظر له بابتسامة هادئة على شفتيها قائلة: - يفضل أن أقدم نفسي أولاً... آنسة يوسف.... ريم يوسف، طالبة بالسنة الثانية بكلية الهندسة وأدرس تحديداً الهندسة الالكترونيه..... أما أنت فاسمح لي أن أخمن دارس في كلية العلوم وتحضر للماجستير وبما أنك خارج من مكتب دكتور جوزيف فأنت بالتأكيد تخصصك في علوم النواه والذرة صحيح؟!! أومأ عمير برأسه ومازالت معالم الدهشة على وجهه فابتسمت ريم قائلة: - لن استطيع أن أخمن اسمك بالتأكيد. صمت قليلاً فلم يعجبه جرئتها في الحديث معه، لكنه لم يجد مفر من أجابتها: - اسمي ..نعم... عمير ياسين. - مرحبا بك سيد ياسين لم يجيبها بل ظل يحدق في وجهها فاتسعت ابتسامتها أكثر وكأنها قرأت ما يدور برأسه فقالت: - أرجو المعذرة ..لم أكن أقصد أن أقتحم حديثك مع نفسك.... ولكني ما أن أسمع اللغة العربية حتى أرهف سمعي لها من شدة حبي لها واشتياقي لسماعها. لم يعلق أيضاً ، فمطت شفتيها قائلة: - أتحب أن تلتقي بكل الطلبة العرب والمسلمون هنا؟! اومأ برأسه دون أن يقل شيء، فأردفت: - حسناً... نحن جميعاً سنلتقي اليوم بعد الساعة الخامسة في الساحة الخلفية يسعدنا أن تنضم إلينا وستلتقي بكثير ممن عملوا مع دكتور جوزيف وسيساعدونك كثيراً..... سعدت بلقاءك.... السلام عليكم. - وعليكم السلام ورحمة الله. رد التحية وتابعها حتى اختفت من أمامه، هز رأسه ليغادر المكان، هو ليس معتاداً على التعامل مع الفتيات عامة اللهم أخوته من الرضاعة، هكذا علمته أمه وهكذا أعتاد حياته..كان يعلم أن هذا لن يكن سهلاً في بلد أجنبي لكنه قرر أن عليه التعامل مع الأمر في حدود ما يضطر إليه. ولن يسمح لنفسه بالتهاون في هذا لمجرد أن أهل البلد كذلك. ما أن جاءت الساعة الخامسة حتى أسرع للساحة الخلفية فوجد هناك العديد من التجمعات ولم يكن صعب عليه أن يجد التجمع الخاص بالمسلمين حيث رأى مجموعة ليست بالكبيرة ولا الصغيرة من فتيان وفتيات اقترب منهم وما أن رأته ريم حتى قالت: - فليرحب الجميع بأخينا الجديد..... الاخ عمير. أخذ الجميع يرحب به وتبادلا كلمات الترحيب والتعارف فوجد منهم من هو عربي الجنسية ومن هو غربي الجنسية لكن السمة المشتركة بينهم أنهم جميعاً مسلمون وكانت هذه هي المرة الاولى التي يرى فيها هذا الكم من مسلمي الغرب إلا أنه لم يستطيع أن يستسيغ هذا الاختلاط الصريح بينهم، لكن هذا كان من الامور الذي كان عليه تقبلها كي يستطع التحرك في هذة البلدة، ففي بلده كان يستطيع ان يبتعد بنفسه عن اي اختلاط بمصادقة الشباب الذي يفكرون مثله أما هنا...فهذا أمر شبه مستحيل. قدم له أحد الشباب طبق به طعام قائلاً في مرح: - تفضل يا عمير .... فاليوم هو يوم الطعام المنزلي الجيد حيث تأتي الفتيات به من منازلهن ليكون اليوم الوحيد في الاسبوع الذي يرحمنا الله فيه من المعلبات. قالت إحدى الفتيات: - نعم ... ولكنكم لا تقدمون لنا شيء أبداً. ضحك شابٍ آخر قائلاً: - كيف تقولين هذا نحن نقدم لكن الحماية... فلا يوجد أحد هنا يجرأ أن يتعرض لأيكن بسوء وإلا لقناه درساً لن ينساه. تعالت ضحكات الشباب لتأييد هذا القول ثم انشغلوا جميعاً بالطعام أما عمير فقد كان يراقب الجميع.ثم نظر إلى حيث توجد ريم وأراد أن يسألها عمن من الشباب قد يساعده في التعامل مع دكتور جوزيف فهذا هو شغله الشاغل وربما شعرت ريم بذلك فاقتربت منه قائلة: - ماذا بك؟! - لا شيء ، قلتي أن من هؤلاء من تعامل مع دكتور جوزيف فهلا رشحتي لي أحد أتحدث معه؟! - من الفتيان أم من الفتيات؟!! عقد عمير حاجبيه قائلاً: - من الفتيان طبعاً . لم تفهم ريم سر تحفزه في الاجابة على هذا السؤال لكنها أشارت إلى شاب يجلس بعيداً قليلاً عن تجمعهم : - هذا جاسر ... هو شاب هاديء كما ترى وأحدث من تعامل مع دكتور جوزيف فقد كان تلميذه العام الماضي ، فهو يدرس بكلية العلوم أيضاً ولكنه يصغرك بعض الشيء فهو مازال في السنة الثانية واستطاع أن يتفوق على الجميع السنة الماضية وحصل على أفضل التقديرات خاصة في مادة الفيزياء التي يُدرسها دكتور جوزيف. اتجه إلى حيث يجلس هذا الشاب الذي ما أن شعر به حتى ابتسم له فبادله عمير الابتسامه قائلاً: - هل تسمح لي بالجلوس معك؟! - بالتأكيد هذا يسعدني. جلس بجانبه قائلاً: - اسمي عمير..وأنا من مصر أومأ جاسر برأسه لتحيته وقال: - وأنا جاسر...من فلسطين ..أهلا بك؟! وضع عمير الطبق الذي بيده قائلاً: - هل تسمح لي بسؤال؟! - تفضل. - هل أنت مغترب أم تعيش هنا؟! - وما الفارق الذي قد يصنعه شيئاً كهذا؟ - أنا فقط أتبادل معك الحوار. - لا لست مغترب أنا أعيش هنا منذ أن كنت في الخامسة عشر من عمري. - حقاً وما الذي دفع والديك للهجرة إلى هنا؟ لم يتوقع عمير أن تكن هذه الكلمة لها هذا التأثير على جاسر فقط ارتسم على وجهه معالم الحزن الشديد مما أربك عمير : - أسف... يبدو أنني خضت فيما ليس لي. لم يعلق جاسر فقال عمير ليغير دفة الحديث: - علمت أنك طالب بكلية العلوم..فماذا تدرس يا ترى؟! صمت جاسر قليلاً ثم قال: - علم الجولوجيا. - مممم... علم الأرض... ولما اخترت هذا التخصص بالذات؟ صمت جاسر قليلا ثم قال بصوتٍ عميق: - أنا من الناس الذين عرفوا معنى الأرض معنوياً ..... وأحببت أن أعرف قيمتها مادياً، فالأرض ليست مجرد طريق مستو نمشي عليه.. بل هي تعني الكثير ولكن للأسف... القليل يعرف ذلك. ظل عمير ينظر إلى وجهه وشعر بكم الحزن الواضح من صوته إلا أنه لم يرد أن يخوض في ذلك فلقد شعر أن جاسر يريد الاحتفاظ بذلك لنفسه فقال: - معك حق... أنت تعرف دكتور جوزيف إذاً. ابتسم جاسر قائلاً في امتنان: - بالتأكيد أعرفه... إنه لمن دواعي سروري أني كنت تلميذه فلقد تعلمت منه الكثير. قال عمير مندهشاً: - حقاً... غريب!! - وما الغريب في ذلك؟! - أنا أعاني منه كثيراً. ضحك جاسر قائلاً: - لأنك في البداية فقط .. أنا أيضا عانيت وتصورت أنه يكرهني . - هذا صحيح....هذا ما أردده أنا أيضاً. تطلع إليه جاسر مبتسماً : - لا تقلق سرعان ما تعرف أن كل هذا لمصلحتك وأن حرص دكتور جوزيف عليك لا مثيل له. - كيف... إنه لا يعجب بأي شيء أفعله وكثيراً يردد أنه لا يقبل بأقل من ممتاز. - هذا صحيح هو لا يقبل بأقل من ممتاز. - ماذا يمكنني أن أفعل إذاً؟! - كل ما عليك هو أن تفهم منطق دكتور جوزيف. - ساعدني بالله عليك. - دكتور جوزيف يكره أن يرى شخص عربي غير متفوق. ضاقت عينا عمير وأنصت لجاسر الذي قال: - أنا مثلا عندما إلتقيت به كنت مهمل في دراستي بعض الشيء وشعر هو بذلك فبدأ يضايقني كثيراً بطلبات وأبحاث دون غيري من الزملاء وعندما نظرت حولي وجدت أنني العربي الوحيد مما زاد حيرتي.. لمَ يفعل هذا معي؟! فتجرأت وذهبت إلى مكتبه لأسأله. اتسعت عينا عمير قائلاً: - تسأله.... عن ماذا؟! - لمَ يسيء معاملتي؟! - وماذا قال؟ إلتزم جاسر الصمت وهو يعود بذاكرته فهزه عمير قائلاً بترقب: - ماذا قال؟!! ابتسم جاسر قائلاً: - جعلني لأول مرة أرى الامور بصورة مختلفه مما جعلني والحمد لله من المتفوقين. - أكمل. قالها عمير في لهفة، فأكمل جاسر: - أكتشفت أن كل ما يفعله هو أفضل طريقة لتقدمي فعلاً، هو يكره الفشل خاصة اذا كان لعربي، رأيت أنه يحمل همنا كثيراً وكأنه في تحدي من نوع خاص يريد أن يثبت للجميع أن العرب ليسوا اغبياء وأن النابغين فيهم ليسوا طفرات كما يرددها البعض له، صحيح انه يكون قاسياً...لكنه في النهاية يريدك أن تثبت للجميع أن العقول العربية عقول واعدة مادامت لاقت الاهتمام الكافي. أنهى جاسر كلماته التي استمع لها عمير جيداً فردد: - ولما القسوة لما ليس أسلوب آخر؟! - بعد الذي سمعته منه لم أهتم بإلقاء هذا السؤال رغم أنه طرق ذهني. ابتسم عمير قائلاً: - على كل حال أشكرك كثيراً، فلقد أفادني الحوار معك كثيراً.... ويسعدني أن نلتقي ثانية. - مادمت ستأتي هنا كل أسبوع مثلما يفعل الجميع ...إن شاء الله سنلتقي ثانية. كرر عمير الذهاب لتلك التجمعات الأسبوعية، حتى صارت أفضل وقت يقضيه على الأطلاق، فلقد تقرب كثيراً من جاسر ووجد فيه عوضاً عن أصدقاءه الذين تركهم بوطنه، وكذلك تعرف على الكثير من الشباب لكن كان جاسر الأقرب له دائماً حتى سار لا يفارقان بعض مادام الوقت يسمح بذلك، ولكن هذا ليس كل شيء، فهناك أمر أخر بدأ يشعر به، ريم يوسف..هذة الفتاة العجيبة ، هكذا يراها..تجيد الحديث وتمتلك القدرة على اجبارك على الاستماع لها، لم تكن احاديثها تافهة بل احيانا تحدثه في مجال دراسته نفسه، مما أكد له أنها من عائلة علمية بحته،مما كان يجبره على الاستمرار في الانصات لها ورويدا رويدا أصبح الامر أكبر من مجرد استفادة بل بات يميل للأستماع لها واندهش من نفسه عندما لاحظ كيف يتأمل وجهها عندما تتكلم، أو تضحك..أو تبتسم...خاصة لو كانت هذة الابتسامة له، لم يستطع تفسير المشاعر التي تصيبه عندما تبتسم له، مشاعر لو منحها اسماً لكتفى بقول أنها مشاعر جميلة ولكن مهلاً.... وهنا دق جرس إنذاره الشخصي ووجد أنه لابد وأن يتوقف وإلا سيفتح باباً يصعب إغلاقه، هو لم يأتي هنا ليتعلق بالفتيات وإنما ليتعلم... ولن يسمح لأي مشاعر جانبية أن تعطله عن هذا. سار في خطوات سريعه متجهاً للمبنى الذي به مكتب دكتور جوزيف، كانت ملامح السعادة مرسومة على وجهه ممزوجه بنظرة ثقه قوية فها هو يحمل هذه مرة بحث تناوله بأسلوب جديد وبالتأكيد سيبهر دكتور جوزيف، إلا أن هذه الملامح تغيرت وعقد حاجبيه متطلعاً لريم التي كانت تقف عند بوابة المبنى تتلفت حولها وكأنها تبحث عن شيءٍ ما: - هذه الفتاة مرة آخرى..... لا أعرف ما الذي يصيبني كلما رأيتها..من الافضل ألا أتحدث إليها سأمر وكأني لم أراها. سار في طريقه بخطوات سريعة واسعة إلا أنه توقف وارتد للوراء صائحاً: - ما هذا؟!! فلقد قطعت ريم طريقه فجأة حتى أنه كاد أن يصطدم بها ، قالت: - لما تسير بهذه السرعة؟!! ألم تراني ؟! كنت أبحث عنك. حدق عمير في وجهها للحظه ثم قال في حنق: - كيف تعترضين طريقي بهذا الشكل ؟! لقد كدت أرتطم بك و... - لم يحدث شيء ...، المهم تجمعنا سيكون اليوم وليس الغد. هدأ عمير من روع نفسه ، وهو يكتم غيظه قائلاً: - لماذا؟! - لأننا سنذهب إلى المركز الاسلامي حيث سيعلن اليوم اثنان من رفاقنا إسلامهم. - حقاً!! - نعم... والمراسم ستكون اليوم ويجب أن نكون معهم ..أتحب أن تأتي؟! - بالتأكيد. - حسناً... لقاءنا اليوم ..لا تتأخر. التفتت لتغادر المكان وعاد هو لطريقه إلا أنها أوقفته قائلة: - عمير.... أعلم أنك رأيتني ومع ذلك أردت أن تتخطاني... ولكني لا أعلم السبب... ولا أريد أن أعلم. وقبل حتى أن يفتح شفتيه غادرت بسرعه، مط عمير شفتيه تلته شبح ابتسامة اندثرت سريعاً وعاد إلى طريقه. - هذا مستواه جيد. قالها جوزيف في هدوء بعد أن طالع البحث المقدم من عمير الذي عقد حاجبيه مردداً: - جيد. رفع جوزيف عينيه قائلاً بنبرة باردة: - نعم.... ماذا تريدني أن أقول؟!.... أخبرتك ألا تتوقع الكثير، فأنت غادرت دولتك فلتعي ذلك. أخذ عمير نفساً عميقاً ليتماسك قبل أن يقول بنبرة لم تبدو هادئه: - أعلم جيداً أين أنا يا دكتور.... فلا داعي لتذكيري طوال الوقت، وأنا لا أريد أكثر مما أستحق. - وأنا لا أعطيك أكثر مما تستحق. ثم سكت لحظات مضيفاً: - ولا أقل. وقف عمير واتجه للباب قائلاً: - لا فائدة. - عمير. قالها جوزيف مردفاً: - لولا أنني أعلم أنه يمكنك أن تقدم أفضل من هذا لما أبقيتك معي. مط عمير شفتيه قائلاً: - معقول... لم أتصور أنك تنظر لي بإيجابية أبداً. عاد جوزيف ينظر في أوراقه قائلاً: - هذا شأنك.. فلتتصور ما تشاء...يمكنك الانصراف. حدق عمير به للحظات وتمنى أن يصيح في وجهه أن هذا الاسلوب ليس الافضل كما يتصور لكنه أثر الصمت وأغلق الباب خلفه. يتبع.... | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|