آخر 10 مشاركات
❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1177 - غيوم الصيف - د.ن ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          لعبة العاطفة (147) للكاتبة:Lynn Raye Harris (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          1178 - الشريك الخطر ( عدد جديد ) - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خلف القناع امرأه .. بقلم تفاصيلْ *مميزة ,مكتملة* (الكاتـب : تفاصيل •» - )           »          1179 - لا أثق بك ( عدد جديد ) - د.ن (كاملة) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1180 - سيد القلب ( عدد جديد ) - د.ن ((كاملة )) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          1181 - النار الزرقاء ( عدد جديد ) - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-11, 06:25 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


كان فندق كراون يقع على مسافة ثلاثة أميال فقط من أوتيرييري ، على طريق غيلفورد ، وكان يقدم الطعام والخدمة المناسبة اساسا للذين يريدون الإبتعاد عن صخب المدينة وإندفاعها ، كما كانت مطاعمه ذات كفاءة طيبة ، وكان الطعام الذي يتولاه طاه فرنسي لذيذا ومنوعا في مذاقه ولذلك إشتهر بالخدمة الحسنة ، وكانت مادلين تشعر وهي تتناول الطعام فيه بانها خبيرة ذوّاقة في إختيار أصنافه والحكم عليها.
وكان الطريق الى الفندق يمر بمصنع شريدان ، فشعرت بعينيها تنجذبان الى المكان وهي تمر عليه وتساءلت أي مركز يحتله الرجل ، لقد قال إنه يعمل بالمصنع ، فربما يكون أحد المديرين ، فرجل مثله يقود سيارة مثل سيارته ، لا يمكن ان يكون من طبقة العاملين في الورشة ، هذا إلى ان حلته كانت تنبىء بتفصيل راق ، حتى حلل أدريان لم تكن تناسبه على هذا النحو الجيد او تبدو غالية الثمن كهذه الحلة ، ومع ذلك فأدريان ناظر مدرسة ! ولكن ادريان كان يتوخى في شرائه الأشياء أن تدوم ، وكانت غالبا ما تدوم.
كان الفندق مزدحما ،ولكن مائدتهما كان يجري حجزها من أسبوع لأسبوع ، وذلك يعد شيئا مضمونا ، فمنذ وصول الإيطاليين والأميركيين ، بدت بلدة أوتيرييري وما يكتنفها وكانها تصغر تدريجيا ، وكان سكانها يتجاوزون الحدود في كل مكان ، وزمجر أدريان وقد إضطر الى أن يشق طريقه الى الباب ليحضر شرابهما ، وعاد يشق طريقه الى جانبها وهي تقف قرب المدخل.
قال وهويتخذ بجانبها وضعا مريحا:
" يا له من زحام ، لقد اصبح المكان أشبه بمباراة الركبي كل اسبوع ، ولم يكن ابدا هكذا من قبل".
قالت مادلين في سخرية:
" لا أظن ان اصحابه يشكون ، إنهم سيشعرون بالعرفان لرواج تجارتهم".
" أتوقع ان يشعروا بذلك ، ولكن.... حقيقة... ليس ثمة مكان للجلوس والدخان ناحية البار يثير الغثيان".
إبتسمت مادلين ، لم تكن تنفر من الزحام مثل ادريان ، لكنها مع ذلك لا ترى ان هناك أية متعة في الوقوف عند المدخل طيلة المساء ، قالت:
" فلنذهب لنتناول الطعام إذن ، ونستطيع هناك على اية حال ان نتناول الشراب في راحة نسبية".
قال أدريان على الفور:
" فكرة ممتازة ، تفضلي".
وكانت غرفة العشاء أيضا مزدحمة ، ولكن مائدة أدريان ، تحت النافذة ، كانت تنتظرهما ، فجلسا شاكرين ، وخلعت مادلين سترتها... واكلا سلمون مشويا وسوفليه الخوخ ، وتنهدت مادلين وهي تشعر بالمتعة غذ تحتسي قهوتها ، وتمتمت وهي تبتسم:
لقد كان هذا لذيذا تماما ، يجب ان تعترف يا أدريان اننا لوغيرنا الفندق فلن تستطيع الحصول على وجبة مثل هذه".
إبتسم ادريان:
" نعم لعلك على حق ، لقد تبدّل شعوري الا إزاء كل شيء".
أشعلا سيكارتين وشرعا يناقشان قصة كان كلاهما قد قراها ، عندما سقط ظل على المائدة ، تطلعت مادلين في دهشة لتجد رجلا متقدما في السن يبتسم لهما ، ونظر أدريان ايضا وما لبث ان نهض بسرعة وهتف:
" هيذر وينغتون ! لقد مرّت فترة طويلة منذ إلتقينا ".
إبتسم هيذر وينغتون في لطف وقال:
" هل لي أن أنضم إليكما؟".
قال أدريان في يسر:
" بالطبع ، إجلس .... أوه ... بالمناسبة ... هذه سكرتيرتي ، السيدة سكوت ، لا أعتقد انكما تقابلتما من قبل ، هذا السيد هيذر هينغتون يا مادلين ، ناظر المدرسة الثانوية".
قالت مادلين وهي تبتسم وتصافح السيد هيذر وينغتون:
" نعم ، أعرف ذلك ، تفضل بالجلوس".
" ارى أنكما تحبان الطعام هنا ".
قالت مادلين في حماسة:
" أوه... نعم ، هل تاتي هنا كثيرا؟".
رد هيذر وينغتون في بطء:
" كلما إستطعت ان أترك زوجتي في امان، إنها شبه مقعدة ، ولا احب أن أتركها وحدها ، ومع ذلك كان عندي الليلة موعد عمل ، وجئنا هنا بعد ذلك لنتناول العشاء...".
ثم إلتفت الى أدريان قائلا:
" انا سعيد لأنني إلتقيت بك يا سنكلير ، فنا أريد أن أتحدث اليك".
قال أدريان ،وقد أثير إهتمامه:
" أي نعم... عم تريد ان تتحدث؟".
قالت مادلين وهي تتطلع متسائلة الى هيذر وينغتون:
" هل أنصرف؟".
هز هيذر وينغتون رأسه نفيا ، وأخرج غليونه وأخذ يملأه قائلا:
" كلا... على الإطلاق... هل يضايقك ان أدخن؟".
قالت مادلين:
"كلا...".
فاشعل هيذر وينغتون غليونه وهو يبدو متأملا ، وقال بعد ان اتم إشعاله:
" والان... إنك تعرف كونراد ماسترسون يا سنكلير ،أليس كذلك؟".
قطب ادريان جبينه:
" كونراد ماسترسون ؟ كلا؟ أوه... إنتظر لحظة ، لعلك تعني الأمريكي الذي يدير الآن مصنع شريدان؟".
" هذا صحيح ، هل تعرفه؟".
هز أدريان رأسه نفيا:
" كلا ، سمعت بإسمه فقط سماعا عابرا ... لماذا؟".
" ستعلم انه إشترى ذلك البيت الذي كان يملكه اللورد اوتيرييري في هاينوك".
" نعم ، سمعت ذلك".
قال أدريان ذلك وهو يومىء براسه ، وأخذت مادلين تنصت بإهتمام ، عمّ يدور الحديث يا ترى؟
" حسنا... إبنه عندي في المدرسة _ كونراد الصغير وهو في الثالثة عشرة وهو لامع الذكاء جدا ،ولكن ليس هذا ما كنت اريد ان أخبرك به".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 06:27 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ثم إبتسم وكان يدرك تماما ان زميله يكاد ينفجر فضولا ورغبة في ان يصل الى لب الموضوع:
" كلا ، في الحقيقة جاءني ماسترسون بنفسه في أوائل الاسبوع ودعاني وزوجتي الى منزله لتناول الشراب مساء الأثنين ، فشرحت له ان ماري لا تستطيع القيام بزيارات إجتماعية ، فإقترح ان آتي في اية حال وان أحضر معي من اشاء ،وتساءلت إذا كنت تود ان تاتي معي ، إن ماسترسون رجل إجتماعي جدا كمعظم الأمريكيين ، وهو يريد أن يتعرف الى الناس ، وطبيعي ان مركزك كناظر المدرسة العليا الوحيدة في البلدة جعل إسمك يرد على ذهني لأول وهلة ، وكنت أنوي ان أحدثك تلفونيا غدا ،ولكنني عندما رايتك هنا هذا المساء ، لم استطع ان اغفل الفرصة ، وارجو الا تظن أنني دخيل".
" كلا......على الأطلاق".
كان من الواضح أن أدريان اثير إهتمامه ، وأنه يشعر بأطراء ، فأردف قائلا:
" الأمر يبدو فرصة بالغة الروعة ، ولا بد أن أعترف بان هؤلاء القادمين الجدد الى بلدتنا يثيرون إهتامي الى حد كبير".
أخفت مادلين إبتسامتها وهي تتذكر النفور في وقت مبكر من المساء عندما إضطر الى ان يكافح ليحصل على الشراب ، لمجرد وجود حشد من القادمين الجد ، وواصل أدريان حديثه قائلا:
" لم يسبق لي زيارة أميركا ، وانني ارحب بفرصة الحديث عن هذه البلاد مع أناس يعرفون حقا ما يتحدثون عنه ، سأحضر بالطبع".
إبتسم هيذر رينغتون في رضى وإرتياح:
" حسنا ، حسنا ،اعتقد انها ستكون مناسبة مثيرة...".
ثم التفت الى مادلين قائلا:
" هل تستمتعين بالعمل مع صديقنا الممتاز يا سيدة سكوت؟".
إبتسمت مادلين :
" كثيرا جدا ، أشكرك ، أدريان رئيس يراعي مشاعر الآخرين ، وليس متسلطا".
نفث هيذر رينغتون دخان غليونه ، وقال:
" نعم أعتقد أنه كذلك يستمتع بالعمل مع سيدة جميلة مثلك ، اليس في وسعك ان تخرجيه من حالة العزوبية التي هو فيها ؟ فهمت أنك ارملة".
تطلعت مادلين الى سيكارتها ، ثم قالت وعيناها تلمعان:
أعتقد ان ادريان سعيد كما هو ، أليس كذلك يا أدريان؟".
ثم كتمت ضحكتها.
قال ادريان في سخرية ، بدون ان يبدوعليه السرور:
" لسنا أطفالا..".
وكان هيذر رينغتون في رايه حريصا على الأدلاء بتعليقات صعبة ، ثم الإفلات من نتائجها ، قال هيذر رينغتون وهو يبتسم في خفوت:
" كلا ، أنا موقن انكما لستما كذلك ، في أية حال يا سنكلير ، لماذا لا تسأل السيدة سكوت إن كانت ترغب في ان تصحبنا مساء الأثنين ؟ اعتقد انها ستستمتع بهذه المناسبة أيضا".
قال أدريان وهو يوميء موافقا:
" إنني موقن أنها ستستمتع بها ، أتأتين يا مادلين؟".
قالت في حيرة بالغة:
" لست... لست ادري. إنني لم أدع.. ولا اعتقد في الحقيقة".
صاح هيذر رينغتون وهويهز راسه:
" هراء ، ماسترسون سيسعده أن يرحب بك ، وفي أي حال ، لن تكوني وحدك ، سيكون أدريان هناك الى جانبك".
ترددت مادلين ،وحثّها أدريان على القبول ،وقال ملاطفا وهو يستحثها:
" أرجوك ان تقولي أنك ستحضرين يا مادلين".
"ولكن... ديانا...".
قال أدريان بحزم:
" قادرة تماما على أن تعنى بنفسها في أمسية واحده ، نعم يا هيذر رينغتون ، سنحضر ، هل آتي بسيارتي لأصطحابك؟".
قال وهو ينهض:
" نعم ، سيكون هذا افضل ، ثم في وسعك بعد ذلك أن تذهب لإصطحاب السيدة سكوت ،والان ، يجب ان اذهب وأدعكما تواصلان امسيتكما بدون أزعاج".
ثم لمعت عيناه وهو يقول:
" إحكمي ضبطه يا سيدة سكوت".
ضحكت مادلين عندما لمحت الغضب في ملامح أدريان ، وإنصرف هيذر رينغتون وهولا يزال يضحك في خفوت وهتف ادريان في سخط:
" حسنا ، لقد ذهب هذا الرجل الى ابعد حد ، ماذا يظن نفسه؟".
قالت مادلين في رقة ولطف:
" إنه رجل مسن ساحر ، إنني معجبة به ،كان يمزح فقط فلا تدع السخط يتملكك يا أدريان على لا شيء".
تنهد أدريان وإبتسم في ندم ، وقال:
" اظن أنك على صواب كما أنت في العادة ، إنه يجعلني اشعر دائما بأنني أشبه بتلميذ من تلاميذه".
ضحكت مادلين في مرح ، وقالت في إبتهاج:
" تلميذ مسن ، ألا تظن ذلك؟".
وبعد ان غادرا الفندق توجها بالسيارة الى شقة مادلين ، كانت الساعة مجرد العاشرة مساء ، فدعته لتناول مزيد من القهوة ، ولم تكن ديانا في الداخل عند وصولهما ، ولكنها جاءت بعد ذلك مباشرة.
كانت وجنتاها محمرتين ، ولم تكن مفعمة بأحلام اليقظة على نحو ما كانت في الأمسية السابقة ، وشعرت مادلين بإرتياح ، وإن كانت قد ساورتها بعض المخاوف إزاء قسماتها المكتئبة ، لم تكن قد عرفت كيف تعاملها في الأمسية السابقة وكان من الواضح انها لا تعرف كيف تعاملها الليلة كذلك ، فقررت أن يكون فعلها عفويا ، ورفضت أن تبدأ في القلق من جديد بعد هذه الأمسية السارة التي تبعث على الإسترخاء.
وسالت ديانا وهي تتطلع الى أدريان:
" هل قضيتما امسية لطيفة؟".
غاص ادريان في الاريكة المريحة وقال:
" لطيفة جدا ، اشكرك يا ديانا ، والان تعالي اخبريني عن فتاك ... هل وفّر لك وقتا طيبا؟".
قالت ديانا في ادرب ، وهي تخلع السترة المصنوعة من الفراء ، وتجلس بجواره :
" نعم ، أشكرك ، تناولنا الشاي في مسكن ولدته ، ثم ذهبنا الى السينما ، شاهدنا أحد افلام الغرب في سينما اوديون".
" هل كان فيلما جيدا؟".
جعّدت ديانا أنفها ، وقالت مسلّمة :
" كان لا باس به... إننا لا نرى دائما أجزاء كثيرة من الفيلم".
قالت ذلك وهي تراقب في تراخ تعبير الصدمة على وجه أدريان.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 06:28 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم يخب ظنها ، إذ رفع أدريان حاجبيه إستنكارا ، كانت كلماتها الصريحة قد صدمته ، وكان من المحقق أن هذه الشيطانة الصغيرة ، إبنة مادلين ، تتغيّر ، كانت مادلين على صواب.
وتساءلت مادلين وهي قادمة من المطبخ تحمل صينية من القهوة:
" كيف كان الشاي ؟ هل سارت الأمور سيرا حسنا بينك وبين الديه؟".
هزت ديانا كتفيها النحيلتين:
" أظن ذلك ، ابدت والدته بعض الملاحظات الشائكة عن إهماله الدراسة اخيرا ، وكانني أنا السبب كله ، وأنه لا بد له ان ينقذ نفسه إذا كان يتوقع أن يبعثوا به الى الجامعة في الخريف....".
وتنهدت ديانا وهي تتذكر ما حدث , وأردفت قائلة:
" مسكين جيف ، بدا عليه الغضب فعلا وقال لأمه بوقاحة إن الأمر يخصه هو سواء ذهب الى الجامعة او لم يذهب ، وأعتقد انه سيغير رايه".
بلّلت مادلين شفتيها بلسانها وقالت:
" هكذا إذا ولكنك قلت له بالطبع انه يجب عليه دخول الجامعة ... أليس كذلك يا ديانا ؟ إنه ولد ذكي ، هكذا يقول ناظره ، ويجب الا تقفي حائلا بينه وبين دراسته".
بدا على ديانا التمرد ، ولكنها ظلت صامتة ، وتبادل أدريان ومادلين النظرات ، وتساءلت ديانا فجأة وهي تغيّر الموضوع وتسأل عما تناولاه في عشائهما ، فروت لها مادلين احداث الأمسية ، ووصفت لها لقاءهما مع هيذرنغتون ودعوته لهما لزيارة آل ماسترسون ، فصاحت ديانا بشيء من الغيرة:
" هل تعتقدان ان في وسعي الحضور؟".
قطب ادريان جبينه وقال:
" أخشى ألا يكون هذا ممكنا يا ديانا ، فهذه مناسبة للكبار ،وقد تثير ملل الشباب مثلك !".
ضغطت ديانا على شفتيها ، وغمغمت:
" للكبار ... هه ؟ فماذا انا إذا ".
مد ادريان يده الى علبة سكائره ، ورد في نعومة :
" لست أكثر من تلميذة ؟ أمامك يا ديانا سنوات وسنوات ، فتمتعي بما يخصك اليوم ، ولا تتوقي الى المستقبل قبل أن ياتي".
تنهدت ديانا وقالت:
" لا اريد محاضرة يا عم أدريان ، وفي أي حال أعتقد أنها ستكون مناسبة مثيرة جدا ، من سيكون هناك؟".
رد أدريان قائلا:
" أوه.... اتوقع ان يكون هناك مديرو المصنع ،ومعظمهم رجال متزوجون ومعهم عائلاتهم هناك ، وكما قلت لك ستكون مناسبة خالية من الأثارة".
هتفت مادلين فجاة :
" ماذا سأرتدي حقا؟".
رد أدريان مبتسما:
" ستفكرين في شيء ما ، ولعل من الفضل أن أخاطب هيذرنغتون المسن تلفونيا غدا واعرف الوقت الذي يجب أن نكون فيه هناك ، فإنني اكره ان نصل وهم يتناولون العشاء".
اومأت مادلين برأسها موافقة ، وقالت وهي تتمطى في كسل:
" اوه ، نعم ، في وسعك أن تخبرني يوم الإثنين ، إنني متعبة ، لقد كان يوما طويلا".
غمغم ادريان في جفاف ، وهو ينهض:
" أنا المقصود بهذه التلميحة ، سأنصرف الآن ، هل اراك غدا؟".
قالت مادلين في يسر :
" تستطيع ان تأتي إذا شئت ، كن على راحتك ، فإذا لم تستطع فساراك صباح الثنين".
" حسنا ، مساء الخير....".
قالت ديانا وهي تقبل خده:
" تصبح على خير يا عم أدريان ، إنتبه للطريق".
وبعد ان إنصرف أدريان حملت مادلين الأطباق الى المطبخ ، وتبعتها ديانا ، وإلتقطت منشفة الشاي لتجففها ، وتساءلت مادلين وهي تفتح الماء الساخن:
" هل ستقابلين جيف غدا؟".
ردت ديانا وهي تقطب جبينها:
" نعم – لماذا ؟ هل تريدينني لشيء؟".
إبتسمت مادلين في شك وهي تنظر الى إبنتها:
" أوه... كلا ... أين ستذهبان؟".
ردت ديانا بهدوء:
" حسنا ، لمجرد نزهة بعد الظهر في الواقع".
" هل تودين أن تصحبيه الى هنا لتناول الشاي؟".
لمعت عينا ديانا وهتفت:
" هل أستطيع ذلك؟.
لم يكن جيف قد حضر الى الشقة الى مرة واحدة من قبل لتناول الشاي , وفي ذلك الحين أصيبت مادلين بصداع وإضطرت الى ان تتركهما يتدبران أمرهما ، إبتسمت مادلين الان وقالت:
" بالطبع ، وإذا حضر العم ادريان ، فقد نلعب بعد الشاي لعبة المونوبولي أو شيئا مثل ذلك".
بدا على ديانا النفور:
" أوه يا أمي ، لا نريد أنا وجيف ان نلعب ألعابا!".
هزت مادلين كتفيها:
" ماذا ستفعلان إذا؟".
" ربما نذهب الى نادي السبعينات".
قطبت مادلين جبينها ، لم تكن تحب فكرة ذهاب ديانا الى مكان كهذا مساء السبت ، لكن كان من الفضل من ناحية أن تعرف أنهما هناك ، بدلا من السير في الشوارع على غير هدى ، قالت:
" لا بأس إفعلي ما تشائين".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-11, 08:04 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- لقاء بلا موعد


خلال يوم الإثنين وجدت مادلين أفكارها في كثير من الأحيان تسبقها الى الأمسية ، كانت مناسبة هامة لها أن تخرج خلال الأسبوع ، كانت هي وأدريان يستقلان القطار بين حين وآخر الى لندن ويذهبان لمشاهدة أحد العروض أو إحدى الحفلات الموسيقية في قاعة المهرجانات الملكية ، ولكن هذه المناسبات كانت قليلة ومتباعدة ، إذ كان أدريان مشغولا عادة طوال الأسبوع ، كما أن ديانا كان يتعيّن أخذها في الإعتبار ، فقد كانت لا تزال اصغر من أن تترك وحدها لوقت طويل ، وكانت مادلين تقدمها على كل شيء.
وجاء ادريان يوم الأحد لتناول الشاي في الشقة ، وقابل جيف هناك ، وقضيا معا وقتا طيبا إذ كان جيف ذكيا ،وفي وسعه ان يناقش ادريان في موضوعات لا تقدر عليها المرأتان ، وجدته مادلين فتى جذابا وتساءلت إذا كان قلقها بشان ديانا بغير موجب ، فمن المؤكد ان في وسع الشباب على ان يتصادقوا بدون أن يقعوا في ضيق ما ، كان فتى حسن المظهر ، ومهما كانت خلفيته كان قادرا على أن يعنى بنفسه وان يتصرف في أدب كأي فتى مهذب.
ذهبت مادلين الى وسط المدينة وقت الغداء يوم الإثنين ، وقررت ان تكرّم نفسها بشراء ثوب جديد للأمسية ، وكانت قليلا ما تطلق لنفسها العنان إلا في الضرورات ... وحتى ديانا نفسها ذهبت الى حد القول بان هذا النوع من المناسبات لا يحدث كل يوم.
وجدت ما تريد في متجر صغير للملابس وكان ثمنه أكثر مما توقعت ، لكنها لم تستطع أن تقاوم إغراءه وهي تجربه ، كان من الشيفون الأخضر في خضرة ورق الشجرة ، طويلا الى عقبيها ، مرصّع الصدار بالترتر ، وكانت فتحة العنق منخفضة ومستديرة ، ومطرّزة بخرزات دقيقة ، وكان للثوب اكمام تنتهي باساور مطرزة أيضا بالخرزات ، كان ثوبا نموذجيا للمناسبة ، وعادت به مادلين الى العمل وهي تشعر بسرور بالغ ، وعندما طلب منها أدريان بعد الظهر أن يراه رفضت ، وقالت مداعبة:
" إنتظر حتى الليلة... أريد أن افاجئك".
ضحك ادريان بصوت خافت ، وقال:
" حسنا يا عزيزتي ، كما تريدين ، ولكنني أتوقع منك ان تعرضيه لي قبل الذهاب الى الحفل".
إبتسمت مادلين وهزت رأسها ، وفكرت وهي تتنهد.... حقا ، إن أدريان شخص عزيز ، فلماذا لا تستطيع ان تقرر الزواج منه ، وينتهي الأمر.
كان من المقرر أن يصلا الى بيت آل ماسترسون في التاسعة وحضر أدريان في التاسعة إلا عشر دقائق ، ليصطحب السيد هيذرينغتون الذي كان ينتظر في السيارة عندما نزلا ، أما ديانا فلم تكن ستخرج هذا المساء ، غذ كان جيف يدرس فقررت أن تغسل شعرها وتستمع الى اسطواناتها.
كانت مادلين ترتدي معطفا من الصوف الكثيف بلون الكريمة ، وتركت شعرها ينسدل على كتفيها ، فظهرت كأنها في الخامسة والعشرين ، حتى قالت ديانا في شبه مرارة:
" يا للسماء يا اماه ، لن يصدق أحد ان لك إبنة تجاوزت السادسة عشرة!".
فردت قائلة:
" هذا كله مفيد ، أليس كذلك؟".
ولكن لهجة ديانا بدت غير قاطعة.
بالغ هيذر رينغتون في إطراء مظهرها ، وكان أدريان قد ابدى إعجابه بها في ثوبها الجديد ، فايقنت مادلين نها ستمتع نفسها ، وإسترخت تماما.
ولم يكن بيت آل ماسترسون بعيدا ، بل يقوم على اراضيه الخاصة ، ويضاء بالكشافات ليلا ، منظره مثير ، وهناك عدة سيارات واقفة أمام المنزل في الفناء المليء بالحصى ، وأدركت مادلين ان معظمها من النوع الرحب الفاخر الذي ينتجه مصنع شريدان ونظرائه ، وكانت تبدو مريحة راحة فائقة ، فلم تملك مادلين أن حسدت شاغليها على هذا التفوق في وسيلة النقل ، وكانت هناك سيارات من طراز شريدان تلك التي اصطدمت بها الأسبوع الفائت وهي على دراجتها البخارية ، ولكن لم تكن من بينها سيارة حمراء.
وكان البيت الذي بني خلال القرن السادس عشر تجدد وإتسع وبالرغم من مظهره الخارجي كان ينم عن إنتمائه الى العصر الإليزابيشي ، إلا أن التدفئة المركزية والأضواء الكهربائية والسجاجيد الملائمة أنقذته في الداخل من معظم اجوائه الغابرة.
وكانت القاعة واسعة مرتفعة بسقف منحوت ومضاءة بشمعدانات كهربائية متشعبة نصبت في الجدران على مسافات ، واعطت سمات ضوئية مريحة للبطانة الخشبية اللامعة وللأثاث المصنوع من البلوط وكانت الأرض مصقولة كذلك ، وتبدو مثالية للرقص ، ألا أن معظم الضيوف تجمعوا فيما يبدو في غرفة جلوس كبيرة الى يمين القاعة ، وذهب الخادم الذي أدخلهم وأخذ معاطفهم الى الغرفة لينبىء مرؤوسيه بوصولهم.
خلب المكان لب مادلين ،وبينما هي تدرس بإعجاب شرفة المغنين خرجت اليهم لتحيتهم من غرفة الجلوس سيدة وسيمة صغيرة الجسم ، ترتدي سروالا وبلوزة من اللون الأرجواني الكثيف ، وقدمت نفسها على انها لوسي ماسترسون ، وقالت إن زوجها سيلحق بهم فيما بعد ، قالت بعد أن تعرفت على شخصياتهم :
" إنه يجتمع الان على إنفراد بنيكولاس.... نيكولاس فيتال ، إنهما دائما يتحدثان في شؤون العمل هذه اليام ، وىمل ألا تظنوه خشنا ولكن نيكولاس هو الرئيس ، ولديهما الكثير لمناقشته أثناء وجوده هنا".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-11, 08:06 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


قال هيذرينغتون وهويبتسم:
" لا بأس بهذا يا سيدة ماسترسون ، نحن ندرك الموقف".
وتصوّرت مادلين أن يكون عمر لوسي بين الخامسة والثلاثين والخامسة والأربعين ، وظنت في تقديرها لأول وهلة انها أمراة سطحية.
قادتهم لوسي الى الجمع في غرفة الجلوس ، كان هناك نحوثلاثين ضيفا ، كلهم يقفون ويحتسون الشراب ويتبادلون الأحاديث القصيرة ، وكان هناك جهاز في ركن تنبعث منه نغمات الموسيقى الهادئة ، وقد عبق المكان بعطر فرنسي وتبغ هافانا ، وكانت الأرض مغطاة بسجادة ذات لون احمر كثيف ، يتلاءم مع الستائر ذات القطيفة الكثيفة ، وهنا وهناك أرائك ومقاعد ذات مساند ، منجدة بجلد ناعم ، بينما كانت هناك رسومات حية خففت من حدة خففت من حدة بياض الجدران الناصع.
وإكتشفت مادلين ان الكثير من الضيوف أزواج فيما يبدو وهناك عدد متساو تقريبا من الإيطاليين والأمريكيين ، وعللت لوسي ذلك بان شركة شريدان لديها مصانع في أيطاليا وأميركا كما لديها هنا ، وعدما أشتبك أدريان والسيد هيذرنغتون في مناقشة فنية مع بعض كبار السن من الضيوف الحاضرين وجدت مادلين نفسها بجانب زوجين أمريكيين هما فران وديف ماديسون.
سالت فران بإهتمام ، ومادلين تقبل سيكارة عرضها عليها ديف:
" هل تقيمين في اوتيرييري؟".
ردت مادلين:
"نعم ، لي شقة لا تبعد عن هنا كثيرا في الواقع ، أتقيمان انتما هنا؟".
قال ديف مؤكدا:
" نعم ، لدينا شقة ايضا ، ولكننا نتوقع ان يكون لنا بيت قريبا في المشروع الجديد قرب المصنع ، في واخر العام".
" هل أنتما من أمريكا".
إبتسم ديف إبتسامة ساخرة وقال:
" اصبت ، وأظن ان اللكنة واضحة".
ضحكت مادلين بصوت خافت ، وقالت:
" خطر لي انكما ربما تكونان هنا في زيارة لآل ماسترسون ....".
ثم تطلعت الى فران قائلة:
" هل تحبين انكلترا؟".
قالت فران بدون حماسة:
" اعتقد لا بأس بها ، ولكن لا يوجد هنا الكثير لنفعله ، أليس كذلك؟ ونحن نأمل ان نذهب الى أيطاليا فيما بعد ، هل سبق لك السفر الى الخارج؟".
قالت مادلين في حزن:
" الى فرنسا فقط فمنذ مات زوجي وانا وإبنتي لا نسافر كثيرا".
هتف دايف في دهشة:
" الك إبنة ؟ إبنة طفلة؟".
ردت مادلين باسمة:
" كلا ، أنها في السادسة عشرة من عمرها في الواقع ، ولكنني أشكرك على كلماتك الرقيقة".
هتف دايف ، وهو يبتسم إبتسامة لاهية عريضة:
" هذا ليس عدلا ، وما كنت لأقول إنك تبدين أكثر من الخامسة أو السادسة والعشرين ".
بدت فران وكأنما انطفأت حماستها الآن وظهر عليها شيء من الضيق، وسرت مادلين عندما جاء رجل آخر للانضمام اليهم ، وكان مثل ديف طويلا أشقر ، ملامحه مقبولة وقد إنتشر النمش في وجهه ، وكان من الواضح أنه يعرف آل ماديسون جيدا وقال:
"تحية لكما... هل لدينا عضو جديد في المنظمة؟".
رد ديف وهو يلتفت اليه:
" كلا... هذا هارفي كامنغز يا مادلين... هو أيضا عضو في عائلة شريدان".
حيّته مادلين بأدب ، وهي تومىء له برأسها:
" كيف حالك؟".
رد هارفي مبتسما بسخرية:
" انا بخير وبخاصة عندما تهتم بي إمرأة جميلة ، وبالمناسبة ، هل لك زوج في مكان ما هنا؟".
أجابت مادلين ، ووجنتاها تتوردان:
" إنني ارملة....".
وشعرت بان طريقته المباشرة إزاءها تثير الإرتباك قليلا........
قال هارفي وهو يفيض مرحا:
" عظيم ، ظننت انك تبدين وحيدة غير مرتبطة ، هل لي أن أربط نفسي بك؟".
طلعت مادلين مستنجدة بىل ماديسون ، وتساءلت بحذر:
" اليست زوجنك هنا؟".
فإنفجر ديف ضاحكا:
" هارفي متزوج ؟ أتمزحين ؟ من يمكن أن ياخذ على عاتقه عبئا مثله؟".
قال هارفي في أباء كاذب:
" لا تعبأي به ، ببساطة هو أنه لا يوجد من يفهمني".
ضحكت مادلين ، كانت تستمتع بهذا المزاح الطيب ، فقد إنقضى عليها وقت طويل منذ كانت بصحبة الشباب ، كشابة يمكنها الإنغماس في هذا المرح ، أما أدريان – رغم أخذه الأمور بسهولة – فلم يكن من هذا الطراز المرح الذي يمكن أن يسخر من نفسه ، وحتى جو لم يكن لديه وقت للفكاهة ، وبسبب زواجها المبكر إفتقدت مادلين هذا النوع من المبادلات الخفيفة.
قال ديف فجأة :
" أوه ، هذا رئيسنا اللامع ، ولا بد أنهما انهيا عملهما".
إلتفتت مادلين والآخرون ، كان هناك رجلان يدخلان الغرفة ، كلاهما طويلان ، ولكن أحدهما كان أعرض منكبا ، له ملامح نحيلة حسنة المظهر ، وكان كلاهما يرتديان بذلة غامقة ، ولكن الرجل العريض المنكبين كان أكثر سمرة ، وعرفت فيه مادلين على الفور الرجل الذي كان يقود السيارة الحمراء ، من يكون ؟ كونراد ماسترسون أو نيكولاس فيتال ؟ من المؤكد أنه لا يمكن ان يكون الأخير!
سالت مادلين فران في رقة:
" ايهما السيد ماسترسون".
ردت فران:
" أنه القادم الى اليسار يا حبيبتي ... ألا تعرفينه؟".
" كلا ، أخشى الا أكون اعرفه ... الرجل الأسمر إذا هو نيكولاس فيتال؟".
" نعم ، وسيم أليس كذلك؟ إنه إيطالي بالطبع ، وهذا يفسر سمرته البالغة ، وقد قضى وقتا طويلا في الولايات المتحدة ، ومن الطبيعي أن نحبه جميعا ، لكنني كما ترين إكتفيت بديف!".
وضحكت عندما ظهر الإستياء على وجه ديف ، وأردفت:
" ان نيكولاس يا حبيبتي هو أكثر الذكور مراوغة !".
شعرت مادلين بمعدتها تنقلب ، لقد إصطدمت بالسيارة التي يملكها صاحب مصانع شريدان ، فلا عجب أن يكون اصابه الضيق!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-11, 08:09 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تطلع نيكولاس فيتال بسأم ساخر الى الحشد القائم في غرفة الجلوس ، كان هذا الطراز من الإجتماعات يسئمه ، إفراط في الشرب وكثرة فائقة في عدد الأناث المفترسات ، الملتفات حوله ، ولو لم يكن لديع عمل مع كونراد ماسترسون لما جاء الليلة ، فقد عثر على ناد صغير في لندن أقرب الى ذوقه ، ولكنه الآن هنا في أي حال ، ويتوقعون منه أن يبقى لفترة على الأقل.
بحثت عيناه الحادتان في رجاء الغرفة عن هارفي كامنغز ، كان هارفي مساعده الخاص ومسؤول العلاقات العامة لديه ، وكان هارفي يحب هذا الطراز من المناسبات.
رأى هارفي على الفور ، كان يقف مع ديف ماديسون وزوجته ، وفتاة اخرى ، وإفترض ان تكون الفتاة مع هارفي.
إعتذر لمضيفه وشق طريقه بين الحشود المثرثرة الى حيث كان يقف هارفي ، وبادل الضيوف الآخرين تحياتهم وهو يمر ، ولكنه لم يقف ليتحدث ، مما اشعر جماعة الأناث بالأسف والأسى ، كان الجميع يعرفون بالطبع من هو ، وكان يعلم أنهم سيثيرون التخمينات عن نشاطه ، ولم تكن لحياته الخاصة وجود تقريبا في بعض الأحيان وكان يعلمان له سمعة قاسية فيما يتعلق بالنساء ، والى حد ما كان لسمعته ما يبررها ، ولكن نيكولاس نفسه كان يدرك أن النساء اللواتي ورّطن أنفسهن في حياته لم يتوقعن أكثر مما اعطاهن ، ومن المؤكد انهن لو اردن أن يلعبن اللعبة على طريقته لما كان هو الرجل الحقيقي وراء قناع الدبلوماسية.
وكان هارفي ورفيقته مشغولين بالحديث عندما إقترب منهما ، وكان ثمة وقت اتيح له فيه أن يتساءل عمن تكون الفتاة ، وعن يتحدثان ، كانت طويلة نحيلة ، لشعرها لون جميل غير عادي ، ينسدل بطلاقة على كتفيها ويبدوكثيفا حريريا ، وقالت له خواطره أن هارفي يحسن إختيار رفيقاته ، وما لبث ان قال وهو يضع يده على كتف هارفي:
" هل يضايقك أن افض هذا الحديث الهامس بينكما؟".
إستدار هارفي فجأة ، وقال وهو يئن:
" يا الهي ! ظننتك شرطيا !ألا بد لك أن تقتحم أجواء شخص مثلي على هذا النحو؟".
إبتسم نيكولاس إبتسامة عريضة ، ثم ضاقت عيناه ، كانت الفتاة التي تقف مع هارفي معروفة له ، انها راكبة الدراجة البخارية عندما اصطدمت بسيارته يوم الجمعة الفائت ، وكان من الواضح أنها عرفته ايضا ، إذ امتلأ وجهها فجأة بالإحمرار ، قال متشدقا:
"حسنا ، حسنا ، العالم مكان صغير حقيقة".
بدت الحيرة على وجه هارفي.
" ماذا؟ هل يعرف كل منكما الآخر؟".
قال نيكولاس بطريقة جافة:
" السيدة سكوت وانا تصادمنا يوم الجمعة الفائت ، كنت في سيارتي وقتئذ وكانت هي تركب دراجة بخارية".
رفع هارفي حاجبيه:
" حقا... لم تذكري يا مادلين أنك تعرفين نيكولاس عندما دخل الغرفة؟".
شعرت مادلين بالحرج كانها تلميذة ، وقالت:
" إنني لا ... اعني ... أن السيد فيتال ساعدني على النهوض فقط هذا كل ما في الأمر ، ولم نجد الفرصة ليتعرف احدنا على الآخر".
بدا السرور على نيكولاس ، لقد ظن في الأسبوع الفائت ان لها وجها يثير الإهتمام ، ولكنها الليلة تبدو جميلة حقا ، واراد أن يعرف عنها المزيد ، فدوّن رقم دراجتها البخارية وهي تنصرف بها ، وكان ينوي أن يعرف المزيد عنها ، ماذا تفعل مع هارفي ؟ خاصة وأنها كانت متزوجة؟ لم يكن لديه شك في طراز النساء المتزوجات اللواتي يعرفهن ، وهن ضالعات مع رجل أو آخر ، ولكن هذه المخلوقة كانت تبدو مختلفة ، لم تكن على شاكلة ما ألف من معارف من النساء ، كانت لها قسمات واضحة سافرة ، يمكنك ان تقول أنها نزيهة ، وكانت لها عينان واسعتان جميلتان.. قال بلطف ، وهو يتجاهل التعبير الذي بدا على وجه هارفي:
" لوى هارفي قسمات وجهه ،وتساءل في لهجة عدوانية تمثيلية:
" الان لماذا جئت هنا أيها الرفيق القديم؟".
فقال نيكولاس بلهجة لطيفة مرضية:
" حتى تستطيع أن تشتري لي شرابا ... إنطلق الان ايها الرفيق القديم".
تنهد هارفي وتطلّع باسف الى مادلين ، وقال بصوت مفعم بالعاطفة:
" فليكن .. إن لكل منا مصيبته".
ضحكت مادلين وهو ينصرف متظاهرا بجرح شعوره ، وأخذت تدير كأسها بعصبية بين أصابعها ، وهي تشعر بلسانها معقودا ، وكانت تدرك أنه يدرسها بإمعان ، وما لبث أن قال:
" لم تتضايقي لأنني إقتحمت حديثك مع هارفي ، اليس كذلك؟".
تطلعت مادلين اليه وهزّت راسها نفيا بقوة:
" كلا... على الأطلاق ... لم أقابله إلا منذ نصف ساعة فقط".
" كنت أظن انك ربما تكونين آخر غزواته!".
إبتسمت مادلين:
" أوه ، كلا ، لا شيء من ذلك على الأطلاق".
"حسنا".
قال نيكولاس ذلك وهو يبدو جادا واخرج سكائره ، وعرض عليها ، فتناولت واحدة , وإستطرد قائلا:
" وزوجك ، أهو هنا الليلة؟".
" كلا ، زوجي مات منذ تسعة أعوام".
بدت عليه الدهشة البالغة وقال:
" تسعة أعوام؟ ارجو أن تغفري لي ، ولكنني ظننت انك حديثة الزواج".
تنهدت مادلين قائلة:
" أوه، أرجوك ، انا في الثالثة والثلاثين ، وارجو ألا تقول أنني ابدوكفتاة دون العشرين".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-11, 08:11 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

إبتسم ، فكانت مختلفة على نحو يثير الإنتعاش ، فالنساء في عمرها عادة يحببن إعتبارهن صغيرات ، وكانت تجاربه قد أفادته بان النساء لا يحببن ابدا أن يعتبرهن أحد في اعمارهن الحقيقية ، فالشابات منهن يحببن إعتبارهن أكبر سنا وأكثر خبرة ، والمتقدمات في السن ينفقن كل وقتهن في محاولة إستعادة الشباب ، الأمر الذي يؤكد أعمارهن الحقيقية.
قال موافقا في لطف:
" حسنا ، ولكنك إمرأة جذابة للغاية ، واعتقد من واجبي الإعتذار لك عن سلوكي الفظ الأسبوع الفائت ، لم أكن مهذبا ، وأنا آسف ، واؤكد لك انني لست معدوم الشهامة هكذا عادة ، ولو لم نتقابل هذا المساء بالتاكيد كنت ساقوم بجهد لأكتشاف عنوانك والتكفير عما فعلت".
تمتمت مادلين ، وهي تشعر بانها غير قادرة على الفهم.
" ليس هذا ضروريا".
" أوافقك ، فبعد ظهر ذلك اليوم تلقيت مكالمة مزعجة من إبنتي قبل أن اغادر المصنع ، ولذلك فإنني كنت في حالة غضب ذهني كبير".
" لا بأس.....".
قالت مادلين ذلك وهي تشعر بقلبها يغوص بلا سبب عند ذكر إبنته ، كان يجب أن تعرف انه متزوج".
" هل.... هل زوجتك هنا معك؟".
رد قائلا وهو يهز كتفيه:
" زوجتي كذلك ماتت ، توفيت عندما ولدت ماريا ... منذ خمسة عشر عاما".
أحنت مادلين راسها وقالت:
" ادرك ذلك، إن لي إبنة ايضا ... وهي اكبر سنا بعام... في السادسة عشرة".
بدا مدهوشا وقال:
" حقا... إن ماريا لا تزال في روما ، وهي تريد ان تاتي الى هنا وتلحق بي ، إنها بالطبع تعترض على غيابي الطويل في الخارج ، وهي تعيش مع والدتي ، ولذلك فهي مدللة ،وعادة تحصل على ما تريد".
تساءلت مادلين وهي تتطلع اليه مرة أخرى:
" هل تنوي البقاء هنا طويلا؟".
اشار إشارة من لم يقرر بعد ، وقال:
" شهران ، أو ربما ثلاثة ، مضى عليّ هنا فقط عشرة ايام ، لا استطيع القول على وجه التحديد ، لو أحببت المكان هنا فربما بقيت".
وهنا عاد هارفي بصينية من الشراب ، لم يكن هارفي في طول نيكولاس ، وإن كان كلاهما يبدوان عملاقين بالمقارنة مع الرجال الذين الفت مادلين صحبتهم.
وقفوا يتحدثون جميعا بعض الوقت ، ثم إنضم اليهم كون ماسترسون وزوجين شابان آخران تم تقديمهما الى مادلين على أنهما بول وماري – لي لوكاس ، وأخذت ماري – لي تثرثر بلطف مع مادلين ، وتسالها إذا كان لديها اولاد ، قائلة إن لديها أربعة ، وكانت مادلين خلال الحديث تحسدها على إفنقارها التام الى الأحساس الخجول بالذات ن وكان يساورها الشعور بالإرتباك إزاء ما يحدث وكان كون ماسترسون يتحدث الان الى نيكولاس فيتال ، الذي كان يصغي اليه بإهتمام ،وهو يجذب أنفاس سيكارته بين حين وآخر ، وكان يبدو وسيما الى حد كبير اهداب جفونه طويلة وكثيفة وبالغة السواد ، ولم تكن على يقين إذا كانت مسرورة او آسفة على إنتهاء حديثهما ، كانت قد إستمتعت بحديثه ، ولكن كان من حظها أيضا ان يعود هارفي ، وكان واضحا في أي حال أن نيكولاس فيتال يبدو على راحته تماما عندما يتحدث الى النساء ، وكانت طريقته الساحرة تنبىء عن خبرة عريقة وليست متكلّفة ، إنه متمرس في الحديث مع النساء ، بينما هي مستجدة في الحديث الى الرجال.
جاء أدريان للّحاق بهم فيما بعد ، وأحست مادلين بالخجل إذ أدركت أنها نسيت كل شيء عنه وعن هيذرينغتون لفترة ، واخذ ادريان بذراع مادلين قائلا:
" يبدو نك تستمتعين بوقتك".
فقال نيكولاس وهو يرى ما يبدو من جانب الرجل الآخر من سلوك الإستحواذ إزاء مادلين:
" قل لي كون ، هل الناظر الذي حدثتني بشأنه هنا".
أوما كون برأسه وقال في ود:
" أجل...... وسأقدمك اليه".
وهكذا وجد أدريان نفسه يتحدث الى صاحب المصنع ، والمنظمة الكبيرة التي يمثلها ، وكان في وسع مادلين ان تستدل من تعبيرات وجهه أنه مسرور للغاية ، وتساءلت أي مبلغ كبير من مال فيتال يمكن ان يؤدي دورا في مدرسة أدريان.
قال نيكولاس ن بإهتمام:
" اخبرني ، كم سن التلاميذ الذين يلتحقون بمدرستك؟ وهل هي مدرسة كبيرة ؟".
قال أدريان ، وهو على إستعداد تام للحديث في موضوعه المفضل:
" يتراوح سن التلاميذ بين الحادية عشرة والثامنة عشرة ، ولدينا نحو 800 تلميذ في مجموعهم".
" إبنتي ماريا في الخامسة عشرة.... وهي لا تهتم كثيرا بالمدرسة على الإطلاق فيما يبدو ، ونحن نعاني المتاعب حتى بشان إحضارها الى هنا ، وقد خطر لي ان المدرسة في أنكلترا قد تكون لا باس بها... المدرسة الداخلية بالطبع".
غمغم ادريان ن بتعبير مثبط:
" بالطبع..".
كان يساوره شعور بأن فيتال سيقترح عليه إرسال ماريا الى اوتيرييري ، تساءل نيكولاس فيتال ، وهو يرقب ادريان بعينين حادتين:
" هل هناك مدرسة تستطيع ان توصي بها؟".
بسط أدريان يديه قائلا:
" إنني لا اعرف سوى القليل عن المدارس الداخلية بصفة عامة ، هل تود أن ترسلها الى واحدة من مدارس البنات الأفضل؟ أو هل تفضّل المدارس المختلطة؟".
إبتسم نيكولاس قائلا:
" أعتقد من الأفضل ان تكون لماريا الكلمة في هذا الشأن ، وإذا وافقت حقا على دخول المدرسة هنا ، فاعتقد ان اقل ما افعله هو أن اسمح لها بإختيار مدرستها ، ألا تعتقد ذلك؟".
" أوه... في هذه الحالة......بالطبع".





أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-11, 08:13 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان ادريان يضغط بشفتيه ، وكانت مادلين تراقبه ، وثمة تخمين بخاطرها بأنه يعد هذا النوع من السلوك خطأ تماما ، فقد كان أدريان يرى دائما أن الأطفال لا يعرفون أبدا ما هو أفضل لهم ، وأن على الكبار ان يقرروا لهم.
تساءلت وهي عاجزة عن حجب السؤال:
" الن تفتقد رؤيتك وهي في المدرسة هنا ، وأنت في ايطاليا؟".
تلاقت عينا نيكولاس الزرقاوان بعينيها لحظة ،ووجدت نفسها تشعر كنها تخوض سباقا ولا تستطيع أن تلتقط انفاسها إلا بصعوبة ، ولم تستطع أن تنصرف بعينيها عنه ، ولم تستطع ان تستجمع إحساساتها المبعثرة إلا عندما واصل حديثه ونظر الى شخص آخر ، كان من السهل التاثير عليها مثل الطفل ، فأرغمت نفسها على الاّ تتطلع اليه من جديد ، وكان هذا أمرا عسيرا للغاية ، لا سيما انها بدت مبهورة بكل ما يقول ويفعل!
قال ردا على سؤالها:
" أتصور ان في وسعي ان أوفر وقتا بحضوري الى هنا ورؤيتها ، هذا لأن والدتي تريد الذهاب الى أمريكا لعدة أشهر هذا العام ، وسيخففها من مسؤولية ماريا أن تكون هي ايضا بعيدة عنها".
كان أدريان يومىء براسه موافقا ، وكانت مادلين وهي تلوي أصابعها تفكر : إذا دخلت ماريا المدسة في انكلترا ، فالأرجح ان يأتي نيكولاس فيتال الى هذه البلاد كثيرا ، وليس هناك مكان أصلح لأقامته سوى قرب المصنع ، قد تراه إذا مرة اخرى !
كانت في داخلها توبخ نفسها على إفتقارها الى الحنكة ، ولكنها كانت تبد من الخارج هادئة ، ما اسخف ان تعتبر نفسها مركزا مناسبا لأهتماماته ، ولأنه كان إنسانا ثريا وقويا ، فلم يكن في الأغلب يتوقع من أي إمرأة إلا أن تتهافت عليه لتصبح أوثق صلة به ، إن أي إهتمام قد يظهره نحوها لن يكون إلا عابرا ،وبرغم ان الفرصة الان تبدو جذابة ، لكنها ستكون الخاسرة عندما ينتهي الأمر.
إنها في أي حال أرملة محترمة لها إبنة يسهل التاثير عليها في سنها ، وتستطيع ان تتخيّل ملامح الفضيحة على وجه ديانا لو أخبرتها ، بأنها تبحث في إقامة علاقة مع مليونير إيطالي ! إنه أمر يبعث على الضحك حقا ، وهو حتى لم يطلب منها موعدا بعد ! ومع ذلك ففي نظرته اليها ما يوحي بأنه سيفعل!
جاء هيذرينغتون ليلحق بهم ويعرف جلية الأمر ، كان هو الذي يستطيع أكثر من ادريان ان يشير على نيكولاس فيتال بالمدارس المتاحة لماريا ، فإنتهز الفرصة للإعراب عن رأيه ، ومضى الحوار مملا رتيبا ، تاركا مادلين لخواطرها ، ولم تدرك ان نظرة نيكولاس فيتال كثيرا ما كانت تنحرف في إتجاهها لتحدق فيها ، أو انه كان يتمنى ان ينصرف الآخرون ويتركوهما يتحدثان ، مضت سنوات منذ ان وجد إمرأة تثير فيه أكثر من مجرد هتمام عابر ، كانت النساء عادة ما يؤدين اغراضهن ثم ينساهن ، وكان الحديث معهن محدودا... الموضة.....الطراز.... آخر تسريحة ... عادات الشراب الحالية ... تلك كانت الموضوعات السطحية التي إعتادها معهن ، أما مادلين تنصت بين حين وآخر الى صوته ، إذ بها تجده مزعجا على نحو ظاهر ، ويصبح أجش عميقا يعطي المرء الإحساس بان ما يقول هو لأذنيه وحدهما ... والواقع ان نيكولاس كان قد بدأ يزداد ضيقا بالمسألة كلها ، اراد حقا أن يعرف مادلين بشكل أفضل ، ولكن هذه الدائرة التي تحيط به من المخلصين بدأت تصرفه عن غرضه فاراد ان يتحرر منها ، فما لبث عندئذ أن انهى الحوار قائلا ، وهو يطفىء عقب سيكارته في منفضة قريبة:
" اشكركم جميعا على نصائحكم ، سابلغ بها ماريا بالتأكيد عندما اقابلها".
إنتفضت مادلين من بلادتها لدى هذه الكلمات ، وهتفت ، والكلمات تتطاير من فمها بغير سيطرة:
" هل... هل ستعود الى إيطاليا؟".
كانت عيناه رقيقتين وهو ينظر اليها قائلا:
" كلا..... ماريا ستاتي الى هنا ، وستبقى والدتي في روما لأنهاء الأمور ثم تتي لتلحق بنا".
" أوه.....".
قالت مادلين ذلك ثم دخلت قوقعتها من جديد ، وتساءل هيذرنغتون في دهشة:
" الك منزل إذا؟".
رد نيكولاس بطريقة جافة وقد بدأ يضيق بهذه الاسئلة:
" كلا ، لدي جناح في فندق ستاج".
كان فندق ستاج أكبر فنادق أوتيرييري ، فاخرا ، متسعا ، يرعى اناسا من طراز فيتال ، وكانت هذه حركة بارعة من جانب اصحابه ، الذين خمنوا تخمينا صحيحا انه سيأتي الى أوترييري لا يستطيعون تحمل نفقات طعامه وشرابه الباهظة ، ثم لم يكن مسموحا بدخول أبوابه لعناصر غير مرغوبة.
جاءت لوسي ماسترسون عندئذ ، وقضت كل شيء على نحو بعث الإرتياح في نفس نيكولاس ، فقد نظرت اليه بخجل وقالت:
" يا عزيزي نيكولاس ... عليك في الحقيقة أن تختلط بجميع الحاضرين أكثر مما تفعل ، إنه لمن بواعث سرورنا ان تكون بيننا ، فنحن لا نراك ابدا هذه الأيام".
قالت هذه العبارة الأخيرة في شكل لوم ، وتساءلت مادلين وهي ترقب رد الفعل لدى نيكولاس عن درجة القرب التي تود لوسي أن تكون بينها وبين رئيس زوجها ، او إذا كانت هناك علاقة ما سابقة بينهما ، كان هناك في سلوك لوسي ما يوحي بذلك ، وشعرت مادلين بشيء من الغثيان.







أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-11, 08:15 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

هزّ نيكولاس منكبيه العريضين ، وتطلّع الى ساعته ، وقال ببرود:
" آسف يا لوسي ، إنني في الحقيقة رجل كثير المشاغل".
ردت عليه في ضيق:
" إنك ترهق نفسك بالعمل ، ويجب أن تسترخي اكثر".
تطلّع نيكولاس اليها ، وإستطاعت مادلين ان ترى عينيه تضيقان:
" ومن اين لك ان تعرفي انني لا افعل؟".
قال ذلك عن عمد ، فتصلّبت لوسي ،ونظرت مادلين بعيدا ، فقد كان ما راته كافيا ، وراى نيكولاس مادلين تشيح عنه ، وشعرها الرائع يلمع في الأضواء الخافتة ،وكان قد إنتوى أن يتحدث اليها قبل أن يبرح المكان.
هتفت لوسي في صوت غاضب خفيض:
" أنت شخص مستحيل!".
قال بغير إهتمام:
" نعم ، أنا هكذا ن اليس كذلك ؟ عفوا ، هناك من اريد ان تحدث اليه".
وتقدم الى جانب مادلين ، وكانت تقف بعيدا عن الآخرين ، وقد إستغرقتها خواطرها فيما يبدو ، وسالها برفق ، وعيناه مركزتان عليها وهي تستدير لتواجهه.
" هل تسمحين لي بمرافقتك الى البيت؟".
تطلعت اليه مادلين وهي تكاد تكون مسلوبة اللب ، وإتسعت عيناها وشعرت بوجهها يحمر من جديد أنه شعور يبعث على الضيق ، أن يعرف الإنسان عجزه عن السيطرة على لون بشرته ، وكانت عيناه ذات الأهداب الكثيفة تنومانها تنويما مغناطيسيا فيما يبدو ، كما تباعد عنها النفور الذي احست به عن علاقته بلوسي ، وكانت موقنة أنه يدرك تاثيره عليها ، فإرتعدت رغما عنها وقالت وهي تعقد ذراعيها معا:
" جئت مع أدريان سنكلير".
قال بصوت جاف:
" لم اسالك مع من اتيت ، سالتك إن كان في وسعي أن ارافقك الى البيت".
قالت وهي تتلعثم ، وتشعر بحمق:
" ولكن... ولكن ادريان يتوقع ... أن اذهب معه".
" وهل هذا يهمك؟".
هل هو كذلك؟ شعرت مادلين كأنها في فخ ، لم تكن لتستطيع أن تقول في نزاهة تامة ان أدريان بالغ الأهمية بالنسبة اليها ، إلا على أساس صداقة محض ، ولكن من ناحية أخرى ، كم هي مدينة له أكثر من هذا الغريب نسبيا ؟ ترددت... وكانت تبدو عصبية ، ارادت ان تنغمس فيما أمامها وأن تقول إنها ستشعر بالإثارة إذا رافقها الى طريقين في وقت واحد بالدرجة نفسها من الشدة ، لكن هل هي الدرجة نفسها حقا ؟ لو صارحت نفسها لإعترفت بأن فكرة الذهاب الى أي مكان مع نيكولاس فيتال في حد ذاته إثارة كافية ، أما ادريان فلم يكن في وسعه ان يكون مثيرا ابدا!
كان نيكولاس يتفرسها على نحو رزين وهي تهتز على الحافة ، ثم قال بصوت فيه نغمة السرور:
" انا موقن انه إذا إستغرق الأمر مثل هذا التفكير ، فالرد هو لا".
حاولت مادلين ان تجد كلمات تفسر بها ترددها ، ماذا يظن فيها الآن ؟ ما لبثت ان وافقته اخيرا قائلة:
" لعلك محق فيما قلت ، الأمر ببساطة هو أن أدريان وانا صديقان قديمان ويجب ألا اجرح مشاعره".
قال نيكولاس في دهاء:
" إن ما تعنينه حقيقة هو انه مهتم بك".
إعترفت في هدوء:
" اظن أنني أعني ذلك ، لقد عرف كل منا الاخر لخمس سنوات الان ".
" وكنت أرملة طوال هذا الوقت ، اليس كذلك؟".
" بلى....".
" إذا ، فإنني اعتقد أنه إما غبي جدا ، وإما انك عنيدة جدا".
إبتسمت مادلين وقالت:
" الخيرة ! فلا يستطيع احد ان يصف أدريان بالغباء".
هز نيكولاس كتفيه وقال :
" ثم ماذا ؟ الى أي شيء يوصلنا هذا ؟ هل تودين أن تأتي معي ... إذا لم يكن هناك سنكلير ليتدخل بالطبع؟".
مرت بيدها على شعرها في أضطراب ، وقالت وهي تتنهد:
" انا... أوه.. أظن ذلك".
بدا عليه الرضى والإرتياح وقال:
" حسنا ، ساتحدث إذن الى سنكلير".
حدّقت فيه بتوسل:
" اوه ، كلا ، ارجوك ، إنك ستعطي بذلك لدريان إنطباعا خاطئا".
اخرج علبة سكائره الرفيعة من جيبه وقدمها اليها وهو يتساءل:
" وكيف ذلك؟".
قبلت مادلين واحدة من السكائر الطويلة ، وإبتدرته بعد ان اشعلا السيكارتين:
" أدريان لن يفهم ابدا".
وفي هذه اللحظة لحق بهما أدريان متسائلا:
" هل أنت مستعدة للإنصراف يا مادلين ؟ ان هيذرنغتون لا يريد ان يتأخر لأن زوجته وحدها".
تفرس فيه نيكولاس للحظة ، ثم قال:
" هل افهم من ذلك أنك ستقوم بتوصيل هيذرنغتون الى بيته؟".
قطب أدريان جبينه وقال:
" هذا صحيح...".
فإلتفت نيكولاس الى مادلين قائلا:
" اقترح إذن انه ما دامت السيدة سكوت لا تستعجل الإنصراف في هذه اللحظة ، فساعمل بنفسي على ان تصل الى البيت سالمة ، واعفيك من هذه المسؤولية".
ذهل ادريان وبدا عليه ذلك ، لم يرد ان يسيء الى الإيطالي ، كما أن فيتال لم يترك له خيارا غلا قبول عرضه ، كانت مادلين وحدها هي التي تستطيع تغيير الموقف ، فنظر اليها متسائلا ، وكانت مادلين نفسها تشعر بالذنب ، كانت هذه مغامرة جديدة لها يساورها تخوّف من عواقبها ، ومع ذلك فلم تستطع ان تقول الكلمات التي اراد ادريان ان يسمعها ، إنها ستذهب معه الان ، في هذه اللحظة ، وعندما بدا واضحا أنها تنوي البقاء ، قال أدريان في تصلّب:
" حسنا جدا ... هل انت متأكدة انك تريدين البقاء يا مادلين؟".
رسمت مادلين على شفتيها إبتسامة ، وغمغمت بهدوء:
" لا يضايقني البقاء ، وإنه للطف بالغ من السيد فيتال ان يعرض مرافقتي الى البيت".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-11, 08:18 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بدا على أدريان أنه غير مقتنع ، كان قد شاهدهما يتحدثان معا وتساءل عما يخوضان فيه ، وهو الان يعلم ، لقد خدع للحظة ، ودهش من ان مادلين ، التي كان يظن انه يعرفها جيدا ، تتصرف على هذا النحو من الحماقة ، إنها لم تكد تعرف الرجل الاخر في أي حال ، وكان أدريان قد سمع بصيت نيكولاس ، ولما لم يكن يعلم بلقائهما العرضي في الأسبوع الفائت ، فقد بدا له الأمر أكثر سوءا ، لم يكن ليصدق ابدا أن تكون سكرتيرته على هذه الدرجة من الخداع.
تردد لحظة اخرى فقط ثم إستدار فجأة ومشى الى حيث كان هيذرنغتون في إنتظاره ، وهنا شعرت مادلين بذنب أكبر ، وبالوضاعة ايضا ، فإلتفتت الى نيكولاس وهي تتنهد:
" انا آسفة يا سيد فيتال ، ولكن من الأفضل ان أذهب معه..... فسوف يظن انني افرط في نكرانه ، وعلى أي حال ، فلولاه ما كنت هنا الليلة".
مدّ نيكولاس يده وإحتجزها ، وطوّقت اصابعه الصلبة ذراعها المستسلمة ، وشعرت بنفسها تضعف ، قال بهدوء:
" قد يكون الأمر كذلك ، ولكنك الان هنا ، وإنني اريد مرافقتك الى البيت ، وعادة ما أحصل على ما أريد ، اما هو فسيتغلّب على ما هو عليه".
كانت في صوته غطرسة فشعرت ببعض الضيق ، وردت في تصلّب:
" أستطيع ان اتخذ قراري بنفسي ..... شكرا لك".
" هل تستطيعين حقا؟ إنني أتساءل ، وفي أي حال فات الأوان وإنصرف!".
كان قد إنصرف بالفعل ! فبعد أن ودّع مضيفه وزوجته ، غادر الغرفة بدون ان يلقي نظرة واحدة الى الخلف ، وتم إتخاذ القرار عنها.
تلفتت مادلين حولها وهي تشعر بخوف عصبي ينتابها ، كانت الغرفة فاخرة الأثاث غاصّة بالأغراب ، حتى الرجل القائم بجوارها كان غريبا ، لا بد أنها مجنونة تماما! ومن المؤكد ان يظنها ادريان كذلك".
كانت تدرك أن يد نيكولاس لا تزال تمسك بذراعها ، فتطلعت اليه بعينين متسائلتين ،وما كاد يبادلها التحديق حتى ظهر هارفي ليتحدث اليهما ، فتحررت فورا من قبضته ، وحكت ذراعها حيث كان يمسكها وشعرت بالدم يتدفّق في عروقها ... وتساءل هارفي ،وعيناه ترقصان:
" هل متّعت نفسك إذن؟".
إبتسمت له مادلين إبتسامة خفيفة وقالت:
" كثيرا ... أشكرك".
وإبتسم هارفي بسخرية وقال:
" تبدين كطفلة تشكر معلمها على حسن المعاملة".
إصلحت مادلين وضع كتفيها وقالت:
" آسفة.... في الواقع كان الأمر كله تجربة جديدة تماما بالنسبة الي".
قال هارفي بسهولة:
" يجب ان تكرري التجربة قريبا مرة أخرى ، يوجد عادة رجال قلائل غير مرتبطين مثلي في هذه الإجتماعات – يمتعهن ان تكون هناك إمرأة جذابة يتحدثون اليها.......".
قال ذلك وهو يلوي قسمات وجهه أمام نيكولاس صراحة ، وإختلست مادلين نفسها نظرة في إتجاه نيكولاس ، ولكنه كان الان يتحدث الى رجل آخر كان إنضم اليهم ، وكانا يبدوان مستغرقين تماما في حديثهما ، ومضى هارفي يقول في صوت خفيض:
" هل ما سمعته صحيح؟ هل سيرافقك نيكولاس حقا الى البيت؟".
فهزت كتفيها النحيلتين وقالت:
" هذا صحيح ... ولماذا تسال؟".
اطلق هارفي صفيرا خفيضا بفمه وقال في إعجاب:
" الله الله! من المؤكد انك فتاة صغيرة شجاعة ، فالسماح لنيكولاس بمرافقتك هو شيء آخر غير السماح لي بمرافقتك ، إنتبهي لخطوك ، إن نيكولاس يلتهم الفتيات الصغيرات مثلما تلتهمين إفطارك!".
" اوه..... لا تكن مضحكا...".
هتفت مادلين بذلك وهي تدرك مع كل لحظة تمر أنها كانت حمقاء إذ لم تنصرف مع ادريان ، فهي هنا لا تفهم شيئا عما يجري ، وليس هؤلاء الناس على شاكلتها ... إنها ايضا لا تنتمي الى طبقتهم الإقتصادية كبداية ، ولذلك فإن مداعبة هارفي ضايقتها الآن ، فقالت:
" انا قادرة تماما على العناية بنفسي... اشكرك".
بدا هارفي متشككا:
" هل انت قادرة على ذلك حقا؟".
تطلعت مادلين نحو نيكولاس مرة اخرى ، كان يشرح للرجل الاخر جانبا من تصميم فني لسيارة ، وكان يقيس باصابعه النحيلة السمراء حجم هذا الجزء الموصوف ، وشعرت مادلين بقلبها يفوّت ضربة من ضرباته وتساءلت كيف يكون شعورها وهاتان اليدان تلمسانها وتربتان عليها ، شيء ما في هذا الرجل إجتذبها اليه بشدة ، وكان من المفزع ان يساورها هذا الشعور ، فحتى الان لم يكن ثمة رجل أثر عليها مثل ذلك ، ولا حتى جو بالتأكيد ، كانت تجربة جديدة غريبة ، وكانت قد بدات تدرك بعض الأحاسيس عن نفسها لم تكن تعرف انها موجودة.... وهنا تطلع اليها نيكولاس ، وكأنما شعر بإمعانها النظر اليه ، وغمغم عندما رأى التعبير المتوتر على وجهها:
" اتريدين الإنصراف الان؟".
تلفتت مادلين حولها في عجز وقالت:
" حسنا ، لا تدعني اصرفك عن حديثك ، ففي وسعك ان أجد سيارة اجرة بسهولة".
كانت تشعر في داخلها بان عليها ان تسرع بالفرار ، إذ بدأ الذعر ينتابها ، وهي تعرف ذلك ، ولكنها كانت عاجزة عن ان تمنع نفسها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.