05-07-10, 07:59 PM | #93 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| فخطر لها مجدا قول موراغ أنه لا يطيق ما هو حقير , وعرفت أنها ليست قادرة على أبلاغه بأمر جراحها الباقية , ربما أخبرته لاحقا.....فردت بدون أن تحسن تبرير نفسها: " الحقيقة أنني أردت أخبارك , لكنني أظن أن أبائي وعنادي منعاني..... بعد....". فحملق فيها مستفهما: " بعد؟". فأعترفت: " في البداية لم أرد أطلاعك على قصة الجراح". " لم تريديني أن أعرف! ولكن, لماذا؟". من البديهي ألا تردد ما تفوهت به موراغ , لذلك أجابت: " أتصور أنك لا تحب ما هو حقير ". " أوتعتبرين نفسك حقيرة ودون المستوى؟". ولم يعطها آندرو فرصة للرد على سؤال أذ مضى يوبخها ولكن بطريقة مختلفة عن طريقته القاسية والمستبدة وسألها: " ما الذي أوحى لك أنني لا أحب ما هو حقير ودون المستوى؟". " المرء يكوّن أنطباعات........". وخالجها أرتياح لأنه لم يستفسر أكثر عن القضية , بل هز رأسه محتارا وكأنه يتساءل عما دفعها الى هذا الأستنتاج. جففت دموعها وأبتسمت بعد أن طمأنتها رقته في تجاوز أمر التشوهات. وسألته بعد قليل وقد أطمأنت الى هدوئه وأستعداده للأصغاء اليها وقربه منها: " هل يمكنني أن أخبرك عن روبن؟". أجاب بلطف وروية : " أجل , تعالي وأجلسي بجانبي على الأريكة وأخبريني بكل شيء ". لم تختلف أقوالها الآن عن السابق , لكنه رأى الأمر على حقيقته من خلال شعوره الجديد بالصبر والتسامح والتفاهم لا من منظار الشك الذي يشوه الحقائق , وأعتذر أخيرا: " آسف يا غايل , وعذري الوحيد هو أن..........". صمت وقد ظهرت الكآبة في عينيه: " لا , لا أستطيع ذكره , ولكن , صدقيني كان هنالك عذر". ثم أبتسم لها فتسارع نبضها , يا الله كم تغيرت سيماؤه .... وكم بدا جذابا. وقربت الحادثة بينهما , وكان أحد معلم التغيير في آندرو تناوله الشاي مع غايل والصغيرين بعد الظهر حين قضوا جميعا وقتا ممتعا تسوده الألفة. وتتالت نزهات الأحد بعد الظهر , وأحيانا رافق آندرو غايل في رحلتها لأسترجاع الصغيرين من المدرسة حين تقل مشاغله , ثم أخذا يقومان ببعض الزيارات في المساء , وسمعت غايل بعض الملاحظات عن تأثيرها الأيجابي على آندرو , وعن أرتياح أصدقائه لبعض السعادة التي بدأ يعرفها , وأقام الزوجان مآدب عشاء في قاعة الطعام الكبرى المزدانة بالرسوم والتي كانت تشع ببريق الفضة والزجاج المقطوع والجواهر التي تتزين بها السيدات. لكن موراغ ظلت بالطبع عائقا كبيرا أمام سعادة آندرو وهدوئه ومصدرا عظيما لأقلاق غايل وأزعاجها , فأي شجار حاد بين آندرو وموراغ كان يعني دائما تحكم الأنقباض والكآبة من جديد , عندئذ تبدأ غايل بالتساؤل عما يدور في رأسه من أفكار , وعما أذا شك في أن موراغ ليست أبنته, وفي حال صحة هذا الشك , ألا يخامره أستياء عارم لأنها تزعجه كل هذا الأزعاج ؟ لكنه أزداد طوال الوقت تقربا من غايل وأستمد منها سعادة وطمأنينة , والطريقة التي تحدث بها الى زوجته عن موراغ أعطت دليلا على العلاقة الجديدة بينهما , وبينما جلس مع غايل ذات يوم في البهو الخلفي الصغير قال: " أنني أنوي أرسال موراغ الى مدرسة داخلية". ولم يشر الى أن الفتاة طردت مرتين من مدارس داخلية في السابق , ومن الطبيعي أن غايل لم تحاول أعلامه بما أسترقت السمع اليه , بل سألته بحذر: " هل تفكر بمدرسة معينة؟". " هناك مدرستان , أولاهما قرب أدمبرة والثانية في أنكلترا ,وسأكتب اليهما , ويحتمل ألا تقبل المدرسة الواقعة في أدمبرة موراغ لأن مديرها لا شك يعرف ماضي الفتاة الأكاديمي , في حين لا توجد هذه المشكلة مع المدرسة التي تقع في أنكلترا , فرتبت الأمور بحيث تبدأ موراغ دراستها في شهر أيلول". وتحتم على غايل أن تعترف , وهي تتذكر تفاؤلها بقدرتها على مساعدة موراغ , أن المنزل سيغدو جنة في غيابها , فقد أخفقت غايل في مساعدة الفتاة , وأقرت بعد وصولها بوقت قصير أن لا شيء يمكن عمله لمساعدة المسكينة , التي أحتفلت بعيد ميلادها السادس عشر مؤخرا حين أشترت لها غايل فرشاة فضية ومجموعة من أدوات تسريح الشعر وتزيينه , ويذكر أنها علمت ذلك بواسطة أبحاثها الدقيقة , الأمر الذي أدهشها , وأن كان قد سهل عليها شراء الهدية , كما طلبت غايل من روبي وشنا أن يبتاعا هديتين لشقيقتهما , ثم عرضت جميع الهدايا على آندرو علما بأنها سمعته يهدد موراغ بأنه لن يهديها شيئا في عيد ميلادها , وسألت غايل آندرو في محاولة منها لدفعه الى شراء هدية لأبنته: " ماذا تنوي أن تهديها؟". " لا شيء , لقد أخبرتها بأنني لن أهديها شيئا". | ||||
06-07-10, 07:06 PM | #99 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| ثم تفحص الهدايا بلطف , وأتقدت عيناه غضبا عندما لمح هدية غايل , لكن زوجته لم تعرف السبب الا حين قدمت الهدية الى الفتاة , التي لم تظهر أهتمامها وأمتنانها عندما فتحت العلبة , فقالت: " أجد نفعا أكبر في السجائر , لكنني سأبيع هذه كما بعت غيرها , فشكرا في أي حال". " هل بعت واحدة أخرى؟". " عندما كان والدي في أحدى لحظات كرمه , أهداني مجموعة قديمة من أدوات تسريح الشعر وتزيينه أحتفظت بها أسرتنا لأجيال عديدة , بعدئذ أخذ يقطر علي بالمال , فأضطرتت لبيعها". وفي بداية تموز ذهبت موراغ لزيارة أصدقائها ثانية , تركت رسالة لوالدها تبلغه فيها عن غيابها لثلاثة أسابيع بدون أن تترك عنوانا أو تشير الى ما تملكه من المال , على أن غايل شعرت أن الفتاة لم تملك مالا وفيرا يمكنها من السفر الى الخارج , وفوجئت غيل أذ لم يظهر الأهتمام على آندرو , الذي أكتفى من معالم الغضب بتمزيق الرسالة ورميها في سلة المهملات. وحضر روبن بعد دقائق , ولم تكن غايل قد رأته بعد شجارها مع آندرو سوى مرتين , فتطلعت الآن الى زوجها بقلق وقد خافت أن يكون التعامل معه صعبا الآن خصوصا بعد تلقيه رسالة موراغ , لكنه أستقبل روبن بترحاب وأعطاء أذنا بالصيد , وقبل أن يعود الشاب الى بيته , رأت غايل آندرو يحادثه قرب سيارته. وسأل آندرو غايل بعد غياب موراغ ببضعة أيام أذا كانت ترغب بدعوة هيذر وروجر لقضاء مدة عندهما , فاجأها الأقتراح مفاجأة تامة , وقد فرحت به , ألا أنها كبتت بحذر لما داخلها من شكوك وهي تعلم أن هيذر تبغض آندرو , وأنها رفضت دعوة شبيهة , وتبادلت الشقيقات الثلاث منذ البداية رسائل ضمتها هيذر أسئلة تعبر عن خشيتها , وكانت غايل ترد عليها برسائل مطمئنة تعرب فيها عن سعادتها , ولم يعذبها ضميرها بسبب أجوبتها الكاذبة التي قصدت بها حماية شقيقتها من القلق الزائد , أما بيث , فلم تكثر من الأسئلة , لا لأنها أحبت غايل أقل مما أحبتها هيذر , ولكن لأنها ألتقت آندرو للمرة الأولى يوم العرس لمدة قصيرة لم تساعدها على تكوين أنطباع عن صهرها. ثم سألت غايل: " هل يمكن لبيث وعائلتها أن يحضروا لاحقا؟". أقترح آندرو فورا أن يحضروا جميعا , وعقب مبتسما: " ستفرحين كثيرا بأجتماع الأسرة من جديد". فتساءلت غايل أذا كان العمل لا يتعب الخدم. " سيكون عليهم الأعتناء بأربعة أولاد جدد". غير أن زوجها أبتسم ثانية: " لا تخشي شيئا على الخدم , فهم سيتدبرون الأمر". وأكتمل سرور غايل بقبول شقيقتيها دعوتها , ثم حضر أفراد الأسرتين جميعا مستقلين سيارتين. وعرف سيمون وماندا للحال ولدي آندرو , وأنطلقا معهما الى الأراجيح , أما طوماس وماريلين فأتصقا بولديهما خجلين , فيما تأملا تذكارات الصيد المعلقة بالجدران , وقد ظهر الخوف والأعجاب في عيونهما . فنادت غايل روبي على عجل: " هيا , فلنتسابق نحو الأراجيح". ثم حضرت خادمتان لتنقلا الأمتعة الى الطبقة العليا , ألا أن غايل تقدمت شقيقتيها , وأدخلت بيث أولا الى غرفتها وغرفتي ولديها الواقعتين في الطرف الآخر من الممر , وقالت قبل أصطحاب هيذر الى ثلاث حجرات متشابهة: " سأراك في الطبقة السفلى عما قريب". وسألت هيذر: " ماذا حل بالرجال؟". " أنهم يتناولون الشراب". ثم أتجهت غايل صوب الخادمة: " أرجو أن تتركي الحقائب في مكانها يا دورا , فسأساعد شقيقتي بنفسي على فض أمتعتها". فتركت الفتاة الحقائب , وغادرت الحجرة , وعلقت هيذر بشيء من التندر: " لا زال آندرو كما كان, يفضل صحبة الرجال". فردت غايل بقسوة غير مألوفة: " لم ينس أن يدعوك أنت وبيث لمشاركتك الشراب عندما تنتهيان من عملكما , لكنك كنت مشغولة بالحديث معي , فلم تسمعيني". نظرت هيذر الى شقيقتها بأستغراب لتتفحص وجهها وتقول مداعبة: " أنك شديدة الحساسية , أليس كذلك؟ آمل أن تكوني قد وقعت في هوى هذا الوحش". وبعد أن وضعت غايل الحقائب على كرسي ورفعت غطاءها , سألت شقبقتها: " هل أعجبك جناحكم؟". " هل تتهربين من سؤالي ؟ أجل , أنها غرف جميلة , والمنظر رائع من هنا , يا لها من جبال ومروج ! ويا لزرقة السماء! طالما حسبت أن المطر لا ينقطع في أسكوتلندا". " وكذلك أنا , لكن السنة كانت مختلفة , فلم يسقط الثلج عندنا ألا على قمم الجبال العالية في الشمال وبعض القمم هنا , وقد ذاب الثلج عن قمة بينيغلو قبل شهر من الآن". " أين يقع جبل بنيغلو؟". " أنه يقع بين ذينك الجبلين , وهو يدعى أيضا جبل الضباب". " لكن الضباب لا يكتنفه الآن , ولذا أتوقع أن نستمتع بطقس رائع . والحقيقة أنني سعيدة بدعوتك لنا". " أنني سعيدة بقدومكم , فقد خشيت أن ترفضي الدعوة". " لم يمكنني أن أفعل ذلك هذه المرة لأنك هنا". ثم نظرت الى أسفل وقالت بفظاظة: " لا ريب أنك تزوجت المال , الأمر الذي يعوضك عن بعض من خسارتك". لم تعقب غايل على قول هيذر بشيء , أما هيذر فأضافت وهي تتطلع الى شقيقتها بفضول: " أنك تتهربين دائما من أسئلتي عن موراغ , بينما أتحرق شوقا لمقابلتها". " لن تتاح لك الفرصة لأنها في زيارة لأصدقائها , هل أفرد هذه الحقيبة؟". " في زيارة لأصدقائها؟". ثم صمتت قبل أن تضيف: " هل تقصدين أنها فارة كعادتها؟". " أظن ذلك". وهزت غايل كتفيها وغيرت الموضوع: " سنقيم حفلة شواء يوم الخميس أذا سمح لنا الطقس بذلك". تطلعت هيذر اليها وقد أدركت مرماها , لكنها لم تتحول عن الموضوع . " أتصور أنك دعوتنا للزيارة لأن موراغ بعيدة". فجاء جوابها ملتبسا: " آندرو هو صاحب الفكرة". غير أن هيذر أكتفت بالأبتسام: " ألا تزعجك؟ لا ريب أنها تمقتك". " كثيرا ما نتشاجر , لكنني لا أتعاطى كثيرا بشؤونها". " هكذا أذن؟ فقد أخفقت نواياك الحسنة , ولم توفقي الى أصلاحها". " يجب أن أقر.... ولكن... أنه أمر فظيع يا هيذر أقول أن ليس بالأمكان أصلاح موراغ". " حتى ولو أقترنت بزوج مستقيم؟". تنهدت غايل بينما تذكرت ما قالته موراغ عن متعة خداع زوجها وخيانته: " الشبان المستقيمون يتجنبونها". | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|