الموضوع
:
بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة*
عرض مشاركة واحدة
22-01-14, 03:13 PM
#
2201
lossil
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة في قصر الكتابة الخيالية
?
العضوٌ???
»
82178
?
التسِجيلٌ
»
Mar 2009
?
مشَارَ?اتْي
»
2,367
?
مُ?إني
»
ajaccio_france
?
الًجنِس
»
?
دولتي
»
?
مزاجي
»
?
نُقآطِيْ
»
¬»
¬»
?? ???
~
لا تفكرفي المفقود كي لا تفقد الموجود.لماذا عندما تغيب الحاء ويبدأ الألف يتحول الحلم لألم؟
?? ???
~
الفصل السادس عشر :
دخل للجناح وهو يكاد يقف بصعوبة...كانت بذلته مرمية بعدم إكتراث على كتفه...أزرارقميصه مفتوحة عند الياقة...ربطة عنقه تنزل على شكل شريطين مهملين على صدره ولقد ظهرالتعب جليا على وجهه...
كان لا يريد شيئا في تلك اللحظة عاد الإستلقاء في فراشها والتمرغ في رائحتها التي تركتها خلفها والتي بقدرما كانت تعم المكان كانت تملأه هو شخصيا...لكن سماعه فجأة لصوت المياه في الحمام غيرتعابيرملامحه وجعلت حواسه تتأهب بطريقة مثيرة وكما السحرسرعان ما إختفى إرهاقه ليحل محله الشوق واللهفة ...دفع بسترته على الأرض بنفاذ صبرٍليتقدم بالتجاه الحمام وقلبه قبل لسانه يهتف...لقد عادت...
وقف للحظات يصغي لصوت تحركاتها بالداخل مترددا بين الدخول إليها أو إنتظارها لحين خروجها ليغلبه شوقه لها في النهاية...
فتح الباب بحذرثم عاد وأغلقه خلفه بنفس الحذرليقف مشدودا بلا حولٍ منه ولا قوة لتفاصيل جسدها الظاهرة خلف الجدارالزجاجي الذي ورغم إنعدام الرؤية فيه نوعا ما بسبب البخارإلا أنه إستطاع الحصول على صورة ضبابية...مثيرة لمنحنياتها الأنثوية التي بدت بشكلٍ ما عذابا مهلكا لمخيلته ...
تقدم بالتجاهها كالمخدر يرفع يده في الهواء يلمسها دون أن يلمسها حقا...يتتبع يديها التي كانت تغسل شعرها بحركات رغم أنها عادية جدا ومعظم البشر يقومون بها إلا أنها بدت لعيونه الملتهبة كأنها السحرعينه...
قاوم تنهيدة حارة ثم أغمض عينيه بأسى و...ياليته لم يفعل...
لقد قفزت صورتها بكل جمالها وتجاوبها معه ليلة العاصفة والتي تؤرقه منذ أنذاك...لقد كانت ليلة مجنونة...إختبرفيها أيضا سعادة مجنونة...نادرة...سعادةً إنحصرت في ليلة وحيدة...يتيمة وعندما إستيقظ في الصباح لم يجد أي ثرلها بجانبه والأسوء أنه لم يجدها في المنزل أيضا...كان يعرف أنه من المستحيل عليها أن تعود للهرب والرحيل بسبب والده مما جعله يومها يزفرالصعداء بارتياح ليقصد ذالك الأخيرعله يجدها عنده أو على الأقل يعلم منه بمكانها وبالفعل راوغه بذكاءٍ حتى عرف منه مقصدها الذي نسي أن يحزره في خضم لهفته عليها...
كان يرغب بزيارتها...برؤيتها...بلمسها.. .بشم رائحتها لكن لم يرد إحراجها مع صديقتها كما أنه فكرأنها فرصة لها...بل لهما معا للتفكيروذاك شخصيا مافعله هو...لم يتوقف عن عصردماغه ليس حيرة ولا ضياعا لأنه أذكى من أن يهرب من المحتوم أو يستنكرعلى نفسه مشاعره...وإنما قلقا مما سيحمله لهما المستقبل...خوفا من رد فعلها ومن رهف...النصف الأخرمن المعادلة والتي يبدو أن واجبه نحوها سيتحول عم قريب لقيدٍ سيحسب عليه أنفاسه...
توقفت المياه فجأة مما جعله يفتح عينيه بسرعة ليراقب يديها الرشيقتين عبرالضباب الذي خلفته المياه الدافئة وراءها تتحركان على جسدها بتناغم مغرٍلتعيد فتح المياه وللحظة مجنونة أراد نسيان كل شيئ والإندفاع لتحطيم ذالك الحاجزالذي كان يفصلها عنه ليحتويها بقوة بين ذراعيه لكنها كانت فقط لحظة وثاب بعدها لرشده...إستدار بهدوء ليخرج من الحمام بحرص كي لا تحس بتجسسه الاعقلاني عليها والذي لم يزده سوى عذابا لعذابه...
كانت قد مضت دقائق قليلة على عودته للغرفة عندما إنفتح باب الحمام ليحس بها تنضم إليه تسبقها رائحتها العطرة...التي كانت مزيجا بين رائحة الافندرالتي ترطب بها جسدها ورائحة الصابون التي لم يشم أجمل منها...إلتفت نحوها في اللحظة التي همست فيها باسمه بذهول وقد إتسعت عيونها الأبنوسية على أخرهما بصدمة :
_يزن!
(بدت كأنها لم تكن تتوقع حضوره في ذالك الوقت المبكرمن المساء...ربما كانت تعتقده سيعود لعاداته القديمة قبل الليلة التي منحته فيها نفسها أي أن يدلف الجناح فقط عندما تكون هي قد غطت في النوم...وربما ذاك ما كان يجب أن يفعله...أن ينسى كل شيئ وأن...لكن لا...ذالك لن يكون عدلا لأي منهما...بل لن يكون إنصافا بحق الليلة التي تشاركاها...
أجبرنفسه على العودة للواقع أخيرا وقد إقتنع بصحة قراره ليسألها وهو يراقب بافتنان إحمراروجهها الذي زادها جمالا على جمالها و كذا حركاتها الخرقاء المضطربة التي إن دلت على شيئ ما فعلى إحساسها القوي به مثله تماما :
_لقد عدت...هل رحلت رند؟
(تلعثمت وهي تشد روبها القصيرحول جسدها بتوتر :
_رند...كيف...آه...أجل...أجل لقد رحلن جميعا.
_رحلن؟!!
(شرحت له باقتضاب:
_لم تكن رند بمفردها كانت معها ديالا وليال كل صديقاتي اللواتي كنت معهن في لندن.
_ألهذا رحلت مسرعة...لتكوني معهن؟
(إرتبكت ملامحها الفاتنة لتجيبه بضيق :
_إسمع أيجب أن نتحدث الأن...لما لا نأجل الموضوع ل...
(قاطعها بهدوء لا يحس به حقا :
_يجب أن نفعل أثير...يجب علينا ذالك حقا...(راقبها لثوان باهتمام ليردف متسائلا :
_أثيرهل أنت نادمة...أعني هل...
(سكت لا يعلم كيف يصوغ جملته دون أن يزيد من إحراجها وإنكماشها على نفسها ولحسن حظه فهمت ما يقصده وسارعت لإجابته بجفاف :
_لا أدري يزن...لا أدري...(تحركت بالتجاه طاولة الزينة...أمسكت بالمشط ورفعته كأنها ترغب بتمشيط شعرها الطويل إلا أنها سرعان ما توقفت...راقبها تخفض وجهها بطريقة مقلقة لتتحدث أخيرا بانكسارٍ أجفله :
_لقد إعتقدت بأنني نسيتك...كنت متأكدة بأنني مستعدة لمواجهتك وطلب الطلاق...لكن أترى...(رفعت بالتجاهه عينين شفافتين...تحملان كل ما يعتمل في صدرها في تلك اللحظة لتتابع بمرارة :
_ما إن رأيتك...ما إن لمستني حتى نسيت كل شيئ ما عاد حقيقة أنني قريبة منك مجددا...لم أستطع مقاومتك...لم أستطع...لم أستطع...
(عادت لإبعاد وجهها عن مرمى نظراته مما جعله يقطع المسافة الفاصلة بينهما ليجذبها إليه بلطف...أحاط خصرها بذراعيه ليضم ظهرها المتشنج لصدره بحنان...أبعد شعرها المبلل لجهة واحدة ليسند جبينه على كتفها ليقول بصدق :
_لقد كانت بدايتنا خاطئة وخلفت أثارا جارحة لكلينا...أنت إستفزيت كرامتي كرجل بزواجك مني غصبا عني وأنا ..
(تململت تحت ذراعيه بقوة لتقاطعه بنبرة بيأس :
_لكنني لم أكن أعرف يزن...لم أفكر...إعتقدك تريدني أيضا...لم تقل شيئا و...
(شدها أكثرلجسده كأنه يجبرها بذالك على الصمت ليتمتم وهو يدفن وجهه في عنقها :
_أعرف...الأن صرت أعرف حبيبتي...لكن في الماضي لم أكن كذالك...كنتِ مجرد صغيرة...مدللة وجدتني أرغب بحمايتها لكنني للأسف إنتهيت بإيلامها بطريقة بشعة.
_والأن يزن؟؟.
_الأن...!(أدارها نحوه أخيرا دون أن يحررها ليجيبها بصوت شغوف إتسعت له حدقتي عينيها :
_أخشى أنني صرت مجنونا بك أثير...منذ أن وقع بصري عليك في المستشفى وأنا في حالة ترقب دائمة...أحلم بك ليل نهاروأراك في الحلم واليقظة...أنتِ تجسيد حي لمرأة حياتي .
(رفعت وجهها بالتجاهه تحدق فيه بعدم تصديق جعله يأخذ نفسا عميقا ليبادلها النظرات للحظات وهو يفكرأن الطريق أمامه لن يكون أبدا بالسهولة التي قد يظنها...إنها قريبة الأن...بل أقرب من أي وقت مضى...تحبه...تريده في حياتها...ترغبه ليس متأكدا مئة بالمئة لكن الأكيد أنها لا تزال تحمل له مشاعرقوية لم تحددها ...لكن رغم كل ذالك إلا أنه لايزال هناك الكثيرمن الغموض والأسراربينهما و كذا جراح مؤلمة لا يزال يراها حية في عينيها...ربما مع الوقت ستتعلم الثقة به...ستصفى ناحيته وتدع الماضي يرحل بدون رجعة لكن قبلها عليه أن يفعل شيئا ما...يُخبرها بشيئ ما هذا طبعا إن حررته رهف...
عاد بأفكاره للحاضر ليحدق في ملامحها الجميلة بشوق لم يستطع كبح جماحه ويبدو أنها فهمت ما يدورفي خلده إذ سرعان ما أسدلت أهدابها الحريرية بخجل على عينيها وفي تلك اللحظة سمع صوته الذي بدا لأذنيه غريبا من شدة عواطفه :
_إشتقت إليك...(وقبل أن تجيبه أو حتى تستوعب إندفاعه المفاجئ المتهور إنحنى نحوها يحملها بخشونة لتبحث شفاهه عن شفاهها بنفاذ صبرليكتسحهما بأنفاس مخنوقة وفي تلك اللحظة أحس بارتفاع ذراعيها لتحيط بهما عنقه مما أطاح بالباقة المتبقية من تعقله...
(لاحقا كانا مستلقيين جنبا إلى جنب...رأسها تتوسد كتفه وأصابعه تعبث بخصل الأبنوس المحيطة به عندما سمها تهمس إسمه بتردد تأهبت له حواسه :
_يزن ..
(أجابها بلطف وهو يرفع جسده ليشرف عليها :
_ماذا حبيبتي؟
_بالنسبة لرهف...أنت وهي...أعني هل حقا...هل أنتما...هل...
(سكتت لتظرإليه بعينين متسائلتين...نظرة خائفة...متوجسة مست شغاف قلبه وجعلته يجيبها بصدق :
_أجل حبيبتي حقا...أنا ورهف لا يحدث أي شيئ من أي نوعٍ بيننا ولن يحدث مستقبلا أأكد لك.
(تمتمت بغيرة واضحة أثلجت صدره :
_لكنها لا تفكرمثلك...إنها لا تزال تريدك أستطيع الإحساس بها و...
(قاطعها بثقة وجدية :
_أثير...أنا لست مُراوغا ولا كاذبا...بل أنا وفي ومخلص جدا ربما أكثر حتى مما يجب على الإنسان أن يكونه وأنا...(ضاقت عينيها السودوين عليه بشك واضح مما جعله يحس بالندم فجأة لكل ما حصل بينهما...أجل الندم...
إبتعد عنها ليجلس على حافة الفراش...إنه ليس نادماً بالمعنى الحقيقي للندم فما حصل بينه وبينها كان حلمه الغالي جدا على قلبه والذي حققته هي له برحابة صدرلكن ما يقصده بندمه حقا...هو تسرعه بمنحها ومنح نفسه الأمل قبل أن يضمن رحيل رهف...رهف التي لن يستطيع أبدا...أبدا دفعها خارج حياته دون رضاها و...أحس بها تتحرك بدورها ليسمعها تقول بنعومة :
_يزن...هل تفكرفي إبنك...أنا طبعا لن أعترض على وجوده معك إنه إبنك وأنا...
(قاطعها مناديا إسمها باقتضاب :
_أثير...
(تابعت تقول بحماس كأنه لم يقاطعها قبل لاحظات :
_حقا يزن أنا...
(قاطعها مجددا وهو يحس في تلك اللحظة بأنه يكره نفسه حقا :
_أثير...أصغي إلي ...أنا لن أترك رهف أبدا...لن يكون هناك أي طلاق أوإنفصال من أي نوعٍ بيني وبينها...
التوقيع
احلى هدية من احلى سما في الدنيا
lossil
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى lossil
البحث عن كل مشاركات lossil