الموضوع
:
بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة*
عرض مشاركة واحدة
29-09-13, 11:08 PM
#
937
lossil
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة في قصر الكتابة الخيالية
?
العضوٌ???
»
82178
?
التسِجيلٌ
»
Mar 2009
?
مشَارَ?اتْي
»
2,367
?
مُ?إني
»
ajaccio_france
?
الًجنِس
»
?
دولتي
»
?
مزاجي
»
?
نُقآطِيْ
»
¬»
¬»
?? ???
~
لا تفكرفي المفقود كي لا تفقد الموجود.لماذا عندما تغيب الحاء ويبدأ الألف يتحول الحلم لألم؟
?? ???
~
ليالي الشتاء طويلة ولياليه هو فاقت كل الليالي وهذه الليلة بالذات كانت طويلة ...طويلة جدا بل وتبدو بلا نهاية...الألم والغضب بأعماقه أكبروأكثرمن أي شيئ عرفه في حياته كلها...حتى عندما سمع بخبرزواجها...لم يتألم كما يتألم في تلك اللحظة فعلى الأقل يومها لم تكن أمامه...كانت بعيدة وبعيدة جدا أيضا...لكن الأن وبعد سنواتٍ من الحقد الدفين والغضب المكبوت هاهي تعود...أجمل وأرقى وأحلى مما كانته يوما...لا...لا لقد كانت دائما فاتنة ولم تتغير كثيرا...فقط الأن تبدو أكثر خبرة بالحياة وأقسى عودا ولقد زادتها السنون جاذبية وحلا على حلاها،...
إنها تبدو...تبدو كما اللعنة واللعنة عليها وعلى الظروف...جلس على حافة حمام السباحة تاركا رجليه تسقطان في مياهها دون أن يحس أو يبالي بالبلل الذي غمرأطراف بنطلونه...ليغمض عينيه بأسى وهو يفكر في عدد الليالي التي لجأ إليها لبرودة المياه ليكبح جنون عواطفه ورغبات قلبه،...كان يصبر نفسه كل ليلة ويُمنيها بأنه وفي النهاية ستكون له ومعه ومتى أوشك على قطف ثمارصبره سافرت وقبل أن يلتقط أنفاسه من صدمة رحيلها كانت قد تزوجت رجلا غيره...كانت لأخر...خصلات شعرها الطويلة،الفاحمة التي لطالما تلهف لتتخللها أصابعه توسدت وسادة غيره...عينيها السودوين الساحرتين إمتلأتا بصورة وملامح غيره،...أنفاسها إمتزجت بأنفاس غيره وَ بشرتها ...بشرتها الحريرية البيضاء...(مد يده بحرقة في الهواء وقد قفزت ملامحها لتداعب صفحة المياه وبدل أن يلمسها برفق كما كان ينوي وجد نفسه يبعثرها بعنف وغضب ليصرخ بدون شعور :
_اللعنة عليك...إرحلي...إبتعدي...إختفي. ..
(إعتصرألم الذكرى قلبه لتمزقه أفكاره الغيورة لألف الأشلاء...نار...نارمحرقة كانت تنهش كل جزء منه وَ بدون تفكير قفز للبركة عله يطفئ شيئا ما من لهيب أعماقه الحارقه...
قام بعدة دورات قبل أن يقررالتوقف...خرج وهو يشتم كل شيئ ...أزال قميصه بعنف ليعصره من المياه لينتابه ذالك الإحساس الغريب الذي لطالما أحسه عندما يكون بين أحضان المياه بأنه مراقب...سابقا كان شبه متأكد بأنها تختبأ هناك في ظلام شرفتها تراقبه لكن في تلك اللحظة كان يعرف بأنه متوهم كما توهم أشياء كثيرة في الماضي لكن مع ذالك...مع ذالك لم يستطع منع عينيه من الإرتفاع والهرب بعيدا عنه لتبحثا عنها بتوق وغضب هناك في شرفة غرفتها...
أحيانا نحتاج لشيئ ما حتى ولو كان مؤلما ليذكرنا بلاحظات سجلتها أرواحنا على أنها أجمل وأحلى لاحظات العمر...
جرَّرجلين خائبتين بالتجاه الفيلا وقد إكتست تعابيروجهه بالجمود...كان يتوقى ليهرب لأمان غرفته ليكرهها حينا بجنون...ويلومها حينا بحسرة وألم ...وليحبها بصمت وشوق،عندما إعترضت والدته طريقه وذاك ما كان ينقصه...بدا الضيق جليا على ملامحه حين بادرها بالقول بسرعة عندما وجدها تتأمله باستنكار وقد كان واضحا عليها الحنق الشديد من منظره :
_أنا متعب حقا أمي وغدا أمامي عدة إجتماعات لذا أرجوك مهما كان ما ترغبين قوله لي ...فإختصريه رجاءا.
(رمقته والدته بحدة لتقول بغضبٍ كأنه لم يتوسلها بطريقة غير مباشرة أن تدعه وشأنه لتوه :
_هل ستدعها تعمل معك حقا؟...إنها هي سبب ما أنت فيه الأن أليس كذالك؟.
(حاول تجاوزها وهو يقول بتعب :
_رجاءا أمي...لا تبدئي مجددا.
(زمجرت بحقد :
_ليس قبل أن تعدني بأن إبنة كامل ونرمين لن تكون قريبة منك بأي شكل من الأشكال لا هنا ولا في الشركة .
(عد حتى العشرة قبل أن يقول بهدوء صارم إحتاج معه لإرادة حديدية :
_أمي...رند في الأول والأخيرهي إبنة عمي...يعني لحمي ودمي وإن أرادت العمل معنا في الشركة فأنا لن أمنعها...نحن الأن كل ما تبقى لها...عائلتها الوحيدة فهل سترغبين لناردين لو لجأت لي في يومٍ من الأيام أن أديرلها ظهري كما تريدين أن أفعل الأن مع رند؟؟
(فاجأته والدته حين قالت بتوسل :
_وهل تعني لك رند كما تعني لك ناردين؟...أجبني وعدني يا بسام...عدني أنها لن تكون سوى أخت أخرى بالنسبة لك.
_بسام...حبيبتي مالذي تفعلانه هنا و...آآآه يا بني ماذا حدث لك؟؟
(إستدارلوالده الذي كان يتأمله بدهشة ليقول كاذبا وهو يشعربالإمتنان نحوه لتدخله في الوقت المناسب لينقذه من إطلاق وعد لن يفي به أبدا فرند...رند مهما باعدت بينهما الظروف ومهما كرهها وحقد عليها لن يفكرفيها أبدا على أنها مثل أخته :
_لا شيئ أبي لقد وقعت في حمام السباحة فجأة وَ...
(قاطعته والدته بضيق وقد إتجهت بكلامها صوب والده :
_لقد كنا نتحدث فهل تسمح بتركنا للحظات حبيبي أرجوك؟؟.
_إنه إبني أيضا إن كنت تذكرين وسأحب جدا سماع حديثكما ثم...(نظرإليه نظرات ذات معنى ليتابع بصوت ضاحك :
_هداك الله يا امرأة أنظري إليه...إنه مبلل حتى العظم فدعيه يغيرملابسه أولا.
(أيده بسام بسرعة وحماس وهو يتجه صوب الدرج :
_أبي محق أمي...كما أني سأكون غدا مشغولا جدا في الشركة ...لذا تصبحان على خيروسنتحدث مرة أخرى أعدك.
(سارع بارتقاء الدرج...درجتين...وثلاثة ليهرب بسرعة جنونية من حصار والدته الذي عاد بعودة إبنة عمه...أغلق الباب خلفه ليستند عليه ...أخرج محفظته من جيب بنطلونه والتي كانت مبللة وبرفق فتحها لتطالعه عيناها...وبحسرة وغضب همس يسألها كأنها واقفة أمامه :
_آآآآآه يا رند ...يا لعنتي الغادرة...لماذا رحلتِ ولماذا عدت؟...هل لتظيفي ألما جديدا أم لتزرعي أملا أخر سيظل للأزل محرما.
ما إن أنهى جملته حتى رفع عينيه صوب الحائط فوقه حيث تقع غرفتها وفي الطابق الأعلى وتحديدا في شرفة غرفتها وقفت متوارية عن الأنظار حيث إختبأت عندما رفع عينيه نحوها...كانت ترتجف بشدة وتتألم أيضا بشدة...
**** **** **** ****
بعد ليلة قضتها بين شد وجذب مع عواطفها إستيقظت لتصنع من نفسها سيدة أعمالٍ لا مثيل لها...أرادت أن تجعله يندم لأنه إستهان بقدراتها...فاختارت أجمل طاقم عملي أنيق تملكه...إعتنت أكثر من اللزوم بزينة وجهها...بتسريحة شعرها...باختيارها لعطرها بكل شيئ...آآآه أجل كل شيئ...لقد أرادت حقا أن تترك لديه الإنطباع الحسن لكن ولتكون دقيقة وصريحة مع نفسها فإن ذاك ليس كل ما أرادته...لقد حطمتها ذكرياتها وخانها قلبها أكثرمن مرة ليلة الأمس...لكن إن كان الليل وضوء القمرللأحزان والذكريات المحرمة فالنهار للثقة...للقوة...للتحدي والإنتقام...ومن هناك إنبعث دفاعها الثاني لقد أرادت إخفاء ضعفها خلف مظهرها وأيضا أملت في إستمداد قوتها منه وكان لها ما أرادته ...نظرته اليتيمة نحوها جعلتها تدرك من الرجفة المثيرة لشفتيه ومن هرب عينيه بعدها أنها قد أصابت الهدف لقد تأثربها حتى ولو كان يفضل الموت على ذالك.
كان قد سبقهما للشركة مما جعل عمها يوصلها بفخرٍ إلى مكتبها بعد أن أصرعلى تعريفها برأساء الأقسام والموظفين وحتى المهندسين الذين كان يوما حبيبها من بينهم لكنه تغيروغيركل شيئ حتى حلمه بأن يبدأ بمهندس مكافح يعاكف الطوب والحجارة إستبدله بترأس الشركة ولعب رجل الأعمال...تنهدت بصوت مرتفع لتحرر نفسها من أفكارها وفي تلك اللحظة قال عمها بمودة :
_الأن سأترككما لتباشرا أعمالكما...وبالتوفيقٍ لك صغيرتي في يومك الأول.
(شكرته رند بهزة من رأسها لتقول بنعومة :
_سأكون بخيرٍ عمي لا تقلق.
(سخرمنها بسام وهو يزيل سترته السوداء برشاقة ليضعها خلف كرسيه :
_لا تقلق أبي أنت ستكون في الجوار وصغيرتك الغالية تستطيع الهروع إليك دائما إذا ما أتعبها العمل أو عجزت عن القيام به.
(تأملته رند ببرود قبل أن تجيبه بنفس نبرة صوته الساخرة :
_تشجيعك لي مثيركما ثقتك بي يا ابن عمي فشكرا لك...(إلتفتت لعمها لتغمزله بمكرلتهمس بعدها بثقة :
_أنا ماهرة جدا في عملي عمي تستطيع الذهاب وأنت متأكد من نجاحي.
(ربط على كتفها مشجعا ليغادروابتسامة غريبة تزين شفتيه...ما إن غاب عمها حتى إلتفتت نحوه بتحد وثقة لتسمعه يقول ببرود أمردون حتى أن ينظر نحوها :
_لا أريد سماع كلمة إبن عمي منك مجددا...هنا أنا مديرك في العمل وفقط ...وأدعى السيد بسام هذا أولا وثانيا أنا أحتاج لمديرة متفانية لا تعرف كلمة لا ...تقوم بإعداد الفواتير والتقارير والمذكرات والرسائل والبيانات المالية وغيرها من الوثائق كجداول البيانات وقواعدها،...الرد على المكالمات الهاتفية وتحويل مكالمات مباشرة إلى الأطراف المعنية أو أخذ الرسائل،...إجراء البحوث وتجميعها...إعداد الاوراق للنظر فيها وعرضها على المدراء التنفيذيين واللجان ومجالس الإدارة،...حضورالإجتماعات لتسجيل الملاحظات،...قراءة وتحليل المذكرات الواردة والتقارير لتحديد أهميتها وخطة التوزيع الخاصة بالعملاء،...فتح وفرز وتوزيع المراسلات الواردة بما في ذلك رسائل الفاكس والبريد الإلكتروني...القيام بترتيبات السفر للمدراء التنفيذيين...وأخيرا العمل للوقت الذي أريده أنا دون تحديد ساعاتٍ أو شيئ من هذا القبيل...فهل فهمت جيدا يا أنسة أم علي قول سيدة؟؟.
(كزت على أسنانها بغضب وكادت تهم بإخباره أين يذهب بوظيفته تلك وماذا يفعل بها عندما رفع عينيه فجأة لينظرإليه بتحدٍ...لقد كان يتحداها أن تقبل...أن توافق على العمل له،...كل أوامره تلك ماهي إلا أحد خططه الغبية لتعجيزها كي تهرب...كي تهرع لعمها منتحبة كما سبق واقترح بسخرية...لكنه قد أخطأ وغفل عن شيئ مهم...رند الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة قد ماتت واندثرت منذ زمن بعيد والتي كانت تقف قبالته رند أخرى لن تهزها أو تخيفها لا أوامره ولا نظرات عينيه الجليدية أبدا...أبدا،...حدقت فيه كمن يحدق بفراغ لتجيبه ببرود :
_لقد فهمت سيدي...فهل من أوامرأخرى ترغب بإيظافتها قبل أن أطَّلع على سيرالعمل هنا؟.
(تأملها للحظات بشيئ من الغضب الممزوج بإعجابٍ خفي ليسألها بهدوء مستفزوجسده يرجع للخلف ليستند بظهره على كرسيه :
_لم تخبريني بعد إن كنت تفضلين أن أناديك بأنسة أو سيدة؟؟
(أجابته بلهجة لاذعة :
_لك حرية الإختيار...سيِّدي.
(أشارللباب بحركة مترفعة ليقول بفتور :
_حسنا هذا كل شيئ للإن...يمكنك الإنصراف وستجدين ملفا على مكتبك يساعدك على التعرف على كافة أوجه الشركة وخط سيرها في السنوات الخمس الأخيرة.
(إستدارت دون أن يرف لها جفن لتغادرمكتبه بكل الهدوء والثقة اللذين تملكهما وما إن أغلقت الباب خلفها حتى إمتلأت عينيها بالألم الذي لم يكن سوى إنعكاس لما يعانيه قلبها في تلك اللحظة...ليرتجف جسدها بقوة وقد أدركت في تلك اللحظة أنها إختارت الطريق الأصعب لخوض ماضيها والإنتصارعليه فكان الله بعونها وعون قلبها وروحها...
مرَّت الفترة الصباحية دون أن يطلبها كما أنها لم تتلقى أية إتصالات مهمة مما جعلها تنكب على دراسة الشركة باهتمام ولدَّه توقعه المستفز لها بالفشل ولحسن حظها فلقد كانت تجيد حقا عملها وتعرف كل خباياه...لم تحس بمرورالوقت ووصول فترة الغذاء حتى جاءها صوته البارد عبرالهاتف الداخلي :
_لدي غذاء عملٍ مع مندوب شركة دليسيا الإيطالية...العقود الخاصة بها في الخزانة أمامك...سنغادر خلال خمس دقائق فكوني جاهزة.
(نظرت للهاتف بحنق قبل أن تقف لتحدق بعجزٍ في الخزانة الضخمة أمامها والمكدسة بالملفات فكيف بحق السماء ستجد العقود التي طلبها في ظرف خمس دقائق؟؟
تنهدت بضيقٍ قبل أن تتحرك نحوها وبأصابيع رشيقة بدأت البحث أولا في الأدراج التحتية قبل أن تستعين بأحد الكراسي لتصل للرفوف العلوية بعد أن أزالت جزمتها ذات الكعب العالي...كانت تقف على رؤوس أصابعها وقد إرتفعت تنورتها قليلا لتظهرساقيها المتناسقتين لكنها لم تهتم بل إنهمكت في البحث عن الأوراق وهي تتمتم بكلمات غاضبة معظمها غير مفهوم ولقد كانت مركزة لدرجة أنها لم تنتبه لمرورالخمس دقائق التي منحها لها ولا حتى لنفتاح الباب الفاصل بينهما إلى أن سمعته يقول بصوتٍ رعديدي أجفلها :
_مالذي تضنين نفسك فاعلة؟؟
(إلتفتت بسرعة وقد نسيت أنها واقفة على الكرسي الذي إهتز فجأة مما أفقدها توازنها...ألقت نظرة رعبٍ نحوه لتراه يتحرك بسرعة الفهد نحوها وقبل أن تدري ما حصل كانت قد وقعت بين ...ذراعيه.
التوقيع
احلى هدية من احلى سما في الدنيا
lossil
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى lossil
البحث عن كل مشاركات lossil