عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-11, 02:21 PM   #2194

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,362
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد عودة مريم ويوسف
" ستباشرين عملك غداً مباشرة يا ابنتي؟ لماذا هذا التعجل؟ "
ردت مريم على كلام حماتها بالقول المبتهج " اشتقت كثيرا لأطفالي خالتي" رفعت ام يوسف إصبعها تحذرها بمرح " لا تناديهم أطفالك؛ فربما طفلك الصغير سيغار، خاصة إذا أخذ طباع أبيه" احمرت مريم وهي تطرق برأسها بينما أنقذها يوسف قائلا " امي بالله عليك! إنها ليست حاملاً أصلاً " ضحك الحاج علي بينما قالت الام بإصرار " ستكون بإذن الله، ستكون وستملأ لنا البيت أطفالاً " عادت الام تنظر لمريم وهي تقول باستدراك قلق " يا ابنتي كيف ستعملين إذا اصبحتِ حاملاً؟! هذا ليس ملائما للجنين، الأطفال في المدرسة أشقياء وسيتعبونك، هل حقّاً من الضروري لك العودة للعمل؟ " حوّلت مريم نظراتها نحو زوجها كأنها تلتمس منه الرد بنفسه على أمه ورفع الحرج عنها، لكن يوسف لسبب ما اطرق برأسه ولم يقل شيئاً! فتدخل الحاج علي وهو يقول بخفة " يا أم يوسف.. ما زال الوقت مبكرا لكل هذا! لقد عادا بالأمس فقط من رحلة اسبوع العسل " فقالت ام يوسف باعتراض " ولكن يا حاج مريم قد تكون حاملاً بالفعل " رد الحاج ببعض الحزم " عندما يحصل المراد من رب العباد؛ نجد حلّاً يرضي الجميع، وأولهم الجنين الذي تدافعين عنه بضراوة منذ الان! أما عمل مريم فلن يؤثر على أحد "
بحركة مفاجئة وقف يوسف على قدميه وهو يحاول الابتسام ويستأذن للذهاب للنوم فغدا يوم عمل، راقب الحاج علي ابنه وهو يمد يده لزوجته المرتبكة من تصرف زوجها بينما يساعدها يوسف على النهوض، ثم لف ذراعه حول كتفها بتملك شديد، لقد كان متوتراً بشكل ملحوظ! لم يفهم الحاج عليّ ما يقلق ولده بالضبط، لكن بحدس الأب شعر أنه يجب أن يكلمه فناداه قائلا " يوسف، اريدك لبضع دقائق قبل ان تذهبا للنوم، لن اؤخرك بنيّ" هز يوسف رأسه بنعم ثم قبّل جبين مريم قائلا " اذهبي اميرتي و انا سألحق بك بعد قليل"
ابتسمت له ثم قالت تصبحان على خير لوالديّ يوسف قبل ان تتوجه ناحية السلم، بينما لحق يوسف بأبيه الى غرفة مكتبه الخاصة.
قال الحاج علي بطريقة مباشرة " ما الذي يقلقك ويوترك يا يوسف؟! هناك ما يعكر عليك صفو سعادتك مع زوجتك " تفاجاً يوسف قليلاً ثم قال لوالده ببعض الدهشة وهو يطرق برأسه مبتسماً " لا اعرف كيف تستطيع دوما الشعور بي هكذا! تشعرني وكأني ما زلتُ ولداً صغيراً! " ضحك الحاج علي ثم اقترب من ولده قائلاً " انت واختك هناء نعمة الله عليّنا انا ووالدتك، فإذا لم انتبه لهذه النعمة فلمن سأنتبه؟! " تنهد يوسف في ضيق مما أثار قلق الحاج قليلا فقال في توجس " بنيّ هل حدث أمر أزعجك في رحلتكما؟" هز رأسه نافياً وهو يقول " ابدا والدي.. على العكس، لقد عشت حياة بأكملها في هذه الرحلة، مريم منحتني كل ما أتمناه وأكثر " فاضت عينا الحاج بالحنان وهو يقول " انا سعيد من اجلك بنيّ، كنت اعرف تماما أنك أجدت باختيار مريم زوجة لك، فقلب المؤمن دليله وانت مؤمن" صمت الحاج قليلا ثم أضاف " ورغم ذلك هناك ما يقلقك؟ فما هو؟!" ابعد يوسف شعره عن جبينه وقال ببعض الضيق " انه ليس قلقا بمعنى القلق، ولكن.." عقد الحاج حاجبيه بتركيز وتساءل " لكن ماذا بني؟ هل للموضوع علاقة بعمل مريم؟ " رفع يوسف عينيه لتواجها عيني والده الذكيتين وقال دون مواربة " أجل ابي، انا لا اريد مريم ان تعود للعمل" رفع الحاج حاجبيه قليلا وقال " اذن هذا هو الامر! " ثم ضيّق عينيه وهو ينظر لابنه ويقول " هل لكلام أمك عن الحمل تأثير في الموضوع؟ " رد يوسف بحيرة وبعض التخبط " لا.. ليس هذا، ربما هو جزء من الموضوع، لا اعرف! كل ما اعرفه اني غير مرتاح لعودتها إلى العمل " هز يوسف رأسه بحيرة ثم اضاف متنهدا " مريم تحب عملها للغاية ولا اعلم إذا طلبت منها تركه كيف ستكون ردة فعلها " اسبل الحاج اهدابه وقال " السؤال هو؛ لماذا تريد منها ترك العمل؟ " اعتصر يوسف قبضتيه وقال ببعض الارتباك " انا اعترف أني اخاف عليها جدا، ربما.. أغار عليها ايضاً " رفع الاب نظرات متفحصة لابنه فقال يوسف باستعطاف " ابي لا تنظر اليّ هكذا ارجوك! ليس بيدي " للحظات لم يبعد الاب نظراته عن ولده ثم قال أخيراً " يوسف.. انا اعرف ان خلف رقتك وحنانك تخفي هذا الجانب التملكي، لن أقول لك لا تخبرها برغبتك أن تترك عملها؛ فالصراحة ضرورية بين الزوجين بتفاصيل كهذه، ولكنك يجب ان تمنحها حق الاختيار؛ بالقبول او الرفض " توتر يوسف ليقول وكأنه يكلّم نفسه " إنها تجذب الانظار دوما دون إرادتها، نظراتهم فيها طمع وحسد وحقد! بينما هي في قمة البراءة وقلة الخبرة " قال الحاج بحزم " لا توهم نفسك! هي ليست طفلة مهما كانت براءتها، إنها امرأة راشدة تجيد الاعتناء بنفسها، انت ببساطة شديدة تغار عليها فقط، وهذا كل ما في الأمر"
زاد توتر يوسف وهو يقول مُعترفاً " اقسم لك أني اقاوم هذا الشعور؛ من اجلها هي، لا اريدها أن تضيق بي وبغيرتي الشديدة، انا اغار عليها حتى من نفسي! " أشفق الاب عليه وقال بحنان " إياك بنيّ ان تغلبك غيرتك فتدفعها لتعيش في سجن من أجل إرضائك، دعها هي من تقرر أمرها هذه المرة، لا تكن مثل اهلها الذين سيّروا حياتها منذ الولادة وبأسوأ الطرق، سجنوها ليتخلصوا من حمل حمايتها، هم أيضاً أحبوها " قال يوسف بذهول " هل تقارني بحسام أبي؟! " فرد الاب بهدوء " بل انبهك الى ان تحترم رغباتها وقراراتها، هي إنسانة وليست مجرد زوجة لك، دعها تعيش الحياة كما تشاء ما دامت لا تفعل شيئاً خاطئاً، وربما يوما ما ستجدها تفعل ما تريده أنت وبإرادتها الحرة " اطرق يوسف برأسه ثم تنهد قائلاً " حسنا ابي، سأفعل ما تقول "
***
صباح اليوم التالي
أوقف يوسف سيارته قريباً من بوابة المدرسة، ثم نظر لمريم التي تجلس جواره فوجدها تتطلع بلهفة نحو المدرسة وتنظر بحنان للأطفال الصغار الداخلين اليها، تنهد برقة وهو يقول " اميرتي سأعود إليك عن الظهيرة وسأحاول جهدي ألّا أتأخر " أدارت وجهها نحوه وقالت " يوسف صدقني لا داعٍ لتترك عملك من أجلي، انا أتدبر أمري وأعود بالحافلة، ولا تنس اني يجب عليّ الذهاب اليوم إلى بيت اهلي لأساعد رنا في الاستعداد، لم يتبقَ إلا يومان لحفل عقد القران " رفع يوسف سبابته بحركة رفض قائلاً " مريم لا تتعبي نفسك، انت لن تستخدمي الحافلة مُجدداً، وانا سأوصلك إلى أي مكان ترغبينه" هزت كتفيها بخفة ومنحته ابتسامة مبتهجة وقالت " حسناً " اخذ يتطلع اليها وعيناه تتمهلان بالنظر إلى تفاصيل وجهها ثم قال بحنان " هل انت سعيدة معي؟" اتسعت ابتسامتها أكثر وهي تقول " انا سعيدة جداً " مد يده ليأخذ يدها ويرفعها لفمه ثم قبل باطن كفها بشغف وقال بصوت مبحوح من العاطفة " اذن انا محظوظ لاني جعلتك سعيدة " عضّت مريم على شفتها وعيناها تنظران حولها وقالت بخجل شديد " يوسف.. العم طه ينظر إلينا! " لم يكلف نفسه عناء رفع نظراته والتأكد، فقط قال متنهدا " دوما هناك من ينظر إلينا، وإليكِ أنتِ بالذات " سحبت يدها من يده بنعومة وقالت مبتسمة وهي تفتح الباب لتنزل " الى اللقاء " فرد عليها " الى اللقاء اميرتي "
***
من بعيد.. يراقب رؤوف العاشقين في السيارة، هل يمكن ان يخطئ إنسان في فهم هذا التناغم الواضح بينهما؟! وحش كاسر كان يمزق أحشاءه، لا يصدق ان مريم تمنح الحب لرجل آخر غيره! دموعا هطلت من عينيه رغماً عنه وهو يحدث نفسه بعاطفة هوس مرضية " كانت لك يا غبي! كانت لك، ولكنك لم تستطع ان تحتفظ بها، لم تستطع ان تأخذ حتى براءتها! "
أغمض عينيه ودموعه تسيل بتدفق، يغرق في لُجّة تلك الليلة المظلمة، براءتها التي عجز عن أخذها، وقد حاول تلك الليلة حالما أُغلق عليهما باب واحد.. بكل ما في داخلة من وحشية ترتع في ظلمته، وكاد أن يفعل؛ ولكن.. ما إن أُغمي عليها بين ذراعيك حتى شعر بخواء محاولاته، ظل ينظر لجسدها الابيض الناعم الذي شوهته بشاعة الكدمات ولون الدم، وجهها الذي لم يرَ شيئاً في حياته بجماله؛ بات مشوهاً بشكل أبشع! وقد اختلطت آثار الكدمات بالدموع وآثار الصراخ التي لم تكف عنها كما لم تكف عن المقاومة.
في لحظة.. تركها، مغشياً عليها بعد ان استنزفت كل قواها في مقاومته، لم تفهمه! لم تفهم حاجته العنيفة لها، لكن عذرها أنها كانت صغيرة.. أجل صغيرة جداً.. بريئة جداً فلم تستطع استيعاب ما أراده.
التفت أصابع كفيّ رؤوف حول مقود السيارة وهو يراها تنزل من السيارة الاخرى وتودع ذلك السارق بابتسامة مشرقة، والحقير لم يبعد عينيه عنها، ول يتحرك بسيارته حتى اختفت داخل المدرسة ليظهر الارتياح جلياً على وجهه! كل ذلك راقبه رؤوف بحقد وغل اعمى إلى غريمه، ثم نظر ليديه اللتين ابيضتا من كثرة ضغطه على المقود، آه كم يكره هاتين اليدين! لولا فقده السيطرة عليهما تلك الليلة لما خسر مريم، يداه ضربتا عشرات النساء قبلها، لكنه لم يظن يوما أنهما ستفعلان المثل معها هي، الحلم الذي كان يعيش لأجله، فيخسرها الى الابد!
رفع رؤوف راسه بعنف ونظرة رفض مجنونة تطل من عينيه والدموع تسيل دون توقف ليقول باقتناع مرضي " لا.. أستطيع استردادها! فقط احتاج أن أكلمها بمفردها؛ بعيدا عن تأثير الجميع، يجب ان استغل اي فرصة كي أصل إليها وحدها بعيداً عنهم؛ عن حسام ورنا وذلك السارق الحقير، وعندها سأقنعها أني الوحيد الذي يحبها بكل ذرة من كيانه، أعيش فقط على أمل واحد؛ أن تعود إليّ، سأخبرها أني أستطيع ان انتظر الى الابد، سأخبرها أني اسامحها لزواجها من رجل آخر.. أجل سأقول لها أني أتفهم حاجتها كي كرامتها بعد ما فعلته بها تلك الليلة، ولكن في النهاية سنعود لبعض " استرخي رؤوف أخيراً على مقعد سيارته واخرج سيجارة من (نوع خاص) اشعلها ثم اخذ يطلق أنفاس الدخان وجسده يتراخى من توتره.
****
ظهراً
خرجت مريم من بوابة المدرسة مع تدفق الأطفال المُغادرين، تحاول الاتصال بيوسف، ولكن الرد دوما ان الهاتف مغلق! بحثت حولها فلم تجده ولم تر أثراً لسيارته، تنهدت وهي تعيد الهاتف داخل حقيبتها ثم تفرك يديها ببعض تلتمس بعض الدفء في هذا الجو البارد، ابتسم العم طه في وجهها ثم قال " أ تشعرين بالبرد يا ابنتي؟ " هزت رأسها برقة وهي تقول بإشراق" نعم.. قليلاً " اتسعت ابتسامة العم وقال " مؤكد الدكتور سيصل في أي لحظة، فهو لا يتأخر عنك ابداً، حفظكما الله لبعض " ابتسمت مريم ووجهها يحمر.
مرت خمس دقائق أخرى ويوسف لم يظهر!
بغتة.. صوت من كوابيسها المظلمة التي أوشكت أن تنساها، صوت ينادي اسمها من خلف ظهرها مباشرة " مريم " لم تلتفت إلى صاحب ذاك الصوت المُظلم، لم تنطق بحرف، فقط اتسعت عيناها وسط وجهها وتجمد كل شيء حولها!
***


انتهى الفصل الرابع عشر



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 02-07-22 الساعة 10:54 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس