عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-11, 08:13 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان ادريان يضغط بشفتيه ، وكانت مادلين تراقبه ، وثمة تخمين بخاطرها بأنه يعد هذا النوع من السلوك خطأ تماما ، فقد كان أدريان يرى دائما أن الأطفال لا يعرفون أبدا ما هو أفضل لهم ، وأن على الكبار ان يقرروا لهم.
تساءلت وهي عاجزة عن حجب السؤال:
" الن تفتقد رؤيتك وهي في المدرسة هنا ، وأنت في ايطاليا؟".
تلاقت عينا نيكولاس الزرقاوان بعينيها لحظة ،ووجدت نفسها تشعر كنها تخوض سباقا ولا تستطيع أن تلتقط انفاسها إلا بصعوبة ، ولم تستطع أن تنصرف بعينيها عنه ، ولم تستطع ان تستجمع إحساساتها المبعثرة إلا عندما واصل حديثه ونظر الى شخص آخر ، كان من السهل التاثير عليها مثل الطفل ، فأرغمت نفسها على الاّ تتطلع اليه من جديد ، وكان هذا أمرا عسيرا للغاية ، لا سيما انها بدت مبهورة بكل ما يقول ويفعل!
قال ردا على سؤالها:
" أتصور ان في وسعي ان أوفر وقتا بحضوري الى هنا ورؤيتها ، هذا لأن والدتي تريد الذهاب الى أمريكا لعدة أشهر هذا العام ، وسيخففها من مسؤولية ماريا أن تكون هي ايضا بعيدة عنها".
كان أدريان يومىء براسه موافقا ، وكانت مادلين وهي تلوي أصابعها تفكر : إذا دخلت ماريا المدسة في انكلترا ، فالأرجح ان يأتي نيكولاس فيتال الى هذه البلاد كثيرا ، وليس هناك مكان أصلح لأقامته سوى قرب المصنع ، قد تراه إذا مرة اخرى !
كانت في داخلها توبخ نفسها على إفتقارها الى الحنكة ، ولكنها كانت تبد من الخارج هادئة ، ما اسخف ان تعتبر نفسها مركزا مناسبا لأهتماماته ، ولأنه كان إنسانا ثريا وقويا ، فلم يكن في الأغلب يتوقع من أي إمرأة إلا أن تتهافت عليه لتصبح أوثق صلة به ، إن أي إهتمام قد يظهره نحوها لن يكون إلا عابرا ،وبرغم ان الفرصة الان تبدو جذابة ، لكنها ستكون الخاسرة عندما ينتهي الأمر.
إنها في أي حال أرملة محترمة لها إبنة يسهل التاثير عليها في سنها ، وتستطيع ان تتخيّل ملامح الفضيحة على وجه ديانا لو أخبرتها ، بأنها تبحث في إقامة علاقة مع مليونير إيطالي ! إنه أمر يبعث على الضحك حقا ، وهو حتى لم يطلب منها موعدا بعد ! ومع ذلك ففي نظرته اليها ما يوحي بأنه سيفعل!
جاء هيذرينغتون ليلحق بهم ويعرف جلية الأمر ، كان هو الذي يستطيع أكثر من ادريان ان يشير على نيكولاس فيتال بالمدارس المتاحة لماريا ، فإنتهز الفرصة للإعراب عن رأيه ، ومضى الحوار مملا رتيبا ، تاركا مادلين لخواطرها ، ولم تدرك ان نظرة نيكولاس فيتال كثيرا ما كانت تنحرف في إتجاهها لتحدق فيها ، أو انه كان يتمنى ان ينصرف الآخرون ويتركوهما يتحدثان ، مضت سنوات منذ ان وجد إمرأة تثير فيه أكثر من مجرد هتمام عابر ، كانت النساء عادة ما يؤدين اغراضهن ثم ينساهن ، وكان الحديث معهن محدودا... الموضة.....الطراز.... آخر تسريحة ... عادات الشراب الحالية ... تلك كانت الموضوعات السطحية التي إعتادها معهن ، أما مادلين تنصت بين حين وآخر الى صوته ، إذ بها تجده مزعجا على نحو ظاهر ، ويصبح أجش عميقا يعطي المرء الإحساس بان ما يقول هو لأذنيه وحدهما ... والواقع ان نيكولاس كان قد بدأ يزداد ضيقا بالمسألة كلها ، اراد حقا أن يعرف مادلين بشكل أفضل ، ولكن هذه الدائرة التي تحيط به من المخلصين بدأت تصرفه عن غرضه فاراد ان يتحرر منها ، فما لبث عندئذ أن انهى الحوار قائلا ، وهو يطفىء عقب سيكارته في منفضة قريبة:
" اشكركم جميعا على نصائحكم ، سابلغ بها ماريا بالتأكيد عندما اقابلها".
إنتفضت مادلين من بلادتها لدى هذه الكلمات ، وهتفت ، والكلمات تتطاير من فمها بغير سيطرة:
" هل... هل ستعود الى إيطاليا؟".
كانت عيناه رقيقتين وهو ينظر اليها قائلا:
" كلا..... ماريا ستاتي الى هنا ، وستبقى والدتي في روما لأنهاء الأمور ثم تتي لتلحق بنا".
" أوه.....".
قالت مادلين ذلك ثم دخلت قوقعتها من جديد ، وتساءل هيذرنغتون في دهشة:
" الك منزل إذا؟".
رد نيكولاس بطريقة جافة وقد بدأ يضيق بهذه الاسئلة:
" كلا ، لدي جناح في فندق ستاج".
كان فندق ستاج أكبر فنادق أوتيرييري ، فاخرا ، متسعا ، يرعى اناسا من طراز فيتال ، وكانت هذه حركة بارعة من جانب اصحابه ، الذين خمنوا تخمينا صحيحا انه سيأتي الى أوترييري لا يستطيعون تحمل نفقات طعامه وشرابه الباهظة ، ثم لم يكن مسموحا بدخول أبوابه لعناصر غير مرغوبة.
جاءت لوسي ماسترسون عندئذ ، وقضت كل شيء على نحو بعث الإرتياح في نفس نيكولاس ، فقد نظرت اليه بخجل وقالت:
" يا عزيزي نيكولاس ... عليك في الحقيقة أن تختلط بجميع الحاضرين أكثر مما تفعل ، إنه لمن بواعث سرورنا ان تكون بيننا ، فنحن لا نراك ابدا هذه الأيام".
قالت هذه العبارة الأخيرة في شكل لوم ، وتساءلت مادلين وهي ترقب رد الفعل لدى نيكولاس عن درجة القرب التي تود لوسي أن تكون بينها وبين رئيس زوجها ، او إذا كانت هناك علاقة ما سابقة بينهما ، كان هناك في سلوك لوسي ما يوحي بذلك ، وشعرت مادلين بشيء من الغثيان.







أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس