عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-24, 08:51 PM   #359

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,612
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




***


حمرة فاقعة ضربت سمرة بشرتها مع قميص أحمر فاقع يعلو تنورة جلدية. رسمت جفنيها باحترافية متمرسة تنخرط بالخسارة وتتسلم بالفوز. اعتنت باللون الرمادي أسفل جفنيها بقلم التحديد، وتركت من عينيها لوحة تجسد الانتصار وتحتوي النهايات ببأس. رافقت والدها إلى المحكمة. مهند وحده من كان هناك، متورم جفنه الأيسر وفكه مضروب، يبدو أن عمَّها رشيد نال منه. شحذت خطواتها مغرورة وانطلقت للغرفة تسبقهما، لم يثر اهتمامها إلا وجود اسم سراب على الحاسب كآخر مطلقة تمت معاملتها هنا. ضحكت في سرها متهكمة، وانتظرت والدها الذي جاء وتمّ الطلاق من فوره، مع تحفظ مهند على كافة حقوقه وطلبها بما فيها خاتم الفضة الذي تبينت رداءة جودته.
****
«أنا سأكون في حقل الحمص، تعالي هناك.»
طبعتها من فورها إلى سراب وهبطت عند مشرف الوادي الذي يفضي إلى البساتين، اختارت الشارع عن الأرض المحروثة فحذاؤها جديد ولن تخربه. عرجت إلى حجارتهن الثلاث وانتظرت. لم تتفاجأ من هبوط راوية عليها:
-لقد رأيتك، علمت أن لا فتاة من هنا ترتدي الأحمر سواك.
ضحكت آرام ودارت حول نفسها تعطيها إطلالتها:
-كيف، أليست جميلة؟
احتفظت راوية في غبطتها لنفسها وأخبرتها:
-الحقيقة أنها مذهلة، قولي لي ماذا فعل أحمق البيادر المهووس بكل جسد أنثوي.
شبكتا ذراعيهما وتولت آرام دفة الحديث:
-لا شيء مهم، كان اسم سراب قبلي على الحاسب، تعلمين النكبات تأتي متتالية وليست فرادى.
ضحكت راوية فاستطردت آرام:
-هيّا قولي لي عن ذهابك أمس.
تراءت لهما سراب فقطعتا الطريق إليها، سألت:
-هل انتهينا من سبع البرومبا؟
أومأت آرام فانطلقت زغرودة سراب في الحقل.
التفتت لراوية:
-قولي كل شيء بسرعة.
تلفتت راوية حولها وقالت:
-لن أطيل عليكم، ذهبنا مع أخته يافا.
امتعضت ملامحها واعترفت:
-هي جميلة جدًا لكن بشرتها سمراء جدًا تبهت ملامحها.
حارت في وصفها قليلًا وتابعت بعفوية:
-تقريبًا تشبه درجة لون بشرة سراب.
هزأت سراب منها وقالت:
-حقًا؟
أومأت بهزة رأس فعلقت آرام بسخرية:
-لون بشرتي أدكن من خاصتك سراب لو تلاحظين ما حال ملامحي؟ هل برأيك مشطوبة؟
تأففت راوية وبررت:
-هي أفتح منك آرام لكن سمرتها غير محببة. هل فهمت ملامحها لا تليق على بشرة بيضاء مثلي؟
نطَّ من فم آرام آه طويلة أتبعتها:
-فهمتك الآن.
ولم تنتظر أكثر فقد قصمت راوية قشة صبرها وحان دورها لتنتقم لسراب الصامتة. حركت فمها ومطت حروفها ساخرة:
-راوية لا أحد يهتم ببياض بشرتك هاته، تبدين كعبوة لبن فاسدة أقسم لك.
كتمت سراب ضحكتها ثم انفجرت بها كاملة حين فاح الدخان من أذني راوية التي شهقت وسددت لآرام المنفجرة غيظًا:
-قالوا عن جمال بشرتك الفتّاك، تحتاجين رطلًا من مستحضرات التجميل لتظهري بطبقة معروفة اللون عن لونك الفحمي.
تمسكت سراب بخاصرتها ودمعت عيناها لفرط ما ضحكت مختنقة فآرام لم تنسحب ورشقت راوية من فورها وهي ترفع سبابتها منددة:
-خسئتِ يا عبوة اللبن الفاسدة.
ثم أشارت لنفسها بفخر وثقة شديدين:
-سُمرتي كسمرة رغيف خبز أسمر مات الشعراء وهم يتغنون بها، هل ذكر شاعر عبوة لبن في قصائده؟
تدخلت آرام بينهما:
-اهدأأ أنتما الاثنتان، وأكملي راوية عن نديم عوضًا عن شرحك لبياض وسمرة يافا.
رنَّ هاتف راوية فلطمت وجهها وطارت من الجلسة:
-أمي تهاتفني، أراكما لاحقًا.
تبعتا ركضها ممسوسة فأوقفتها سراب:
-هل حادثته على الهاتف؟
صار صوتها بعيدًا وهي تنط فوق بتلات الحمص:
-لم أرض رغم تَلَهُفه، لا أود أن أبدو سهلة.
صار لهاثها حارًّا فانفجرت آرام وسراب في ضحكاتهما. توقفت آرام مع رسالة تنبهية فتحتها فوجدتها من يزن يخبرها:
«هل نقول أنتِ حرة الآن وبتِّ لي؟»
قضمت شفتها في ضحكة آسرة وكشفت الرسالة لسراب التي ضحكت من قلبها قائلة:
-إن شاءالله تجتمع دروبكما
****
أغلقت آرام الهاتف دون رد ومضت أكثر مع سراب وأخبرتها:
-لم أر عفراء منذ وقت هلّا رافقتني للمزرعة؟
صبغ الموت وجه سراب ورفضت:
-لا يمكنني وصولها.
أخذت آرام بيدها ورجتها:
-لا حجة لك سراب، هذه مزرعتكم لم آت منذ زمن وهذا ليس وقتي أساسًا.
شحبت سراب التي يمثل لها الإصطبل وصمة تاريخها الشنيعة ومطبها النفسي الأول فعادت لها آرام:
-أرجوك، لا تدخلي معي فقط انتظريني عند باب المزرعة.
نفت مجددًا فنفخت آرام وجرّتها:
-ستذهبين رغمًا عنك هل فهمتِ؟
أوقفتها اهتزازات الهاتف فعادت إليه وجدت بضعة ملفات مرسلة من سالم قد وعدها بها كمراجع مهمة لرسالتها، بلا تحقق أو مراجعة أعادت إرسالهن لريبال الذي استقبل الرسائل بعد وقت، كانت على بعد قريب من المزرعة وهو يبعث إليها:
-الأول غير معتمد.
بعثت له علامة إبهام محبطة فتابع:
-والثاني غير معتمد.
أرسلت إبهامًا من فورها فرشق سريعًا بحروف إنجليزية:
-الثالث قد يبدو جيدًا.
استخدمت مترجم الجهاز لترجمة الجملة فوجدته قد بعث إليها:
-أخبري سالم أن مراجعه قد تم إلغائها منذ وقت.
خرجت من محادثة ريبال وبعثت توبيخًا لسالم:
«كل مراجعك مغلوطة.»
اكتفى سالم بأن بعث لها:
«نجوى عادت.»
انشغل ذهنها مع سالم وفتحت محادثة
ريبال الذي علق على الملف الرابع بفشل. طبعت حروفًا سريعة وسراب تحادثها:
«مرة واحدة تأتي الفرصة إليك إن لم تتشبث بها وتأخذها إليك، ستندم طوال عمرك، أنتَ تحبها إياك أن تخسرها.»
بعثت بالرسالة خطأً إلى ريبال الذي ظنته سالمًا ودخلت لمحادثة سالم الذي تظنه ريبال وشرحت:
«حسنًا بما أنك كشفته، لقد أكَّد لي صحة مرجعية هذه المراجع.»
أكملت المشي وانشغلت بتحذير سراب من تركها وعدم الدخول معها، وانتظرت توالي الرسائل، حين دخلت المحادثة الحالية وجدت سالم يبعث لها:
«الله لا يعطيك العافية هل أبلغت ريبال أنني من بعث إليكِ.»
صرخت بصوت عالٍ حين تبين لها خطأ الإرسال ودخلت لمحادثة ريبال تدعو الله أن لا يكون قد رآها فوجدته بعث بعلامات تعجبية كرد. قامت بحظر ريبال مبدئيًا ورجعت لمحادثة سالم:
«سالم جالب المصائب بصرف النظر عن سهولة كشفك للأستاذ ريبال، لقد بعثت رسالة له كانت لك.»
أفلت منها تأوه مع رنين سالم ففكت الحظر عن ريبال وبعثت له تصحح:
«هذه بالخطأ.»
احمرّ وجهها ولم يجبها فطلبت منه:
«أنا في زيارة للمزرعة، سآخذ الأصيل معي.»
تأففت بنزق من عدم رده فصححت طلبها:
«أقصد هل يمكنني أخذ الأصيل؟»
كادت ترمي الهاتف بغيظ ورمته لسراب وشرحت لها الأمر. انفجرت أخيرًا ولم تجد إلا:
«سالم أكدَّ على صحة المراجع.»
هنا رد عليها بعلامة إعجاب مثلما ردت عليه بعد كل رفض منه لمراجعها. وأخبرها:
«لن أتوافر غدًا للمناقشة »
شخرت وقلدت نبرته:
-قل أنك ستخطب السيدة ملعقة.
****
على كومة القش استلقى ريبال واضطجع يحيى جانبه بذات ملابس الفروسية التي ارتدياها عصر اليوم لسباق يجمع شبانًا من الجنوب تخللته جلسة تصويرية. تلصص يحيى على الهاتف ورمق اسم آرام برسالة وأخبره:
-هل تعلم أن اليوم صباحًا تم طلاقها؟
همهم ريبال وهو يتعجب من قدوم رسالة غريبة إليه منها، فشرح يحيى:
-يزن كان السبب بينهما.
حصل على انتباه ريبال بعقدة حاجبيه ونقرة طفيفة منه للمحادثة فتابع يحيى:
-لقد فضح مهند غالبًا ودسَّ إليها صوراً له وهو عارٍ إلا من بضعة ملابس واستخدم الأمر ضده.
تبسم ريبال واستفهم:
-مهند عرض نفسه عا**ريًا؟
انفجر يحيى وشرح أكثر:
-استدرجه يزن كأنثى.
استندت عينا ريبال على وميض خطر واستفهم:
-هل كان ذلك اجتهادًا منه أم دفع إلى ذلك؟
حرك يحيى كفه الملفوفة بشاش أبيض وتابع:
-بينهما ثأر طويل، لا أظن آرام قد دفعته.
ركز ريبال بنظراته على يحيى وسأل:
-ألن تخبرني أي شجار خضته لـ تحصل على جرح قطعي كهذا؟
تغاضى يحيى عن كفه واستحوذ عليه تعبير ساخر:
-أحييت أمجاد الطفولة ريبال.
ضيق ريبال عينيه ولم يرتح للهجة الباردة التي حادثه بها واكتفى:
-تخبئ عني يا عبقرينو الأسرار؟
هاجمه يحيى بنبرة ساخرة:
-سأصبح مثلك.
فزا عن استلقائهما مع الصبغة الحمراء التي بهرجت ضحكاتها في الإصطبل. حشر يحيى كفه في القش وانفرط تعليقه:
-كان شهم محقًا.
مشطا الهيئة الحمراء والخضراء التي تنتمي لسراب التي جاءت لموعد حفل كما آرام ووافق ريبال يحيى في هزة رأس:
-بها جنحة آداب ومحضر.
ضحك يحيى واستقام في وقفته تابعًا ريبال، كانت آرام قد استفردت بعبد الفتاح وسلطت هجومها عليه:
-أخبرني الطبيب وائل ألا ضير من مشيها ببطء وأنا لن أتعبها.
انكتم حسها مع قدوم ريبال ويحيى، فانحشر حرجها في خانة خبال ترجمته فورًا بضحكة:
-مرحبا أستاذ لو علمت أنك هنا لوفرتُ الحديث حتى أصل.
قرصتها سراب في كفها، فازدردت لعابها وأخضعت نفسها ببساطة لمجهر نظراتهما. أخبرها بهدوء ودون مقدمات:
-خذي الأصيل برفقتك ولا تبتعدي فيه.
انشق فمها في انفراجة واسعة غير مصدقة فتابع مشيرًا لبقعة خلف الإصطبل:
-هناك، حيث أكواز الذرة.
أفرج وجهها عن توهج متحمس يحرق الشمس في عينيها ويلهب الرماد. شكرته من فورها وانطلقت لحجرة عفراء فيما يخبرها:
-حادثيني فيما بعد بشأن مراجعك.
-حاضر، حاضر.
تركت سراب خارجاً وسحبت عفراء ثم أتبعتها بأصيل طائرة نحو حقول الذرة.
****









Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس