مساء السكر يامسكرات
لدي حبيب ضائع بين متاهات الدنيا .. فلو استطعت ايها الدعاء اعادته اكون لك شاكرة
كنت املك ذات ليلة قلب يعلم كيف يحب .. اخذته الحياة بقبضتها الغاشمة فهل تعيده؟
كانت تسير بعرج وهي تبتعد عن طريقه، ليوقفها صوته ساخطاً خلفها " هل ستظلين عنيدة هكذا .. دعيني اوصلك لمنزلك "،
لتكمل طريقها بالامبالاه رغم ألم قدمها، لتمسك هاتفها " يالله لقد تأخرت على رنيم .. اوف انه يوم لطيف منذ اوله "،
لتلتفت نحوه فجأة لتكده خلفها يفصلها عنه انشات قليلة، لتبتعد خطوة وهي تحاول الوصول لمستوى نظره " هل يمكنك توصيلي للمكتبة مره اخرى .. لقد اتيت معك دون حقيبتي ؟؟"،
ليجيبها ببرود " لا .. لايمكنني اكتشفت ان لدي عمل "،
لتضرب الارض بقدمها المصابة بعصبيه " ااه .. انت عديم الذوق حقاً "،
ليحاول منع ابتسامته " تفضلي اذن نحو السيارة .. ام ستغيرين رأيك مره اخرى! "،
لتتجاهله وهي تحاول فتح الباب، كان يقترب منها ضاحكاً " لما العناد والكبر .. يمكنك فقط قول لا استطيع او لا اعلم "، ليثبت عينيه عليها بهدوء " تلك الكلمات تجعل كل شئ افضل بل اسهل علينا .. العند احياناً يضعنا في خانة لا فرار منها يجعلنا اجبن من الاعتراف بالحقيقة "،
لتبادله النظر بسخرية " هل انتهيت من عريضتك .. يمكننا التحرك لقد تعبت وتأخرت على العودة "،
ليغلق الباب بسخط خلفها " انا المخطئ لاني اتحدث واناقش انسانه مثلك "،
لترمقه بغضب " ماذا تعني مابها انسانه مثلي .. انت الذي تشعر انك الافضل وتعلم ما لايعلمه الجميع .. انزل من برجك العاجي قليلاً ضجرنا يا اخ "،
" تعلمين لو كنت رجل غير مهذب لالقيت بك الان خارج سيارتي ولم يهمني ان كنتِ تموتين حتى .. لكنني لدي من الاخلاق لاحتمال فتاة خرقاء مثلك "،
لترفع قبضتها بوجهه " ايها الجلف .. اوقف السيارة دعني اغادر "،
ليكمل القيادة " اخرسي قليلاً اصبتني بصداع .. ياللهي كم اود انتهاء ذلك الطريق بسرعة "،
لتتمتم وهي تستند لأطار النافذة " ليس اكثر مني .. فانا لا اطير من الفرحة جوارك الان "،
ليضغط هو على المسجل لتصدح اكثر الاغاني التي تحبها، لتهتف بسرعة " دعها .. احبها "،
لينظر نحوها وهي تغمض عيناها بهيام والكلمات ترنوا في فضاء السيارة كالسحر،
لتطلق تنهيدة مع نهاية الاغنية، كأنما تغادر تلك الهالة الهادئة الحالمة لتضربها قسوة واقعها، لتنظر نحو النافذة وشارع المكتبة يلوح امامها لتبتسم بضعف وهي تتذكر انها امام يوم لم ينتهي،
" شكراً لك .. اعلم انني كنت سليطة اللسان لكن حدث الكثير لي اليوم "، ليحاول التحدث لتوقفه " اعلم اعلم .. ليس هذا عذراً او مبرر لكلماتي لكن ذلك لا ينفي شعوري بالخطأ لاعتذر .. فرغم كل شئ لقد ساعدتني "،
لتتركه وهي تتحرك نحو المكتبة بخطى حثيثة ,, كراقصة باليه خسرت في اخر رقصة ام تشبه تلك البجعة التى تركها الجميع منكسرة وحيدة لكنها ناعمة جذابة للعين,, ،
كان ينظر نحوها بلهفة ود حينها لو تلتفت لا يعلم لما لكنه يريد ان يراها تهتم فتنظر مره اخيرة،
ثواني مرت حتى اقتربت من الباب لتستند عليه وهي تلقى نظرة نحوه لتراه ينظر كمن ينتظر شئ لا تعلم كنيته،
لتنتفض على هتاف رنيم الراكضة " بدر اين كنت ياللهي ظننت ذلك المعتوه امسك بك "، لتكمل برعب " لقد كدت اموت .. لا تفعلي ذلك مجدداً اخبريني اينما تذهبين .. يكفي والله يكفي مايحدث كثير على اعصابي"،
لتحضتنها بدر وهي تهدأ روعها " لم يحدث شئ لي اقسم لك "، لتسير وهي تعرج ببطئ " ها رأيت "،
لتهلع " ماهذا ماذا اصاب قدمك لقد تركتك بالصباح سليمة "،
ليقاطعها صوت هارون الضاحك " دعيها بالاول تتحدث لتعلمي ما حدث لها .. ياللهي صديقتك ثرثارة عنك بمراحل "،
لتنتفض رنيم وهي تنظر نحوه " من انت .. وما دخلك ياهذا "، لتلتفت لبدر بتساؤل " من هذا يابنت ؟؟ "،
لتصرخ بدر فجأة " رنييييم .. اخرسي قليلاً بالله عليك انا مرهقة اكاد اقع من فرط الارهاق والألم والجوع .. اريد العودة للمنزل الان هل فهمتي! "،
لتندفع رنيم نحوها وهي تسنادها " حسناً حسناً لا تغضبي يابدورة .. اهدئ سوف اصنع اليوم الطعام اتفقنا اليوم فقط لانك مريضة ليس اكثر "،
لتضحك الاخيرة بأرهاق " يالي من محظوظة سوف اقع كل يوم لتدخلي المطبخ فقط صدقيني "،
لتلكزها رنيم بسخط " لا تقولي ذلك حاشا لله .. لتطلبي فقط لكن دون تمنيكي للسوء او مرض يابلهاء "،
ليعترض طريقهما هارون " هل يمكنني ان اوصلكما للبيت؟ "،
لتحاول بدر الرفض " لا لا شكراً البيت ليس ببعيد "،
كانت رنيم تهتف بحماس " ماهذا الكلام الرجل يعرض بشهامة التوصيل وانتِ الان مريضة وثقيلة لن استطيع اسنادك حتى البيت .. حسناً ياسيد ؟؟"،
ليبتسم لرفيقتها " اسمي هارون دون سيد يا انسة ؟؟"،
لتبادله التحيه " اسمي رنيم دون انسه .. هل سنثقل عليك في التوصيل قل لا تتحرج"،
" لالا بالاساس كنت سأوصلها للبيت وهي من طلبت العودة هنا .. لم اكن اعلم انك جوارها "،
كانت بدر تنظر نحوهما بذهول وهما يتبادلان السلام والابتسامات وكأنها اصبحت مجرد مظلة في الوسط بينهما!!!
رنيم وهي تحثها للتحرك نحو السيارة " هيا دعينا نتحرك قبل الغروب "،
ليقترب وهو يقوم بفتح الباب الامامي لبدر، لتتجاهله وهي تجلس بالخلف لتتحرج رنيم لتحاول التقليل من حدة الموقف " شكراً لك .. انت شهم جداً سيد هارون "،
ليحاول الابتسام وهو يجلس خلف الموقد " لقد قلنا هارون فقط .. اذن انتما تعلمان العم فؤاد منذ متي .. فانا اتردد دائماً عليه لم اركما من قبل "،
رنيم بحماس زائد " نعم العم فؤاد انه لطيف .. بدر تعمل لديه منذ شهر .. اما انا اعمل بالمختبر في البناية المقابلة .. لسنا هنا منذ الكثير لذلك لم ترنا من قبل "،
كانت بدر تتأفأفف في الخلف " الم تخبر العم فؤاد انك منذ اشهر بعمل فمتي كنت سترانا .. هاا "،
لتهتف بها رنيم بتحذير " بدر ماهذا اصمتي "، لتنظر نحوه معتذرة " اسفه لحدتها اظنها تتألم فقط من قدمها .. هي لاتقصد "،
لتوقفها الاخيرة بحده " لا بل اقصد "،
ليقاطع جدالهما " نعم هذا صحيح "، ليحرك المرآه نحوها بلوم " لكنني اتسأل لمجرد فتح للحديث لا اقصد شئ "،
لتنكمش بالخلف وشعور غريب يتسلل داخلها يجعلها تنتفض، هي لا تحب ما لا تعلمه ابداً.
امام المبني .. كان هناك عينان ترصدان تلك السيارة التى تخرج منها الفتاتان، الاول بأندهاش وتساؤل والاخر بغضب وببعض التردد
كانت رنيم تنظر نحو هارون بأبتسامة ممتتنه " شكرا لك لقد اتعبناك كثيراً اليوم ..لو لم نكن بمفردنا لاستضفناك لترتاح قليلاً "،
كانت تقف بدر متلمله لتهمس لها بغل " الن نصعد لقد تعبت "،
كان ينظر نحوها بتأمل " لا شكر على واجب رنيم لا تقولي ذلك .. المهم انكما وصلتما بسلام "،
ليسير معهما حتى مدخل البناية مودعهما " اخبريني بأي شقة تققطنان "،
لتجيبه بدر بسخط " اترى تلك الشرفة المحترقة بالدور الثاني .. نعم ها هي نحن هنا حسناً .. اي اسئلة "،
لينظر نحوهما بقلق " انها محترقة بشكل سئ .. هل حدث لاحدكما شئ "،
كانت بدر تركته يتحدث لتجلس على حافة السلم بأرهاق، لتنظر نحوه رنيم بأسف " لم يحدث لاحدنا شئ .. لكن الحمدلله كانت بدر بالداخل لم يطلها الضرر "،
ليلتفت كالطلقة نحو الجالسة، ليتفحصها بقلق رأته يموج مقلتيه الرمادية كأنما يهمه أمرها، لتنتفض هامسة " ماهذا الجنون .. انه بعض من المشاعر المفرطة لأجل كل تلك الاحداث اليوم فقط "،
" رنيم هيا لقد تعبت اود الصعود الان "،
لينظر هارون نحو شرفتهم المحترقة بتساؤل " الا تودان اي شكوى او مساعدة .. انا موجود بالخدمة "،
لتتمتم شاكرة " لا كفى ماقدمته لنا .. لم يفعل احد مثلما فعلت ابداً "،
لتنهض بدر راحلة ببطئ وهي تتكأي على السلم لأعلى، كان يتابعها بنظره مهتمه وهو يودع صديقتها بأبتسامته، ليرحل نحو سيارته تاركاً عقله يفكر ويفكر في تلك القصيرة وتشغل حيز فراغه وكل افكاره كأنما عقله وجد مايحلله ويفرزه بعيداً عن مشكلات حياته الطويلة،
كان يجلس بضجر ليفتح المسجل على اغنيتها تلك، هو ابداً لم يكن يستمع لاغاني عربية لكنه وللمرة الاول تعجبه اغنية بل وكلماتها تسكن قلبه.
اما في الاعلى داخل بيت الفتاتان
كانت تجلس بدر بغضب على كرسي منفرد نجى من النيران، كانت رنيم تتجاهلها وهي تفرغ حقيبتها " ها ماذا تأكلين ؟"، لترفع يدها بمسحريه " لديك القائمة اختاري منها ماتريدين ياسيدتي .. ها!"،
لتضرب يدها على الطاولة " هل تمزحين يارنيم .. تركتك تفعلين ماتريديني حتى تلك اللحظة لانني اثق بقرارتك لكن وحتى هنا وكفى هل تتعاملين كأن تلك الساعة السابقة لم يحدث بها شئ غريب .. نحن تلك الفتيات اللاتي لا تقتربن من رجل سواء أكان كهلاً او طفلاً .. نعرفه او لا نعرفه .. نحن تلك الهاربات اتذكرين .. نحن مطاردات من رجل مجنون يبحث عن صغيرتنا "، لتصمت وهي تلهث بقوة
كانت رنيم تجلس امامها ببرود وهي تضع قدم على اخرى " ها هل افرغتي كل مابعقلك .. نحن لن نظل العمر هاربات وخائفات .. سيأتي وقت نقف فيه لنستطيع ان نعيش مع باقي الناس اياً كانوا رجلاً او نساء ها "، لتنظر نحوها بلوم " لو كان ذلك الرجل الذي تشير نحوه بسئ لما وافقتي لركوب سيارته بالاساس .. لكنك تخشين شئ اخر .. لقد اردته يأتي حتى هنا ليراه المعتوه الاخر فيعلم اننا ان اردنا اذيته سنفعل .. لكن اسبابي كانت واضحة لا اعلم لما عقلك انتِ كان مشغول بتلك الصورة "، لتمسك يدها بحنان " ماذا يحدث يابدورة .. لم تكوني قط تلك الفتاة التى تشتعل غاضبة بسهولة .. بل كنتِ اكثرنا حكمة وهدوء "،
كانت في تلك الاثناء تنظر نحو الفراغ بشرود " لا اعلم .. اظنه ارهاق اليوم من بدايته حدث الكثير لاستيعابه "، لتقف وهي تسير نحو غرفتها " سوف انام قليلاً اشعر بجميع انحاء جسدي يصرخ "،
ياصغير جميعنا نخشى كل مالا نعلمه .. المرء عدو ما لا يعرف
كانت تقف و شعور السعادة يجتاحها وهي تمسك تلك العينات، لتردد " حسناً ليس كل مايحدث هنا سئ .. يمكننا الاستمرار لاجل مانحب "،
لتنقر كتفها فيروز " هل تتحدثي مع فأر محلل؟؟ .. كنت اشعر منذ البداية انك مجنونة لكن ليس لتلك الدرجة "،
لتضحك ألما وهي تضرب كتفها بكتف فيروز " تعلمين من المجنون هنا لا يوجد غيرك يافيروزه "،
لتضع فيروز نظارتها وهي تمسك بالعينة " هاها ظريفة يابنت .. المهم لماذا معى تلك السحلية وانت فأر .. انا احب الارانب لما لم يعطونا ارانب لطيفة ياقلبي عليهم"،
لتسمعا ضحكات من خلفهما " ياقلبي عليكم انتما الاثنان .. هل ترون يافتيات زوج من المجانين ابتلينا بهم "، لتكمل الفتاة بسخرية " مابالك كلما رأيتك تصبحين اقصر يافيروز .. اوه لقد اصبحتِ تشبهين احدب نوتردام "، لترن ضحكات باقي الفصل
لتقف امامها ألما بغضب " انتِ فتاة عديمة الادب .. الم يعلمك والداك ان الضعيف هو من يستغل نقاط ضعف من امامه .. ام انك حمقاء بلا عقل لتجعلي مايؤلم غيرك مادة تندر للضحك "،
لتقترب الفتاة وتحاول ضرب ألما ودفعها، لتتصدى لها يد ألما وتبعدها عن طريقها، خلال ذلك الوقت كانت تهم المعلمة بالدخول للمعمل وهي تجد العراك،
" ألمااا .. ماذا تفعلين هل جننت تدفعين زميلتك "،
لتتدعي الاخيرة البكاء " يامعلمة لقد قامت بسبي وكانت تهم بضربي حتى اسألي الباقين "،
لتشحب ألما من هذا الادعاء وفيروز تندفع امام المعلمة " لا لم يحدث ذلك .. هي تكذب "،
لتصرخ الفتاة بأستنكار " لانها صديقتك تدافعين عنها .. يامعلمة اسألي الجميع سوف يقولون الحقيقة "،
ليهمهم المعظم بصوت مسموع " نعم لقد فعلت ذلك "،
كادت تعترض فيروز بصوت باكي لتمنعها ألما بهمس " صه .. اصمتي "،
لتردف المعلمة بصوت صارم " هيا كلاً منكن لفصلها الان "، لتلتفت لألما " اما انتِ يا انسة سوف نذهب للمديرة لترى حلاً لتلك العدوانية "،
لتسير ألما بهدوء جوار المعلمة وكل الطالبات بالمدرسة تقفن هامسات عن تلك الفتاة المتعدية،
كم الحياة ظالمة ياصديقي .. ان لم تكن كاذب او منافق او صاحب يد عليا لن يلتفت لقسمك احد!!
اليس الطبيعي ان يكون الصادق هو من يجذب الباقين ليس العكس .. لكنها طبيعة النفس البشرية تنجذب نحو ضار .
امام مكتب المديرة ... كانت تقف وشعور الخوف يتسلل لقلبها بقوة " ماذا ستفعل .. لم تكد يمر وقت على تقريعها "، لتفتش بداخل جيوبها على هاتفها لتجده وهي تهتف بمعلمتها " هل يمكنني الذهاب للحمام "،
لتنظر نحوها المعلمة بتردد " حسناً لا تتأخري سوف انتظرك لن ادخل دونك "،
كانت تتأكد من خلو الحمام لتغلقه وهي تتحدث بالهاتف بصوت هامس " بدر انقذيني .. اظنني بورطة سوف تطيح حياتي الدراسية .. تلك الفتاة التى اخبرتك عنها ابنة احدى المساهمين بالمدرسة اتهمتني بضربها "،
على الجانب الاخر كانت بدر تذرع ارضية المكتبة ذهاباً واياباً بتوتر وعصبية " اهدئ واخبريني هل فعلتي ذلك حقاً "،
لتبكي ألما على الهاتف " هل تصدقين ذلك عني .. لقد كنت ادافع عن فيروز من تنمرهم "،
لتصرخ بدر بتوتر " ياحمقاء اسأل لاضع الحقائق في نصابها .. حسناً لا تقلقي سوف اتيك "،
في تلك الاثناء كان يقف هارون على مقربة منها دون ان تشعر، لتضرب رأسها بكتفه وهي تلتفت لتصرخ وهي تنظر نحوه " ايها المعتوه هل هذا مكان لتقف الان .. هارون ما الذي جلبك اليوم هنا "،
ليحرك كتفاه بلامبالاه " قدر ياقصيرة "،
لتنفخ وهي تتحرك نحو حقيبتها " لن اشغل بالي بك الان "،
ليداهمها بسؤال " اخبريني يمكنني حلها .. او اوصلك كما العادة في مصائبك ياجلابة المصائب "،
لتقف لثواني وهي ترفع هاتفها " رنيم .. اسمعيني انا ذاهبة لمدرسة ألما الفتاة منهارة وكأنهم عصابه سيقهرونها لاجل تلك الفتاة التافهه .. نعم هي .. اخبرك لتعلمين ان تأخرت لا تأتي سوف اذهب بسرعة .. نعم معي من يساعدنا "،
لتغلق وهي تنظر نحوه " ها هل مازال عرض التوصيل جارياً ؟؟؟ "،
ليبتسم بهدوئه المعتاد " نعم وهل لي عمل اخر غير انقاذك من المصائب اخبريني "،
لتسير معه بسرعة نحو السيارة " لم تكن سوى مره حينما اصبت قدمي .. هل تعايرني على مساعدتك لا افهم !! "،
لتجد يفتح الباب كما عادته الكثيرة معها، هي لا تفهم او لا تريد ان تفهم..
كانت تنظر نحوه بقلق وهي تعلم ان حياته لا تسير بهدوء " هل والدك سيساعدنا حقاً ؟ .. ام سيجلب لك ذلك ضرراً ومشاكل "،
لينظر للأمام بسخرية " لا تقلقي لن يحدث شئ "، ليكمل هامساً " اعلم كيف يسير الامر مع ابي .. سوف يريد مقابل وسوف اعطيه مايريد "،
ليرفع هاتفه متصلاً بأقتضاب " نعم يا ابي اريد منك خدمة .. مم اعلم اعلم لك ماتريد .. المهم الان هناك لدي صديق اخته الصغري بمدرسة داخلية على الطريق ببداية مدينة ـــــ .. هل تعلم احد هناك .. حسناً اذن اخبرهم الا يقتربوا منها حتى تصل قريبتها .. نعم سوف اعود الليلة لنتحدث وداعاً "،
لتربت على كتفه بقلق " هل حدث شئ .. لماذا تلك المائة احد عشر بوجهك "،
ليرفع حاجبه بدهشة " ما ذاك الذي بوجهي!! "،
لتقلده وهي تضع تلك التكشيرة " هكذا .. هل فهمت ماهي المائة واحدى عشر "،
لتنطلق ضحكته ليضع يده على تكشيرتها " لا تفعلى ذلك تصبحين مضحكة .. مثلك لا يليق بها تلك التكشيرة ابداً "،
لتبعد جبهتها عنه بتوتر " كنت اشرح لك فقط اما انا فلا اضع تلك الحركة كي لا تتأثر بشرتي"،
ليردف ساخراً " هكذا انت مجرد فتاة "،
لتنظر نحوه بسخط " وماذا كنت بالسابق هل لدي شارب وانا لا اعلم ام ماذا ايها الاحمق "، لتكمل بأستهزاء " اذن كان يجب ان تخبرني لاطلق لحيتي واسير متباهيه مثلك "،
ليحاول منع ابتسامته بقوة " انا اسير متباهياً .. ليس ذنبي انك قصيرة ترين كل شئ مهول "،
لتتمتم بعصبية " العمالقة امثالك يقولون ذلك على الطبيعين امثالي "،
كانت اسوار المدرسة تلوح امامهما، لتفرك بدر يديها بقلق " هل تظن انهم سيتركون الصغيرة وشأنها ؟"،
ليمسك يدها مربتاً " ما اعلمه انها محظوظة بوجودك لأجلها .. ليس هناك الكثير مثلك بدر انتِ حنونة وشجاعة بل تساندين الجميع اي كان الاسباب لا تهتمين بما ستجنيه .. المهم لديك هو انقاذ الجميع"،
لتضحك بتوتر " ليس لتلك الدرجة .. لا تصورني بصورة البطل الخارق .. انا فقط لا احب ان يناديني احدهم فلا البي النداء .. بل اشعر بالعجز ان لم اقدم كل مالدي من مساعدة "،
عند البوابة الضخمة وقفت السيارة
العامل " بطاقتك وسبب الزيارة ؟؟"،
ليرفع هارون البطاقة بثقة " اخبر المديرة بالأسم وهي تعلم السبب "،
دقائق مرت وعبرت السيارة للداخل
بدر وهي تسير جواره بدهشة " حقاً اريد ان اعلم من انت ها!! "،
ليرتفع فمه بشبح ابتسامة " حالما نمر تلك البوابة ستجدين المديرة اتيه ركضاً .. اريدك متزنه لا ترتسم الصدمة على وجهك "،
امام البوابة الداخلية، كانت المديرة تقف لاهثة " سيد هارون .. السيد حسن اتصل واخبرني بسبب الزيارة العاجلة .. صدقني لو كنا نعلم بقرابتك للتلميذه لما حدث كل ذلك "،
كانت تقف جواره وهي تشعر ان مايحدث لا يخصها بالاساس، تلك السيدة تكاد يغشى عليها بسبب من يجاورها ذاك لتهمس " ياللهي لقد اكتشفت انني لا اعلم عنه شئ .. لقد كنا امام بعضنا البعض بالجامعة والمكتبة لاشهر والان اكتشف انني بلهاء حقاً "،
كان يشعر بتمتماتها، ليهمس نحوها دون ان يحيد " لا تخرجي جنونك امام السيدة .. تماسكي حتى نرى صغيرتك تلك "،
ليحدث المديرة بصرامة " اريد ان ارى ألما الان في القاعة "،
لتسرع وهي توجه المعلمة " بالطبع ثواني قليلة وتأتي .. لا تقلق لم يمسسها سوء "،
لينظر نحوها بحده " سوف نرى الان "،
في نهاية البهو كانت ألما تسير بجهل شديد لما يحدث والخوف يتسلل نحو قلبها " اين سأذهب ماتلك المصيبة .. لقد تأخرت بدر .. ساعدني يالله "،
حالما وصلت لترى المديرة تنظر نحوها بتوتر وهناك رجل طويل يقف خلفها لتجد بدر جواره لتركض نحوها بسرعة " بدر .. اخيراً وصلتي كدت اموت رعباً "،
لتربت على ظهرها بحنان " لا تخافي ياصغيرة سوف تنحل المشكلة "، لتنظر نحو هارون " نريد ورقة اثبات ان ألما ستأخذ السنة بالمنزل وستعود وقت الاختبارات فقط"،
ليردف هو بدوره نحو المديرة " هل سمعتى حضرة المديرة .. سننتظر هنا الاوراق "،
كانت ألما تغادر من غرفتها حاملة حقيبتها وهي تودع رفيقتها " سأتى مرة اخر للاختبارات النهائية"، لتحضنها " ان حدث شئ راسليني سوف اتي لاصفع من يضايقك "،
لتسير بأباء كمن ردت كرامته بعقاب تلك الفتاة الصفيقة، يكفيها الاطمئنان ان فيروز لن يضايقها احد مره اخرى،
لتركب السيارة، سيارة ذلك الرجل الذي لا تعلم عن امره شئ سوى انه انقذها اليوم بطريقة او بأخرى!!
,, هل تعلم ياعزيزي ما المهم ليس من نحب .. بل ذلك الذي نركض نحوه حينما نقع بأي مشكلة ونحن نعلم انه سينتشلنا بل وسيساندنا رغم جهله بالأسباب ..
لم يهم المرء يوماً من سيبقى قدر من سيفهمه .. لم ينتظر احداً منا ابداً شئ اكبر من يد قبل ان تحنو تقدر ان تحمي ..
حينها ان لم تعلم انه الحب سوف يفوتك او تفوته .. وان رحل ستبقى بالحياة تشقى ليعود او لتجد مثله بدلاً,,