عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-24, 10:18 PM   #7

نورا كمال
 
الصورة الرمزية نورا كمال

? العضوٌ??? » 459278
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورا كمال is on a distinguished road
Rewitysmile14 فراشات

تعويضاً للرواية المتعلقة والتأخير



الفصل الرابع

هناك لحظة يتغير بها كل شئ، نخسر ماتعبنا لأجل الحصول عليه، ونفقد اشخاصنا ظننا انه لايمكن خسارتهم، بل كثيراً ما تأتي لحظة نضيع فيها للأبدء..
****
في ساحة المدرسة
كانت تقف متلفته حولها وسط كل تلك الفتيات تبحث عن تلك القصيرة، لقد كانت تشعر بالوحدة وهي ليس لديها تلك القدرة في التعرف على احد جديد!
لتنتفض على طرق يد بكتفها " هاي عما تبحثين .. هل كنت تبحثين عني؟؟ "
لتنظر نحوها مبتسمة " لا كنت ابحث عن فتاة قصيرة دلتني على غرفتي البارحة .. هل رأيتها ؟"
" هاهاها لا لم اراها .. هل اخبرك احد من قبل كم انتِ سخيفة .. هيا لنقف بمكاننا حتى لا نستمع لتقريع السيدة المديرة "
" تعلمين انا متوترة جداً .. لم اجرب التعرف على احد حينما كنت في البلدة لم يكن لي صديقاتي .. لكن منذ قررت القدوم هنا علمت للمرة الاول كيف هو شعور ان يكون لكِ صاحب "
فيروز بصوت مكتوم " لا اريد ان اكون عاطفية بلهاء .. لكنني لم احظ قط بصديقة الجميع فر من حولي لانني غريبة الاطوار .. يخبروني ذلك لقصر قامتي مقارنة بالباقين .. رغم دعم عائلتي لكن الحياة خارج المنزل بشعة "
ثواني وعم الضجيج من حولهما ليصطف الجميع مكانه بالطوابير العريضة بكل مكان حول الساحة،
تعتلي المنصة سيدة مهيبة الطلة وتتحدث للجميع بهدوء صارم " اليوم بداية جديدة .. اهم بداية قد تكون للجميع .. بداية عام دراسي جديد كلياً .. فكل عام نبدأ به نتجه نحو احلامنا ومستقبلنا الواسع .. من لم يغتنم فرصته تلك فهو اكبر خاسر "،
لتشير بعينها نحو استاذه بجوارها لتبدأ التمارين المدرسية، والاخيرة تراقب حركة الفتيات بعين الصقر فلا تخطئ احداهن لتقع عينها على وقفت فتاة مرتبكة بمنتصف الصف،
بعد نهاية الطابور الصباحي كان يتجه كل صف لمبناه الدراسي ولحصصه الدراسية،
لم تكد تتجه نحو مقعدها حتى اوقفها صوت معلمتها " ألما المديرة تريدك "،
لتنظر نحوها بأرتباك " لماذا هل حدث شئ "،
لتجيبها المعلمة بالنفي " لا اعلم عزيزتي .. اذهبي لها لتعلمين لا تقلقي "،
كانت تتحرك بأتجاه غرفة المديرة بنهاية الرواق والافكار تعصف بعقلها " هل وصل لها اخيها .. هل تلك النهاية هكذا ستنتهي حياتها واحلامها .. اذ كان السبب لاستدعائها ماذا سيكون مصيرها "، لتتنفس بصعوبة وهي تتطرق الباب بهدوء ينافي الخوف داخلها، ليأذن لها صوت " تفضلي "
لتدلف الغرفة على استحياء " لقد طلبتي مقابلتي حضرة المديرة !! "،
" مم نعم .. اذن ألما هل تعلمين لما طلبت تواجدك هنا بأول يوم دراسي لك بمدرستي .. بالطبع لا بعيداً عن تفوقك الدراسي وقبولك في المنحة .. لقد ارسلت مدرستك السابقة شهادة لحسن سلوكك جوار تفوقك فأنا لا اقبل شخص مستواه الاخلاقي متدني .. لذا سبب طلبي لك هنا الان عدم التزامك بيومك الاول .. لا يمكنني المسامحة في الكسل وبطئ الاستيعاب .. لذا لن اتهاون مره اخرى حينما اراكِ تكادين تنامين واقفة بينما من حولك يتحركوا بخطوات التمارين .. مفهوم يا انستي الصغيرة؟ "
لتتعلثم الاخيرة " مفهوم .. سيدتي استسمحك العذر لم اكن .."
لتوقفها عن الحديث " لا اريد تبريرات .. بل اريد افعال تثبت معرفتك لفداحة الخطأ"، لتشير نحو الباب وهي ترتدي نظاراتها مره اخرى " هيا تفضلي نحو فصلك الدراسي"،
لتتحرك ألما بخطوات سريعة وهي تزيح تعرق وجهها من فرط التوتر وعينها تبحث عن مقر الفصل، لتتنفس بهدوء وهي تجده لتسرع اكثر،
****
نحن اصحاب القرار، حينما نقول سنفعل فنحن فاعلوه، لكننا ننسى دائماً ان يد القدر اليد العليا فوق اصواتنا
كانت تتحرك خارج اسوار الجامعة مقررة التوجه لعملها بما انها انتهت باكراً في اول يوم، لترفع هاتفها وهي تحدث صديقتها " اوف .. لماذا لا تجيب الان "،
لتغير مسار سيره نحو منزلهم للاطمئنان اولاً على رفيقتها، ماكادت تصل للشارع القريب للمنزل حتى استمعت لصراخ عالي وصوت عربات للاسعاف والمطافئ، لتركض وهي ترى ألسنة اللهب تلتهم المنزل والادخنة تخرج بكثافة من النوافذ، لتتجه نحو الدرج بسرعة حالما وصلت لطابق المنزل الا وحاول منعها رجال الاطفاء لتصرخ بهم " انه منزلي ابتعدوا "، لتجد يد تجذبها للخلف لتنظر مصعوقة " بدر ..متي عدت ياللهي هل كنت بالداخل "، لتمسح وجهها بيدها وهي تحاول الاطمئنان ان لا مكروه اصابها،
لتهدأها بدر " لم يحدث لي شئ .. لقد كان الحريق بالصالون فلم يطالني ضرر وركضت نحو الجيران لينقذوا المنزل "، لتقترب من اذنها هامسة " هناك من فعل ذلك .. لا تهلعي فان الامر له صلة بألما "، لتنظر نحو عين صديقتها مترجية
لتحاول رنيم الهدوء وهي تنظر حولها بثبات لتجد جارهم المتطفل يقف هناك ووالدته وبعض السكان " علينا الدخول للمنزل لنرى ماذا حدث لمقتنياتنا "،
لتتجه نحو رجل الشرطة المتواجد جوار الباب " هل يمكننا الدخول الان ؟"،
" لكن سيدتي علينا استجواب كلاً منكما .. لنتأكد من سلامة الجميع "،
ليقاطع حديثهم صوت سراج " يمكنكم الدخول في منزلي للتحقيق .. فالصالون هنا متضرر كلياً لا يصلح للجلوس "،
ليتحرك رجل الشرطة نحو منزله وهي تتبعهم على مضض لتهمس لصديقتها بصوت مكتوم " لما يتدخل هذا الكائن "،
لتلكزها بدر " الا يمكنك التحلي ببعض الادب فالرجل من ساعدني منذ البداية .. لتصمتي قليلاً "،
" لكنك لم تخبريني ماحدث .. سوف يستجوبنا ذلك الظابط لا اعرف ماذا اجيبه "،
لتؤيدها الاخيرة " عليك قول الحقيقة فقط .. انتِ لا تعلمين شئ بسيطة "،
لتجلس الفتاتان متجاورتان على احدي الارائك، حينما كانت تجلس بدر في حالة دفاعية كانت رنيم منكمشة جوارها وهي تشعر بالتيه،
ليبادر رجل الشرطة بسؤالهم " اين كنتما حينما وقع الحادث؟ "،
لتجيبه بدر بثقة " لقد كنت بالمنزل لاكثر من نصف ساعة حتى اشتممت رائحة حريق لاخرج واجد صالون المنزل تأكله النيران"،
لتجيب رنيم بتردد " لقد كنت بالجامعة فاليوم اول يوم دراسة .. لم اكد اصل للشارع هنا الا ورأيت تلك الادخنة والنيران فركضت ابحث عن صديقتي "،
ليوجه حديثه نحو بدر " اذن لما لم تكوني بالجامعة وقت الحادث؟ "،
لتتنفس بهدوء " لقد ذهبت لبلدتي لجلب بعض الاوراق "، لتقوم بأخراجها من حقيبتها " تفضل ها هي "،
ليمسكه وهو ينظر لها بتركيز " حسناً .. هل تشك احداكما بأحد .. فذلك ليس مجرد حادث ماس كهربي بل فتيل مشتعل تم ألقائه "،
لتمسك بدر يد صديقتها وهي تضغط عليه دون ان يراها احد " لا سيدي .. نحن وحيدتان اتينا هنا للدراسة لم نكد نعرف احد حتى .. يمكن ان تكون مصادفة او شغب من بعض الفتيه بالجوار لا اكثر "،
ليقف رجل الشرطة " حسناً ان جد شئ في الامر سوف نعلمكم .. وان حدث شئ لتتوجهان لنقطة الشرطة للأبلاغ "،
لتهز رنيم رأسها برتابه وهي تستند على صديقتها هامسة " هيا لنغادر "،
لتمسكها بدر " حسناً هيا عزيزتي "،
" انسة بدر؟ "،
لتنظرا نحو جارهما الطويل " اه سيد سراج .. اعتذر لم اشكرك لولا مساعدتك لما نجوت ونجا الباقي من المنزل .. وشكراً لفتح منزلك لنا "،
ليبتسم لها بهدوء " ليس هناك شكراً بيننا .. لكن هناك سؤال يراودني الان لو تسمحين! "،
لتبتلع ريقها بهدوء " نعم بالطبع "، لتضحك ضحكة قصيرة " فأنت السيد صاحب الشقة كيف لنا الرفض "،
" لا يا انسة حاشا لله .. لكن هل تعلمان من فعل ذلك .. لقد شعرت بترددكما بأخبار الشرطة بالأمر "،
" لا سيد سراج لا نعلم من فعلها .. لو كنا نعلم لاخبرنا الشرطة حفاظاً على سلامتنا "،
ليحثهما " لا تقلقي لن يعلم احد .. لو تعلمين اخبريني لاكون له بالمرصاد"،
لتنفجر رنيم بوجهه " اخبرناك لا نعلم .. ياللهي كم انت لحوح لا تراعي كل تلك الظروف التي نمر بها لتلعب دور المحقق ايضاً .. وتصبح كالنحل تطن فوق رؤوسنا اخبروني اخبروني .. من انت لننفتح معك بالحديث .. احذر ياسيد انت مجرد مالك نستأجر منه .. ان كنت تخشى ان نجعلك تصلح التلفيات فلا تقلق فنحن لن نطالبك بذلك "، لتنظر نحو صديقتها وهي تغادر بغضب " هيا يابدر لقد كان يوم مرهق .. وانا اريد اخذ قسط من الراحة "،
لتنظر بدر بخجل نحوه بسبب فعلت صديقتها" ارجو الا تكون غاضب مما قالته .. هي شديدة الحساسية من تتابع كل مايحدث .. انها لا تقصد بتاتاً احراجك سيد سراج .. اعتذر نيابة عنها "، لتركض خلف صديقتها تاركة اياه يقف متجمداً،
ليتحرك جالساً على الاريكة " ما دخلي انا من فعلها يالله .. لقد احرجت شخصي فقط .. انها تصرخ بوجهي لثاني مرة ونحن لا نعرف بعضنا البعض .. انا المخطئ كلما عرضت مساعدة لا ينوبني من ورائها سوى كل احراج وشجار "،
ليجد والدته تجلس جواره وهي تمسح كتفه بحنان " لماذا اذن لم تجيبها بلسانك اللاذع .. لست انت ياحبيبي الذي يصمت ابداً مهما كان المتحدث"، لتبتسم فجأة " هل انت تميل لتلك الفتاة الغاضبة .. ليس هناك تفسير اخر لتسعد قلب والدتك حبيبي واخبرني "،
ليقف بصدمة " ماذا تقولين يا امي نحن في ماذا الان .. هل تريدن ان انسى سنوات قضيتها بجرح لا يُشفى في غمضة عين واقع بالحب ايضاً .. لما كان كل عاشق غلب امام ألمه ابداً أماه .. تصبحين على خير لدي عمل بالصباح "،
لتتنهد بألم وهي تنظر لظهر ولدها المحني وهي ترفع عينها لأعلى " يارب انت الاعلى والاعلم فالتطيب جروح ولدي فلا قدرة لي لرؤياه متألماً "،
****
في الشقة المقابلة
كانت تتدور بالصالون المحترق بغضب وهي تنظر لصديقتها الجالسة بهدوء كأن ماحدث لا يعنيهم " هيا اخبريني كيف احترق المنزل ها .. من ذلك الوقح .. نحن هنا لا يعرفنا احد من يتجرأ بترهيبنا بذلك الشكل "،
لترفع عينها نحوها " اجلسي لاخبرك .. لا تكوني كقطة امسكت النار ذيلها هكذا "،
....
قبل ساعتين بمحطة القطار
كانت بدر تتحرك وهي تشعر بثقل ينتابها بفعل تلك الزيارة وهي تحدث نفسها " لا يهم كله فداء رنيم .. كم اتمنى ان يتركها والديها بحالها كأنه لا يكفيهم ما فعلوه بها طوال حياتها .. البشر بشعين يحركوك كما يشائون بأسم الولاية عليك لانك صغير وبأسم الرقابة لانك لست كبير كفاية .. وفي النهاية الاسم ابواك اذن هما الاصلح والاعقل "،
لتتجه خارج المحطة نحو عربات لتصل بها للمنزل، ذلك المنزل الذي للمرة الاولى تشعر انه حقاً مأوى كما سمعت الجميع يقول ليس ذلك الذي كانت تقطنه منذ اشهر،
لم تكد تتخذ مقعداً حتى شعرت بشعور الخطر فمنذ ذلك الحادث في الماضي اكسبها الشعور بأقتراب الخطر، لتلتفت بهدوء للهذان الشابان بأرتياب محاولة تهدأت نفسها حتى تصل،
بعد ربع ساعة كانت تتحرك نحو شارع المنزل،
كانت تشعر بنفس الخطوات على مقربة منها تكاد تتبعها، لتحاول ان تسلك طريق اخر بجوار المنزل لتعلم ان كان مجرد حدث ام حقيقة!!!
مرت ثواني لتشعر بالخطوات خلفها تسرع لتركض نحو البناء وهي تلتهم الدرج نحو المنزل، متمنيه ان تصل بأمان..
لتفتح الباب بسرعة وتوتر يجتاحها فهي لا تعلم من هم وعلى ماتكون نيتهم، لتدخل وهي تغلقه بكل الاقفال مبتعده عنه قليلة وهي ترى ذلك الخيال من عقب الباب يقترب لتكتم انفاسها مقتربة من عين الباب لترى من خلفه،
كانت تكتم شهقتها بصعوبة " ياللهي انه ذلك الفتى الذي ضربته حينما اعترض طريق ألما .. لكن من الاخر ايعقل اخوها .. ماذا افعل سوف ادعي انني لست موجوده وسوف يرحلون نعم سوف يملون الانتظار "،
لتمسك هاتفها محاولة الاتصال برنيم " يالله هل هذا وقت انتهائك للشحن .. اوف كيف اتصرف الان لن استطيع المجازفة والخروج .. لن ادعهم يصلون للصغيرة بهيئتهم تلك غير مريح بته "،
لتمسك رأسها بقوة وهي تدور في حلقات " لو اخبرت الشرطة سندخل دوامة كبيرة .. سنصبح نحن المجرمين لاختطاف طفلة من عائلتها لا العكس لن تاخذ الشرطة بشهادتنا في الاصل"، لتجلس فجأة بهدوء صامت وهي تنظر نحو الساعة متمنيه لو هناك احد ينجدها ويمر على الدرج الان..
....
لتنظر لصديقتها المصعوقة " وبعد ساعة وجدت الصالون يحترق خفت ان يطال المنزل اذى لذلك ذهبت للسيد سراج "،
رنيم وهي تنحني للأمام " كيف القوا تلك الفتيلة لا افهم"،
" لقد استمعت قبل الحريق بزجاج ينكسر .. لكن ظننته من نافذة المطبخ حينما لم اجد شئ لم ادقق .. من ارهاقي لم اشعر بما يحدث "،
لتقترب رنيم منها محتضنه اياها " خفت ان اخسرك للحظة تمنيت الا تكوني موجودة في الداخل "، لتدمع عيناها " ياللهي انا السبب لو لم اجعلك تذهبين لما حدث كل ذلك .. سامحيني يابدر ليتني انا التي اصيبت بكل ذلك "،
لتضحك الاخيرة " ياحمقاء نحن لسنا مجرد صديقتنا نحن اختنا جمعنا القدر معاً لذا ما كان سيصيبك سيصيبني .. الحمدلله لم يحدث لاحد منا شئ .. كل ماعلينا فعله هو بعض الحرص "،
لتؤكد رنيم " نعم .. لذلك لن نستطيع الذهاب لرؤية ألما في نهاية الاسبوع مافعلوه هذان المعتوهان اشارة حتى نتوخى الحذر .. لا تقلقي"،
لتلكزها بدر وهي تغمز " لما اقلق وهناك فارس شجاع بالجوار سوف يلبي لنا النداء .. لو ان احداهن قللت جلافتها قليلاً لنشكره على مايفعله لأجلنا "،
لتصرخ " نعم من تلك انا .. انه هو الذي يضعة انفه فيما لايعينه كل مره .. انا لا احب ذلك .. لذا هو من يجلب المتاعب لرأسه دوماً سيد محقق هذا "،
لتنظر بدر لها ضاحكة " حسناً اتركينا منه .. هل ذهبتي لتقديم اجازتنا ؟"،
لتضرب رنيم رأسها بكفها " لقد نسيت .. كنت سأذهب للعمل بعد الجامعة لكن حينما لم تجيبي عدت على هنا"،
" هذا جيد لنذهب للعمل افضل من الجلوس ومشاهدة الحوائط المحترقة.. سنذهب سوياً وسنعود معاً لن يفكر الاحمق في اي فعل الان ان لم يرد لفت الانتباه اكثر "،
" لقد اصبحتِ تتحدثين مثل المحققين .. رغم قلقي لكن مغادرتنا من هنا اأمن لنا "،
****
بعد نصف ساعة في وسط المدينة
امام محل عملها كانت تقف متردده ممسكه هاتفها " اتمني ان تسمع هاتفها .. لكننا مازلنا في بداية النهار "،
ليناديها صوت صاحب عملها " بدر هيا .. ماذا تفعلين امامنا يوم طويل .. الان هو وقت موعد خروج الطلاب من الجامعة والمدارس "،
" حسناً ياعم فؤاد .. هل هناك اي كتب جديدة وصلت لأرتبها "،
ليشير نحو كومة رابضة بجوار الباب الخلفي " وصلوا مساء امس .. بهم بعض مما تحبين اقرأي واعيديهم سريعاً "،
لتبتسم وهي تلقي قبلة في الهواء نحوه " افضل عم في المدينة بل في العالم .. سأقرأهم سريعاً وارتبهم بالأحرف الابجدية كما تحب ايضاً .. لتعلم انني الافضل في العمل "،
لترن ضحكته الدافئة بالأرجاء " اذن سوف اعطي لك نصيبك من الغداء .. لقد ارسلته زوجتي اليوم معي مشددة انه لابد من بدورة الاكل جيداً وان اكف عن تعذيبك معي "، ليلقي نظرة ساخطة نحوها " لا تعلم انه لا يعذب هنا احد غيري على يدك ايتها العفريته القصيرة "،
لتردف بصوت تمثيلي " سوف اذهب لها الان واخبرها انك لا تفعل شئ سوى القاء الاوامر وتجعلني ارفع كل الارفف كل ساعة "، لتقلب شفتاهَ بمسكنة " حتى ان ذراعي يتخلدان ولا استطع تحريكهم لباقي اليوم "،
كان ينظر نحوها مصعوقاً " ايتها العفريتة لقد صدقتك .. انتِ ستفقديني عقلي يوماً ما"،
ليعترضهم صوت بالخلف " لقد صدقتها انا حتى ياعم .. لولا معرفتي بقلبك الطيب لظننت انك شخص تقهر الضعفاء"،
ليلتفت العم فؤاد بأبتسامة سعيدة نحو الصوت " هارون .. ياحبيب عمك اين كنت"،
ليحتضنه بسعادة " لقد كنت بمدينة بالجوار لاجل بعض العمل مع ابي "، ليوجه نظره نحو الواقفة بتصلب " لكن اخبرني من هذه .. لقد كنت غائباً لثلاث اشهر وتستبدلني بأخرى .. لم يكن هذا عشمي ابداً "،
كانت تقف تغرق في الحرج والتوتر وعيناه الرمادية تتباع كل حركاتها، لتحاول اجلاء صوتها وتخرجه بثبات " عم فؤاد سوف اذهب لترتيب الكتب .. حسناً"، لتلتفت مبتعده لخطوة ليوقفها صوت الرخيم " الن تعرفنا ياعم على تلك الهاربة تشبه الفئران الخائفة "،
لتنظر نحو بسرعة غاضبة " من تلك الخائفة ايها الباب .. كم رأينا ضخام القامة بعقول حِملان "، لتنفض شعرها الغجري وهي تتحرك خلف المكتبة الضخمة تاركة اياه متجمد من اهانتها،
كان العم يضحك بصوت مكتوم " حسناً .. ها قد تعرفت علي بدر الغاضبة .. اكتسبت عداوتها من اول دقيقة اخبرتك مائة مره لا تكن متسرعاً هكذا "،
ليجيبه الاخير بصوت مصدوم " لقد نعتتني بالحَمل .. انها لا تساوي سوى نصف قامتي تلك القصيرة "، ليمسك خصلاته بعصبيه " انا على اخر الزمان تهينيني تلك الفتاة .. لم تتخطى المرحلة الثانوية بالاساس "،
ليربط العم على كتفه بضحكة " انها بعامه الاول بالجامعة لذلك احفظ لسانك قليلاً .. انها قوية وشجاعة يؤلمني قلبي لحالها كثيراً"،
لينظر هارون نحوه باستفسار " لماذا تقول ذلك ؟ "،
" لا اعلم ياولدي .. لكنها ليست كفتيات سنها بل دائماً اجدها تنظر للفراغ لساعات او تنتفض ان اقترب احد نحوها وكأنها ليست معنا "، ليضحك بهدوء " دعك من ذلك .. اخبرني كيف الحال الان مع والدك هل لازال يضغطك بالعمل "،
ليجلس بتنهيدة " لا اعلم كيف اصوغها له انني اريد التفوق اولا بالدراسة وليس التقدم بعالم العمل .. لكن كما تعلم مايريده يفعله لا يهم ما اريده "، ليبتسم " المهم الان ماذا افعل .. جعلت تلك القصيرة تأخذ عملي الذي احب .. الجلوس هنا ومراقبة الفاتنات بالجوار ياعم قطعت باب رزقي "،
ليتجه نحو كرسيه " هذا افضل فلا تنشغل بالعمل معي .. لتأتي هنا لتجلس وتركز على دراستك افضل من الذهاب للمنزل ووالدك وقتها لن يتركك "،
ليقاطعهما صوت صرخة عالية خلف المكتبة " ااااه قدمي "،
ليقفز هارون بسرعة نحوها بهلع " ماذا حدث .. كيف تصعديني فوق ذلك الكرسي الم ترين ان قدمه مكسورة "،
لتصرخ بوجهه باكية " هل انت عديم الاحساس .. قدمي تؤلمني وانت تواصل الصراخ بوجهي "، لتواصل البكاء بألم " اه لقد كسرت قدمي لا يمكنني الوقوف "،
ليحاول تهدأتها " انظري لي .. سوف امسك قدمك ببطئ وان شعرت بألم مع حركتي اخبريني"،
لتهز رأسها بأعتراض والدمع يترقرق من مقلتيها " لالا تلمسني ابتعد .. سوف اقف وحدي "،
لينظر لها بغيظ " اريني كيف سوف تقفين .. دعيني اتفحص قدمك حتى لا يكون هناك كسر ياغبيه "،
ليقترب العم فؤاد منهما " ماذا بها ياهارون .. دعيه يساعدك ياصغيرتي لن يحدث شئ "،
لتنظر لكلاهما وهي توافق على مضض وشعور رهيب يجتاحها من الرعب،
ليحاول تحريك قدمها ببطئ " هل هناك الم هكذا "،
لتنفي بصوت منقطع " لا .. لا اشعر بألم .. لكنني لا اقدر على تحمل الضغط عليها "،
ليتنفس براحة " انظري هذا جيد وسئ في ان واحد .. الجيد انه لا يوجد كسر لكن يجب ان تذهبي للطبيب الان فانا اظن انه مجرد التواء "،
لتحاول الاستناد على المكتبة والوقوف " شكراً لك "، لتتأوه وهي تتحرك خطوة للأمام " اه "،
ليحاول اسنادها بيده لتجفل مبتعده " ااه .. لا شكراً يمكنني الاعتماد على نفسي "،
ليضحك ساخراً " انه واضح ذلك بدليل تألمك من خطوة واحده "،
ليحاول الاقتراب ثانيةً، لتطلق اعتراض " لا تقترب ابق مكانك .. سوف استند على المكتبة "،
لينظر نحوها بتعجب " انتِ عنيدة كلياً .. تريديني الضرر لنفسك "، لينتفض مبتعداً عنها " عم فؤاد لتسندها حتى سيارتي "،
لتشدد بعناد " قلت لك لا احتاج مساعدة سوف اسير بمفردي "،
لينظر لها بتساؤل صامت هامساً لنفسه " ماخطبها .. لتكون بكل ذلك الخوف من مجرد لمسه"،
كلاً منا ياعزيزي داخله قصة لا يعلم امرها احد .. بل هو حتى يحجبها عن ذاته احياناً كثيرة .. لذا حينما ترى من يعاني لا تعطهِ نصيحتك بل اعطه قبلة حنونه فوق جرحه المُسخن

يتبع ..


نورا كمال غير متواجد حالياً  
التوقيع
يأتي الإبداع من عمق الألم ياعزيزي .. 🦋
رد مع اقتباس