عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-24, 08:46 PM   #2245

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,331
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

في طريق عودتهم لللمنزل بعد ان زارت زينة وباركت لها بمولودها الجديد الذي كانوا ينتظره بلهفة .... تأملت ميثم الذي كان يقود بتركيز ...قالت بحالمة وهي تداعب وجه ولدها الجالس في حجرها :
- أريت عمر ؟ كم كان صغيرا ولطيفا ؟
نظر لها مبتسما ... اجابها وقد تألقت عينيه بمرح ودعابة :
- وأنا ماذا ؟
رفعت حاجبيها وقالت بمزاح :
- انت ؟ أنت لطيف لكن مندفع
اتسعت ابتسامته أكثر وقد فهم ماتقصده ...حتى بعد مرور هذا الوقت الطويل على مشكلتهم المعقدة تلك لايزال يؤنب نفسه ويوبخها وسيكون مجنونا ان فكر بإعادة الخطأ مرتين ...رفل تلك الفتاة الغامضة التي التقاها صدفة دخلت حياته واصبحت حبيبته ...وشريكة الروح والعمر ... اوقف السيارة عند اشارة المرور ثم التفت ينظرلها وقد انعكس كل الحب والأخلاص في نظراته ليجيبها بجدية :
- هي كانت مرة واحدة وان شاء الله لن تتكرر ابدا .
ربما فترة الخصام الطويلة تلك ساهمت بتقريبهم اكثر ... ثم مجيء محمد شددت من تماسك العروة بينهما اكثر واكثر ... حياتها الآن باتت مستقرة وهادئة ... ميثم عاد كالسابق بل ربما اصبح الان اكثر هدوئا وثقة .. بعد ان أدرك أن اساس العلاقة الزوجية الناجحة هي الثقة المتبادلة بين الطرفين ...اي مشكلة كانت تصادفهم كانا يحلانها بتفاهم ونضج .
رغم مرور سنوات على زواجهم حافظ ميثم على شراء الروايات لها حتى باتت الروايات طريقة فعالة لجعلها تحبه وتتعلق به بشكل متزايد
التجارب التي مرت بها جعلتها تنضج بتفكيرها وصبرها .. وايضا لاتزال تضيف لكتابها الذي الفته في عقلها المزيد من الخبرة التي كانت تتعلمها من البطلات ..
يوسف ؟ للآن تفكر بينها وبين نفسها في بعض الاحيان ...ماذا لو كان لايزال حيا ؟ هل كانت لتعيش سعيدة معه مثلما تفعل مع ميثم ؟ كيف سيكون شكل حياتها ومستقبلها ؟ كل تلك أسئلة مبهمة وغامضة لم تجد لها إجابة ... لكنها الآن متأكدة وواثقة بأنها مع ميثم وجد الحب مرة اخرى ... ذلك الحب الحقيقي الصادق الراسخ ... وبالنهاية حياتنا مكتوبة ومحسوبة ....واقدارنا كلها بيد الله تعالى .


..................




عشرة ايام لاحقة
عصرا

اغلقت الهاتف للتو وكانت تتحدث مع والدتها ..حيث اتصلت لتعتذر عن عدم قدرتها على المجيء .. لم تخبرها السبب وهي ايضا لم تسأل .. خلال السنوات الماضية تعلمت أمور كثيرة ومن أهمها هو مصالحة الذات ... وعدم التدخل بشوؤن الأخرين حتى وأن كانوا عائلتها .. لأن وبكل صراحة والدتها كانت تتكتم .. اجل تتكتم على امورهم العائلية الخاصة ... لم تكن تخبرها بأي شيء على اعتبار بانها بعيدة عنهم خاصة وأن زيارتها كانت ولا تزال معدودة على الاصابع .. وهذا كان افضل حل بالنسبة للجميع وبالاخص لها ولراحتها النفسية .. ألم يقولوا ( أعتزل ما يؤذيك ) وهي طبقت هذه المقولة بالضبط .. الله عوضها بأجمل وأغلى عوض يعادل الدنيا ومافيها ... زوج محب وحنون .. ثلاث ابناء جميلين ومؤدبين ... اقرباء محيطين بها يحبونها ويعاملوها بأحترام وتقدير .... ماذا قد تريد أكثر من هذا ؟
دلفت للصالة وقد كانت مزدحمة ... منسة ...رفل ... ايام التي جاءت لزيارتهم اليوم صباحا وقد احضرها سجاد الذي ذهب إلى الحديقة مع باقي الرجال حيث كانوا يقومون بتحضير الشواء هناك .. جلست مبتسمة وهي تحدق بعمر النائم بين أحضان عمتها سهام ... ثم انتقلت نظراتها لأبنتيها (هديل وهدى ) منذ الآن تحاول بكل جهدها أن تكون عادلة بينهما ... تعلمهم على المودة والحنان المتبادل ...كذب من قال ( فاقد الشيء لايعطيه ) بل يعطيه ... ويعطيه بسخاء ... لم تشعر يوما بمعنى الأسرة ... الانتماء ... معنى أن يكون لها أخت صديقة ومقربة منها مثل باقي البنات ...أم حنونة ..متفهمة وعادلة ... فقدت كل تلك التفاصيل المهمة والأساسية لبناء شخصية واثقة وقوية ... والآن حان الوقت لتعوض ما كان ينقصها وتطمح إليه من خلال اولادها ... حتى الدراسة مستحيل أن تجعلهم يتركوها ولأي سبب كان ... مسؤولية زوج وثلاث اطفال ولدتهم تباعا لم يترك لها مجالا لأكمال دراستها لكنها عوضت ذلك من خلال حرصها واهتمامها بهم وستعوضه مستقبلا في ابنائها ...لن يكونوا مثلها ... لن يعيشوا ما عاشته من ذل وظلم وافتراء .... بسبب من ؟ بسبب اختها ! حسناء تلك الاخت الباردة القاسية ... بهتت ملامحها وهي تتذكرها ... لن تدعي المثالية وتقول بأن العلاقة بينهم اصبحت وردية وكل شيء على مايرام أو أنها جاءت وطلبت الصفح والغفران منها ...لا ... لم يحصل اي شيء من ذلك مطلقا ... لكنها هدأت وربما نسيت وجودها وانشغلت بحياتها خاصة بعد ان حملت لثلاث مرات وبكل مرة كانت تفقد الطفل ... فبعد ولادتها للتؤم بسنتين حملت واجهضت ثم حملت مرة أخرى واجهضت وأخر مرة كان المولود كاملا متكاملا في بطنها وبعد ولادتها مات الطفل مباشرة ... هل تشمتت وفرحت ؟ هل قالت بأن هذا عقاب الله لها في الدنيا لما فعلته بها ؟ لا لم تفعل ..قسما بالله حزنت من اجلها ... حتى أنها سألت والدتها هل اذهب لزيارتها ؟ لتجيبها الاخيرة بالجواب المعتاد .. اتركي شقيقتك وشأنها !
وبالنسبة لاخوتها فالبرود والتباعد كان مايسود على علاقتهم معها فقط أحمد الذي اصبح الآن في الجامعة كان يأتيها كل حين وآخر ... يزورها ويسأل عنها ... وقد اسعدها هذا التطور كثيرا ... أخ واحد من أربعة افضل من لاشيء ... افضل من أن تبقى بلا عائلة تسأل عنها حتى لو على سبيل المجاملة .

..............


دلفت منسة للمطبخ وهي تحمل ولدها ياسين الذي كان يتلوى بين ذراعيها بتمرد وعناد حتى مريم لم تستطع ان تسيطر عليه ليس كما تفعل الآن مع بقية الأطفال حيث وقفت وجمعتهم في الغرفة وكأنها معلمة صارمة والأمر الذي يثير الاعجاب حقا بأنهم كانوا يسمعون كلامها وينفذون اوامرها ... تلك البنت قوية وصلبة منذ نعومة اظفارها.
لن يهدئه سوى والده الذي كان له اسلوبه المميز الذي يبرع به دائما .. لقد بعثت له رسالة قصيرة قبل ثوان ... ياسين ابنها وثمرة حبهما هذا ماكان يردده كرار دائما كلما كان يحدق به وهو نائم في فراشه بسلام ... رغم حبه الشديد لولده الاصغر إلا انه لم لم يبين ميله الشديد لياسين باعتباره اخر العنقود بين الاولاد الثلاث ... كان دائما يحرص على توزيع محبته وحنانه بالتساوي وقد شمل مريم ايضا ... الاخيرة التي زاد تعلقها به خاصة وان والدها الحقيقي نسيها تماما لم يعد يتصل الا مرة او مرتين كل عام يسال عنها من خلال ميثم او والدتها فقط ...لقد تم حل المشكلة التي تحجج بها قبل سنوات بعد ان وعده ميثم بان يعتني هو وجدتها بمريم .. وهذا مايحصل بالفعل اغلب الاوقات كانت تذهب لمنزل جدتها ... الملابس وحاجات المدرسة كان يشتريه لها ميثم وقد تفهم كرار خاصة بعد ان اخبره بالوعد الذي قطعه لقيس ...
قيس وعائلته الدنيئة ... أخر ما وصلها من أخبار عنهم هو أن له بنت واحدة فقط ولدت معاقة ولا تعرف نوع العوق ... جميلة تزوجت وتطلقت للمرة الثانية ....ربما بل اكيد ان جليلة هي سبب الطلاق فرغم انها اصبحت الان شبه مقعدة إلا أنها بكل تاكيد لم ولن تتخلى عن عنجهيتها وقسوتها وتدخلاتها بكل صغيرة وكبيرة ... اما سلام فقد مات مقتولا اثر مشاجرة اندلعت معه ومع عشيرة اخرى يقولون ان القضيه كانت تخص الشرف الله وحده يعلم ماذا فعل وبمن تحرش حتى يتطور الامر للقتل ! وللصراحة لم تهتم .. بل لم يهتم اي واحد من عائلتها .. العلاقة بينهم انقطعت والى الابد الحمدلله .
دلف كرار للمطبخ بهيبته المعتادة نظرت له بفخر وحبها له يكبر عام بعد عام ... هذا الرجل كان لايزال يفاجئها دوما بدماثة اخلاقه النبيلة وعشقة الاسطوري لها ... قال متسائلا :
- ماذا هناك ؟ مابه حبيب والده ؟
وما ان راى ياسين والده حتى رمى نفسه ناحيته ليتعلق برقبته مثل القرد الصغير ... قالت بتذمر :
- خذه لقد اتعبني لايريد ان يهدا ابدا
قبله قائلا بلطف وهو يوجه كلامه الجدي له :
- لا ياسين ولد مؤدب وشاطر اليس كذلك ؟
اومأ ياسين ببرائة وقد هدأ بالفعل وهو يضع راسه فوق كتف والده .. نظر لها مبتسما ثم قال والدعابة تتراقص في عينيه :
- كيف حالك ؟
ضحكت واجابت تجاريه دعابته :
- بخير وانت ؟
تنهد واقترب منها اكثر هامسا بصوت منخفض واجش :
- انا متعب واريد العودة للمنزل بسرعة .
رفعت حاجبيها وقد فهمت مايقصده تماما ..ودفعته قائلة بمزاح :
- اذهب يا كرار الرجال ينتظروك هيا ..
استدارت ولاتزال الابتسامة مرسومة على شفتها ليوقفها هاتفا :
- منسة ؟
استدارت متسائلة :
- نعم ؟
زفر بحرارة وعينيه الدافئة تحوم فوق وجهها وهو يجيب :
- لاشيء
عادت للصالة ضاحكة ... فهذا هو كرار دائما ينادي بأسمها وعندما تجيبه متسائلة كان يقول لاشيء ... وكأنه يريد التأكد من وجودها جانبه .. مجنون في بعض الاحيان وكان تحب وتعشق جنونه .


..............

الحياة رواية جميلة
.. عليك قراءتها حتى النهاية ..
لا تتوقف أبدا عند سطر حزين ..
فقد يكون السطر الذي بعده جميل ..
وتكون النهاية أجمل .


مساءا

بعد مرور عدة ساعات اخرى جلست زينة جانب زوجها في الحديقة وهي تحمل ولدها بين ذراعيها ... تحدق في الوجوه الضاحكة المحيطة حولها ... وهي تبتسم بسعادة وخفة حقيقية وابدية ... همس صيب قرب اذنها متسائلا :
- بما انت شاردة ؟
اقتربت منه اكثر واستنشقت رائحته المألوفة التي كانت تذكرها دائما برائحة والدها .. لم يكن رائحة عطر معين .. بل رائحته الطبيعية الخاصة به ... تمتمت بخفوت :
- ابي .
اجابها بحنو :
- الله يرحمه أن شاء ...
كان يعتقد بأنها تتذكر والدها الآن وهي فعلا تتذكره لكن ليس بالطريقة التي فكر بها لذا قاطعته موضحة بصدق وصراحة تامة :
- كنت افكر بانك ابي ..... وامي واهلي وكل عشيرتي ياصيب
ضحك بخفوت واكمل عوضا عنها بكلماتها التي كانت تقولها له دائما :
- وجدرانك الدافئة ؟
أومأت مبتسمة بثقة وهي تهمس داخلها الآية الكريمة ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ) قبل أن تجيب بثقة وتفاؤل :
- أجل ... وجدراني الدافئة .

............
تمت بحمده

ان شاء الله النهاية تكون عادلة ومنصفة للجميع
الوداع مؤقتا التقيكم برواية جديدة أن شاء الله تعالى
لاتنسوا التعليق بنات لطفا


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html

جدران دافئة ( مكتملة )

https://www.rewity.com/forum/t489292.html
رد مع اقتباس