عرض مشاركة واحدة
قديم 27-01-24, 08:31 PM   #28

غفوة
 
الصورة الرمزية غفوة

? العضوٌ??? » 416872
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 66
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » غفوة is on a distinguished road
افتراضي

نهيت تمريني و قمت بالإستحمام، لقد تحسنت كثيرًا في الآونة الأخيرة، دخلت المطبخ وإذ بِ رهف قد إنتهت من إعداد الطعام.. إلتقطت يدها اليسرى و قبلت جرحها بِلطف بَالغ.. ثم ضممتها إلي صدري. هكذا أصبحت أستقبلها، إبتسمت هِي بِحب و كأنني أفعلها لأول مرة.. جلست بجانبها و لا تزال كفها عليّ.. أثنيت على تطورها في الطبخ في الطبق الرئيسي و خصصت ذكر الحلو و أنني أتوق لطبق اليوم. إبتسمت بِأسى قائلة أنه طبق سعود المفضل و لطالما سئلها بإعداد واحد و لكنها انشغلت عن صنعه.. شددت على كفها قائلًا أن تخبرني أكثر، تنهدت هِي و قالت أن أول ما بدأت في صنعه كان يكابر أن يظهر إعجابه أمامي و فور إعادتي له في المبرد أجده بعدها يضع لنفسه مرات عدِة من دون علمي، أعني كنت أدعه يفكر أنني لا أعلم عنه.. كان يضيف الكثير من التشربيه عليه كي يذوب في فمه و يتعنت أنه ليستسيغ طعم الحًلا، قلتُ بحماس و كيف تعلمين أنه يدعي عكس ذلك! شهقت هي بِلطف و قالت أنها تعلم أن الحلا احد نقاط قوتها و لا أحد يستطيع قول عكس ذلك و عندما رأتني انتهيت من طعامي همّت إزالته لكنني أوقفتها قائلًا أن اليوم دوري، أستطيع الإستفادة من تمارين الرسغ إن صحّ قولي، ضحكت بنعومة و تركتني أفعل ما أشاء. رفعت المائدة و هممت بالتنظيف و رأسي مشغول بخالد، ف لم أتواصل معه منذ الحادث و هو لم يتواصل معي، هل كنت الوحيد الذي خارج نطاق تغطية خالد! لا! فقد حدثني جاسم عن استقالته و أن الآمر شائك بلا شك! لا أستطيع التحدث لرهف ف لستُ أسلّم ب رد فعلها.. ف هي حينما علمت ببراءته، فقدت رشدها! و قوتي على قدري فقط، متى سيعود كل شيء لمساره!! بالأصح َ.. ما الذي سيحدث ويعيد كل شيء لمساره!!

*&*&*&*&*&*&*&*&*&*

أغلقت باب غرفتي و ذهني شارد بما حدث قبل دقائق عًدة، أن الشرطي تقدم لخطبتي! ما الذي يحدث! و ما الذي يسعى إليه! كيف أمكنه القدوم على هذه الخطوة المُربكة!! مَنْ يرتبط بفتاة يعلم جيدًا أنها قد عاشت حادثة خطف! أو.. و تقدمت المرآة و وضعت يدي على جروح قد عالجتها و يبدو أنني لم أسعفها أبدًا.. كيف يرتبط بفتاة رآها بأبشع الحالات!! هل هو مختل أم ماذا!!، جلست على سريري و إستلقيت على جنبي و رأسي يشتعل بأنواع الإستفهامات! هل يرى نفسه مسؤولًا عِني و لا يستطيع مساعدة نفسه في تجاهل ذلك!!، إنقلبت على ظهري و نظري موّجه للسقف، أم هنالك ما يتطلب إرتباط ظاهري و من ثم ينتهي كل شيء! ماذا أفعل هَل آقبل عرضه أم أرفضه؟ و كيف أرفض الشخص الذي وجوده طمأنينة في وسط لحظاتي المليئة بالقلق! ماذا أريد أكثر من هذا! ماذا أريد ؟ لِما عليه عرض الزواج مني!! يراني زوجة مناسبة له!! أم أنه يشفق عليّ!! رأسي يكاد ينفجر من التفكير.. كيف أنهى كل هذه الحِيرة بمجرد جلسنا معًا الأسبوع القادم!! إعتقدت أنني أستحق أن أعطي الأمر فرصة.. و لو كنت سأرفض! يجب أن أعرف دوافعه و أتعرف عليه!! ربما ليس من أعتقد و ينتهي كل شي و أكمل حياتي بَعيدًا عن ظِلاله.
*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&، *&*

أنهت أمي المحادثة و قلبي يكاد يخرج من صدري لِروعة اللحظة، فقد قبلت عرضي! لماذا بحق السماء كنت مترددا بشأن ردها على طلب الزواج منها، أصعب خطوة قد مضت.. اتقطع أختي ريم حبل أفكاري بقولها و إن كانت أمنا قد باركت هذه الفتاة ف مباركتها هو أمر لا مفر منه و هذا لن يحدث بسهولة، إستفزني كلامها ثم قلت أن هذا قراري و يجدر بها ألا تكون عائقًا لا طعم له و بعد أن انتهيت وجدتها تطلق الضحكات على وقوعي في فخها و أنها مسرورة لِي و لا بدّ أن يكون اختياري موثوقًا.. أجل هي لا تعلم عن حادثة الخطف و لا أي تفاصيل أخرى.. إبتسمت على مضض و استئذنت للخروج ، و حدثت نفسي اليوم الذي أجلس فيه معها على نفس الطاولة بات قريبًا.. أما أمر كونها ضحية.. لا أستطيع تغييره لكن أستطيع تغيير مسماها إلى كل شيء و ليس مجرد ضحية. الكثير قد يشكك في قراري و يراه غير متزن من منظورهم...لكنني لستُ ممن يتخذ قرار غير مسؤول ف كيف بِ حياتي العاطفية! الأهم أن تستطيع رؤيتي خارج كوني شرطي أدى عمله و لا شيء آخر.. إبتسمت بِلذة ،ف قبولها دلالة على أن فرصتي في رؤيتها لي كزوج عالية جًدا..سأحرص على تمام هذا الأمر و إن عني ذلك إرتباطي المباشر بتلك العصابة اللعينة، إنني خائف من فقدانها و كونها بجانبي.. هو أمرٌ حاسم على جميع الأصعدة.


*&**&*&*&*&*&*&*&*&*&*&

إستيقظت على رائحة العطر الصباحي الذي أعتقد أنه كل شيء سوى أن يكون مناسبِا للصباح، نهضت و توجهت للحمام.. أخيرًا سأنصف نفسي و ألقنه درسًا في خضم ذلك..ماذا يقول!! أعاقب نفسي! و تركي كـ ضرر جانبي! هل إستحقيت هذا السوء!!!
.
.
فور رؤيتي لها تغلق الباب على نفسها، أسرعت و التقطت جهازها المحمول و فتحته، نقرت على جهة الإتصالات و توجهت لمكالمات ذلك اليوم اللعين.. و حينما وجدته سجلته في هاتفي و قبل أن أغلق هاتفها انتبهت إلى إسمي! قد تغيّر! من كوني الروح والقلب إلى إسم جاف خالي من أي معاني خاصّة! إسمٌ يشبه الغرباء! أغلقت جهازها بضيق.. لا أستطيع لومها ، قد افسدت كل شيء بطريقة حمقاء جدًا.. خرجت من الغرفة إلى طاولة الطعام و صرت أتناول إفطاري بمرارة.. و قطع لحظتي البائسة صوتها المنادي بإسمي... نهضت قائلًا / شفيك ؟
جمانة / شوف الباب عالق معي مو جاي يفتح!
أمرتها بالإبتعاد و من أول محاولة فتح بسهولة.. نظرت إليها / كل شيء بخير!؟
جمانة و هي خارجة بحدة / إيش رأيك!!
محمد تنهد و عاد ليكمل إفطاره و حينما إنتهى توجه إليها / بالمناسبة اليوم الشغل مو هين ما أوعدك بشيء
جمانة بقهر / لا تمزح معي كذا!
محمد إتكأ على الباب / أخوك يترك الشغل و أنا أكلها
جمانة و خبر ترك عمل أخيها قد فجأها ثم قالت / طيب لا تلغي الموضوع، أعطيني وقت معين
محمد / أتمنى أعطيك.. يا جمانة
جمانة و ما مرّ عليها ذكره لإسمها و ليس جمان وبعد برهة نهضت و وقفت أمامه / فتشت جهازي!!
محمد و تدارك نفسه / إيش قصدك!! و إيش المشكلة في ذكرك بإسمك!
و ما علاقة جهازك!
جمانة و صدقت تمثيله / خلاص و لا شيء
محمد و تنفس الصعداء /لازم أكذّ لا تنتظرين شيء
جمانة بهدوء / طيب
.
.
خرجت من الشقة و مصرّ على مشواري الذي من أجله لن أصطحبها اليوم، إنه أمر سيفعل الكثير من أجلي لإصلاح ما فسد في زواجي.. أن أوجّه ما حدث ليس نحوي أو نحوها بِل نحو ذلك الرجل اللعين.. لدّي الكثير لمعالجته و لن يحدث ذلك إلا بِ إوساع اللعين ضربًا.. لم أكن عنيفًا يومًا و لكن ما فعله أخرجني عن كل أعرفه عن نفسي و كوني عنيفًا أحدها، و أعرف الشخص الذي سيساعدني على إصطياده.

*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&

نظرت للخطوط التي أمامي أحاول إستيعاب معناها! لا أصدق! ضحكت بِخفة ثم عدت لرؤيتهما مُجددًا و أفكر أنني كنت أعبث بالإختبار و لَم أتوقع أن يكون إيجابيًا.. شيئًا ف شيئًا أخذت دموعي فِي الإنسياب.. في خضم كل هذه المأساة و المرارة، أخيرًا ضوء الأمل بأن الحياة قابلة للحياة! غسلت وجهي بهدوء ثم خرجت من الحمام ناسية إخفاء الإختبار للوقت المناسب و نزلت للمطبخ لإعداد القهوة و ضحكت بًسرور على فكرة إن كانت آمنة.
.
.
أطفئت المنبه و لم أجد روان في الأرجاء.. رحتُ أتأمل السقف بِأسى بالغ! الكثير جري في عائلتي و لم نعد نعرف طعم السعادة.. ذرفت الدمع حين إدراكي لوفاة أخي الصغير مجددًا.. كيف كان آخر لقائي بِه؟ و سرحتُ في لحظة قبل ليلة سفرنا للبلد، حيث كنت أسهر على عرضنا و في منتصف ذلك راح يشكي لِي أمرًا لا أستطيع تذكره و أنني تذمرت من إزعاحه لِي و عندما رآني كذلك زفر بعدم إعجاب ثم ذهب و عاد بِ كوبين من الشاي و بعد محاولات عديدة نجح في جعلي أخذ إستراحة و أخذنا بالحديث عن المدينة التي نحن بها و أجوائها الساحرة و تسامرنا طويًلا و في المنتصف غلب عليه النوم ف نهضت و جلبت غطاءًا له و حرصت على أن ينام بأريحية أما أنا عدت لإكمال عملي. عدت الحاضر و الغصة في قلبي على فقده، ليتنا حظينا بلحظة لتوديعه، نهضت بطريقة تلقائية و توجهت للحمام بغير نفس، غسلت وجهي و حينما انتهيت لفتني جهاز الإختبار.. منذ متى و روان تقوم بإختبارات حمل! إلتقطت الجهاز و الخطين أصباني بصعقة جرت في جميع أنحاء جسدي.. خرجت من الحمام و جلست على الكرسي ف فقدماني لاَ تحملاني.. رفعت رأسي فور شعوري بقدومها و نهضت كأني مصاب بلسعة ما نحوها قائلًا إن كان هذا حقيقي!! أنها حامل!! و عندما رأيتها تهز رأسها بالإيجاب و دموعها ملئت عينيها القريرة.. عانقتها بشدة دلالة على سُروري و عندما ابتعدت أمسكت كفيها و رحتُ أسرد كم أن معنى حملها أفضل ما يحدث في حياتي.. لكنها راحت تحدثني عن أهمية التأكد من الأمر.. قلت أننا سنتأكد الآن و أنني أنتظرها في السيارة.

*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*

ارتشفت الشاي خلال أحاديث أمي عن أهمية الأخلاق و مقولة أن نعامل الآخرين كما نحب أن يتعاملوا معنا و أن إلحاق الأذى المؤمن هو أمر يجب الإبتعاد عنه و الإسراع في طلب المغفرة في حال ارتكاب هكذا سوء، وضعت الشاي و حدثتها عن مناسبة هذه المواعظ، تجيبني أنها شعرت بحاجتي لذلك مما فهمت من كلامها مع شموخ. إرتفعت حرارة دمى من ذِكر شموخ ف نهضت على عجل و كلمات أمي التي تطالبني بِ عدم التهور! صعدت للأعلى و فتحت الباب بِقوة و لم أجدها، جلستُ بِحنق منتظرًا ظهورها.. ما هذا الصباح السيء!!.. دقائق حتى رأيتها تلج الغرفة بكل أريحية، وقفت بوجهها قائلًا / شموخ ألف مرة حذرتك عن تجاوز حدودك معي و طالبتك بًكل إحترام إن تتوقفين عن التدخل في شأني الخاص قبل زواجي منك، و لكن أجد نفسي في مواضع لطالما نبهتك عن عدم إثارتها.. كيف تقولين لأمي اللي صار!!
شموخ أخذت لحظة تستوعب هجومه علبها ثم قالت / ما قلت إنك فرقت بين زوجين على العكس أظهرت لها إنك إنسان أضعت رشدك و لا يبدو أنك سترجع من ضلالك
و أنني عجزت عن جذبك للطريق السالك
ثامر وضع يده على وسطه و أخرى على وجهه دلالة على إنبهاره بِجرأتها و إصرارها الذي بات يخنقه، مضت شموخ من أمامه لكي تعود للسرير فهي لا تشعر بِحالٍ جيدة و التشاجر معه أرهقها أكثر.. لم تنم قريرة العين و لم تصبح أيضًا، جلست على السرير و عندما أخذت في الإستلقاء أوقفها هو بقوله أنها لا تدخر جهدًا في هدم مكانتها لديه! و عليها تصديقه عندما يقول.. أنها هدمت بالفعل! و خرج للعمل. بينما شموخ إستلقت و كلماته قد أذت قلبها بِشدة.. هي الحمقاء التي لا تدخر جهدًا فِي إصلاح ما فسد َفي قلبه ما دام قابلًا للصلح..أغمضت عينها بشدة حينما داهمتها إنقباضات حادة لا تعلم سببها و إرتأت أن النوم حلٌ لكل شيء و لم تستطع ف الألم لا يهدأ.. إلتقطت هاتفها و إتصلت عليه و هي تشعر أن هنالك ما يجري بين قدميها و بدأ الرعب يدبّ في قلبها من معنى ما يحدث، حاولت مرات عدِة و لكنه يستمر في الرنين فقط، لم تجد بُدًا من الصُراخ حتى تنتبه أمه عليها
.
.
ركبت السيارة و أغلقتها بِقوة.. إنها تقودني للجنون! أخبرها بكل وضوح أن تنسى الأمر و تتوقف عن حشر أنفها أكثر و يبدو أنني أحدث نفسي!! بدأت بالقيادة و أشعر أنني لم أعد أعرف طعم راحة البال بسبب إستماتتها في أحذ ما حدث منحنى آخر كليًا لدرجة أنني أصبحت أعمل لدى محمد و التفكير بما قدّ يفعله لو علم أن ليّ ناقة و جمل ب التعرض لِزوجته و الطعن فِيها.. لقد سئمت العيش بالفعل..لفتني إتصالاتها المُلحة لكنني لم أرغب محادثتها إطلاقاً و بعد مرور بعض الوقت رأيت جهازي ينبأ بإتصال والدتي.


غفوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
والذي أنبتني نباتاً حسناً قادر أن يجعل أقداري تُزهر.
رد مع اقتباس