مساء الخير على الجميع …
مساء العيد … واجواء العيد …والفرح الممتد لنا منه …
عشنا العيد وبهجة العيد معهم واشتقنا لقدومه …
حينما أنهت فرضها .. التفتت لملامح الفرحة الوحيدة التي تتوهج هذا اليوم بروحها ..
و هي ترى ذاك الفستان الأصفر المعلق ببهجته .. و بجانبه كامل تجهيزاته ..
فملأت نفسها ببهجة كاذبة تعلمت أن تصنعها داخل روحها .. لتجاري بها فرحة ابنتها .. و حماسها .. و ذهبت لتيقضها .. 🍃 يمنى ………
واه من يمنى وحزن يمنى وحسرة يمنى …
يمنى استفحل الحزن داخلها وتمكن منها …
هي حزين لحد الوجع …ولكن ماسبب حزنها …
الواضح ان بداية فقدها للفرح وشغف الحياة قبل وفاة والدها …
ولكن وفاته هي القشه التي قصمة ظهر البعير …
تقدمت منها سحاب لتحتضنها .. و هي تعاتبها ضاحكة ..
: يالله يا يمنى! يعني بتقولين إنك متفاجئة...ترى كل سنة نسويها
شددت من إحتضانها للحظات طويلة لعلها تتمالك تلك الأحزان .. التي تحاول دائماً دفنها بأقاصي الروح .. كي لا تخدش فرحتهم بها ..
و أخيراً ابتعدت عنها و هي تقبل خدها .. بمحبة كبيرة .. تملأها ناحيتهم .. لتتصنع المرح ..
: أدري بس أحب اعيش فرحة المفاجأة..الله يخليكم لي
تقدمت منها مزن لتحتضنها أيضاً .. و هي ترد عليها ساخرة ..
: ههههه المشكله إنك تصيحين ما تضحكين
ابتسمت برقة و هي تمحو دمعة أخيرة .. هطلت من عينها .. لتغرق معهم بتفاصيل فرحهم ..
ينساب لروحها ضياء ضحكهم .. و مزاحهم ..
تعلم أنهم اعتادوا على إعطاءها من فرحهم الكثير .. لكنها تخشى كل سنة أن يتناسوها .. أن يغرقوا بفرحة بعيدة عنها ..
و تترك على رفٍ بعيد من إهتمامهم ..
تخشى أن تبقى هي و طفلتها من بعدهم وحيدتان ..
و هم الملاذ الأخير لروحها .. و بعدهم لمن ستعيش ؟؟ و بمن ستحتمي ؟؟ 🍃 اوجعني حزنها رغم اهتمام عمها وعائلته …
واقتطاع وقت لها ولابنتها من عيدهم بمنزل جدهم …
احساس الخوف اللي يتشرب داخلها سنه وراء سنه
والخوف من ان يملو وينشغلون بحياتهم وان تكون هي وابنتها عاله عليهم …
ولكن هنا سؤال يراودني … اين ولدة سحاب من كل هذا ؟
هل هي متقبله ليمنى وابنتها ام معارضه وجودها ؟
كانت صبا سمراء كوالدها .. بشعر متموج بحدة كوالدتها.. بعكس أختيها اللتان .. ورثتا بشرة والدتهم البيضاء .. و شعر والدهم الذي كان حريري ..
هي فقط من التقطت الجينات الأسوأ من كليهما .. و كأنه لا يكفيها ذلك لتأخذ قصر قامتها من جدتها ..
: يمـــــــــــــــه !_التفتت إلى والدها_يبـــــه..شوف أمي تقول إني مب حلوة
أجابها والدها .. ليغيض والدتها كالعادة فقط ..
: قولي لها حلوة أو مب حلوة تراي طالعه عليك
التفتت والدتها إليه بإستنكار .. و كأنه ألقى عليها شتيمة ..
: لا والله ما طلعت علي..و لا تشبهني!! من صغرها كل من شافها قال أشين بناتك شكلها طالعه على أبوها
أجابها بلا مبالاة .. وهو ينظر إلى ملامحها بنظرة هازئة ..
: ايه لأنهم يشوفونك بالمكياج..و الشعر المضبط..خليهم يشوفونك اللحين يقولون تشبهين لها
ردت عليه بغرور .. و ثقة .. لا تهمها كلماته الساخرة منها ..
: والله المكياج ما يضبط إلا على الحلوة و إلا بنتك حطت و إلا ما حطت..خشّتها كنها أنت و أنت صغير..على بالك ما شفت صورك عند خالتي
🍃 صبا ……
بسمة المنزل وروحه المرحه …
صدمني معاملة والدتها لها والكلام اللي جرحتها به …
كنت اتمنى ابو حاتم حين استفزعت به ليجبر كسرها …
ان داوا جراحها … لا ان يزيدها لمجرد ليغض والدتها …
ويخرج هو المنتصر … على حساب ابنته ومشاعرها …
عائلة ابًو حاتم وزجته ام صبا عائله متشتته وغير مستقره …
مالذي يحدث لصبا و ما هذه المعامله لها من اهلها …
هل هذه الضحكات والبسمات التي توزعها على الجميع …
مجرد قشور تغطي بها ما بداخلها من خذلان من والديها …
رفرفت أهدابها لتمحو تلك الدمعات التي كادت أن تتجمع في عينيها .. لتأخذ نفساً عميقاً .. تبتلع ضيقاً اجتاح صدرها ..
و أغلقت هاتفها لترميه على السرير .. و تذهب إلى منضدة الزينة تلتقط عطرها بعصبية .. و تغرق نفسها فيه ..
خرجت من غرفتها أخيراً لتنزل .. فضيوفهم على وصول .. لتجبر نفسها على الإنخراط بهذا العيد المتكلف .. و الحضور الرسمي .. الثقيل .. لمعارف و أصدقاء أبيها ..
هي ساعات فقط حتى ينتهي هذا الحفل المتكلف .. لتذهب إلى بيت جدها ..
تعيش شعوراً أبسط .. و أجمل .. يوماً عن يوم تصبح بعيدة بمشاعرها عنه .. لكنها مازالت تتوق إليه .. 🍃 غزلان ……
تعيش غزلان حياة مزدوجه مختلفه في الظروف والاوضاع والطباع …
تعيش بيئتين مختلفه عن الاخرى …
بيئه متكلفه و مجبره على العيش فيها مرضاة لوالدها …
وبيئه بسيطه تشتاق لها وتتمناها … بيئة عيد الجد حماد …
تعيش شخصيه مزدوجه اختياريه لمجارات وضعها …
ولكن هل هذا الوضع سليم … الخوف ان يؤثر على نفسيتها ولا تستطيع تجاوز عواقب الامر …
لقد اعتاد منذ سنوات أن يكتفي بنفسه .. يعبر أيامه غريباً .. يقضيها بترحال ممتد ..
ليعيش حياته وفق قوانينه الخاصة .. متجاهلاً كل تلك القواعد التي تفرضها العادات و التقاليد عليهم ..
ألف العيش حراً .. طليقاً ..لا يحتمل الواجهات الإجتماعية .. العلاقات المطولة .. و المشاعر المعقدة ..
أصبح رجل لا يحمل من وطنه إلا إسمه .. فأيامه و لياليه تتوه بين الخرائط .. و المدن .. راحلة و مغتربة في كل حين ..
في ذكرياته .. آلاف من البشر من ألوان .. و أعراق .. و أديان مختلفة ..
و لا يعرف من العائلة .. إلا وهماً ضبابياً .. أصبح يجيد تمثيل أمانه معهم من حين لحين ..
يحبهم حقاً .. لكنه يجد نفسه بعيداً عنهم .. غريباً عن إحتوائهم الذي مازالوا يحيطونه به .. 🍃 عزام ………
الطائر المهاجر … كما يسميه جده عزام …
انسان حب الترحال بعيداً عن عائلته …
حتى قبل وفاة والديه … وزاد البعد بعد وفاتهم …
والظن ان مايجبرك للعوده هو وجود هذه الجده …
الحنون اللي من الواضح انه يكن لها الكثير من الحب والمشاعر …
كادت أن تفقد أنفاسها خوفاً منه .. فقاطعهما مروان ليتحدث ببرود و مزاح .. يريد تبسيط الموضوع علّه لا يتمادى بغضبه ..
: قطعت حظ البنات ما شافن هالمزيون .. و إلا اللولو اللي بغيت تذبح البنت عشانها محد يمها
التفتت عليه جدته .. لتؤنبه مازحة .. غير مكترثين بذاك المرجل المتوقد بجانبهم .. فالكل بات يعرف أن أفضل طريقة لإخماد غضبه .. هي عدم الوقوف في وجهه أو مناقشته .. حين يثور .. و ما أكثرها ساعات ثوارنه التي لا تكاد تهدأ ..
: أفا يا مروان هذي علومك!
ليعرض حتى عزام عن الحديث معه .. وهو يحتضن أكتاف جدته .. يقبل رأسها وهو يتأملها بغزل ..
: جعلنا فدوة للولو و ثوبها الأحمر
لكنه صرخ بهم حتى شعر عزام بجدته تفز بين يديه ..
: إلا والله جعل ما من عقل يالـ .......! و أنتم مرتزين لها تصوركم لخلق الله_أزاح ديمة بقوة من طريقه حتى كادت تقع_اذلفي أنتي بعد 🍃 رياض ……
العم الاسود كما تسميه صبا دائماً …
يا الله ياديمه اي مأزق اوقعت نفسك به …
ومع مين مع عمها رياض الانسان العصبي المتزمت …
صاحب الخطوط الحمراء لكل شي …
الواضح انا ديمه من فرحتها بشوفة عزام وسعادتها بتصويره …
تخلت عن الحذر حتى وقعت بيده …
وعلى خوفها منه ماقهرها تهزيئه لها قد قهرها من اخذ جوالها …
وباين انا موعودين بيوميات مراهقه مع العم المتزمت …
مر عامٌ كاملٌ على وفاته .. في مثل هذا اليوم .. منذ سنة مضت .. فقـده ..!!
في فرحة العيد .. فقده ..!! و مازال جرح فقده ندياً ..
(سلمان) ..عديل القلب و الروح .. رفيق سنوات دراسة الطب .. و الكفاح في الغربة ..
منذ سنوات صباهما الأولى تعارفا .. فمضيا في درب العمر سوياً ..
نقيضه هو في كل أمر .. في كل طبع .. لهما شخصيات مختلفة .. إعتقادات متناقضة ..
رغم كل ذاك كانا على الدوام معاً .. لا يكتملان إلا معاً ..
حتى رحل في ذاك اليوم .. و ها هو بعده لازال يحاول ردم الفراغ الهائل الذي خلّفه في روحه ..
🍃 ليث ……
العم الجنتل والوسيم كما اطلقت عليه صبا …
الان عرفنا ان وسمنا دكتور … ولكن حزين …
حزين بفقد صديقه ورفيق دربه سلمان …
مرا عام كامل على وفاة صديق عمره ولازال يبكيه …
احساسه بالمسئولية اتجاه عائلة صديقه الذي توفي هو ووالده في وقت واحد…
رغبته بمد اواصر العلاقه فيما بينهم وخطبة ابنتهم سماح …
اولاً رغبتنا بنسب صديقه … وثانياً بعد وفاته بمراعاة ظروفهم والقيام بشئونهم …
ولكن الواضح ان سماح لاتتقبل منه شي لافي السابق ولا الان …
هل سيمل ليث ويتخلى عن مساعدتهم مستقبلا ؟
لتستنجد نظرات ديمة .. برتيل برجاء و حذر .. لتلتفت رتيل ترجوه بلطف ..
: رياض..تكفى رجع لديمه جوالها..ماراح اطلع لحد ماتوعدني
ليجيبها ببرود .. و نظرته الحادة تطرف للحظة لتلك التي انكمشت و رآها مختبئة عنه ..
: أجل خوذي شنطتك واجلسي أحب على قلبي
لتنغزها ديمة بإعتراض .. موافقة لما قاله ..
: رتيل هذا شي تراهنين عليه! ايه اجلسي و ما أبي جوالي 🍃 رتيل ……
شمعة المنزل ومن تنير الدروب للاخرين …
محبوبة الكل بداً من جديها الى اصغر طفل في العائله …
رتيل مفنيه حياتها من اجل الجميع حتى الجيران …
متفانيه في عملها ومتعاونه مع صديقاتها …
الواضح ان رتيل تربطها علاقه متينه بينها وبين رياض …
ومايطلع رياض على سيجيته الا بوجود رتيل …
ولكن اين رتيل وحياة رتيل على الصعيد الشخصي …
اهتماماتها صداقاتها مشاعرها …
تنهد براحة يشعرها بينهم .. يأخذ أنفاسه بسعة السماء .. و هم يضيئون قلبه كنجوم متلألأة تسكن صدره ..
تختفي بنهار .. و لكنها دوماً تعاود الرجوع لمكان ألفته .. في ظلال محبته التي تسع الجميع .. 🍃 الجد حماد ……
سعادته برؤيتهم و حضورهم والتمامهم حوله …
رغم الفقد الذي حصل لاثنين من ابنائه وفاجعته بوفاتهم …
ولكن بنظره لهم و لفرحهم … يوازي تعبه و سنين عمره …
يخاف ان يخسرهم اما بابتعادهم و الانشغال والتباهي بحياتهم …
او الخوف من فقداً اخر والاحساس بالوجع مرة اخرى …
وبالاخير شكراً كاتبتنا على الابداع والتميز …
ننتظر البارت القادم بشوق … |