عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-20, 11:00 PM   #1255

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6

(6)



في المطبخ قالت بسمة باستنكار" ماذا تفعل يا كامل؟"
قضم الأخير من الوزة بين يديه وهو يقول ببرود" أفطر .. جائع ..افعل أي شيء مما يفعله العرسان"
تسلل إليها شعور بالشفقة عليه لكنه في الوقت نفسه يستفزها بما يفعل خاصة حينما قال" ألا يكفي بأن أهلك لم يرسلوا طعام صباحيتي حتى الآن ..( وأضاف مناكفا رغم جدية ملامحه ) هذه استهانة لن أمررها لكم يا آل الوديدي"
قالها وهو يقضم من صدر الوزة ثم ملأ ملعقة من طاجن الأرز المعمر وألقاها في فمه في الوقت الذي لمحه شامل وهو في طريقه لصعود السلم فاتسعت عيناه وغير وجهته ليدخل عليهما المطبخ قائلا بعينين متسعتين" ماذا تظن نفسك فاعلا هذا الطعام يخصني؟؟!!"
رد الأخر بملامح عابسة ولهجة صبيانية متصنعا المسكنة "وأنا جائع .. هل ستترك أخاك جائعا (وأشار على بسمة مضيفا ) لم يحضروا لي طعاما حتى الآن"
ضربت بسمة كفا على كف لا تصدق ما يفعله بينما أضاف كامل بلهجة تمثيلية معذبة" أخوك جائع يا شامو"
تسمرت بسمة فاغرة الفاه تتطلع فيه غير مصدقة هذا الجانب الصبياني الفكاهي في شخصيته مسقطا عنه بروده وعنجهيته بينما رد شامل يجاريه في المزاح "قطّعت قلبي يا مسكين ..لا بأس هيا لنأكل سويا "
قالها وهو يسحب طاجن الأرز الكبير خارجا من المطبخ بينما حمل كامل أمام عيني بسمة المتسعة اللفائف التي تحتوي على أصناف الطيور المطهية وذهب خلف أخيه فاتبعته وهي تتبادل النظرات مع ونس التي تضحك حتى استقرا على استراحة جانبية بجوار المطبخ وضعا الطعام على منضدة صغيرة وضما أريكتين صغيرتين لتواجها بعضهما ثم سأله شامل "هل هناك المزيد من الطعام ؟"
أومأ كامل برأسه فقال شامل "احضري لنا باقي الطعام يا ونس بالله عليك وتعالي اجلسي هنا بجانبي لنفطر سويا"
ضحكت ونس على هيئتهما المضحكة وتحركت مع بسمة التي سبقتها للمطبخ تداري ابتسامتها. . بينما تبادل شامل وكامل النظرات فصدرت من الأول حركة متباهية وهو ينفض ذراعيه في الهواء بزهو ذكوري مصدرا نحنحة غليظة فهمها كامل الذي لوى شفتيه بامتعاض يناظره بحقد .
ربت شامل على ذراعه قائلا باستفزاز متعمد" لا بأس يا بني أدرك معاناتك وسأدعو لك أن يفك الله كربك عن قريب"
نفض كامل يد شامل عن ذراعه بخشونة ورد قاصفا "بارك الله لك يا عريس ..أخيرا أصبحت رجلا بعد كل هذا العمر.. عموما إن أردت السؤال عن شيء فلا تتحرج من سؤال توأمك ليعطيك من خبراته"
ناظره شامل بنظره مستهزئة وقال ساخرا "مسكين ..أدرك أي جحيم تعيش فيه لذا لن أدقق على كلامك "
عادت الجدية لملامح كامل وهو يمد يده للطعام صامتا فانخرس شامل هو الأخر ولم يدر بما يواسي أخيه .
خرجت بسمة وونس من المطبخ عائدتان بالمزيد من الأصناف تضعانها أمام التوأمين فربت شامل على الأريكة لتقترب وتجلس بجواره بينما رفع كامل رأسه لبسمة قائلا "هيا اجلسي لتأكلي معنا"
احمرت وجنتيها وهي تجلس بجواره تبعد شعرها للخلف فناولها كامل ملعقة .. ثم نظر للناحية المقابلة يقول لونس بتهكم" أهلا بجالبة الفضائح"
مطت ونس شفتيها تناظره بنظرة من أعلى لأسفل بينما قالت بسمة "كفى يا كامل لننسى الأمر"
تجاهل كلامها واستمر في مناكفة الأخرى يقول متهكما "وأنا أعطيها ذراعي لندخل الفيلا كنت أموت خوفا من ذكائها المتقد أن ترفض ولا تستوعب ماذا يحدث "
تدخل شامل بلهجة حازمة قائلا وهو يدفع بواحدة من الحمام ليضعها أمام توأمه وكأنه يخرسه" كفى يا كامل وركز في الطعام يا حبيبي "
غمغم كامل بامتعاض وهو يمرر عينيه بين شامل وونس "المرة القادمة لن أتدخل .. ولترياني ماذا ستفعلان بدوني "
بعد قليل اطلقت سوسو شهقة وهي تتطلع فيما يحدث أمامها .. توأماها يجلسان مع زوجتيهما وأمامهما الطعام الذي أحضره العم عيد ورأت شامل يمزق بطة بين يديه بمنظر بدا لها متوحشا فهتفت بغير تصديق "ما هذا!!.."
قال شامل مناكفا" تعالي يا سوسو الطعام لذيذ جدا "
اشفقت عليها بسمة ومررت أنظارها بينها وبين ولديها المنهمكان في الطعام قبل أن يدخل غنيم من باب الفيلا فقالت سوسو صائحة "تعال يا غنيم .. هل رأيت في حياتك منظرا كهذا في صباحية عرسان "
ضحك غنيم بينما قال كامل لوالده" تعال يا حاج غنيم حماتك كانت تحبك.. يوجد حمام وبط ووز "
لاحت ملامح الغثيان على وجه سوسو وردت "اخرس.. ابوك لن يأكل هذه الأشياء حتى لا يرتفع الكوليسترول عنده "
قال غنيم يجاريها" بالطبع "
قالت سوسو بلهجة شاكية "تعبت يا غنيم أنظر إليهما هل هذا منظر يليق بعريسين في يوم صباحيتهما؟!"
استمر توأماها في مناكفتها فقال شامل وهو يفتح سحاب سترته الرياضية ويحاول خلعها "ساعديني على الخلع يا ونس السمن البلدي فجر الطاقة في جسدي "
شدت ونس طارف كم السترة وبسمة تراقب ما يحدث وسط ضحكات كامل المكتومة فانتابها الضحك هي الأخرى تمرر نظراتها بين الجميع بينما عاد شامل للأكل وقد أصبح بفانلته التحتية .. لتقول سوسو وهي تمسك جبهتها بإعياء "بالفانلة الداخلية يا غنيم "
ضحك غنيم وهو يضمها إليه قائلا بمواساة "حبيبتي أنا وأنت قطعنا الأمل فيهما منذ زمن واعتبرنا بأننا قد انجبنا ثورين بريين.. فلا تحرقي دمك..( وسألها ) أين الهدايا التي جهزناها ؟"
قالت سوسو" في غرفتنا سأذهب لإحضارها"
وتطلعت في المنظر البعيد بقرف ثم اتجهت لغرفتها .
بمجرد أن ابتعدت تحرك غنيم نحوهما فقال كامل "تعال يا حاج أعلم بأنك محروم من الطعام الدسم"
ترك شامل مقعده لوالده الذي قال وهو يختلس النظرات للناحية التي اختفت فيها سوسو" لا لا اعدوا لي طبقا صغيرا قبل أن يُقبض عليّ "
راقبت بسمة وونس الطبق الذي صنعه شامل لوالده الذي رفض الجلوس بينما قال غنيم لزوجتي ولديه وهو يأخذ الطبق" إياكما أن تخبراها ..هناك أمورا كثير تحصل في هذا البيت من خلف ظهر سوسو "
انفجر الجميع في الضحك ثم سألته بسمة بقلق " أخشى أن يكون هذا الطعام ممنوعا عنك "
رد غنيم بتأكيد" أنا صحتي جيدة لكن سوسو تبالغ .. لا تقدر على ولديها فتقدر عليّ أنا المسكين "
ضحكات مكتومة خبيثة صدرت من التوأمين فتأملت بسمة الجميع بسعادة متفاجئة من هذا الشعور الذي يتسلل إليها ببطء .. شعور بالدفء .
هتفت سوسو من بعيد مصعوقة" غنيم!!!"
توقف غنيم عن المضغ وتسمر مكانه ولم يقدر على إدارة وجهه لمواجهتها وسط ضحكات ولديه المكتومة قبل أن يقول كامل متصنعا الجدية" ها ما رأيك يا أبي في هذه التتبيلة للطيور ؟"
قال غنيم يجاريه "جيدة جدا "
قال كامل وهو يأخذ منه الطبق ليعيده على الطاولة " إذن سنضعها على قائمة الأصناف الجديدة في المطعم "
ظلت سوسو مكانها تناظره من بعيد بنظرات نارية فهمس لهم غنيم قبل أن يعود إليها "حافظوا على طبقي وأخبروني أين ستخفونه"
بعد قليل وبعد أن انتهى حفل طعام الصباحية الجماعي نادى غنيم على بسمة فتفاجأت ولاح بعض التوتر على وجهها لم يغب على كامل الذي تابعها بعينيه تتوجه ناحية والده بينما أخرج غنيم من علبة مخملية تحملها سوسو سلسالا طويلا بدلاية ذهبية وقال" نبدأ بالأكبر عمرا "
شعرت بسمة بالحرج واشتعلت وجنتيها وغنيم يلبسها السلسال حول رقبتها ويقبل جبينها فقال كامل الذي انضم لهم وهو يساعدها على اخراج شعرها من السلسال "لا حرمنا الله منك يا أبي "
شكرته بسمة شاعرة بالامتنان فقالت سوسو موضحة "الحقيقة كنا نخطط أن نصعد لغرفتيكم في الصباحية ونهديكما هذه الهدايا .. لم نكن نعلم بأننا على موعد مع حفل صباحية جماعي "
ابتسم غنيم وقال لونس "والآن موعد الصغيرة الشقية "
اقتربت ونس بابتسامة متسعة فناكفها غنيم "كدت أن أصاب بنوبة قلبية بسببك اليوم "
رفعت شعرها خلف أذنها بحرج فألبسها غنيم السلسال الأخر وقبّل جينها ثم نظر لزوجتي ولديه قائلا بسعادة وهو يلف ذراعه حول جذع سوسو " هكذا المرء منا يصطبح بوجوه ناعمة جميلة وكائنات رقيقة تنضم لسوسو في هذا البيت وتضيف عليه توازنا وطراوة .. بدلا من الوجوه القبيحة العكرة"

غمغم شامل "جزاك الله خيرا يا حاج هيا بنا يا ونس لنعود لغرفتنا بدلا من هذا التقريع في يوم صباحيتنا "
قال كامل لبسمة هامسا " هيا لنصعد فأنا أريد أن أنام"
ناكفته ترد عليه ببرود هامس "وما المطلوب مني؟"
قال من بين أسنانه" هل رأيت من قبل عريسا يصعد لغرفته يوم صباحيته ويترك عروسه تتسامر مع أهله !.. كله إلا سمعتي هذا الأمر قد أرتكب من أجله الجرائم"
مطت شفتيها لتتحكم في ابتسامة ملحة وتحركت معه مشفقة عليه من الارهاق البادي تحت عينيه من عدم النوم ليصعدا لغرفتيهما ..
في جناحهما ألقى كامل بنفسه فوق السرير بمجرد دخولهما يخلع سترته الرياضية ويلقيها بجانبه في الأرض ثم قال من تحت الوسائد "باقي السرير متاح لك إن أردت الاستلقاء بجانبي"
ردت عليه بلهجة ساخرة" شكرا لك سأستعمل الأريكة"
لم يرد كامل ولم يمر وقتا طويلا حتى أحست بانتظام أنفاسه .. ففتحت التلفاز بصوت منخفض واستلقت على الأريكة ولم تجد شيئا لتفعله فقررت الاستسلام للنوم .
أما في الجناح الأخر قال شامل وهو يغلق قفل الباب من الداخل" أخيرا أصبحنا أنا وجنيتي وحدنا من جديد "
لعب لسان ونس في جدار خدها ..فسألها شامل وهو يقترب خطوة" ألا يوجد لديك قميصا بلون أخر كقميص ليلة أمس ؟"
رجعت خطوة للخلف مبتسمة بخجل وهي ترفع سبابتها أمامه نافية .. فسألها وهو يقترب خطوة أخرى "ولا نفس اللون ؟"
رجعت خطوة أخرى للخلف وحركت سبابتها نافية تهرب من نظراته الحسية التي تشعل ذراتها بمشاعر اختبرتها لأول مرة بين ذراعيه أمس ..فقال شامل يجاريها" تؤتؤتؤ ألا يوجد أي قميص لديك يا مسكينة ؟"
هزت رأسها بشقاوة لذيذة نافية وهي ترجع خطوة أخرى للخلف.. فقال شامل وهو يقترب مرة أخرى" لا بأس لن أدقق على تفصيلة تافهة كهذا ..لندخل في ما هو مهم بشكل مباشر "
واقترب أكثر لينقض عليها لكنها قفزت هاربة وهي تطلق ضحكة فلم يمهلها شامل الفرصة للفرار بل تلقاها وهي تعبر من جانبه وحملها بذراع واحد مقهقها قبل أن يلقي بها على السرير .
اطلقت ونس تأوها ضاحكا وغطت وجهها بكفيها فاحتلها بجسده الضخم يقول وهو يتفحص سماعتيها خلف أذنيها "هل ارتطمت السماعتين برأسك ؟"
هزت رأسها نافية من خلف كفيها فأزاح يديها عن وجهها وسألها هامسا "هل ننزع السماعات ؟"
هزت رأسها رافضة فقال متفهما" لا بأس أنا فقط أريدك مسترخية "
اشارت له تضم سبابتها مع إبهامها بما يعني (احتاج لوقت أطول قليلا ).. فهز رأسه متفهما وهو يبعد شعرها عن وجهها وقال بلهجة حارة ولهفة فقدت الصبر" دعينا الآن نختبر مدى تحسنك في الاسترخاء .. ألا يكفي بأنني لم استطع اخبارك إلا بسر واحد فقط ليلة أمس !"
قالها وهو يهجم على شفتيها ..فلفت ونس ذراعيها حول رقبته وفطرتها الأنثوية تلح عليها لطلب المزيد رغم خجلها الشديد .
××××
قبيل الغروب
توقفت سيارات كثيرة أمام بوابة فيلا غنيم ونزل منها سليمان يلملم في عباءته بحركة مختالة أمام العيون التي نزل أصحابها يتطلعون في فيلا غنيم بانبهار بينما مط مفرح شفتيه بامتعاض وتمنى لو استطاع الاعتذار عن المجيئ غير راغب في الاجتماع مع خاله في أي شيء لكن صداقته بكامل تحتم عليه التواجد .
أما فاطمة فنزلت هي الأخرى وأخواتها وبعض النسوة أقاربها يطلقون الزغاريد ويحملون ما احضروه بينما وقف غنيم يستقبلهم في الحديقة متفاجئا بالعدد الكبير وسليمان يقول له بابتسامة لزجة "بعضا من أقاربنا وأحبابنا أصروا على المجيء للمباركة "
لم يعقب غنيم وإنما رفع هاتفه يهاتف ديمتري ويأمره بإحضار عددا كبيرا من الكراسي من المطعم .. فاقترب مفرح يسلم عليه ويقول بحرج" أنا أسف حاولت أن أتصل بأحد التوأمين لأنبهكم بالعدد لكنهما على ما يبدو غارقان في العسل "
قال غنيم مجاملا" أهلا وسهلا بكم"
في الدور العلوي استيقظت بسمة على صوت الزغاريد بالأسفل ففهمت بأن أهلها قد حضروا بينما تململ كامل في سريره فأسرعت نحو الخزانة تخرج منها ملابس استقبال ثم اسرعت نحو الحمام .
بعد قليل كانت تهز كامل برفق قائلة" كامل انهض أهلي حضروا "
هز رأسه دون أن ينطق وأشفقت عليه لأنه لم يكمل نومه .
حين خرج كامل من الحمام وجد بسمة قد ارتدت جلباب أبيضا مطرزا من الأكمام وعلى أعلى الجذع ..ولبست أساور ذهبية أنيقة وحلق ذهبي طويل بينما اللون النبيتي الذي تفضله تطلي به شفتيها .. فبلع ريقه أمام جمالها الأخاذ بشرقية ملامحه ..بشعرها الأسود كالليل مفرودا على ظهرها مع لون عينيها الفيروزي ..وومضت عيناه ببريق اعجاب التقطته بسمة فاحمرت وجنتيها وانفجرت دقات قلبها ثم أشاحت بأنظارها نحو المرآة .
بعد دقائق كانت الزغاريد تنفجر في بهو الفيلا حيث كان يجلس النسوة في انتظار نزول العروسين اللذين كانا متعانقي الكفين وهما يقتربان من الحاضرات قبل أن يستأذن كامل ليخرج للرجال ..بينما اتسعت عيني بسمة متفاجئة بالعدد الكبير من النسوة الذي يملأ المكان من القريبات ومن أهل البلدة المبهورات بالفيلا وبجمال بسمة الأخاذ الذي أطلت عليهن به .. فجزت على أسنانها بغيظ شاعرة بالحرج من سوسو التي كانت تبتسم ابتسامة مجاملة ترحب بالحاضرات والإعياء يبدو واضحا عليها .. في الوقت الذي كانت فيه زيلا تبرطم بلغة غير مفهومة رغم أن ديمتري أدخل الضيافة للضيوف من المطعم مع النُدل لكن كان على الأخيرة مهمة تقديمها للضيفات.
بالخارج اقترب مفرح يقابل كامل في منتصف الحديقة والذي بادره ممازحا" لماذا تأخر طعام الصباحية يا مفرح هل هناك عريس يأكل قبيل الغروب؟!!"
ضرب مفرح كفه بكف صديقه ضاحكا ثم حضنه مباركا قبل أن يقول" أنا من منعتهم أن يحضروا إليك عند الظهيرة يا عريس هل هذا جزائي !"
قال كامل بلهجة ذات مغزى" العم عيد قام بالواجب يا حبيبي وحضر قبل الظهيرة "
رد مفرح ضاحكا" علمت بذلك .. (وشدد على يد كامل يقول بمحبة جمة ) لا تتصور مدى سعادتي لارتباطك ببسمة .. ولا سعادتي بأنك ستتعقل أخيرا وتستقر "
ابتسم كامل بدفء ثم تطلع في العدد الكبير من الضيوف باندهاش فلم يجد مفرح ما يقوله لكنه رافق صديقه في رحلته للترحيب بالحاضرين..
بعد قليل قال سيلمان وهو يميل على كامل "أين بسمة لتسلم على أقاربنا لأنهم يريدون مجاملتها بالنقوط*"
رد كامل برفض بارد " آسف زوجتي لن تخرج لتسلم على الرجال "
قال سليمان "ولكن هؤلاء أقاربنا ومعارفنا و يريدون المجاملة كما أجاملهم أنا"
تدخل وليد قائلا بدبلوماسية "لا بأس يا أبي سأتصرف أنا (واستدار لكامل يقول ) أريد أن اسلم عليها"
استدار كامل ليقوده إلى داخل الفيلا في الوقت الذي قال مفرح وهو يلحق بهما" وأنا أيضا"
ناظره كامل من فوق كتفه ثم قال" هذا أخوها لن أمنعه من رؤيتها ..أما أنت ..."
رد مفرح بسماجة وهو يدفعه أمامه بخشونة "وأنا أخوها رغما عنك .. أين العريس الأخر؟"
رد كامل متهكما" غارق في العسل يا سيدي "
فأطلق الثلاث رجال الضحكات .
بعد دقائق أمسك شامل بهاتفه متململا وهو يرد بصوت ناعس "ماذا هناك يا كامل لماذا تلح في الاتصال؟"
انفجر فيه الأخير قائلا بغيظ" كفى نوما ستنفجر من النوم"
غمغم شامل ببرود" يا ناس يا شر يكفي قر .. ماذا تريد خلصني؟"
هتف كامل " ألم تسمع الجلبة التي في البيت أيها البارد .. انزل مفرح يريد رؤيتك"
رد شامل ببرود وهو يتمطى" ما الذي أتى به ألا يعلم بأني عريس جديد ولست متفرغا له؟!"
قال كامل وقد استفزه برود الأخر "جاء مع أهل بسمة يا فلذة كبدي "
رد شامل بنفس البرود المتعمد" إذن جاء لزيارتك أنت ولست أنا "
هتف كامل بلهجة خطرة مهددا" انزل يا شامل وإلا سأصعد وأكسر الباب عليك"
قالها وأغلق الخط فقهقه شامل وهو يضع الهاتف بجواره ثم التفت للناحية الأخرى حيث ترقد ونس بجواره وشعرها الذي عاد لموجاته يغطي وجهها وقد استسلمت أخيرا للنوم .. فأبعد شعرها عن وجهها وأحكم الغطاء الصيفي الخفيف على كتفيها العاريين ثم عدل درجة برودة المكيف حتى لا تمرض..
تأمل وجهها الصبوح كصفحة نهار جديد ولمس أذنيها الخاليتين من السماعات يتمنى من الله أن تكون الزيارة التي سيقومان بها لطبيبة السمعيات بعد ثلاثة أيام زيارة موفقة .. وأن يجد عندها ما يمكن أن يساعد ونس لتقترب من الحياة الطبيعية .. فمهما كان راضيا ومتفهما لحالتها .. كلما دقق في كونها غير قادرة على التواصل مع الأخرين بشكل طبيعي هذا يؤلم قلبه .. يؤلمه ألم سيبقى مرافقا له للأبد مهما تلقت من مساعدات جعلت حياتها أسهل .
في الدور الأرضي قال مفرح لبسمة بعد أن حضنها وليد" فاتنة المجرة ألف مبروك "
ابتسمت بسمة بينما ضغط كامل على ذراعه يقول بابتسامة صفراء" انرتنا باشمهندس مفرح"
توجع مفرح قليلا لكنه تجاهله وأضاف موجها الحديث لبسمة "مليكة لم تستطع الحضور ..يبدو أنها أرهقت نفسها الأيام الماضية فقضيت اليوم في السرير"
قالت بسمة متفهمة "لا بأس سأتصل بها أنا لأطمئن عليها "
غمغم مفرح باقتضاب "هي بالتأكيد ستتصل بك"
انتحت بسمة بعدها بوليد جانبا تقول له بغيظ "كيف تترك أبي يحضر كل هؤلاء البشر؟.. ألن يكف عن أسلوب المفاخرة هذا!"
رد وليد معترفا "صدقيني يا بسمة أنا ومفرح تفاجأنا بما فعل ولمناه حتى أن مفرح كاد أن يعلن عدم ذهابه معنا اعتراضا على ما يحدث لكن المشكلة أنه كان قد وعد الناس فلم نجد مفرا "
شعرت بسمة بالعصبية والاختناق خاصة وهي تتأمل شكل سوسو التي ترحب بالحاضرات اللاتي لم يكن لأغلبهن أي داع للحضور ..وأشفقت على حماتها التي تحاول التصرف بلطف ولباقة .. ثم لمحت من النافذة المفتوحة على الحديقة المشهد المبالغ فيه من الحاضرين فقالت لوليد من بين أسنانها "أريد أن أرى أبي"
قال وليد مهدئا "لا بأس مرريها هذه المرة وأعدك لن أتركه يفعلها مرة أخرى"
أما مفرح فوقف في بهو الفيلا شاردا يفكر في حالة مليكة التي لم تقم من سريرها منذ الصباح .. بنفس الطريقة التي حدثت لها المرة السابقة التي انهارت فيها أول مرة .. فقضيت اليوم التالي كله في النوم وكأنها تهرب من مواجهة شيء لا تريد مواجهته .. وهذا ما جعله يتصل بأخيها أكرم اليوم ويطلب منه بأن يقنعها بالذهاب لطبيب نفسي .. ورغم أنه لم يذكر له تفاصيل حياتهما الشخصية لكن أكرم أخبره بأنه هو أيضا يشعر بالقلق عليها خاصة مع لجوئها الكثير لحبوب النوم .. وأخبره أيضا بأنه حاول أكثر من مرة اقناعها بالذهاب لطبيب نفسي لكنها كانت ترفض بشدة واشفق عليها من الحاحه .. لكنه وعده بأنه سيستشير طبيب نفسي صديق له لربما نصحه بأي نصيحة .
خرج مفرح من شروده حينما لمح شامل ينزل السلم فهتف ممازحا ليشوش على ما يعتمل في صدره من هموم "أخيرا حضر العريس الأخر "
بعد دقائق انتحت فاطمة ببنتها تسألها بأمل كبير" ها طمئنيني "
سألتها بسمة ببرود" على أي شيء؟"
قالت أمها بغيظ "تعلمين عما أسأل"
اندفعت بسمة تقول بهمس "أمي لقد أخبرتك أني اشترطت عليه زواجا صوريا"
تشكل الإحباط ببطء على وجه فاطمة وأحست بسمة بخطئها الفادح في نفي حدوث أي شيء بينهما لما تراه على وجه أمها من حزن لكنها كانت لا تريد أن تعشمها فتكون الصدمة كبيرة حينما تنفصل عن كامل .. أرادت أن تخفف عنها هي بالذات الصدمة .
خاطرة الانفصال عن كامل أصابتها برعدة في أوصالها وكأنها مقترنه به منذ مدة طويلة .. مقترنة به من قبل أن يلتقيا .. تطلعت في ظهره الذي يوليه لها وهو يقف في وسط البهو يتحدث مع مفرح وشامل وقبض الحزن على قلبها ..
ترى متى سيقول لها بأن التمثيلية انتهت وبأنه قد أطمأن على أخيه ويريد أن يهاجر ويترك كل شيء ؟..
هل سيقولها بسرعة ؟..
أم سيمنحها الفرصة لأن ترمم قلبها وتشبع منه؟! ..
العبارة الأخيرة كانت مفاجئة لها لكنها لم تجد الفرصة لأن تفكر فيها حينما سمعت أمها تحدث نفسها بحزن شديد "أيعقل !.. الرجل يبدو أمامي بصحة جيدة ما شاء الله "
اسرعت بسمة بدون تردد تنفي التهمة التي تفكر فيها والدتها عن كامل فقالت "بصراحة يا أمي لقد ألح عليّ طوال الليل لم يتركني لأنام لحظة واحدة وهو يحاول اقناعي بإتمام الزواج لكني عندت وأصريت على موقفي"
أضيء وجه فاطمة بالأمل وقالت هامسة "ولماذا؟ .. لماذا عاندت يا بنيتي ؟.. هل تريدين جبر خاطر أكثر من هذا بسم الله ما شاء الله (قالتها مشيرة للمكان حولها ثم أضافت ) وشاب والله أدعو له طوال الليل أن يحميه الله من شر العين ..طول وعرض ووسامة ومال وأدب.. أنت لا تعلمين كيف يتحدث أهل البلد عن زيجتك أنت وونس ما بين مبهورين وحاقدين "
كلمات أمها أطربتها لكنها لم ترغب في أن تبخ السواد والتشفي الذي بداخلها من أهل البلدة في وجه أمها فآثرت الصمت لتقول فاطمة بغيظ" كان عليه أن يجبرك على إتمام الزواج .. على الرجل أن يكون صاحب الكلمة العليا في مثل هذه الأمور "
تذكرت بسمة على الفور كيف كانت هي نفسها مشبعة بتلك الأفكار قبل سنوات تظن بأنها الطريقة المثلى لأن تكون سعيدة هانئة فهتفت بعبوس "لا يا أمي لا أريد رجلا يجبرني على شيء .. أريد أن أختار ويحترم اختياري "
أطرقت فاطمة برأسها لا تفهم رأس ابنتها الذي بات معقدا .. كانت في الماضي ابسط وأهدأ وأكثر لينا .. لكنها الآن تزيد من قلقها بتلك الطريقة التي تفكر فيها .
اشفقت بسمة عليها فقالت لها مناغشة "لماذا لا تأتي معي لأريك الجناح بالأعلى "
قالت والدتها بمزاج عكر "لا .. فلا يصح أن أصعد أنا دون الباقيات .. لذا فلنفعلها مرة أخرى "
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
*مبالغ مالية تعطى في المناسبات وترد في مناسبات أخرى.







يتبع




Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس