عرض مشاركة واحدة
قديم 23-08-19, 04:08 AM   #110

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,660
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

قراءة ممتعة يا أصدقاء
.

36
.
أرجوكِ ألا تَرحلي"
لا تَترُكيني ها هُنا
للشوقِ ،
للأحزانِ ،
للبيتِ الخَلي"
- عبد العزيز جويدة
.
.
.
*****************************
.
.
.
في إحدى شوارع باريس العامة وتحديدا بجانب مقهى الـ.....

استغرب بداخله لما انقطع صوتها عن الخط ونقل نظره لمكانها وقوفها

بان تأثير الصدمة على وجهه وهو يرمش بعدم استيعاب

كانت أول مرة له أنه يشهد حالة اختطاف تصير قدام عيونه لذلك ماحرّك ساكن وهو يشوفهم يمسكونها بأياديهم ويرفعونها من على الأرض

بدون شعور منه حرّك يدينه على الدركسون ومشى بالسيارة للأمام

وقف سيارته على طرف الرصيف وهو يفتح الباب بسرعه ويطلع منها بإرتباك

ركض سائق التاكسي بأسرع ماعنده للشارع اللي كانت سارة واقفة فيه لكنه لمّا وصل لهناك استوعب أنه تأخر عليها

الأشخاص الغريبين اللي مسكوها فجأة اختفوا من الوجود وكأن كل اللي صار قدامه مجرد خيال لا أكثر ولا أقل

وقف السائق بمكانه وهو يلهث بتعب ويناظر رصيف المشاة بتمعن لعله يشوفهم ويقدر ينقذ البنت المسكينة لكنه للأسف مع زحمة الناس وسرعة مرورهم ماقدر أنه يلمح أحد منهم

فكّر بداخله أنه يقدر يبلغ الشرطه عليهم حتى يكشفونهم بشكل أسرع

لكنه ماحس أن فكرة البلاغ بتكون مفيدة خصوصاً وأنه مايعرف اسم البنت نفسها ولا قدر أنه يشوف وجيه العصابة بسبب الأقنعة السوداء اللي كانوا لابسينها

مستحيل الشرطه تسمع بلاغه وأكيد أنهم بيسكرون عالقضية من بدايتها !
تنهد بعمق وهو يحط يدينه على وسطه ويناظر الأرض بتفكير

ضيّق عيونه وهو يشوف مابين حركة الناس شيء مرمي بالأرض ومسرع ماتعرف عليه

كان نفس جوالها اللي كلمته فيه وقت الإختطاف..أكيد أنه طاح من يدها لما مسكوها الرجال الغامضين
مسك الجوال بلهفة وهو يفتحه ويضغط على جهات الإتصال اللي بجوال سارة

ضغط على أول رقم موجود باللائحة وهو ينتظر بترقب صوت الشخص اللي بيرد عليه حتى يزيح الموضوع عن نفسه ويروح بطريقه
.
.
.
*******************************
.
.
.
شقة راشد - باريس
.
الصمت في داخل الشقة كان غريب بشكل غير طبيعي

هدوء مخيم على جميع الغرف وكأنها أماكن مهجورة ما اندخلت من قبل
فتح عيونه فجأة وراسه على وسادته

شعور الهدوء الغريب وصل له لدرجة أنه فزّ من مكانه وهو يناظر الغرفة بعيون متفحصة
في شيء صاير أكيد ولا ليه هالإحساس دخل قلبه وعقله والقلق بداخله يزيد

نفى أفكاره وهو يقوم على حيله وينفض ملابسه بخفه

فتح باب الغرفة و بصوته الجهوري نادى على كاثلين وهو واقف منتظر يسمع صوت خطواتها الرشيقة تصعد الدرج بسرعة

لكنه هالمرة ماسمع أي حركة منها لا على الدرج ولا بالصالة السفلية لدرجة أنه شك بداخله ان كان ناداها بصوت منخفض ورجع يناديها بصوت أعلى لكن مامن مجيب

فتح أزرار بجامته والقلق واضح على معالم وجهه

مو من عادة كاثلين أنها تغيب بدون استئذان ..حتى لو كان عندها ظرف خاص فإنها دايماً ترسله رسالة بسيطة تقول فيها أنها راح تتأخر على الشقة

هاذي أول مرة من وظّفها راشد ماتكون موجودة بالصالة أول مايصحى من النوم
تنهد بعمق وهو يخففّ عن نفسه

ماكان عنده الوقت الكافي بأنه يشغل تفكيره على الصبح وقرر أنه يتجاهل شعوره بالتوتر و يعتبره مجرد وسواس ..لا أكثر و لا أقل

مستحيل يصير شيء بدون مايدري عنه خصوصاً وأنه فاهم الرئيس صح و يعرف كل تحركاته من خلال شغله معاه بالسنة السابقة

الشي الوحيد اللي مخليه مرتاح نسبياً كان وجود سارة بنفس المكان اللي هو فيه وهذا المهم بالنسبة له..أنها تكون بأمان !

مشى بخطوات ثابتة لداخل الغرفة وراح لجهة الكبت وهو يفتحه بهدوء

كان ناوي يجهّز ملابسه لدوام اليوم وبنفس الوقت يستعد نفسياً حتى يعترف لها بكل شي قبل لايمشي عليه الوقت و يصير كل شي ضده

رفع يده وهو يآخذ أول قميص طاحت عينه عليه لكنه وقف للحظه لما سمع صوت رنين جواله
تصلّب راشد بمكانه من غير أي حركة وصوت الرنين يعلى أكثر وأكثر

كان يناظر لقدام بإرتباك و تفكيره بإحساس الخطر كان يزيد

أنه يجي له اتصال وبهالساعة بالذات أمر نادر كثير إلا إذا كان الطرف الثاني هو الرئيس !

ماكان الرئيس شخص صبور أبداً..اذا كان عنده أوامر مخصصة لأي شخص من رجاله مستحيل يأجل كلامه لوقت ثاني..ولو أحد تعمد أنه مايرد عليه بنفس اللحظه فإنه يقصيه من مهامه ويحبسه بمكان مجهول مافي انسان بالعالم يعرفه غيره

بحركه سريعه منه رمى راشد قميصه بالأرض وهو يتحرك لجهة الكوميدنو ويمسك جواله بسرعه

ردّ راشد بحذر : من المتصل ؟

................ : .. (قال بربكة) هل تعرف صاحبة هذا الهاتف ؟

عقد حواجبه بإستغراب من الجملة الأخيرة وهو يتذكر أنه ما لمح رقم الشخص اللي اتصل عليه والصوت اللي سمعه ماكان مألوف بالنسبة له

سكت للحظه وهو يفكر..هل ممكن يكون المتصل من رجال الرئيس وقررّ يختبر ولائه ؟

بكل هدوء نقل راشد نظره للإسم المكتوب على شاشة جواله وهو يقرأه بعيونه
(maid )

ميّل وجهه بعدم استيعاب وهو يدقق النظر أكثر ويقرأ الحروف الإنجليزية بصوت مسموع
! (maid )

تغيرت ملامحه للإنزعاج وهو يحس بإنقباض غريب بقلبه

ماكان فاهم مشاعره بالضبط وهو يشوف اسمها اللي مكتوب على الشاشة

هل كان مصدوم بسبب صوت الرجل المتصل عليه من جوالها ؟ أو أنه شعور الجنون اللي وصل له لما قرأ اسمها و ابتسم بخفية لأنه تذكرها ؟!

صورتها مرّت عليه كأنها طيف ولا استوعب إلى الآن أنها ماكانت موجودة بالشقه

حاول يتنفس بهدوء وهو يقرّب الجوال لأذنه ويتكلم بجدية

راشد : من أنت؟ ولماذا هذا الهاتف معك ؟

سائق التاكسي بتأكيد : هل تعرف صاحبة هذا الهاتف ؟

مع تكرار المتصل لجملته ماقدر يمسك أعصابه وبشكل مفاجئ صرخ عليه بجنون

راشد : إنه لـزوجـتـــي !.. أتفهم ذلك ؟! هذا الهــاتف لـزوجــتي أنــا ! (كمّل بعصبية ) والآن أجب على سؤالــي لــمــاذا تملك هـاتفها ومن أيــن حــصــلــت عــلــيــه ؟!

تنفس سائق التاكسي بسرعه : أنا...(سكت وهو يتنهد ) لا أعرف كيف أخبرك بهذا ولكن.......

قاطعه بحزم : إنــطــق بــســرعــة !

قال بشكل سريع وهو يتذكر : أنا آسف لجعلك تسمع هذا الخبر ولكني قبل دقائق رأيت زوجتك وهي تُخطف على يد أشخاص مريبين جداً.. لقد كانوا يبدون كالعــصــابـة !.. أذكر أن جميعهم كانوا يرتدون ملابس سوداء و لم أستطع رؤية وجوههم.........

كان سائق التاكسي يتكلم بشكل متواصل ومتسلسل لكن راشد ترك المكالمة بدون شعور وهو يتحرك لبرا غرفته بعجلة

كان يمشي بخطوات متعثرة وهو يسرع لعندها

للحين يتذكر حوارهم أمس

للحين هي في باله!

مستحيل تكون مو موجودة بالشقة وهو أمس شافها وتكلم معاها وتركها على حالها بغرفتها!

لا..هي أكيد مازالت هنا..هو متأكد من هالشي بداخله..سارة مازالت موجودة معاه!

وقف بثبات عند غرفتها وهو يناظر بابها المفتوح بعيون متوسعة

كيف ماقدر يلاحظ أن غرفتها كانت طول الوقت مفتوحة ؟!

مهما فكرّ بعقله ما كان قادر يتذكر أنه سمع صوت فتح بابها..معقولة طلعت من غير لايدري ؟!

دخل غرفتها وهو يحس بهدوء المكان ويناظر أشيائها المرتبة بعناية

كل شيء كان بنفس مكانه ولا لاحظ أي تغييرات لا بملابسها ولا بتسرحيتها

بس كيف... كيف قدرت أنها تسوي هالشي من وراه؟!

جلس على سريرها وهو يتلمسه بلطف : أين تكونُ..(سكت لثانية وهو يهمس) سارة ؟

وقف سائق التاكسي عن الكلام وهو يرد بإستغراب : ألم تستمع إلى ماكنت أقوله؟

كررّ كلامه وهو يشدّ على المفرش بقوة : أيـــن تكونُ ســــارة ؟!

رد بسرعه : لقد أخبرتك! أتت عصابة إلى مكان وقوفها في الشارع وأمسكوا بها بالقوة ونقلوها لسيارتهم

وقف بعصبية : هل رأيت رقم السيارة؟

رد بنفي : لا..لم أستطع ذلك

راشد : إبقى مكانك..إني قادم إليك !

قفّل جواله وهو ينزل يده لتحت و يزفر هواء بعصبية

كل المشاعر السيئة اللي كان كاتمها تجمعت بسرعه وإحساس القوة اللي كان دايما موجود بداخله تحول لضعف

ضعف غريب أول مرة يحس فيه بحياته وكأنه رجع طفل وحيد مرمي ومهمل ومافي أحد مهتم له
غمض عيونه بوهن وأخذ نفس عميق بداخله وهو يقاوم خوفه بدون فائدة

إحساس عدم الأمان اللي كان ملازمه لما كان صغير بدأ يرجع له من جديد

انقباض قلبه كان بمحله و شعوره بأنها ممكن تختفي من حياته للأبد أرعبه بشكل غريب وكأنه توه ينتبه لهالشيء

رفع يده يهدوء وهو يحطها تحت صدره

هو صحيح يحبها لكن أنها تكون بهالعمق داخله هذا شيء ماتوقعه أبداً

اذا كان يحس بهالأحاسيس بفقدانها كيف أجل راح يعيش بدونها؟!

تغيرت لمعة عيونه وهو يفتحها بمهل خايف لايزيد عليه ضعفه ويظهر دمعه كان يجاهد نفسه أنها ماتنزل لأجلها

كانت روحه تستنجده أنه يظهر حقيقته لكنه بقرارة نفسه كان يبغض الضعف والضعفاء

تحرّك من مكانه وملامح القسوة ظهرت على وجهه

دخل غرفته وهو يآخذ القميص اللي رماه على الأرض ويشدّ عليه بتملك

" مافي أحد يقدر يآخذها مني..حتى لو كان الرئيس ! "
.
.
.
************************************************** *********************
.
.
.
السيارة كانت تمشي بسرعة معتدلة وسط الطريق السريع الخالي من السيارات والناس

شكل السيارة من الداخل كان مصمم بشكل غريب

من الأمام كان في مقعد واحد فقط لسائق السيارة أما المقعد الثاني اللي عادة يكون للراكب كان خالي وموضوع بداله صندوق مغلق بقفل كبير أما المفتاح اللي يفتح الصندوق كان هو نفسه مفتاح السيارة الأصلي وكان متواجد بجيب السائق

وراء كرسي السائق كان فيه ستارة معلقّة لونها بني وتكون مسكرّة من جميع الجوانب بحيث اللي يشوفه من بعيد مايظن أن في أشخاص بداخل االسيارة

من خلف الستارة البنية كانت المقاعد عبارة عن كنبتين جلديتين باللون الأسود متقابلتين قدام بعض فإذا كان بين الأعضاء نقاش جديّ راح يكون من الأسهل عليهم أنهم يتكلمون وجهاً لوجه بدال الإلتفات المتكرر لجهة المتحدث

كان جسد سارة ملقى على الكنبة الأولى بإهمال وكأنها جثة باردة مافيها أي حركة

أما الكنبة الثانية كان جالس عليها محمد مكتّف يدينه ويناظرها بصمت

عيونه كانت عليها من أول ماجابوها الرجال ومن هذيك اللحظه كان يتأملها بهدوء من غير لايبعد نظره عنها

تنهدت بملل وهي تناظر في أرجاء السيارة وتقول : إلى أين نحن ذاهبون ؟

رد عليها بدون لايناظرها : جبال الألب الفرنسية

توسعت عيونها بدهشة : لم تخبرني بذلك من قبل ؟!

محمد : مقر الرئيس الخاص متواجد عند جبال الألب (أشرّ على ساره) وهو يريدها هناك

سكتت جوانا وهي تتأمل ملابس محمد السوداء ولثامه اللي تركه بجمبه على الكنب

ابتسمت نصف ابتسامه : لقد أديت دورك جيداً ! لم أستطع تصديق عيناي عندما رأيتك من خارج المقهى ! (سكتت) ولكن.. لم أتوقع منك إطلاق النار على ذلك الرجل المسكين ؟

مارد عليها وهو يناظر وجه سارة بإستياء واضح وكأنه يعرفها من زمان

كان بداخله ألف كلمه وكلمه وده أنه يقولها لها

ليه مازالت محتفظه بخاتم طفولي عدى عليه الزمن؟

هل كانت تتذكره مثل ماكان هو يذكرها ويتمنى يلتقيها ؟

بانت على وجهه ابتسامة لطيفة وهو يتذكر أيام الماضي وإحساسه لما كان معاها

طريقتها الطفولية بالكلام وخجلها و ضحكها معاه كانت أسعد أيام حياته وهو يدري بهالشي

لكنه ماقدر يرفض طلب الرئيس الأخير خصوصا وأن المقابل هو حريته !

ناظرها محمد بإعتذار وكأنه يطلب منها المسامحة على فعلته

ماكان في شيء يقدر يسويه بهاللحظه غير الإعتذار ولايملك لها إلا نظرت الحزن والأسف كتعزية عن اللي راح يصير لها بعد ساعات

رمشت عيونه بإنتباه على حركة جوانا وهي تهزه من كتفه

عقدت حواجبها بإستغراب : مابــك؟

رفع كتفه وهو يتنهد : لا أعلم

جوانا : ولكني ظننتك الوحيد الذي يعلم كل شيء هنا

رجع يناظر سارة : إن هذه الفتاة تثير حيرتي كثيرا.. لا أستطيع معرفة مايريد الرئيس بها ؟

جوانا هزت راسها بعدم اكتراث وناظرت محمد وهي ترجع تسأله

جوانا : اذاً لماذا أطلقت النار على ذلك الرجل ؟

محمد : لقد تعمدت إصابته في كتفه لأنني لم أرغب بقتله هو.. كنت أريد إخافتها فقط حتى تـخرج من ذلك المكان بإرادتها !

قالت بذهول: آه لم أتوقع أن تكون بهذا الذكاء! (سكتت لثانية) هناك أمر آخر أريد معرفته

محمد بهدوء : ماذا ؟

ناظرته بجديه : اذا كنت بهذه المهارة والذكاء لماذا اتصلت بي لأكون معك..حتى إنك جعلتني أمسك هذه الفتاة و أفقدها وعيها بمنديل مخدّر؟!

ابتسم بهدوء وهو يرد ببساطة: لأني لم أستطع فعل ذلك لها !

جوانا : لم أفهم عليك ؟

كانت ملامح وجهه باردة وهو يتأمل تقاسيم وجه سارة

محمد : ليس عليك أن تفهمي شيئاً..المهم هنا أن نتركها في جبال الألب ونرجع لباريس بأسرع مايمكن
سكتت جوانا وهي تسند ظهرها على ورا لكنها بأقل من ثانية رجعت تناظر محمد

جوانا : لدي سؤال آخر

مانتظرت رده وهي تقول بسرعه وحماس

: كيف عرفت أن سارة ستكون في ذلك المقهى ؟

تنهد بعمق وهو يفكر بجدية أنه يخدّر جوانا حتى تمنحه لحظه هدوء لنفسه لكنه تراجع عن الفكرة وهو يرد بهدوء

: جهاز تعقب !
.
.
.
**************************************************

.
.
.
الجامعة الأمريكية – باريس
.
كانت تمشي بهدوء شديد وهي تناظر الناس بتمعّن لدرجة أن البعض استغرب منها ومن نظرتها لهم لكنها ماحسّت بالإحراج أبداً

تغيرت تعابيرها للإنزعاج وهي تتأفف و تضرب الأرض برجلها
شوق : هاذي وينها ؟!

مع أنها تعمّدت تصحى قبل وقتها المعتاد بساعه حتى تقدر تقضي وقت أطول مع سارة إلا أنها ماقدرت تلقاها اليوم !

دقت عليها كذا مرة لكن جوالها مغلق ودورّت عليها بكل مناطق الجامعة بس ماكان في أي أثر يدل على وجودها

" يعني لو كانت راح تغيب كان عطتني قالت لي عالأقل..ضيعت وقتي بالفاضي اففف"

مسكت جوالها بعصبية وهي تكتب لها رسالة سريعة تقول لها عن مكانها بعد المحاضرة وأنها احتمال تطلع من الجامعة وتجي تزورها اليوم مره ثانية

زمّت شوق شفايفها وهي تمسح الجملة الأخيرة بسرعه وببالها تفكر أنها ماودها تزعجها نفس أمس..خصوصاً بعد ما قالت لها عن سامي ورفضها له أكيد هي بتسألها عن السبب مره ثانية
تنهدت وهي ترسل الرسالة بصمت

حالياً هي لازم تنفرد بنفسها شوي.. يمكن كذا بترجع نفس قبل وماراح تفكر بالموضوع وتعطيه أكبر من حجمه

وقفت شوق فجأة لما سمعت خطوات سريعة وراها وقبل لاتلتفت قربّت منها لمى وهي تلهث بتعب
ناظرتها شوق بضحكه وهي تشوف ملامحها المرهقة من الركض

قالت بمزح : في بنت بكامل قواها العقلية تركض بساحة الجامعه؟!

أشرت لها لمى بلا وهي مازالت تحاول تآخذ نفس علشان تتكلم

لمى : ماسمعتي عن ... نسرين ؟!

تغيرت ملامح وجهها للإنزعاج وهي ترّد بقسوة

شوق: لمى! اذا كنتي تهتمين لعلاقتنا لاتنطقين اسم هالمخلوقة مره ثانية..بعمري ماشفت انسانة أوقح منها..انتي مصدقة اللي سوته لسارة؟! والله لو شفتها قدامي لـ....

قاطعتها لمى : مايمديك تشوفينها مره ثانية

عقدت حواجبها وهي تناظرها بإستغراب

شوق : ايش تقصدين ؟

سكتت لمى وناظرت الأرض بحزن وهي تبلع ريقها

لمى: نسرين عطتك عمرها !

توسعت عيونها وهي تناظر لمى بصدمة

ماكانت فاهمة الخبر ولادخل عقلها

نسرين ماتـت..مـعــقولــة؟! ""

قالت بصوت خافت : كيـف؟..أنا.. أنا مو قادرة أصدق ! انتي من جدك تقولين هالكلام..يعني نسرين اللي أمس كانت معانا..ماتت ؟!

هزت راسها بأسى ولمعت عيونها بالدموع

لمى : أنا بعد مثلك ماقدرت أصدق حتى لما قرأت الخبر انصدمت فكّرتها كذبة ولا مقلب لكن طلع الخبر صحيح وأهلها راجعين للسعودية بيسوون العزاء هناك

شوق مازالت تحت تأثير الصدمة وصورة نسرين طرت على بالها

قالت بهدوء : من وين قرأتي الخبر ؟

مسحت لمى عيونها بالمنديل وهي تتنفس بعمق

فتحت شنطتها وطلعت جوالها وهي تضغط عليه بسرعه وتعطيه لشوق

لمى : الخبر منتشر في كل فرنسا..الجرايد والتلفزيون وحتى السوشل ميديا مغطين الموضوع كله و فجأه كل طلاب الجامعه عرفوا بخبر موتها ونشروا رسايل التعازي مع التقرير الإخباري

قرأت شوق الموضوع بصمت وعيونها تتنقل من سطر لسطر بشكل سريع

اضطربت فجأة لما وصلت لمنتصف التقرير وناظرت لمى بجدية

شوق : هذا الكلام صحيح ؟ متأكدة ؟!

سكتت ماقدرت ترد عليها وهي تحس بالغصة في حلقها

كملّت شوق القراءة بصوت مسموع ولمى تناظرها بأسى

شوق : اليوم في الحادي عشر من ديسمبر تمّ اكتشاف جثة الطالبة نسرين الـ...... والتي تدرس بالجامعة الأمريكية للطلاب متوفيةً بطلقٍ ناري في بيتها الموجود بمدينة بروكسل

وصلتنا الأخبار من شرطة فرنسا المركزية أن الفتاة لم تمت ميتةً عادية وإنما توفيت بجريمة قتل بشعة
لم يتم إمساك الجاني بعد لكن تم العثور على مسدس من نوع كيو اس زد 92 والذي يعتبر من أفضل أنواع المسدسات ملقى بجانب الضحية وحتى الآن لم يتعرف البحث الجنائي على بصمات القاتل

وقفت شوق عن القراءة وعيونها متوسعة بذهول

إلى الآن الكلام مو راضي يدخل عقلها وببالها تقول مستحيل ! كل اللي مكتوب كذب..أكيد أنه كذب !
نزلت دمعتها بدون ماتحس وهي تسكر الجوال وتعطيه لمى بهدوء

شوق : ماراح أصدق إلا لما أشوفه قدام عيوني !

مشت شوق بخطوات كبيرة وهي تحاول تسرع لجهة مواقف السيارت

أهمية معرفتها لحقيقة الموضوع أكبر من أنها تحضر محاضراتها وتنساه..ماراح ترتاح الا اذا عرفت الحقيقة!

صحيح كانت تكرهها..وصحيح أنها مستحيل تسامحها لكن أنها تموت ومثل هالميتة الشنيعة كانت صدمة قوية لشوق

ماراح تقاوم دموعها وراح تبكي عليها لأنها مهما كان تظل زميلتها وشخص تعرفه من زمان

بس الحين وبدون أي تردد قررت تطلع من الجامعة وتبحث بشكل أكبر عن هالخبر إن كان صحيح أو كذبة نقلتها الصحافة بدون أي تحريات !

.
.
.
*******************************************
.
.
.
السعودية – الشرقية

كان الوقت مقارب لساعات الصباح الأولى قبل شروق الشمس وظهورها في السماء

ماكان بباله أبدا أنه يزور هذا المكان لكنه بالأيام الأخيرة كان يتردد عليه بكثرة لدرجة أنه ماقدر يقاوم رغبته وغيّر مسار طريقه من الشغل للبحر

ابتسم فهد بروية وهو يتأمل منظر البحر المهيب بصمت

جلس على المقاعد الفاضية المتواجدة قدام البحر بالضبط وبداخله كان حاس بالراحة بسبب هدوء المكان وانعدام وجود الناس فيه

في الآونة الأخيرة كان هذا وقته ومكانه الخاص للإنعزال خصوصاً وأنه بهالفترة ماكان على بعضه
وحتى شخصيته الجدّية اهتزت واختفت مع هدوءه وصمته

ماكان في أحد تاركه بحاله بعد سالفة ملكته على بنت خالته

اذا جاء وقت دوامه كل اللي حوله يتجمعون عنده يباركون له ويسولفون له عن الزواج والحريم
وكيف أنه حكم على نفسه بالهلاك مع انتهاء عزوبيته للأبد..أما هو ماكان يعطيهم المجال للكلام الكثير مع تجنبه لهم و لا كأنهم موجودين عنده

ولما يرجع البيت يلاقي أمه على غير عادتها من بعد ماقال لها أن يوم الزواج قرّب وأنهم حددّوا موعده بعد أسبوعين تقريباً

كانت تمسكه قبل لايروح يرتاح بغرفته وتستلمه بأسئلتها الكثيرة واللي عادةً ماتكون عنده أجوبتها
فكرتوا بقاعة مناسبة ؟ طيب مين المسوؤل عنها؟ ..كيف حالة سلوى تحتاج مساعدة ولا لأ؟..أنت تقدر تتحمل مسؤولية جناحكم ولا تبغاني أشرف عليه ؟ هل في تجهيزات جديدة ودكم فيها أنت وسلوى ولا اللي طلبناه يكفي ؟

دوامة ماتنتهي من الأسئلة و الكلام اللي كان يشوفه ماله داعي ومايحتاج له كل هالتكاليف لكن علشان أمه كان يسكت ويحاول تكون ردوده سريعه ومختصرة حتى ينتهي من هالحوار ويرجع غرفته

وإذا جاء وقت نومه كان النوم يجافيه..يحس بأرق مو طبيعي من التفكير ويتقلب بكثرة على سريره لكن بدون فائدة

تنهد بعمق وهو يغمض عيونه وصوت أمواج البحر المتلاطمة مع الصخور تحسسّه بالسلام والسكينة

كان يتنفس بهدوء ويحاول قد مايقدر أنه يهرب من أفكاره و يومه الموعود

عقد حواجبه بدون لايفتح عيونه وهو يحس بيد على كتفه تلمسه برفق

سالم بحيوية : أشوفك جاي بدري !

مارد فهد عليه وهو يفتح عيونه ويتأمل أمواج البحر اللي بدأت تقوى فجأة بفعل الهواء

جلس سالم جمبه وهو يناظر البحر بإبتسامه ويسأله

: ودي أعرف..ايش اللي شاغل تفكيرك عن الدنيا ؟

فهد بتنهد : من بعد سالفة الزواج وأنا لا ليلي ليل ولا نهاري نهار..مو قادر أعيش زي الناس بسبب
التفكير

قال بإبتسامة : كل هذا علشان زواج ؟

ناظره بجدية وهو يقول

: اذا كنت جاي تمزح مثل عادتك فأحسن لك تمشي الحين (سكت شوي) ولا أقول لك أمشي أنا أفضل

قام فهم من مكانه لكن سالم مسكه بعجلة وهو يضحك

: ياخي أنت ماتعرف مزحي ؟ أنا ماقصدت أضيق عليك..كل اللي كنت أقوله أنك مكبّر الموضوع شوي

زفر هواء وهو يناظره بعصبية

: كيف ما أكبّره وأنا راح أظلم بنت الناس معي ! (ناظره بعيونه) أنت تعرفني ياسالم وتعرف
شخصيتي..أنا مستحيل أتقبل مثل هالوضع..تدري إني ما أنام الليل لأني أحس بالذنب بسبها!

ردّ عليه بهدوء :الحين مو أنت عرضت عليها الموضوع وهي وافقت بطيب خاطر ؟

سكت فهد وهو يرجع يجلس مكانه جمب سالم

ناظروا ثنينهم البحر بصمت وكل واحد منهم كان يفكّر لحاله وكأنهم مو موجودين بنفس المكان

ابتسم سالم فجأه وقال وعيونه لقدام

: أنا طول عمري كنت أظنك وسلوى راح تتزوجون بالنهاية

التفت عليه وهو يناظره بإستغراب

فهد : مافهمت..ايش قصدك بهالكلام ؟

سالم: أنت ماتذكر ؟

رد بعصبية : اذكر ايش ؟

سكت سالم وهو يحاول يجمع أفكاره ويتذكر أيام مضت وانتهى زمنها لكن ذكراها مازال موجود بمكان
بعقله

قال بهدوء :لما كنا صغار بالعمر كنا كل خميس نتجمع في بيت عمتي هدى..كنا كلنا نجلس بالديوانية
لأن بالعادة المجلس يكون دايماً ...

قاطعه فهد بشكل مفاجئ وهو يكمل كلامه

: المجلس يكون دايماً مزحوم بالرجال والصالة كانت مليانة بالحريم علشان كذا كنا نقعد بالديوانية نلعب
أونو ولا نتابع التلفزيون مع باقي عيال الأهل

ابتسم سالم بطفولية : يعني أنت تذكر !

ناظره فهد بعصبية..ايش مقصده بهالكلام ؟!

ايش دخل زواجه من سلوى بجمعاتهم القديمة ببيتها

إلى الآن هو ماستوعب كلام سالم ولا فهم الرابط اللي يربط الموضوعين ببعض

زفر هواء وهو يقول: الحين أنت قايل شي مهم ؟!..ايش العلاقة بين موضوع الزواج وبين جمعاتنا
ببيت خالتي هدى؟

سالم : ياليل يعني أنت للحين مافهمت ؟! (ناظره وهو يبتسم بسخرية ) ماتقولي..أنت مع مين كنت
تجلس اذا رحنا هناك؟

فهد : معاك !

توسعت ابتسامته وهو يأشر عليه وكأنه يتهمه بالجرم المشهود

: أنت ماكنت تجلس إلا معاها !

سكت فهد وهو يناظره بعدم تصديق

" سلوى ! "

كان هالجزء ممسوح من عقله ولا يتذكره أبداً

هل فعلاً كان يجلس معاها هي ؟!

هل كانت صديقة طفولته مثل مايقولون ؟!

بس..ليه هي بالذات ؟!

ايش اللي كان مميز فيها حتى أنه كان يترك الكل ويجلس عندها ؟!

انقطعت أفكاره لما سمع سالم وهو يكمّل

قال بإبتسامة: للحين أذكر ذيك الأيام..كنا ندخل بيت عمتي أنا و إياك مع بعض ونروح المجلس نسّلم
على الرجال وقبل لا نمشي للديوانية كنت أنت بنفسك تروح لعمتي هدى وبدون مقدمات تسألها وين
سلوى ؟..واذا عرفت مكانها كنت تروح وتناديها حتى تجلس معانا هي وسارة ....

اختفت ابتسامته لما نطق اسمها وأخفض جفونه بهدوء وهو يتذكرها بعقله

همس بخفوت : سارة ..

كان توه يلاحظ أنه من زمـــان ما طرأ اسمها على لسانه

مشاعره تفتحت فجأه وكأنه رجع مراهق وهو يتذكرها ويتذكر جلستها معاهم وكيف أنها كانت دايماً
تجيب كتاب تقرأه بصمت لحالها بدون ماتشاركهم الكلام

كانت ساكته طول الوقت وعيونها بكتابها لدرجة أنها حسسّته بالفضول

بيوم اسأذن منها وهو يقرّب جمبها حتى يقرأ معاها بهدوء لكن استوقفته أحداث بالرواية ماقدر يفهمها وبدون شعور ناداها

:سارة ؟!

كان وجهها قريب منه وهي تلتفت عليه وتبتسم بصفاء

: هلا سالم

سكت وهو يتأملها وكأنه يشوفها لأول مرة

صوتها..ابتسامتها.. وحتى هدوئها كان جديد عليه ما كأنها بنت عمته الصغيرة واللي كان يعتبرها مثل أخته

تمالك نفسه للحظه وهو يأشر على الكتاب : احم..هذا الموقف ماقدرت أفهمه...

تنهدت بإبتسامة وهي تشرح له قصة الكتاب من البداية وكيف كان تسلسل الأحداث حتى وصل لهالموقف..كانت تتكلم بكل تفصيل حتى لو كان صغير وهي تغير نبرات صوتها حسب الأحداث ان كانت حزينة أو سعيدة

كان يستمتع بطريقة كلامها لما تجي تشرح له وتفهمه كأنها تقول له سالفة مهمة صارت لها وهو ماكان يقاطعها أبدا

صار كل أسبوع يجي لها ويسألها عن الكتاب الجديد اللي بيدها ولا كانت تدري أنه بجلستهم الإعتيادية كان يزيد بحبه لها وأنه ينتظر أسبوع ورا أسبوع بس علشان يشوفها

الغريب أنه ماركز بشكلها و لا حتى يتذكر كيف كانت صورتها

كل اللي يعرفه أنها كانت البنت الوحيدة اللي تمناها بيوم من الأيام زوجة
أول حب..و أول أمنية

للأسف أنها ماتحققت!

من بعد زواجها قرر سالم أنه يمحيها من عقله وقلبه لأنه مافي جدوى من الإنتظار
ندمان أشد الندم أنه تركها بدون قتال

تركها بدون لايصّر على أمه أنه يبغاها هي ومايبغى غيرها لكنه سكت وسمع كلامها لما قالت له بأنها ماكانت الإنسانة المناسبة له وأنها صغيرة عليه بالعمر وحياتها قدامها حتى تعيشها

اذا ماكانت هي المناسبة له أجل مين المناسب؟!

البنت اللي يحبها ضاعت من يده ولا كأنه كان يحسب الأيام والشهور حتى يكبر ويرتبط فيها
راحت خلاص..لازم ينساها ويعيش حتى بدون أي ذكرى تجمعه فيها

لأنها ماكانت من نصيبه!

تنهد بعمق وهو يناظر البحر بحزن

ناظره فهد بإستغراب وهو مصدوم من تغيره المفاجئ.. توه كان يضحك ويسولف معاه لكنه سكت فجأة وتغير حاله كأنه ميت له أحد

قال بهدوء : سالم.. فيك شي؟

ابتسم بسخرية على نفسه وهو توه يحس أنه كان يتكلم مع فهد

سالم: كنت بس أفكر أن احنا كبرنا بالعمر..تغيرنا كثير بهالسنين وتونا نفكر بالإستقرار والزواج

عقد حواجبه وهو يستوعب كلامه

فهد: يعني أنت تفّكر أنك تتزوج الحين؟

هز راسه بخفه وهو ينزّل عيونه

ماكان راضي عن جوابه وكأنه يخونها لكن ماكان فيه غير هالحل حتى ينساها

سالم : بعد عرسك أفكر أفاتح أمي بالموضوع وأخطب سمر بنت عمتي غادة

سكت فهد وحسّ أن سالم ماكان وده يتكلم أكثر علشان كذا قرر ينتظره لما يكون مرتاح ويرجع لطبيعته
المعتاده

كان وده يسأله اذا كان متأكد من قراره ولا استعجل فيه

يمكن يمر عليه الوقت ويندم على تفكيره مثل ماهو ندمان انه راح يتزوج سلوى

فاجأه صوت سالم وهو يقول: لاتفكر بالإنسحاب يافهد..كل اللي صار خيرة وأنا متأكد أنك راح تجي لي
بيوم وأنت بنفسك بتقول هالكلام!

تأمله فهد بصمت وهو فاهم عليه لكن الضيق اللي بقلبه كان أكبر من أنه يوافقه الكلام

في نقطة فاضية بداخله تحتاجها

هذيك البنت اللي مازالت محفوره بذاكرته.. كيف يقدر يتخطاها وهو كلما نوى ينسى ترجع له كل ليلة مثل الحلم اللي مو راضي ينتهي

قطع فهد أفكاره وهو يوقف على حيله ويناظر سالم

: يلا قوم لانتأخر عالدوام

رد عليه بهدوء : روح وأنا بلحقك (ناظر لقدام ) ودي أجلس هنا شوي

هز راسه بتفهم : على راحتك

ماكان عارف بحب ولد خالته لأخته ولا كان يدري أن أوضاعهم هي نفسها لكن الفرق الوحيد أن سالم قرر ينسى أما هو مو راضي بفكرة النسيان

مشى فهد بخطوات ثابته مبتعد عن سالم وبعقله فكرة وحده .. ماراح يرتاح إلا اذا شافها مره ثانية!
حتى لو كان للحظات بسيطه وده أنه يشوفها ويعيد ذكراها بس علشان يملي الجزء الفاضي بداخله وبعدها مو مهم ايش يصير



باريس

كان جالس لحاله داخل السيارة ويناظر جوالها اللي ماسكه بيده

بلع ريقه وهو يتذكر مقابلته للشخص اللي اتصل عليه وكيف قال له أنه أخذ سارة من الشارع اللي قدام
عمارتهم وأنها بنفسها طلبت منه يوصلّها للكوفي الشوب الموجود بالزاوية

ماكان عارف باللي صار لها بالضبط لكن كل اللي قاله لراشد هو نفس كلامه لما كان بالشقة

أشخاص غريبين طلعوا فجأه وشالوها من مكانها وأخذوها معاهم

مافي ناس غير العصابة اللي ممكن تتصرف بهالطريقة

الحين تأكد بداخله أن الرئيس تحرك بدون لا يقوله لأنه تأخر على المهلة المحددة له

شدّ على يده بقوة وهو يحس بضيق غريب

كأن كل شي تسّكر بوجهه ولاهو قادر يتحرك ويسيطر عالوضع

كيف سمح لنفسه أنه يغفل لثانية عنها و يتركها لهم !

غبي..مغفل..وأناني بحيث أنه مافكّر غير بنفسه و كيف يخليها له

صرّعلى أسنانه وهو يستوعب أنه ماكان في وقت للتفكير والعتب

هو يعرف مقر الرئيس ويدري أنه مستحيل يغيره لكن المشكلة أن العصابة متقدمة عليه بساعه ولو
تأخر أكثر من كذا الله يعلم هم ايش راح يسوون فيها

بدون شعور رمى الجوال على المرتبة اللي بجمبه وحرّك السيارة بسرعه

مافي غير طريقة وحدة تخليه يوصل أسرع منهم وهو أنه يجهّز طيارته الخاصة الموجودة بالمطار
وبكذا راح يوصل قبلهم بنص ساعه عالأقل

وقف سيارته عند الإشارة وبثبات دخّل يده لجيبه علشان يطلّع جواله لكنه تفآجى من صوت قوي جمب دريشته

بحركة تلقائية بعّد راسه على ورا وهو يشوف شخص غريب ماسك مطرقة حديدية ويضرب الدريشة
بكل قوته لما انكسرت كلها

تطايرالزجاج بكل مكان لدرجة أنه خدش وجهه بسبب قربه الشديد منها

تمالك راشد نفسه وهو يحس بالوضع وحرّك جسمه بسرعه وهو يجلس على المرتبة الثانية ويناظر جهة الدريشة المكسورة

مانصدم لما شاف واحد من أفراد العصابة لابس قناعه الأسود المعتاد ويناظر فيه بخبث

صرخ عليه بالفرنسيه : مــالــذي تــفــعـــــلــــــه ؟!

ضحك بسخرية من خلف قناعه : وكأنك لاتعلم..إنها أوامر الرئيس

فتح الباب وهو يقرّب المطرقه من راشد

: يجب أن تموت هنا والآن !

تغيرت نظرة راشد فجأه وهو يرفع حاجبه ويبتسم

لوهلة كان مصدوم من الوضع اللي كان فيه لكن جملة المجرم الأخيرة كانت مثيرة للضحك بالنسبة له ولا قدر أنه يقاوم ابتسامته وهو يناظر فيه بثقة

راشد : يبدو وكأنك لاتعرفني جيداً(مسك المطرقة بقوة) أليس كذلك ؟

بلع المجرم ريقه وهو منصدم من حركته الغير متوقعة

أي واحد بنفس وضعه كان ممكن يطلع بسرعه من السيارة ويحاول أنه يهرب لكن كان واضح عليه أنه فاهم تحركاته وكأنه يقرأ عقله

حاول أنه يشد المطرقة جهته لكن راشد كان أسرع منه وهو يسحبها لعنده لما صار جسم المجرم قريب منه

قال بثبات وهو يتقدم بجسمه : لن يتمكن أحدٌ مثلك بقتلي..أفهمت !

ضربه راشد برجله وهو يدفعه بقوة لبرا السيارة

تغيرت إشارة الطريق للون الأخضر وبكل برود رجع راشد مكانه وهو يرمي المطرقة على الرجال اللي
مازال بحالة ذهول من تصرف راشد وكلامه

سكر باب السيارة و حرّكها بسرعه وهو يرجع يآخذ جواله من جيبه ومن داخله يفكر

معقولة الرئيس مرّسل له شخص واحد علشان يقتله ؟!

هل هو ناسي قدرات راشد و أنه مستحيل على رجل واحد أنه يهزمه ؟

بس كيف شخص مثل الرئيس ينسى هالشي المهم عنه؟!

هز راسه بعدم اهتمام وهو يدق على رقم مطار شارل ديغول حتى يجهزون طيارته

جات عينه على المراية الأمامية وبدون إحساس رفع يده يتلمس الجروح على خده لكنه وقف عن
الحركه لما رجعت صورتها بباله وكأنه يشوفها بعيونه

لايكون هي تعاني بهاللحظه ؟

لايكون سووا لها شي ؟

والله ليقتلهم ان لمسوا شعرة من راسها

والله أنه يمحيهم كلهم ان مالقاها سليمة وبأمان !

حلف بقلبه قبل لسانه وهو يزيد سرعته بجنون وبعقله يحاول أنه مايفكر فيها ولا يتخيلها علشان يقدر
يركز ويوصل المطار قبل مايسوي بنفسه حادث و يضيع عليه كل شيء

حياته و روحه!
.
.
.
**************************************
.
.
.

باريس

داخل سيارة العصابة

مع أنها كانت مخدرّة بالكامل إلا أن جسمها كان حاس بكل حركة كانت تصير في السيارة خصوصاً لما يمرّون على مطّب أو لما الشارع يصير فيه تعرجات و صخور

الأصوات اللي جمبها كانت توصلها مشوشة بشكل غريب ولا كأنها تسمع شي من كلامهم

حاولت بكل قوتها أنها تفتح عيونها لكنها ماقدرت ولا هي عارفة ليه

بالبداية كان عقلها مسكّر ولا كانت متذكرة كل شيء لكن مع طول الطريق بدأ يرجع لها آخر موقف
مرّت فيه وفهمت أنهم خدّروها بالمنديل الغريب اللي كانوا ماسكينها فيه

بس ليه ما أخذوها عند راشد على طول ؟

ليه تحس أن الطريق طويل وكأنهم ماعادوا بباريس ؟

هدأت لثواني بسيطة وهي ترجع تفكر بطريقة علشان تحرّك فيها جسمها لكن بدون فائدة

كل اللي قدرت تحركه هي أصابع يدها اليمين لكنها ماكانت قادرة ترفعها بذراعها

للحظة حسّت كأنها مشلولة و أن حياتها انتهت أكيد دامهم مسكوها

زادت سرعة تنفسها بفعل الخوف والتفكير ومع كل شهيق وزفير كان صدرها يطلع وينزل بسرعه
وبشكل مفاجئ قدرت تفتح عيونها وهي تشوف ظهر الكنب الأسود قدام وجهها بالضبط

بلعت سارة ريقها وهي تحرّك عدسة عينها حول المكان بدون لاتلف جسمها

تأملت السيارة لثواني ورجعت تناظر ظهر الكنب وهي تعض شفايفها بقوة من الرعب

كانت بداخلها تحاول تكتم مشاعرها كثر ماتقدر لأنها بأي لحظه راح تنفجر وتبكي بصوت عالي

لما تتذكر شعور الخطف وأنها بمكان الله يعلم وينه فيه تحس بشي يخنقها عند رقبتها

كانت راح تفضح نفسها بهمساتها الضعيفة المكتومه لكن لحسن حظها بهالثواني القليلة ماكان في أحد منتبه عليها و على حركة جسمها المتوترة

سكنت شوي لما سمعت أصواتهم بشكل واضح ولكنها ماقدرت تميّزها وتعرفهم

كانوا يتكلمون بالإنجليزي ولاقدرت تثّبت عقلها وتفهم الموضوع اللي يتكلمون فيه

عقدت حواجبها بتركيز وهي تفكر

"صوت جوانا ! "

توسعّت عيونها لما تذكرت الشخص اللي مسكها وتكلم بأذنها..أكيد كانت هي !

الحين بس تأكدت أن راشد وراء الموضوع كله وبدأت خطة انتقامه منها بسبب هروبها من الشقة

قطع أفكارها صوت جوانا وهي تسأل بملل

: ألم نصل إلى المقر حتى الآن ؟

رفع محمد راسه وهو يناظر الدريشة ويشوف الطريق

المكان بدأ يتغير شوي بفعل الثلوج اللي كانت مغطية كل المساحات الموجودة

اللون الأخضر للأشجار بدأ يختفي تدريجياً بسبب خروجهم من باريس وبداية دخولهم لداخل القرى
الجبلية

تنهد محمد بصوت واضح وهو يشوف المبنى الخشبي العالي واللي كان موجود في قمة الجبل

: لقد وصلنا !

وقفت سيارتهم بوسط الطريق المثلج ونزل السائق وهو يأشر بيده للسيارة الثانية اللي كانت ماشية
وراهم

أول مالمحوا إشارته وقفوا السيارة بسرعه ونزلوا منها رجالين من أفراد العصابة

كانت أشكالهم متجهمة وعابسة خالية من المشاعر مثل الرجال الآليين

وبدون أي سؤال تحركوا اثنينهم بخطوات ثابتة للأمام ووقفوا عند باب سيارة محمد منتظرين أوامره توصلهم

فتح محمد الدريشة وهو يشوفهم ويهز راسه بفهم

نقل نظره لجوانا وهو يقول بجدية : هيا.. انزلي بسرعه

تغيرت ملامح وجهها فجأة : أتقصدني أنا ؟

قال بقل صبر : بسرعه ياجوانا !

ناظرت جسم سارة ورجعت ناظرته وكأنها توها تستوعب الموقف بشكل كامل

قالت بحيرة : لكن... لماذا أذهب معكم ؟!

زفر هواء بعصبية وهو يتقدم بجسمه ويفتح الباب اللي جمبها

سكتت جوانا بخوف لما شافت تبدّل وجه محمد للعصبية وطلعت برا السيارة من غير نقاش

ماتدري ليه حست نفسها بمكان غريب..مع أنها كانت تعرف جبال الألب وراحت لها من قلب لكن لما
شافت الطريق البارد شبه خالي جاها إحساس الشك والتوتر

فجأة حسّت بالقلق وهي تفكّر بالمصيبة اللي دخلّت نفسها فيها وليه هي وافقت من البداية أنها تكون مع ناس مثل هالمجرمين ؟

عملية خطف كاملة واحتمال تكون عملية قتل..ليه مافكرت بالموضوع صح قبل ماتكون مشتركة فيه؟!

صكّت أسنانها بتوتر وهي ترتجف مع برودة الجو

ناظرت أفراد العصابة الواقفين قدامها وكلمتّهم بالفرنسي : مالذي سيحدث الآن ؟ إلى أين ستأخذون
الفتاة ؟

كانوا واقفين بثبات ويناظرون للأمام مثل الأصنام ولا فكروا أنهم يلتفتون لجوانا ولأسئلتها الفضولية

بلعت ريقها للمرة الثانية وهي توقف جمبهم وتشوف محمد طالع من السيارة

قال بأمر : أنقلوها ورائنا بسرعه ولا أريد أي تأخير !

هزوا راسهم بوقت واحد وهم يشوفونه يروح لجهة جوانا

مشى محمد لقدام وهو يأشر لها حتى تمشي معاه

أسرعت جوانا الخطى وهي تمشي جمبه

: أنا .. لا أعلم كيف أشرح لك ما أشعر به ولكني قلقة بشأنها..أخاف أن يفعلوا بها شيئاً سيئاً!

كان يناظر لقدام ببرود عكس الإحساس اللي بداخله

: بما أنها أصبحت هنا فأي أمر وارد الحدوث وبإمكان الرئيس فعل مايشاء بها..حتى لو كان قتلها

توسعت عيونها بصدمة : لكن .. لكن .. أنا لم أعلم أنكم تفعلون مثل هذه الإمور..لقد ظننت بأنكم
ستمسكون بها وتهددونها فقط وبعد ذلك سترجعونها من حيث أتت ..أنا لا أرغب بــ

قاطعها محمد وهو يوقف : أنتي هنا وانتهى الأمر..لا وجود للندم والعدول عن تصرفاتنا السابقة ..لقد
حدث كل شيء بشكل صحيح.. أما إن كنتي ترغبين بالخروج فاذهبي الآن ولاتعودي إلى هنا أبداً ! (ناظرها بحدة) أفهمتي ؟!

كانت تناظر عيونه بخوف وهي تتنفس بربكة

مو عارفة كيف تتصرف أو ايش تسوي لكن عقلها حكمها وهي تقول بشكل سريع
: حسناً..سأذهب


كانت توها بتمشي وترجع للسيارة لكنها وقفت لما سمعت جملته الأخيرة وهو يقول بجدية

: ان علم أي أحد بما فعلتيه يا جوانا ..ستموتين !

تنفست بصعوبة وهي تبلع ريقها وتمشي بخطوات سريعة لسيارة العصابة الثانية البعيدة

ركبت مكان السائق ودخّلت المفتاح الموجود على جنب وهي تشغّل السيارة بعجلة

ناظرت لقدام وهي مقررة أنها تمشي لكنها وقفت لثانية لما لمحتهم وهم يشيلون جسم سارة ويطلعونها لبرا

سكرّت جوانا عيونها بقوة وهي تهز راسها

: لا.. أنا لن أتأثر بها ..سأخرج من هذا المكان المخيف بسرعه !

حرّكت السياره وهي ترجع لورا وتغير المسار علشان تنزل من منطقة الجبال وببالها تفكر بأنها لازم
تستعجل بالطلعة قبل لايمسكونها ويشيلونها مع سارة

مستحيل أنها ترجع لهالمكان مره ثانية .. مستحيل!
.
.
***********************************
.
.

في نفس الوقت وقبل ماتطلع سيارة جوانا دخلوا أفراد العصابة لداخل السيارة ومسكوا سارة وهم
يطلّعونها لبرا

ماكانت سارة متوقعة تحركاتهم أو ايش ممكن يسوون فيها علشان كذا غمضت عيونها بتلقائية لما

حسّت بدخول واحد منهم

حاولت بكل قوتها أنها تسكت وتقعد مغمضة لما يطلعون من عندها لكنها ماقدرت تتحكم بنفسها لما
حسّت بمسكة شخص غريب لذراعها

كانت يده ضخمة وقبضته قوية لدرجة أنها حست بأصابعه تحفر بجسمها

بدون شعور فتحت سارة عيونها وهي تشهق بصوت عالي وبهاللحظة التقت عيونها الخايفة بعيونه
الحمراء المرعبة

قالت بهمس خائف : مــن أنــتــم ؟

حكم قبضته عليها وهو يجبرها على الوقوف لكنها ماقدرت توقف بسبب الخدر اللي مازال موجود بساقها

طاحت على ركبها وهي تتأوه بألم ولا قدرت أنها تبعد ذراعها عنه

بلعت ريقها وهي تحاول ترفع صوتها لكنه لازال أشبه بالهمس

: أرجــوك .. اتـــركـــنــي !

ما استمع لندائتها الضعيفه وبدون تأخير مسكها من ذراعها الثانية وشالها على فوق وكأنه يحرّكها
علشان تمشي معاه

حسّت بالغصة موقفه بحلقها وعدسة عيونها تتحرك برعب

أول ماخطت برى السيارة طاحت عيونها على الرجال الواقف ينتظرهم وبدون إحساس حرّكت يدينها
الثنتين بقوة وهي تحاول تفك نفسها من الشخص اللي ماسكها

من الخوف اللي بداخلها ماكانت عارفة هي ايش قاعدة تسوي

أ
ول ماشافت الرجال الضخم اللي لابس أسود على طول فهمت أنها لازم تهرب وتقاومهم لأنها بأي

لحظه ممكن تموت مثل ما أطلقوا النار على عمها قبل ساعات

كانت تحرّك يدينها وجسمها كله ماعدا رجولها وهي تتأوه بمكانها

رفعت صوتها بحدة: ابتـــعــــدوا عني .. اتركـــوني !

الرجل الأسمر اللي كان ماسكها زفر هواء بعصبية وكان وده لو يصفقها لكن مستحيل عليه التصرف
بدون أي أوامر أو تعليمات من الرئيس علشان كذا حاول أنه يمسكها قدر الإمكان مع حركاتها الكثيرة

تكلم الرجل الضخم بصيغة آلية : أتريدني أن أمسكها معك ؟

هز راسه بقل حيلة وهو يرميها بقوة عليه

صرّخت ساره فجأه لما رماها على زميله وقبل لاتتحرك أي حركه مسكها الرجل الضخم بسرعه وأحكم عليها قبضته لدرجة أنها ماقدرت أنها تتنفس

كانت توها بتصرخ وتحاول أنها تفك نفسها منه لكن سكتت وهي تناظر قدامها بصدمه

شافت انسان جاي من بعيد بخطوات سريعة وهو يصّرخ بعصبية
: مـالــــذي يــــجـــري ؟!

وقفوا الرجالين بهدوء وهم منزلين راسهم لكن سارة مجرد ماشافته حرّكت جسمها بصعوبة وهي تحاول ترفع نفسها علشان تناديه

مع أنها ماكانت فاهمة سبب وجوده بنفس المكان لكن عيونها لمعت لما شافت شخص هي تعرفه ..الإنسان الوحيد اللي ممكن بهاللحظه يساعدها

أول ماقرب عندهم وقبل مايتكلم صرخت ساره بسعاده وكأنها تشوف قارب النجاة قدامها

: محمد .. محمد ..الله جابك يا محمد!

ناظرته بثبات وهي تأشر له بعيونها: تعال وفكني منهم الله يخليك! .. أنا ..أنا مو عارفه هم مين وليه
جايبيني هنا.؟!. قول لهم يفكوني ونرجع البيت !

ماتغيرت ملامحه ولا أطرف له جفن وهو يناظرها ببرود

نقل نظره لأفراد العصابة وهو يكلمهم ويعطيهم التعليمات

محمد بأمر : خدّروها مجدداً وضعوها في غرفة الإستجواب !

تغيرت لمعة عيونها واختفت ابتسامتها ونظرة الرعب بدأت ترجع لها مره ثانية
: لا .. لا يامحمد لا .. مستحيل تكون أنت معاهم ..صح؟

ناظرته برجاء على أمل أنه يخيب ظنها ويقول لها أنه جاي يساعدها ويرّجعها معاه البيت لكنها
انصدمت من نظراته الباردة و لا كأنها كانت تكلمه وتترجاه ينقذها منهم

حست بجسمها يرجف وهي تشوفه يأشر لهم علشان يلحقونه بعد ماينفذون أوامره

همست بلا وهي تشوفه يبتعد وكلما ابتعد أكثر علا صوتها وهي تتأمل جسمه يتحرك بعيد عنهم

حاولت تقاوم وتتحرك من قبضة الرجال اللي ماسكها علشان تلحقه لكن كل حركاتها كانت بدون فايدة

نقلت نظرها له قبل لايختفي عند الجبل وصرخت بصوت عالي
: مـــــــحمــــــد! ..ارجـــــــــــع!

دمعت عينها لما اختفى من قدامها و نظرها كله تشوش بفعل الإبرة المخدرة اللي انغرزت بذراعها بدون لاتحس

ابتسم الرجل الضخم وهو يشوفها تتهاوى بين يدينه بخفة
: سوف تنامين الآن

رفعت عيونها له وهي مو مستوعبة كلامه وقبل لاتغيب عن الوعي تمتمت بخفوت
: ارجع!
.
.
.
****************************************
.
.
.
باريس – جبال الألب الفرنسية

حطّت الطيارة بأقرب مكان ممكن من الجبال ومثل ماتوقع راشد كان هو أسرع منهم بالوصول لكن كانت
تلزمه وسيلة تنقل ثانية علشان يوصل لجبال اللألب و يقدر يشوف الرئيس قبل لايسلمون ساره له
نقل نظره لمضيفة الطيران الموجودة معاه بنفس الطيارة وهي تبتسم له بتحفظ

: سيدي ..لقد وصلنا إلى وجهتك المحددة..أتريد أمراً آخر قبل النزول ؟

كان ساكت وهو يناظرها من غير استيعاب لما تدارك نفسه وهو يقول

: اتركيني وحدي قليلاً

هزت راسها بثبات وهي تطلع من المقصورة الخاصة فيه وتسكّر الباب بسرعه

زفر هواء بهدوء وهو يناظر الباب اللي تسكّر وينقل نظره لقبضة يده المشدوده

فتح يده تدريجياً وهو يشوف الشي اللي كان ماسكه بقوة

فلاش أسود صغير وشكله كان مشابه لشكل شريحة خفيفة وصغيرة

للحين بباله الإتصال اللي وصله قبل دقايق من نواف وإلى الآن مصدوم من الفرصة الذهبية اللي جات لين عنده بالوقت المناسب

تأمل الفلاش مره ثانية وهو يتذكر بعقله كلام نواف اللي اتصل عليه قبل موعد الإقلاع

"اذا ركبت طيارتك الخاصة بتلاقي فلاش أسود شكله مثل شريحة الجوال وهو موجود تحت الكرسي
بالمقصورة الثانية واللي دايما أنت تجلس عليه "

راشد بذهول : و ايش داخل الفلاش ؟

ابتسم بخبث : هذا الفلاش هو اللي راح يخلصك من الرئيس والعصابة كلها .. أنت أكيد تتذكر أنك كنت
تسوي تنسجيلات صوتية ومرئية بدون علم الرئيس لكنها اختفت فجأه من عندك

تغير وجهه وهو يسمع الحقائق اللي يعرفها نواف وكان توه بيتكلم لكن نواف ماترك له مجال وهو يقول

: كل التسجيلات اللي تدين الرئيس موجودة بالفلاش الأسود..أنا نسختها وسجلتها مره ثانية احتياط للمستقبل وبما أنك خيّرتني بينك وبين الرئيس (سكت شوي ) فأنا قررت آخذ الجانب الآمن بما أن هالدليل الكبير متواجد بين يدينا..اذا قدرت تستخدمه بشكل صحيح قبل مايمسكونك العصابة راح ينسجن الرئيس واحنا كلنا بنكون بخير

هز راشد راسه بعد مافهم كل الحوار

بالنهاية نواف كان متعاهد معاه عالولاء الدائم واذا كان كل كلامه صحيح فأكيد أنه يستحق مكآفأة كبيرة
عاللي سواه لكن كل شيء له وقته والحين لازم يشوف ان كان الفلاش فيه كل الأدلة مثل ما قال أو لأ

وقتها طلب راشد من المضيفة أنها تجيب اللاب توب الصغير الموجود بالطيارة وبدون تأخير دّخل الفلاش وفتحه بسرعه على أمل أن التسجيلات تكون كلها موجودة

ثواني قليلة على مانفتحت معاه كل الملفات والتسجيلات القديمة اللي كان مسجلها من قبل
الشي اللي صدم راشد أن الملفات الموجودة كانت أكثر من اللي عنده قبل

صور بكل أفراد العصابة ودلائل كثيرة على جرائم خفية كانوا يسوونها بالماضي ومحد قدر أنه يمسكهم

عبس بوجهه لما شاف صورته متواجدة بينهم وحرّك يده بخفه وهو يمسح كل الصور والفيدوهات اللي
كان متواجد هو فيها لكنه وقف فجأه لما لاحظ صورة أخيرة لحرمة كبيرة في السن وجسمها وشكلها
مازالوا بذاكرته

همس بذهول :" كاثلين ! "

السيدة كاثلين اللي خدمته طول السنين اللي فاتوا طلعت فرد مؤكد من أفراد العصابة؟!

أكيد أنها كانت تتجسس عليه وتشوف تصرفاته وغرفه ومخابئه السرية

كيف قدر يدخلها بيته بنفسه ..كيف ؟!

ضرب قبضته بعصبية على ذراع الكرسي لكنه تمالك أعصابه بسرعه وهو يرجع يرّكز على اللاب توب

بدأ راشد تحركاته السريعه وهو ينسخ كل الملفات والتسجيلات للعصابة ويرسلها على مواقع التواصل
الخاصة بشرطة فرنسا..أرسل رسائل كثيرة لكل مكان موجود فيه مركز شرطة قريب من جبال الألب
يقولهم فيها عن مخبأ الرئيس مدّعم بالصور والتسجيلات

تعبه بجمع الأدلة ماراح هباءاً منثورا وجاء اليوم اللي ينتقم فيه من الرئيس لأنه كان يتحكم فيه مثل
الدمية ويتلاعب بمشاعره لمصلحته الشخصية

رجع عقله للواقع وهو يقوم من مكانه ويتحرك بسرعه لبرا المقصورة اللي كان جالس فيها

لازم عليه يستعجل ويشوف وسيلة مواصلات ثانية توصله للجبال

اذا قدر يقابل الرئيس قبل ماتوصل سارة له كل شيء راح يكون بخير

هز راسه بتأكيد ..كل شيء راح يكون بخير !
.
.
.
**********************************
.
.
.

في مكان مجهول تحت مقر الرئيس وعلى مقربة من البوابة الداخلية كان فيه مبنى خشبي صغير يشبه القبو القديم..كل شيء داخله كان مهترئ ومصدي أما الجدران الخشبية كان واضح عليها القدم وأنها
تحتاج التصليحات السريعة قبل مايجي يوم وتنهار بسبب سوء تنفيذها

الجو داخل هذا القبو كان أكثر برودة من المعتاد خصوصاً و أنهم بمنطقة جبلية كلها ثلوج والرياح
القوية تهب عليهم بفترات متقاربة

ماكان فيه شي مهم من الداخل غير كرسي واحد يكون بالمنتصف و لمبة صغيرة إضائتها خافتة لدرجة أن الرؤية تكون محدودة بالليل

غرفة معزولة نهائيا عن الكل لكنها قريبة من البيت المخصص للرئيس ولها مسمى خاص بين أفراد العصابة

" غرفة الإستجواب ! "

هاذي التجهيزات القليلة كانت متناسبة تماماً مع شغل العصابة حتى يحس المسجون بالخوف ويعترف بكل المعلومات اللي يحتاجونها منه

وفي هذا المكان وعلى الكرسي بالذات كانت سارة جالسة بخمول ونايمة من غير إحساس بأي شيء حولها

رابطين يدينها ورجولها بالكرسي وحاطين عصابة سميكة على عيونها

صار لها ساعة كاملة بعد ماخدرّوها للمرة الثانية..ماكانت قادرة تستفيق من الغيبوبة اللي هي فيها
وحتى جسمها كان ضعيف متهاوي ومافيه قوة للمقاومة

بهاللحظة دخلوا عليها نفس الرجالين اللي كانوا ماسكينها قبل وبدون تأخير تقدم لها واحد منهم وبيده دلو ثقيل

ابتسم بخبث وهو يرفع الدلو ويدفعه بخفة لجهتها

انتفض جسمها وهي تشهق بصوت مرتفع لما حسّت بشي بارد ينكب عليها فجأه

كل ملابسها تعبأت بالماي البارد وحتى حجابها انفتح بشكل واضح لدرجة نص شعرها كان مبين

كانت تناظر منصدمة وهي تحس بغرابة الوضع

فاتحة عيونها لكنها ماكانت قادرة تشوف شي ولا عارفة هي وين ولا سبب وجودها بهالمكان ؟

ليه جسمها مربوط بهالكرسي وليه رموها بالماي البارد وهم بمنطقة جبلية مثلجة و كلها صقيع ؟

تنفست برعب والدخان يطلع من فمها وأنفها

وجهها كان أحمر من الخوف والبرد اللي دخل جسمها لدرجة أنها كانت ترتجف من غير إحساس

تكلمت بإرهاق : لماذا .. أنا هنا ؟

كانت تحاول تتكلم بقدر إستطاعتها لكن من شدة البرودة كانت بين كل كلمة و كلمة تسكت شوي وتكمّل
: أريد الخروج ..والآن !.. هل تســمعــون ؟!

ضحك واحد منهم وهو يتكلم معاها بالفرنسي

: لن تستطيعي الخروج إلا بأمر من الرئيس .. لابد وأنه سيطلبك قريباً لذلك يجب أن تكوني مستعدةً لمقابلته (ابتسم ) كيف سوف تقابلينه و انتي نائمة ؟!

مسك ذقنها بثبات وهو يناظرها بإبتسامه لكنها من التعب ماكانت قادرة تقاومه وتلف وجهها عنه
شفايفها كانت ترتجف بقوة بدون لاتحرّكها ومع أنها ماكانت تشوف شي إلا أنها غمضت عيونها
بإرتباك خايفة من اللي راح يصير لها منهم

تأملها وهو يقول بإنجليزية ركيكة : إن وجهك جميل وهو يرتجف هكذا..ألا تظنين ذلك ؟

بانت دموعها من تحت العصابة اللي لافين فيها عيونها وهي تحاول تهز راسها بصعوبة حتى يبعّد يده عنها

كانت خايفة لأنها ماكانت قادرة تشوفهم

ماتدري هم ايش راح يسوون فيها وكيف راح يستغلون وجودها عندهم

آخر جملة سمعتها منه حسسّتها بالرعب أكثر وكأنها شافت المستقبل قدامها وتخيلت نفسها مقتولة
بهالمكان المعزول من غير لاتدافع عن نفسها ولا أحد من أهلها يدري عنها وعن اللي صار لها

حسّت بالضعف أكثر وهي تترجاهم بنبرة خايفة

: أرجوكم .. أنا ...أريد رؤية أهلي قبل أن أموت ! ألا تستطيعون إخراجي من هنا ؟! (سكتت شوي ) سأعطيكم كل ماتريدون لكن دعوني أهرب !

ناظرت لقدام وكأنها تشوفهم : أريد سماع أصواتهم على الأقل ألا يمكنكم فعل هذا ؟! .. رجاءاً !
تأملوا بعض بإستغراب لكن سرعان ماضحكوا فجأة وهم يستوعبون أنهم مافهموا ولا كلمة من حوارها العاطفي

كل واحد منهم كان يضحك من جهة وهم يسخرون منها ويقلدون طريقة كلامها الخايفة

لفت سارة راسها يمين ويسار وهي تسمع ضحكهم بخوف وحسّت بأن أي كلمة تقولها ماراح يكون لها تأثير عليهم

اذا ماكانت قادرة تكسب عطفهم مافيه حل غير محاولة الهرب لحالها !

حاولت تحّرك يدينها وتشوف لو في أي فتحة بالحبل اللي رابطينها فيه علشان تحاول تفكها أكثر وتنقذ نفسها من هالموقف لكنها تفآجأت من يد ثقيلة قبضت على يدينها بقوة

: ان استمريتي بهذه اللأعيب فسوف تندمين.. ابقي هادئة يا صغيرة !

سكنت بمكانها وهي تشد على يدينها وتضغط عليها بأظافرها

عبست بوجهها وإحساس فقدان الأمل بدأ يكبر بقلبها

ايش راح تسوي الحين .. كيف راح تنقذ نفسها ؟

توقف عقلها عن التفكير لما انفتح الباب عليهم فجأة وهي تسمع صوت أحد من الطرف الثاني يكلّمهم

تقدّم الرجل الضخم بسرعه للخارج وهو يتأكد من الشخص الواقف برا عند الثلج

الشخص اللي فتح الباب كان قصير الطول..صغير البنية وفرد مهم من جماعتهم

منظره كان مريب وهو ماسك الجدار الخشبي منزل راسه بتعب ويلهث بشكل سريع

قال الرجل الضخم بعصبية: مالذي تفعله هنا ؟

نطق بصعوبة : الشرطة ... الشرطة وصلت للمقر !

بلع ريقه وتبدلّت ملامحه للصدمة

ماكان عارف كيف يرد عليه وبإيش يتصرف؟!

لأول مرة هالشي يصير..الشرطة تعرف بمكانهم !

بس.. كيف ؟!

معقولة الرئيس ماكان حاسب حساب الشرطة وهو اللي في كل مهمة يتصرف بدقة شديدة بس علشان ماينكشف ؟

تحرك الرجل القصير مبتعد عن غرفة الإستجواب وهو يصرخ بصوت عالي
: اهربوا بسرعه..لقد انبأت الجميع بالخبر و الرئيس أمر جميع الأفراد بالخروج من المقر و الإختباء
في موقع آخر قبل مجيء الشرطة !

سكنت ملامح الرجل الضخم وهو يناظر زميله اللي داخل
: هل سمعت ما قال ؟

هز راسه بفهم : هيا لنذهب الآن !

وقف بثبات قدام الباب وهو يناظر مكان سارة ويأشر عليها
: وماذا عنها..إنها رهينة الرئيس كما تعلم

تحرك الرجل الأسمر وهو يقّرب منه : لنتركها هنا .. إن الأوامر كانت بالهرب فقط ولم يطلبوا منا أخذها

الرجل الضخم : لكن ....

قاطعه بحدة : ألم تسمع ! إن الشرطة قادمة ..إذا لم نهرب الآن سيكون مستقبلنا هو السجن لسنين طويلة أو ربما الأسوأ من ذلك أن يكون مصيرنا الإعدام ! (ناظره بجدية ) والآن تحرك بسرعه لايوجد وقت للكلام

بلع ريقه وهو يلحقه بدون تفكير تاركين وراهم الباب مفتوح على آخره والرياح الباردة تهب بقوة لداخل الغرفة لدرجة أن بعض الأشياء الموجودة بدأت تهتز وتطيح من مكانها

أول ماسمعت سارة صوت خروجهم ناظرت مكانهم بعدم تركيز

ماكانت فاهمة سبب تصرفهم وليه تركوها فجأه

رفعت صوتها تدريجياً وهي تنادي أي أحد علشان يساعدها لكنها استسلمت لما ماكان فيه أي صوت غير الريح اللي خلتها تسكت من البرد

حاولت أكثر من مرة أنها تحرّك رجولها ويدينها مع بعض علشان تحرر نفسها لكن بدون فايدة

كل محاولاتها كانت عديمة الجدوى وسط هالمكان المعزول واللي ماتشوف منه غير السواد اللي مغطي عيونها

فجأة وقفت عن المحاولة بالهرب واقتنعت بداخلها أن مالها أي أمل بالنجاة

دموعها كانت تنزل بلا هوادة وهي تشهق وترجع تبكي مره ثانية كلما تذكرت نفسها والمكان اللي هي فيه

تخيلت صورة أهلها بعيونها وكأنها تودّعهم للمرة الأخيرة ..لو أنها كلمتّهم من قبل لو أنها سألت عن حالهم على الأقل كان تذكرت آخر حوار لها معاهم بس بهاللحظة بالذات ماكانت قادرة تتذكر أي شي
يخصهم

ضحكهم وأصواتهم وكلامهم..وين تقدر تسمعه مره ثانية ؟

للحين ماقالت لهم أنها تحبهم .. للحين ماعبّرت عن مشاعرها تجاههم

فزّت من مكانها برعب لما سمعت صوت الباب يضرب الجدار بقوة من الريح

زفرت هواء براحة وهي منزلة راسها بس رفعته بسرعه وهي تناظر جهة الباب مره ثانية بتركيز

" صوت أحد ! "

في شيء مسك الباب بقوة هي متأكدة

كانت توها تحاول تستوعب وجود شخص جديد بنفس المكان لكنها تفآجأت بصوت خطواته السريعة المتجهة ناحيتها

ارتفع صوتها: مــن أنــت ؟

ماسمعت أي رد وهي تحس بأحد يجي جمبها ويمسك رجولها من تحت

صرخت بخوف وهي تحاول تحّرك جسمها كله وتبّعد نفسها بالكرسي عن الشخص اللي ماسكها

سكنت للحظة لما حسّت أن الحبل اللي حول رجلها انقطع بشكل كامل وملامحها تبدلت من الخوف للإستغراب

عقدت حواجبها وهي تهمس : مين ؟

بحركة سريعة انفتحت العصابة اللي كانت موجودة على عيونها وبان المكان قدامها مشّوش

غمضت سارة عيونها ورجعت فتحتها مره ثانية وهي تناظر المكان

الصورة صارت أوضح وهي تشوف الباب اللي كان مفتوح قدامها و وراه مساحة كاملة من الثلوج البيضاء

نقلت نظرها للغرفة البالية اللي كانت محجوزة فيها وتأملتها بخوف أقل من اللي كانت تحس فيه قبل دقايق

وقفت عن الحركة وهي تفكر بالشخص اللي كان موجود وراها وجالس يفك الحبل اللي حوالين يدينها
قامت سارة من مكانها لما حسّت بأن الحبل انفك ولفت على ورا بتأهب

توسعت عيونها بصدمة وجسمها ثبت بمكانه وهي تشوف جوانا واقفة قدامها

كانت واقفة ورا الكرسي ومنزلة راسها بخجل

ماكان عندها الجرأة أنها تناظر سارة وتقول لها حقيقة تصرفاتها وسبب مشاركتها مع العصابة من البداية

سكتت سارة وهي تتأملها بعدم استيعاب

ماكانت قادرة تصّدق

معقولة هاذي نفسها الإنسانة اللي جابتها هنا هي اللي ساعدتها علشان تطلع ؟!

تقدمت جوانا منها بهدوء وهي تقول
: لم أكن أعلم بأنهم سيقومون بإيذائك حقاً..كنت أظنهم سيخيفونك قليلا لذلك أردت ...

سكتت وهي مو قادرة تكمّل لكنها سرعان ماستجمعت نفسها وهي ترفع راسها وتناظر وجه سارة الشاحب

: هيا تعالي.. يجب أن نخرج بسرعة قبل أن يمسكوا بنا

هزت ساره راسها بلا وهي تبتعد خطوة على ورا

: أنا..لا أستطيع تصديقك يا جوانا !

عقدت حواجبها بعصبية : مالذي تقولينه الآن يجب علينا الهرب بسرعة

مسكت يد سارة وهي تشدها : لابد أن نذهب بعيداً قبل أن يلاحظوا غيابك عن هذا المكان

مشت جوانا وهي تناظر الباب بحذر وتشّد سارة علشان تلحقها

زفرت سارة هواء وهي تبعّد يدها عن جوانا بقوة
: لا أستطيع الذهاب معك وأنا أعلم بأنك من جلبني إلى هنا..(ناظرتها بجدية) ستخدعينني مجدداً و
ستأخذيني إلى راشد أنا متأكدة من ذلك !

هزت راسها بعدم فهم : سارة .. إن راشد ليس جز..........

سكتت جوانا لما سمعت صوت أحد يركض برا وبسرعه مدت يدها لسارة علشان تختبأ ورا الباب
: انتظري هنا .. سأذهب لأرى ان كان هناك أحد في الخارج

طلعت جوانا وهي تلتفت بحذر وتناظر يمين يسار بخوف

وقفت عند الجدار الخشبي وهي تنتبه على الرجال اللي لابسين أسود..كان واضح عليهم الإرتباك وهم
يتوجهون لسياراتهم ويطلعون بسرعه من المكان

لاحظت جوانا أن البعض منهم كان يركض بسرعه وكأن في أحد يلحقهم وهالشي ماقدرت تستوعبه لأن
المكان مازال شبه خالي ومستحيل أي أحد يقدر يكتشف المقر بسهولة إلا إن كان من أفراد عصابتهم

تنهدت براحة لما شافت المكان فضى منهم وأن مابقى أحد غيرها هي وسارة

مشت بخطوات سريعة لجهة الغرفة المعزولة علشان تسحب سارة معاها ويمديهم يطلعون قبل
مايشوفهم أحد

وقفت جوانا عند الباب وهي تناديها

: سارة هيا اخرجي.. سنهرب الآن..هيا بسرعه !

عقدت حواجبها بإستغراب لما ماسمعت صوتها ودخلت بسرعه وهي تفتح الباب وتناظر وراه

توسعت عيونها بصدمة لما لاحظت عدم وجودها بالمكان

جوانا : سارة.. سارة ..أين أنتي ؟ (تنفست بقلق ) يجب .. أن نهرب من هنا ..

غمضت جوانا عيونها بقل بحيلة وهي تفكر وين اختفت فيه ؟

معقولة في أحد جاء وأخذها من هنا

بس هي ماسمعت صوت أي أحد قريب وكل أفراد العصابة طلعوا بسياراتهم

زفرت هواء وهي تحاول تهدي نفسها

دام أنها رجعت لها وفكّت وثاقها فهي سوت اللي عليها

ماتقدر تسوي أكثر من كذا ..أهم شي بالنسبة لها أنها تصحح ولو جزء من غلطتها والحين لازم تتحرك
بسرعه وتطلع من هالمكان

ركضت بخطوات سريعة لبرا وهي تتوجه لعند سيارتها اللي وقفتها بعيد عن الجبل

تعمدت جوانا أنها توقّف السيارة في جهة مخفية عن مقر الرئيس علشان مايعرفون مكانها ويلحقونها

دخلّت المفتاح داخل السيارة وهي تفتح الباب وقبل ماتركب رفعت راسها لفوق وهي تناظر جهة مقر
الرئيس بقلق

تغيرت ملامحها للصدمة : إنه ..صوت سيارات الشرطة !
.
.
.

خطواتها كانت ثقيلة وهي تحرّك رجل ورا الثانية بصعوبة فوق الثلج الكثيف

في كل خطوة تخطيها كانت تتنفس بتعب من البرد والمجهود اللي تسويه

كان أفضل حل بالنسبة لها أنها تهرب بعيد عن الأشخاص المرتبطين براشد وخصوصا من الإنسانة اللي مسكتها وجابتها لهالمكان

حاولت تسرع بمشيها حتى تبتعد عن الغرفة اللي كانت محجوزة فيها قبل لايمسكها أحد منهم لكنها
وقفت عند جدار حجري وهي تلهث من التعب

البرودة كانت تسري داخلها بسرعة غير طبيعية لدرجة أن جسمها بدأ يثقل حتى أنها مو قادرة تحركه

رفعت سارة راسها ببطء وهي تناظر الجدار اللي كانت متمسكة فيه بيدها وسرعان ماطاحت عينها على
الباب المتواجد في النهاية وعلى بعد خطوات بسيطة منها

كان الباب مبني من الخشب البني مع مقبض دائري بسيط من الحديد والواضح أنه كان مفتوح من قبل لأنه طرف الباب ماتقفل بشكل جيد

بدون تفكير مشت سارة خطوة وراء خطوة لجهة الباب وهي تفتحه بإتساع

كانت تبغى تدخل لأي مكان تقدر تتدفى فيه من الرياح الباردة لأن جسمها ماعاد يتحمل أكثر

سكرت الباب وراها وجمّعت يدينها الثنتين مع بعض وهي تقبض عليهم بشدة وتقربهم من فمها بهدوء

للحين تحس بالماي البارد على جسمها وراسها لكنها كانت تقاوم هالشعور

نفخت بين يدينها بخفة وهي تحاول تحسس نفسها بالدفى وترجع القوة بداخلها حتى تقدر تتحرك
بصورة طبيعية وتطلع من هالمكان بأسرع وقت ممكن

زفرت هواء بهدوء بعد ماحست بالراحة و حرارة الغرفة وصلت لجسمها

رفعت عيونها بثبات هي تنقل نظرها للغرفة اللي دخلتها بالصدفة

كان الطابع الريفي طاغي على جو الغرفة بجدرانها الخشبية وأثاثها المكتبي الأنيق

كل شيء موجود كان بسيط لكنه كان معطي المكان فخامة وأناقة بسبب طريقة تصميم المقر بحيث أنها
تكون على ذوق الرئيس حتى يرتاح بالجلسة داخله

تأملت سارة الغرفة بصدمة وهي تناظر كل شي بإستغراب

ماتوقعت أن مثل هالمكان الأنيق راح يكون متواجد بنفس المنطقة اللي انحبست فيها

لكن..هي وين بالضبط ؟!

مشت بهدوء خطوة خطوة وعيونها على الطاولة المتواجدة بنهاية الغرفة

كانت دولايب الطاولة كلها مفتوحة بإستعجال أما من فوقها فكانت كلها صناديق و أوراق غريبة متناثرة عليها بفوضوية كأن أحد كان يحاول يدوّر شي داخل هالغرفة لكن ماقدر يحصله

بلعت ريقها بقلق وهي تناظر الباب الثاني اللي كان قبالها

خافت بداخلها أنهم الحين يدورون عليها وأنهم أكيد راح يلاقونها هنا متواجدة بمكانهم مع هاذي الأوراق والصناديق المجهولة لكنها بقرارة نفسها كانت عارفة أن في داخل هالغرفة سر عظيم له علاقة
براشد و بأبوها ويمكن تعرف من خلاله سبب هذا الإنتقام والكره الغريب الموجود بينهم

تقدمت للأمام بثقة مهزوزة وقلبها ينبض بقوة

بما أنها هنا ليه ماتشوف بعينها إذا كانت الحقيقة موجودة بهالغرفة..الحقيقة اللي راح تكشف لها كل شي!

قربّت من عند الطاولة وبدون تأخير مسكت الأوراق وعيونها على الباب حتى اذا أحد دخل راح تحس
فيه وتهرب قبل لايمسكونها

كانت تتنفس بتوتر وهي تحرّك يدها بين الأوراق والصور تحاول تشوف شي هي تعرفه أو أنه يكون له
علاقة براشد و أهله لكن كل اللي شافته هو أوراق تشبه العقود مكتوبة باللغة الفرنسية الغير مفهومة

رمت كل شيء على جنب ومسكت واحد من الصناديق بيدينها الثنتين وهي تناظر محتواه بعيونها

توقف الزمن فجأة لما لمحت صورة أبوها متواجدة داخل مع الأوراق وبدون تفكير قلبت الصندوق على
وجهه ورفعته بسرعه وهي تحطه على جنب

قرّبت سارة عند الأوراق وبعثرتهم بيدينها الثنتين وهي تحاول ترّكز نظرها علشان تلاقي الصورة اللي شافتها قبل ثواني

في شعور غريب بداخلها يقول لها أنها لقت الخيط اللي راح يوصلها للحقيقة

لكنها بالرغم من كل شيء كانت مرتعبة من فكرة أن صورة أبوها موجودة بهالمكتب المجهول

تنهدت براحة لما لمحت ظهر الصورة بين الأوراق اللي كانت تبعثرهم وبخفة سحبتها وقربتها عند وجهها

تأملتها بحيرة وهي تحاول تستكشف كل شيء فيها

كان شكل أبوها صغير بالصورة كأنه ببداية العشرين والواضح أنها كانت مأخوذة بالسعودية لأنه كان لابس ثوب وقتها

ضيقت عيونها وهي ترّكز على الشخص الثاني اللي كان واقف جمبه لكنها ماقدرت أنها تشوف معالم وجهه بسبب الشخبطات الكثيرة عليه بالقلم الأسود

شكّت بداخلها أن الرجال اللي بالصورة هو نفس الشخص الموجود بالصورة اللي شافتها بشقة راشد

مع أنه وجهه ماكان واضح لكنها كانت واثقة بإحساسها و أن احتمالية ارتباط هذا الشخص بالوضع اللي هي فيه كبيرة جداً

بس ايش علاقة هالشخص بأبوها وعمها ؟ معقولة يكون ......

سرحت لثواني بسيطة وهي وتحلل كل المعلومات اللي تعرفها لكن سرعان ما حسّت على نفسها وهي تطوي الصورة وتحطها بجيب البالطو اللي لابسته

نقلت نظرها للدولايب المفتوحة وبسرعه تحركت وهي تفتشها بعشوائية

كانت حاسة بداخلها أن مافي طريقة للخروج من هالمكان لكن كل اللي جاء ببالها أنها تحاول تدّور أي
وسيلة اتصال حتى تستخدمها قبل مايشوفونها هنا

كانت تتحرك بإستعجال وفوضوية وهي تفكّر

"اذا لقيت جوال ولا تيليفون راح أقدر أتصل بالشرطة أو السفارة..هم اللي بيساعدوني علشان أطلع و أرجع السعودية ! "

مع كل حركة كانت تسويها كانت ترجع وتناظر الباب بخوف وقلبها ينبض بسرعه

وقفت فجأه وهي ترفع يدها لعند فمها بقلق

ماكان في أي شيء يذكر داخل الدولايب

الحين ايش تقدر تسوي؟ ماتعرف هي وين بالضبط ولا في حل ثاني في عقلها علشان تهرب من هالمكان !

ناظرت أرض الغرفة بعشوائية وهي تتنفس برعب

"يمكن في جوال طايح بالأرض .. صح يمكن في أحد نساه وتركه هنا ! "

بحركة سريعة انحنت على ركبها وهي تدور بعيونها على أي شيء يشبه الجوال

كانت تزحف بيأس على كبر المكان وهي تحرّك يدينها على الأغراض الطايحة بالأرض

عقلها كان مشوّش ولا كانت منتبهة على أي شيء حولها لأن كل اللي همّها حالياً أنها تلقى أي شيء
يساعدها على الهروب

وقفت لثانية لما لمحت شيء يلمع جمب الكبت الطويل بالزاوية

زحفت بسرعه للزاوية وهي تمسك علبة خزفية قديمة كانت مرمية بإهمال عالأرض

تأملتها بصمت وهي تشوف لونها الأخضر يلمع ببريق ذهبي مع الضوء وغطائها الأنيق كان على شكل
وردة حمراء متفتحة من فوق بشكل متقن

كان واضح أنها علبة مجوهرات من مجوعة قديمة وأصلية لكن الشيء اللي لفت انتباه سارة هو شكلها
المألوف في عقلها

هي عارفة من داخلها أنها شايفتها من قبل بس وين مو قادرة تتذكر

كل شيء فيها كان مألوف خصوصاً شكلها المميز والوردة الحمراء موجودة في ذكرياتها

ناظرتها بتمعن وهي تقلّبها بيدها وتفتحها بهدوء

بهاللحظه مرّ صوت بعقلها وجملة قديمة تذكرتها بصعوبة

" تحبين الزهور يا سارة أليس كذلك ؟..اذاً سأعطيك هذه العلبة عندما تكبرين !"

دمعت عينها فجأة وهي تناظر العلبة من غير فهم

ماكانت حاسة أن الدموع كانت تنزل من عينها بشكل لاإرادي

كل اللي فكرت فيه هو صاحب الصوت الموجود بذاكرتها ومين كان ؟

رفعت يدها وهي تتلمس رأسها بتعب

حسّت بصداع غريب لما حاولت أنها تتخيل الشخص اللي كان ماسك العلبة قدامها لكنها ماقدرت تشوفه
وتتذكر ملامح وجهه

غمضت عيونها وهي تحس برأسها ينبض من داخل بقوة

الماضي كان مشوش بالنسبة لها.. كأنه غمامة سوداء ماتقدر تشوف منه شي

الذكريات القديمة وطفولتها بالذات انمسحت كلها من يوم ما كان عمرها عشر لما تنّومت بالمستشفى
تنهدت وهي تفتح عيونها وترجع تتأمل العلبة بين يدينها بتمعن

يمكن يمّر هذاك الصوت مره ثانية بذاكرتها وتقدر عالأقل أنها تتخيله !

تجمّدت أصابعها فجأه لما سمعت صوت يتحرك من بعيد ولفت على وراء بقلق

دققّت النظر على الباب المقابل لها وهي توقف ببطء

صوت خطوات مرتفعة كانت تخطي على الأرض الخشبية و تقترب من الباب بثبات

انفتح الباب تدريجياً محدث صرير عالي لكن الشخص اللي فتحه كان واقف مكانه ماتحرك وهو يناظر للأمام

بصمت دخل بخطوات بطيئة وواثقة لداخل الغرفة

وقف بمنتصف المكتب وهو يتأمل المكان من حوله

ماكان في أحد غيره بالغرفة وهو عارف هالشي خصوصاً بعد خبر وصول الشرطة للمقر

ابتسم على جنب وهو يمشي بخفة لعند مشغّل الإسطوانات السوداء القديمة وشغّل أسطوانة موسيقى تومازو ألبينوني الكلاسيكية

تنهد براحة وهو يرفع يده ويفصخ القناع الأبيض للمرة الأولى بداخل مكتبه

رفع راسه وضحك بصوت عالي وهو يحس بنشوة السعادة

كل شيء خططّ له تحقق و الإنتقام اللي يحلم فيه كان بين يديه..مابقى غير أن الناس اللي انتقم منهم
يعرفون أنه هو اللي كان سبب تعاستهم لكن كل شي له وقته

ناظر المراية الطويلة الجانبية على الجدار وابتسم وهو يقرّب منها بشويش

تأمل وجهه بسعادة : و أخيراً ..كل شيء أصبح ملكنا..أليس الإنتقام شعورٌ رائع ؟!

دققّ النظر في عيونه وهو يكلّم نفسه
: سارة ..إنها هنا معنا في نفس المكان أتصدق ذلك ؟! لقد تحقق كل ما أردناه..لقد انتقمنا منهم ! (

تـنهد براحة) الآن فقط نستطيع العيش بسلام

التفت الرئيس على وراء فجأة لما سمع صوت شخص يتكلم معاه

رد بإنكار: لا.. أنا لم أرِد ذلك !..لم أكن أريدها أن تتأذى يا فرانك كنت أريدها أن أراها سعيدة ...

قاطعه الرئيس وهو يصرخ بصوت عالي ويضرب المراية بيده
: أيها الغبي !

توسعت عيونه وهو يناظر الأرض بخوف ويفرك يدينه ببعض : أنا ....

الرئيس بعصبية : اصمت في الحال ! (أشر بإصبعه على المراية) أنسيت كل شيء فعلوه بنا ! ألم
تخبرني بأنك أردت الإنتقام منهم ؟!

هز راسه : كان ذلك من الماضي.. لقد مرت اثنا عشرة سنة منذ ذلك اليوم وأنا نسيت كل شيء.. (تنهد
وهو يكمّل) لقد سامحتهم جميعاً!

سكت الرئيس وملامح وجهه تبدّلت للبغض وهو يناظره بإهتياج

مسك المراية الطويلة وضربها بالجدار بقوة وهو يرميها بالأرض

تنفس وهو يبتسم بسخرية : سامحتهم ؟! هه ما هذا يا أحمد أتركت كل الأيام التي أفسدوها ونسيت ؟!
(أشر على نفسه )وماذا عني اذاً؟! أنا من أنقذتك منهم..أنا هو الشخص الوحيد الذي اعتنى بك عندما
تركوك وحيداً! (صرخ بصوت عالي ) ألا تذكر ذلك ؟!

أحمد بهدوء : أنت مجرد وهم صنـعـ.....

قاطعه الرئيس وهو يناظر المكان بجنون : لاتقل بأنك صنعتني.. لا تقل ذلك أبداً ! (ابتسم فجأه) نحن
شخصـان بـجسدٍ واحد..ألم تفهم ذلك حتى الآن ؟!

أشر الرئيس على جسمه وهو يضغط عليه بقوة : أنت هو أنا وأنا ...هو أنت !

نهاية البارت السادس والثلاثون
.
.

وأخيراً كُشفت هوية الرئيس!
هل من أحد توقع أنه هو ؟ متحمسة لأعرف آراء القرأء وإن كانوا أصابوا التخمين أم لا
.
عذراً هذا الجزأ أنا متأكدة إني نزلته أمس لكن لما دخلت الموقع صدمني عدم وجوده
كان من الصعب كتابة هذا البارت بسبب كثرة مشاهد الحركة وقلة الحوار لكن نغلط ونتعلم !
.
وصلنا منتصف الرواية وبقي القليل على النهاية أتمنى أن نكون جميعاً موجودين حينها وإلى ذلك الوقت لنا لقاء



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 17-04-20 الساعة 10:20 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس