الموضوع
:
فإذا وقفت أمام حسنك صامتا فالصمت في حرم الجمال جمال / للكاتبة مجرد همس
عرض مشاركة واحدة
14-06-19, 12:04 PM
#
108
لامارا
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
?
العضوٌ???
»
216
?
التسِجيلٌ
»
Dec 2007
?
مشَارَ?اتْي
»
87,660
?
نُقآطِيْ
»
البارت الخامس والثلاثون
.
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة
.
.
"هل عندك شكٌ في من أنت؟
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
يا امرأةً تكسر ، حين تمر ، جدار الصوت
لا أدري ماذا يحدث لي ؟
فكأنك أنثاي الأولى
وكأني قبلك ما أحببت "
نزار قباني –
.
.
**********************************
.
.
"السماء صايره سوداء بزياده اليوم !"
هاذي كانت أفكارها وهي تشوف السماء من داخل السياره وعيونها مظلمه بشكل غريب..مخفضه جفونها بحزن وبداخلها غصه ماوقّفت من أول ماطلعت من الشقه والحين تحس أنها تختنق مع كل دقيقه تتنفس فيها
كان السايق العجوز ملاحظ حزنها من أول ماركبت السياره وصوت بكاءها قبل دقايق خلاه يحس أنها تحتاج أحد يكون معها ويعرف اللي بداخلها
سألها بإنجليزيه ركيكه لكن كانت واضحه عاطفته فيها
السايق: هل أنت بخير يا آنسة؟
أجبرت نفسها تبتسم: لا تقلق ..كل شيء بخير!
اختفى صوتها تدريجياً وهي تقول الجملة الأخيره وسكتت بسرعه..خافت ترجع تبكي مره ثانيه بإنفعال ماتعودت عليه من قبل..كلما تذكرت كلام الصيدلي تطلع لها صورة شوق وهي مبتسمه وهذا الشي اللي كسرها من داخل أكثر
- قبل دقايق في الصيدليه –
كانت تطقطق بأصابعها على الطاوله وهي واقفه تنتظر بقلق..كلما زاد توترها كانت تتنفس بعمق علشان ماتفكر بالإحتمالات الأسوأ و أن كل شي بيكون بخير
نـزلـت راسها وهي تأكد كلامها الداخلي وبنفس اللحظه رجع الصيدلي ووقف مكانه قدامها
ناظرها وهو يقول بتركيز: ان هذه الحبوب ليست للزكام كما قلت سابقاً..أظن أنها فيتامينات ومكملات تُصرف لما بعد مرض السرطان
حست قلبها ينبض بقوة من كلامه..مع انها كانت متوقعه وعارفه المرض بس لما سمعته منه ماقدرت تصدق..كأنها توها تسمع بهالموضوع وصدمها هالشي
تغير وجهها للحزن وهي تسأله : عندما قلت لما بعد السرطان هل كنت تعني بعد الإصابة به؟
عقد حواجبه وهو يهز راسه بنفي: كلا كنت أقصد بعد الشفاء منه..ان هذا الدواء ضروري لإعادة الجسم لما كان عليه قبل المرض..(أخذ علبة الدواء وهو يرفعها لمستوى نظره) لا أعلم لم تواجدت نفس الحبوب بداخل هذه العلبه..غريب حقا! (ناظر ساره) أنا متأكد أن هذه علبة دواء الزكام..ربما قام أحد ما بتبدليها مسبقا
كانت نظرتها فارغه وهي تهز راسها بهدوء : ربما...
سكتت وهي تتأمل بالحبوب بحزن وتتذكر وجه شوق المبتسم..كانت دايما مبتسمه ومشرقه ما كأن عندها مشاكل أو أنها كانت مريضه بمثل هالمرض المميت
تكلمت بصوت أشبه بالهمس: عذرا أريد سؤالك عن شيء آخر بعد..(ناظرته بأمل) هل من الممكن أن يعود المرض مجدداً للشخص حتى بعد شفائه؟
تنهد بعجز: هناك احتمالية كبيره..يجب على الشخص أن يعتني بنفسه ويذهب للمستشفى دوماً ليفحص جسمه حتى اذا أٌكتشف المرض مرة أخرى سيقوم الأطباء بواجبهم وستشفى سريعاً (ابتسم لها بإحترام) عليك العناية بأختك والإهتمام بها حتى لايرجع إليها المرض مجدداً
كان وجهها كلما له ويذبل أكثر مع كلام الصيدلي..صح ارتاحت أن شوق مو مريضة حالياً لكن احتمال رجوع المرض مره ثانية وارد وممكن يصير..ايش تقدرين تسوين يا ساره الحين؟ كيف ممكن تساعدينها؟!
تنهدت وهي تشكر الصيدلي بهدوء.. أخذت العلبة من على الطاولة ومشت ببطء لجهة الباب علشان تطلع برا..كانت تمشي بدون ماتحس ونظراتها فاضيه..سوداء..مو مركزه على ولاشيء
كان جسمها يتحرك من نفسه وهي تأشر للتاكسي وتركب السياره بدون شعور..مانتبهت على نفسها الا لما كلّمها سايق التاكسي وهو يسألها عن المكان اللي تبغى توصل له
عدلّت جلستها وهي تستقيم وتناظر السماء بكآبة..ماحست بدموعها وهي تنزل الا لما تذكرت بينها وبين نفسها حوارها مع شوق قبل لاتعرف عن حقيقة مرضها..كلامها انها كانت خايفه تزعل عليها وتتضايق منها اذا عرفت عن الموضوع.. تزعل عليها من ايش؟! انها كانت طول هالوقت تعاني لحالها ولا فضفضت وقالت لها!
تذكرت كلامها لما قالت عن نفسها أنها عاله.. يعني هذا اللي كانت تقصده؟!.. كانت تتكلم عن مرضها وان احتمال يرجع لها مره ثانية! .. شكله هذا سبب رفضها لشخص زين مثل سامي.. ليه ياشوق ماتكلمتي من قبل؟ ليه؟
نزلت من التاكسي والوقت كان ظلام..السماء مغيمه حتى القمر ماكان باين وقتها وأنوار الشارع كانت خفيفه جداً لدرجة أن كل المكان حول المبنى ماكان واضح كثير بسبب الإضاءة الباهته..رفعت عيونها وهي تناظر قدام وتمشي بخطوات كبيره بدون ماتلف لا بوجهها ولا بعيونها
وصلت بسرعه لداخل المبنى وصعدت لمكان الشقه بالدرج..ماتدري ليه ماكانت حابه تستخدم المصعد خصوصا اليوم كانت تبي تتحرك أكثر وتمشي برجولها..كان ودها لو تطلع وتمشي برا على الثلج وماتوقف الا لما تتعب لكن لما شافت كيف كان الشارع مظلم اليوم تراجعت عن فكرتها وقررت تدخل لشقة راشد
وصلت الدور الثاني ووقفت شوي وهي تفكر أنه ممكن يكون رجع قبلها بس ماتركت نفسها تتعمق كثير بأفكارها وهي تمشي بخطوات ثابتة على الدرج
وصلت الدور الثالث مكان الشقه ومشت بشويش وهي تبلع ريقها..ماتدري ليه رجع لذاكرتها ذاك اليوم اللي ضربها فيه بس لأنها طلعت من الشقه
حطت يدها على خدها وهي تبتسم بسخريه على حالها..كل شي مر بسرعه عليها ومع انها تتناسى دايماً بس هي تدري بداخلها أنها مستحيل تنسى علشان كذا هي صايره حساسه بزياده هالأيام..بكاءها اليوم كان له معنى ومو بس لأنها كانت حزينه لأ..كانت فعلا تحتاج أنها تبكي!
تنهدت وهي تفتح الباب بمفتاحها..ماكانت فعلا مهتمه اذا كان راشد موجود أو لأ..ماكانت خايفه منه ولا من ردة فعله اذا عرف أنها طالعه بهالوقت المتأخر..كان عقلها مشغول بأختها وتفكر بطريقة علشان تقول لها أفكارها من غير لاتعرف أنها اكتشتفت سرها
دخلت داخل وهي تناظر المكان ببرود..ناظرت جهة الصالة والمطبخ ولفت لجهة الشرفه وهي تتأمل الدور الأرضي كامل بس مالقت له أثر..ماكان في أي حركه أو صوت يبّين وجود شخص في المكان
مشت لعند الكنبه الفرديه في الزاوية وجلست عليها بدون لاتغير ملابسها أو حتى تشيل حجابها وشنطتها ..كانت مرهقه فعلا من الأشياء اللي وضحت لها اليوم وكيف أن اليوم كان طويل لدرجة أنها مافضت علشان تفكر بأشياء مهمة مثل وضع شركة أبوها أو الصورة اللي تعّبت عقلها علشان تفك لغزها
تنفست بهدوء وهي قاعده عالكنب..حطت يدها تحت خدها وهي تمّيل وجهها وتناظر الفراغ..مرت دقايق وهي ساكته وتتأمل في الصاله بصمت على نفس جلستها لمّا اشتغل خيالها فجأه بفكره أرعبتها
تخيلت بهاللحظه أن أبوها قاعد قدامها بإبتسامته اللي تسعد قلبها لكنه كان ساكت وهادي هدوء غير طبيعي.. يناظر فيها بعيونه الحنونة ولا هو حاس أن في شخص كان واقف وراه بالضبط..ماسكه من رقبته ويضغط عليها بقوة لحد ماتغير لونها وصارت حمراء بشكل غريب
تأكدت بعيونها أن الشخص المجهول ماكان غير راشد واقف وراء أبوها ويناظر فيه بحقد..كان بهذيك اللحظه انسان قاتل بعيون متوسعه وابتسامة كبيره غريبه على وجهه كأنه كان سعيد باللي يسويه ويحس بنشوة الإنتصار
ماكانت مصدقه اللي تشوفه..الخيال يتحول لواقع قدام عيونها! .. كأنها كانت تتوقع المستقبل وأن هالشي راح يصير لامحالة دام أنها مازالت مرتبطة بهالشخصين بالذات..ناظرت وجه أبوها المبتسم وماقدرت تتحمل منظره أكثر من كذا
قامت من مكانها بسرعه وهي خايفه..مرتعبه أنها تشوفهم كذا قدامها..جلست جمب أبوها ومسكت يد راشد اللي على رقبته وهي تناظره برجاء وخوف: الله يخليك اتركه..(شدت على يده أكثر) الله يخليك بعّد عنه وخذني بداله..هذا أبوي حتى لو كان عدوك يظل أبوي!
زاد خوفها لما لاحظت أنه ماكان يناظرها ولا يسمع لها كأنها هي اللي كانت خيال مو هم..حسّت أن نظرات راشد تغيرت للحده وهو يزيد الضغط على أبوها وبدال لاتتكلم معاه مره ثانيه حطت يدينها الثنتين ومسكت يده وهي تحاول تبعده لكنها ماقدرت حتى تزحزحه من مكانه
لفّت ساره وهي تناظر أبوها بخوف لكنها استغربت لما شافته مازال هادي ومبتسم..ملامحه كانت نفسها ماتغيرت ولا كأن في أحد ماسكه من رقبته ويأذيه بدون لايدري..مع انه ماكان عارف أن راشد وراه بس ليه حست ساره بداخلها أنه كان يبّين لها العكس؟
نزلت دمعتها وهي تهمس : يبه..!
شهقت فجأه بقوة وهي تندفع للأمام من على الكنبه اللي كانت جالسه عليها..صدرها كان يطلع وينزل بخوف وهي تحس بالعرق على جبينها..تحاول تتنفس بعمق لكن لسبب غريب زاد خوفها وهي تسمع صوته
راشد وهو يتأملها بقلق : حلم سيء ؟
كانت للحين تتنفس بصوت وهي تناظر لتحت وتشوفه جالس على ركبته بالأرض ماسك يدها ويتأملها بصمت..الخوف كان واضح بعيونه وهو يرّكز على ملامحها..من صدمتها ماكانت عارفه ايش تقول..متفآجئه من وجوده هنا جمبها!
كيف وليه كانت تبغى تسأله بس الصدمه شلّتها وهي تناظر بعيونه و قلبها ينبض بخوف
قال بهدوء: بأيش حلمتي؟
.
.
*********************
.
.
فتحت كبت غرفتها بإتساع وهي تناظر داخله بعدم اهتمام..مدت يدها بسرعه وسحبت فستان أحمر مخمل من داخل الكبت وسكرته..كان يجي لنص الساق وتعمدت تختاره هو بالذات بسبب كمه الطويل حتى يغطي الندبه بمعصم يدها
مع انها شالت الشاش من مده لكن مازال شكله واضح لها واذا أحد شافه أكيد بيسألها عنه..ايش تقول اذا الناس عرفوا أنها ندبة سكين واضحه..ماعندها أي تبرير لهم ولا لها خلق تتكلم عن أي موضوع يخصه
لبست الفستان بسرعه وهي ترتّب شعرها وتميله كله على جنب..طاحت عيونها على حلقها الفضي الفخم وقررت تلبسه بدون عقد بما أن فستانها يغطي رقبتها
بلعت ريقها وهي تفكر
" اوك..اوك..ايش باقي بعد ؟! صح المكياج ! "
كانت تتنفس بشكل متوتر وهي تناظر تسريحتها الفوضويه وبعيونها تدّور على أي شي من مكياجها تقدر تحطه بهالدقيقتين اللي عندها
قررت بعد تفكير أنها تآخذ شنطة مكياجها الخاصه بالدوام وتحط لها المكياج هناك بما أن مافي وقت عندها
وقفت ثواني لما لمحت نفسها بالمرايه وتغيرت ملامحها من التوتر اللي كانت فيه للعبوس
فجأه حسّت أن شكلها تغير عليها ماكأنها هي عبير اللي كانت تدور وتتدلع قدام هالمرايه دايما ..ليه صارت تشوف نفسها قبيحه فجأه؟! ليه تغير كل شي عليها حتى نفسها اللي كانت تعشقها ماصارت تشوفها مثل قبل
كل هذا تغير عليها بس لأنهم خربوا حياتها ؟!
بعّدت نظرها عن مرايتها بغيض وهي تتذكر جوالها المرمي على السرير..مشت لعنده وبحركه سريعه أخذته و أخذت عبايتها وحجابها اللي كانت مخليتهم على الكنب الموجود بمنتصف الغرفه
كانت تتحرك بكل سرعه وثبات وهي تلبس عبايتها وبنفس الوقت تجهز شنطتها و نقابها .. وقفت ثواني تناظر الجوال وتفكر بتساؤل
" ليه ماوصل للحين ؟! "
تأملت الفراغ وهي تتذكر حوارها مع أمها قبل ساعتين وكيف أنها توها تحس أن الحياة انقلبت ضدها وخلتها تكره كل شيء
- قبل ساعتين –
كانت فاتحة كراستها الكبيره ومثبتتها على طاولة الرسم اللي غيّرت مكانها قبل كم يوم.. صارت وراء الدريشه بالضبط علشان اذا فتحت الستاير تدخل الشمس غرفتها وتعطيها الإضاءة اللي تحتاجها علشان ماتشوف شي غير اللوحة اللي كانت تشتغل عليها
طلعت علب كثيرة داخلها الألوان اللي كانت بمختلف الأحجام والأنواع..أخذت علبة اسطوانية طويلة معبأه باللون الأسود
همست وهي تتأملها "هذا اللي أحتاجه بالضبط!"
لون احساسها و مشاعرها..لون حياتها حاليا..سوداء كئيبه و مافي أمل أن الشمس تصلحها وتغيرها..عادتها دايما تفرغ مشاعرها بالألوان والرسم لكنها ماتدري الحين ايش تسوي بالأسود؟
أول مره تختاره كلون منفرد تستخدمه لحاله وهنا استغربت من نفسها.. لهدرجه هي ماحزنت مثل كذا من قبل علشان تستخدم هاللون مثل الحين؟!
استوعبت أنها قاعده تعيش كابوسها الوحيد اللي كان مسبب لها مشاكل من كانت صغيره
شدت قبضتتها على العلبه وهي تجهز الأدوات الباقيه وتحطها على طاولة دائريه صغيره جمب كرسيها .. جلست قدام الطاولة وهي تناظر بالكراسه البيضاء بتأهب
أخذت اللون الأسود وعصرت منه شوي على اللوح الخشبي..مسكت الفرشاة اللي جمبها وهي تتنفس بعمق "الحين أنا جاهزة! "
حطت فرشاتها وغطتها بالكامل داخل اللون وبشكل غريب كانت تبتسم بمتعه..كانت توها بتحط الفرشاة على ورقة الكراسه بس وقفت وهي متفآجئه من دخول أمها الغرفه بدون ماتطق عليها الباب
ناظرتها بإستغراب : بسم الله يمه خرعتيني!
ابتسمت على جنب وهي ماسكه اكسسوارها بيدها وتحاول تركبه بأذنها..قالت بهدوء: يلا تجهزي بنروح بيت خالتك بعد شوي
عقدت حواجبها : ايش ؟! فجأه بنروح الحين؟
ناظرتها بإستغراب: شفيك مستغربه كذا..أنا قلت لك أمس أن خالتك مسويه جمعه علشانك والكل جاي اليوم..حتى أهلنا البعيدين بالرياض عازمتهم علشان يباركون لك خطوبتك
قاطعتها بضيق وهي ترسم خط عاللوحه: قصدك يباركون على خطوبة ولدها!
مشت أم فهد بخطوات صغيرة لعند السرير وجلست عليه..كانت ناويه تكلم عبير بالهداوة من بعد ما أجبرتها على شيء كبير مثل الزواج وحتى لو كانت غلطة بنتها من البدايه لكنها مازالت صغيره وماتبي تظلمها للأبد على أغلاط انتهت من زمان
ناظرتها بإبتسامه هاديه: واذا كان هو ولدها فأنتي بنتها والبنت تجي قبل الولد في كل شيء..لاتنسين أنها خالتك أخت أمك وتحبك و قد قالت لي أنها اعتذرت لك على ذاك اليوم لما انتي رفضتي ولدها
زفرت هواء بتعب وهي تشخبط بخطوط فوضويه.. قالت بتأكيد: بس يمه.. أنا ماراح أطلع معاك اليوم!
عقدت حواجبها بتساؤل : ليه؟! والعزيمه اللي تعبت فيها خالتك
تنهدت: ما أبغى أشوف أحد..أحس أني تعبانه ومرهقه من أمس!
تذكرت عبير يوم أمس لما أجبرتها أمها تطلع معاها تشوف المحلات والملابس الجديده اللي توها نازله
مع أن أمها كانت مقرره يطلعون علشان يجهزون لزواجها لكنها تعمدت تجبرها تطلع أمس حتى تغير جو بدل قعدتها في البيت..كانت عبير كئيبه جدا بالأيام الأخيره وخافت أن هالشي ممكن يأثر عليها حتى بعد الزواج
للأسف أنها ماقدرت تغّير من حالة بنتها لأنهم من طلعوا إلى مارجعوا كان وجهها بارد ولا هي مهتمه بشي..حتى السوق الشي اللي تحبه وتستمتع فيه ما أسعدها أمس لأن عقلها كان مشغول كثير و هي تفكر بخطة محكمة تقدر تنقذ فيها نفسها من اللي يصير لها
تغير وجه أمها للضيق : عبير علشاني استعدي وتجهزي..كلها كم ساعه وراجعين البيت
هزت راسها بلا : ماقدر عذريني يمه.. الشي الوحيد اللي أبغى أسويه أني أكمل رسم و بعدها أنام
وقفت أم فهد من على السرير هي تتأمل تعابير وجهه البارده
تنهدت بقل حيلة: راح أخليك على راحتك اليوم لأني أدري أنك للحين تعبانه بعد الملكة(قالت بجدية) لكن لو صار وانعزمتي مره ثانيه ماراح يكون لك عذر ثاني واذا سألوني عنك اليوم ترى ماراح أتعذر لك مثل قبل.. بقول لهم دقوا عليها وسألوا بنفسكم
ابتسمت عبير وهي تحرك الفرشاة: معليه يا مامي أنا ماهتم لرأي الناس (اختفت ابتسامتها) خصوصا بهالوقت !
زمتّ شفاييفها بإقتضاب وهي تمشي مبتعده عنها..مو عاجبها حال بنتها هالأيام بس ماتقدر تسوي شي لها..هي الوحيده اللي لازم تصلح حالها
ناظرت عبير باب غرفتها يتسكّر ببرود ورجعت تكمل رسمتها بكل هدوء وصمت..الشي اللي ماكانت حاسبه حسابه هو الكلام اللي بيدور هناك وهي مو موجوده..مو دارية أن الطاولة بتنقلب عليها في المستقبل القريب بشكل ماتتوقعه أبداً
.
.
.
***********************
.
.
.
غمض عيونه ببطء وهو يتنهد تنهيده طويله يريح فيها أعصابه اللي مازالت مشدوده
دخّل مفتاحه بباب شقته وهو يفتحه بصمت..مع أنه كان ضايع وحاس الدنيا تدور فيه لكن عقله كان ساكن هادي مافيه أفكار و احتمالات
تعمد بداخله أنه يسكت أطول فتره ممكنه ويقفل على السر اللي اكتشفه حتى اذا جاء الوقت اللي يتناقش فيه مع نفسه يكون مرتاح أنه ماعقّد الأمور وحوّلها لمصيبه هو في غنى عنها
دخل لداخل الشقه المظلمه المخيفه اللي يتضايق كل ليله لما يرجع لها خصوصاً لما يحس بمشاعر الوحده والحزن
بس اليوم ماحس بأي نوع من هالأحاسيس لأنه عقله وقلبه مازالوا في حالة سكون و صمت لمّا هو بنفسه يقرر متى يفتحهم و متى يقفل عليهم
سكر الباب وهو يفصخ البالطو الشتوي الطويل والجاكيت الرسمي اللي لابسه تحته ويحطهم على العلاقة الملتصقه بالجدار
مشى بخطوات هادئه لجهة التلفزيون وشغله بدون لايشغّل باقي لمبات الشقه واعتمد على النور البسيط من للمبات اللي كان مشغلها قبل لايطلع
جلس محمد على الكنبه الطويله المقابله للتلفزيون وهو يفصخ قفازاته الجلديه ويحطهم على الطاوله اللي قدامه
تمدد بظهره على الكنب وهو يتأمل التلفزيون بسرحان وعدم تركيز.. بهاللحظه هاذي قرر يشّغل عقله ويتذكر اللي صار قبل كم ساعه
لازالت الصدمه واضحه عليه..مو قادر يصدق إنها هي نفس الإنسانه الموجوده بذكرياته وأفكاره
ليه هي بالذات ؟
ايش هالصدفه اللي تخلي ساره زوجة راشد هي الشخص الساكن بماضيه وهي نفس الشخص اللي محتاجه الرئيس
عقد حواجبه بتفكير وهو يتذكر أوامر رئيسه بتمعن..ولا مره تكلم عنها أو جاب طاريه وسبب رغبته بإمتلاكها..كان دائما غامض بهالموضوع كأن عنده سر كبير وراه.. لايكون يفكر بتعذيبها أو حتى أنه يقتلها ؟!
غمض عيونه بقوة وهو يهز راسه..هو ماراح يتدخل بشغل العصابة ولا راح يورّط نفسه معاهم..دام أن الرئيس يبغاها فهو راح يجيبها له خصوصاً و أن حريته متعلقه بالمهمة هاذي
ابتسم بحزن وهو يرّجع راسه على وراء..ماتوقع بيوم أن ثمن حريته غالي لهدرجه !
راح يتخلص من أحلى ذكرياته اللي عاشها مع صديقته وحب طفولته بعد ساعات معدودة و كل هذا علشان يبني لنفسه حياه جديده و سمعه مختلفه !
رمش بعيونه متفاجئ من صوت رنين جواله الموجود بجيبه
تعدل بجلسته وهو يدخل يده بجيبه و يضغط على جواله ببرود
محمد :آلو
سكت محمد وهو يضيق عيونه بشك لما ماسمع رد من الطرف الثاني.. ناظر جواله مره ثانيه وهو يشوف اسم الرئيس على الشاشه
حاول يعدّل صوته ولهجته : أهلا سيدي الرئيس..بماذا أخدمك؟
الرئيس بسخريه : الفتاة معك أم أنها هربت من المصيدة ؟
كان واضح من طريقة كلامه أنه عارف برد محمد لكنه كان يسأله من باب تخويف الشخص وهالشي فاهمه محمد عدل
محمد بثبات : لا.. لقد كنت قريباً منها لكنني لم أستطع القيام بذلك
تغيرت لهجته للجدية : محمد..هل أصبحت جباناً فجأه ؟
محمد بإنكار : كلا ! لقد خشيت أن تضبطني تلك الفتاة لأنها تعرف شكلي لذلك قررت القيام بذلك غدا صباحاً
ابتسم الرئيس : اذاً أنت مصمم على القيام بهذه المهمة ؟
هز راسه بإيجاب : بالتأكيد.. أريد من الرجال أن يكونوا جاهزين في الساعه السابعه لقد فكرت بخطه مثالية لإمساكها دون علم أحد بذلك
توسعت ابتسامة الرئيس من وراء قناعه وهو يحس بالنشوة و السعاده من كلام محمد
الرئيس : اذا لم تنفذ كلامك هذه المره فلن أعتمد عليك مجددا ً
محمد بثقه : اطمئن.. أنا أعلم بما علي فعله !
.
.
.
******************************
.
.
.
بيت أبو تركي
دخلت أم فهد من باب الصالة الداخليه بعد مافتحت لها الخادمه الباب الخارجي..ابتسمت لما شافت أختها من بعيد
كانت كاشخه بفستانها الضيق العنابي الحريري و المشجّر بورود بيضاء كبيره..كان واضح عليها أنها مشغوله وهي تأشر للخادمات وتأمر كل وحده منهم بشغله تسويها قبل مايجون الضيوف
ابتسمت غادة (أم تركي) بتفآجأ لما التفتت من عند الخدامات وشافت أم فهد واقفه جمب الباب وتناظرها بإبتسامه كبيره..قربت أم تركي من عندها وهي تهلّي وترحب فيها بحفاوه
أم تركي : ياهلا والله ياهلا بأخيتي منيرة (سلمت عليها وهي تلّمها) هلا بأم العروس و حيا الله من جانا
أم فهد: الله يحييك ويبقيك ياروح أختك..ها في أحد جاء للحين؟
أم تركي : لا ياقلبي الحين الناس صاروا يتأخرون مو مثل قبل..انتي اللي جايه بدري اليوم (عقدت حواجبها بإستغراب وهي تناظر المكان بعيونها) إلا وين عبير؟
سكتت أم فهد شوي وهي تحاول تبتسم قبل لاترد
أم فهد: كنت بقولك من قبل بس ما أمداني أشوف عبير الا تو قبل دقايق .. دخلت عليها غرفتها وقالت أنها تعبانه و مو قادره أنها تتتجهز علشان....
قاطعتها بإنزعاج: برضو يا منيره المفروض جات حتى لو كانت تعبانه وانتي عارفه هالشي..(تكلمت بتأكيد) العزيمه علشان ملكة العيال لأنها صارت سريع سريع ومحد من أهلنا جاء ذاك اليوم..ايش بيقولون علينا اذا صاحبة الشأن مو موجوده؟!
تنهدت أم فهد وهي تمشي بهدوء لجهة دولاب العبايات وتحط عبايتها داخله
لفت عليها وهي تقول: فهميني ياغاده أنا ما أقدر أجبرها على شيء حاليا..انتي ماشفتيها بالأسبوعين الأخيره منطفيه ووجها أصفر و أحس مايصلح لها أن الناس يشوفونها كذا
هزت راسها بلا وهي تطلّع جوالها : لا لا لا..لا تقولين ولاتبررين هي لازم تجي حتى لو كان بالقوة !
كانت تضغط على جوالها بحركه سريعه ورفعته جهة أذنها وهي تناظر أختها بثبات: صدقيني ان ماجات بنتك الناس هم اللي بيآكلونا بالكلام..ضروري تتركين الدلع عنها و.... (ابتسمت وهي تسمع صوته) الو هلا ..ها متجهز ولا يبغالك وقت ؟! ..آه أجل اسمعني..
سكتت شوي تحاول تنتقي الكلام قبل لاتقوله
قالت بهدوء: اذا خلصت أبغاك تروح بيت خالتك منيره تمام؟..ايه خالتك منيره شفيك؟! (تنهدت) عبير للحين ماجهزت وخالتك توها داخله البيت وتقول مافي أحد يجيبها من بيتهم..(ابتسمت) عاد أنا قلت تركي موجود وأكيد بيرضى يجيب خطيبته الليله صح ولا أنا غلطانه؟.. (سكتت تسمعه) معليه معليه ياولدي صارت باللحظه الأخيره..الحين ضروري تطلع وتجيبها قبل مايجون الضيوف..(توسعت ابتسامتها)ياقلبي يا يمه أجل احنا ننتظركم وببلّغ خالتك تقول لعبير تطلع لك..تمام.. تمام يلا مع السلامه
سكرت جوالها بإبتسامه واسعه وناظرت أم فهد: وها هذا المشكله انحلت !
تنهدت أم فهد بهدوء: والله مدري متى تتغيرين يا غاده.. تحبين تنفذين قرارتك دايما وهالشي....
قاطعتها بسرعه : وهالشي مو غلط..الغلط أن بنتك ماكانت راح تحضر اليوم وتفضحنا عند خالاتك وعمّاتك..انتي تعرفينهم ذول اذا جاهم الكلام مستحيل يسكتون وبينشرونه عند الكل على أساس أنهم أفضل منا
أم فهد : تصدقين عاد هذول بالذات المفروض ماتهتمين لهم لأنهم متكلمين متكلمين سواءاً حضروا العزيمه أو لأ..(ناظرت جوالها) والحين لازم نعطي عبير خبر أن تركي جاي بالطريق ولا ما أظنها راح تسمع الكلام
تنهدت وهي تهز راسها: انتي لو تتركين الدلع مثل ماقلت لك كان ارتحتي مثلي.. أنا بناتي اذا قلت لهم الشي لازم ينفذونه أما اذا عاندوا حرمتهم من مقتنياتهم و طلعاتهم مع صديقاتهم
ناظرتها بنص عين وهي تدري بداخلها أن كلام أختها مو صحيح..مامره شافتها تعامل بناتها بجديه أو أنها عاقبتهم فعلا..دايما على بالها أنها هي أحسن وحده ربّت بناتها فينا لكن الواضح أنها مو مهتمة أبدا بهالشغله
تكلمت أم فهد بتوضيح : الدلع وين وأنا وين..كفايه علي فهد مستحيل يعطيهم مجال لأي شي يتمنونه وتقولين بناتي مدلعات
ضغطت على جوالها وهي مو مهتمه تسمع حوار غاده اللي مازالت تتكلم عن التربيه وتصرفاتها مع بناتها..في بال أم فهد كانت تفكر بإيش راح يكون رد عبير عليها الحين بعد ماتعرف أنها لازم تتجهز علشان تحضر العزيمه
أشرت أم فهد بيدها وهي ترد بالجوال: الو !
.
.
٠
***************************
.
.
.
باريس
دخل من البوابه وهو يمشي بخطوات سريعه علشان يلحق المصعد اللي كان مفتوح قدامه ..كان ماسك جواله ومقربه عند أذنه وعيونه على باب المصعد اللي قفل بثواني قبل مايوصله
تنهد بتوتر وهو يضغط على زر الصعود ويرجع خطوه على وراء
راشد وهو يضغط على الجوال :كل اللي سمعته حاليا يبقى بيني وبينك..ما أبغى كلامي يطلع برا يا نواف خصوصا للرئيس فهمت!
نواف وهو يمثّل الإستغراب: كل أوامرك راح تتنفذ بإذن الله لكن ممكن أعرف سبب هذا القرار المفآجئ؟
تكلم بثبات وهو يناظر الرقم اللي وصل له المصعد: هذا الشي يخصني أنا أما أنت عليك التنفيذ من غير أي أسئله فضوليه
نواف بهدوء : ايه بس هاذي أول مره تطلب فيها شغله من غير علم الرئيس وأنت عارف كيف أنه انسان غريب ومستحيل أحد يعرف أفكاره
ابتسم بسخريه وهو يدخل المصعد : لاتحاول تلف وتدور وتفكر أني بثانيه راح أطيح بكلامك..أنا اذا كنت عارف الرئيس من قبل فأنا أعرفك أنت أكثر منه ولا ليه خليتك موظف عندي وتسوي مطالبي؟! ..(تغيرت لهجته للحده) لاتفكر أني ساكت عليك يعني أني مو داري عنك..أنا أعرف كل شيء يا نواف..كل كلمه قلتها من وراي وكل حركه سويتها أنا عارفها لكن بهاللحظه بالذات راح أترك لك الخيار.. يا أنك تكون معاي وتثق بكلامي أو تطلع من مكانك اللي أنا حطيتك فيه وتروح وين ما كان ذاك الشخص اللي تنفذ أومراه وتتبعه
سكت راشد شوي وهو ينتظره يرد لكن الصدمه ألجمت نواف ووقفت أفكاره..ماكان متوقع بعد هالسنتين الماضيه وبعد مراقبته وشغله بالخفاء أن راشد يكون عالم بتحركاته كلها وساكت عليه..بس ايش سبب سكوته؟ ..معقوله أنه كان ينتظر اللحظه المناسبه علشان يقوله هالكلام؟! أنه يخيّره بينه وبين الرئيس بمثل هالفتره المعقّده بعلاقتهم
ايش يقول..ايش يرد عليه الحين ؟ الموضوع يبغاله هدوء وتفكير مركز لأنه هالشيء يتعلق بمصلحته وحياته..اذا أختار الخيار الغلط راح....
قاطعه صوت راشد وهو يقول بسخريه: أشوفك سكتّ؟ (ابتسم) لهدرجة تفكرني ما أدري عن الناس اللي أنا أوظفهم عندي بشركتي؟!.. الظاهر على كثر مراقبتك لي أنك ماعرفتني عدل لكن اسمعني زين يا نواف..( بجديّه) الحين أنت عرفت المطلوب منك..فكّر عدل واختار الصح!
سكر راشد الجوال بدون لا يسمع أي رد من الطرف الثاني.. كان عارف أن نواف مستحيل يتكلم بعد المحادثة اللي دارت بينهم ولازم يعطيه الوقت اللي يحتاجه للتفكير..لما يجي الوقت المناسب هو بنفسه بيدق عليه وراح يقوله قراره النهائي..لكن هل يقدر يثق بأي كلمة من نواف بعد ماعرف أنه مستحيل يكون صادق معاه؟
تنهد راشد بهدوء وهو يدّخل جواله بجيبه ويناظر باب المصعد اللي انفتح بسرعه بعد ماوصل للطابق اللي فيه شقته
طلع من المصعد بخطوات بطيئه ووقف مكانه وهو يناظر باب الشقه اللي بنهاية الممر ورجع يتنهد مره ثانيه لكن بعمق أكبر كأنه يطلّع كل التوتر المتراكم داخله ويحاول يتناسى أنها احتمال تنتظره داخل
متردد شوي أنه يمشي لجهة الباب خصوصاً بعد آخر موقف كان بينهم..ماوده يشوف انكارها ورفضها لوجوده !
نقل نظره لباقة الورد اللي كان ماسكها بيده اليسار وتأملها بهدوء..كان قلبه يدق بقوة وهو يتأمل اللون البنفسجي الواضح لزهرة البنفسج وبداخله يحس بالندم لأنه اشترى هالباقة بدون لايفكر قبل..بدون لايتذكر أنها مو مهتمه له ولا حتى فكرت فيه
تذكّر راشد قبل ساعه لما شاف لوحة محل الورد اللي كان توه مفتوح مقابل بوابة الشركه وبدال لايروح للمواقف ويآخذ سيارته رجله تحركت بدون إحساس وهو يمشي لعند المحل بفضول
المكان من برا كان مزين بالبالونات الملونه والورد موزع بشكل مرتب من داخل وخارج المحل..كانت كلها أصناف غريبه غير عاديه مو مثل ورد الجوري و زهرة اليبتونيا اللي كان يزرعها بحديقة بيتهم
كل زهرة كانت مميزه بشكلها ولونها لكن لفت نظره هذيك الورده الموجوده بآخر المحل واللي ماكان في أحد غيره متواجد عندها..وقف يتأملها بتمعن وهو منسحر بلونها البنفسجي الهادي ومع أن شكلها عادي ومايتقارن بباقي أصناف الورد لكنه حسّ بإرتباط غريب بينه وبين هالورده بالذات
............: violet flower !
التفت راشد لجهة البائعة السمينه اللي شافها قبل مده تدور بالمحل وتشوف الزبائن بحب..كانت واقفه جمبه تناظره بإبتسامه واسعه من على وجهها المكتسب حمره طبيعيه بسبب برد الشتاء
ابتسم مجامله لها وهو يرجع على ورا: آه هذه أول مرة أرها..إنها جميلة جداً
البائعه وهي تتأمل الورده: إن لها حكايةً مثيرة كما تعلم
عقد حواجبه بإستغراب: حكاية ؟!
هزت راسها بهدوء: أجل..أسطورة إنجليزيه من أساطير الزمن القديم والتي تحكي عن ملك الثلج الذي شعر بالوحدة في قصره الجليدي حيث كل شيء صامت وجامد (ناظرته) لذا أرسل جنوده للبحث عن فتاة جميلة غير عادية تغير عليه حياته إلى أن وجد الجنود فتاة خجولة متواضعه تدعى بنفسج
هزّ رأسه بهدوء وهو مندمج معها بالقصه : وبعد ذلك ؟
البائعة : عندما أحضروا بنفسج لملك الجليد وقع بحبها على الفور وتحول من رجل قاسٍ وحزين إلى رجل دافئ وحنون..ان هذه الزهرة تمثل النقاء والتواضع وتخاطب الحب الصامت الجميل كما تقول الأسطورة!
كان واقف وهو سرحان بالقصة اللي سمعها..كيف أنها تشبههم بشكل غريب واحساسه كان بمحله لما ارتبط قلبه بهالزهرة الجميلة..رجل وحيد قاسي تحولت حياته بسبب بنت متواضعه
ابتسم بينه وبين نفسه وهو يتذكر وجهها
"فعلاً هالزهرة تناسبها ! "
قطع أفكاره صوت البائعه : اذاً هل ترغب بأن أنسق لك باقة ؟
راشد: أجل .. باقة كبيرة من زهرة البنفسج
.
****************
.
رجع عقله للوقت الحالي وهو يبتسم بتفاؤل ويتخيل ردة فعلها لما يعطيها الباقة ويقول لها القصة اللي سمعها..يمكن..يمكن يرق قلبها شوي وتنعجب فيه وتعترف بحبها له
مسك مقبض الباب وهو يفتحه بهدوء ويناظر المكان بفضول ..طاحت عينه عليها وهو يلمحها نايمه على الكنبه الموجوده بالصالة
استغرب بداخله نومها بهالمكان و قعد مدة واقف يتأملها من بعيد
سكر الباب وهو يمشي لجهتها بخطوات كبيره لكنه تفاجئ منها لما سمعها تهمس بجمل غريبه غير مفهومه..حتى أنها كانت تتحرك عالكنب بإنزعاج وضيق
قطرات العرق كانت واضحه على جبينها و هالشي أقلق راشد عليها.. مع أنهم بالشتاء والجو بارد إلا أن شكل ساره كان يوحي بأنها تحس بالحر خصوصاً أنها كانت تتنفس بصعوبة
وقف مكانه مو عارف ايش يسوي..كان يحس بالتوتر وهو يفكر أنه يشيل حجابها علشان تقدر تتنفس عدل وتروح الحراره عنها
قرب منها بهدوء وهو يحط بوكيه الورد عالكنب اللي جنبهم ويجلس عالأرض وهو يناظرها
مسك حجابها بخفه وهو يوسعه بدون لايشيله علشان ماتتضايق من حركته وتجلس فجأه..تنهد وهو يتأملها ويمسك يدها ويتلمسها بحنان..كان همه يعرف ايش هي أفكارها وايش اللي مخليها مرهقه وتعبانه للدرجه هاذي
ليه منزعجه وخايفه حتى بأحلامها..وليه يحس بالضيق أنه مو قادر يفهمها مثل ما هي تفهمه؟
وقفت أفكاره لما حس فيها تندفع فجأه من على الكنب وهي تتنفس بصوت عالي .. كانت تناظر يمين يسار بخوف كأنها تتأكد أنها فعلاً كانت تحلم و أن كل اللي صار مجرد نسج بسيط من خيالها
بلع ريقه بتوتر وهو يتأملها قريبه منه وخايف من ردة فعلها لما تشوفه لكنه تكلم بسرعه قبل ما تلتفت عليه و تخاف منه أكثر
تأملها بقلق : حلم سيء ؟
ناظرت ساره لتحت وهي تشوفه جالس على ركبته بالأرض ماسك يدها ويتأملها بصمت..الخوف كان واضح بعيونه وهو يرّكز على ملامحها لكنها من صدمتها ماكانت عارفه ايش تقول..متفآجئه من وجوده هنا جمبها!
لما شافها سكتت مده وهي تناظر فيه ماقدر يرتب الكلام المناسب علشان يبرر لها موقفه ويفهمها أنه ماجاء هنا ومسك يدها إلا من خوفه عليها
سكت شوي وهو يفكر كيف يخفف من صدمتها ويخليها تتكلم معاه
سألها بهدوء : بإيش حلمتي ؟
ماكانت حاسه بنفسها وهي تتأمله بصمت تفكر بالترقب الخفي الموجود بسؤاله ولا هي فاهمة سبب تصرفه وجلسته هاذي قدامها
لمعت عيونها بإستياء وهي تبعّد يده عن يدها بخفه وتقوم من مكانها مبتعده عنه..كانت توها بتمشي متوجهة لغرفتها فوق لكنها وقفت وهي تحس فيه يمسك ذراعها بقوة ويجبرها توقف
راشد بحزم: وين رايحه؟
ماردت عليه وهي تناظر قدام وتحاول تعدل الحجاب اللي نزل من على شعرها بسببه
كانت مرهقة من التفكير وقلبها يعورها بعد الحلم اللي حلمت فيه..ماكانت عندها الرغبة أنها تلف عليه وتشوف وجهه خصوصاً وأن ملامحه وتعابيره اللي بالحلم لازلت محفورة بذاكرتها
وقف راشد قدامها بتعمد وهو حاس فيها أنها لا يٌمكن تناظر فيه لكنه بداخله ما كان راضي من هالنفور اللي يشوفه منها
راشد : أنا أبغاك تردين علي علشان أفهمك.. انتي تحتاجيني و أنا....
سكت فجأه وهو يبلع الكلمه اللي كان بيقولها ..ماكان حاس بنفسه وهو يعاتبها لكنه ماقدر يسكت عنها أكثر
كان بيفضح عمره ويقول أنه يحتاجها جمبه بس مستحيل مستحيل يوريها وجهه الثاني الضعيف
كانت منزله راسها وتناظر بالأرض مصممه أنها ماتطّل بوجهه..مسكت يده بهدوء وبعدتها عن ذراعها
قالت بصوت مرهق : بهاللحظه هاذي ما أقدر أقعد دقيقه وحده معاك!.. مو لأني ساكته وجالسة بهالشقه تفكر بإني أحتاجك..كل اللي أحتاجه إني أكون بعيده عنك
قربت منه وهي لافه وجهها وقالت بحدة : بروح لأي مكان يبعدني أنا و أبوي عنك ولا راح توصل لنا مهما حاولت !
مشت عنه بعصبيه وهي تحاول تمسك نفسها لا تضعف قدامه..صعدت الدرج متوجهة لغرفتها وسكرت عليها الباب بقوة
ضمّت عمرها وهي تمشي للمراية بهدوء
ناظرت عيونها بعزيمة وهي تقول بصوت مسموع: انتي قوية ..انتي قوية يا سارة قوية !
لأول مرة تتكلم بمثل هالطريقة وتقول شيء طالع من قلبها بصدق..كانت فعلا مستاءة من ظهوره قدامها و انه يتكلم معاها كأنه ولي أمرها وقريبها
تغيرت تعابير وجهها للإنزعاج لما تذكرت ملامحه القلقه وبداخلها متأكده ان شخص مثل راشد وتفكيره ماراح يتقرب منها إلا أن وراه شي كبير وسر خفي ممكن ينقلب ضدها بالمستقبل
تنهدت وهي تفك الحجاب كامل وتنسدح على السرير..كانت تتأمل السقف بصمت لما نقزت فجأه من صوت الطق على بابها
تعدلت على السرير وهي جالسه وتناظر الباب..قلبها كان ينبض بقوة من الخوف وهي تفكر بردة فعله
توسعت عيونها لما لاحظت انها ماقفلت باب غرفتها بالمفتاح وقعدت تشد بيدها على مفرش السرير
بتوتر..كانت تتخيل طريقة دخوله المهيبة و شكله وهو جاي جهتها ويشد شعرها ولا يضربها بالجدار مثل ذاك اليوم
وقفت أفكارها لما سمعت صوته من وراء الباب وهو يتكلم بنبرة تأكيد
راشد : بكرا لاتسوين مثل العاده وتطلعين بدري مع محمد لأني أنا اللي بآخذك للداوم
تأملت الباب ثواني..انتظرته يكمل كلامه أو انه يدخل عليها مثل ماتوقعت لكن ماكان في أي صوت بعد الجمله اللي قالها
تنهدت براحه وهي تفكر بكلامه..ماكانت مقتنعه فيه أبداً..ليه لازم تسمع له وتروح معاه؟
بعد الكلام اللي قالته له لما كانوا بالصالة لازم عليها أنها تتمرد وتبتعد عنه..لأنها اذا استمرت بوجودها بهالشقه عنده ماراح تلقى غير المهانة و الذل
سكتت وهي تفكر..ما كان في غير حل واحد
" أنا لازم أهرب من هنا بأسرع ما يمكن ! "
.
.
*************************
.
.
سكر باب الكبت بعد ما بدّل ملابسه ووقف مكانه وهو يناظر بأرجاء الغرفه وبباله كلامها..ماتوقع انها بتنفجر بهالطريقه قدامه وبنفس الوقت تجرح قلبه من غير لاتعرف عن اللي بداخله
تغيرت ملامحه للألم ..للحين يتذكر شعور الفرح والترقب لمّا اشترى باقة الورد لها..كان يظن أنها بتفرح وتبتسم مثل عادتها بس شكله قتل هالشي فيها
شد على قبضته بعصبيه وضرب الكبت بقهر من نفسه .. وعلى نفسه
مايقدر يشرح لها مشاعره ولا حبه ..ولا يقدر يفّهمها أنه تغير شوي و أنه راح يتغير أكثر علشانها
الزمن والمكان والمواقف ضدهم..كيف يقدر يتخطى كل هذا ويعيش بسعاده مع الإنسانه اللي اختارها قلبه؟!
تنهد وهو يناظر الكنب اللي كانت ساره تنام عليه
" خصوصاً وأن هالإنسانه ماتبادلني نفس الشعور "
.
.
.
****************************
.
.
.
كانت تهمهم بينها وبين نفسها وهي ترسم بفرشاتها على اللوح وتحط اللمسات الأخيره على رسمتها..ابتسمت ابتسامه عريضه وهي تناظر آخر لوحاتها الفنيه وبداخلها متفآجأة من النتيجه
كانت الورقه كلها متعبأه باللون الأسود ماعدا خط أبيض ضعيف جداً بمنتصف اللوحة
تغيرت ابتسامتها للألم وهي تناظر بالرسمه وتفكر
" هذا الخط الأبيض هو الجزأ الوحيد مني اللي ماوصله سواد هالدنيا..بس يمكن مع الأيام يبدأ يظلم أكثر لما يتداخل مع باقي الذكريات القديمه"
قامت من مكانها وهي تشيل لوحتها بعصبيه : ايش هاللوحة الكئيبه يا عبير !
حطتها على جنب مع باقي اللوحات العاديه اللي مانالت إعجابها كثير حتى تفخر فيهم وتعلقهم على جدران غرف بيتهم
تنهدت وهي تتأمل يدها وتشوف تأثير الألوان اللي استخدمتها عليها ..أصابعها و أظافرها تلونت بالأسود كأنها كانت تلّون اللوحه فيهم مو بأدواتها
توها كانت بتمشي متوجهة للحمام حتى تنظف يدينها لكن رنين جوالها استوقفها دقيقه
ناظرت يدينها مره ثانيه بتفكير وهي تشوف آثار الألوان اللي نشفت عليها وبلحظه سريعه سحبت جوالها من الشاحن اللي جمب طاولة الرسم
ابتسمت وهي تشوف المتصل: أهلاً يا ماما عاوزه حاقه ؟
أم فهد وهي تجاريها : ايوه يا ماما اسمعيني كويس !
زادت ابتسامتها : سمعاكي
تكلمت بجدية : ترى خالتك أرسلت لك ولدها علشان يجيبك بعد ماتجهزين
سكتت لثانيه مو مستوعبة كلام أمها وهي تحاول تفهم كل كلمه سمعتها
ردت فجأه : نعــــــــــــم !
تنهدت أم فهد : يابنتي كلها كم ساعه ترتبي وتعدلي وتعالي هنا.. خالتك تبغى تشوفك ومو راضيه تسمع أي رفض علشان كذا كلّمت تركي يجيبك من البيت
حست بالتوتر والعصبيه بنفس الوقت..كيف قدرت خالتها تسوي كل هذا على هواها ولا فكرت فيها وبحالها وبعدين ليه أمها ساكته وراضيه ليه ماوقفت بوجهها ومنعتها عن هالفعل ؟
الأدهى والأمر انها مكلمه ولدها حتى مو سواق بيتهم..كيف تقدر تركب معاه بعد حوارهم وكلامهم اللي توه صاير ؟!
أم فهد : عبير.. وينك ؟
ردت ببرود : لأ !
أم فهد بإستغراب : ايش قلتي ؟
عبير : لأ ومستحيل أركب معاه ولا حتى تفكرون أنكم تجبروني !
أم فهد بحزم : عبير اعقلي تراه يعتبر زوجك وعادي انتوا بفترة خطوبه يمديه يشوفك وتشوفينه..انتي ماتبغين تتعرفين عليه قبل الزواج؟
حست بالضعف فجأه و أن ودها تبكي بس ماقدرت تبين هالشي لأمها
عبير وهي تحاول تقنعها : يمه أنا ماقدر أسويها .. أحس ان تونا للحين بالبدايه ما أقدر أخليه يوصلني كأنه سواق لي..مدري أحس صعبه صعبه
كان كلامها مو مرتب ولا هي عارفه كيف تتكلم أصلا..أهم شي تقنع أمها تعدل عن قرارها وترضى لها أنها تقعد بالبيت
أم فهد بضحكه : انتي شقاعده تقولين ؟ شدخل سواق وماسواق تراه ولد أختي وخطيبك انتي ..هو جاي علشانك وعلشان يشوفك
حست النفس عندها وقف لماسمعت آخر كلمة : يمه....
قاطعتها أم فهد : ماعليك ياعمري انتي..روحي تجهزي واطلعي له.. بس هذا كل اللي عليك تسوينه فهمتي
سكتت مو قادره تفكر وترد عليها.. كل اللي ببالها انه هو جاي جاي ماراح تقدر تهرب من هالشي
ابتسمت أم فهد : دامك سكتي هذا معناه انك تفكرين بالموضوع .. بعتبر سكوتك موافقة وانك هالحين جايتنا بالطريق
سكتت أم فهد شوي تنتظر ردها لكن لما ماسمعت منها كلمه
تنهدت بقل حيلة : يلا أجل احنا ننتظرك لاتبطين !
سكرت أم فهد الجوال لكن عبير مازالت على نفس وقفتها وهي تناظر لقدام وتعض على شفتها بتوتر
بلعت ريقها وهي تسكر جوالها وترميه على السرير..قررت بداخلها أنها تروح تغسل يدها وبنفس الوقت تفكر بالوضع اللي هي فيه
توجهت للحمام بسرعه وهي تفتح الحنفيه و تدخل يدها بالماي
" يمكن هذا الوقت المناسب اللي أقول له عن الفكره اللي براسي ..المفروض أدرس الوضع أكثر بس شكله مافي فرصه ثانيه غير هاذي علشان أكلمه فيها.. ولو أنه آخر شي بالدنيا أتمنى أسويه بس كله علشان أرتاح و أفتك منه "
ناظرت نفسها بالمرايه وهزت راسها بتأكيد على أفكارها
طلعت بسرعه وسكرت الباب وراها..تبغى تتجهز بأي شيء تشوفه قدامها قبل لايوصل تركي وبنفس الوقت ترتّب كلامها بعقلها علشان تعرف تقول له الفكرة اللي خطرت على بالها
.
.
.
**********************
.
.
.
نزلت من على الدرج وابتسامتها الواثقه على وجهها ناظرت نفسها بمراية الإستقبال قبل ماتدخل للصالة المتجمعين فيها العائلة وبداخلها ماكانت تبي تشوف غيره
كانت لابسه عبايه وسيعه تجي سوداء من الأطراف وبيضاء من النص رابطتها بحزام أسود طويل من عند الخصر
تمكيجت بشكل بسيط جداً حتى تخفي التعب اللي كان بعيونها وتزيد وجهها إشراق مع إنها ماتحبذ مثل هالمكياج لأنه عكسها تماما ومايمثلها لكنها أجبرت نفسها تسويه بهالطريقه خصوصا وأن سالم مايحب المبالغه بالزينه
كانت تبغى توريه جمالها الطبيعي حتى يشوف هو ايش فوّت على نفسه قبل لما كان رافض انه يخطبها
مدت يدها تضّبط شعرها اللي فتحته و طلّعت شوي منه عند وجهها أما طرحتها كانت حاطتها على راسها بدون لاتلفها علشان تغطي باقي شعرها من ورا
ابتسمت لنفسها بالمرايه تعطي لنفسها دفعة ثقه و أمل بأنها هالمره أكيد راح تظفر بنظرة إعجاب منه واحتمال ولو بسيط يرجع يفكر فيها ويحبها بدال هذيك اللي ماتتسمى
مشت لجهة صالة الحريم وقبل لاتدخل وقفت تناظر الموجودين بفضول مستغربة تواجد الكل اليوم ببيتهم
شافت البنات متجمعين بجهة وحده لحالهم البعض منهم متغطي والباقي متحجبات أما خالاتها وأمها قاعدين بآخر الصاله مع خالها وعيالهم
بلعت ريقها وهي تفتح الباب بالكامل وتدخل بثقه.. مشت بسرعه لجهة أمها وقعدت جمبها بهدوء..تعمدت تختار هالمكان لأنها راح تكون مقابلته تماما ويمديها تشوف وتسمع أي كلمة يقولها
كانت تعطي نظرات مبتسمة وهي تناظر الكل لما التقت عيونها بعيونه
أخذت شهيق وهي تنزل عيونها بحياء مو قادره ترفعها وتناظره ..همست لأمها : ماما ليه الكل مجتمع عندنا اليوم ؟
أم تركي بإستغراب : ليه..أنا ماقلت لك ؟
سمر : لا ما أذكر أنك كلمتيني عن الموضوع..إنتي مسويه عزيمه للعائلة ؟
أم تركي : عزيمه كبيره حتى أهلنا بالدمام وبالرياض كلهم جايين.. بهالوقت مافي غير الأهل القريبين مجتمعين هنا بالصالة لأن توه بعد المغرب..الجمّعه الكبيرة بتبدأ بعد العشاء ان شاء الله اذا تبين تجين وتحضرين براحتك بس اذا ماجهزتي عادي اطلعي واذا خلصنا دقيت عليك ترجعين البيت
ناظرتها سمر بحيره : بس ليه كل هذا ؟
أم تركي : لأن حفلة خطوبة أخوك مو الكل حضرها وكانت بسيطه جدا وأنا بصراحه ماعجبني الوضع بس ما كنت أبغى أحرج خالتك منيرة بالكلام .. علشان كذا قررت أسوي هالعزيمه
هزت راسها بموافقه : صح كلامك أنا كنت بتكلم بس فكرت أنك مقتنعه باللي سووه
تغيرت تعابير وجهها بإنزعاج : لا أبد حتى تضايقت أن منيره ماعزمت كل الأهل
سكتت سمر وهي تنقل نظرها للبنات بالجهة الثانية من الصالة
كانوا يناظرونها بإستهزاء وسخرية مستغربين تصرفها أنها تركت جمعتهم وراحت جلست عند الحريم الكبار مع رجال العايلة..فاهمين تصرفها وعارفين ليه هي بالذات راحت هناك
ابتسمت لهم من بعيد لأنها عارفة تفكيرهم وهي ماراح تنكر ..أهم شي تحصل اللي تبغاه و الباقي مو مهم
نزلت عيونها لتحت ورفعتها بشويش علشان تلمحه لكنها تفآجأت بأنه مازال يناظر جهتها بهدوء وجدية
هالمره حسّت أن وجهها صار أحمر ولاعرفت كيف تتصرف..مسكت يد أمها بقوة كأنها بهالتصرف تحاول تخبي الإحراج اللي تحس فيه
لفت عليها : سمر ! ..شفيك يابنتي ؟
بلعت ريقها بتوتر : ولا شي ماما بس حسيت كذا أبغى أمسك يدك شوي
رجعت عدلّت ظهرها وعيونها بالأرض
" نظره منه ممكن تذبحني بمكاني..كيف لو خطبني وصار ملكي..ايش بيكون شعوري وقتها "
حست بقلبها ينبض وابتسمت بينها وبين نفسها وهي تدعي إن اللي ببالها يصير حقيقة
.
.
.
********************************
.
.
.
بنفس الوقت بيت أبو فهد
كانت قاعده على أعصابها ..لابسه العباية ومتجهزة من دقايق لكن كل ثانية تمر عليها تحس أنها ساعه من كثر ما عقلها يشتغل والتفكير متعبها
نزلت تحت ووقفت عند الباب الداخلي للبيت وهي تحوس برجلها قدامه..كانت حاطه يدها تحت ذقنها وهي تمشي بسرحان وتكلم نفسها داخلياً
" تتوقعين بيوافق على هالكلام ؟ "
"أكيد بيوافق..مستحيل يرفض وأنا جايته بكل رضى وقناعة "
" بس ...هل هالشيء في صالحي؟ يعني أخاف أنا اللي أتورط بعدين"
" لا تخافين ولا تترددين..مادام أن الوضع مناسب راح يتم كل شي مثل ماخططتي عليه "
قطع عليها أفكارها صوت جوالها اللي كان بيدها الثانية.. رفعته بهدوء وهي تشوفه يوقف بعد رنة وحده وبداخلها عارفه أنه وصل
أخذت نفس وطلّعته : يارب ساعدني !
ناظرت نفسها بالمراية اللي جمب الباب تتأكد من شكلها ونقابها قبل لاتطلع..عدلّت شنطتها ومشت بكل ثبات وهي تفتح الباب وتطلع لبرا عند البوابة الخارجيه
حاولت قد ماتقدر تكون قوية ومتماسكة خصوصا وأن الخوف من هالشخص مازال بداخل قلبها وبنظرها مستحيل تشوفه غير وحش مرعب ممكن يهاجمها بأي لحظه
رفعت نظرها وهي تشوف سيارته قدامها وبدون تردد فتحت الباب الخلفي وركبت بهدوء بدون ماتتكلم
ناظرها بالمرايه وهو ساكت ..مع أنه كان مستغرب هدوءها لكنه كان مرتاح لأنها ماسببت له مشاكل وكلام ماله داعي علشان تركب معاه
حرّك السياره بدون ماينطق بحرف مع أنه بداخل قلبه كان وده يسألها عن حالها ..وكيف جرحها التئم ولا لأ؟ وهل مازالت على حالها معاه ولا تغير بعينها شوي بعد آخر حوار دار بينهم؟
كان ساكت طول الوقت وهو يناظر الطريق ويرجع يشوفها بالمرايه كأنه يشيك عليها ويشوف ان كانت هي متضايقه بقعدتها معاه أو لأ.. بس ماكان واضح عليها أي تعبير لأنها كانت لافه وجهها جهة الدريشة
مايدري أن التوتر وصل لأعلى حدوده بداخلها وأنها كل دقيقه تحاول تفتح فيها فمها علشان تتكلم ترجع تسكره مره ثانيه
ماكانت عارفة كيف تبدأ الكلام معاه وبأي طريقه لكن بالنهاية قررت تكون مباشره ومختصرة
لفت وجهها لجهته ونقلت نظرها للدريشة الأماميه.. بلعت ريقها : ممكن تسمعني ؟
عقد حواجبه ومن داخله منصدم من الصوت اللي طلع فجأه
ناظرها بالمرايه بإستغراب : قلتي شي ؟
هزت راسها بثقه وهي ماتشوفه
عبير: أنا....
سكتت وهي تتنهد وتحاول ترتب الكلام بعقلها أما تركي مازال مو مصدق أنها تتكلم معاه وعندها شي بتقوله له
تكلمت مره ثانيه وهي هالمره حست بأنها قادره تكمل جملتها
عبير : في موضوع كنت أفكر فيه باليومين اللي راحوا و أحس أنه بيكون مناسب لنا
قاطعها بنفاذ صبر : ايش تقصدين بمناسب ؟
قالت بهدوء : يعني راح يفيدنا احنا الإثنين و أتمنى أنك ماتقاطعني مره ثانيه لأني أبغاك تسمعني للنهاية
سكت وهو يناظرها بالمرايه مو قادر يحدد من نبرتها اذا كانت جدّية أو أنها تتصنع هالشخصية قدامه.. لأنه بكل بساطه مو قادر يصدق أن اللي تتكلم معاه الحين نفس البنت اللي كانت تصرخ عليه بالمستشفى
عبير : أنا مو عارفة اذا كنت سمعت بالموضوع أو لأ لأن مو الكل يعرف عنه حالياً..تكلمت قبل كم يوم مع سلوى بنت خالتي هدى وفهمت منها أنها متفقة مع أخوي فهد أن زواجهم راح يكون نهاية هذا الشهر
سكتت شوي علشان تآخذ نفس : علشان كذا .. أنا فكرت بأن احنا الإثنين نتزوج معاهم بنفس اليوم
لكن لازم نتكلم معهم بأسرع وقت علشان كل شي يتنفذ بسرعه
تنهد بهدوء وهو يفكر بكلامها
تركي : وايش اللي يضمن لك اني بوافق على هالقرار؟
قالت بثقه : لأنك تبيني !
ماقدر يخفي ابتسامته من ردها : بس اذا كان هذا دافعك الوحيد فهو ضعيف.. أنا ما أوافق على أي اتفاق قبل ما أفكر فيه ألف مره لأن هذا جزء من شغلي ..و لا نسيتي أني محامي يا آنسة عبير
عبير : أولاً أنا ما كنت أعرف أي شيء عن حياتك وشغلك لأني ما أهتم لك كشخص..ثانياً لك كل الوقت تفكر وتكلم فهد بالموضوع حتى نخلص من كل شيء ومايكون في سوء فهم
تركي : حياتنا قدامنا والإستعجال ماشوف أنه أحسن حل خصوصاً لنا
ماركزت بمغزى كلامه وردت بسرعه : لو كنت فعلاً تحبني مثل كلامك قبل..كان وافقت بدون تفكير
لانت ملامح وجهه وهدأ من داخل بس سكت وهو يوقف السيارة بجانب فلة أبوه
قال بجدّية : انزلي بسرعه وادخلي من الباب الخلفي
ماسمعت له وهي تفتح باب السيارة وتنزل بعصبية بعد ماحست بداخلها أنه رافض الفكرة
توسعت ابتسامته وهو يناظرها من داخل السيارة ويتذكر جملتها الأخيرة كأنه يسمعها مره ثانية بأذنه ويتخيلها بحوار ثاني غير الكلام اللي دار بينهم قبل دقيقه
يتخيلها تعاتبه و تنتظره يراضيها و يعطيها أرق مشاعره وكلماته
تأملها وهي تدخل البيت بدون لاتلف عليه وتشوفه لكنه كان يفكر فيها وبقلبه ينتظر الوقت اللي هي ترضى عليه
متى يجي اليوم اللي تكون فيه متعايشه معاه و تشوفه كإنسان تغير و مايبغى غيرها ؟
هل فعلاً ممكن ترضين ياعبير ؟
.
.
.
*****************************
.
.
.
باريس
قامت من النوم مفزوعة من صوت المنبه العالي وبسرعه مدت يدها وسكرته..قعدت على حيلها وهي
تناظر الجوال
" الساعه خمس الصبح لازم أقوم بسرعه ! "
قامت من السرير وعلى طول راحت تتجهز بالحمام .. كانت مقررة قبل لاتنام أنها تطلع من الشقه اليوم
الصباح بدري بدون لاتقول لراشد..حسّت أنها اكتفت منه ومن تصرفاته حتى لو كان الشخص الوحيد اللي ممكن يفهمها الحقيقه
لازم تطلع اليوم وتروح لأي مكان قبل مايكتشفها راشد لأنه اذا مسكها ماراح تقدر أنها تطلع مره ثانيه
تجهزت بشكل سريع ولبست لبس بسيط..ناظرت الشنطه الموجوده على سريرها وراحت جهتها..كانت
شنطة ظهر لونها بني وحجمها متوسط مجهزّتها من أمس لمّا قررت أنها تهرب من الشقه ..حطت فيها لبسين بسيطين مع حجاب و أشياء احتياطيه حست أنها راح تحتاجها..علبة اسعافية صغيره..مناديل و آكلات خفيفه كانت عندها بالغرفة من قبل
أما الأغراض المهمة والبطاقات الشخصية حطتهم بشنطة صغيره عالكتف ولبستها تحت البالطو.. أخذت حجابها الأبيض المعلق جمب الباب ولبسته بشكل سريع
ناظرت نفسها بالمرايه وهي تتنهد و تآخذ طرف الحجاب وتتلثم فيه.. من يوم مامسكها الحارس الشخصي لراشد وهي خايفة بداخلها أنه يعرفها ويمسكها مره ثانية لكن كان لازم عليها أنها تخاطر بطلعتها اليوم حتى ماتندم بعدين
فتحت باب الغرفة وهي تسمّي بالله و تتوكل عليه بسرها
ناظرت جهة غرفته وهي تتأملها من برا.. حسّت أنها عازمة على هالشي أكثر من قبل خصوصاً وأنه مستحيل يلاحظ وجودها
مشت بخطوات كبيرة وبطيئة بس أول ماوصلت الدرج أسرعت الخطى بدون لاتناظر وراها ..أخذت
المفتاح المعلّق على الجدار ودخلّته بشكل سريع وهي تفتح الباب وترجع تقفله مره ثانية
خبّت المفتاح داخل جيب بنطلونها تحت البالطو ومشت لعند الدرج
حسّت أنها لو وقفت عند المصعد ممكن يكشفها راشد ويطلع لها من الباب ويرّجعها الشقه مره ثانية
مع أنها فكرة من نسج خيالها إلا أنها كانت مصدّقة هالشي و مجرد إحساسها بأنه يشوفها الحين تجيها
قشعريرة وخوف غير طبيعي
أول ماوصلت لصالة الإستقبال وقفت شوي تآخذ نفس وبدأت تمثّل الثقة وهي تمشي بهدوء لبرا وتطلع من البوابة
كانت يدها ترتجف كعادتها اذا توترت لكنها كانت مصممة وهالشي كان واضح على عيونها لما وقفت على الرصيف وهي تحاول تدّور على تاكسي
الجو كان بأبرد حالاته والشمس للحين ما أشرقت علشان كذا الشارع كان فاضي خالي من أي سيارة
بدأ التوتر يزيد عند سارة وهي تلف راسها تناظر البوابة خايفة بأي لحظه أنه يطلع لها..حست أنها مستحيل تلاقي سيارة بهالوقت
" مافي الا أني أطلع من هالشارع بسرعه و أدوّر على تاكسي بالشوارع الثانية "
هزّت راسا بموافقة لنفسها وهي تتحرك خطوة لقدام و هي تفكر بأي طريق تروح .. توها كانت بتمشي بس شافت سيارة تاكسي تمر من بعيد
توسعت عيونها وهي ترفع يدها بدون إحساس وتأشر له من بعيد
" هنا !.. هنا لو سمحت !! "
فرحت لما شافت السيارة ترجع لوراء وتغير مسارها لجهتها ..حمدت ربها بداخلها أنه شافها لأن ماعندها وقت أبداً بعد كم دقيقة بيقعد راشد ويجهز و بيشوف مكانها خالي مو موجوده بالشقه
بلعت ريقها وهي تمشي لجهة التاكسي اللي وقف عند الرصيف و بدون تأخير تكلمت مع السائق
سارة بإستعجال : هل تستطيع إيصالي إلى هذا العنوان ؟
مدت له جوالها حتى يشوف وردّ عليها بهدوء : لكن في هذا الوقت لانستطيع إيصال الناس..هذه أوامر
الشركة التي أنتمي إليها كنت سأقول لك اذا كنتي تستطيع الإنتظار لساعه حتى أستطيع إيصالك
هزت راسها بلا : ان ذلك مستحيل لا أستطيع الإنتظار أكثر من ذلك..أرجوك قم بإيصالي إلى هنا سأدفع
لك ماتريد
ضيّق عيونه بتفكير : لاأعلم ربما ...
قاطعته ساره : حقاً سأدفع أي مبلغ تطلبه حتى أنني سأتحدث مع شركتك لاتقلق أريد فقط الذهاب من
هنا بأسرع مايمكن
تنهد وهو يهز راسه : حسناً لابأس اركبي في الخلف
ابتسمت وهي تتنفس بسعاده : شكراً..أنا ممتنة فعلاً!
ركبت السيارة بسرعه وهي تسكر الباب وبنفس الوقت تدق الأرقام على جوالها
تحركت السيارة وبلحظه وحده ابتعدت سارة عن مكان العمارة..ناظرتها بصمت وهي تتخيل ردة فعله لما يعرف اللي سوته وهل ممكن أنه يوصل لها أو أنها بتقدر تبتعد عنه قبل مايكتشفها
بعّدت عيونها عن الدريشة وهي تنقل نظرها للجوال..كانت حاطه رقم شوق وناوية تدق عليها علشان تقول لها عن خطتها وكيف أنها تحتاج مكان تبيت فيه كم يوم ويمكن تقعد عندهم بالبيت على ماتحصل مكان ثاني غيره
قطع عليها صوت رنة جوالها
رقم غريب أول مرة تشوفه لكن اللي واضح لها أن الرقم من فرنسا.. زاد الإستغراب والشك بداخلها
لكنها قررت ترد عليه لأنها متوقعه أكيد أنه رقم خاطئ
رفعت الجوال وهي ترد : ألو
.............. : سارة زين أنك رديتي
سكتت ساره وهي تتفكر بهالصوت..هي سامعته من قبل بس مو قادرة تتذكر..لحظه !..
عقدت حواجبها : عمي أحمد ؟
تنهد بهدوء : ايه يابنتي..في موضوع بخاطري و ماقدرت أقولك إياه يوم جيتني البيت ذاك اليوم
(سكت شوي ) دقيت عليك بهالساعه لأني أبغى أكلمك على إنفراد بدون لا أحد يدري عن الموضوع.. لا شوق ولا فارس أبغاهم يعرفون عنه وانتي لاتعطين أحد خبر !
كانت طول الوقت ساكته مستغربه منه انه متصل عليها الحين وقررت تكذب عليه حتى مايعرف أنها طالعه من الأساس وعلشان تفهم سبب اتصاله
قالت بتساؤل : بس ليه بهالوقت بالذات و أنا ياعمي مو لحالي عندي زوجي لازم أقوله وأعلمه قبل لا
أطلع مكان.. كيف ترضى إني أجي لك فجأه بدون محد يدري ؟
تكلم فجأه بجدية شديده : لأن الموضوع مايحتمل التأجيل ويخصك انتي بالذات..لازم تجين هنا بسرعه
قبل ..... قبل ......
سكت مو قادر يكمل كلامه وهو منقهر من نفسه وهالشي كان واضح لها من صوته
ساره : قبل ايش ياعمي ؟ ماقدرت أفهم عليك ايش تقصد بكلامك ؟
تحولت نبرته للهدوء: بتعرفين كل شيء يا سارة اذا سمعتي كلامي وجيتي هنا
سكر الجوال فجأه بدون لايسمع ردها أما هي كانت فعلا مرتبكة من هالمكالمة ..مو فاهمة ايش سببها
وليه؟
قاطع أفكارها صوت الرسالة اللي وصلتها وكانت من رقم عمها.. رسل لها إحداثيات موقعه وعرفت منه
أنه يبغاها تروح لهالمكان
تنهدت بصوت مسموع ومع أنها كانت متردده بس قررت أنها تروح له وتعرف عن كل شي مثل ماهو
يقول
ناظرت ساره لقدام : لو سمحت !
السائق بهدوء : نعم ؟
ورته جوالها مره ثانيه : هل يمكنك تغيير الإتجاه وإيصالي لهذا المكان اذا سمحت ؟!
.
.
.
*******************************************
.
.
.
دخلت من الباب الخلفي وسكرته بقوة وهي تتكلم بصوت مسموع
عبير بقهر : اف يالله منه..كيف يقدر يتكلم معي بهالطريقة ؟! الحين أنا اللي أبي الزواج ولا هو ؟
مشت بعصبية لجهة دورة المياه ووقفت عند المراية وهي تفصخ عبايتها بسرعه..طلّعت شنطة المكياج
حقتها وبشكل روتيني تحركت يدها وهي تحط مكياجها المعتاد كأنها بتستعد للدوام مو لحفلة كبيرة
بمناسبة خطوبتها
تأملت وجهها برضا وهي تشوف مكياجها كيف إنه مرتب و مثالي..وقفت شوي ترتّب شعرها الطويل وهي تحط نصه على جنب ونصه الثاني عند ظهرها
أخذت أدواتها ودخلّتها شنطتها و بنفس الوقت طلّعت جوالها ودقت على أمها
طلعت من جهة دورة المياه وهي ماسكه عبايتها وشنطتها وبيدها الثانية تكلّم أمها بالجوال
عبير : هلا ماما ترا أنا وصلت
أم فهد بهمس : وينك ؟
عبير : عند الحمامات الموجوده جنب المطبخ
أم فهد : يعني انتي بعيد عن المجالس؟
عبير : ايه هذاني جايه الحين
أم فهد بسرعه : لأ وقفي .. لا تتحركين من مكانك !
وقفت فجأه : ليه ؟ في شي صاير عندكم؟!
أم فهد : انتي انتظريني..أنا جاية لعندك أهم شي لايشوفك أحد !
قالت بإرتباك : طيب
عقدت حواجبها بحيرة وهي تسكر الجوال وتفكر بكلام أمها " شالسالفة ؟! "
مامرت دقيقتين إلا وتشوف أمها تمشي من بعيد جاية لجهتها .. وقفت أم فهد وهي تتأمل
وجه عبير بتمعن
تغيرت ملامحها للإنزعاج وهي تشوف المكياج البسيط اللي حاطته بنتها..ماكانت متفآجأة أبداً لأنها تعرف عبير ماتمشي إلا حسب مزاجيتها.. لو كانت متضايقة مستحيل تلبس لبس مناسب أو أنها تحط
مكياج زي الناس
قالت بنبرة جدية : عبير.. صح ماكان عندك وقت تتجهزين بس أنا أعرف أن عندك ملابس أرقى من هالفسان البسيط..و مكياجك كان ممكن تجيبينه هنا ببيت خالتك وتحطينه على راحتك بدون إستعجال
تنهدت عبير بضيق : الحين مو انتي قلتي لي تعالي وبس .. طيب هذاني جيت وبدون رضاي بعد ! ..وبعدين كيف خالتي غادة تسوي هالحركة البايخة وتقول لولدها يجيني فجأه ؟!
ضربتها أمها ضربة خفيفة على كتفها
أم فهد: انتي تسكتين فاهمة
رفعت عبير يدها وهي تمسك مكان ماضربتها بألم
عبير : اح يمه ..الحين أنا ايش اللي غلطت فيه أبي أفهم ؟!
مسكتها أم فهد وهي تمشّيها معاها : أهلك كل أبوهم جايين اليوم..والعزيمة علشانك فأكيد الكل بيجي يبارك لك ويسلم عليك ولازم انتي تكونين بأبهى طلة
تنهدت وهي تمشي وراها : يمه أنا أبغاهم يشوفوني على طبيعتي عادي عندي مو مهم رايهم
وقفت أم فهد عند الدرج : سمعيني.. الحين تروحين عند سمر ولا هيفاء وتستأذنين منهم تآخذين مكياجهم وتضبطين وجهك شوي و تقعدين فوق تنتظرين لمّا نقولك متى تنزلين
ردت بسخرية : ماصارت عزيمه هاذي صار عرس .. لايكون ولد أخوك بيآخذني اليوم ؟!
تنهدت من أسلوب بنتها و أصرّت عليها أنها تروح بسرعه وتتجهز فوق
أم فهد : استعجلي وروحي فوق و أنا بكلم سمر الحين تجي تساعدك
مشت عبير جهة الدرج وعلى وجهها ملامح الإشمئزاز..أول ماسمعت اسم سمر ماقدرت تخفي شعورها تجاه هالبنت لكنها ماعارضت أمها أبداً لأنها بداخلها ودها تشوفها
ودها أنها تعرف سبب فعلتها الحقيرة معاها وليه جبرتها تدخل بعلاقة مع انسان يعلم الله قد ايش تتضايق من طاريه
تنهدت وهي تدخل الغرفة وبنفس الوقت سمعت صوت خطواتها على الدرج وتركت الباب مفتوح لها
وقفت بمكانها وهي مقابلة الجدار وتناظر انعكاس بنت خالتها بالمراية الموجوده بالغرفة
تأملتها عبير بإنزعاج والضيق يزيد بداخلها لكنها بقدرة قادر غيّرت تعابيرها لإبتسامة عريضة وهي تلف عليها بهدوء
قربت منها برقّة وهي تسلم عليها : هلا قلبي.. أخبارك ووينك من زمان ؟
عقدت سمر حواجبها بذهول من تصرف عبير
ماتوقعت ولا واحد بالمية أنها تكون طبيعية..كانت متأكدة أن عبير مستحيل تعدي الوضع على خير و
ان خطوبتها من أخوها أكيد كسرتها كثير..لكن أنها هي اللي تجي وتسلم عليها ولا كأن صار لها شي
هذا اللي صدم سمر
ردت عليها بحيرة : الحمدلله طيبة وانتي كيفك ؟
توسعت ابتسامتها وهي تشوف تأثير فعلها على وجه سمر واستمرت تمثّل عليها عكس اللي بداخلها من كلام
عبير : أنا تمام التمام بس بصراحه ماتوقعتها منكم يا سمر
سمر بإستغراب : ايش ؟
عبير بعتب : الحين بعد خطوبتي أنا وأخوك مو المفروض تجين انتي والبنات تباركون لي و لا عالأقل
تتجمعون عندي ونسولف عن الملكه ومن هالحركات ؟
بلعت سمر ريقها بتوتر : أيـــــــــــه .. مو على أساس هالعزيمة الكبيره لك ياعمري وعلشان الكل يبارك لك خطوبتك
مشت عبير لجهة الكنب المخملي اللي بنهاية الغرفة وهي تهز راسها بفهم
جلست عليه وهي تحط رجل على رجل..ناظرت سمر وهي تضحك على جنب : شفيك متوترة..لهدرجة أسئلتي تخرّع ؟
ابتسمت سمر وهي توها تفهم اللعبة اللي تلعبها معاها
توها تستوعب أن عبير ماعندها ضعف المشاعر اللي كانت تتوقعه قبل وواضح أنها رضت بمصيرها مع أخوها تركي
قربّت سمر من المراية وهي تبعد الشيلة عن شعرها : شكلك قررتي ترضين بقدرك المكتوب لك بس ماتوقعت أنك راح توافقين بهالسهولة (لفت عليها وهي تغمز لها ) شرايك بأخوي.. وسيم صح ؟
شدت قبضتها بنرفزة واضحة لكنها حاولت تتحكم بملامحها شوي وتهدأ قبل لاتتكلم
عبير بجدية : بأي حق تقومين تقولين لأمي كلام كذب ولا هو فيني؟ ليه سويتي كذا يا سمر..أنا ضريتك بشي؟ ولا هاذي الغيرة معمية قلبك وودك لو الكل يعيش حياتك السوداء اللي انتي عايشتها ؟
ضحكت بسخرية : غيرة ؟! انتي مستوعبة كلامك ..أنا أغار ومنك انتي ؟! هههه لا لا انتي حالتك مستعصية جدا يا محور الكون
قامت عبير من مكانها وهي تمشي جهتها وتناظر فيها بعصبية : أجل ليه سويتي كذا فيني ؟
ناظرتها والإبتسامة على وجهها : كذا..متعة لا أكثر ولا أقل.. وبعدين لاتسوين نفسك المظلومة تراك كسبتي تركي أخوي وسامحيني على الصراحة لكن أنا ما أشوفك تستاهلينه (تنهدت) لكن للأسف أخوي مايبي غيرك علشان كذا سويت اللي سويته.. ارتحتي الحين ؟
سكتت عبير تتأمل وجه سمر الجديد عليها.. وجه انسانة بشعة لأبعد حد و العاطفة كانت ممسوحة من عيونها
غريب كيف أن الشخص اللي كنت تظن أنك تعرفه يتغير عليك فجأه ما كأنها بنت خالتها اللي كانت على الرغم من أنانيتها انسانة طيبة وعبير تعرف هالشي عنها
على الرغم من نفاق سمر و حياتها السوداء كان عندها جانب انساني بداخلها لكن بهاللحظه بالذات ماقدرت عبير تشوفه نفس قبل وعرفت بداخلها أن اللي قدامها شخص غريب عليها ..داخلياً وخارجياً
تكلمت بهدوء : وتظنين أنك بتقدرين تعيشين مع فعايلك هاذي ؟ تفكرين أن الدنيا ماراح تدور عليك ويصير لك مثل اللي صار لي وأكثر ؟ (لمعت عيونها ) والله..والله إني بدعي عليك كل يوم لما أشوف الضيم بعيونك و تجين بنفسك تتعذرين مني وتطلبين رضاي !
جُملها الأخيرة اخترقت قلب سمر مثل السهام لكنها مابينت لعبير وكملت كلامها وهي تبتسم
سمر : اللي يسمعك يقول إني مسويه شيء عظيم ..ليه ماتعتبرينها خيرة يمكن تزين حياتك بسببي مثل اللي صار مع أختك وترى خطبتك على تركي فمصلحتك..ماراح تفهمين علي الحين بس بعد الزواج بتشكريني
عقدت حواجبها بإستغراب: لحظه لحظه.. ايش قصدك باللي صار مع أختي ؟
ناظرت نفسها بالمراية وهي تضبط شعرها : خلينا نقول لو أني ماتدخلت بالسالفة قبل سنين كان سارة ماتزوجت ذاك الرجال الغني الوسيم و كان ارتبطت بإنسان غيره
سكتت عبير وهي تفكر بكلام سمر وماكملت ثواني إلا وهي تتذكر الكلام اللي سمعته من زمان
توسعت عيون عبير بصدمه : سالم ؟
وقفت سمر عن الحركه ووقع اسمه تردد في إذنها ..كانت متفآجأة لدرجة أنها ماحست بنفسها وهي
تقرّب من عبير وتناظرها بنظرات غريبة : انتي.. كيف عرفتي ؟
عبير بتفكير : كان الكلام بين الخالات بس ماوصل لأمي..صح أذكر سمعتهم بالصدفة يتكلمون بس
فكّرتهم يمزحون.. قالوا أن سالم يبغى يخطب سارة بس .....
سكتت وهي حاول تتذكر : ما أدري ايش صار وفجأه الكل سكت عن الموضوع ومحد جاب طاريه علشان كذا كان مجرد كلام (ناظرت سمر بريبة ) والحين انتي تقولين انك دخلتي بالسالفة ؟!
بلعت ريقها وفجأه تغيرت نبرتها : أنا مو فاهمة عن ايش انتي تتكلمين
عبير بفهم وهي تأشر عليها : يعني انتي اللي تدخلتي بخطبة سالم وخليتيه يغّير كلامه !
همست سمر بسرعه وهي تمسكها من كتفها : اسكتي.. اسكتي لاأحد يسمعك
عبير : ليه..خايفة يعرفون أنك خربتي على بنت خالتك علشان سالم يآخذك انتي ؟
لمعت عيونها بجنون : عبيــــر !
قاطعتها عبير بعصبية : انتي اللي تسمعيني.. صحيح السالفة بالماضي وانتهت وسارة راحت بطريقها
لكن لايمكن أنساها لك لا هاذي و لاكلامك عني بالسوء عند أمي .. والله لأراويك يا سمر وأخلي اللي
سويتيه يرجع لك..حلمي أن سالم بيوم من الأيام يتزوجك وهالمره أنا اللي بتدخل وأمنع هالشي يصير
توسعت عيونها : اص ولا كلمة ! أنا كل اللي سويته اني قلت أن أختك ماتصلح كزوجة بذاك الوقت لأنها صغيرة وهم اقتنعوا بكلامي لاضريت أحد ولا شي (كملت بكذب ) ولد خالي مثل أخوي و سارة مثل أختي مستحيل أدخل بينهم فاهمة !
سكتوا ثنتينهم وهم يناظرون الباب اللي انفتح عليهم فجأه
أم فهد بعصبية : عبير ! للحين ماجهزتــي ؟!
سكتت عبير وهي تناظر سمر بعصبية وتبعد عنها : أنا بروح غرفة هيفاء لأن سمر ماعندها اللي أحتاجه
أم فهد : يلا بسرعه ماعندنا وقت نضيعه ..الأهل كلهم تحت..عندك ربع ساعه تستعدين وتنزلين (ناظرت سمر ) وانتي يا سمر بسرعه البسي أي شيء بدال العباية وانزلي ساعدي أمك مع الضيوف
هزت راسها بهدوء : ان شاء الله
سكتت سمر وهي تناظر عبير بكره وحقد لكنها بأعماق أعماقها كانت خايفة
الحوار والكلام اللي دار بينهم اذا وصل لسالم راح تنتهي حياتها وبكذا مستحيل ترتبط فيه.. تقدر تتحمل
كل شي إلا أنها تفرط بهالشخص هذا بالذات
شدت على يدها وهي تحاول تبتسم : عبيــر
وقفت فجأه وهي تلف عليها : نعم ؟
سمر برقّة : ألف مبروك ملكتك و الله يديم عليك السعادة يا عمري !
.
.
.
*****************************
.
.
باريس
" غريب .. فعلاً غريب ! "
كانت موقفة وتتأمل واجهة المحل اللي وصل عنده التاكسي..مستغربة من الصدفة العجيبة اللي خلتها ترجع لهالمكان مره ثانية
نفس الكوفي شوب اللي عزمتها فيه شوق أول ما وصلت باريس
كانت أول مرة تشوف فيها شوق و فارس كأشخاص غرباء عنها ولا كانت تدري أنها بيوم من الأيام راح تكتشف أنهم قرايبها
السؤال اللي يشغل بالها أكثر..ليه عمها كلمها اليوم و ايش السر الجديد اللي راح ينكشف لها؟
ارتجف جسمها فجأه لمّا سمعت صوت السائق وهو يناديها
لفت وجهها على جهته وهي تناظره بإستغراب كأنها تسأله ايش ؟
تكلم وهو يأشر بيده : المال ؟
سارة : آه صحيح لقد نسيت ذلك.. أعذرني أنا آسفة حقاً
طلعت الفلوس من بوكها وزادت عليهم حتى تشكره أنه رضى يوصلها
أعطته إياهم بيدها وهي تناظره : هل بإمكانك إعطائي رقم هاتفك ؟
السائق : لماذا ؟
ساره : حتى أتصل بك اذا احتجت لسائق
هز راسه بموافقة وهو يقول لها رقمه بهدوء أما هي بسرعه طلّعت جوالها وسجلته عندها باسم سائق
التاكسي
سارة : حسناً..شكراً لك !
شافته وهو يحرّك سيارته وبهدوء لفت مرة ثانية وهي تمشي بخطوات ثابتة قدام المحل
لفت انتباهها خلو المكان من الناس إلا من كم شخص ينعدون على الأصابع
حست بداخلها أن الكوفي شوب ماهو نفسه اللي دخلته قبل..المكان صاير مختلف بدون الزحمة وطابور الناس اللي ينتظرون برا
صار كأنه .. بدون حياة !
تنهدت وهي تفتح بوابة المحل و تناظر المكان بتمعن
كانت تحاول أنها تشوف كل طاولة لحالها حتى تتأكد من مكان تواجد عمها لكن لكبر المكان ووسعه
ماكانت قادرة أنها تشوفه بين كل هالطاولات الخشبية
سكنت للحظة لما لمحت الطاولة الأخيرة من بعيد
شافته وهو جالس بالزاوية شابك يدينه على الطاولة بتوتر ويناظر الأرض بسرحان
منظره هذا خلاها تتوتر أكثر لكن الفضول بداخلها كان أقوى من أي شعور ثاني علشان كذا ماقدرت أنها توقف أكثرو مشت لعنده بهدوء
أول ماوصلت عند طاولته طقت عليها بخفه حتى تنبّهه بوجودها
ابتسمت لما شافته يناظرها : السلام عليكم عمي
أحمد رد السلام بدون مايبادلها الإبتسامة
قال بهدوء: اجلسي يا بنتي مافي وقت للكلام
جلست على الكرسي مستغربة بُرُوده وملامح وجهه القلقة كأنه كان خايف يصير لهم شي فجأة
سارة بحيرة : شالسالفة ياعمي ؟ و ليه تقول أنه مافي وقت ؟ (سكتت للحظه ) صاير شي عندكم بالبيت ؟
كان يتأمل الطاولة بثبات وهو يسمعها ويتنهد بعمق
رفع عيونه وهو يناظر سارة بجدية
أحمد : لازم ترجعين السعودية و الحين !
عقدت سارة حواجبها بغير فهم
.
.
تبغى تسأل تبغى تقول كلمة بس سكتت وهي تناظر فيه بدهشة..ماكنت فاهمة ليه؟
ايش الأمر الكبير اللي عنده علشان يقول لها هالكلام ويطلبها مثل هالطلب ؟!
طال صمتها وهي تفكر بطريقة تسأله فيها عن السبب لكنه ماترك لها مجال للتفكير لما شافته وهو يطلّع شيء من جيبه ويحطه على الطاولة قدام عيونها
قال بإستعجال : هاذي تذكرة رجوع للسعودية أنا حاجزها من أمس بإسمك (تغيرت لهجه للأمر) الحين
تتحركين من هنا وتروحين على المطار بدون أي لف ودوران !
قاطعته بسرعه : يعني تبغاني أرجع السعودية؟ (كررت بعدم فهم ) الســعــوديــة ؟!
أحمد بتأكيد وهو يضغط على التذكرة : أبغــاك ترجعين عند أهلــك علشان تصيرين بأمـان !
سارة بقل صبر : ليــه ؟
تنفس أحمد بصعوبة وهو يقرب من عندها ويهمس : في أشخاص يلاحقونك من زمــان وكان لازم أحذرك منهم لمّا جيتيني قبل أسبوع ..لكن للأسف مع شوفتك راح عن بالي هالموضوع
سكت وهو يتأمل وجهها المنصدم لكنه ما انتظر ردها وهو يقّرب التذكرة منها
أحمد : جوازك معك ؟
بلعت ريقها بتوتر وهي تهز راسها
سارة : مين اللي يلحقني وليه ؟
مع أنها بداخلها كانت متأكدة مافيه غيره وراء هالسالفة لكن كيف عرف عمها عن الموضوع؟..تبغى تعرف التفاصيل والأسباب اللي تخلي هالناس يلاحقونها هي بالذات
اهتزّت يده اليسار فجأه برعب من سؤالها لكنه تمالك نفسه وهو يضغّط عليها بيده الثانية ويناظر سارة بثبات
تكلم بصوت خافت : شخص يعرف كل صغيرة وكبيرة ومافي شيء مايقدر يجيبه (بلع ريقه ) لو درى بإني أقولك هالكلام راح يدّمرنا كلنا لأن ماشفت انسان بمثل جنونه !
حست بالرعب يدّب بعروقها وهي تفكر بأنها نفس مواصفات راشد بالضبط.. انسان مجنون ولو قدر يمسكها ماراح تعيش بسلام
سارة بهمس : كيف عرفت ع......
قاطعها بإستعجال : لازم تمشين الحين وبسرعه عالمطار(ناظرها بتساؤل ) عندك أحد يوصلك ؟
هزت راسها بإيه : في سائق تاكسي قريب اذا كلمته بيرجع لي
أحمد بعدم موافقة : لأ.. مستحيل أخاطر فيك لازم توصلين لأبوك سالمة (قال بهمس) أنا وعدته بهالشي من سنين ..لو صار لك شيء بسببي ماراح أسامح نفسي
قالت بخوف : بس ياعم..أنا مو عارفة ايش أسوي..أحس إني ضايعة..عقلي موقف مو قادرة أفكر !
حست بالضعف فجأه وأن ودها لو تبكي
ماكانت عارفة هل هو بسبب صدمتها من كلام عمها أو هو مجرد خوف من احتمالية وجود راشد بالمكان اللي هي فيه
ناظرها وهو يقول بثبات : اسمعيني زين! .. مافي حل ثاني غير إني آخذك و أوصلك المطار بنفسي وانتي بهالتذكرة روحي عالطيارة بدون ماتقابلين أحد ! (قال بتأكيد) حتى لو كان شخص تعرفينه لا تردّين عليه و امشي بطريقك
بلعت ريقها بقلق وهي متردده من هالقرار
أنها ترجع السعودية فجأة هذا شيء مافكرت فيه مع أنه أفضل قرار هروب من راشد وحتى يمكن
أحسن من خطتها بأنها تقعد عند شوق هنا بباريس لكنها مازالت ..ضايعة!
كلما فكّرت أنه يتعقب مكانها حالياً يزيد خوفها وتحس بأن الخطة كلها راح تفشل
انتبهت على عمها وهو يوقف على حيله ويدق بالجوال
أحمد : سارة .. انتظريني هنا لا تتحركين بدق على سواقي يوقف السيارة جمب هالمحل (قال بتحذير) انتبهي على نفسك وانتظري هنا
سارة بإرتباك : ان شاء الله
هز راسه بفهم و القلق واضح على وجهه
ناظرت ساره عمها وهو يتحرك بعيد شوي ويتكلم بالفرنسي على الجوال بنفس الوقت قلبها كان ينبض بسرعه
أخذت التذكرة بهدوء وحطتها بشنطتها
رفعت يدها ومسكت جبينها وهي تناظر الطاولة اللي قدامها بهّم
الوضع زاد عن حده..بدأت بخطة هروب بسيطة من الشقة والحين ماتدري كيف انتقلت بهالسرعة لقرار كبير مثل هذا !
رفعت راسها فجأة لما سمعت صوت شيء طاح جمبها
ناظرت لتحت وشافت محفظة بجلد ذهبي طايحة عند طاولتها
التفتت سارة يمين يسار لكنها ماقدرت تحدد لمين هاذي المحفظة بما أن في مجموعة من الناس بدأت
تدخل الكوفي شوب
تحركت من مكانها بخفة ورفعت المحفظة عن الأرض وهي تتأملها بدقة
فتحتها بشويش حتى تتعرف على وجه الشخص اللي طيّحها علشان ترّجعها له لو كان موجود بنفس المقهى اللي هي فيه
لكن الشي اللي صدمها أنها ماشافت لاصورة ولابطايق شخصية داخل المحفظة
كل اللي كان موجود ورقة صغيرة مكتوبة باللغة الإنجليزية ومحتواها أبدا ماتوقعته
" ان كنتي تهتمين بحياة هذا الرجل فاخرجي من المقهى في الحال ! "
رفعت راسها وهي تتنفس بشكل سريع وتناظر المكان بعيون متوسعة
كانت تنقل نظرها على كل طاولة وهي تطالع وجيه الناس وتسمع أصواتهم وضحكهم لكنها من الرعب
ماكانت قادرة تشوف شي
كل شيء تداخل مع بعضه..الوجيه..الأصوات وكلمات الرسالة..كلها كانت تدور فيها كأنها داخل دوامة عميقة من التشتت
فجأه وقفت عيونها على شخص استنكرت منظره الغريب
رجل من فوقه إلى تحته مغطى بالأسود
ماكان فيه أي جهة باينة منه حتى عيونه مخفيها بنظارة سوداء كبيره تغطي ربع وجهه أما جهة فمه فكان لابس لثام أسود عريض مخبي باقي ملامحه
على الرغم من غرابة هذا الرجل إلا أن الشيء الوحيد اللي لفت انتباه ساره هو المسدس اللي كان ماسكه بوضوح قدامها
كان ماسك المسدس بطرف يده وموجهه بشكل دقيق لجهة عمها أحمد الواقف قبالها ومعطيها ظهره
زادت سرعة تنفسها من شدة الموقف لدرجة أن صوت شهيقها كان كله بأذنها وبدون لاتحس هزت
راسها بلا وهي ثابتة بمكانها مو عارفة ايش تسوي
كان ودها تصرخ وتخلي كل الناس يعرفون بوجوده لكن عقلها وقفّها فجأة وهي ترجع تفكر بمحتوى الورقة
سكنت أفكارها
قبل ماتخطي أي خطوة وتطلع من المقهى كانت فاهمة بداخلها أنهم ماسكينها لا محالة وهالشيء ماكانت تبيه يصير أبداً
ماتبغى تسلم نفسها له خصوصاً وأنها ماكملت ساعة هاربة منه..لازم تطلع هي وعمها من هنا وتروح المطار بأسرع فرصه حتى تكون بمأمن منهم
بلعت ريقها وهي تتحرك لجهة عمها حتى تنبهه قبل مايصير شي
لكن الرجل الواقف على مسافة قريبة كان أسرع منها وبثانية وحده انطلقت رصاصة من مسدسه واستقرت على كتف أحمد
تأوه بألم وهو يرفع يده ويحطها على الجهة اللي أصابها المجرم
الصمت عمّ المكان فجأة إلا من صرخات مصدومة من بعض الناس الجالسين بكراسيهم ويناظرون في الشخص اللي أطلق النار منتظرين تحركاته
جلس أحمد على رُكبه وقرب راسه من الأرض وهو يصرّ على أسنانه بأنين موجع
أما سارة ثبتت بمكانها وهي تناظر عمها يتألم بدون أي ردة فعل منها
وجهها كان مافيه ملامح و النفس وقف من عندها وهي تشوف الدم يسيل من كتفه تارك آثاره على
جاكيته الرسمي
رفع أحمد راسه لما استوعب الموقف بسرعه والتفت جهة بنت أخوه وهو يصرخ بحزم
أحمد : ســــارة ! اهربــي مــن هنــا بسرعه !
ناظرها بعيون متوسعه لما شافها مازالت واقفة وصرّخ فجأة : تـــحـــركــــي!
كلماته الصارمة رجعّت الحياة بداخلها وبدون شعور حرّكت رجلها وركضت بأسرع ماعندها لجهة البوابة
كانت تتنفس برعب وهي تصدم بالناس وتحاول بكل طاقتها أنها توصل لبرى
الإحساس راح من داخلها لدرجة أنها كانت تتحرك بدون ماتدري عن نفسها
كل اللي ببالها أنها توصل للبوابة الخارجية وتطلع منها قبل لا يتمادى المجرم أكثر ويقتل أحد من الموجودين
مسكت مقبض البوابة وهي تتفتحه بإستعجال وبنفس الوقت ألقت نظرة أخيرة على عمها
كان على نفس وضعيته اللي تركته فيها
طايح بالأرض ومعاناته واضحة من ملامح وجهه وتعابيره
تألمت بداخلها لمنظره وبواقع أنها ماقدرت تسوي شي علشان تحميه
غلطتها أنها ماطلعت من البداية وكانت غبية لدرجة أنها فكرت تنقذ الموقف
توسعت عيونها لما شافت الرجال اللي كان ماسك المسدس يتحرك من مكانه ويمشي جهتها
حطت يدها بداخل شنطتها وهي تطلع بسرعه من المكان
طلّعت جوالها وهي تركض لنهاية الشارع وتناظر وراها ان كان هذاك الشخص يلحقها ولا لأ
كانت تضغط بيدينها على الجوال تدوّرعلى رقم سائق التاكسي اللي وصلّها
دق قلبها أول ماحصلته وضغطت على اسمه بعجله
وقفت على الرصيف وهي تناظر السيارات علشان تمر بسرعه وتعبر الشارع قبل مايمسكونها
كان الهواء يدخل رئتها بصعوبة والتنفس صار متعب بالنسبة لها لكنها شدّت على نفسها أكثر لما
سمعت صوت السائق
سارة بخوف : أريدك أن تأتي إلى هنا في الحال !
السائق : أنا قريب منك..انظري أمامك
ناظرت سارة لقدام وفعلا شافته مع السيارات المارة ويأشر لها من بعيد
ارتاحت بداخلها لما شافته وحسّت أنه راح يرجع لها بس بيطّول على مايلف بالسيارة
شدّت على يدها بعزيمة وقررت أنها هي بنفسها بتروح له
تكلمت بسرعه : توقف مكانك أنا سوف آ.........
سكنت سارة بمكانها وهي تحس بشخص يلف يده على فمها بقوة و يشدّ جسمها على ورا
حرّكت نفسها بقوة في كل الإتجاهات وهي تتنفس بشكل سريع من الروعة اللي هي فيها
نقلت نظرها لليد اللي ماسكة فمها وهي تشوف أظافرها الطويلة الملونة باللون الأحمر
كانت ماسكة منديل غريب وحاطته على كل يدها علشان تغطي فيه فم وأنف سارة
وقفت سارة فجأة عن الحركة وهي تسمع صوتها بعيون متوسعه
قالت لها كلمة بأذنها مافهمت ايش معناها لكنها عرفت مقصدها
كأنها كانت تقول لها أن جاء الوقت اللي ينتقمون فيه منها أو انهم مسكوها أخيراً
حاولت سارة أنها تفلت يدها علشان تقدر تسحب نفسها منها لكن عيونها فجأة بدأت تغمض بدون شعور وجسمها متخدر
تشتت رؤيتها وهي تشوف أشخاص غريبين لابسين ملابس سوداء يقربون منها ويشيلونها من على الأرض بخفة
حاولت أنها تتكلم وتحرّك يدينها لكنها غابت عن الوعي ودخلت بنوم عميق
.
.
*نهاية البارت الخامس والثلاثون *
لامارا
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى لامارا
البحث عن كل مشاركات لامارا