تقف أرجوان داخل مركز المساج تثرثر مع عاملة صديقتها لتلمح شاب يدخل فتسأل بفضول
"من هذا!!"
"أنه عميل جديد لدينا...يشبه أيمن عندما كان يزورنا ساذج ومبهور بكل شيء حوله"
ضحكت أرجوان
"فعلاً اشتقت لعينة الخراف هذه يجعلونك ملكة بتصرفاتهم لقد أتى بوقته فالخروف عندي بدأ يعتقد نفسه أسداً سأذهب أنا إليه"
بعد مدة صراخ قوي وفوضى عمت المركز وصلت لإطلاق عيارات نارية بالهواء خارجه ...هرعت أرجوان بسرعة تاركة الشاب بالغرفة لرؤية ما يحدث لتلمح صاحب المركز مشوه الوجه هو ورجاله وهم جميعاً أرباب والدها بالتبني
"ماذا حدث لك ...من ضربك!!"
رد بغضب
"أنه أبن أحد المسؤولين الكبار "
هزت رأسها باستياء
"الم يعلمك أبي أن تنحني لهؤلاء وتقدم فروض الطاعة دون أن تنبس ببنت شفة!!أن حياتك بيدهم ارضيهم وقبل أقدامهم لتعيش "
نظر لها برفض مطلق
"كان يستولي على محصولنا اليومي لن أسمح له باستغلالي كما أنني اصبحت حليفاً لحزب معادٍ لحزب أبيه لذلك لن يستطيع مسي بسوء"
زفرت بغيظ
" كنت أريد الترويح عن نفسي هنا لتعكر أنت مزاجي"
"ما بك..."
تمتم بسرها و يا ليتها تستطيع البوح
"المفروض كنت اليوم احتفل بزواج "أخي" على أبنته!!...
حسناً ملحوقة لننتظر غداً صباحيتهم ونخبرهم بالقنبلة" .
بالخارج أبن المسؤول يمسح الدماء من شفتيه وأحد رجاله يتمتم
"لنقتله وعائلته الليلة"
هز رأسه بكيد
"لا... أن لديه ظهر وسند وأبي لن يسمح لي بذلك لكن هنالك طريقة لرد اعتباري وهي تشميع المركز"
نظر لرجاله وأمرهم بحقد
"اجلبوا لي الفيديوهات من داخل الغرف بطريقتكم ولننشرها على مواقع التواصل ولنغضب الشارع منه"
تمتم أحدهم بتردد
"لكن رواد هذا المركز رجال ونساء لهم مكانة وسمعة ومن عوائل..."
"وهو المطلوب ولو حدث شيء لهم يتحمل هو ذنبهم جميعاً عسى أن يقتله أب أو أخ أو زوج إحداهن!!"
"حسناً امهلنا قليلاً وسيصبح هذا المركز بموبقاته حديث الساعة".
..........................
مساء في بيت الخالة نبيلة كانت حفلة الزفاف الجميلة انتهت وغادر الأقارب وبقيت العائلة يتسامرون قليلاً قبل أن يذهبوا لمنازلهم كانت نبيلة بالمطبخ تحضر الشاي ليطل باشق لم يتكلم فقط يبتسم للجميع لكن على من يكذب أمه تشعر ببكائه الخفي تمنت أن تصلح بينهما وتفهم الأمر...جميع العائلة حاولوا التدخل لكنه كان أمر منتهياً له لتحضنه بقوة تخفي دموعها بصعوبة
"سيولي الحزن يوماً حبيبي وستعود ابتسامتك المشرقة تنير دنياي"
بقوة يتمسك بوالدته يستمد منها القوة يتمتم بوجع
"ابتسامتي ذهبت يوم ذهبت من تملكها".
..........................
في غرفة سيف القديمة ببيت خالته تتمدد شهد وقد اصيبت بإعياء شديد لتخاطب زوجها الذي يطلب منها أن يعودا للمشفى الأن
" سأرتاح قليلاً ونذهب عندما يغادر العروسان"
ابتلع غصته الخانقة يرسم ابتسامة صوبها وهو يمسد على وجهها المتعب ...همست بخفوت
"سيف..."
نظر إليها لتكمل بتعب
"شكراً لأنك حققت حلمي... شكراً لأنك جعلتني بهذه الأشهر أشعر بأني كاملة ...شكراً لأنك رجل أحب زوجته وفضل راحتها وسعادتها على حساب نفسه"
قبل يديها والحزن يتصاعد داخله وسينفجر ببكاء قوي أمامها أنها منذ أيام تشبه من يحتضرون
"لا تقولي هذا لدينا وقت طويل لتشكريني وتسعديني به ...ستقومين بالسلامة حبيبتي"
ليجعلها تنام على صدره وبقي قربها حتى غفت لتناديه الخالة بهدوء...فتحت شهد عينيها الدامعة وهي تراه يغادر
"السلامة لها علامة يا حبيبي"
لتمسك ببطنها
"يبدو أننا لن نتقابل بهذه الدنيا صغيرتي فلتعتني بوالدك لأنه ظلم مع أمك التي حرمته من سعادته بعنادها".
..................
انضم سيف لغرفة الجلوس مع عائلته يحاول أن يغير مزاجه الحزين ليشاهد إياس يمسك بيد فجر وكانت فرصة ليجد المزح وسط داخله الكئيب
"ما هذا!! الحقي يا خالتي أفعال مريبة تحدث بمنزلك!!"
ابتسمت فجر واحمرت خجلاً بينما إياس ينظر لأخيه بتحدي ويضحك ليحشر نفسه بينهما عنوة ويفرقهما
"هذا الكلام من لمسات وهمسات بعد أن تذهبا لمنزلكما راعوا أن هنالك أناس محرومون ولديهم نقص ضد الثنائيات السعيدة"
ليشير لباشق الذي ضحك أخيراً بينما نبيلة المبتهجة من جمعة أولادها تلفتت حولها حيث استفقدت ميار كانت خائفة أن تنتابها الغيرة أيضاً مثل ما حدث بليلة زفاف باشق بحثت عنها بالطابق العلوي لتجدها بغرفتها تسرق سواراً من علبتها وتضعه بجيبيها سمرتها الصدمة بمكانها
"أنت ...من تسرقني !!"
شهقت ميار وهي تستدير لخالتها حاولت التبرير وقد جف فمها لتوقفها نبيلة بحزم
" ليبدو كل شيء طبيعي الأن حتى نودع العرسان وحسابك معي عسير ".
..............................
وقفت نبيلة بالباب تودع إياس وفجر تهمس له
"خفت أن أخسرك بفعلتي بني وعندما اتصلت بي جنان تخبرني أنها هي من ارادت الانفصال احسست أني أموت لأني جنيت عليك وأخيرا نلت من تستحقك فلتبدأ حياة سعيدة ومديدة مع فجر "
ابتسم إياس فهو لن ينسى موقف جنان هذا ومثلما صدم بخيانتها صدم لتمنيها السعادة له فعلاً تغيرت الفتاة ولم يذهب إحسانه لها سدى وفي خضم حديثهم يشدهم صوت صراخ سيف من الداخل ينادي زوجته بقوة !!
بالمشفى يقف الجميع قلقاً خائفا فيطل أخيراً دكتور الأمراض القلبية ومعه الطبيبة النسائية بنفس وقفتهما منذ شهور ونفس نظراتهما له
"الطفلة نقلناها للحاضنة أنها بحالة حرجة تعرف ولدت قبل موعدها بكثير"
هتف بهما "شهد أخبروني كيف هي.."
اسدلت الطبيبة اهدابها ليتكلم الدكتور بدل عنها وهو يضع يده على كتف سيف
"البقاء لله"
............................
انتهى الفصل