شبكة روايتي الثقافية - عرض مشاركة واحدة - بينما يتنفس النقد أريجًا ( 3 )

(( النقد الأول ))

خلجات..أنثى

للشاعرة نجمة المساء

خلجات أنثى

أولًا معنى خلجات :
خلَجات: (اسم)
جمع خَلْجَة : ما يتخالج في الصَّدر ويتوارد أخفى عنها خَلَجات نفسه
خَلج: (اسم)
مصدر خلَجَ

سكن قلبي..ودون استئذان!

سكن هنا فعل ماضي دلالة على التحقيق والنفاذ والتحقق والواو لمصاحبة عدم الاستئذان في الزمن الماضي

مغردا فيه..احلى الالحان..
هنا جاء الحال معبرًا عن القلب وسعادته وجاءت الألحان معرفة بالألف واللام دلالة على قربها من القلوب ومدى معرفتها جيدا

لم يابه لارتفاع الايجارات في مساكن قلبي..
فقد عرف كيف يسرقُ عقلي..ولُبـّي!
لم للنفي المطلق وتكرار قلبي للتأكيد على هيمنة القلب في اختيار ساكنيه
كذلك جاء حرف السين متعددا في كلمات مثل سكن ومساكن ويسرق وهو معروف بجرسه المسموع للآذان فينبه الأسماع

غزا حبه جوانحي...وبدا جلياً في ملامحي...
جاء الحب غازيًا فصورته الشاعرة بإنسان نراه بأعيننا رافعًا راية العشق ليهيمن على ملامح الوجه لتحاكي وجوده في القلب كذلك يسير معنا حرف الواو للمصاحبة والمعية بذات الوقت

ماتت الاصوات...وبقي صوته الحنون..
وجراء غزوه قضى على جميع الأصوات ليتفرد هو متسيدًا الموقف بحنانه ..كذلك هنا تم استخدام كلمتي ماتت وبقي في صيغة الماضي لتقرير حدوثها ووقوعها ..
كما سمعنا الصفير في حرف الصاد بكلمتي الأصوات وصوته لجذب الانتباه

وتغيرت الالوان...ولونه من اجمل ما يكون..
ونامت الاحلام....وحلمه كان..وسيكون..
ومازال الفعل الماضي متسيدًا الموقف للتحقيق ماعدا آخر كلمة ( سيكون ) وهنا تجلت قدرة الشاعرة في الاحتفاظ بالحدث مستمرا مع الاحتفاظ بنفس القافية الأخيرة ..تشرح كيفيه التسيّد وسيطرة الحب على الوضع كاملًا

ليس لانه ملك..او امير..
يتبعه الخدمُ حيث يسيرْ..
هنا إيضاح لحال الملوك في ملكهم

وليس لانه لم يكن له نظيرْ..
ولا لأنه القمر في عالمي الكبير..
بل لأنه...السجان..وانا كنتُ الاسير..!
ويأتي لتعليل والتفصيل بعد الإجمال لما سبق من إيضاح مع استمرار حرف السين بالظهور وكأنه جرس خفي كموسيقى تصويرية تزيد من جمال الحدث والوصف

ووثاق محبسي..قلبه الصغيرْ!...ومعدن القضبان...عطره المثيرْ..!
ولعبتي هنا..شعره الوفيرْ!...
تألقت الكلمات بوصف حال العاشق ورضاه بما قيد به من أصفاد العشق سعيدا لوصفها بـ ( المثير ـ الوفير ـ لعبتي )

وعلى اعتاب شفتيه...ضاع مني الكثير!!
سابقى في سجنه..ولن اطير!ان كان هذا معنى الاسير!.
تأتي الواو في مقدمة البيت تدل على استمرارية رضى العاشق بمعشوقه
واستخدمت ولن وهي للتأكيد بحرف اللام والجرس لحرف النُّون كأنها تقرع جرس المعبد راضية بسجنها المحبب ..
كما تنفي الشاعرة في آخر الأبيات أن هذا يعد سجنًا باستخدامها حرف ( إن ) وهو يستخدم للتقليل وَهذَا ابداع أن تنفي الشاعرة السجن الذي شاهدناه منذ البداية

في الخاطرة بوجه عام :
تنوعت القافية والجرس الموسيقي الخارجي منوع ما بين النُّون والياء والراء مما أدى لتناغم سماعي
كما ارتبط العنوان بفحوى الأبيات فكلها مشاعر داخلية وصفت تلك الاختلاجات ..

فهنيئا لنا خاطرة تنقلنا على جناحيها نرى فيها رضى الأسير بأسر الحب له ..

أخيرًا سلمت لنا لوجي على روعة قلمك وما أمتعتينا به من كلمات..
وتقبلوا مني هذا التحليل البسيط داعيةً المولى عز وجل بأن أكون قد ساهمت في إيضاح ثراء لغة الضاد بما تحتوي من أسرار

رانو قنديل