فـي داخلـه حزن ينتمـي له ويـتمـلكه بـشـده كل ماحاول يـفـرح ويـتجاهله يـضمـه له بقسوه...رفع اللحاف وغطاها فـيـه اعتدل بوقفته ولف لجدته إلي واقـفـه وسانده ذقنها عـلـى عـصاتها وتناظره بنظرات شك غضـت عـيـونـها وهمست :رجـعـت مـن جديـد عـلـيك هالملامـح يا سعود
رسـم ابـتسـامـه بـاهته تقـدم مـن جـدته بـسـرعه وضـمها بـقوه وده يـطلق العنان لدموعه وده تمـسح كل هم بقلبه وده تنتشل خوفه وكوابـيس الواقـع المدمـيـه لقـلبه الـعـلـيـل همـس بصـوت مبحـوح :يمـه انـتي تعـرفـيـن ولدك هو والـهم ظل مـايتفارقون ابد
رجعـت نبرته رجع سعود الحـزين رجع يرتل علـى قـلبـها ألـمـه وحـزنـه ظنـت انه ماراح يـرجـع ابـد وان حـياته بـتكتفـي بـوجود وعد همست بـصوت مـتعـب وهي تمـسح عـلى رأسـه : لزوم يتلاشـى هالـظل يا يمه كون قوي وعـد بـخيـر وبتعدي هالازمـه..
ابـتعد عـنها همسـها المبحـوح يـعزف على قلـبـه مواويل الـراحه لكن هالـمره الـراحـه بعيـده عنه وماتبيه مسك يـدها ورفعـها لـشفاته باسـها بهدوء وركز بـنظراته عـليها وكله رجـاء :وعـد امـانتك يالـغاليـه خليها عـندك ماراح اتطمن عليها الا هنا..
أشـرت عـلى عيـونها ببـتسامه :بعيـوني ياولـدي لاتوصي حـريـص ..
تنـهد بتعب وطلع بسرعه قبـل يفـتح دوامة همومـه ويغرق فـيـها احـبابـه مـعـه طلع الـدرج وصل لغرفـته وهو يـتنفس بـسرعـه سند جـبينه على البـاب ويـده عـلـى المقـبـض حاس بـتردد كبـير وان خطواته عـاجزه عن الحـركه والتقـدم سـمع صـوت همس لف بسرعـه وعـقد حـواجـبه بـإسـتغراب من شـافـها..
تقـدمت منـه بـخطوات بطيئه تكلمت بدلـع وهي تتمـايل بجـسمـها :وش هالـهم إلي ارتسم علـيـك فـجـأه
غمض عـيـونه وهو يتنفس بسرعـه من وين طلعـت لـه هاذي :اسـتحي عـلى وجـهك يابـنـت وروحي اسـتري نفسـك ..
وقفت جـنـبه هاجر حركت كفـها علـى كتفـه وكأنـها تنفـض عنـه شي :ولا يـهم بنفض عنك الـهم واخلـيـه يـرتحـل يا سعـود انت بس عطنـي فـرصه..فـرصه وحده
لف لـها بسرعـه بـعـد كلـمـتها عقد حـواجبـه زود والعصبـيه تملكته دف يدها عنه ونـاظرها بحده : وش قـلتي تبـين فـرصه وحده بصفـتك مين عشان اعـطيـك فرص ..صـدق انـك مـاتستحيـن
ابتسمت وهي ترجـع شـعرها لورى : مـقـبولـه منـك يـا ولد الخالـه
ضحـكت بـسخريه :ههههه بس تصدق راحـمتك بالـحـيل يـعنـي من زمن وانـت تعـاني ما يصـيـر لازم تفتح قلبـك لـي من جـ...
ابتسـم ابتسامه غريبه وناظرها بـرفعت حاجب :ماني منتظر الـرحمـه مـن امثالـك انسانه بلا حـياء صراحـه انتي إلـي تنرحمـين ولو ابـي افتح قلـبـي فتحته للي ملكت قلـبـي ..
فـتح باب غرفـته ودخل قفـل الـبـاب بقـوه فـي وجـهها وسنـد نـفـسـه علـيه مـن الداخل
عضـت شفـاتها بقهر ضـربـت برجـلها الأرض وهمـسـت بـحقـد :واللي مـلكت قـلبك مصـيـرها تعـرف حقـيـقـتك ووقتها كل إلـي حـولك بـيختفـون الا انـا يا سـعود
غمـض عـيـونه بعد مااختفى صوتها نزل بجـسـمه لحتى اسـتقـر بالسراميك الـبـارد مـرر عيونه حوله الـغرفه نفـس ماهي كيس الهدايا الـي جابـه لـوعد طايـح بالارض و الزجـاج مـنتثر بـكل مكان الـصيـنـيه مـازالـت طايحه والـورده ذبلـت مثل حـياته شـد علـى رأسه ونزلـه بـحـظنـه عض علـى شفـاته المـرتجفـه يـمنـع دمـوع الخيـبـه تنزل لكن هالـمره مـاقـدر يـمنعـها لانـها نزلـت بـكل قـسـوه عـلـى خده الـرجولي تلـوم ضـعـفه تلوم عدم تنـبهه تلـومـه على كل شي بحـياته إللي مااهتنـى فـيها يوم واحـد وكل مـاجـت تصفى يـطلـع لـه شي يـعكر صفـو هالحـيـاه وكأن هالـدنيـا تبخل عـلـيـه بالـلحظات الـسعـيـده ..
""""""""""""""
جـالسـه بوسـط سـريرها وصـورة امها بيـن يـديـنـها تمـسح عليـها وعيونها تناظرها بحـنين والابـتسـامـة الـحزيـنـه تعلو ثغرها همسـت بنـبره حزينـه :شـفتي يمه شـلـون حـظي طايح كنت اتمـنـى تجـي هالـحـظه وانـتي مـعي حـظي مـاعمـره قـام يـاجنتي من رحتي والخطاب يجـونـي من كل مـكان لـكن قـلبي مـايـبيـهم بس هالمـره يمـه احـساسـي مـختلف كثير
رفعـت الـصـوره لـشـفـاتها وباسـتها وقلـبـها يتقـطع كل مـا تشوف ابتسـامة امها وتتذكر ضحكاتها سـنـدت الصـوره لـصـدرها وكل تفكيرها بـكلام الـجـده تبيها لـمـشـعـل تبـي تاخذ مـنها مـوافـقـه مـبـدئيه وبعـدها يـجـون يـخطبـون رسـمـي تحس بـعجز مـو طبيعي يمـكن لانه مشعل لانه حديث مـاهر الـدائم لانه حاز شـوي من اهتمامـها وتفكيـرها مـعقوله مـعجـبه فـيـه رغم انـه عـلى قـد نـيـاته علـى كلام مـاهر بـس إلـي تعرفه انـه يكره الحـيـوانـات وهذا ممـكن يكون سـبـب كافـي لـرفـضها خاصـة انها مـا تقـدر تعـيـش بـدونها رفعت نظرها لـقـطتها إلي تتمشي عـلـى السرير أشـرت لـها بيـدها :تعالـي سمسـمه..
تقـدمـت القـطه منـها بسـرعه وكأنـها تفهم ريـما اسـتقرت بحـظنـها ومسـحت بـرأسـها عليـها ...
ابـتسمت وهي تحرك يدها بفروها الـكثيـف :وش رايك نـسـوي اختبار دامه هنا ...
تردد صـوت الـقطه وكأنها موافـقـه نزلت ريـمـا الصـوره وقامـت بسرعـه لـبست عبـايتها وثبـتت لـثمتها علـى وجهها رفـعـت الـقطه وضمـتها لصدرها تعرف ان تفكيرها مـجنـون و ماهو مـنطقي لـكن مـاتدري لـيـش فيـه شـي يـشدها لـهالانـسـان وحـابه تختبـره بـنـفـسها ...
طلعت من غرفـتها وهي تتلفـت يـميـن ويسار الـبيـت هادي جـدا والـكل نايـمـين وهذا إلي تبيـه نزلـت مـع الدرج بـهدوء وزادت بخطواتها متوجهه للـمجـلس وقفت قبـال الـبـاب بتردد سـمت بللـه وفـتحـته تخلـل النور الـي بالـخارج الـظلام إلـي يـحـتوي الـمجلـس عقـدت حـواجبها والخوف تسلل لقلبـها مـن صوت الـصرخه إلي زلزلـت كيانها ارتخت يـديـنها ونزلت الـقـطه مـنـها رفعت يـدها ثبتتها عـلـى فـمـها برجـفـه وهي تراقـبـه بـتوجـس... |