فلمعت الدهشة في نظراته و أرتفع حاجباه .
-كيف عرفت؟!!.
-يدك خشنة من شد الحبال .
-أنتِ شديدة الملاحظة .
ترك يدها فجاة فكشف بذلك عن كرهه تجاه ملاحظتها تلك.
-ما عملك؟
احست بالرجفة ...فلم تعد عيناه دافئتين بل باردتين كالثلج الازرق.
-أنا محامية ...
- ها ....فهمت سبب النزعة للفضول .
تلاقت عيونهما في لحظات محفوفة بالأخطار,نظراتها غاضبة و متحدية بينما نظراته قاسية ساخرة لكنه لم يلبث أن التفت إلى سالي بإشارة متعمدة,غطى أصابعها المستقرة على ذراعه بيده و ضغط عليها بلطف و مودة .
-كان يجب أن تنذريني يا حبيبتي أن أختك صائدة جوائز لذا أرى أن علينا أن نحذر عندما ترافقنا .
حبيبتي ؟هذا التحبب العفوي الموجه إلى شقيقتها من هذا الغريب المتعجرف الوسيم,جعل دمها يغلي .لكن الأسوأ منها نظرة أختها إليه ,فقد شعرت فعلاً به إلها إغريقيا تقف أمامه اختها متعبدة .
كان على ليديا محاولة ايقافهما عن التغازل بالنظرات وتماسك الأيدي في مكان عام كهذا ,فاقترحت عليهما التحرك .استدارت سالي إليها وقد عادت الى الواقع
-هل هذه كل حقائبك ؟
فلما هزت راسها إيجاباً تحرك كليف برودي مبتعداً رافعاً اصبعه بتسلط فسارع حمال محلي يرتدي قميصاً لامعاً و قبعة من القش ,فوضع الحقيبة الثقيلة على عربة قام بدفعها .
كانت الشمس خارج المبنى لامعة ،و الهواء ساخناً ورطباً .فتشت ليديا في حقيبتها عن نظارتها لتضعها ثم لحقت سالي التي ما تزال ذراعها في ذراع كليف برودي .و ما إن وصلوا إلى السيارة اليابانية السوداء حتى اضطرت إلى خلع سترتها من شدة الحر .
وضعت حقيبتها في الصندوق ,أما كليف فنقد الحمال مبلغاً سخياً ظهر آثره على أسارير الرجل الضاحكة .