عند غروب اليوم التالي :
خرج عمرو من الاجتماع بالشركة متوجها لمكتبه ووقفت سكرتيرة صغيرة حسناء تحييه باحترام ..
ثم تبعته لداخل المكتب وهي تقول
" اتصل بك الباشمهندس أحمد سماحة اكثر من مرة "
ثم أرتبكت وأضافت " كان ثائرا وعصبيا ولم يتفهم مني أنك فعلا في اجتماع هام مع مجلس الإدارة وبعض المستثمرين ولا أستطيع أن أخبرك باتصاله "
زفر عمرو بإجهاد وشكرها وفتح هاتفه ليجد عشرات الإتصالات من أحمد فأتصل به في قلق .
حين رد عليه أحمد هاجمه عمرو بعصبية
" أقسم بالله لو لم يكن في الأمر كارثة تبرر هذا العدد الهائل من الاتصال بإلحاح وأنا في اجتماع هام .. سأضربك "
هتف أحمد في جزع " أين بانة يا عمرو ؟؟؟"
جحظت عينا عمرو وهو يهتف " ماذا تعني أين بانة "
قاله أحمد برعب " أحاول الاتصال بها طيلة اليوم هاتفها مغلق واتصلت بالورشة اخبروني لم تأتي اليوم للورشة .. وحين لم ترد أنت علي طلبت من وائل أن يطرق عليها الباب لم ترد .. "
تحرك عمرو خارجا من المكتب بسرعة
" ربما نائمة أو مريضة "
قال أحمد بإنهاك " ربما .. لكني لم أستطيع أن أطلب من وائل أو سيد الطرق على باباها مجددا .. تصرف يا عمرو بالله عليك سأموت من القلق .. لم أستطيع الوصول إليها منذ أمس "
بعد ساعة كان عمرو يفتح باب شقة بانة في حرج ..
كان قد حصل على المفتاح الإضافي من الخالة إلهام..
وأوشك أن يطلب منها أن تنزل معه وهو يفتح الشقة ..
لكنه وجد أن الأمر غريبا..
كما أنه تهرب من وائل الذي عرض أن يصعد معه لشقة رامز للاطمئنان عليه ..
قرر أن يطرق على الباب مجددا ..
حين لم يأتيه أي رد فتح الباب وهو ينادي ويتنحنح وقد احمرت أذنيه ..
تحرك بالشقة دون أثر لأي إنسان ..
طرق على غرفة النوم بحرج ..
لا مجيب ..
دلف برأسه وهو ينادي على رامز فلم يجد سوى غرفة خاوية .
أحمد مستمر بالإلحاح في الاتصال ..
فتح الخط ليقول وقد جف حلقه
" ليست موجودة بالشقة يا أحمد ولم تذهب للورشة منذ أمس "
هتف أحمد في جزع " غادرت ؟؟؟؟؟ .... بانة ذهبت يا عمرو ؟؟؟؟؟"
تحرك عمرو بالغرفة ولم يرد ..
بلع لسانه ..
كيف سيخبره أن إسدالها ملقى على السرير...
وأن ملابسها معلقة بالدولاب..
وأن الشقة لا توحي بأن صاحبها غادرها بإرادته
نهاية الفصل الثاني عشر
شكرا للمتابعة