" الفصل الـ ٢١ " :
:
أنا العاشقْ
بأمر اللهِ
ذَوَّبَني الهوى فيكِ
وهذي سكرة العشقِ
وما المطلوب
فسبحانَ الذي في العشق يمنحُنا
حنينًا حين يضربُنا
يَفورُ العشقُ من دمنا
وتَمرحُ في القلوبِ طيوب
وفضلُ اللهِ واللهْ
على مثلي كثيرٌ في الهوى جدًا
لأني كلما في العشق انتصر
أعود بفرحة المغلوب\ م,ن:
:
انعطفت سيارة فهد للشارع الذي تسكنه جدته .. دقق في السيارة التي انعطفت في الشارع الآخر .. هل هو عبدالرحمن تبدو احدى سيارته ..
نزل فهد وبالمِفتاح الخاص به دخل منزل جدته .. جذبته رائحة القهوة .. فتبعها ووجد سماء تجلس في المطبخ وحيدة .. تعطيه ظهرها .. ترتدي بنطلون جينز وتيشيرت ابيض .. كان مبيناً نحولها .. رغم جاذبيتها .. يبدو انها غارقه في افكارها ولم تلحظ دخوله ..
سماء ..
وضعت يدها على قلبها دلالة خوفها من دخوله المُفاجيء : بسم الله ..
رقّ قلب فهد لوحدتها وخوفها .. جلس على الكرسي المقابل ولاحظ احمرار انفها وجفنيها : كنتي تبكين ؟
سماء : لا ..
:
:
شيء ما جعل عبدالرحمن لايستطيع العودة للمنزل .. لذا عاد ادراجه قُبيل وصوله لمنزله .. لمنزل جدته .. سيقف خارجاً سيحاول الاتصال بها .. سيكتفي بوجوده في نفس نطاقها ..
عندما وصل وجد سيارة فهد .. الأمر الذي جعل يديه تقبض بقوّة على مقود السيارة .. حتى كادت مفاصل اصابعه ان تتمزق .. اشعل سيجاره وانتظر لكن يبدو ان فهد سيطيل البقاء .. صور كثيرة في رأسه .. لهما معاً .. بل وصورته يحتضنها في المستشفى تتسيد الموقف .. عقله الذي يخبره انه زوجها .. سيكته قلبه الذي يقول انه تزوج اخرى وتركها .. وعقله الذي يخبره انها لم تنظر لك حتى .. سيكته قلبه الذي يقول انها ستفعل اكثر من ذلك ..
فتح هاتفه .. وقاد السيارة للخلف حتى يتخذ مكان غير واضح لسكان المنزل واتصل بسكرتيره : سالم مرحبا ..
صديقك الي قلت لي ممكن يسوي اي شيء .......
...........بالضبط ، ابي اي مشكلة في المشروع تخلي فهد يطلع الان له .. ...... خله يسرق مواد يضرب الحارس .. اي شيء ..
واغلق هاتفه وانتظر ..
:
:
:
حاول فهد تغيير الموضوع : جاكم احد ..؟
سماء ؛ احد مثل مين ؟
فهد : كأني شفت سيارة عبدالرحمن برا ..
سماء : مدري عنه ..
فهد بإبتسامة : تعشيتي ..
سماء : الحمدلله ..
فهد : صبي لي طيب قهوة ..
صبت له ومدت له فنجاله فأمسك الفنجال بيد ويدها الممدودة بيد : سماء .. الحين الجميع يدري بزواجنا .. ( ورفع حاجبه بتساؤل ) بس تقوم جدتي نسوي الحفلة ..
ابتسمت سماء بخفه وهي تنظر ليدها الصغيرة النحيلة المرتعشة .. في يدهـ السمراء الكبيرة الثابتة .. دققت النظر فيها .. تشبه كثيراً وضعهما .. هي ضعيفة وهو قوي .. هي خائفة وهو جسور .. هي مترددة وهو واثق .. هي متراجعة وهو متقدم .. رفعت نظرها للعيون التي تراقبها بـ اهتمام : انت ماقلت لهم .. ولد عمك الي قال .. هو كلم الجدة وقالها انه اكتشف الموضوع ..
فهد : وش الفرق .. انا رايح لنفس الهدف ..
سماء بثقة لاتشعر بها ابداً : فرق كبير .. منك بيكون خبر وإعلان .. منه فضيحة ومشكلة .. شعور انك واريتني عن الجميع وهم فضحوك بي .. يجعل من اتفاقنا باطل ..
وقف فهد بغضب : قولي انك ماتبين ياسماء ولاتحطين حجج ..
سماء : انا مابي .. اكون شريكة لاحد في احد ..
فهد : ماراح تحسين بوجودها في حياتي .. بتكونين انتي وبس طالما انا معك ..
سماء : وبتكون هي وبس طالما انت معها ..
فهد : من حقها ..
سماء : صحيح .. لكن لما تكون انت معي هي بتكون معها عائلتها ومجتمعها .. واذا صار العكس باكون وحيدة .. انتظرك .. عشان ترجع وارجع انتظرك .. تدري اكثر شيء يخوفني غير الموت والوحده .. هو الانتظار .. ( كانت تتكلم بهدوء وخفوت حتى ظن فهد انها نسيت وجوده )
فهد : سماء انتي بتكونين مشغولة بدراستك وبعدهت بعملك .. ابداً ماراح تنتظرين او تعيشين وحيدة ..
سماء : باكون يافهد وحيدة .. ومنبوذة .. وتعيسة ..
فهد : جربي ..
سماء وهي تقدم جسمها من الطاولة : انت تعرفني من ولادتي ..ومن طفولتي .. وعرفتني قبل لاتتزوج وطلبت مني اتمام زواجنا وانت ماتزوجت وشرطت ان يكون لك زوجة .. بشكل او بآخر انت في قرارة نفسك عارف اني مااكفيك .. وبيرجع لك هالاحساس في اي وقت .. انا ماقدر احط حياتي في احتمالات .. اكون وحيدة مانتظر احد افضل الف مرة من اكون وحيدة متعلقة بأحد انتظره واخاف افقده .. تدري يافهد احيان اليأس اهون من الامل الكاذب ..
لاحظ فهد انها تتحدث بحزن .. بألم وتضع يديها حولها .. كأنها تشعر بالبرد .. لاحظ انها تنظر له وهي تتحدث بإعتذار .. لايعلم موجه له او لنفسها .. ولاحظ انها تطبق فمها بعد كُل جملة خوفاً من قول شيء ما .. ولاحظ فهد انه في كل لقاء .. يهبم بالفتاة الحساسة لكن بقوة نفس كبيرة ..
:
:
كان فهد ينظر لسماء التي يبدو انها انهت ماتقول .. وبقيت تنظر للفراغ .. رنين هاتفه اعادها للواقع ..
وقف ليتحدث .. ثم لاحظ رعب سماء ووقوفها .. أشر لها بيده مطمئن لكن كانت تنظر له بلهفه ..
: مين ؟
فهد : مشكلة في العمل .. باروح انتبهي لنفسك ..
ركضت خلفه ؛ لايكون جدتك فيها شيء وتكذب علي ؟
فهد : احلف لك انها في العمل وهذا الحارس مكلمني .. بعض المواد لعمل بكرة مسروقه ..
وقفت وهي تضع يديها على قلبها .. وتنظر له وهو يغادر .. شيء في منظرها الطفولي جعله يعود ويتردد قبل ان يحتضنها ومما اثار استغرابه انها بادلته العناق .. كان عناقهما نوع من مشاركة مشاعر الخوف والقلق على الانسانة التي اشتركوا في حبها ..
:
:
راقب عبدالرحمن فهد وهو يخرج ويركب سيارته ويبتعد .. ثم رمى عقب سيجارته وادار محرك السيارة وهو ينظر للمنزل حيث تجلس الآن سماء وحيدة بدون اي احد ليس هو .. كما اراد تماماً ..
:
:
خرج فهد في اليوم التالي من الشركة بعد اتصال فارس لوضع النقط على الحروف كما قال .. وتوجه لهما في شقة فارس .. كان قد اعطى الشرطة التسجيلات التي تظهر اللذين سرقوا المواد وحاولوا الاعتداء على الحارس .. حتى وان كان الوقت ليلاً كانت لوحة السيارة واضحة وبعض اشكالهم بفضل الإنارة الليلية التي يستخدمها في المشروع ..
استقبله فارس الذي كان متفهماً جداً ومتعاطفاً .. بينما هناء كانت تجلس وتضع قدماً فوق قدم ..
شرح له فهد كل شيء : مثل ماقلت لك متزوجها من قبل نسافر كان عمرها ١٤ .. يعلم الله الا وقت قريب اعتبرتها اخت صغيرة لي ..
( ومراعاة لمشاعر هناء لم يذكر انه الآن يرغب بها ) والحين هي كبيرة ومالها قريب الا انا .. زواجي منها صوري .. وحاولت اعلنه لكنها كانت ترفض ( ابتسم وهو يتذكر وجه سماء ) ومازالت ترفض .. ولو قدرت اغير
قاطعه فارس : يعني زواج واجب ..وهذا الي خلاك تغفل ذكر الزواج لما خطبت هناء
فهد : فارس .. هناء موجودة .. اذا تبي زواجنا يستمر انا مازلت الشخص الي وافقت عليه وتعرفه زين .. اذا تبي الطلاق انا مستحيل اجبرها .. نعم انا غلطت ماقلت عن زواجي السابق لكن هذا مش من مسببات بطلان الزواج ..
هناء : انت بكل قوة عين تقول انك ماتبي تطلقها ..
فهد : انا مازلت اقول انك صاحبة القرار واي شيء يتعلق بسماء مايخص احد ..
هناء ؛ يعني معترف انك استغفلتنا ..
وقف فهد ؛ لو مان زواجي من سماء تام وكامل مافمرت اتزوج غيرها ابداً
وقف فارس ايضاً : هناء مصممة انك تطلق سماء
فهد : هل لو طلقتها بتكون هناء واثقه اني مستحيل اتزوج عليها .. او بتحط العصمة بيدها يافارس
هناء : اذا فكرت تتزوج علي اكيد باتركك
فهد : اذن من الآن سياسة التهديد واملاء الشروط ماتمشي معي ..
خرج فهد بينما حلست هناء تبكي .. وفارس يقف عاجزاً امام اقتناعه بكلام فهد ووقوفه الغير مشروط مع اخته ..
:
:
.. وقفت سماء مع الطبيب تحدثه .. عن حالة الجدة .. وتستمع لشرحه : طيب يادكتور رفع الجرعة مايأثر عليها لأن بنيتها ضعيفة ..
الدكتور : هذي مرحلة انتقالية للجسم ومؤقته وبمجرد مانلاحظ تغييرات في الاعضاء الحيوية بنرجع نخفظ العلاج من جديد ..
سماء : دكتور واذا ..
شكراً لك دكتور ..
صوت فخم واضح ويشدد على الحروف اتى من خلفها .. منهياً بكلمات بسيطة حديثها مع الدكتور الذي ابتسم وذهب ..
لم تناقشه سماء بل ابتعدت وجلست في الكرسي الموجود امام غرفة الجدة
عبدالرحمن : ليه ماتعشيتي امس ؟
سماء : امر مايعنيك ..
عبدالرحمن : وش كان يبي منك فهد امس ..
سماء التي خافت ان يكون دخوله السافر للمنزل لوضع كاميرات : ايضاً امر مايعنيك ..
اقترب عبدالرحمن واتكأ واقفاً على الجدار .. يشعر بضعف بجانبها وقلة حيلة .. هو عبدالرحمن يشعر كذلك بجانب فتاة خطت تواً من العشرين : انا اعرف ان زواجكم صوري ..
سماء : انت تعرف اشياء كثيرة في الحياة وماستفدت منها ..
عبدالرحمن : فهد الحين عند هناء يسترضيها .
سماء وهي لاتنظر له : شكراً للمعلومة ..
عبدالرحمن : فهد موب مثلي ومثلك .. عاش مرفه ومجابه طلباته .. انا وانتي جربنا اليتم ونفهم بعض ..وبيننا اشياء مشتركة
سماء : انا وانت مافيه شيء مشترك بيننا ابداً .. ولاراح يكون ..
:
في آخر الممر وجد فهد ان وقفة عبدالرحمن بجانب سماء مريبة .. هو لايثق به وتذكر كلام جمانة انه يملك سحراً يجعل اي بنت تشعر انها مهمه ..
هل تقع تحت سحره سماء ..!!
وقف وسلم فرفعت نظرها له سماء ارتاح فهد لانها لم يبدو عليها الارتباك كمن ضُبط بذنب .. بينما سحب عبدالرحمن نفسه مبتعداً ..
جلس بجانبها فهمست : حليت مشكلة البارح ..
فهد : ايه الحمدلله مشكلة سهله ..
سماء بذات الهمس : ومشكلة هناء ..
فهد ؛ ليه تسألين .. اذا ( وأمسك يدها ) لكنها بهدوء سحبت يدها من يده ووضعتها بحجرها .. وعندما رفعت نظرها لعبدالرحمن كان ينظر لها مبتسماً .. ويبدو سعيداً ..
خرجت الممرضة : ماشاء الله الحجه النهارده صحتها ممتازه .. من الصباح فيه مؤشرات كويسه ودلوقتي الدكتور عندها بيعمل على تخفيض المخدر ..
ابتسمت سماء ابتسامة جعلت قلب عبدالرحمن يرقص .. لم يخلق الحزن لهذا الوجه الجميل .. بينما فهد تقدم ينظر من داخل الغرفه ومد يده لسماء لتلحق به .. يد لم تستطع تجاهلها خاصة امام عبدالرحمن ..
خرج الدكتور : فهد وسماء .. السيدة الحمدلله فاقت و تناديكم بس لاتتعبونها ..
دخل كل من فهد وسماء بعد ان البسوهم رداء ابيض وكمامه .. كانت سماء تدفع الدموع من عينيها دفعاً للداخل لاتريد ان ترى الجدة وجهها حزين ..
كان الوجه المتجهد هش وضعيف واليد الموضوعه على اللحاف ضعيفة وتحمل في اصبعها جهاز التنفس وفي اعلى الكف انبوب لتوصيل الدواء
امسكت سماء بيدها ووقفت هي وفهد كل واحد في جهه ..
:
:
عاد عبدالرحمن ادراجه .. دخول فهد وسماء علمه ان مايربط بينهما لجانب الزواج الهش هو جدته .. رابط لن يبقى طويلاً على قيد الحياة حسب مافهم من دكتورها بالامس .. اتصل على سكرتيرة لانه وببحث بسيط اكتشف ان المستثمر الخليجي من طرف فهد مما يجعلهم في مأزق يجب التخلص منه بسرعة .. : الو سالم
سالم : آمر ياطويل العمر ..
عبدالرحمن : ارسلت لك ايميل ارجع ارسله للمستثمر الخليجي ..
سالم : ليه ياطويل العمر هو وافق يعمل معنا
عبدالرحمن : هذا كمين .. ارسل له اعتذار عن العمل وارقام وعناوين فيلديز ..
سالم : سم طال عمرك ..
عبدالرحمن : وحرر فصل ابراهيم سكرتيرنا في الشركة ..
اغلق الهاتف واتصل بعمه عبدالكريم : هلا ياعبدالرحمن
عبدالرحمن : عمي اذا عندك سكرتير مؤقت ممكن يشتغل عندي لين اخلص مقابلات للمتقدمين ..
عبدالكريم : بدل سالم والا ابراهيم
عبدالرحمن : ابراهيم اكتشفت انه يجيب مشاريع عشان ياخذ عمولة وللاسف المشروع الي جابه للشركة كانوا اساساً مراسلين فيلديز وهذا شي مااقبله لذا فصلته بسرعة .. وارسلنا للمستثمر ارقام فيلديز .. وياليت مايفوتنا هالعمل لانه كبير ومربح
عبدالكريم : طول عمرك ياعبدالرحمن قد الثقة ورجل سوق من الطراز الاول بارك الله فيك .. بارسل لك بعض السير الي عندي لعل واحد يكون مناسب للعمل المؤقت ..
:
:
ابتسمت الجدة بضعف لأغلى اثنين على قلبها وامسكت بيديهم وبدأت الحديث وهي تنظر لفهد : فهد لاوصيك على سماء
وقبل ان تكمل نزعت سماء كمامتها واقتربت من الجدة : لا ، الله يخليك لاتوصين احد علي .. انتي الله يطول بعمرك وانا كبيرة ماحتاج وصايه ..
الجدة بضعف : بغيتي او مابغيتي ياسماء انتي وفهد مربوطين ببعض ..
نظرت سماء لفهد .. هو رباط ستعمل المستحيل حتى تتحرر منه .. قيد من نار هو قيد فهد لها .. الممنوع المرغوب .. لاتستطيع البقاء معه وهي تحبه لانها تخاف التنازلات ..
:
:
في الاسبوع الاخير حصلت صدامات بين فهد ووالده كما لم يحدث منذ اعوام ..اخرها لدفاع والده عن عبدالرحمن الذي وصفه بالنزاهه والامانة .. بينما فهد يعرف انه فقط جمع واحد زائد واحد ماجعله يتراجع .. محظوظ او لا هو سيعمل على انهائه او كشفه ..
ارتدت الجدة وجلست على الكرسي المتحرك الذي تدفعه سماء .. عند الخروج من الغرفة .. واجهوا ابو فهد الذي نظر لها نظرة اربكتها لكنه جلس موازياً لوالدته وهو يقول بتطلعين معي للبيت ..
الجدة : لا لا باروح لبيتي اريح لي ..
لكنه اخذ الكرسي من سماء ودفعها لاحدى غرف الانتظار لحق به فهد بينما جلست سماء تنتظر ..
لم يمضِ كثيراً من الوقت حتى خرج ابو فهد بدون ان يوجه نظره لسماء ثم تبعه فهد الذي ناداها لرغبة الجدة بالحديث معها ..
تقدمت سماء بهدوء : آمري حبيبتي ..
الجدة : بنروح لبيت عبدالكريم ..
سماء بدات الهدوء : اوك باحاول ازورك او اكلمك اتطمن عليك ..
الجدة : لا انتي بتروحين معي ..
سماء بابتسامة وهي تتذكر الارهاب الذي تترضت له في المستشفى من عائلة فهد : معليش صعب علي كتبي واغراضي في البيت ..
الجدة : بتروحين انتي وفهد تجيبونها وتجيبون اغراضي ..
سماء : اسفة ماراح اروح معك ..
الجدة بضعف وتأثر واضح : اجل مانيب رايحه لبيت عبدالكريم ..
وجدت سماء ان فهد اقترب من جدته التي بان التأثر الشديد عليها : اريح لك عندنا ياجدتي
الجدة : بدون سماء مانيب رايحه
سماء : لاتربطين نفسك في .. هم عيالك ومن حقهم يتطمنون عليك ويكونون حولك
الجدة : اذا مارحتي معي ماراح اروح
سماء بهدوء غاضب : انا غريبة ماراح اقعد في بيت ناس ماعرفهم
الجدة : انتي زوجة فهد ولك كل الحق تكونين في بيتهم ..
سماء : هذا الزواج الغلطة بيدمر حياتي ..
وفعت نظرها لفهد غاضبة ووجدته ينظر لها ببرود وهدوء ثم خرج
وضعت الجدة يدها على صدرها فاقتربت منها سماء وركعت تحت كرسيها : الله يخليك اعفيني من دخول بيتهم
الجدة : الله يخليك انتي ( ومدت يدها المجهدة ليد سماء ) عبدالكريم نادم وطلبني وانا هذا ولدي الوحيد حتى لو غضبت عليه قلبي مايقسى .. بتصيرين ام وتفهميني يوم .. طلب فرصة وانا بعد غضبي عليه انهكني وتعبني .. احتاج اسامحه .. كم بقالي فالعمر ياسماء .. خليني اموت وانا قريبة من ولدي .. وان ماجيتي معي مارحت لهم ..
وقفت سماء بتكاسل .. لم يفعل الحديث مافعلت به الدمعة التي سقطت من الجدة ..
دفعت عربتها وقالت : توكلنا على الله ..
:
:
فتحت هناء الباب لتجد امامها .. ام فهد سارة ..
تنحت جانباً لتدخل ؛ اهلاً خاله ..
سارة : اهلاً فيك حبيبتي .. ولو اني ماعرفتك انهزامية وضعيفة ..
جلست هناء تفرك يديها : انتي يرضيك الي سواه فهد فيني ..
سارة : يعني انتي ماعاد تبين فهد وبتخلينه لسماء
هناء : طبعاً لا ..
سارة : اذن ارحعي معي الآن لبيتك ..
هناء : فهد البارح ...
سارة : هناء حبيبتي انتي كنتي ومازلتي مثل جمانة عندي .. انا بانصحك نصيحة لو امك عايشة نصحتها لك .. الرجال حتى لو يحب زوجته لابد له نزوة .. اذا تحاوزتها الزوجة وهذا الي تسويه الزوجة الذكية ... رجع لها مثل الطفل الي يرجع لحضن امه .. واذا كبرتها تكون حسرت زوجها .. حبيبتي الرجال مثل الطفل سايريه يمشي بيدك عانديه بيعاند اكثر .. اذا خليتي الساحة لسماء حصلت عليه وهو الشيء الي مانبيه كلنا .. لكن زعلك يدفع فهد لها .. خاصة وانه حاول معك انتي بدل ماتستغلي شعوره بالذنب ناحيتك وتقربينه منك تتركينه وتعطينه عذر انه يقرب منها اكثر .. الحين سماء في البيت مع جدته وكلنا عارفين كيف يحب جدته ويهتم لها ... بمراعاة سماء لها بتقرب بينهم اكثر والزواج الصوري بيصير واقع والبنت الغريبة بتصير صاحبة بيت
هناء : يعني هي معكم الان فالبيت
سارة : هذي فكرتي التي تحملتها عشانك
بدل مافهد يقضي الوقت معها ومع جدته بعيد عننا يقضيه معنا وحنا بطريقتنا نحول بين ان ينشأ بينه وبين سماء تفاهم .. وهذا ماسويته الا عشانك تحملت وجودها ووجود ام عبدالكريم عشانك .. اذا بتنهزمين بلغيني ادور لولدي زوجة تملأ الفراغ قبل ماتعبيه سماء .. واذا بتحاربين عشان فهد ثقي اني معك وفي صفك .. وبطريقتنا واتفاقنا نطلع سماء من حياته ..
كانت هناء خائفة فهي لاتحب المواجهات ولا المشاحنات لكنها تحب فهد وهو قاب قوسين من هجرانها .. خاصة بعد خروجه ليلة امس غاضباً
: بس انا ياخالة مابي ارجع بدون مافهد هو الي ياخذني ويراضيني
سارة : هذا خليه علي .. ماقلت لك اننا لو تعاونا قدرنا نطلعها من حياتنا وهذا شيء انتي بتشوفينه .. اي رجال ياهناء فراشه فارغ بيفكر حتى في الخادمة مرب بس في بنت تعتبر زوجته ..
:
:
كان حامل الاقلام الذي رماه عبدالرحمن في جدار مكتبه في المنزل هو من تلقى غضبه بعد ان علم ان الجدة وسماء سيخرجان في منزل فهد .. وامام عينه وقريبه منه .. اخذ هاتفه واتصل بها : الو
سماء : نعم
عبدالرحمن : ارفضي تطلعين لبيته
سماء التي تضع كتبها في الحقيبة وبعض ملابسها : مالك حق تملي علي تصرفاتي
عبدالرحمن بغضب وصوت مرتفع : الا لي كل الحق .. هو اهملك .. وانا احبك .. كان يتنفس بحده وكأن اعترافه بالحب يفوق قوته : انا احبك ياسماء .. ولو ماطلع فهد من حياتك ذبحته ورملته وفي كل الاحوال انا الي باحصل عليك ..
وضعت سماء السماعة بهدوء ولرعبها اسقطت ماكان بيدها .. صوته وتهديده جعلها تخاف جداً .. كلماته ارعبتها وحملت لها تهديداً واضحاً وعبئاً جديداً لاتستطيع حمله .. هي لاتريد منزلهم بقدر ماتريد الموت .. لكنها على امل ان لاتجد الجدة الراحة التي تنشدها فتعود لمنزلها ..
:
شخص آخر ذُهل عند سماعه كلمات عبدالرحمن .. تراجع فارس لسماعه الاعتراف المعذب لعبدالرحمن بالحب ومن من ..!؟ من سماء زوجة فهد ..كان ذاهباً للمنزل لإحضار غرض لهناء التي يبدو انها فاقت وتريد العودة لزوجها ..
:
: فَقلبي ظَلامْ
وحُبي كَلامْ
ومازِلتُ أرغَبُ في الانتِقامْ ..
م.ن |