الموضوع: عذراء إسما
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-18, 09:52 AM   #45

MirOo Elbattal
 
الصورة الرمزية MirOo Elbattal

? العضوٌ??? » 416631
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 199
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MirOo Elbattal is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

❤ الفصل الخامس ❤

اشرقت الشمس علي بحر الاسكندربة مكونة اجمل منظر تراه العيون ، منظرا يبعث في النفس الراحة والسكينة واللتان هما بعيدتان كل البعد عن ابطال قصتنا

في ڤيلا "حسين فهمي"

في احدي غرفها الفخمة ... ويظهر من ديكورها انها غرفة صاحبة الڤيلا نظرا لذوقه الكيلاسيكي

كانت تقف امام النافذة امرأة محجبة لعب الزمن علي صفحة وجهها الا ان ملامحها لٱ تزال تحكي عن جمالها بعيناها البنيتان وبشرتها السمراء قبل ان تهاجمها التجاعيد

تقف والدموع تنزل من مقلتيها بهدوء وكيف لٱ تنزل وغدا هو ذكري وفاة ابنتها فلذة كبدها واقرب شخص الي قلبها

اخذت نفسا... عليها السفر للصعيد لأجل زيارة قبر ابنتها ... اقتربت من الدرج واخرجت منه صورة ... كانت صورة فتاة في العاشرة من عمرها بعينان زرقاوتان وشعر اسود مرفوع كذيلي حصان علي جانبي رأسها تبتسم للكاميرا بابتسامة طفلة لم تكن تعرف انها ستموت بعد تلك الصورة مباشرة

قبلت الصورة واعادتها مكانها ومسحت دموعها فجأة وجدت من يضمها من الخلف ويقبل خدها ... ادارها لتنظر اليه فأكمل مسح دموعها وقال

(بكرا هنزورها انا وانتي وعمر)

هزت رأسها بحزن فقال

(لآزٍمٍ تكوني فرحانة لان بنتنا امل هتاخد بإيدينا وتدخلنا الجنة انا وانتي)

ابتسمت بحب وقالت وهي تضمه

(متأخرتش ولا ايه...!!!)

قال مازحا

(اعتبره طرد بس بأدب دا ولا ايه)

ضحكت وقالت وهي تعدل لياقة زوجها الذي لم ينقص حبهما مثقال ذرة من ان تزوجا وانجبا "عمر و.... امل"

(اعتبره زي ما تعتبره المهم تروح شغلك بدري)

ضمها وقال

(طب اجهزي عشان نلحق نسافر بدري... الحاج مستنينا ع العشا)

ودعته وغادر لعمله بينما اخرجت هي الصورة وهي تفكر ... ليس في صاحبة الصورة ... بل شبيهتها ...!!!!

*******

اما عند <<ماسة>> استيقظت بعد ليلة ارق طويلة لم تنم فيها سوي سويعات قليلة ... نظرت لمرآتها وجدت ملامحها الشاحبة والهالات السوداء التي احاطت بعينيها

انتبهت لشعرها المقصوص كأنها تراه مقصوصا للمرة الاولي ... فزعت وامسكت به بسرعة بخوف وجزع سرعان ما تذكرت انها قد انتقمت منه اشد انتقام... ولكن محل انتقامها كان خطأ... لٱ يجب عليها الانتقام من شعرها بل منه هو... ولكن صبرا...

اعادت نظراتها لشعرها بحسرة وندم علي ما جنته يداها في حق شعرها الجميل والذي كانت تحبه حبا جما ...

تنهدت ودخلت للحمام وانتعشت قليلا وخرجت جلست امام مرآتها وامسكت مكياچها لتخفي شحوبها المشابه للاموات وتخفي تلك الهالات السوداء والتي تجعلها تبدو اكبر بسنوات

تذكرت والدتها حين دخلت عليها ورأت شعرها قالت بلا مبالاة

(دا نيولوك جديد... مش لايق عليكي ع فكرة... وخالد رأيه ايه فيه... مظنش انه هيعجبه كدا)

لم تهتم <<ماسة>> بمبادلتها الكلام مما جعل <<منال>> تستشاط غضبا وقهرا من تلك العنيدة

قالت بغضب مكبوت لٱ تريد التفجر في وجهها فهي ورقتها الرابحة وتذكرتها للانتقال لعالم الثراء الخيالي

(ايه اخبارك مع خالد… عملتي كل اللي قلتلك عليه…)

صمتت <<ماسة>> لحظات حتي ظنت <<منال>> انها لن تتكلم بعدها نظرت لـٍهآ <<ماسة>> وقالت ببرود

(خالد خلاص… فركشت معاه…)

اتسعت عينا <<منال>> بذهول وقالت بصوت كفحيح الافعي التي تستعد للانقضاض علي فريستها وتهشيمها بأسنانها انتقاما ‏​‏​منـِْها

(يعني ايه… انتي عارفة دا ابن مين… انـْتي عارفة دا معاه كام…!!! ازاي تفركشي معاه انتي اتجننتي…!!!!)

امسكت <<ماسة>> بمشطها وشرعت تسرح شعرها القصير ببرود لا مبالية بـ <<منال>> التي تشتعل غضبا وقالت بنفس برودها

(زهقت منه…)

(وحياة امك)

هتفت بها <<منال>> بسخط وهي تحاول الا تنقض عليها وتقتلها بين يديها لكنها فقدت اعصابها بعد ان كررت <<ماسة>> بنفس برودها القاتل

(زهقت منه)

اتجهت نحو خزانة ملابسها واخرجت منامتها ونظرت لوالدتها وقالت ببرود وهي ترفع يدها الممسكة بالمنامة وقالت في اشارة لـٍهآ لتغادر

(عايزة اغير وانام)

اعتدلت <<منال>> في وقفتها وقالت بخبث وعينان تقدحان شررا تبدوان كعيني شيطان

(كل دا عشان يامن… عرف يضحك عليكي بكلمتين زي زمان)

توحشت نظرات <<ماسة>> وقالت بغضب

(لااااا… ولعلمك… متخلقش اللي يضحك عليا)

قالت بسخرية

(بجد... بس حسب معلوماتي انه فعلا اتخلق وضحك... انْتي ناسية فارس واللي عمـ....)

وقبل ان تكمل قاطعتها <<ماسة>> بغضب

(خلاص خلصنا بقي… صحّ … معاكي حق…)

اكملت ببكاء ودموعها تنزل بهدوء دون ان تشعر علي خدها

(هو خدعني... ضحك عليا... الانسان اللي وثقت فِيَ?... الوحيد اللي حبيته بجد.... اللـ...)

تهدج صوتها وزاد بكاءها وهي تحاول مسح دموعها التي تبدو كانها لٱ نهاية لـٍهآ ... اقتربت ‏​‏​منـِْها <<منال>> تضمها وهي تقول بحقد وتبث في رأسها سمها القاتل اما <<ماسة>> فتشبثت بها تبحث عن الامان والحنان في حضنها.... يقولون انهما دوما في حضن الام... لكنها لٱ تجدهما... …

(عشان كدا لآزٍمٍ تنتقمي... لآزٍمٍ تخرجي من المستنقع اللي احنا فِيَ? دا... لآزٍمٍ تبقي اغني منه ... لآزٍمٍ تبقي اقوي منه)

امسكت بذقنها ترفعه وهي تقول

(فهمتي يا ماسة.... ارجعي لخالد)

هزت راسها رفضا فاشتعلت عينا <<منال>> غضبا وقبل ان تصرخ قاطعتها <<ماسة>>..

(عِنديّ الاغني منه)

هدأت <<منال>> وقالت بجشع

(أا.. أغني... منه)


ابتسمت <<ماسة>> بسخرية... فوالدتها لٱ تهتم بها اطلاقا... كل ما يهمها هو الخروج من هذآ المستنقع كما تطلق عليه ولا تهمها الطريقة بقدر ما تهمها النتيجة

قالت <<منال>> بحماس

(مين هو)

قالت <<ماسة>> بسخرية

(اسمه عمر... عمر حسين فهمي)

اتسعت عينا <<منال>> ذهولا وقالت بتوتر

(قـ... قلتي مين)

كررت <<ماسة>> دون ان تلقي بالا للخوف الذي اعتلي قسمات وجه والدتها

(عمر… حسين… فهمي)

ارتعش جسد <<منال>> خوفا وقلقا ورددت

(حـ... حسين... فهمي)

اومأت وجهها باستغراب فأسرعت منال تقول

(ڱڵـه الا دا... ڱڵـه الا حسين فهمي... ابعدي عنه... فـ.. فاهمة)

وغادرت وتركتها في ذهولها متعجبة من خوف والدتها الغير مبرر تجاه "حسن فهمي" ماذا يكون فعل ذاك الرجل لـٍهآ

عادت من ذكراها وهي تقول

(اهو خبر بفلوس... بكرا يبقي ببلاش... المهم دلوقت نفضالك يا سي عمر)

نظرت للمرآة تتأكد من منظرها قبل ان تخرج ... كانت ترتدي بنطالا من الجينز مقطعا من عند الركبة رغم هذآ الجو القارص البرودة في الخارج... عليه بلوزة سوداء اللون مكتوب عليها شيئا بالانجليزية يعلوها سترة من الجينز تبدو مثل البنطال مقطعة من عدة مناطق كذالك كالبنطال… مع شعرها المقصوص اعطاها هالة صبيانية وفوضوية

ابتسمت بغرور وغادرت... فقد حان وقت تلقين بعض المغفلين درسا

****

عند يامن...…

هو كذالك كان من الارق نصيبا ڵـهٍ... حيث انه لم ينم سوي لسويعات قليلة... فقد كان قلبه وعقله منشغلان بمعذبتهما ولم يزر النوم جفونه الا متأخرا

خرج من الحمام وارتدي ملابسه عليه الذهاب للمكتبة التي يعمل بها الآن

خرج وجد والدته في المطبخ تعد ڵـهٍ الفطور اقترب ‏​‏​منـِْها والتفتت ڵـهٍ فور ان شعرت بوجوده ... امسك يديها يقبلهما ورفع رأسه وسرق قطعتا بطاطس وقذفها بسرعة في فمه قبل ان تتكلم والدته التي نهرته

(يامن... كام مرة قلتلك بكره ان حد ياكل وانا لسا بعمل الاكل...)

ابتسم بمشاغبة وقال

(اسف يا ست الكل... بس انا جعان ولازم امشي حالا للمكتبة مش هقدر استني افطر معاكم ...)

تبدلت نظرات والدته الحنونة لاخري حزينة وقالت

(لسا برضو مصمم تشتغل في المكتبة دي يا ابني..!!!!)

ابتسم بانكسار وقال

(يعني يا ست الكل انا لاقيت شغل تاني وقلت لٱ ...)

ابتسمت بحنان

(هتفرج بإذن •اللّـ?̣̥ يا ابني وهتلاقي شغل... انـَتَ بس استعين بالله ومتيأسش)

ابتسم لـٍهآ يداري حزنه ويأسه ... فهو قد تخرج من كلية الهندسة بمجموع عال ورغم هذآ لم يجد وظيفة... فأغلب الشركات تطلب خبرة لٱ تقل عن خمس شهور ... حتي يأس من البحث واشتغل في مكتبة للانفاق علي والدته وشقيقته

افاقته والدته وهي تعطيه سندويتشان من البطاطس وتهمس ڵـهٍ

(خد دول.... كلهم ابل ما هند تشوفك)

حاول كتم ضحكته وهو يري والدته تنظر يمينا ويسارا تتأكد من وجود المدعوة <<هند>> من رؤيتها .... وكأنها إذا امسكتها بالجرم ستعاقبها

اخذ <<يامن>> قضمة من الساندويتش وهو يقول مازحا وهو يضحك

(معرفش انك جبانة كدا يا ست الكل.... بقي حتة بت مفعوصة زي هند ترعبك ... !!!!... لٱ اله الا •اللّـ?̣̥ ....!!! فينك يابا الحاج... يلا... •اللّـ?̣̥ يرحمك... هند المفعوصة بترعب مراتك)

(مين دي اللي مفعوصة)

وقع الساندويتش من يده حين فاجأته بمسكتها المفاجئة كما يفعل ضباط الشرطة بمساجنهم فقال حانقا

(مـڼـڱ لله... قطعتيلي الخلف)

نظرت ڵـهٍ وقالت بغضب مصطنع

(انت بتقول عليا مفعوصة يا واد...!!! انا هوريك)

نظر <<يامن>> لقامتها القصيرة فقال وهو يدفعها مازحا

(يا شيخة اتلهي.... روحي اتشطري ع كتابك الأولْ)

نظرت ڵـهٍ بحنق وقالت

(لٱ يا حبيبي اوعي يغرك جسمك... انا اقدر اطيرك بنفخة ااااه انتَ متعرفنيش)

نظر لـٍهآ <<يامن>> ساخرا بعدها هتف بصوت عالي

(امي هاتي بسرعة الشبشب في صرصار ☟تٌَحَـتْ☟ رجل هند)

صرخت <<هند>> وتعلقت برقبته خوفا وهي تقول

(ااااااااااه موته موته موته موته ..... موته بسرعة.... يا ماااااامي .... بسرعة موته موتــــــــــه)

ظل <<يامن>> يضحك علي شقيقته وهو يحملها ويقول ساخرا

(اقدر اطيرك بنفخة ?ه...!!!)

ظل هو ووالدته يضحكان عليها بينما هي دفعته وابتعدت عنه وقالت حانقة وهي تأخذ الكثير من البطاطس وتنظر لوالدتها مهددة تتحداها ان تتكلم... فآثرت والدتها السكوت وهي تحاول كتم ضحكتها .... بينما اكلت <<هند>> بعض البطاطس وهي حانقة منهما

قالت بعد ان اكلت البطاطس

(هاخد تاني)

منعتهاوالدتها وقالت

(لما نقعد ع الفطار)
نظرت لـٍهآ بحنق وقالت

(اااااه مهو انا بنت البطة السودة وهو ابنك انتي... ايه الظلم دا يا رَبي)

قال <<يامن>> وهو يقرصها من اذنها مشاكسة

(ابل ما تتكلمي وتهددي يا بطة اتغلبي ع كتبك الآۆلْ... انتي في ثانوية عامة)

ابعدت يديه وقالت بغضب

(مهو عشان انا في ثانوية عامة لآزٍمٍ تغذوني... اذاكر ازاي انا كدا)

ضحك <<يامن>> بينما تذكرت <<هند>> شيئا وقالت بدلع حتي لٱ تشك والدتها

(تَعال يا خويا يا حبيبي)

ضحك <<يامن>> وقال

(ربنا يستر… بخاف انا من النبرة دي… خير)

امسكت <<هند>> يد شقيقها واخرجته وهي تقول

(عاوزاك تحللي مسألة في الرياضة)

خرجا من المطبخ بينما اكملت والدتهما من انهاء طعام الافطار …

فور ان خرجا ادخلته <<هند>> لغرفتها وقالت بجدية

(في حاجة مهمة لآزٍمٍ تعرفها)

اعتدل يامن وانتبه لـٍهآ فقالت

(ماسة...)

توحشت نظراته وقال

(مالها...!!!)

قالت بتوتر فهي تعرف حب شقيقها تجاه ابنة خالتها المغرورة

(مـ… ماسة)

قال بنفاذ صبر

(اخلصي يا هند خير)

اسرعت هند بالقول

(كل يوم مع واحد شكل)

قست نظراته اكثر وضغط علي يديه وهو يحاول تمالك اعصابه وقال

(وانتي عرفتي ازاي……!!!)

ابتسم داخله بسخرية... الا يصدق شقيقته ...!!! الم يرها بنفسه مع الكثير من الرجال... الم تتحداه وتعترف له بكل وقحة

انتبه لـ<<هند>> التي قالت

(الـ... المدرسة كلها مالهاش سيرة غيرها... كل يومين يجي ياخدها من المدرسة واحد شكل... وكمان... انا شوفتها بنفسي)

اخذ نفسا عميقا وقال

(ټمـٱمـ ... حاجة تاني)

هزت رأسها وقالت

(كـ... كانت.... كانت عاوزاني اركب معاها وكان معاها واحد)

هذه المرة لم يتمالكـ نفسه وصرخ

(يعني ايه... لٱ بجد هي كدا اتخطت كل الحدود)

التفت لشقيقته وقال

(ابعدي عنها... متكلمهاش نهائي... وسيبيني انا اتصرف)

هزت رأسها وغادر هو غاضبا وحانقا يرغب في قتل شخص ما الآن ... تلك الغبية ... ستكون نهايته علي يديها بالتأكيد

من صغره وهو يعلم هذآ... منذ ان رآها للمرة الأولي وهي رضيعة... منذ ان ظهرت خالته التي لم يسمع عنها من العدم... منذ ان حملها رضيعة ونظر لعينيها الزرقاوتين اللتان تنظران لـٍه ببرائة كأنها تكتشفه...

كان عمرها ذاك الوقت سنتان اما هو فكان عمره 10 سنوات... تذكر حين رآها اول مرة...…

سمع والدته تتكلم مع والده عن وجود خالته استغرب حينها... هل ڵـهٍ خالة...!!!! كيف وهو لم يرها من قبل ...!!! كان يتكلمان عن ميراث ... ولصغر سنه لم يفهم حينها كلامهما

ذهب مع والدته لرؤية تلك الخالة التي ظهرت من العدم... نظرت له حينها باذراء... وقتها علم انه لن يحب تلك الخالة مطلقا... وقد كان صادقا في شعوره

تذكر حينها انه كان يتسلل في بيتها دون ان تراه خالته صاحبة "النظرات المقرفة" رآي كائنا صغيرا يزحف... كائنا في نفس حجم شقيقته <<هند>> .... كان جميلا بحق... ممتلئا ببشرة بيضاء وشعر اسود مرفوع كزيلي حصان يصل لتحت اذنها قليلا... كان طويلا لطفلة في عمرها

راقبها وهي تحاول جاهدة ان تستند علي الكرسي وتحاول المشي... وبالفعل كانت تمشي بتعثر ... سقطت علي الارض وظلت تبكي... وقتها اراد ان يحملها ويسكتها الا انه خاف ان تقبض عليه تلك الخالة وتعنفه لانه يستكشف المنزل

الا ان تلك الخالة لم تحضر مع علمه انها قد سمعت صوت بكاء طفلتها لكنها لم تهتم بها... اي ام هي...!!!

تذكر كلمتها حين نبهتها والدتها علي بكاء ابنتها

(سيبيها هي هتسكت بعد شوية... هاه خير كنا...)

تذكر انه تضايق جدا من تصرفها .... اقترب ‏​‏​منـِْها وهي تبكي وحملها ونظرت ڵـهٍ بعينيها الزرقاوتان... حينها اتسعت عيناه صدمة... اول مرة يري عينان بهذا الجمال.... حتي خالته الشريرة تلك لٱ تمتلك عينان بجمالهما ولا حتي زوج خالته

نظر لـٍهآ مفتونا بهما بينما تلك الصغيرة وضعت يديها كاملها داخل فمها تمتصها فأمسك يدها واخرجها من فمها وهو يقول معاتبا

(كخ... عيب... متحطيش ايدك في بؤك)

وقتها كانت تريد ان تلعب فأمسكت بشعره الحريري وشدته وهي تصدر اصواتا مرحة... تأوه هو وابعد يديها وقال

(عيب كدا...)

اجلسها وقال بطفولية

(انا اسمي يامن انتي اسمك ايه)

ابتسم حينها حين قالت

(من... من...)

ضحك وهو يحاول تعليمها نطق اسمه

(لٱ لٱ لٱ لٱ ... يامن... يااااااامن)

كررت

(من... من..)

حينها عرف ان نهايته ستكون علي يديها

عاد من ذكرياته حين ابصر الاتوبيس الشعبي وهو قادم... وجدها مزدحما بالكاد سيسعه... اراد انتظار واحدا ٱڅ? غير ممتلئ الا انه متأخر بالفعل... دس نفسه داخله بصعوبة

*****

كان <<عمر>> خارجا فنادته والدته فالتفت اليها فقالت باستغراب

(انتَ رايح فين دلوقتي... انتَ ناسي انهاردة ايه)

هز رأسه وقال

(ازاي انسي حاجة زي دي يا ست الكل... انا عارف ان انهاردة هنزور قبر امل اختي... بس انا ورايا مشوار دلوقتي... متقلقيش هتلاقيني هناك...)

قالت محذرة

(اوعي تتأخر يا عمر... امل مستنيانا.. دا غير ان جدك مش هيسامحك لْـۆ عملتها)

اومأ برأسه وقال وهو يضحك مازحا

(ڱڵـه الا جدي... عصايته لوحدها بتخوفني)

قبل يديها وقال بحنان

(هكون هناك في المعاد متقلقيش... اسبقوني انتم وانا هاجي وراكم)

اومأت برأسها وغادر هو بعد ان وعدها انه سيحضر ... فمنذ وفاة شقيقته في حادث سيارة ووالدته لم تنسي ذاك الًيَوُمًِ مطلقا... كيف تنساه وقد خسرت فِيَ? فلذة كبدها... كانت الاقرب لـٍهآ... لانها كانت تشبه شقيقتها الراحلة

عليه الاسراع لملاقاة <<ياقوت>>... يجب عليه ان يتكلم معها... كيف ستكون ردة فعلها بعد ان تراه .... هل ستكون خجل... ام غضب.... يتمني الأولي ولا يتمني الثانية

*****

بيت <<ياقوت>>

(يلا يا ياقوت اتأخرنا... لآزٍمٍ نمشي)

خرجت <<ياقوت>> وقالت

(لآزٍمٍ نروح)

قالت <<يارا>> بسخرية

(لٱ)

نظرت <<يارل>> لـ <<ياقوت>> وفهمت ما يحدث معها... فهي كانت تشعر بالخجل منه وبالغضب تجاه نفسها... كم تتمني <<يارا>> ان تكون <<باقوت>> من نصيب <<عمر>>... كم سيكون هذآ رائعا... خاصة مع حب ذاك الاخير تجاهها

قالت بهدوء

(ياقوت... مالكـ...!!!)

وكأنها كانت تنتظر ذاك السؤال فهتفت

(مش عارفة... مش عارفة يا يارا... متضايقة من نفسي اوي بسبب اللي عملته امبارح و في نفس الوقت مكسوفة منه اوي... معرفش هواجهه ازاي)

لم تعرف <<يارا>> بم تنصحها فهي ليست خبيرة بتلك الامور فقالت

(بصي... لْـۆ عمر جه كلمك سيبيلي زمام الامور... انا هتصرف ومش هسيبه يكلمك)

نظرت لـٍهآ <<ياقوت>> بعجز فقالت <<يارا>>

(نمشي بقي)

ترددت ياقوت ولكنها حزمت امرها فلابد من المواجهة رغم خجلها الشديد... يجب ان توضح ڵـهٍ ... لَـگِنْ... ماذا ستوضح ڵـهٍ بالظبط

صرخت <<ياقوت>> وهي تقفز كالمجنونة

(ااااااه... انا مجنونة مجنونة وربنا مجنونة)

نظرت لـٍهآ <<يارا>> وقالت بغضب

(بقولك ايه... متجننيش معاكي..)

امسكتها ودفعتها للخارج وهي تقول

(هنروح يعني هنروح يلا)

*****

في الجامعة

خرج كل من <<ياقوت>> و <<يارا>> من محاضرتهما تتمني <<ياقوت>> الا <تقابل <عمر>> في اي مكان... فهي منذ حضرت للجامعة وهي تراه كلما ذهبت لمكان... لكنها تتهرب منه... مرة بالذهاب للحمام ومورة بحجة ان الدكتورة <<مي>> تريدها... ومرة تنظر <<يارا>> بجانبها فلا تجد <<ياقوت>>

كان كل من <<يارا>> و <<ياقوت>> جالستان في الكافيتيريا تتحدثان حول المحاضرات الي ان لمحته <<ياقوت>> متجه ناحيته... نظرت لـ <<يارا>> وقالت بتوتر

(هورح الحمام)

اشارت لـٍهآ <<يارا>> بيديها بمعني "ټمـٱمـ" ... فهي تعرف انها تهرب من <<عمر>> المتجه ناحيتهم

هربت <<ياقوت>> فعلم <<عمر>> بهروبها فأسرع ناحيتها وأمسك زراعها وقال

(انتي بتهربي مِڼـّي ليه)

نظرت ڵـهٍ بخجل وقالت بتوتر.. وخداها محمران كالفراولة الطازجة لٱ ينقصها سوي القطم فقط... هز رأسه ليبعد افكاره عنها وانتبه لـٍهآ وهي تقول بتلعثم

(إإ... إيه... أأاا... أنا عُاَدّيَ?ّ... مبهربش ولا حاجة)

زفر <<عمر>> وقال

(آسف)

نظرت ڵـهٍ مستفهما فقال

(علي امبارح... انا آسف... بس...)

سكت قليلا لٱ يعرف كيف يقولها فحثته هي بنظراتها فقال بتوتر

(إا.. ياقوت... أنا... انا بجد بحبك)

تسارعت دقات قلبها فأكمل

(عارف انك... بتحبي حسام بس... بس اديني فرصة... يمكن تحبيني انـْتي كمان)

اتسعت عينا <<ياقوت>> لٱ تعرف بما تجيب فأسرع <<عمر>> يقول

(لو ادتيني فرصة هعمل المستحيل عشانك... واول ما اتخرج هاجي اخطبك.... ولو ... لْـۆ عايزاني اجي اخطبك دلوقت انا مستعد اجي مع عيلتي)

لم ترد ووجهها احمر كالدم تشعر بالدوار لٱ تعرف بما تجيب والخجل يغرقها من رأسها لأخمص قدمها قال حين لم ترد

(انا مش طالب ردك دلوقت... خدي وقتك)

ترك زراعها وتركها ورحل

******

وصلت <<ماسة>> للكلية وهي تنظر لـٍهآ وعي تنظر يمينا ويسارا تبحث عنه... عن <<عمر>> فهي قد سألت <<يونس>> واوصلها لجامعته وها هي الان داخلها تبحث عنه

لمحته جالسا مع بعض الشباب في الكافيتيريا واقتربت منهم لاحظها واحدا منهم نظر لـٍهآ بإعجاب فتبعه البقية بينما <<عمر>> شاردا عنهم في محبوبته فلكزه احدهم فتبع نظراته ووجدها

زفر بضيق وقال في نفسه
(ايه اللي جابها دي دلوقت)

كانت نظراتها متجهه ناحيته وعرف انها اتت لأجله هو... نهض من مكانه وسلم عليها فقالت بدلال

(ما اتصلتش عليا يا استاذ عمر)

قال لنفسه بغضب
(وحياة امك... وانا مالي بيكي)

ابتسم وقال بسخرية

(كنت مٍشًغوٍلً شوية)

ابتسمت بدلال وقالت كاذبة وهي تشير علي احدي الفتيات

(كنت معدية انا وصاحبتي ... شوفتك قلت اجي اسلم عليك)

وقبل ان يرد وجد م̷ـــِْن يكلمه بغضب وهو يقول

(عمر... عايز اكلـمك ضرو....)

وسكت وهو ينظر لـٍهآ مذهولا ماذا تفعل هذه هنا بينما نظر ڵـهٍ <<عمر>> بضيق وقال

(عايز ايه يا حسام)
الا انه لم يرد وهو ينظر لـ<<ماسة>> غير مصدقا لعينيه

بينما ماسة حين رأته ارتعش جسدها ڱڵـه خوفا ورعبا وعقلها وعيناها غير مصدقتان وهي تنظر ڵـهٍ مذهولة
(فـ... فارس)


MirOo Elbattal غير متواجد حالياً  
التوقيع
-

‏ومــااذا آإ?ْ صـبـرت 💜 ..؟!
سيرضيگ الل? ويرض? قلبگ "إن الـلـ? مع الصابرين" 🌸🌍✋

-