08-09-17, 12:53 AM
|
#905 |
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ? العضوٌ???
» 371679 | ? التسِجيلٌ
» May 2016 | ? مشَارَ?اتْي » 4,534 | ?
نُقآطِيْ
» | |
بعد أسبوع بالشركة كان مروان جالسًا على الكرسي المقابل
لمكتب سامر يهز ساقه بتوتر, ويرمق الأخير المنكب على الأوراق أمامه
بطرف عينه بإرتباك، لا يعرف كيف يبدأ الأمر، هو يريد التقدم لطلب يد ميرا..
ولكنه يريد أن يتحدث مع سامر بطريقة ودية أولاً قبل أن يذهب للسيد غسان..
زفر بقوة لا يعرف لماذا يصاب بهذا الخوف؛ بل كل مايرتبط بميرا يوتره
ويجعله كاﻷحمق لا يعرف كيف يتصرف!..
حين قابلت جدته ميرا أعجبت بها كثيرًا، وطلبت منه أن يسرع
ويطلب مقابلة والديها ويحدد موعدًا للزيارة والتعارف،
فالجدة تريد أن تزوجه ليظفر بالسعادة التي يستحقها مع من يحبها..
وهاهو يجلس لا يعرف كيف يبدأ الحديث.. ولكنه أجفل على صوت سامر,
وهو يقول بإطراء:" جيد مروان الأوراق والحسابات جيدة،
وقد صححت الميزانية بما يتناسب مع شروط الصفقة.."
ابتسم إبتسامة مهتزة، وأومئ برأسه بخفة، ولم يعلق..
مد سامر يده بالأوراق إليه فأخذها منه.. وقبض على الملف بكلتا يديه بقوة
وكأنه يستمد منه بعض الدعم, حين طال صمته،
نظر إليه سامر بإهتمام, وتساءل:" هل هناك شيء آخر مروان!.."
أسبل جفنيه وتحركت حدقتاه بإضطراب،
وقال بخفوت:" في الواقع أريد أن أتحدث معك بشيء ما سامر.. فأنا...."
عض على شفته السفلى بقوة يزفر بحنق..
عقد سامر حاجبيه وتطلع إليه متفحصًا،
ثم قال بإبتسامة مرحة:" ماذا بك ياصديقي!..
يبدو أمرًا هامًا ليجعلك متوترًا هكذا ولا تستطيع التعبير.."
منذ أن تعرف على مروان وهو يعرف عادته حين يربكه أمر ما ويحيره؛
يتعثر بحديثه ولا يستطيع التعبير عما بداخله..
ابتسم أكثر ونهض عن كرسيه، وتحرك من خلف مكتبه
ووقف خلف مروان ورفع يده يربت على كتفه داعمًا،
وقال ببساطة:" حسنًا تبدو بحاجة حقًا للحديث، كلي آذان صاغية.."
وتحرك مرة أخرى وجلس على الكرسي المقابل له، ينظر إليه بترقب يحثه على الحديث..
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء، ورفع بصره لسامر،
وقال بإرتباك:" هناك موضوع يشغلني.. أنا....."
عقد سامر حاجبيه وضيق عينيه محاولاً سبر أغواره،
ثم تساءل بشك:" مروان هل للأمر علاقة بفتاة ما!.."
وهنا كان رد مروان أن أطرق برأسه ينظر للملف وقابضًا عليه أكثر،
وتوترت ملامحه وكأنها تفضح أمره..
فغر سامر شفتيه، وهتف بقوة، مشيرًا بسبابته إليه،
وكأنه وقع على سر حربي:" كنت أعرف..
كنت أعرف أن الأمر يخص فتاه، حالتك من فترة غريبة.."
ثم ضحك بمرح، مضيفًا بغمزة عابثة:" هنيئًا لك يافتى..
لقد جئت للشخص المناسب.. سأعطيك نصائح ذهبية للإيقاع بها.."
رفع مروان وجهه، وهتف بقوة معترضًا:" الأمر ليس كما تظن.. أنا أحبها وأريد أن أتقدم إليها.."
ارتفع حاجبي سامر، مرددًا:" تريد التقدم إليها!.. حسنًا ولِمَ أنت متوتر إذا؟!.."
زفر مروان بقوة، وقال بيأس:" الموضوع مربك بالنسبة لي.. وأحتاج إلى مساعدتك.."
ابتسم سامر، وقال بصدق داعمًا:" وأنا معك ياصديقي.. كيف يمكنني مساعدتك؟.."
رمقه مروان بطرف عينه، وقال بحذر:
" من أريد الإرتباط بها أنت تعرفها، وأحتاج منك أن تمهد لي الطريق.."
عقد سامر حاجبيه بحيرة، وردد:" أعرفها!.. من تكون؟.."
ابتلع مروان ريقه بصعوبة، ثم قال:" ميرا.."
ازداد انعقاد حاجبيه، مرددًا بعدم استيعاب:" ميرا.. عن أي ميرا تتحدث؟!.."
_ميرا ابنة عمك غسان..
تجمدت ملامح وجه سامر ناظرًا إليه بأعين مذهولة،
وعقله لم يساعده فقد أصاب بالغباء لبعض الوقت واسم ميرا يتردد بأذنه..
مع ملامح اتضاح للرؤية مروان يريد الإرتباط بميرا ابنة عمه..
ميرا التي قام سهيل بخطبتها من قبل..
ولكن هل قال مروان أنه يحب ميرا!.. تجهمت ملامحه, وأظلمت نظراته بطريقة؛
جعلت مروان يبتلع ريقه بصعوبة، ويتساءل بحذر:" لِمَ أنت صامت هكذا؟.."
أخذ سامر نفسًا عميقًا ثم زفره بقوة، قبل أن يقول بجمود صارم:" انس الأمر مروان.."
عقد مروان حاجبيه بدهشة، وردد مستفهمًا:" لماذا؟.."
زم شفتيه بقوة ونهض من كرسيه منتفضًا، هاتفًا بقوة:" استمع إليّ مروان..
أنت صديقي وارتباطك بميرا قد يسبب المشاكل بيننا.."
وقف مروان مواجها له، وتساءل بحيرة:" لماذا سامر؟.. أنا لا أفهم.."
_لأن أخي خطبها قبلك، ولا يمكنك أن تتقدم إليها بعده..
خرجت كلماته حادة بإنفعال لم يستطع السيطرة عليها.. لا يمكن أن يترتبط مروان بميرا..
قد يود سهيل العودة إليها أو يكن إليها بعض المشاعر؛
فكون سهيل قد اختارها من قبل هذا ليس عبثًا، وارتباط مروان بها قد يغضب أخاه،
هو لا يريد خسارة مروان، ولا يستطيع الإبتعاد عن سهيل..
مروان مهم بالنسبة إليه وخسارته لن يتحملها،
ولن تأتي فتاه لتكون سببًا في خلافهم؛ حتى ولو كانت ميرا ابنة عمه..
أجفل حين هتف مروان مستنكرًا:" هذا ليس بعذر سامر.. لقد تركها سهيل.. وأنا....."
قاطعه سامر وقد اشتعلت نظراته:" قلت لك لن يحدث.. ميرا لا تصلح لك.."
ولكن مروان أصر هاتفًا:" بل تصلح لي.. أنت......"
_حسنا مروان أنت لا تصلح لها.. لن تستطيع أن تأمن لها ما تريده..
رغم أن الكلمات كانت قاسية ومهينة بعض الشيء، ولكن كان مرغمًا على قولها
لجعله يتراجع عما يريد، لم ينظر سامر لمروان أبدًا على أنه أقل منه بالمستوى المادي؛
ورغم كرهه لما تفوه به؛
ولكنه أكمل:" هل تعرف مصروفات ميرا!.. إنها تعادل ثروة مروان لن يستطيع راتبك أن يوفر لها ماتريده..
ميرا الصغيرة متطلبة وبشدة، كل ماتراه وتريده يقدم إليها على طبق من ذهب،
تعيش كالأميرات لا تهتم سوى برقص الباليه، هل تظن أن بمقدورها أن تعيش معك أنت براتبك..
راتبك بجوار متطلباتها لا يذكر.."
هو ليس بكاذب فرغم رقة ميرا؛ ولكنها مدللة والديها وطلباتها مجابة..
كم كانت كلمات سامر مهلكة بالنسبة إليه، تقليل من شأنه؛ بل إهدار لكرامته،
ذلك الوجع الذي يشعر به الآن يوازي ذلك الشعور حين خطبت ميرا لسهيل..
يبدو أن مخاوفه حقًا كانت بمحلها؛ فهاهو سامر يواجهه بها
ويجعله يرى مكانه الطبيعي، يشعره بالدونية وأنه لا يرتقي لمستواهم الإجتماعي..
أغمض عينيه وغصه مسننة استحكمت بحلقه بمرارة العلقم تكاد تزهق روحه..
تلك النظرة المعذبة على وجه صديقه؛ جعلته يلعن نفسه ألف مرة
يحترق بداخله، لم يرد أن يجرحه؛ ولكن ليس بيده حيلة..
أومئ مروان برأسه متفهمًا بأسى، وتحرك بخطوات متخاذلة بعيدًا عن سامر،
ولكن أوقفه صوت الأخير:" مروان.."
فالتفت برأسه إليه بتثاقل، ولكنه أجفل حين وجد سامر يسرع إليه يحتضنه بقوة،
هاتفًا بنبرة متحشرجة:" أقسم لك مروان أنني لا أقلل من شأنك،
أنت صديقي ولا أريد خسارتك.. سامحني أرجوك..
ولكن ميرا وارتباطك بها قد يفسد صداقتنا.. وأنا لن أسمح بذلك.."
أغمض مروان عينيه يعتصر جفنيه بقوة لا يستطيع الحديث،
ولكنه ربت على ظهر سامر بوهن، وابتعد عنه مطرقا برأسه..
وتحرك مرة أخرى من أمامه يفتح باب المكتب، ويخرج منه
بكتفين متهدلين ببؤس ممسكًا بملف الأوراق بذراع مرتخ ويد مرتعشة..
حين دلف لمكتبه جلس على كرسيه بضعف وابتسم إبتسامة باهتة متطلعًا للفراغ بنظرات ميتة..
أما عن سامر فلم يتحرك من مكانه يرمق باب مكتبه المغلق بنظرات بائسة،
لِمَ كل مشكلة يواجهها سببها امرأة ويكاد يخسر شخصًا مهما بحياته!..
أولاً سهيل والآن مروان.. تبًا كم يكره النساء جميعًا..
رفع يديه يضغط على جانبي رأسه بقوة ويشد شعره
حتى كاد يقتلعه من جذوره، لا تزال علاقته بسهيل متوترة،
ويتعامل معه بحذر وخوف، وموضوع مروان قد يفسد الأمر تمامًا, وهو ما لن يسمح به أبدًا..
***************
يتبع |
| |