هيا اجهزي ..."
تنهدت براحه لتنهض مبتعده عنه كي تجهز نفسها
ارتدت وتين ثيابها بحماس داخلي وقلق لتسارع بأخذ حقيبتها حتى
تلحق بصفوان الذي سبقها للأسفل ..
كانت ترتدي فستان أسود من القماش الخفيف محتشم تعلوه سترة
منقوشه بزهرات ملونه جميله ... ورسمت عينيها فقط بالكحل كما
اعتادت دوما ... فقط عينيها وكأنها تتحداه بخفاء أن يصل للونهما
الخاص ... ذلك اللون المختلط الذي يشع من عينيها بإغراء وبراءة
مثيرة لقلبه ...!
هبطت الدرج بهدوء تحسبا لحماتها التي تلقي دوما على مسامعها تعليقات متعبه ولم يخب ظنها فقد رأتها تجلس مع صفوان تتحدث معه
باهتمام لترفع حاجبها أول ما رأت هبوطها
حينما وصلت لمكان جلوسهما سألت حماتها بنبرة شديدة
كطبيعتها تماما
" الى أين .. ؟؟..."
كادت تجيبها ولكن صفوان نهض بهيبته الفطريه يمسك بعصاه اﻷثيرة
وهو يقول بخشونه رزينه
" سآخذ وتين لمشوار يا أمي ... سنكمل حديثنا عندما أعود ..."
ثم اقترب من وتين يضع يده خلف ظهرها يحثها على النهوض لتبتسم
بتردد لحماتها وتقول
" باﻹذن خالتي ... "
لم تجبهما وقد جمدت ملامحها قليلا وهي تتابع مغادرتهما معا
لتطلق زفرة خفيضه مختنقه بصمت ...
......
نظرت له يقود السيارة بجدية بينما هي نحت مضايقتها من طريقة
حماتها لتترك لحماسها التقدميه الآن
تريد أن تعرف الى أين سيأخذها ... فمنذ وقت لم تخرج وهي لم تعتد على هذا حتى أنها لم تذهب ﻷرضها كما اعتادت مع والدها
تنهيدة خرجت من شفتيها لينظر لها يبتسم ابتسامه صغيرة حنونه ويهمس
" كدنا نصل يا شهد القلب .. "
وكانت جملته بمثابة بلسم على قلبها لتنسى كل شئ يضايقها ..
كل شئ يقلقها وتسافر في مشاعرها ناحيته
فصفوان المسلمي ملك قلبها بلا استئذان ولكنها عنيدة بصورة تمنع لسانها من نطقها
في كل مرة تنوي الاعتراف تتراجع وتسأل ... لماذا لم يقلها هو ...؟؟
لماذا لا يتعرف اعتراف صريح بحبها .... ؟؟
يطمئن قلبها ويمنع عنها القلق والخوف ولكنه لا يقل .... لا يعترف
فقط يدللها بكلمات خاصه به ... بطريقته المميزة التي تشعرها كم هي فريدة ...!
انتبهت على السيارة التي تمر من البوابه الكبيرة لتنظر حولها وترى أرض واسعه
خضراء على مسافه ... أما على مقربه فقد كان منزل صغير من طابق واحد
وكأنه صنع للضروريات ....
ولكنه اتجه بالسيارة لليمين ليصفها أمام مكان يشبه الاصطبل ...!
همست بتساؤل
" هل هذا المكان لك ...؟؟..."
انحنت شفتاه بتهكم ليجيبها
" لا ... أختطفك في مكان غريب ..."
توردت وجنتاها ليهمس لها بهدوء
" انزلي وأنظري بنفسك ...."
نزلت من السيارة لتشعر بنفسها تنساق دون إراده منها للمكان ليقول لها بخفوت جاد
" هناك شئ أريدك أن تريه أولا ...."
سارت معه في المكان بأنفاس متسارعه ليأخذها للداخل ويتوقفا أمام مهرة صغيرة
كانت مهرة صغيرة تتماوج بين اﻷبيض واﻷسود ... شعرها هو
ما يحمل ظلال السواد الجذابة .... بعينين لم تستطع تحديد لونهما
ربما عسلي .... ربما مزيج بين العسلي والبني ... عينان واسعتان
تنظران بترقب
بينما هي همست بأنفاس مأخوذة
"تبارك الله ..."
(تبارك الله عليك أنت )
قالها داخله وهو يتابع عينيها المأخوذتين بما ترى
كم هي جميله وبريئه تجعل قلبه يهفو لها دوما ...!
" ما اسمها ...؟؟..."
التفتت له سائلة بنبرة عذبه لينظر في عينيها ويجيبها بثبات
"" نياط .."
اتسعت عيناها بغرابه ليميل برأسه مجيب تساؤلها بطريقته الرجوليه الثابته
" أليس معنى اسمك نياط القلب ...؟؟...."
أومأت برأسها ليهز رأسه ببديهيه فتسأل بصوت مأخوذ
" هل سميتها على اسمي ...؟؟..."
أسبل أهدابه ليجيبها بغموضه الهادئ
" ليس بالظبط .... فلا أحب تسمية اسمك على أحد مهما كان ...."
ارتعش قلبها ويدها ترتفع لتعدل حجابها الناعم بينما هو نظر لها مرة أخرى
ليقول بصوت أجش
" طلقت عليها هذا الاسم بعد ليلة زفافنا .... حينما أصبحت ملكي ...."
توردت وجنتاها لتفغر شفتيها تتنفس بصعوبه بينما هو التوت شفتاه بتهكم ليمد
يده يلامس وجنتها نزولا لشفتها الورديه ويهمس
" ما زلت تخجلين يا شهد القلب ..."
أغمضت عينيها متأثرة بلمسته .... بقربه ... بصوته المميز
ليزدرد ريقه ويقول بخشونه وهو يبعد يده عنها بصعوبه
" هيا بنا ... كي تشاهدي الباقي من المكان ..."
سارت معه ليضع يده خلف ظهرها يقربها منه بملكيه فتميل برأسها قليلا تتنعم
بذلك الشعور الخاص للغايه
شعور القرب من صفوان المسلمي .... زوجها ....! |