عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-17, 10:42 PM   #25

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث

سبق و تقبل مصيره بالفناء لكن ..هي ما كان يرعبه .. ... فتبدل تعبيره من مودة ناحيتها إلى عدائية واضحة لماركوس بينما يسحبها لجهته بنفس التملك حيث بدت كلعبة تتنقل بين يديهما مشوشة بأفكارها الخاصة ...
:- توسلت أن لا تدخلها بما بيننا راضي بما يقع علي من عقابك و مع هذا فعلت ما بعقلك ! ..... ماركوس لست بحاجة لتصعد الأمور لهذا الحد ..... لم أخنك ... أستوعب
ضحكة عالية ..مستفزة ..كانت جواب ماركوس قبل أن يعم الصمت لثانية ..يتبعها هو بنبرة خطرة .. مشدد على مخارج الحروف بتأني ..... و قد وصل لحدوده القصوى من الصبر
:- كيف تكون الخيانة أذن ! ... حكت الأمر كأنني من قتل ألبرت ..صديق عمري و حرضت مجلس الحكم علي فاشيا لهم بكل ما أتمنته لك من أسرار تعاملي بالسحر ....لكن أحزر ماذا ... السحر انقلب على الساحر
رجع ماركوس لكيف بدأ الأمر حتى أسر ..
كان قد سبق و تلقى رسالة مستعجلة من ألكسندر طلبا لرؤيته لأمر ضروري بمكانهم المعتاد بالكهف فسارع بفرسه حتى وصل لمنتصف الغابة ليفاجأ بكتيبة من الحرس الملكي يعترضون طريقه يتهموه بالخيانة العظمى عبر مخالفة القوانين وممارسة السحر الأسود ..رجاله الذي أعتاد منهم الطاعة العمياء تجاسروا ليتحدوه ..فلم يشعر بنفسه ألا وهو يطيح برقابهم الواحد تلو الأخر ...
وجودهم هناك لم يكن صدفة بل ..هنالك من أرشدهم لطريقه المعتاد ..ووقت تواجده ...
عندها لم يفكر بنفسه أو بمصيره بقدر خوفه على صديقيه ..كان عليه تحذيرهم فإذا كشف هو ربما هم أيضا سينالهم الأذى بما أن ثلاثتهم مشتركين بالقضية ..
لكن صدمة عمره جاءت على يد ألبرت حيث وجده مصاب بجروح خطرة يتكئ بظهره على شجرة قرب البحيرة تنساب دمائه للمياه فتختلط حتى يتلاشى اللون الأحمر ما إن تتوسع البقعة ..
ما إن حكا ألبرت له ما جرى و قد أدخر قوته ليبوح بأخر كلماته قبل إن يفارق الحياة بين ذراعيه حتى عم الظلام عيني ماركوس و الانتقام بات هدفه
ألكسندر غدر بهم ..بل خدعهم من البداية ولم يكن بنيته أبدا إن يوفي بجزئه من الاتفاق ..
لقد خطط بدهاء خبيث فبينما منح لمجلس الحكم أدلة على تورطه بالسحر كان قد عقد العزم ليغدر بألبرت طاعنا إياه بظهره كي يتهموه هو ما أن يصل بالموعد
..
بضربة حظ توجه للكهف على أمل إن يجده هناك ربما فلم يخذله ذكائه حيث كان بجبن يقبع خلف الشلال ينتظر نتائج خطته ... فحبسه بالمعبد بعد أن عرف منه ما يحتاج بطرقه الخاصة ... مقرر أن يعثر على المنشودة بعد أن عرف أنها لم تكن سوى أخته لألكسندر !
هو من الأساس لم يعرف أن لديه أخت !
لكن لم تكتمل مسيرته و قبل إن يصل لحدود المدينة تكالبت عليه من كل حدب و صوب قوات المجلس مقيدين قواه بتعويذة ليفقد الوعي فلا يفتح عينيه سوى وهو مكبل بزنزانة حقيرة .. مجردين قواه بواسطة تعويذة خاصة جدا تمنعه من استخدام قوته ...
........................
غيمت عينيها بالأسى ... تتراجع بخطواتها دون وعي عنهما .. تحدق بأخيها و لا تصدق انه قادر على فعلها .. أخوها بحياته لم يؤذي بعوضة ... طيبة قلبه أجمل سماته ... رجل ذو مبادئ و كم تفخر به
لن تصدق .. ببساطة لن تصدق ...
لكن قبل إن يخبرها الصوت بداخلها إن الحقيقة هي ما قيل ..كان صوت ألكسندر من ارتفع ....بانفعال ..و غضب .. و لمسة من الندم يترجاها إن تصدقه .. أن تقف بصفه... و حديثه وجهه لها .. لا لماركوس الذي يوشك على دق عنقه ...
:- كنت مجبر و الغاية تبرر الوسيلة .. ... كان دفاع عن النفس ... أقسم لك لو قتلني بوقتها ما كنت سأعترض .. لكنه هددني بسلبك مني ..
ضاقت عيني ماركوس بقلق ليس لما قاله بقدر للكيفية و قد بات يشك أن مشاعر ألكسندر لم تكن أخويه تجاهها ...
هناك ما يغيب عن فطنته و عليه إن يعرفه ليرتاح .. وقع بحيرة من تشابك الخيوط فلو كان فعلا يخاف على لوتس لما أذن شاركهم .. بل و أغراهم بالفكرة إلى إن رسخ بعقولهم العزيمة فتبنوا القضية ...... فلو كان هو بدل ألكسندر لحماها كاتما السر ...لكانت له فقط
.. آه لو كان بدله ...
هدر به كليث بالبرية مسترجع ذكرى وفاته لألبرت بين يديه و نظرات كل من حوله متحولة من الاحترام للإدانة
:- لم تكن الطرف الوحيد المعني كي تأمرنا بالتوقف ... ضحينا بالكثير .. بثمن لا يمكنك تخيله كي نصل إلى هنا .. و ما أن وصلنا حتى تغيرت وجهة نظرك للأمور ! .... اعترف أن الجشع ما أعمى بصيرتك و رغبت بالتفرد بتلك القوة
رجع ناحية ماركوس .. يواجهه ... كانا تقريبا بنفس الضخامة و الطول ألا إن التوحش و الشدة من نصيب ماركوس ... و الطابع الأرستقراطي الهادئ ببروده المستفز لألكسندر ..
بهدوء ..كان الرد
:- ليس تغير وجهة نظر أو جشع بل صحوة من غمرة الضلال الذي عشته ...... الإكسير ليس نعمة ... بل نقمة ... لعنة لكل من يسير بطريقه ..... كنت مظلل كحالك الآن و لا أعي أي ثمن باهظ سيكون مقابله فتعد تضحياتنا السابقة كقطرة ببحر ... ... ما نبحث عنه يعتبر من الجرائم الكبرى بحق الطبيعة أيقنت الواقع بنفس يوم دخولي للمعبد عندما تفاجأت إن للنبوءة تكملة مخطوطة على واحدة من الجدران ... تحذر حارسة البوابة أن لا تمنح نعمة الخلود سوى لمن يستحق فلو أخطأت الاختيار ستحل اللعنة عليه و يفقد إنسانيته متحول للظلام فلا رادع بعدها له ..
تستمع لحديثهما و مع كل كلمة تشحب أكثر ...... تتشابك الأمور حولها .. بنفس الوقت تشعر إن ما يحيط بها مألوف .. قد سبق لها التواجد هنا ...
لليمين و اليسار حرك رأسه قليلا بينما يرد ماركوس بتأسف ... على صديق خسره تحت التراب ..و أخر ... أنقلب عليه
:- كل ما قلته لا يبرئ ساحتك و لا يمنحك أي عذر ... .... أي جنون أحتلك كي تخول لنفسك الحكم على استحقاقنا له أو لا .. على خيارتنا المستقبلية طالحة أم صالحة !.. ألبرت أريت منه بيوم سوء لتحكم عليه بالهلاك .... أم ربما أنا من هيئت لك نفسك إنني الظلام الذي سيحل على العالم ! .... أقحمتنا بالدوامة و ببساطة تريد التنصل من واجبك تجاهنا .. بل قل أن خطتك من البداية إن تستغلنا لنوصلك للمعبد ثم .. التخلص منا ...
:- العرافة الأولى ... هي حارسة البوابة ؟
بقى ألكسندر بصمته دون أن يعبأ بالرد على ماركوس فما قاله لم يخلو من الحقيقة .. أجل هو ما كان سيسمح لأي كان إن يقاسمه إياها و قد رأى كيف كان ألبرت و ماركوس مهووسين بها ... هم يستحقون مصيرهم فليسوا بتلك الطهارة و النقاء .......
يراها تقف أمام واحدة من المنحوتات بلون عاجي مميز تحتل معظم الجدار بها عدة رسومات و رموز تمثل جزء من النبوءة
استدار ماركوس ناحيتها بعينين تبرقان ... مصر إن يكمل حتى أخر نفس و ها هي تبدأ بتقبل مصيرها ... رد عليها هو بحماس
:- بل ..أنت .... ..هي حارسة البوابة ....
بخفوت نطقت الحروف الثلاث مستنجدة به ..لعله يوقظها من الكابوس الذي تعيشه ...
:- أخي ...
:- هو ليس أخيك ... لا رابط دم يجمعك به ... لما لا تستوعبين من أول مرة ..... كلما سارعت بتقبل الواقع كان الوضع أسهل ..
كان ماركوس من يصرخ بحركة من يده منفعلة ... و شعور غريب من الغيرة لكونها تتجاهله .. لا توليه اهتمامها ... بعد كل تمجيده على مر السنوات لها دون حتى أن يتعرف عليها ... من غير العدل إن تكون قريبة لألكسندر بينما هو وهي يملكان ما يفيض من المشاعر و القواسم المشتركة ....
رمى الكسندر نظرة نارية ..حاقد على ماركوس ...فأبتسم الأخير بخبث قائلا بلا مبالاة
:- عليها إن تعرف بالنهاية الحقيقة ... أنها متبناة ... و أنت بالنسبة لها مجرد تحصيل حاصل يوم وضعت أمانة برقبة والدك ... أنك من أول يوم اعتبرتها وسيلة ..جسر ... يوصلك لهدفك ...
بتأني و ببطء متسلي نطق أخر كلماته ....
:- ألن تستنكر ...ترفض ! .... لما لا تنعته بالكاذب !
تناجيه بيأس رافضة حتى التفكير باحتمال صدقه لكن نظرة أخيها أعلمتها إن كل ما قيل ...صحيح ...
حاول لمسها فانتفضت مبتعدة ليجبر إن يقول باستسلام ..متأسف
:- الأمر ليس هكذا أقسم . ربما بالبداية وجدك فعلا كنزي الخاص ..... لكن .. أحببتك .. تربيت أمام عيني ..... ... وددت أن أخبرك بالحقيقة ببطء و تأني لكن والدنا رفض بصورة قاطعة إن تعلمي انك لست أبنته و أنا لم أخبره بيوم إني أعرف أكثر مما أعلمني هو .... أعتقد أنه ظن بجهلك للواقع سيؤمن حمايتك و سيمنحك حياة طبيعية و رغم معارضتي له سابقا لكن بالنهاية استوعبت خطورة إعلان هويتك و إن والدي على صواب لكن للأسف بعد فوات الأوان..
فطرت قلبه بنظرة الحزن المغيمة على عينيها .. .... فتهمس بأسى و الوجع بقلبها يتفاقم
:- أبجعبتك المزيد تصدمني به ؟
أتكئ بظهره على أحد الأعمدة القريبة منه منهك القوة ... كان عليه إن يخبرها كل شئ .. هذا أقل ما عليه فعله فقط يأمل إن لا تكرهه ... فبدأ بالرجوع لنقطة البداية ..
:- منذ ما يفوق الخمس و عشرون عام طرقت بابنا امرأة غريبة تخفي رأسها بقلنسوة ذات عيون زرقاء كأحجار كريمة...كحال عينيك عزيزتي .....بدت خائفة .. على عجل من أمرها لا تحمل سوى طفلة ترتدي عقد ..عقدك .. .. كنت بالرابع عشر من العمر يتملكني الفضول خاصة بلحظة رؤيتي لك ...فتسللت للداخل و استمعت بعناية لكل حرف رغم أمر والدي إن أبقى بالخارج ... كنت مسحور مسلوب اللب و فكرة واحدة خطرت ببالي بوقتها ... أن القدر من جلبك لبيتنا ..لي ...
:- أتحكي لها حكاية قبل النوم ..لما لا تدخل التفاصيل
قالها ماركوس مقاطع ألكسندر بتذمر ..فتجاهله بعد إن رماه بنظرة ساخطة ليرجع مكمل
:- المرأة كانت قريبة لك و قد فرت قبل الهجوم بقليل لتنقذك بعد إن حرقوا قريتها و قتلوا كل من بها بحثا عنك ... مما فهمته هي كانت على معرفة بوالدي بالماضي ..و لم تملك سوى اللجوء له كي لا ينالك المهاجمون
كثير عليها .. تقسم أنها تكاد تفقد عقلها ... فتهمس بضياع
:- أتقول لي إن كل عائلتي اغتيلت بسببي .. ...... ..لكن ..لما !
ماركوس من أجابها بصوت أجش . ... عينيه تبرق بتملك و هوس ... شئ ينبثق بداخله يربطه بها
:- عرافة منذ سنوات مضت لا تعد و لا تحصى تنبأت إن كل من سيولد من سلالتها بليلة تصطف النجوم بها بطريقة معينة سيملك قوة خاصة فريدة ..ستكون الطفلة هي حارسة البوابة .. بوابة سحرية لأبعاد كثيرة بعوالم موازية ... و الوحيدة القادرة على فك طلاسم الخريطة التي ترشد إلى مبتغى كل البشر ... الخلود ... هذه النبوءة انتشرت لفترة ثم رجعت لتخبو بين مشاغل الحياة مع الوقت خاصة إن لا دلالة تدل على قرب ولادتها للطفلة ...نسوها الناس ببساطة .. ألا قلة متطرفين صنف منهم كرسوا حياتهم لتحقيق النبوءة و أخر .... ساروا عكس المبتغى وهدفهم اغتيال الطفلة قبل إن تصل لقدرها كما حصل مع عائلتك على ما يبدو ....
دون إن ترمش أنفاسها تزداد بسرعتها تحدق بعينيه .. لا يفصلهما سوى القليل فتسأل كإقرار بالواقع
:- و تلك هي أنا ؟
بصوت حميمي خاص .. يحمل بطياته إصرار شديد ... خافت و عينيه تبرقان بشدة كان جوابه
:- بالضبط ....
....................................


نظرت لما حولها بجمود ... السقف مزخرف بنقش يمثل العناصر الأربعة المكونة للحياة و كل عنصر بجهة على شكل حلقة مرتبطين ببعض ... النار متمثلة برسمه تنين ذو أجنحة محلق بالسماء ...الأرض على شكل حيوان الخلد بالجنوب .. .. سمكة ترمز للماء بالغرب ... الهواء أخيرا بالشمال على هيئة طائر ....و بالمركز رسمه متقنة لأفعى تلتهم ذيلها .. رمز يدل على تجدد الحياة ..
كل شئ مألوف بصورة غريبة .. تفهم اللغة المنحوتة على الصخر وهي لم يسبق لها إن رأت مثيلتها ... تتواصل مع كل رسمه و مخطوطة ..مستوعبة إلى ما توحي ...
لم يكسر الصمت بالمكان سوى صوت ماركوس وهو يشير لما حوله بيديه بعد إن رآها كيف تتأمل المكان ... ينطق بإعجاب واضح .. فالمعبد بات متكامل بوجودها ..
:- هذا هو أعظم أنجاز بالكون ... ما حولك يمثل المعبد الذي شيد بزمن العرافة الأولى ... منحوت بداخل الجبل بيد الكهنة و قد أخفته بتعويذة لا يقدر على تجاوزها سوى قلة مختارين .. و بعد سنوات من المحاولة نجحت ... ....قدري إن أكون هنا .... أن أمتلك الإكسير ... و واجبك إن ترشديني له ..
منبهرة لا تنكر بكل ما عرفت و ما ترى ... لكن ليس بقدر ما تشعر بالخذلان و خيبة الأمل وهي ترجع بعينها لأخيها ... الرجل الذي مثل لها كل الأمان بالعالم و حماها من نسمة هواء ...أحبها بدون قيد أو شرط .. لتستوعب أنها لم تكن له سوى وسيلة لتحقيق غايته ..
ما عادت تصدق شئ ... ماضيها كله كذبة ..
ها هي الآن تبدو كورقة بمهب الريح ... و لا يغريها أي ما قيل عن قدرها .... تريد حياة بسيطة ..فقط لترجع لماضيها حيث كان أكبر مشاكلها ..تأخرها على الزواج نسبة لبنات جيلها ....
بضعف كان ألكسندر يقول بمحاولة ليقنعها
:- لوتس .. إذا كنت قد فقد ثقتك بي ...ففكري بوالدنا ... أكان سيرضى إن تخرجي قوة لا تقهر كهذه إلى الأرض .. سيختل التوازن ... و تبدأ اللعنة تحل على كل من نعرفهم ..
بسخرية مريرة جاء ردها
:- ألم تتأخر قليلا بتحذيرك أخي ... كان عليك مصارحتي بالحقيقة و معرفة رأي ... قبل إن تسلبني حرية الاختيار ....
صمت و لا يملك مبرر لما فعله ....
تابعوها بصمت وهي تسير حول المكان ..تلامس بكفها الجدار مرة و الأعمدة بأخرى ... تتواصل مع صدى الذكريات ..
توقفت خطواتها و قد وصلت إلى حيث البوابة ذات القوس المزخرف التي سبق و دخلت منها لتقول بمنتهى الهدوء و السيطرة
:- أنا ملعونة بما يكفي كما يبدو كي أضيف المزيد لحياتي من المآسي ... ألكسندر محق .... كوني حارسة البوابة لا يعني إن علي إن امنح الإكسير لك ... أو لغيرك .... فإخفائه هنا لم يكن عبثا ...... بل لحمايته ....... كما لا يمكنني إن أحقق لأي كان قدر مشئوم كهذا ... أسفه ...
تلاشت مودته ناحيتها بهذه اللحظة ... كحال صبره .. .فقال بنبرة منفعلة عالية
:- لا يمكنك التنصل من مهمتك ... قدرك .... أنت حارسة البوابة ... سليلة العرافة الأولى ... ألا تعين كم ضحيت لنصل إلى هنا
:- كل تضحياتك العظيمة لا علاقة لي بها ..كانت من اختيارك ....
ردت عليه بنفس انفعاله ..فتعاود الحديث بترجي وهي تراه يكاد ينفجر ..عينيها لا تسقط منه و قد أثرت بها لحظاتهم الخاصة السابقة ..
:- أسمع ... أعترف إن الأمر مغري لكن ..حدسي يخبرني انه طريق مظلم بلا رجعة .... ... أتتخيل إن يموت كل من حولك لأجيال و تبقى الوحيد بينهم .... .. يفقد كل شئ جماله بعينك فجمال الحياة بقصرها .. بندرة لحظاتها

أبتسم ألكسندر مرتاح الضمير أنها لن ترتكب نفس غلطته ... أنها ..أكثر حكمة منه ....
و قبل إن تستدير لتغادر ... و بنيتها مغادرة المدينة كلها لتنجو بحياتها ...كان ماركوس من يقول بصوت قوي تردد صداه بالمكان
:- يبدو أنك بخضم ما مررت به ..نسيت أنني من يقرر ...... فدعيني أذكرك باتفاقنا ....ثقي بي عزيزتي ... لن ترغبي بإثارة غضبي أكثر ...
رجعت تنظر له بتحدي ... أجل ..نست لفترة من يكون .. ربما قبلتهما جعلتها تنظر له بمنظور مختلف لكن الآن تدرك ..أنه قناع لا أكثر ..هو ..فقط يريد قوتها و ما تملك من قدرة ...
أخذت نفس تشد عزيمتها .. فترد بنفس القوة رافعة ذقنها ...
:- اتفاقنا انتهى هنا ... حررتك من السجن كما وعدت و أنت .. أوصلتني إلى ..أخي ...أما ما يخص ما بينكما من ثأر و سوء فهم فدعه يذهب للمجلس و يقر بذنبه .. كما يقتضي الواجب و الشرف ... عندها .. ستعود الأمور لمجاريها .. ... لكن لا تنسى انك قتلت بدماء باردة ثلاث رجال أبرياء أيضا ... فاعتقد كلما سارعنا بالنفاذ بجلودنا و الهرب كان للأفضل
ضحكة ساخرة كان جوابه قبل إن تخرج حروفه نارية ..بخطورة خافتة ... يتحداها هو الأخر .. بينما ألكسندر بدأ يشعر بالخوف عليها فعليا
:- أتظنين إنني سأدعك تخرجين ...ببساطة ... بعد أن وجدك ...
ابتسمت بثقة ... قوة غريبة تجري مع دمائها تمنحها طاقة وقد تقبلت قدرها بوسط المعبد .... فترد على تهديده الساخر بسخرية أكبر ...
:- أبذل جهدك لمنعي ...
لكن قبل إن تتجاوز البوابة بخطوة كانت تستدير بسرعة وقلبها ينتفض بعد إن سمعت ماركوس يقول ببساطة .. وقد علمت ما ينتويه بنفس لحظة أقدامه على فعلها ...
:- أذا ربما تحتاجين لحافز ..


قراءة ممتعة



سما نور 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس