سارت في المكان براحه داخليه ... تريد أن تثبت كفاءتها..
هي اختارت الصدق ... اختارت الطريق الصحيح
إذا يجب أن تكون كفؤ ..
هي من رفضت المحسوبيه ونظام ( الكوسه )
هي من رفضت الوجود في مكان كل فيه سواء
المجتهد والكسول .. الصالح والطالح
ولم يخذلها ربها
بل رزقها بما تتمنى ... عمل جيد ومريح
ولكن رغم ذلك عقلها يضج بشتى اﻷفكار
وكيف يهدأ العقل والقلب مثخن بالحب ..؟
نعم للأسف ..وتعترف بها بكل حزن
لم تكن تريد هذا الحب ... لم تكن تتمنى لقلبها هذا التعلق وهذا اﻷلم
دوما تدعو ربها ألا يعلقها سوى بحبه وحب دين رسوله..
ورغم كل طبيعتها العاطفيه لم ترد سوى زواج يقوم على المودة
والاحترام ولكن هيهات ..
فقلبها تعلق برجل حياته كقطع البازل معقدة تماما
وهي لا تحب التعقيد .. تحب السلاسه والسلامه والاطمئنان
ترى ماذا تفعل الآن وكل هذا داخلها..!
أغمضت عينيها للحظه وساقاها تتوقفان رغما عنها لتأخذ نفس مرتجف
ماذا تفعل في قلبها الذي يتألم ﻷلمه ...
تخشى عليه وتخجل لهذا ...!
تخجل من حبها ... من قلقها ... من قلبها ودقاته
يا الله ....!
فتحت عينيها تأخذ نفس مرتجف ..
دارت بعينيها حولها خجلا من أن يلاحظ أحدهم توقفها لتتوقف عيناها
وهي ترى قامته عن بعد
يقف بظهره يتحدث لموظفه ما
هو بكل هيأته الرجوليه اﻷنيقه ... ملامح وجهه لم تظهر لها
دوما تخجل من التمعن في وجهه
تنظر للحظه وتخفض عينيها سريعا تحاول إمساك دقات قلبها
ولكنها تسأل نفسها الآن
لماذا هو هنا ...؟؟ ..
هل هو هنا حقا ..؟؟
همست بصلابه زائفه
) اهدئي يا جيهان .. اهدئي وتصرفي بحكمه ...)
وجدت ساقيها تتحركان باتجاهه دون شعور منها
دقات قلبها تقفز بحب صامت
خجلها يقيدها .. يقيد حركتها .. يقيد لسانها ... يقيد نظراتها
“ نضال ....!...."
قالتها وكأنها تلهث من ركض طويل
تراه أمامها ولا تصدق
منذ أخبرها بكل شئ وتركها وذهب ... ظنت أنها لن تراه ثانيه
وكأنه أخبرها بهذا في لحظة يأس نادرة
ولم تكن تعلم أنه فعلها حتى لا يخسرها
حتى لا يخسر بقعة النور المتبقيه في حياته
تحدث بما يؤلم قلبه فقط ﻷجلها ..!
والتفت ينظر لها ببعض المفاجأه أيضا وكأنه لم يكن مستعد
لمواجهتها في تلك اللحظه ..
الا أنه تمالك نفسه سريعا ليقول بهدوء ومحدثته تغادر
“ مرحبا جيهان .."
كان يرتدي بنطال أسود أنيق على كنزة رماديه ..
شعره البني الطويل نوعا ما مصفف بعنايه
بينما يترك ذقنه وشاربه على غير المعتاد وكأنه يرفض
حلاقتهما ... أناقته تخالف تلك النظرة من عينيه .. نظرة تحوي حزن
وقسوة تملأ العالم ...!
أسبلت أهدابها تهمس بخجل
“ م..مرحبا ..."
ابتلع ريقه بصعوبه .. يتحكم في اشتياقه لها
ها هي تقف أمامه بكامل بهائها .. بكامل جمالها
هي بمثابة .. ضي العمر بالنسبه له
بينما هي تفرك يديها بتوتر .. بقلق .. بخجل
ولا تعلم بما تبدأ حديثها ..؟؟
تريد أن تخبره أنه كبر في نظرها أكثر ولم يكن صمتها تقليل منه
بل صمتها سببه أنها جيهان
ببساطه هي جيهان .. لا تستطيع الخروج من عباءة خجلها وحياءها
هي تحاول وهذا يحسب لها ..
“ كيف حالك يا جيهان ...؟؟.."
قالها بصوت مثقل كي يخرج من هالتها التي تبتلعه دون إراده منه
فهو يريد بقوة
يريد ضم رأسه لصدرها
يريد الشعور بقربها ... لمس قلبها بيده
ولكن كل هذا صعب .. صعب للغايه
عضت شفتها بعفويه ليزفر بخشونه وينظر لشئ آخر وهو يسمعها
تسأله بتعجب وكأنها انتبهت للأمر
“ لماذا أنت هنا ..؟؟.."
صمت للحظه يخشى قولها لها ..
يخشى ظنها السئ قبل الجيد
آه من حبك يا ضوء القمر ..
أجابها بخفوت هادئ وعيناه تدرس كل خلجاتها بدقه
“ أنا أعمل هنا يا جيهان .."
لتسكن ملامحها وهي تنظر له بغرابه ثم تنظر حولها لمقر الشركه
الذي يعتبر صغير في رأيها ثم رددت بنبرة اتهام
“ أنت السبب في عملي هنا ...!!..."
صدرها بدأ يعلو ويهبط ببوادر غضب يوشك على الاندلاع
ليهمس لوجهها بصرامه
“ اهدئي يا جيهان .."
اشتعلت نظراتها برفض لما يطلبه الا أنه جابهها بقوه خفيضه
“ أنا لا أملك المكان ... أنا أعمل هنا ولي نسبه ضعيفه في المكان ..
وشئ واحد يجب أن تعرفيه ..
لو لم تكوني تستحقي العمل هنا لما التحقت به
فتوقفي عن رفض حقوقك ..."
فغرت شفتيها بانفعال ودقات قافزة بجنون بينما
التفتت حولها تخشى ملاحظة أحدهم لوقوفهم وحديثهم
الا أن صوت نضال كان خافت والجميع منشغل بالفعل
نظرت له لتجده يرمقها صراحه دون خجل
يمعن في ملامح وجهها النقيه تماما دون أي إضافه
فتوردت خجلا رغما عنها لتهمس
“ أنت تعرف بأمر الجامعه ..؟؟.."
" أنا أعرف كل شئ عنك يا جيهان ..."
قالها بثقه ونظرة متوغله ﻷعماقها
ليرتج القلب الضعيف وتخفض عينيها سريعا
تتمسك أصابعها بحقيبتها بينما تسمعه يقول بجمود
“ هل تريدين شئ آخر يا جيهان .. أنا متعجل بعض الشئ .."
رفعت وجهها بعينين متسعتين تأكلان وجهها النحيف شديد
البياض بينما نمش أنفها يظهر بسخاء مثير لنظره
نبرته أجفلتها ولكنها لم تجعلها تتراجع وهي تهمس بتردد
“ نضال .. صمتي وقتها لم يكن تقليل منك أو رفض لظروفك ..
بالعكس .. ولكن أنا صمت بسبب ..."
صمتت وهي تعض شفتها خجلا
ماذا ستقول له ..؟؟
أنا صمت وقتها خجلا وحياءا ودهشة مما أخبرتني به..!
" لماذا لم تقولي شئ وقتها يا جيهان ..؟؟.."
سألها كي يعرف أكثر ولكنها أجابته بتلعثم
“ لم أعرف ماذا أقول .."
وجهها شديد الحمرة أعطاه الرد المناسب لحيرته
كيف غفل عن طبيعتها الخجوله بشدة
فوجهها الآن يكاد ينفجر بحمرة الحياء بعدما كان شاحب
ازدرد ريقه وقد دب اﻷمل فيه من جديد
فقال بصوت أجش
“ هل يمكننا الحديث في مكان ما ..؟؟"
هزت رأسها برفض لتقول بأسف
“ لا أستطيع .. ثم أنا تأخرت على العودة للبيت .. آسفه .."
همست بها بعينين مسبلتين ليتقبله بهدوء وقد كانت اﻹجابه متوقعه
الا أن رفضها لم يقلل من أمله قيد أنمله
بل ابتسم بهدوء مجيبا إياها
“ لا مشكله .. سنتحدث وقت آخر .. فبالتأكيد تريدين معرفة
سبب عملي هنا .."
أومأت بخجل لتضيف بصوت منغم
“ أنا مضطرة للمغادرة الآن .. "
أخذ نظرة من وجهها المنمش ليقول بخفوت
“ اعتني بنفسك يا جيهان .."
بينما هي استدارت مغادرة لتهمس لنفسها
“ حفظك الله ..."
لم يستطع إبعاد عينيه عنها وهي مغادرة .. رغم ثيابها الواسعه
المحتشمه للغايه .. حجابها الكبير
الا أنها في عينيه فتنه مجسدة يخشى عليها من الهواء قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني
قولي لي ماذا أفعل فيك، أنا في حالة إدمان
قولي لي ما الحلّ فأشواقي وصلت لحدود الهذيان
قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصفت بوجداني |