عرض مشاركة واحدة
قديم 17-03-17, 02:00 AM   #75

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,534
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثاني

في المساء بعد عودة تمارا للمنزل وجدت باب المنزل يطرق ولم يفتحه أحد
لذلك إتجهت لتفتحه فتجد سامر يفتح ذراعيه
ويقول بإبتسامة واسعة ونبرة مهللة:"مرحبااااااااااا أخي هاقد أتيت.. أين أنت ياحبيبي؟..
ولكن تتلاشي إبتسامته ويلوي شفته العليا وهو يقول بنزق.. تمارا.."

نظرت له تمارا بنفس نظرته وشفتها العليا مرتفعة قائلة بفظاظة:" سامر..."

ارخي سامر ذراعيه ليسقطا إلي جانبيه ولوي شفتيه للجانب
وقال بإمتعاض:" لم أعلم أنك هنا.. ماذا تفعلين؟.."

ابتسمت تمارا إبتسامة صفراء وقالت بسماجة:" سؤال سخيف مثلك..
ماذا أفعل هنا برأيك!.. أليس منزلي أيضا!.. ماذا إن سألتك ماذا تفعل هنا؟.."

قلب سامر عيناه بملل وغمغم بكلمات غير مفهومة وزفر بحنق..

فجدحته تمارا بنظرة ممتعضة.. ثم تركت الباب التي كانت تمسك به وتحركت للداخل بخطوات متململة..

ودلف خلفها سامر بتكاسل يحمل حقيبة ظهر علي ذراعه
يدور بعيناه في المكان متسائلا:" أين الجميع؟.. لا أري أحد هنا.. أين سيلفيا؟.."

لم تكلف نفسها عناء الرد عليه؛ بل وقفت تنظر له عاقدة ذراعيها أمام صدرها
تلوي شفتيها للجانب بضيق ها قد أتي سامر للمنزل وسيتعمد إزعاجها وإثارة المشاكل معها..

ولكنها كانت قررت وهي بالجامعة أنها ستعود للسكن بعد يومان يبدو أنها ستعود قبل ذلك,
لن تظل هنا للأبد وتجعل روز تظن أنها هربت خوفا منها.. بل ستواجهها
إن تجرأت علي الإقتراب منها.. في لحظة تشنج جسدها وجذت علي أسنانها غضبا؛
حين تذكرت معرفة سهيل بها..
عاصفة اندلعت بداخلها تكاد تقتلعها من مكانها تريد أن تذهب وتخنق تلك الروز..
تلك المقززة كيف لسهيل علاقة بها وهي شاذة؟!.. يبدو أنها ثنائية العلاقة إذا..

ولكن سهيل أصبح مقرفا أيضا كيف يكون عند هذه الفكرة اقشعر جسدها بإشمئزاز واضح..

لمحه سامر وعقد حاجبيه بتركيز؛ تلك التمارا ماذا تفعل هنا؟..
لايحب تواجدها بالقرب من سهيل؛ فهي خبيثة تتصنع المشاكل وتوقعه هو بها,
ولكنه لن يسمح لها سيركلها في أقرب وقت من المنزل ويفضل لو كان اﻵن,
سيفكر بشئ يجعلها تركض هاربة من هنا..
ابتسم بمكر ولمعت بعض الأفكار في رأسه؛

ولكن قاطعه صوت سهيل الذي خرج من غرفته يتسائل عن القادم في هذا الوقت
اتسعت عيناه وهو يري سامر يقف أمامه,
وهتف بدهشة:" سامر!.." التفت كل من سامر وتمارا نحو سهيل..

أشرق وجه سامر واتسعت ابتسامته, وهتف بسعادة:" مرحبا أخي.."

نزع حقيبة يده سريعا وقذفها بعدم إهتمام اتجاه تمارا؛ لترتطم بصدرها بقوة أجفلتها,
ولكنها التقطتها بتلقائية مرتدة للخلف خطوة غير ملحوظة ونظرت له بأعين متسعة وفاه مفرغ بدهشة..

في حين انطلق الأخير اتجاه سهيل يعانقه بقوة ويقول:" اشتقت إليك كثيرا كثيرا.."

ابتسم سهيل مربتا علي ظهره وقال بهدوء:" وأنا أيضا..
ثم ابعده عنه برفق متسائلا.. ولكن ماذا تفعل هنا؟.."

نظر له سامر بتعجب مصطنع وابتسامة لم تفارق وجهه وقال بإستنكار:" كيف تسائل سؤال كهذا؟..
كان عليك أن تعلم أنني سأكون متواجدا في هذا التوقيت خاصة.. وأكمل غامزا بعبث.. إنها الحملة الدعائية.."

أرجع سهيل رأسه للخلف ضاحكا بصوت مرتفع بمرح؛
جعل تمارا تنظر له بأعين متسعة منبهرة تلك الضحكة..
كم اشتاقت لسماعها ورؤية وجهه يضئ فيعكس بهجته علي روحها القاتمة..
غامت عيناها بذكري قديمة بوجه كانت الإبتسامة لا تفارقه. وجه كان لها الملاذ دائما..

ابتسمت برقة وهي تنظر إليه, تحتضن الحقيبة بين ذراعيها تراقبه
وضحكاته تتحول لإبتسامة تنتظرها بلهفة؛ حين يطرق برأسه لأسفل
قليلا وترتفع زاوية فمه للجانب ابتسامة ملتوية بإغواء فطري,
كم تعشقها وتراقبه دوما خاصة حين يتحدث بالهاتف,
وتلتقطها هي ترسمها علي جدران قلبها, وعقلها محتفظة بتفاصيلها..

قطع شرودها صوت سهيل وهو يقول بتسلية:" الحملة الدعائية إذا.."
فأكمل سامر بتسلية مماثلة:" الكثير والكثير من الفتيات ذات الأجساد المنحوتة, والملابس المثيرة.."

اكفهر وجه تمارا بعد سماع تلك الكلمات؛ حملة دعائية, وفتيات مثيرات؛
هذا ماكان ينقصها, جذت علي أسنانها بغضب وقذفت سامر بالحقيبة بعنف
لترتطم بذراعه ثم تسقط أرضا..

ويمسك هو بذراعه متأوها ينظر لها شذرا معنفا:" ماذا فعلت ياحمقاء؟.."

حدجته بنظرات مستعرة, وهتفت بحدة:" لست خادمتك يا أحمق؛
لأحمل لك حقيبتك.. كنت أعلم أنك قادم لتلك الأمور المقززة والفتيات.."

نظر لها نظرة تقييمية سريعة لم تتعدي الثانيتين, وقال بإستهزاء:"
بالطبع ستقولين ذلك عنهن.. فغيرتك بينة, فأين لك بمقوماتهم وجمالهم!.."

رفعت تمارا ذقنها بشموخ, وقالت بثقة:" بل هن لا يرتقين إلي مستواي وجمالي..
تلك النحيفات التي لا تكاد تعرف وجههن من قفاهن, يشبهن الماعز المصابة بالجفاف.."

عقد سامر ذراعيه أمام صدره, متسائلا بتهكم ساخر:" وأنت ماذا تشبهين ياذات المقومات المهلكة؟.."

التمعت عينا سهيل ناظرا إليها يلتهم تفاصيلها من أعلي رأسها حتي أخمض قدميها,
هامسا بتقدير:" تشبه الغزال في رشاقته, وجمال عينيه.. وتنهد بحرارة مكملا.. اه منك يامعذبتي.."

قطع شروده صوت تمارا, وهي تقول بترفع:" لن أدخل معك بحوار عقيم مثلك..
فكل يعرف نفسه وحجمه.. أنت عفن أجرب؛ تركض خلف من هم مثلك..
ولن أنُزل مستواي لأتناقش معك.." وترحل من أمامهم رافعة رأسها بكبرياء متهادية
في مشيتها؛ التي تجعل سهيل يتأوه بصمت معذب يراقبها حتي تدلف لغرفتها وتصفع الباب
بوجههم بعنف..

نظر سامر للباب مقلدا إياها بسخرية, وهو يحرك رأسه:" لن أنُزل مستواي لأتناقش معك..
وصاح بحنق.. حمقاء بل أنا من أترفع عن الحديث معك.. والتفت لسهيل متسائلا.. ما الذي تفعله هنا؟.."

رمش سهيل ونظر إليه, وقال وهو يمط شفته السفلي:" عطلتها علي ما أظن.."

زفر سامر بضيق ثم ابتسم, وقال بشقاوة:" لا بأس دعنا منها.. ماذا سنفعل اﻵن؟..
عقد سهيل حاجبيه بتساؤل؛ فأكمل سامر موضحا.. أعني ألن نخرج اﻵن ونحتفل بقدومي؟.."

ضحك سهيل وهز رأسه يأسا, وقال:" اهدئ قليلا يافتي اذهب للنوم وغدا سنري ماذا سنفعل.."
هز سامر كتفه, وقال بلامبالاة:" حسنا.. ولكنه تسائل بلهفة.. هل يمكنني النوم بجانبك أخي كالسابق؟..

والتمعت عيناه مكملا بسعادة.. خاصة أنه لن يتطفل علينا أحد, ويحشر نفسه بيننا.."

اكفهر وجه سهيل وأظلمت عيناه ينظر لسامر بغضب.. فرفع الأخير يديه
بإبتسامة متوترة وقال بإهتزاز:" لا بأس أنا أمزح لم أقصد أن أتحدث عن...."

قاطعه سهيل بوجه صارم وقال:" لا بأس اذهب للنوم.."
أطرق سامر برأسه, وانحني يجذب حقيبته ثم اعتدل, وتحرك خطوات
ولكنه أجفل؛ حين وجد سهيل يربت علي كتفه فإلتفت إليه بأعين حزينة معتذرة..

ابتسم سهيل له برفق وربت علي وجنته قائلا بخفوت دافئ:" أنا سعيد بقدومك..
طابت ليلتك.." ثم ابتعد عنه ودلف لغرفته..

يراقبه سامر متمتما:" وليلتك أخي.."

*****
تلك الغرفة الباردة ورائحتها المزكمة بطريقة تكتم الأنفاس ويضيق الصدر بها..
تطلع إليه بنظرات قاتمة تحمل في طياتها حقد وغضب دفين..

اقترب منه بخطوات متمهلة حتي وصل إليه ثم انحني يهمس بجوار أذنه
بشراسة تقطر غلِاً وقسوة:" لن أسامحك أبدا.. اعلم ذلك..
مافعلته بي لن أغفره لك؛ إن ظللت باقي عمرك البائس تتوسلني لن أغفر..
تذكر كيف توسلتك, وماذا فعلت بي؟.. إن استطعت أن تعيد الماضي وتمحي ما اقترفته يداك..
عندها قد أسامحك.. ولكنك لن تستطيع وأنا لن أسامح, فلتمت وأنت تعلم أنني أكرهك.."

تلك العينان التي نظرت إليه رغم ندمها, ولكن كانت قاسية يعرفها جيدا لن تتغير أبداَ..

ثم بلحظة نيران مستعرة تلتهم كل شئ أمامه رائحتها لاتزال بأنفه
رغم شعوره بالإرتياح ولكن صدره لايزال يشتعل غضبا, يضاهي
تلك الألسن المتوهجة تضئ عتمة عيناه..

فتح عيناه علي إتساعهما ينظر للسقيفة بنظرات شرسة, يلهث بعنف غاضب
يقبض علي يديه بقوة يحاول الحد من إرتجافهما, ثم ضرب الفراش بهما بعصبية عدة مرات,
وهدأ فجأة ورفع يديه يمسح وجهه بهما بقوة يطرد ما يفكر به وما رأه تواَ..
ونهض للحمام ليتخلص من توتره تحت المياه الباردة..

*******
في الصباح استيقظ الجميع لتناول الإفطار
في غرفة تمارا ابتسمت برقة وهي تفكر في الذهاب لرؤية يوسف الصغير؛
فهي منذ أن حملته وهي تطوق لرؤيته والبقاء معه..
ستمر علي الشركة لتري فيبي ثم يصطحبها عمار للمنزل..

في الخارج حضرت سيلفيا مدبرة المنزل الإفطار وأخبرتهم؛
ليركض كل من سامر وتمارا خارجا؛ نظرا إلي بعضهما بترقب وتحدي,
ثم بلحظة ركضا اتجاه طاولة الطعام؛ ولكن وصلت تمارا أولا
وجلست علي المقعد بالجانب الأيمن بجوار الكرسي الرئيسي ونظرت لسامر بإبتسامة منتصرة..

صاح سامر بغضب:" ابتعدي من هنا.. هذا مكاني.."
-لا أنا من جلست أولا..

جذ علي أسنانه بغضب وقال محذرا:" قلت انهضي وإلا..."
رفعت تمارا حاجبها وتسائلت بترقب مستفز:" وإلا ماذا؟.. لن تستطيع فعل شئ.."

كور سامر قبضتيه بغضب وانحني ينظر إليها بجنون يكاد ينقض عليها, وهي تبادله النظرات بتأهب..
قاطعهم صوت سهيل:" ماذا هناك؟.."

إلتفت كلاهما إليه بإبتسامة سمجة, ثم زم سامر شفتيه, وقال بتذمر:" لقد جلست مكاني.."
هزت تمارا كتفها بلامبالاة, وقالت ببرود:" ليس مكانك.."

هز سهيل رأسه بيأس هاقد عادا للشجار؛ مكان متواجد به
تمارا وسامر إذا حرب مستمرة وعليه الفصل بينهما طفلان مشاغبان دوما..
وصل للطاولة وجلس علي المقعد الرئيسي وتسائل بهدوء
وكأنه يحادث طفلان:" من وصل أولا وجلس عليه؟.."

هتفت تمارا:" أنا.."
-إذا تمارا من ستجلس عليه..

صاح سامر محتجا:" لا هذا مكاني انهضي وإلا...."
-وإلا ماذا..

-سألقيك أرضا..
-لن تستطيع..

هتف سهيل بنفاذ صبر:" يكفي.. قلت تمارا من ستجلس.. تعال واجلس الجهة اﻷخري.."

عقد سامر حاجبيه, وأطرق برأسه قائلا بخفوت
متبرم:" لا أحب الجلوس في هذه الجهة, وهي تعرف ذلك.."

ابتسمت تمارا بمكر فهي حقا تعلم كره سامر الجلوس في الجانب اﻷيسر
ولكنها تعشق استفزازه.. ولن تتحرك من موضعها..

زفر سهيل بحنق لا يريد شجار منذ الصباح وهو ليس بمزاج جيد
تلك الكوابيس تطارده هذه الفترة وتصيبه بتوتر يفقده أعصابه..

فقال بصرامة:" اجلس سامر وتناول اﻹفطار.."

جلس سامر بتململ بجوار تمارا, ولكنه دفعها بكتفه بغضب
فضربت ساقه بقدمها بقوة جعلته يتأوه, وينظر لها بشراسة,
ورفع يده ليمسك شعرها..

-إياك..
التفت إلي سهيل الذي قال من بين أسنانه محذرا:" إياك وأن تفعلها.."

قبض سامر يده بقوة ورمق تمارا بنظرة غيظ مغلولة, ثم نظر إلي طبقه يتناول طعامه بغضب..

في حين مال سهيل علي أذن تمارا هامسا:" كفي عن استفزازه.. نظرت له ببراءة مصطنعة,
فأكمل بسخرية.. لن تنطلي علي تلك النظرة.. أعلم أنك قمت بضربه.. كفي عن ذلك.."
ثم اعتدل وبدأ بتناول طعامه..

وابتسمت تمارا بخبث؛ فسهيل دوما يستطيع تحجيم سامر,
ويقف في صفها دوما حتي ولو كانت مخطئة..

تجاذب سامر وسهيل أطراف الحديث حول العمل وأحوال البلاد هناك..
وكالعادة تدخلت تمارا بالحديث ليندلع شجاراَ آخر جعل سهيل يكاد يطيح بهما,
تمارا دوما هكذا ولكن ما يجعله غاضبا منها موقفها مع روز.. لِمَ لم تظهر
ذلك الجانب الشرس منها لتوقفها؟.. كان يشتعل غضبا من تلك الفكرة
يود لو يضرب رأسها بالطاولة تلك المتبجحة سليطة اللسان..
ولكن جرس الباب أخرجه من تفكيره لينهض بنفاذ صبر مبتعدا عن هذين المشاغبين,

ولكنه تمتم بغيظ من بين أسنانه:" تلك الوقحة المتبجحة, تظهر شراستها هنا,
ولكن مع روز ركضت للمنزل تختبئ أسفل الفراش كجرو صغير مذعور.."

فتح الباب بعنف؛ لتطالعه فتاه بيضاء ذات شعر ذهبي قصير تطرق برأسها للأرض..
وبلحظة اختفي الغضب والعبوس؛ وحل محله إبتسامة مغوية وعينان
وقحة تتطلع بالفتاة بجراءة وتسائل برقة مغوية:" كيف لي بخدمتك؟.."

رفعت الفتاة رأسها تنظر إليه وتقول بخفوت:" أنا كوردينيا صديقة تمارا.."
ارتفع حاجبي سهيل وابتسم:" صديقة تمارا صديقتنا.. مرحبا بكِ جميلتي.."

ابتسمت كوردينيا ونظرت له بإعجاب, وتسائلت:" هل تمارا هنا؟.."

ضحك سهيل بخفوت واستند بجسده علي الحائط,
وصحح بجرأة غامزاَ:" بل السؤال ماهو اسمك؟..
ضحكت كوردينيا وأومأت برأسها, فأكمل وهو يعقد ذراعيه حول صدره.. سهيل, ابن عم تمارا.."

-سعدت بلقائك سهيل..

حرك سهيل حاجبيه وقال بتسلية:" بل أنا أكثر.. وأظن أننا سنلتقي قريبا.."

وصل في تلك اللحظة سامر الذي هتف بغضب:" أين ذهبت وتركتني مع تلك الحمقاء؟..
لقد رفعت ضغطي.. ولكنه لمح كوردينيا واقفة مع سهيل يتضاحكان فإلتوت شفتيه بإبتسامة عابثة,
وقال.. اهاااا.. هذا ما يشغلك.. مرحبا عزيزتي.. أنا سامر شقيق سهيل.."

التفتت كوردينيا إليه بإبتسامة رقيقة وقالت:" مرحبا.. أنا كوردينيا صديقة تمارا.."

اقترب سامر, وقال بوقاحة:" دعك من تلك التمرة الفاسدة, وركزي معي..
أنت جميلة جدا هل لديك صديق؟.."

نظرت إليه كوردينيا بدهشة, وقالت بتعجب:" لا.."
اتسعت إبتسامة سامر, وهتف بمرح:" رائع.. يبدو أن اليوم يوم حظي.. فأنا أيضا ليس لي صديقات.."

نظر له سهيل برفعة حاجب ساخرة, ومال علي أذنه هامساَ:"
ليس لديك صديقات, وماذا عن نصف فتيات الشركة والملاهي الليلية!.."

عقد سامر حاجبيه بإمتعاض وهمس أيضا:" لا تفسد الأمر, وتقطع رزقي مع الفتاة..
سأواعدها ونجد لك صديقة لها تخرج معك.."

نظر له سهيل بإستهجان وقال بعنجهية:" جد لنفسك أيها الصغير
فأنا لست بحاجة لأحد ليجد لي فتاه.."

غمز سامر وقال بإعجاب:" بالطبع فالصياد يجد فرائسه بسهولة..
إذا دعني أقلب رزقي.. والتفت لكوردينيا وقال بعبث..
حسنا جميلتي مارأيك أن تدخلي لتناول مشروب ونكمل حديثنا
الذي أنا علي ثقة أنه سيتطور لشئ سيعجبك كثيرا.."

ضحكت كوردينيا بصوت مرتفع علي وقاحته والتي أعجبتها في نفس الوقت,
ونظرت له نظرة تقييمية راضية؛ فسامر شاب وسيم جسده رياضي,
ووجهه ملفت للأنظار برجولية مستفزة, وعيناه عابثة,
رجحت أن يكون بين الثلاثة أو الخامسة والعشرين..

كان سهيل لا يزال مسندا جسده للباب عاقدا ذراعيه أمام صدره يراقب الوضع,
هز رأسه بيأس هاقد بدأ سامر العبث ولم ينتظر حتي يخرج بل سيواعد أول من تطرق بابه
أي كانت المهم أن تكون أنثي.. سخر من نفسه.. أليس ذلك ما تفعله أنت أيضا أيها الصياد؟!..

في الداخل سمعت تمارا بعض الضحكات فإسترقت السمع واتجهت للباب
فوجدت سامر يمزح مع فتاة وعندما اقتربت وجدتها كوردينيا نظرت لها بتعجب لتواجدها,
ولكن احتقن وجهها واشتعلت عيناها حين ظنت أن روز من أرسلتها إليها زفرت نفسا غاضبا
وفكرت وهي تضيق عيناها بشر؛ ستجر كوردينيا من شعرها حتي تصل إلي روز
لتقتلع شعرها هي الأخري وتريها من هي تمارا.. تحركت بخطوات غاضبة ناحيتهم
ودفعت سامر بعنف أجفله ونظر لها بدهشة..

ولكنها لم تمهله وهتفت بقتامة وتحفز:" ماذا تفعلين هنا كوردينيا؟.."

انتبهت كوردينيا إليها وقالت بإبتسامة:" مرحبا تمارا.. آسفه لحضوري بدون سابق موعد..
ولكنكِ تغيبت عن السكن فقلقت عليكِ.."

هتف سامر معنفا بإستنكار:" لا تعرفين واجب الضيافة.. ادخليها ولا تكوني فظة.."
نظرت لها تمارا بعدم تصديق, ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها..

في حين قال سهيل لسامر بنبرة جادة:" دعها وصديقتها سامر الآن
وهيا لتستعد للذهاب للشركة.." لوي سامر شفتيه بإمتعاض ولكنه نفذ ماقاله سهيل واتجه للداخل..

استمع سهيل لها وأظلمت عيناه ونظر للباب المغلق بخطورة وترقب،
يحاول السيطرة علي نفسه حتي لا ينقض عليها يرميها من أعلي الدرج..

في الخارج وقفت تمارا أمامها, وقالت بتشديد بطئ:" لا تتحامقي واخبريني
ماذا تفعلين هنا؟.. أذكر أنكِ رحلت من الغرفة وتركتها لغيرك.. هل هي من أرسلتكِ؟.."

أطرقت كوردينيا برأسها وقالت بخفوت معتذر:" آسفه حقا علي مافعلته,
ولكن الوضع كان مربكاَ, لقد تركت الفتاة الغرفة وأخبرتني أن روز قد صرفت نظراَ عنك.."

اشتعلت عينا تمارا أكثر لدرجة, أشعرت كوردينيا أنها ستقتلها وتراجعت للخلف خطوة بإرتياع,
وتمارا تتقدم منها وتقول بنبرة مخيفة:" عودي كوردينيا وأخبري تلك الساقطة
أنني لم أكن خائفة منها وهربت.. بل أنا كنت عائدة غداَ.. وإن فكرت مجرد تفكير بالإقتراب مني
أقسم أن أجعلها تحاول لملمة أشلائها من جميع أنحاء الجامعة.. لست أنا من يخاف..
ولتحترس مني.. والآن ارحلي فورا.. هيا.."

ابتلعت كوردينيا ريقها بصعوبة وهي تنظر إليها برعب و أومأت برأسها مراراَ,
وتحركت بخطوات متعثرة بعيدا عن تمارا وهي تمتم بكلمات غير مفهومة..
في حين زفرت تمارا بعنف ونظرت إلي الفراغ تتوعد روز ستريها ما لم يكن
يطرأ علي عقلها من الجنون إن اقتربت منها..

ابتسم سهيل برضا ولمعت عيناه بزهو؛ وهو يستمع إلي تهديد تمارا المخيف
هاقد عادت قطته الشرسة, وليس ذلك الجرو الصغير الخائف..

********
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس