قهقه رمااح فجأة بدون مناسبة !! فالموقف لا يحتمل الضحك ابدااا
نظرت له أريج مغتاظة ..: عفواً سيدي ايمكن ان تضحكني معك !
ألم اقل لك أن الكرة الذهبية لها علاقة بالأمر .. أجابها رمااح بثقة تاامة
ولكن .. كيف ؟!!
انظري أريج إلى الصورة ,وأمعني النظر جيدا .. وأشار باصبعه قائلاً ..هاك الكرة مستقرة بصدره , على الأرجح أننا سنحتاج رشقها بقلبه كي ننجح في قتله .
اممم ولكن اين لنا إيجاد الطاائر ؟؟!
أخذ رمااح يتمعن بالصورة جيداً ليجد اي دلالة على مكانه ولكن لم ينجح.. ظفربضيق وهو يحك ذقنه وقال .. لا يوجد اي شئ نستدل به
هنا اقترحت عليه اريج وقالت .. لما لا نجرب القاء التعويذه اسفل الصورة فربما تفلح كالسابق .. والا لم هي مكتوبة اذاً !
وافقها رمااح قائلاً . معك حق سأجربها ونري .
قرأ رمااح التعويذه بصوت مسموع ولكن لم تفيد تلك الكلمات الغير مفهومة بشئ
توقف رمااح عن القراءة وقال . لا اعلم لما أشعر ان هذه المرة لن تفيد التعويذه بشئ , فربما علينا ايجاد المكان اولاً .. صمت برهة واكمل .. ولكن كيف ؟؟
خاطبته اريج ..لما لا ناخذ قسطاً من الراحة لنأكل شئً وبعدها نفكرعلى مهل
وافقها رماح .. لا بأس لنرتح قليلاً وبعدها نكمل
اختاارا شجرة ظليلة ليجلسو أسفلها تقيهم حر الشمس .., نزعت اريج حقيبتها واخرجت منها ملاءة وفرشتها ع الارض ليجلسا عليها وأخذت باخراج الاطعمة
كان رمااح يراقبها بااسما وقال قاطعا تركيزها فيما تفعله .. لم أكن أعرف أنك بهذه الخبرة , كيف استطعي تدبير كل هذا ولم تنس شئ
أجابته أريج سااخرة .. إنه لاشئ يا رمااح , فقط .. حس المرأة .. شئ فطري لدينا
ابتسم رمااح قائلا لا يجب علي أن استهن بك ثانية
جرب ذلك وسترى , قالتها أريج محذرة
صاح رمااح بضحك .. لاا لقد اكتفيت لن أفعلها لا تقلقي
اقتربت اريج لتجلس بجانب رمااح مسنده ظهرها للشجرة وقالت وهي تعطيه شطاائر الجبن .. كف عن الثرثرة ودعنا ناكل
وااااااو شطائر الجبن المفضلة لدي .كم انتي راائعة قالها رمااح وهو يختطف الشطائر منها لياكلها ببطئ وتلذذ وهو ينظر أمامه للفضاء الشاسع
بدات أريج هي الأخري في تناول شطيرتها وهي تسكب كوبين من القهوة .. تناولت كوباً وأعطته لرمااح الذي كان شااارداً ياكل ببطئ وناظراً امامه فاخذ منها الكوب وهو ع نفس وضعيته وشرف منه شرفة وعاود مرة اخري يأكل الشطيرة وهو على نفس شروده .. عبست أريج وهي تشاهده على هذا الحال نادته
رمااح ؟؟ رماااح !!
ولكنه لم يجب !
نادته بقووة وهي توكزه في كتفه .. رماااااااااااااااااااااح
انتفض رمااح مسكباً بعض قطرات القهوة . وصااح : ماذا .. مااذا ؟؟ دائما ما تفزعيني .
هذا لأنك لم تجبني عندما تحدثت برفق .. يبدو أن أذناك تضررت ولا تستجب إلا للأصوات المزعجة .. قالتها أريج وهي مندفعة بغضب
وضع رمااح يده علي فمها ليسده .. اقفلي هذاا
أزاحت أريج يده .. فيما كنت تفكر ؟؟
تنهد رمااح .. لاشئ كنت أفكر كيف لنا الوصول إلى ذلك الطاائر
لا تقلق رمااح أنا متاكده أننا سوف نصل ألا تذكر داائما عندما كنا نلعب مع بااقي أطفال القرية كنا أنا وأنت دائما نشكل فريقا واحدا ولا أحد يستطيع هزيمتنا في ألعاب الذكااء .. حتي أنهم مرارا حاولو تفريقنا وعدم تكويننا فريقا معا ....
ضحك رمااح .. نعم أذكر كنا نصيبهم بالهلع .. بمجرد ما كانو يعرفون أننا معاا يسلمون بفوزنا
عقبت أريج قاائلة .. نعم وبالأخص لعبة الكلمات المتقاطعة كنا نحلها سريعا وعندما يأتي دورنا في سؤالهم كنت تعطيهم كلماات صعبة .. أتذكر تلك الطريقة التي كنت تخبئ بها الكلمات داخل موضوع كبير من الانشاا وعليهم ايجاد الكلمات وتكوين الحروف المرجووة هههههه كنا نصيبهم بالجنون
كان يستمع لها رمااح مبتسماً ولكنه فجأه ظهرت ع ملامحه الجد وبدا عليه التركيز
لاحظت أريج تغيره المفاجئ فسألته .. رمااح ..مابك !
التفت لها رمااح قائلاً : أعطني الكتاب
ناولته إياه أريج فاختطفه منها وأسرع بفتحه , وأخرج ورقة خارجيه ونظر إلى الكتاب لوهلة ويعود فيكتب بضع كلمات في الورقة ويعاود النظر للكتاب مرة أخري ليعود فيكتب ويعود ليشطبها ويكتب مرة اخري وينظر للكتاب فيتردد فيشطبها ....
كانت تراقبه أريج بدون فهم وتكاد تصاب بالجنون ولكنها فضلت الصمت
بعد تقريبا عشر دقاائق .. رمي رمااح القلم ع الورقة ظاافراً بارتيااح .. أخيررا وجدتها
هااااا ؟؟ ما هي التي وجدتها ؟ اخبرني !! سألته أريج بشغف
فقط استعدت موهبتي القديمة في حل الكلمات المتقاطعه حاولت تكوين أي كلمة مفيده من التعويذة
حقاً ؟ وإلى ماذا توصلت
أجابها رمااح .. ( فنار)
ردت أريج متعجبة ومكررة الكلمة (فنار) !
نعم تلك الكلمة الوحيده التي توصلت إليها بصعووبة ..أعتقد أنها المراده من التعويذه كلها .. لذا مهمتنا التالية ستتطلب ذهابنا إلى فنار القرية
*********
*
*
*
أحكيكم صراحةً بدون وجود رماح معي لم أكن استطعت أن أوصل لأي شئ في هذا الكتاب , رمااح ذكي جداااا كما أنه يحب المغامرة أيضاً.. ولا يخاف شئ , لهذا لم أتردد أبداا في اخباره وقتها بأمر الكتاب , موقنة تماماً بأهمية وجوده بجواري .. حينها عندما توصل لكلمة (فناار) المخبئة بداخل التعويذة أسرع يلملم معي بقايا الطعام بداخل الحقيبة لنذهب إلى الفنار في الحال ..دون تردد أو خوف مما ينتظرنا هناك ! كان بداخله داافع أقوى من خوفه على نفسه وهو ... حماية المملكة وأهلها .....
*
*
*
وقف كل من رماح وأريج أمام المبني الحجري الشاهق مسحورين بجماله ع الرغم من قدمه وأنه قد تضرر كثيرا بفعل الحروب وأيضاً الزلازل فكان جزء منه منهاار ومتهالك والجزء الأخرما زال قائما , الا أن هذا كله لم يزده الا سحرا فبقايا الأبنية الحجرية في هذه المملكة لها وقع خااص وسااحر يؤثر القلوب .. وراءه البحر مديداا والغروب وشيكاً .. والمكان هاادئ وساكن يخترق هذا الهدوء فقط صوت تلاطم الأمواج بالصخور ....
تحدثت أريج بصوت هادئ حالم وكأنها تخشى ان تفسد هذا السكون الممتع
: وااااااااااااااو ما هذا الجمال
: يريدون افساده .. رد عليها رماح بهدوء
انتشلها كلام رمااح من احلامها , وردت عليه بجدية وااضحة
: لن يفعلوا
ربت رماح على كتفها وحدثها مبتسما
:مستعدة ؟؟
أومأت له أريج وهي تنظر في عمق عينيه
: اهمم .. وأخرجت الكتاب من الحقيبة وأعتطه لرمااح
: حسناً والأن أريدك أن تتراجعي إلى تلك الأاشجار هنااك وتختبئين إلى حين انتهائي من المهمة وان حدث أي شئ .. اهربي في الحال
: نعم ؟؟! .. قالتها اريج غاضبة
: ما سمعتيه يا أريج لن اخاطر بحياتك أبداا
: لا يا رمااح لن أتركك تواجه هذا وحدك
أمسك رمااح بكتفيها ناظرا في عيناها .. اسمعيني جيدا هذه ليست حياتك ولا حياتي بل هي حيااة مملكتنا وتاريخها ايضاا .. الموقف لن يحتمل الخطأ
: أجل لهذا يجب أن اكون معك .. قاطعته أريج برجاء
: لا يا أريج بل يجب أن تكوني خاارجا الأفضل أن أموت وحدي أم نموت الاثنان ويدفن سر الكتاب معنا ؟؟
اتسعت عيون أريج بخوف وارتعش بدنها واستشعر هذا رمااح فقال مصححا
: لا تخافي , هذا فقط سيحدث في اسوأالاحتمالات ولو لقدر الله حدث .. تكونين انت في امان وتهربي بالكتاب عائدة إلى القرية .. يجب أن يكون هناك بداائل دائما ..
دمعت عيون أريج ولكنها حبست الدموع بعينيها وامسكت بكف رمااح بكلتا يديها ترجوه قاائلة
: عدني أنك ستحرص على حياتك لأخر لحظة
ابتسم رمااح لها مطمئنا ورفع كفه التي لا تزال بكفي أريج مشيراً بها إلى صدره قائلاً
: طالما هذا ينبض , سأحافظ على حياتي لأخر لحظة .. لأجلك
اومأت أريج برأسها موافقة : حسناا لا تنسي أنك وعدت... وشددت على يده قائلة (.. بالتوفيق..) سأذهب الأن ..
وانتشلت يديها من بين يديه وأسرعت الخطي مبتعدة اتجاه الأشجار كما أمرها رماح
وخلت الساحة تماماً لرماح ..
وقف نااظراً أمامه متأملا ف المكان قليلاً ثم أخذ شهيقاً عميقاً وفتح الكتاب وقام بالقاء التعويذه
وما أن القاها حتي رأى أمام ناظريه اندفاع شئ ما من بااطن البحر بقوة صاروخية محدثا دوياً مزعج ف المكان وتناثرت المياة ف كل مكان وما لبث أن تبين أن هذا الشئ هو الطائر في الصورة كان نفس الشكل ولكنه ع الحقيقة كبير قليلاً ومخيف
وقف الطاائر أعلي الفنار فاارداا جناحيه يرفرف بهما بعنف كمن يستعد للانقضاض على فريسته
وقف رمااح مكانه ينظر لأعلى إلى الطائر بترقب استعداداً لأي حركة ولكن ما لم يكن في الحسبان أن الطائر هاجم رمااح بنيران سااخنة منبعثة من فمه مستخدماً خاصية التنين لديه
قفز رمااح جانباً متفادياً النيران التي كادت أن تفحمه .. فعاود الطائر رشقه مرة أخرى بتلك النيران فقفز رمااح برشاقه متفاديها أيضاً
كانت أريج مختبأة خلف الشجرة تشاهد بخوف وااضعة يدها على صدرها لا تعلم كيف تتصرف , وتذكرت بفزع أن الكرة الذهبية ما زالت معاها وليست مع رمااح فكيف له ان يتصرف الان ؟
ما زال رماح يفقز هنا وهناك لاهثا متفاديا النيران وفجأة انطلق الطائر باتجاهه وهو يرشقه بالنيران ركض رمااح يمينا ويسارا متفاديا السنة اللهب التي يرشقه بها الطائر خلفه ..
ولكن حدث ما أوقع قلب أريج وجعلها تشهق باكية في مكانها ..وهو اندفاع الطائر بكل قوته اتجاه رمااح وامسكه بفمه من ساقه وطاار به عالياً..ثم أفلته ليسقط أرضاً من ارتفااع شاهق
صرخت أريج بقلب مفتوور : رماااااااح وركضت اتجاهه
ولكن قبل أن يرتطم بالأرض التقطه الطائر مرة أخري وحلق به عااليا ليفلته مرة اخري ثم يعاود امساكه من جديد .. كان يلعب به وكأنه كرة
صااحت اريج باعلى صوتها : رماااااااااااااح
سمعت صوته يناديها : اريييج اهربي بسررعة عودي إلى القرية .. الأن
كان الطاائر ما زال يلعب برمااح وصرخات رمااح تصل إلى أريج تارة تعلو وتارة تخفت نتيجة تحليق الطائر به أعلى وأسفل
أبت أريج أن تهرب وتترك رمااح .. وصااحت بأعلى صوتهااا
: رمااااااح هناك بدائل بالفعل , لن أتـركك
جاءها صوته متقطعا : أيتها المجنونه اهربي .. أنجو بنفسك
لم تعره أريج انتباه ونزعت حقيبة يدها وفتحتها بسرعة وأخرجت منها الكرة الذهبية .. رمت الحقيبة وامسكت الكرة بتصميم واندفعت لتقف ف نصف السااحة بحيث تكون علي مرمي بصر الطاائر
تشبثت بأرجلها ف الأرض متخذه وضع الاستعداد ولوحت بيديها وهي تصيح وتقفز لأجل لفت انتباه الطائر
هييييييييييييييه انت هناك تعالي إلي , أنا هنااا
كان الطائر ممسكا برجل رمااح عندما التفت برأسه ورآها وع الفور أفلت رمااح ليقع أرضاً وانطلق باتجاهها
ولحسن الحظ وقع رمااح في المياة وليس اليابسة
وقفت أريج متحفزة ممسكة بالكرة بقوة ترااقب اندفاع الطائر إليها متخذا وضع من ينقض ع فريسته ظلت وااقفه وهو يندفع اتجااهها بسررعة البرق .. وقفت تعد تنازلياا
6..5..4..3..2..1
وما أن أصبح على مقربة منها حتي ساارعت وبكل قوة رمت بالكرة اتجاهه فأرشقتها بصدره .. اندفع الطير بقوة إلى الوراء ما أن ارتطمت به الكرة .. وانفجر من صدره شعاعاً ذهبي اللون , وارتطم ع ظهره بالأرض لاافظا أخرأنفاسه .. وثواني واذا به يتحول إلى دخان مخلفا وراءه عصااه ذهبية اللون برأس كروية ...
******
ركض رمااح باتجاه أريج لاهثاً الأنفاس ومبلل الملابس والميااه تقطر منه
ما أن رأته أريج حتى ركضت نحوه بلهفة وما أن وصلت إليه حتي صااحت به بخوف
: رمااح .. هل أنت بخير ؟؟ هل أصبت في أي مكان ؟؟
وأخذت تتحسس أطرافه وعظامه
أوقفها قائلاً: لا تقلقي أنا بخير , فكما تعلمين .. فأنا سبااح ماهر وحمدا لله أنه أوقعني بالماء , وإلا لكنتي تصلين لي الأن بأن أنعم في الحيااة الأخرة
جثت على ركبتها مهلكة : هاااه الحمد لله أنك بخير
جلس رمااح بجانبها يلتقط هو الأخر أنفاسه وخاطبها محذراً : لأخر مرة تتهورين هكذا, وتعصي أوامري
صااحت به أريج : رمااح نحن أقدمنا على هذا معاا وسنكمله ونحن معاا .. لا واحداا دون الاخر .. والحمد لله أني تدخلت فلولاي لكنت الأن بداخل معدته
قال رماح معترفااا : حسناا أقر بشجاعتك المعهوده وأنه لولاك لكنت ف خبر كان .. راضية الأن ؟؟
: ليس بعد .. لا تأمرني مرة اخري بالهروب أو شئ من هذا القبيل .. سنواجه القادم مهما كان معاا
ابتسم رماااح بوهن : حسناا لك هذا .. واستلقى ع ظهره ممددا أطرافه بتعب
التقطت أريج العصا الذهبية وأعطتها لرمااح : هذا ما وجدته بعد مقتل الطائر
التقطها منها رمااح وهو نائماا محتضنا اياها : أعتقد أننا بحاجة للراحة كي نستعيد قوانا , فلنرتاح قليلاً ..
أومئت اريج له موافقة وارتمت هي الأخري ع الرمال وسرعان ما غفوا هما الاثنان من فرط التعب والجهد ..
********
نهاية الفصل الثالث