10-06-09, 11:53 AM
|
#5 |
? العضوٌ???
» 6485 | ? التسِجيلٌ
» Apr 2008 | ? مشَارَ?اتْي » 93,121 | ?
نُقآطِيْ
» | | الفصل الأول الفصل الأول لم يتأخر مرة فى حياته . هذا اذا كان الامر يعتمد عليه فقط ابدا . حتى عندما كان طالبا , وليس محترفا . على المحاسب ان يكون شديد التدقيق فى التافهة والتفاصيل , وهكذا هو تشايس , فى كل نواحي حياته . ولقد بنى لنفسه شهرة كافية حيث أصبح يدعى تشايس راندولف المميز . علقت زوجته السابقة بثورة من الغضب انه ولد فى عالم من الدقة والمحاسبة . وهكذا عندما وجد نفسه متأخرا عشرين دقيقة عن موعده شعر بإنزعاج حقيقى . ما كان ليتأخر في الواقع , لو لم يستسلم لفضوله ويجيب على الهاتف قبل أن يغلق الباب الرئيسى لبيته وهو يغادر . حدث ذلك وكأنه سيفقد شيئا ما . مع ان لديه كل التكنولوجيا الحديثة فيما يتعلق بالهاتف هذه الأيام . من سماعة الانتظار الى تسجيل آخر مخابرة وألة للاجابة على المواعيد مع آلة فاكس مميزة . على الرغم من كل هذا , لسبب ما , عندما سمع رنين الهاتف هذا المساء , وكان هناك احساس قد سيطر عليه ليعرف الآن , وليس فيما بعد , من المتصل . اذا سأله أحد ما لماذا , لما وجد تشايس شرحا لذلك . فهو لا يحب التحدث على الهاتف حتى . مهما يكن , كان هناك احساس لا يقاوم بالإجابة على الهاتف عندما رن . تكافأ بسبب حشريته غيرالمعتادة , باتصال خاطئ واعتذار , وبعدها . ما ان وضع سماعة الهاتف مكانها . حتى رن الجرس من جديد وكأنه على المسرح . هذه المرة كان الاتصال من رجل مصمم ان يقنعه على الموافقة على عرض مجانى بالذهاب الى البحر لمدة معينة . تمكن تشايس من التخلص منه بسرعة وقطع الاتصال . تمتم ساخرا من نفسه , واسرع بمغادرة المنزل قبل ان يرن الهاتف ثانية . بعد مرور خمس دقائق . كان منشغلا بازدحام السير الذى رأى انه كذلك لسبب وحيد هو ازعاجه فقط , يبدو وكأن كل سيارة مؤهلة للسير على شاطئ نيو بورت وكل المناطق المجاورة قد صفت بالطابور فى بولفار جاموري , ومتجهة فى ذات الاتجاه . كل هذا لم يخلصه من مزاجه السيء . فهو يكره أن يتأخر . كما وان فعله هذا يذكره بجينا . جينا , التي كانت تتأخر فى كل موعد , حتى فى موعد زفافهما . كان من الأفضل , لو انها لم تحضر ابدا , هذا ما فكر به وهو يشعر بالحزن . كان لا يزال يفكر بها كحلم رائع , لا مجال للحصول عليه بدلا من الواقع الأليم الذى رآه . أخيرا حلت مشكلة ازدحام السير , ورأى ان هناك القليل من السيارات تتجه بنفس الاتجاه عندما انعطف نحو شارع ماك ارثر . فكر انه لمن الغريب ان الطريق الممتدة امامه مهجورة هكذا . لكن هذا يعطيه الفرصة ليعوض ما فاته من الوقت . نظر تشايس الى المرآة الخلفية ليتأكد ان ليس هناك شرطى سير على دراجته مختبئا فى مكان ما , منتظرا لكي يضبطه متلبسا , فبالكاد الليل قد هبط . وبقليل من الحظ , لن يتأخر أكثر من عدة دقائق . على الأقل يستطيع ان يحاول . وعلى الفور زاد من سرعته . بدأ توتره يزول تدريجيا وكأنه حمل ثقيل وانزاح عن كتفيه . ادار تشايس الراديو وسمع أغنية قديمة ومن دون أن يدرك , بدأ يغنى معها . أدرك بعد لحظة انه يغنى اغنية كانت من قبل " اغنيتهما " هو وجينا . توقف تشايس عن الغناء ودار مفتاح الراديو . الكل في الكل , فكر بعناد ان حياته تسير بشكل مذهل . فبعد فترة قصيرة – ان لم يحسب الساعات الطوال التي يمضيها فى العمل ليلا – سيتدبر امره ليصبح شريكا فى شركة لوسون , دوغرتي ولاين للحسابات . ومع ربح أكيد وارتفاع ذو قيمة فى الاجر سيحقق حلمه , لقد ذهب تشايس وعاين فيلا فى شاطئ نيو بورت . كان دائما متشوقا ومنذ وقت طويل للانتقال من تلك الشقق الصغيرة للعازبين التي يقيم فيها منذ طلاقه . تجهم واضح ظهر على وجهه . الطلاق – لم يفكر بهذا الأمر منذ فترة مؤخرا . ولقد ظهر الان كنقطة سوداء فى صفحة بيضاء . لابد ان الاغنية هى من ذكرته بطلاقه . ذكرته بذلك الزواج العاصف الذى مر به . تأمل مفكرا , لابد انه كان مجنونا ليفعل ما قام به . كان من الجنون ان يتزوج بها , جنون كامل . لكن بعد ذلك , انشغل بالظلال التى تعكسها الأضواء على جانبى الطريق , كل شخص لديه القليل من الجنون وجينا هى جنونه الخاص . جينا بشعرها الأسود الطويل , وعيناها الزرقاوان المشعتان لكنها لم تكن الا الجنون بعينيه مع قد ممشوق . عاطفية جدا او ما يعتقده خطأ فى الحب لقد تعرف عليها لمدة ثلاث أسابيع فقط قبل ان يقدم على القيام باكثر الامور غباء فى حياته كلها . الاكثر غباء والاكثر طيشا . العمل الوحيد الذى قام به بتهور وطيش , صحح لنفسه بصمت , لقد تزوج منها . لابيت له , ولا عمل , ولم يكمل الثانية والعشرين من عمره كما وانه نال الدبلوم فى تلك السنة وتزوج ايضا . |
| |