تساءلت لين عما ينوي الغجري فعله بها و لكنها لم تفلح في تصور مصيرها يعزز
ذلك الغضب اقرب الى الجنون يسيطر على خاطفها
ازداد الحصان توغلا في الغابة و لين تكاد تصاب بالاغماء و الرجل ملتصق بها
تحس بنفسه يلفح عنقها و هو يقود الحصان بسرعة كبيرة اخذت ترتعد كورقة خريفية
و هي تسال نفسها عما فعلته لتستحق هذه النهاية السوداء اخيرا قرر الرجل
التنازل عن صمته فأعلن:
- نحن ذاهبان الى المخيم
- المخيم... اي مخيم هذا.
قهقة الغجري عاليا يتلذذ يخوفها و اجاب:
- الا تعلمين ان الغجر يعيشون في مخيمات؟
- ستندم ايها الحقير على عملك لان رجال الشرطة سوف يرمون بك في السجن!
كانت تعلم في قرار نفسها ان كلامها لا يرهب الرجل فالغجر (( محترفون)) في
الخروج على القانون ولا يهابون السلطة القانون الوحيد الذي يحترمونه هو ان
الغاية تبرر الوسيلة و ان مصلحة القبيلة يجب ان تكون الاهم بغض النظر عن أي
اعتبار واصلت لين بالرغم من ذلك تهديدها لعلها تنج في العثور على نقطة ضعف في
الغجري:
- تكون احمق اذا اعتقدت ان بامكان الافلات من قبضة العدالة الاختطاف جريمة
يعاقب عليها القانون بشدة!.
لم يعلق الرجل بشئ وظلا صامتين حتى وصلا الى المخيم حيث انتشرت عربات كثيرة
نظرت الى الوجوه التي تنظر اليها فلم تتعرف الى احد من الذين راتهم عندما
تعطلت سيارتها كما لم تجد تلك الفتاه التي انقذتها يومها من الغجري لعلها
تعيد الكرة الان.
تعالت الصيحات الترحيب للغجري:
- اهلا بك يا رادولف!
- ما هذه الغيبة الطويلة؟؟
- اخيرا عدت الينا.
نشأ لدى لين انطباع بأن الغجري لا ينتمي الى مخيم معين خصوصا ان هذا المكان
ليس المكان نفسه الذي شاهدته
تقدم من الغجري رجل كهل قال:
- رادولف ليس من عادتك...
اسكته رادولف باشارة من يده و لكن الكهل تابع:
- ما حدث لوجهك؟؟ الدماء تسيل منه بغزارة!
عندما رأت لين الجميع يلتفون حول رادولف و علامات التعجب بادية على وجوههم
سمعت بعض الكلمات الانجليزية لكن معظم الكلام باللغة الغجرية التي تجهلها
اوضح رادولف الامر لقومه بلغتهم و نظراته مليئة بالحقد تصب نارها على الفتاة
المصابة بالذهول مطبق 0
امسك الغجري بخصرها و انزلها عن الحصان فتعالت ضحكات من حولها و كان القوم
يستعدون لمرح أت ولاثارة توفرها لهم ضحية جديدة يتسلون بها..
زادت الدماء المتجمد على وجه رادولف من رهبة شكله وجعلته يبدو مجرما اكثر و
اكثر ايمكن ان تتوقع رحمة من انسان كهذا لا يهتم الا بارضاء غرائزه لا يعرف
المثل و المبادئ التي تؤمن بها المجتمعات المتحضرة حاوت الفتاة الا تفكر بما
ينتظرها لكن الرؤى السوداء كانت تغلف ذهنها كغمامة داكنه تمنت لو انها تموت!
فالموت ارحم من العذاب القابع وراء الساعات المقبلة...تمنت لو ان يدي رادولف
الجبارتين تلتفان حول عنقها الغض و تعصران منه اخر نقطة حيا...
انصرف رادولف الى الحديث طويل مع الرجل الكهل سمعتهما لين يتلفظان ببعض
الاسماء اولا بوريل وو غيرها و فهمت ان الكهل هو اولاف و انه و رادولف
يتحدقان عن بوريل و لكنها لا تعلم ما اذا كان بوريل اسما لامراه او لرجل حدقت
الفتاه في وجه رادولف لتجد الاضطراب و القلق الشديدين باديين عليه في حين كان
اولاف يتنهد من وقت الى اخر و يزم شفتيه بامتعاض ما هو الحديث المهم الدائر
بين الرجلين؟؟ سؤال لا يمكنها ان تجيب عليه قبل ان تفهم هؤلاء القوم.
بعد ذلك بدا القوم يوجهون الاسئلة الى رادولف فيجيب عليها باقتضاب و الاولاد
الحفاة ذو الثياب البالية يحملقون في ثيابه النظيفة و الانيقة بانبهار.
نظر رادولف الى لين فعاد الى عينية لمعان الشر و بلمح البصر حملها بين يديه
وسط ضحكات الجميع الى عربه ارشده اليها اولاف
صاحت لين في الغجر:
- هذا الرجل خطفني!! ستحاكمون جميعكم ان لم تساعدوني!
نظرت حولها تبحث عن احدهم يتعاطف معها فلم تقع الا على وجوه ضاحكة و نظرات
ساخرة لا امل اذن بان يساعدها احدهم فالجميع وحده متماسكة و الافراد يتعاونون
حتى على اعمال الشر0
ادخلها رادولف إلى العربة ثم خرج بسرعة بعد ان اغلق الباب بعنف. في هذه
العربة لن يتدخل احد لانقاذها. عليها ان تواجه وحدها الرجل الذي يبدو زعيما
او ملكا على قومه يذعنون لمشيئته بدون نقاش اغرورقت عيناها بالدموع فساعة
العقاب حلت شرعت تبحث في العربة عن وسيلة للخروج من سجنها الصغير مكان قذز
فيه اريكة و طاولة مستديرة مع بعض الكراسي العتيقة في الطرف الاخر سرير ضيق و
على الخزانة كتب قديمة ووضع مصباح زيتي يغطيه غبار سميك كأن احدا لم يشغل هذه
العربة منذ وقت طويل فالقذارة المنتشرة في ارضها و على محتوياتها لا توصف. |